أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: رد: اسم الله: "الغفار" الأربعاء 06 يونيو 2012, 12:40 am | |
| قالوا لابد للمؤمن من ذلة أو قلة أو علة ما الذلة؟ هذه ذلة الجاهلية التي كانت قبل أن يتوب إلى الله عز وجل، لو أن الإنسان تاب من معصيته وشفيت نفسه منها إذا تذكرها تحرقه في الدنيا، فمن رحمة الله للمؤمن أنه في الجنة يستر الله عنه ذنوبه كلها، أبدا لا يرى شيئاً.
ربنا عز وجل في سورة غافر قال: غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ{3} (سورة غافر: 3).
قال بعض المفسرين: "غافر الذنب إكراما وقابل التوب إنعاما وشديد العقاب بالكافرين وذي الطول أي ذي العطاء الكبير للسابقين والمقربين".
الحقيقة ثلاثة أسماء من أسماء الله الحسنى للمؤمنين وإسم واحد للكافرين، فربنا عز وجل غافر الذنب وقابل التوب ذي الطول شديد العقاب، فقال: غافر الذنب لمن ظلم نفسه وقابل التوب للمقتصد وذي الطول للسابق، فبعض المؤمنين مقصرون مخالفون بعضهم مستقيمون بعضهم متفوقون، فربنا عز وجل للمقصرين غافر الذنب وللمقتصدين قابل التوب وللسابقين ذي الطول وللكافرين شديد العقاب، لماذا كانت صفة واحدة من صفات الله عز وجل للكافرين لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "الكفر ملة واحدة فماذا بعد الحق إلا الضلال"، الكفر واحد أما الإيمان مراتب.
قال: هذا الوحشي الذي قتل سيدنا الحمزة، هل تعتقدون بوجودعمل أشنع وأبشع وأقذر من أن يأتي وحشي عبد مقابل أن يعتق فيأتي بحربته ويبقر بها بطن سيدنا الحمزة عم النبي فقال بعد أن فعل ما فعل وعرف قبح جريمته هرب إلى الطائف وندم على فعلته وكتب إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله هل لي من توبة؟ قاتل عم النبي وعم النبي عليه الصلاة والسلام من أحب الناس إليه سيدنا الحمزة سيد الشهداء، "الله عز وجل بعمرة أو بزيارة المدينة المنورة له قبر قرب جبل أحد" فقال: يا رسول الله هل لي من توبة؟ قال: فنزل قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً{48} (سورة النساء: 48).
قال: لعلي لا أدخل تحت هذه المشيئة "ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" قال فنزل قوله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً {69} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{70} (سورة الفرقان: 68-70).
قال: لعلي لا يكون عملي صالحاً فنزل قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً" أي لو جئتني بملئ السماوات والأرض خطايا غفرتها لك ولا أبالي لا الله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد والعقيم الوالد والظمآن الوارد.
عندنا بعض التفسيرات اللطيفة لقوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم" الله عز وجل لم يقل قل يا عبادي الذين فسقوا، قل يا عبادي الذين زنوا، قل يا عبادي الذين شربوا الخمر، قل يا عبادي الذين قتلوا، بل قال: "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم" فيها تلطف فيها ستر، فيها ستر لحالهم، تذوق الكلمات القرآنية "قل يا عبادي الذين أسرفوا".
الشيء الثاني كلمة "قل يا عبادي" يوجد في الآية شيء جميل جدا أي هذا العبد أضافه الله إلى ذاته، والله تحببا لعباده تسلية وتطمينا لهم وإكراما لهم نسبهم إلى ذاته "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" فزينتهم بنسبتهم إلى ربهم وقبحهم لا يعقل أن يغلب نسبتهم إلى ربهم لذلك حينما يقول لك الله عز وجل "قل يا عبادي" يجب أن تفتخر يجب أن تطير إلى السماء حبا به وإقبالا عليه.
الشيء الآخر "قل يا عبادي الذين أسرفوا" لم يقل في معصية ربهم لا، أسرفوا على أنفسهم أي هذه المعاصي ما أضروا بها أحداً أضروا بها أنفسهم ذات الله منزهة عن كل أذى.
"لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص من ملكي شيء".
فـ "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم" لا على الله عز وجل، ذات الله منزهة، "لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً" دقق في الآية "إنه هو الغفور الرحيم"، أي هو الغفور إن أذنبت أو لم تذنب، هو الغفور دون أن تذنب ولو أنك أذنبت فهذه هي صفته الثابته هذه صفته القديمة والسرمدية والأبدية، قال وأما قوله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{49} (سورة الحجر: 49).
