أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: شيخ قراء لبنان حسن دمشقية رحمه الله الإثنين 12 مارس 2012, 12:12 am | |
| شيخ قراء لبنان حسن دمشقية رحمه الله حسن دمشقية (1337_ 1412هـ ) شيخ القراء في الديار اللبنانية ، العلامة حسن بن حسن دمشقية البيروتي . ولد في مدينة بيروت عام 1337هـ ، من أسرة بيروتية عريقة . ولما كان طفلا لم يتجاوز الثانية من عمره أصيب بعلّة أضرّت ببصره ، فحزن عليه أهله أشد الحزن ، لكن الله عوضه منهما البصيرة النيرة والذاكرة القوية فأكب على كتاب الله تعالى حفظا واستظهارا ، حتى أتم حفظه وهو في مراحل الطفولة الأولى ، وظهرت عليه ملامح النجابة و الذكاء .
وهيّأ الله له موجهين صالحين ، فنصحوه بالرحلة إلى الشام لطلب القرآن الكريم على مشايخ دمشق ، فرحل .
شيوخه الّذين أخذعنهم القراءات: 1-الشيخ عبد الحميد بن حسن العيتاني، أخذ عنه رواية حفص عن عاصم من الشاطبية.
2-الشيخ محمد سليم الحلواني، أخذ عنه القراءات العشر الصغرى من الشاطبية والدرة.
3-الشيخ عبد القادر قويدر العربيلي الذي أخذ عنه القرءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر.
وكان الشيخ دمشقية قد بدأ على شيخه العربيلي القراءة في 23صفر 1359هـ وأتم عليه العشر في 4شوّال1359هـ في قرية عربيل .
خلال رحلته العلمية حفظ الكثير من المتون والكتب العلمية فحفظ الشاطبية والدرة وطيبة النشر ، فكان بذلك جامعا للقراءات العشر الصغرى والكبرى .
ثمّ رحل لحلب وحمص وحماة ، فدرس على شيوخها ، وأولع بالعربية: فحفظ الآجرومية ، ونظم العمريطي ، وألفية ابن مالك ، ثم حفظ متون الفقه الشافعي على مشايخه ، ثم حبب إليه علم الحديث الشريف ؛ فحفظ البيقونية ، وألفية السيوطي ، ومنهاج النووي ، وألفية العراقي ، وذكر أنه يحفظ ستين كتابا من كتب العلم المتنوعة ، وأنه لم يدع علما من العلوم النافعة ، إلا وحفظ فيه متنا أو أكثر ، و قرأ شروحه على الشيوخ .
وكان يداوم على مراجعتها باستمرار ، ويضع لمراجعتها برنامجا ، وكان يحب أن يقرأها على الطلبة لما في ذلك من الإشتغال بها ، ونشرها ، ودوام استحضارها.
ولما عاد إلى بيروت بعد رحلته الطويلة ، عين مدرسا في الكلية الشرعية " الأزهر " لمدة طويلة ؛ تنوف على العشرين عاما ، وتخرج على يديه المشايخ والمفتون و القضاة .
وعمل الشيخ حسن دمشقية أيضا مدرسا للقرآن وعلومه في جمعية المقاصد الخيرية ببيروت .
ثمّ اعتزل التدريس ولزم منزله ، فصار يقصده العلماء والطلاب للإستفادة من علومه .
وكان -رحمه الله - شديدا في الحقّ ؛ لايخاف في الله لومة لائم ، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ؛ ملتزما دائما بأوراد وأذكار ، وكان مجلسه عظيم الفائدة ؛ لا يغشاه إلاّ العلماء والصلحاء.
وكان محبا للكتب ؛ متابعا لما يصدر منها ، حريصا على اقتنائها ، وقد حوت مكتبته ذخائر كتب مع المعرفة التامة بمضامينها ، وقراءة كثير منها ويحفظ أماكن المسائل فيها بحفظ المجلد والجزء والصفحة والسطر ويستحضر كل ذلك عند الحاجة ، بشكل يعجز عنه الوصف ، ويثير العجب .
وكان قد افتتح داره الرحبة في وجه طلاب العلم ، وخصص - في منزله - غرفة للإقراء سمّاها "الزاوية " فيها مكتبة صغيرة لأهم المراجع التي لا يستغني عنها الشيخ في البحث ، ويخصص لكل طالب درسا مقررا في الأسبوع يحفظ خلاله المقرر ، ويسمعه على الشيخ ، ثم يستمع الطالب لشرحه .
وكان مرجعا للمفتين والعلماء ؛ يستفتونه في الملمات ، وعند الخلاف ؛ فيجيبهم بذهن حاضر ، ويستحضر الفتاوى بسرعة عجيبة من ذاكرته ، ويطلب من المستفتي التأكد من صحة الفتاوى في المصادر ، ويذكر له الجزء والصفحة والسطر .
وكانت مجالسه تفيض بفيض من الرحمة والسكينة ، وكان يقول لجلسائه : هل تشعرون معي ؟ فيسألونه : وماذا تشعر يا فضيلة الشيخ ؟ فيقول : أشعر كأنني في الجنة ، وأنني أجالس الحفاظ الكبار : العراقي وابن حجر والنووي وابن الصّلاح ، ويدعو الله أن يجمعهم جميعا بهم في الآخرة كما نفعهم بعلومهم في الدنيا .
أمّا تلاميذ الشيخ فهم كثير نذكر منهم : 1-الشيخ محمد بن عبدالنبي الرّهاوي المصري ؛ أخذ عنه القراءات العشر الكبرى والصغرى . 2-الشيخ عبد السلام سالم ؛ أخذ عنه العشر الصغرى . 3-الشيخ محمد المناصفي ؛ أخذ عنه العشر الصغرى . 4-الشيخ رشيد الحجار ؛ اخذ عنه القراءات السبع من الشاطبية . 5-الشيخ سعد رمضان ؛ أخذ عنه رواية ورش من الشاطبية . 6-الشيخ الحاج محي الدين استامبولي ؛ أخذ عنه الدوري عن أبي عمرو البصري من الشاطبية . 7-الشيخ يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي ؛ أحذ عنه رواية حفص عن عاصم من الشاطبية . 8-الشيخ حسين عسيران أخذ عنه رواية ورش من طريق الشاطبية. 9- الشيخ رمزي سعد الدين دمشقية أخذ عنه رواية حفص من طريق الشاطبية.
أما مؤلفات الشيخ فمنها : 1-هداية المبتدئين إلى تجويد الكتاب المبين ( ط ) . 2-الحفاظ من الصحابة والتابعين و أئمة القراءات العشر. 3- تقريب المنال بشرح تحفة الأطفال. أمّا وفاته فكانت لوعكة صحية أصابته في آخر عمره أوقفته عن التدريس وألزمته الفراش قرابةعام كامل وتوفي عن عمر فاق السبعين عاما وكان ذلك في عام 1412هـ = 1992م .
مصادر الترجمة: 1-تتمة الأعلام للزركلي ، تأليف : محمد خير رمضان يوسف ، المجلد الأول ص 128و129 ، الطبعة الأولى ، دار ابن حزم ( 1418هـ= 1998م ). 2-تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر هجري ، تأليف : محمد مطيع الحافظ و نزار أباضة ، الجزء الثالث (المستدرك)، ص293 ، الطبعة الأولى ، دار الفكر - دمشق ، ( 1412هـ = 1991م ). 3-دور القرآن الكريم في دمشق |
|