| قال ابن القيم رحمه الله تعالى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:31 pm | |
| قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
يا قَومُ فَرْضُ الهِجْرَتَيْنِ بحَالِهِ واللهِ لم يُنْسَخْ إلى ذَا الآنِ
فالهِجرةُ الأولَى إِلى الرحمَنِ بالْـ إِخْلاَصِ في سِرٍ وفي إعلانِ
حتى يَكُونَ القَصْدُ وجهَ اللهِ بالْـ أقْوَالِ والأعمالِ والإيمانِ
ويَكُونُ كُلُ الدينِ لِلرَّحمنِ ما لِسَوَاهُ شيء فيه مِن إنسان
والحَبِ والبَغْضِ اللذَيْنِ هُمَا لكـ ـلِ ولايَةٍ وَعَدَاوةٍ أصْلان
للهِ أيضًا هَكَذَا الإعْطَاءُ والسَّـ ـمع اللذانِ عَلَيْهِمَا يَقِفَانِ
واللهِ هذا شطرُ دِينِ اللهِ والتَّـ ـحْكِيمِ لِلْمُخْتَارِ شَطْرٌ ثانِ
والهجرةُ الأُخْرَى إلى المَبْعُوثِ بالْـ إسْلامِ والإِيمان والإِحسانِ
أَتَرَوْن هَذي هِجْرَةَ الأَبْدَانِ لا واللهِ بَل هِيْ هِجْرَةٌ الإِيمانِ
قطعُ المَسَافَةِ بالقُلُوبِ إليهِ في دَرَكِ الأَصُولِ مَعَ الفُرُوْعِ وذانِ
أبدًا إليهِ حُكْمُهَا لا غَيْرُهُ فالحُكْمُ مَا حَكَمَتْ به النَّصَانِ
يا هجرةً طالَتْ مَسَافَتُهَا على مَنْ خُصَّ بالحِرمَانِ والخُذْلاَنِ
يا هِجْرةً طَالَتْ مَسَافَتُهَا عَلَى كَسَلان مَنْخُوبِ الفُؤادِ جَبَانِ
يا هِجْرَةً والعَبْدُ فوْقَ فِرَاشِهِ سَبَقَ السُّعاةَ لِمَنزلِ الرِّضْوَان
سَارُوا أَحَثَّ السَيْرِ وهُوَ فَسَيْرُهُ سَيْرَ الدَّلِيْلِ ولَيْسَ بالذَّمِلانِ
هَذَا وَتَنْظُرُهُ أَمَامَ الرَّكْبِ كَالْـ عَلَم العَظِيم يُشَافُ في القِيْعَانِ
رُفِعَتْ لَهُ أعلامُ هَاتِيْكَ النُصُو صِ رُؤوسُها شَابَتْ مِن النِيْرانِ
نارٌ هِيَ النُوْرُ المُبِيْنُ ولَمْ يَكُنْ لِيَراهُ إلا من لَه عَيْنَانِ
مَكْحُولتَانِ بمِرْوَدِ الوَحْيَيْنِ لا بمَرَاودِ الآرَاءِ والهَذَيَانِ
فلِذَاكَ شَمَّرَ نَحْوَهَا لَمْ يَلْتَفِتْ لا عن شَمَائِلِهِ ولا أيْمَانِ
يا قومُ لَو هَاجَرْتُمُو لَرَأَيْتُمُ أَعْلاَمَ طَيْبَةَ رُؤْيةً بعيانِ
وَرَأَيْتُمُ ذاكَ اللِّوَاءَ وَتَحْتَهُ الرُّ سْلُ الكِرامُ وَعَسْكرُ الإِيمَانِ
أصحابَ بَدْرٍ والأُلى قَدْ بَايَعُوْا أزكَى البَرِيَّةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ
وَكَذَا المُهَاجِرَةُ الأُلَى سَبَقُوا كَذَا الْـ أنْصَارُ أهْلُ الدارِ والإِيْمَانِ
والتَّابِعُونَ لَهُم بِإِحْسَانٍ وَسَا لِكُ هَدْيِهِمْ أبدًا بكُلِ زَمَانِ
لَكِنْ رَضِيْتُمْ بالأَمانِي وابْتُلِيـ ْتُم بالحظوظ ونَصْرَةِ الإخْوَانِ
بَلْ غَرَّكُم ذَاكَ الغَرُوْرُ وسَوَّلَتْ لكمُ النُفُوسُ وَسَاوسَ الشيْطَانِ
وَنَبَذْتُم غلَّ النُصُوصِ وَرَاءَكُمْ وقَنِعْتُمُ بقطارة الآذانِ
وَتَرَكْتُمُ الوَحْيَيْنِ زُهْدَاً فِيْهِمَا وَرَغِبْتُمُ في رأْيِ كُلِّ فُلانِ
وعَزَلْتُمُ النَّصَيْنِ عَمَّا وُلِيَّا لِلْحُكْم فيه عَزْلَ ذِي عُدْوَانِ
وَزَعَمْتُمُ أنَّ لَيْسَ يَحْكُم بَيْنَنَا إلا العُقُولُ ومَنْطِقُ اليَوْنَانِ
حَتَّى إذا انْكَشَفَ الغِطَاءُ وَحُصِّلَتْ أعْمَالُ هذا الخَلْقِ بالمِيْزَانِ
وإذا انْجَلَى هَذَا الغُبَارُ وَصَارَ مَيـ ـدَانُ السَّبَاقِ تَنَالُه العَيْنَانِ
وبَدَتْ على تِلكَ الوُجُوهِ سِمَاتُهَا وسْم المَلِيْكِ القَادِرِ الدَّيَانِ
مُبْيَضَّةً مِثْلَ الرِّياضِ بجنَّةٍ والسُوْدُ مِثْلَ الفَحْمِ لِلنّيْرَانِ
فَهُنَاكَ يَعْلَمُ رَاكِبٌ ما تَحْتَهُ وهُنَاكَ يُقْرَعُ نَاجِذُ النَّدْمَانِ
وهُنَاكَ تَعْلَم كُلُّ نَفْسٍ مَا الذِي معَهَا مِن الأَرباحِ والخُسْرَانِ
وهُنَاكَ يَعْلَمُ مُؤْثِرُ الآراءِ والشَّـ طحاتِ والهَذَيَانِ والبُطْلانِ
أيَّ البَضَائِعِ قَد أَضَاعَ وما الذي مِنْهَا تَعَوَّضَ في الزَمَانِ الفَانِ
سُبْحَانَ رَبِ الخَلْقِ قَاسمِ فَضْلِهِ والعَدْلِ بَيْنَ الناسِ بالمِيْزَانِ
لو شَاءَ كان النَاسُ شَيْئًا واحِدًا ما فِيْهمُ مِن تَائِهٍ حَيْرَانِ