قال مر النبي عليه الصلاة والسلام ببعض الصحابة فرآهم يضحكون فقال عليه الصلاة والسلام: أتضحكون والنار بين أيديكم، فحزنوا جدا، ثم رجع القهقرى فقال: جاءني جبريل عليه السلام وقال: يقول الله تعالى: "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم".
أيها الأخ الكريم لا تكون في حالة نفسية صحيحة إلا إذا جمعت بين الخوف والرجاء، فإذا غلب الخوف حالة مرضية وإذا غلب الرجاء حالة مرضية وازن نفسك، يوجد في الدم هرمون التجلط وهرمون التميع إذا غلب هرمون التجلط رأيت الدم كالوحل في الأوردة والشرايين فيموت الإنسان فورا، وإذا غلب هرمون التميع سال الدم كله من ثقب صغير، في كلا الحالين الإنسان ميت ولا بد من التوازن الدقيق بين التجلط وبين التميع وبعلاقتك مع الله عز وجل يجب أن يكون هناك توازن دقيق جدا بين الرجاء والخوف، فأكثر الناس يقول: لا تدقق ولا تعقدها الله غفور رحيم هذا رجاء أبله، لو قرأت القرآن لوجدت أن الله سبحانه وتعالى يقول كثيراً ثم إن ربك للذين تابوا وآمنو وعملوا الصالحات إن ربك من بعدها لغفور رحيم، إذا راجعت القرآن الكريم ودققت الآيات التي وردت من بعدها، تجدها آيات كثيرة: وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {153} (سورة الأعراف: 153).
فالتفاؤل والرجاء دون توبة دون استقامة تفاؤل أبله أحمق، والخوف إلى درجة القنوط واليأس من رحمة الله هذا يأس قاتل ولن تسعد مع الله عز وجل إلا إذا جمعت بين الخوف والرجاء قال تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{90} (سورة الأنبياء: 90).
وقال تعالى: قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ{63} (سورة الأنعام: 63).
قال نبئ يا محمد: "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم"
قبل العباد جاءت شفاعة النبي وبعد العباد جاءت رحمة الله والعبد بين شفاعة وبين رحمة هذا من باب التطمين، ويقال أن أحد الخلفاء دخل عليه ولد ابنه وولد ابنته فقال لهما: أنتما ابن من؟ فانتسب ابن بنته إلى أبيه وانتسب ابن ابنه إليه هكذا يروى وليس هذا الموقف كاملا، ملأ حجر ابن ابنه بالجواهر وملأ حجر ابن ابنته بالسكاكر، لأنه انتسب إليه، مغزى القصة أن الإنسان إذا قال: يا رب أنت ربي لا إله إلا أنت يا رب ليس لي أحد سواك، فانتسابك يرفعك عند الله عز وجل وربنا عز وجل أكرمك بهذا النسب فقال: "قل يا عبادي" فالذي يقرأ القرآن يجب أن يتذوق كيف أن الله سبحانه وتعالى نسب العباد إلى ذاته ويوجد أيضا تكرير قال تعالى: "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم".
في الآية تكرار، بـ أنا، إني أنا، الياء ضميرالمتصل بأني هو نفسه أنا إني أنا، لماذا التكرار؟ للتطمين،" إني أنا الغفور الرحيم".
بعضهم قال: "غافر الذنب" يمحو هذه السيئة من دفتر أعمالك، وأما الغفور يمسحها عند الملائكة وأما الغفار ينسيك أنت هذا الذنب، فإما أن تمحى من دفترك وإما أن ينساها الملك وإما أن تنساها أنت، هذا منتهى الكرم أن تأتي يوم القيامة وليس لك جاهلية وليس لك ذنب كمال في كمال، لذلك تسعد في جنة الله التي عرضها السموات والأرض إلى أبد الآبدين.
إذا تاب الإنسان في سن مبكرة هذا رائع جداً، ولكن إذا عرف الله في سن متأخرة فلا مانع فضل الله كبير، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل للعبد إذا تقدم سنه: "عبدي كبرت سنك وانحنى ظهرك وضعف بصرك وشاب شعرك فاستحي مني فأنا أستحِ منك ".
والقصة التي أتلوها عليكم كثيراً ولا أنساها أحد شيوخ الأزهر الكبار رأى خطيب مسجد شاباً فتمنى أن يكون مثله عمره خمسة وخمسون عاما رجل من صعيد مصر أمي لا يقرأ ولا يكتب لكن لا تنسوا أن مراتب الله العليا لا لمن سبق ولكن لمن صدق، فساق دابته إلى القاهرة وسأل عن الأزعر وهو يقصد الأزهر، فالذي سأله رجل صالح قال له: يا أخي إسمه جامع الأزهر وليس جامع الأزعر فتح الله عليك فتوح العارفين، القصة سمعتها من أحد العلماء ثم قرأتها في كتاب والقصة ثابته وتكاد لا تصدق، هذا الإنسان الأمي الصعيدي الجاهل الذي تمنى على الله أن يكون عالماً وشيخاً جليلاً وساق حماره إلى الأزعر وصوبه له هذا البائع توجه إلى هذا المسجد وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن وما زال يتقلب في مراتب العلم حتى عاش ستة وتسعين عاماً ولم يمت إلا وهو شيخ الأزهر، قصة ثابته لعل اسمه زكريا الأنصاري أحد شيوخ الأزهر السابقين، في الخامسة والخمسين فهذا العبد الرجل تاب إلى الله في سن الشيخوخة فإذا ناجى ربه يقول: يا رب لقد أبطأت في المجيء إليك تأخرت كثيراً...
وإذا تاب المرء وذاق طعم التوبة يقول لك: قلبي محروق، كيف أمضيت هذا العمر في معصية الله عز وجل، بعد أن ذاق طعم الطهر طعم القرب طعم الإقبال على الله طعم العمل الصالح طعم العلم طعم الشرف يقول: يا ليتني عرفت الله قبل هذه السن، في المناجاة يقول: يا رب لقد أبطأت في المجيء إليك، فوقع في قلبه أن يا عبدي لا تقل هكذا إنما أبطأ في المجيء إلي من مات ولم يتب، مادام قد بقي يوم واحد فإنك تستطيع التوبة، مادام القلب ينبض الأمل كبير، كلما بكرت كلما كان أفضل لكن إنما أبطأ في المجيء إلي من مات ولم يتب.
نحن كعبيد ما علاقتنا بهذا الاسم؟ الله غفار وأنت؟ ألا تنسى أخطاء الآخرين أبدا ولا تغفرها.
قال العلماء: حظ المؤمن من اسم الغفار أن يستر من غيره ما يستره الله منه، أدق حق يعنيك من اسم الغفار أن تستر من إخوانك المؤمنين وغير المؤمنين ما ستره الله منك.
امرأة زنت في عهد سيدنا عمر وأقيم عليها الحد ثم تابت وجاء من يخطبها، فجاء أخوها إلى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين جاء من يخطب أختي أفأخبره بذنبها وإقامة الحد عليها، غضب عمر رضي الله عنه أشد الغضب، قال: والله لو أخبرته لقتلتك.
فأنت كمؤمن لك أخ صديق ذلت قدمه وقع في معصية علمتها أنت لا ينبغي أن تذكرها لأحد إذا كنت مؤمناً وعرفت اسم الغفار، كما أن الله غفر لك وتاب عليك يجب أن تغفر لإخوانك وأن تستر ذنوبهم، والحديث الذي تعرفونه جميعا: "الذنب شؤم على غير صاحبه، إن ذكره فقد اغتابه".
لك أخ وقع في ذنب إن تكلمت عن ذنبه فقد اغتبته وإن عيرته ابتليت به وإن رضيت منه هذا الذنب شاركته في الإثم، إذا أحدنا بلغه أن أخاه أكل مالاً حراماً يكفي أن يقول جيد ما فعل استطاع أن ييسر معيشته بهذه الكلمات يأثم معه، فثناؤه على معصيته، واستحسانه لعمله مشاركة في الإثم، واحتقاره بقوله كيف فعل هذا سوف يبتلى بهذا الذنب لأنه عيره به وذكر معصيته للناس استغابة له هذا على من لم يفعل الذنب فكيف بالذي فعل الذنب.
فمن تغافل عن المقابح وذكر المحاسن فهو ذو نصيب عظيم من هذا الشيء، عوّد نفسك أن تكون إيجابيا عوّد نفسك أن تذكر في الناس النواحي الإيجابية المحاسن، في تعاملك مع الناس تغافل عن عيوبهم وأبرز محاسنهم، يحبوك ومن الناس من يتغافل عن المحاسن كلها.
النبي عليه الصلاة والسلام قال: "اللهم إني أعوذ بك من جار سوء إن رأى خيرا كتمه وإن رأى شراً أذاعه، اللهم إني أعوذ بك من إمام سوء إن أحسنت لم يقبل وإن أسأت لم يغفر".
من أقبح العادات في الإنسان أن يستر الجميل ويذكر القبيح وأن يستر المحاسن ويظهر القبائح أما المؤمن يتغافل عن القبائح ويبرز المحاسن، النبي الكريم قال: الشرف معوان.