لَكِنَّه سُبْحَانَه يَخْتَصُّ بالْفضلِ العَظيِمِ خُلاَصَة الإِنسانِ
وسِوَاهُمُ لا يَصْلَحونَ لِصَالِحٍ كَالشَّوكِ فَهْوَ عِمَارَةُ النِيْرَانِ
وعِمَارَةُ الجَنَاتِ هُمْ أهلُ الهُدَى اللهُ أكْبَرُ لَيْسَ يَسْتوِيَان
فَسَلِ الهِدَايَةَ مَنْ أَزمَّة أَمْرِنَا بِيَدَيْهِ مَسْألةَ الذَلِيْلِ العَانِ
وسَلِ العِيَاذِ من اثْنَتَيْنَ هُمَا اللتَا نِ بهُلْكِ هَذا الخلقِ كافِلَتَانِ
شَرِ النُفُوسِ وسَيئ الأعْمَالِ مَا واللهِ أعظَمُ مِنْهُمَا شَرَّانِ
وَلَقد أتَى هَذَا التعوُذُ مِنْهُمَا في خُطْبَةِ المَبْعُوثِ بالقُرانِ
لو كَانَ يَدْرِيْ العَبْدُ أَنَّ مُصَابَهُ في هذِهِ الدنيا هُو الشَّرانِ
جَعَلَ التَّعَوُذَ منهما دَيْدَانَهُ حَتَّى تَراهُ دَاخِلَ الأكْفَانِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:32 pm | |
| آخر:
الدهْرُ يُعقب ما يَضَرُّ وينفع والصبر أحمدُ ما إليه يُرْجَعُ
والمَرْءُ فيما منه كان مَصيرهُ حينَا، وليس عن المنية مَدْفع
فاحذر مفَاجأة المَنُونِ فإنه لا يُلْتِجَى منها ولا يُسْتَشْفعُ
أيْنَ الذين تجمَّعُوا وتَحَصَّنُوا وتوثَّقُوا وتجيَّشُوا وتمنَّعُوا
وتعَظَّمُوا وتحَشَّمُوا وتَجَبَّرْوا وتَكَبَّرُوا وتمَوَّلُوا وتَرفَّعُوا
صاحَتْ بهم نُوَبُ الزمان فأسْرَعُوا وحَدَا بهم حَادِى البِلىَ فتقطَّعُوا
ألَّا احْتَمَوْا عنه بعَضْبٍ بَاتِرٍ أو مانَعُوهُ بالذي قد جَمَّعُوا
كانَتْ مَنَازِلُهم بِهِمْ مأنُوسَةً فَتفرَّقَتْ أوْصَالُهم وتَضَعْضَعُوا
واسْتَوْطَنُوا الأجْدَاثَ بَعْدَ قُصُورهِم وسَفَتْ على الآثارِ ريحٌ زَعْزَعُ
ماذا أعَدُّوا في الجواب لِمُنْكَرٍ أنْ غَرَّهُم فيه وماذَا يُصْنَعِ
وجَدُوا الذي عَملُوا، فَوَجْهٌ أبْيَضٌ بجَمِيل طاعَتِهِ وَوَجْهٌ أسْفَعُ
أبُنَيّ كُن مُتَمَسِّكًا بنَصِيْحَتي ما دُمْتَ حَيًا فالنصيحةُ تنفعُ
واحْذَرْ مُجَاوَرةَ الحَسُودِ فإنَه بِخلافِ ما في نفسِهِ يَتَذَرَّعُ
وعَلَيْكَ بالحقِّ الجميل فإنه مِن كُلَ شيءٍ يُقْتَنَى لكَ أنْفَعُ
وتَجنَّب الدُنيا وكُن مُتَعَفِّفَّا فالحرُّ يَرْضَى بالقليل ويَفْنَعُ
وخُذِ الكتابَ بقُوَّةٍ واعْمَلْ بما أمَرَ المهيمنُ فهو حقٌّ يُتْبَعُ
واسْلُكْ سَبيلَ رَسُولِهِ في أمْرِهِ تَنْجُو به فهو الطَّريقُ المهْيَعُ
واعْلَمْ بأنَّ الله لَيْسَ كمثْلِهِ شيءٌ، إليه مَصِيرُنَا والمرْجِعُ
حَيٌّ قَدِيرٌ واحِدٌ مُتَنَزِّهٌ صمَدٌ تَذِلُّ له الرقابُ وتَخْضَعُ
مُتَكلِّمٌ عَدْلٌ جَوَادٌ مُنْعِمٌ بالقِسْطِ يُعْطِي من يشاء ويَمْنَعُ
ذُو العَرْش لا تخفى عليه سَريرَةٌ منَّا ويَعْلَمُ ما نَقُولُ ويَسْمَعُ
في الحشر يَظْهَرُ لِلْعِباد بلُطْفِهِ كُلُّ يَذِلُّ لَهُ وَكُلٌّ يَضْرَعُ
بالعَدْل يحكم في القيامةِ بِيْنَنَا ونَبِيُنَا فِينَا إليه يشفَعُ
خَيْرُ البريَّةِ بَعْدَهُ صِدِّيقُه هو في الخِلافةِ سَابقٌ مُسْتَتبِعُ
وكَذَلِكَ الفاروقُ أكْرَمُ صَاحِبٍ مِن بَعدِهِ حَبْرٌ جَوَادٌ سَلفَعُ
ومُجَهِّز الجيش العظيم، ومن ثوَى مُسْتَسْلِمًا في الدار وهو يُبَضَّعُ
وحَسِيْبُهُ ونِسَيْبُهُ وصَفِيُّهُ وحُسَامُهُ ذاكَ البَطينُ الأنْزَعُ
لَهُم المنَاقِبُ والمواهَبُ والعُلا وهُمُ الصَّواحِبُ والنجُومُ الطُّلعُ
وهم الذين بهم يَفُوزُ مُحِبُّهُمْ يومَ المعَادِ وكُلُّ ذُخْرٍ يَنْفَعُ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:40 pm | |
| قال ابنُ القيم رحِمَهُ الله:
يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنْفَاسُهُ سَيْرَ البَرِيْدِ وَلَيْسَ بالذَّمِلاَنِ
حَتَّى مَتَى هَذَا الرُقَادُ وَقَدْ سَرَى وَفْدُ المَحَبّةِ مَعْ أُوْلِي الإِحْسَانِ
وَحَدَتْ بِهِم عَزَمَاتُهُم نَحْوَ العُلَى لاَ حَادِيَ الرُكْبَانِ والأَضْعَانِ
رَكِبُوْا العَزَائِمَ واعْتَلَوا بِظُهُورِهَا وَسَرَوْا فما حَنُّوْا إلى نُعْمَانِ
سَارُوْا رُوَيْدًا ثُمِّ جَاءُوا أَوَّلاً سَيْرَ الدَّلِيْلِ يَؤُمُ بالرُكْبَانِ
سَارُوْا بإثبَاتِ الصِّفَاتِ إِلَيْهِ لاَ التّـ ـعطِيْلِ وَالتَّحْرِيْفِ والنُكْرَانِ
عَرَفُوهُ بالأَوْصَافِ فامْتَلأَتْ قُلُوْ بُهُمُ لَهُ بالحُبِ والإيْمَانِ
فَتَطَايَرَتْ تلكَ القُلُوبُ إِلَيْهِ بالـ أشْواقِ إذ مُلِئَتْ مِن العِرْفَانِ
وَأَشَدُّهُم حُبَاً لَهُ أدْرَا هُمُوْ بِصِفَاتِهِ وَحَقائِقِ القُرآنِ
فالحُبُّ يَتْبَعُ لِلشُّعُورِ بِحَسْبِهِ يَقوَى وَيَضْعُفُ ذَاكَ ذُوْ تِبْيَانِ
وَلِذَاكَ كَانَ العَارِفُون صِفَاتِهِ أَحْبَابَهُ هُمْ أَهْلُ هَذَا الشَّانِ
وَلِذَاكَ كَانَ العَالِمُونَ بِرَبِهِمْ أَحْبَابَه وَبِشِرْعَةِ الإِيْمَانِ
وَلِذَاكَ كَانَ المُنْكِرُونَ لَهَا هُمُ الْـ أَعْدَاءُ حَقًا هُمْ أُولُو الشَّنَآن
وَلِذَاكَ كَانَ الجَاهِلونَ بِذَا وَذَا بُغَضَاؤهُ حَقًا ذَوِيْ شَنَآنِ
وَحَيَاةُ قَلْبِ المَرْءِ في شَيْئَين مَنْ يُرْزَقْهُمَا يَحْيَى مَدَى الأَزْمَانِ
في هَذِهِ الدُنْيَا وفي الأخرَى يَكُوْ نُ الحَيَّ ذَا الرضْوَانِ والإِحْسَانِ
ذِكْرِ الإِلَهِ وحُبِِّهِ مِن غَيْرِ إِشْـ ـرَاكِ بِهِ وَهُمَا فمُمْتَنِعَانِ
مِن صَاحِبِ التعطيلِ حَقَّاً كَامتنا عِ الطائِر المَقْصُوصِ مِن طَيْرَانِ
أَيُحِبُهُ مَنْ كَانَ يُنْكِرُ وَصْفَهُ وَعُلُوَّهُ وَكَلاَمَهُ بِقُرانِ
لاَ وَالذِي حَقًا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى مُتَكَلِمًا بالوَحْيِ والفُرقَانِ
اللهُ أَكْبَرُ ذَاكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْ تِيْهِ لِمَنْ يَرْضَى بلا حُسْبَانِ
وَتَرى المُخَلَّفَ في الدِّيَارِ تَقُوْلُ ذَا إِحْدَى الأَثَافِي خُصَّ بالحِرْمَانِ
اللهُ أَكْبَرُ ذَاكَ عَدْلُ اللهِ يَقْـ ـضِيْهِ على مَن شَاءَ مِن إنْسَانِ
وَلَهُ عَلَى هَذَا وَهَذَا الحَمْدُ في الْـ أُوْلَى وفي الأخْرَى هُمَا حَمْدَانِ
حَمْدٌ لِذَاتِ الرَّبِ جَلَّ جَلاَلُه وكذاكَ حَمْدُ العَدْلِ والإِحْسَانِ
يا مَن تَعُزُ عَلَيْهُمُ أَرْوَاحُهُمْ وَيَرَوْنَ غَبْنًا بَيْعَهَا بِهَوَانِ
وَيَروْنَ خُسْرانًا مُبِيْنًا بَيْعَهَا في إِثرِ كُلِ قَبِيْحَةِ وَمُهَانِ
وَيَرَوْنَ مَيْدَانَ التَّسَابُقِ بَارِزًا فَيُتَارِكُونَ تَقَحُّمَ المَيْدَانِ
وَيَرَوْنَ أَنْفَاسَ العِبَادِ عَلَيْهِمُ قَدْ أُحْصِيَتْ بالعَدِ والحُسْبَانِ
وَيَرَوْنَ أَنَّ أَمَامَهُمْ يَوْمَ اللِّقَا للهِ مَسْأَلَتَانِ شَامِلَتَانِ
ماذا عَبَدْتُمْ ثُمَّ ماذَا قَدْ أَجبْـ ـتُمْ مَن أَتَى بالحَقِ والبُرْهَانِ
هاتُوا جَوابًا لِلسُّؤالِ وَهَيِئُوا أَيْضَاً صَوَابًا لِلْجَوابِ يُدَانِ
وَتَيَقَنُوا أَنْ لَيْسَ يُنْجِيْكُمْ سِوَى تَجْرِيْدِكُم بِحَقَائِقِ الإِيْمَانِ
تَجْرِيْدُكُم تَوْحِيْدَهُ سُبْحَانَه عن شِرْكَةِ الشَيطانِ والأَوْثَانِ
وَكَذَاكَ تَجْرِيدُ اتِّباعِ رَسُولِهِ عن هَذِهِ الآراءِ والهَذَيانِ
واللهِ مَا يُنْجِي الفَتَى مِنْ رَبِهِ شَيءٌ سِوَى هَذَا بلا رَوَغَانِ
يَا رَبُّ جَرِّدْ عَبْدَكَ المِسْكِيْنَ رَا جِي الفَضْلَ مِنْكَ أضْعَفَ العُبْدَانِ
لم تَنْسَهُ وَذَكَرْتُه فاجْعَلْهُ لاَ يَنْسَاك أنْتَ بَدَأْتَ بالإِحْسَانِ
وَبِهِ خَتَمْتَ فَكُنتَ أَوْلَى بالجَمِيْـ ـلِ وبالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي
فالعَبْدُ لَيْسَ يَضِيْعُ بَيْنَ خَوَاتِمٍ وَفَواتِحِ من فَضْلِ ذِي العِرْفَانِ
أَنْتَ العَلِيْمُ بِهِ وَقَدْ أَنْشَأْتَهُ مِنْ تُرْبَةٍ هِيَ أَضْعَفُ الأَرْكَانِ
والضَّعْفُ مُسْتَوْلٍ عَلَيْنَا مِن جَمِيْـ ـع جِهَاتِنا سِيمَا مِن الإِيمانِ
يا رَبُّ مَعْذِرةً إِلَيْكَ فَلَمْ يَكُنْ قَصْدُ العِبَادِ رُكُوبَ ذَا العِصْيَانِ
لَكِنْ نُفُوسٌ سَوَّلَتْهَا وَغَرَّهَا هَذَا العَدُوُّ لَهَا غُرُوْرَ أَمَانِ