عندك ابن تعرفه صادقاً أثنى على صدقه، من الآباء من يبحث أين الغلط في ابنه ويقول: أنت كذا وأنت كذا، دوماً يزرع اليأس في ابنه، ألا يحمل ابنك أية ميزة، قال: يارسول الله ماذا ينجي العبد من النار؟ قال: ايمان بالله، قال: أمع الإيمان عمل، قال: أن يعطي مما أعطاه الله، قال: فإن كان لا يملك، قال: أن يعين الأخرق، قال: فإن كان لا يستطيع، قال: فليأمر بالمعروف، قال: فإن كان لا يحسن، قال: أما تريد أن تدع لصاحبك من خير؟.
لا يوجد إنسان كله أخطاء ولا ميزة له، عندك موظف كله سوء؟ أنا مسرور من أمانتك اطمئن، شخص دخل على النبي عليه الصلاة والسلام دخل على المسجد ليلحق ركعة مع رسول الله فركض وأحدث ضجة وجلبة وصخباً وضجيجاً وشوش على الصحابة صلاتهم فالنبي الكريم هكذا علمنا فقال له: "عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ". (صحيح البخاري).
قال: "نثر الريح على الماء زرد" أحد الشعراء الأمراء فلم يتمكن من إكمال البيت، وراءه جارية قالت له: "ياله درعا منيعا لو جمد" أعجب بذكائها وشاعريتها فتزوجها، ثم أصبح هذا الإنسان ملكاً من ملوك الأندلس وهو ابن عباد تزوجها وعاش معها حياة في أبهى قصوره، اشتهت مرة حياة الفقر فأرادت أن تسير في الطين فجاء بالمسك والكافور فجبلهما بماء الورد وقال: هذا طين دوسي فيه، ثم جاء ابن كاشفين من إفريقية وحارب ملوك الطوائف وقضى عليهم وأودعهم في السجن، وساءت حاله وله قصيدة تبكي الإنسان، النتيجة قالت له مرة هذه الجارية التي أصبحت ملكة وأكرمها إكراما ما بعده إكرام قالت له مرة: ما رأيت منك خيراً قط، فأجابها: ولا يوم الطين؟
عندك زوجة عندك ابن دوما تلومه وتذمه ألا يحمل أية ميزة، لقد حطمته، هذه الزوجة ألا تحمل أية ميزة أليست شريفة إذا ذهبت إلى عملك ألست مستريحا من عفتها وشرفها، فالإنسان لا يغفل عن ميزات الناس، النبي الكريم رأى صهره مع الأسرى، أتى ليقاتل رسول الله صهره زوج ابنته لم ينسَ أنه صهر ممتاز فقال: والله ما ذممناه صهرا.
أرقى شيء عند الله عز وجل أن تكون منصفاً حولك زوجة أولاد إخوان أصحاب وجيران وأتباع وموظفين، أنت تعلم ميزاتهم دوما وتعرفها حق المعرفة يحبونك جميعا، عندئذٍ يتقبلون منك أية ملاحظة وأي نقد، قال له: "زادك الله حرصا ولا تعد".
فأنت كمؤمن عليك أن تتخلق بأخلاق الله عز وجل، يوجد قصة رائعة جدا عندما جاء عكرمة مسلماً بالله ماذا قال النبي الكريم، قال: "جاءكم عكرمة مسلما، فإياكم أن تذموا أباه.
من أبوه؟ أبوه أبو جهل أعدى أعداء النبي قال: "فإن ذم الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت".
أنت كمؤمن يجب أن تظهر الجميل وأن تستر القبيح، أما تصيّد الأخطاء وتصيُّد العيوب ليس هذا من أخلاق المؤمن هذا من أخلاق أهل الدنيا.
يروى أن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام مر بجيفة ولا أعتقد أنه يوجد في الأرض أبشع لا في المنظر ولا في الرائحة من الجيفة، فقال أصحابه: ما أنتن ريحها، فقال عليه الصلاة والسلام: بل ما أشد بياض أسنانها أنظروا ما أجمل أسنانها، لعل مغزى هذه القصة، لن تكون أباً ناجحاً ولا معلماً ناجحاً ولا داعياً ناجحاً ولا تاجراً ناجحاً ولا مدير معمل ناجحاً ولا مدير مستشفى ناجحاً إلا إذا عرفت ميزات الذين حولك، ذكرتها وقدرتها بعدئذ وجه لهم ما شئت من النصائح فيقبلونها منك، أما إذا غفلت عن ميزاتهم وتتبعت أخطاءهم فهذا مما يبعدهم عنك.
على كلٍ هذا الاسم من أسماء الله الحسنى وكما تعلمون لا يعرف الله إلا الله هذه بعض الآيات والأحاديث التي وردت حول اسم الغفار ويجب أن يدفعنا اسم الغفار جميعا إلى طلب المغفرة من الله عز وجل.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم، هذا الدعاء كان من أحب الأدعية إلى النبي عليه الصلاة والسلام. والحمد لله رب العالمين. |
|