فَتَيَقَنْتْ يَا رَبُّ أَنَّكَ واسِعُ الـ ـغُفْرانِ ذُوْ فَضْلٍ وَذُو إحْسَانِ
وَسَعَتْ إلى الأَبَوَيْنِ رَحْمَتُكَ الَّتِي وَسِعَتْهُمَا فعَلاَ بِكَ الأَبِوَانِ
هَذَا ونَحْنُ بَنُوهُمَا وحَلُوْمُنَا في جَنْبِ حِلْمِهمِا لَدَى المِيْزَانِ
جُزْءٌ يَسِيْرٌ والعَدُوُ فَوَاحِدٌ لَهُمَا وَأَعْدَانَا بلا حُسْبانِ
وَمَقَالُنَا ما قَالَه الأَبَوانِ قَبْـ ـلَ مَقَالَةِ العَبْدِ الظَّلُومِ الجَانِ
نَحْنُ الأُلَى ظَلَمُوا وإنْ لَمْ تغفر الـ ـذَنْبَ العَظِيْمَ فَنَحْنُ ذُوْ خُسْرَانِ
يَا رَبُّ فانْصُرْنَا على الشيطان ليـ ـسَ لَنَا بِهِ لَوْلاَ حِمَاكَ يَدَانِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:41 pm | |
| آخر:
يَا مَنْ يَرُوْمُ الفَوزَ في الجَنْاتِ بِالمُشْتَهَى وَسَائِرِ اللَّذَاتِ
انْهَضْ إِلى السَّجْدَاتِ فِي الأَسْحَارِ واحْرَصْ على الأَوْرَادِ وَالأَذْكَارِ
واحذَرْ رِياءَ النَّاسِ فِي الطَّاعاتِ فِي سَائِرِ الأَحْوَالِ وَالأَوْقَاتِ
واخْتَرْ مِن الأَصْحَابِ كلَّ مُرْشِدِ
إِنَّ القَرِيْنَ بِالقَرِيْنِ يَقْتَدِي
وصُحْبَةُ الأَشْرَارِ دَاءٌ وَعَمَى تَزِيْدُ في القَلْبِ السَّقِيْمَ السَّقَمَا
فإِن تَبِعْت سُنَّةَ النَّبِي فاحْذَرْ قَرِيْنَ السُوءِ والدَّنِي
واخْتَرْ مِن الزَّوْجَاتِ ذَاتَ الدِّيْنِ وكُنْ شُجَاعًا فِي حِمَى العَرِيْنِ
وزَوِّدْ الأَوْلادَ بالآدابِ تَحْفَظْ قُلُوبَهُم مِن الأَوْصَابِ
وهَذِّبِ النُفُوسَ بالقُرْآنِ ولا تَدَعْهَا نُهْبَةَ الشَّيْطَانِ
واحْرِصْ عَلَى مَا سَنَّه الرَّسُولُ فَهَو الهُدَى وَالحَقُّ إِذْ يَقُولُ
دَعْ عَنْكَ ما يَقُولُه الضَّلاَّلُ فَفِيْهِ كُلُّ الخُسْرِ وَالوَبَالُ
وأَصْدَقُ الحَدِيْثِ قَولُ رَبِّنَا وخَيْرُ هَدْي اللهِ عَن نَبِيِّنَا
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:41 pm | |
| وقال ابن القيم رحمه الله:
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُرِيْدُ نَجَاتَهُ اسْمَعَ مَقالَةَ نَاصِحٍ مِعْوَانِ
كُنْ فِي أُمُورِك كُلِّهَا مُتَمَسِّكًا بالوَحْيِ لا بِزَخَارِفِ الهَذَيَانِ
وانْصُرْ كِتَابَ اللهِ والسُنَنَ التيِ جَاءَتْ عن المَبْعُوْثِ بالقُرْآنِ
واضْرِبْ بسَيْفِ الوَحْيِ كُلَّ مُعَطِّلٍ ضَربَ المُجَاهِدِ فَوقَ كُلِّ بَنَانِ
واحْمِلْ بِعَزْمِ الصِدْقِ حَمْلَةَ مُخْلصٍ مُتَجَرِدٍ للهِ غَيْرَ جَبَانِ
واثْبُتْ بِصَبْركَ تَحْتَ ألْوِيَةِ الهُدَى فإِذَا أُصِبْتَ فَفِيْ رِضَا الرَّحْمنِ
واجْعَلْ كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ التِي ثَبَتَتْ سَلاَحَكَ ثُمَّ صِحْ بِجَنَانِ
مَن ذَا يُبَارِزُ فلْيُقَدِّمْ نَفْسَهُ أَوْ مَنْ يُسَابِقُ يَبْدُ فِي المَيْدَانِ
واصْدَعْ بمَا قَالَ الرَّسُوْلُ ولاَ تَخَفْ مِن قِلَّةِ الأَنْصَارِ والأَعْوَانِ
فاللهُ نَاصِرُ دِيْنِهِ وَكِتَابِهِ واللهَ كَافٍ عَبْدَهُ بأَمَانِ
لاَ تَخْش مِنْ كَيْدِ الْعَدوِّ وَمَكْرِهِم فَقِتَالهُم بالكِذْبِ والبُهْتَانِ
فَجُنودُ أتْبَاعِ الرَّسُوْلِ مَلاَئِكٌ وَجُنُودُهُم فَعَسَاكِرُ الشَيطَانِ
شَتَانَ بَيْنَ العسْكَرِيْنِ فَمَنْ يَكُنْ مُتَحَيِّزًا فَلْيُنْظُرِ الفِئَتَانِ
واثْبُتْ وَقَاتِلْ تَحْتَ رَايَاتِ الهُدَى واصْبِرْ فَنَصْرُ اللهِ رَبِّكَ دَانِ
واذْكُرْ مُقَاتَلَهُمْ لِفُرْسَانِ الهَدَى للهِ دَرُّ مُقَاتِلِ الفُرْسَانِ
وادْرَأْ بلَفْظِ النَّصِ في نَحْرِ العِدَى وارْجُمْهُمُ بِثَوَاقِبِ الشُّهبَان
لاَ تَخْشَ كَثْرَتَهُم فَهُمْ هَمَجُ الوَرَى وَذُبَابُه أَتَخَافُ مِن ذُبَّانِ
واشْغَلْهُمُ عِنْدَ الجِدَالِ بِبَعْضِهِمْ بَعْضًا فَذَاكَ الحَزْمُ لِلْفُرْسَانِ
وإِذَا هُمُو حَمَلُوا عَلَيْكَ فَلا تَكُنْ فَزِعًا لِحَمْلَتِهِمْ وَلاَ بِجَبَانِ
واثْبُتْ وَلاَ تَحْمِلْ بلاَ جُنْدٍ فَمَا هَذَا بمَحْمُودٍ لَدَى الشُجْعَانِ
فإِذَا رَأَيْتَ عِصَابَة الإِسْلاَمِ قَدْ وافَتْ عَسَاكِرَهَا مَعَ السُلْطَانِ
فَهُنَاكَ فاخْتَرِقِ الصُفُوفَ ولا تَكُنْ بالعَاجزِ الوَانِى ولا الفَزْعَان
وتعرَّ مِن ثوبَين مَنْ يلبسْهُمَا يلقَ الرَّدَى بمذَمَّةٍ وهَوَان
ثوبٍ مِنَ الجَهْلِ المُرَكَّبِ فَوْقَهُ ثَوْبُ التَّعَصُّبِ بِئْسَتِ الثَّوْبَانِ
وَتَحَلَّ بالإِنْصَافِ أَفْخَرَ حُلَّةٍ زِيْنَتْ بِهَا الأعْطَافُ والكَتِفَانِ
واجْعَلْ شِعَارَكَ خَشْيَةَ الرَّحْمَنِ مَعْ نُصْحِ الرسول فَحَبَذَا الأَمْرَانِ
وٍتَمَسكَنَّ بحَبْلِهِ وبِوَحْيِهِ وَتَوَكَّلَنَّ حَقِيْقَةَ التُّكْلاَنِ
فالحَقُّ وَصْفُ الرَّبِ وهْو صِرَاطُهُ الْهَادِي إليهِ لِصَاحِب الإيمانِ
وهو الصَّراطُ عليهِ رَبُّ العرشِ أيْـ ـضًا وذَا قد جَاءَ في القُرآنِ
والحَقُ مُنْصُورٌ وَمُمْتَحَنٌ فَلاَ تَعْجَبْ فَهَذِي سُنَّةُ الرحمنِ
وبذَاكَ يَظْهَرُ حُزْبُهُ مِن حِرْبِهِ ولأجْلِ ذَاكَ الناسُ طَائِفَتَانِ
ولأَجْل ذَاكَ الحَرْبُ بَيْنَ الرسِْل والْكَفارِ مُذْ قَامَ الوَرَى سِجْلانِ
لكِنَّمَا العُقْبَى لأَهْل الحَقِ إنْ فاتَتْ هُنَا كَانَتْ لَدَى الدَّيَانِ
واجْعَلْ لِقَلْبِكَ هِجْرَتَيْنِ وَلاَ تَنْم فَهُمَا عَلَى كُلِّ امْرئ فَرْضَانِ
فالهِجْرةُ الأَولَى إلَى الرَّحْمنِ بالـ إخْلاصِ في سِرٍّ وفي إعْلانِ
فالقَصْدُ وجهُ اللهِ بالأَقْوَالِ والـ أَعْمَالِ والطَّاعَاتِ والشُّكْرَانِ
فَبِذَاكَ يَنْجُو العَبْدُ مِنْ إشْرَاكِهِ ويَصِيْرُ حَقًا عَابِدَ الرَّحْمَنِ
والهجْرةُ الأُخْرَى إِلَى المَبْعُوثِ بالحَقِ المُبِيْنِ وَوَاضِحَ البُرهَانِ
فَيَدُوْرُ مَعْ قَوْلِ الرَّسُوْلِ وَفِعْلِهِ نَفْيًا وإثْبَاتًا بِلاَ رَوَغَانِ
وَيُحَكِّمُ الوَحْيَ المُبِيْنَ عَلَى الَّذِي قَالَ الشُيُوْخُ فَعِنْدَهُ حَكَمَانِ
لا يَحْكُمَانِ ببَاطِل أَبَدًا وكُـ ـلُّ العَدْلِ قَدْ جَاءَتْ به الحَكَمَانِ
وَهُمُا كتابُ اللهِ أعْدَلُ حَاكِمٍ فيه الشِّفَا وَهِدَايَةُ الحَيْرَانِ
وَالحَاكِمُ الثَّانِيْ كَلاَمُ رَسُوْلِهِ مَا ثَمَّ عُيْرُهُمَا لِذِي إيْمَانِ
فإذَا دَعَوْكَ لِغَيْرِ حُكْمِهِمَا فَلاَ سَمْعًا لِدَاعِي الكُفْرِ والعَصْيَانِ
قُلْ لاَ كَرَامَةَ لا وَلاَ نُعْمَاً وَلاَ طَوْعًا لمِنْ يَدعُوْ إِلى الطَّغْيَانِ
وإِذَا دُعِيْتَ إِلَى الرَّسُوْلِ فَقُلْ لَهُمْ سَمْعًا وَطَوْعًا لَسْتُ ذَا عِصْيَانِ
وَإِذَا تَكَاثَرَتِ الخُصْوْمُ وَصَيَّحُوْا فاثْبُتْ فَصَيْحَتُهُمْ كَمِثْلِ دُخَانِ
يَرْقَى إلَى الأَوْجِ الرَّفِيْعِ وَبَعْدَهُ يَهْوِيْ إِلَى قَعْرِ الحَضِيْضِ الدَّانِي
هَذَا وإنَّ قِتَالَ حِزْبِ اللهِ بالـ أعــمَالِ لا بكتائِبِ الشُجْعَانِ
واللهِ مَا فَتَحُوا البِلاَدَ بكَثْرَةٍ أَنّي وَأَعْدَاهُمْ بِلاَ حُسْبَانِ
وَكَذَاكَ مَا فَتَحُوا القُلُوبَ بِهَذِهِ الـ آراءِ بَلْ بالعِلْمِ والإيْمَانِ
وَشَجَاعَةُ الفُرْسَانِ نَفْسُ الزُهْدِ في نَفْسٍ وذَا مُحْذُوْرُ كُلِّ جَبَانِ
وشَجَاعَةُ الحُكَّامِ والعُلَمَاءِ زُهْدٌ في الثَّنَا مِن كُلِّ ذي بُطْلاَنِ
فإذَا هُمَا اجْتَمَعَا لِقَلْبٍ صَادِقٍ شُدَّتْ رَكَائِبُهُ إلَى الرَّحْمَنِ
واقْصِدْ إلَى الأَقْرَانِ لاَ أَطْرَافِهَا فالعِزُّ تَحْتَ مَقَاتِلِ الأَقْرَانِ
واسْمَعْ نَصِيْحَةَ مَنْ لَهُ خَبَرٌ بِمَا عِنْدَ الوَرَى مِنْ كَثْرَةِ الجَوَلاَنِ
مَا عِنْدَهُمْ واللهِ خَيْرٌ غَيْرُ مَا أَخَذوْهُ عَمَّنْ جَاءَ بالقُرْآنِ
والْكُلُّ بَعْدُ فَبدْعَةٌ أَوْ فَرِيَةٌ أَوْ بَحْثُ تَشْكيْكٍ وَرَأْيُ فُلاَنِ
فاصْدَعْ بأَمْرِ اللهِ لا تَخْشَ الوَرَى في اللهِ واخْشَاهُ تفُزْ بأَمَانِ
واهْجُرْ وَلَو كُلَّ الوَرَى في ذَاتِهِ لا في هَوَاكَ وَنَخْوَةِ الشَّيْطَانِ
واصْبِرْ بغَيْرِ تَسَخُّطٍ وشَكَايَةٍ واصْفَحْ بِغَيْرِ عِتَابِ مَن هُوَ جَانِ
واهْجُرهُم الهَجْرَ الجَمِيْلَ بلاَ أَذَى إنْ لَمْ يكُنْ بُدُّ مِن الْهِجْرَانِ
وانْظُرْ إِلَى الأَقْدَارِ جَارِيَةً بمَا قَدْ شَاءَ مِن غَيٍّ ومِن إيّمَانِ
واجْعَلْ لِقَلْبِكَ مُقْلَتَيْنِ كِلاَهُمَا بالحَقّ في ذَا الخَلْقِ نَاظِرَتَانِ
فانْظُرْ بعَيْنِ الحُكْمِ وارْحَمْهُمْ بِهَا إذْ لا تُرَدُّ مَشِيْئةُ الدَّيَان
وانْظُرْ بعَيْنِ الأمْر واحْمِلْهُمْ عَلَى أَحْكَامِهِ فَهُمَا إِذًا نَظَرَانِ
واجْعَلْ لِوَجْهِكَ مُقْلَتَيْنِ كِلاَهُمَا مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتَانِ
لَوْ شَاءَ رَبُّكَ كُنْتَ أَيْضًا مَثْلَهُمْ فالقَلْبُ بَيْنَ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ
واحْذَرْ كَمَائِنَ نَفْسِكَ اللاَّتِي مَتَى خَرَجَتْ عَلَيْكَ كُسِرْتَ كَسْرَ مُهَانِ
وإِذَا انْتَصَرْتَ لَهَا فَأَنْتَ كَمَنْ بَغَى
طَفْيَ الدَّخَانِ بَمَوْقَدِ النِّيْرَانِ
واللهُ أَخْبَرَ وَهْو أَصْدَقُ قَائِلٍ أَنْ سَوْفَ يَنْصُرُ عَبْدَهُ بأَمَانِ
مَنْ يَعْمَلِ السوءَى سَيُجْزَي مِثْلَهَا أوْ يَعْمَل الحُسَنَى يَفُزْ بِجِنَانِ
هَذِيْ وَصِيَّةُ نَاصِحٍ وَلِنَفْسِهِ وَصَّى وَبَعْدُ لِسَائِرِ الإِخْوَانِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:41 pm | |
| آخر:
أَتَأَمَلُ في الدُنْيَا تَجِدُ وَتَعْمُرُ وأنْتَ غَدًا فِيْهَا تَمُوتُ وتُقْبَرُ
تُلَقِّحُ آمَالاً وتَرْجُوْ نِتَاجِهَا وَعُمْرُكَ مِمَّا قَدْ تُرَجِِّيْهِ أَقْصَرُ
تَحُومُ عَلَى إدْرَاكِ مَا قَدْ كُفِيْتهُ وتُقْبِلُ في الآمَالِ فيهَا وتُدْبِرُ
وَهذَا صَبَاحُ اليَومِ يَنْعَاكَ ضَوْؤُهُ وَلَيْلَتُهُ تَنْعَاكَ إِنْ كُنْتَ تَشْعُرُ
ورِزْقُكَ لا يَعْدُوْكَ إِمَّا مُعَجَّلٌ على حَالَةٍ يَومًا وإِمَّا مُؤَخَّرُ
فَلاَ تَأْمَنَ الدُنْيَا وإنْ هِيَ أَقْبَلَتْ عَلَيْكَ فَمَا زَالَتْ تَخُونُ وَتَغْدِرُ
فَمَا تَمَّ فِيها الصَّفْوُ يَوْمَاً لأَهْلِهِ ولا الرَّنْقُ إِلاَّ رَيْثَمَا يَتَغَيَّرُ
وَمَا لاَحَ نَجْمٌ لاَ وَلاَ ذَرَّ شَارِقٌ عَلَى الخَلْقِ إلاَّ حَبْلُ عُمْرِكَ يَقْصُرُ
تَطَّهَّرْ وأَلْحِقْ ذَنْبَكَ اليَوْمَ تَوْبَةً لَعَلَّكَ مِنْهَا إِنْ تَطَهَّرْتَ تَطْهَرُ
وَشَمِّرْ فَقَدْ أَبْدَى لَكَ المَوْتُ وَجْهَهُ وَلَيْسَ يَنَالُ الفَوْزَ إلاَّ المُشَمِّرُ
فَهَذِيْ اللَّيَالِي مُؤْذِنَاتُكَ بِالبِلَى تَرُوْحُ وأَيَّامٌ كَذَلِكَ تُبْكِرُ
وأَخْلِصْ لِدِيْنِ اللهِ صَدْرَاً ونِيَّةً فإنَّ الَّذِيْ تُخْفِيْهِ يَوْمَاً سَيَظْهَرُ
تَذَكَّرْ وَفَكِّرْ بِالَّذِي أَنْتَ صَائِرٌ إِلَيْهِ غَدَاً إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يُفَكِّرُ
فَلاَ بُدَّ يَومًا أَنْ تَصِيْرَ لِحُفْرَةٍ بأثْنَائِهَا تُطْوَى إلى يَومِ تُنْشَرُ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:42 pm | |
| آخر:
لَقَدْ دَرَجَ الأسْلاَفُ مِن قَبْلِ هَؤُلاءِ وَهِمَّتُهم نَيْلُ المكَارِمِ وَالفَضْلِ
وَقَدْ رَفَضُوا الدُّنْيَا الغَرُورَ وَمَا سَعَوا لهَا وَالذِيْ يَأْتي يُبَادَرُ بِالبَذْلِ
فَقِيْرُهُمْ حُرٌ وَذُوْ المَالِ مُنْفِقٌ رَجَاءَ ثَوَابِ اللهِ في صَالِحِ السُّبْلِ
لِبَاسُهُم التَّقْوَى وَسِيْمَاهُم الحَيَا وَقَصْدُهُمُ الرَّحْمَنُ في القَوْلِ وَالفَعْلِ
مَقَالُهُم صِدْقٌ وَأَفْعَالُهُم هُدىً وَأَسْرَارُهُم مُنْزُوعَةُ الغِشِّ وَالغِلِّ
خُضُوْعٌ لِمَوْلاَهُمْ مُثُوْلٌ لِوَجْهِهِ قُنُوتٌ لَهُ سُبْحَانَهُ جَلَّ عَنْ مِثْلِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:42 pm | |
| آخر:
أيا نَفْسُ لِلْمَعْنَى الأجَلِّ تَطَلَّبِي وكُفِّى عن الدارِ الَّتي قدْ تَقَضَّتِ
فَكَمْ أَبْعَدَتْ إِلْفًا وكمْ كدَّرَتْ صَفًا وكَمْ جدَّدَتْ من تَرْحَةٍ بَعْدَ فَرْحَة
فَلَوْ جُعِلَتْ صَفْوًا شُغِلْتُ بِحُبها وَلَمْ يَكُ فَرْقٌ بَيْنَ دُنْيا وجَنَّةِ
لَعُمْرُكَ مَا الدنيا بِدَارِ أَخِي حِجَا فَيَلْهُو بها عن دَارِ فَوْزٍ وجَنَّةِ
عن المَوْطِنَ الأسْنَى عن القُرْبِ واللِّقا عن العَيْشِ كُلِّ العَيْشِ عند الأحِبَّةِ
فَوالله لو ظُلْمةُ الذّنْبِ لم يَطِبْ لَكَ العَيْشُ حَتَّى تَلْتَحِقْ بالأحِبَّةِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:43 pm | |
| آخر:
أيَا ابْنَ آدَمَ والآلاَءُ سَابِغَةٌ ومُزْنَةُ الجُوْدِ لاَ تَنْفَكُّ عَن دِيَمِ
هَلْ أَنْتَ ذَاكِرُ مَا أُولِيْتَ مِنْ حَسَنٍ وشاكِرٌ كُلَّ مَا خُوِّلْتَ مِنْ نِعَمِ
بَرَاكَ بَارِيءُ هَذا الخَلْقِ من عَدَمٍ بَحْتٍ ولَوْلاَهُ لَمْ تَخْرُجْ مِن العَدَمِ
أَنْشَاكَ مِنْ حَمَأ ولاَ حَرَاكَ بِهِ فَجِئْتَ مُنْتصِبِاً تَمْشِيْ عَلَى قَدَمِ
مُكَمَّل الأدَوَاتِ آيَةً عَجَبَاً مُوَفَّرَ العَقْلِ مَن حَظٍ ومِن فهِمِ
تَرَى وتَسْمَعُ كُلاًّ قَدْ حُبِيْتَ بِهِ فَضْلاً وتَنْطِقُ بالتَّبْيِيْنِ والكَلِمِ
هَدَاكَ بالعِلْمِ سُبْلَ الصَّالِحِيْنَ لَهُ وكُنْتَ مِن غَمَرَاتِ الجَهْلِ في ظُلَمِ
مَاذَا عَلَيْكَ لَهُ مِن نِعْمَةٍ غَمَرَتْ كُلَّ الجِهَاتِ ولم تَبْرَحْ ولم تَرِمِ
غَرَّاءُ كالشمسِ قَدْ ألْقَتْ أَشِعَّتهَا حَتَى لَيُبْصِرهَا عَلَيْكَ كُلُّ عَمِي
فاشكر ولَسْتَ مُطِيْقًا شُكَرهَا أَبَدَا ولَوْ جَهِدْتَ فَسدِّدْ وَيْكَ والتَزِمِ
رِزْقٌ وَأَمْنٌ وإيْمَانٌ وَعَافَيِةٌ مَتَى تَقُوم بشُكْرِ هَذِهِ النِّعَمِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:43 pm | |
| آخر: حَمَدْتُ الّذي أغْنَى وَأَقْنَى وَعَلَّمَا وَصَيَّرَ شُكْرَ العَبْدِ لِلخَيْرِ سُلَّمَا
وأُهدِي صَلاَةً تَسْتَمِرَّ عَلَى الرّضَا وَأَصْحَابِهِ والآل جَمْعَاً مُسَلَّمَا
أَعَادَ لَنَا في الْوَحْي والسَّنَنِ الَّتِي أَتَانَا بِهَا نَحْوَ الرَّشَادِ وعَلَّمَا
أَزَالَ بِهَا الأَغْلاَف عَنْ قَلْبِ حَائِرٍ وَفَتَّحَ آذانًا أُصِمَّتْ وَأَحْكَمَا
فيا أَيُّهَا البَاغِي استنَارَةَ عَقْلِهِ تَدَبَّرْ كِلاَ الوَحْيَينِ وانْقَدْ وَسَلِّمَا
فَعُنْوانُ إسْعَادِ الفَتَى في حَيَاتِهِ مَعَ اللهِ إقبالاً عليهِ مُعَظِّمَا
وَفَاقِدُ ذَا لا شَكَّ قَدْ مَاتَ قَلْبُهُ أَو اعْتَلَّ بالأمْراضِ كالرِّينِ والعَمَا
وآيةً سُقْمٍ في الجَوَارِحِ مَنْعُهَا مَنَافِعَهَا أو نَقْصُ ذَلكَ مِثْلَمَا
وَصِحتُها تَدرِي بِإتْيَان نَفْعِهَا كنُطْقِ وَبَطْشٍ وَالتَّصَرُّفِ والنَّمَا
وَعَيْنُ امْتِرِاضِ القَلبِ فقدُ الذي لَهُ أُرِيْدَ مِن الأخْلاصِ والحُبِّ فاعْلَمَا
وَمَعْرِفَةٌ والشَّوْقُ إِليه إنابَةً بِإيْثَارِه دُونَ المَحبَّاتِ فَاحْكمَا
وَمُوثِرُ مَحْبُوبٍ سِوَى اللهِ قَلْبُهُ مَرِيْضٌ على جُرْفٍ مِنَ المَوْتِ والعَمَى
وَأَعْظَمُ مُحْذُورٍ خَفَى مَوْتُ قَلْبِهِ عَلَيْهِ لِشُغْلِ عَنْ دَوَاهُ بِصَدِمَا
وآيَةُ ذَا هُونُ القَبَائحِ عِنْدَهُ وَلَوْلاَهُ أَضْحى نَادِمًا مُتَألِّمَا
فَجَامِعُ أمْراضٍ القلوبِ اتَّباعُهَا هَواهَا فخَالِفَها تَصِحَّ وَتَسْلَمَا
وَمِن شُؤْمِهِ تَرْكُ اغتِدَاءٍ بِنَافِعٍ وَتَرْكُ الدَّوا الشَافِي وَعَجْزُ كِلاَهُمَا
إِذا صَحّ قَلبُ العَبْدِ بَانَ ارتِحَالُهُ إِلى دَارِهِ الأخْرَى فَرَاحَ مُسَلّما
وَمِنْ ذاكَ إحْسَاسُ المُحِبّ لِقَلْبِهِ بِضَرْبٍ وَتَحْرِيْكٍ إلى اللهِ دَائِمَا
إلى أَنْ يُهَنَّا بِالإنَابَةِ مُخْبِتًا فَيَسْكُنُ في ذَا مُطْمَئِنًا مُنَعَّمَا
وَمِنْها دَوَامُ الذِكْر في كُلِّ حَالَةٍ يَرى الأُنسَ بالطّاعَات للهِ مَغْنَمَا
وَيَصْحَبُ حُرَّا دَلَّهُ في طَرِيْقِهِ وكان مُعِيْنَا ناصحًا مُتِيَمِّمَا
وَمنها إِذَا مَا فَاتَه الوِرْدُ مَرَّةً تَرَاهُ كَئِيْبًا نَادِمًا مُتَأَلِّمَا
وَمِنْهَا اشْتِياقُ القَلْبِ في وَقْت خِدْمَةٍ إِليْهَا كَمُشَتَدٍّ به الجُوعُ والظَّمَا
وَمِنْهَا ذَهَابُ الهَمِّ وَقْتَ صَلاَتِهِ بِدُنْيَاهُ مُرتَاحَا بِها مُتَنَعِّمَا
وَيَشْتَدُّ عَنْهَا بَعدَهُ لِخُروُجِهِ وَقَدْ زَالَ عنهُ الهَّمُ والغَمُّ فاسْتمَا
فَأكْرِمْ بِهِ قَلْبًا سَلِيْمًا مُقَرَّبًا إلى اللهِ قَدْ أضْحَى مُحِبًّا مُتَيَّمَا
وَمِنْهَا اجْتِمَاعُ الهَمِّ منهُ بِرّبِّهِ بِمَرضَاتِهِ يَسْعَى سَرِيعًا مُعَظِّمَا
وَمِنْهَا اهْتِمَامٌ يُثْمِرُ الحِرْصَ رَغْبَةً بِتَصْحِيْحِ أَعْمَالٍ يَكُونُ مُتَمِّمَا
بِإِخْلاَصِ قَصْدٍ وَالنَّصِيْحَةِ مُحْسِنًا وَتَقْيِيْدِهِ بالاتِّبَاعِ مُلازِمَا
وَيَشْهَدُ مَعْ ذا مِنَّةَ اللهِ عِنْدَهُ وَتَقْصِيْرَهُ في حَقِّ مَوْلاَهُ دَائِمَا
فسِتٌ بهَا القَلْبُ السَليمُ ارْتِدَاؤهُ وَيَنْجُو بِهَا مِنْ آفَةِ الموتِ والعَمَى
فَيَارَبِّ وَفِّقْنَا إلى مَا نَقُولُهُ فَمَازِلْتَ يَاذَا الطَّوْلِ بَرًّا ومُنْعِمَا
فَإِنِي وَإنْ بَلَغْتُ قَولَ مُحَقِّقٍ أُقِرُّ بِتَقْصِيرِيْ وَجَهْلِي لَعَلَّمَا
وَلَما أَتَى مِثْلِي إلى الجَوِّ خَالِيًا مِنَ العِلمِ أَضْحَى مُعْلِنَاً مُتَكّلِّمَا
كَغَابِ خَلا مِنْ أُسْدِهِ فَتَواثَبَتْ ثَعَالِبُ مَا كَانَتْ تَطَا فِي فِنَا الحِمَى
فيَا سَامِعَ النَّجْوَى وَيَا عَالِمَ الخَفَا سَأُلْتُكَ غُفْرَانَاً يكونُ مَعَمِّمَا
فَأَجْرَأَنِي أَلاَّ اضْطِرَارٌ رَأَيْتُهُ تَخَوُّفْتُ كَوْنِي إنْ تَوقَّفْتُ كَاتِمَا
فأْبَدَيْتُ مِن جُرَّاهُ مُزْجَي بِضاعَتي وَأَمَّلْتُ عَفْوًا مِن إلهي وَمَرْحَمَا
فَمَا خَابَ عَبْدٌ يَسْتَجِيرُ بِرَبِّهِ أَلَحَّ وَأَمْسَى طَاهِرَ القَلْبِ مُسْلِمَا
وَصَلَّوا عَلَى خَيْر الآنامِ محمدٍ كَذا الآلِ والأصحاب مَا دَامَتْ السَّمَا
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:44 pm | |
| آخر:
عُرىَ الأعمارِ يَعْلُوها انْفِصَامُ وأمْرُ الله ما منه اعْتِصَامُ
سَواءٌ في الثَّرَى مَلِكٌ وعَبْدٌ ثَوى النَّعمانُ حَيثُ ثَوى عِصَامُ
أَعِدَّ لِمَوقِفِ العَرْضِ احْتِجَاجًا لَعلَّكَ لَيسَ يَقْطَعُكَ الخِصَامُ
ولا يَعْظُمْ سَوَى التَّفْريطِ خَطْبٌ عَليكَ فإِنَّهُ الخَطْبُ العُظَامُ
أبنْ ليْ هَلْ تُبَارِزُ أَمْ تُوَلِّي إِذا شَرِكَتْ بِكَ الحَرْبُ العُقامُ
ولم تَعْرِفْ وَقَد فَجِئ انْتِقالٌ أَغَفْرٌ لِلذُّنُوبِ أَمِ انتِقَامُ
تَوقَّ مِن السِّفار على اغْترَارٍ فَلَيْسَ لِساكِني الدُّنيا مُقامُ
وإِنّ الموتَ للأَتْقَى شِفَاءٌ كَمَا أنّ الحَيَاةَ لَهُ سَقَامُ
حَذارِ حَذَارِ إِنكَ في بِحَارٍ مِن الدُّنْيَا طَمَتْ فَلَهَا التِطَامُ
وتَعْلَمُ أَنَّهَا تُرْدِي يَقِينًا ومِنَّا في غَوَارِبِها اقْتِحَامُ
وإِنَّ من العَجَائِبِ أنْ أَمَرَّتْ مَوارِدُهَا وإنْ كَثُرَ الزِّحَامُ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:44 pm | |
| آخر:
إلى مَتَى يَا عَيْنُ هَذَا الرُّقادُ أَمَا آنَ أنْ تَكْتَحِلِيْ بِالسُّهَادِ
تَنَبَّهِيْ مِنْ رَقْدَةٍ وَانْظُرِيْ مَا فَاتَ مِنْ خَيرٍ عَلَى ذِي الرُّقَادِ
يَا أَيُّهَا الغَافِلُ في نَوْمِهِ قُمْ لِتَرى لُطْفَ الكَرِيمِ الجَوَادِ
مَوْلاَكَ يَدْعُوكَ إلى بَابِهِ وَأنتَ في النَّومِ شَبْيهُ الجَمَادِ
وَيَبْسُطُ الكَفَّينِ هَلْ تَائِبٌ مِنْ ذَنْبِهِ هَلْ مَنْ لَهُ مِنْ مُرَادِ
وَأَنْتَ مِنْ جَنْبٍ إلى جَانِب تَدُورُ فِي الفُرْشِ وَلِيْنِ المِهَادِ
يَدْعُوْكَ مَوْلاكَ إلى قُرْبهِ وَأنتَ تَختَارُ الجَفَا والبِعَادِ
كَمْ هَكَذا التَّسْوِيْفُ في غَفْلَةٍ لَيْسَ عَلى العُمْرِ العَزِيْزِ اعْتِمَادِ
لَقَدْ مَضَى لَيْلُ الصِّبَا مُسْرِعًا وَنَيْرُ صُبحِ الشَّيْبِ فَوْقَ الفُؤَادِ
أَفِقْ فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ رَحْمَتُهُ عَمَّتْ جَمِيْعَ العِبَادِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:44 pm | |
| آخر: ألاَ اِرْعِوَاءَ لِمَنْ كَانَتْ إِقَامَتُهُ عِنْدَ الَمَذاييْعِ والتِّلْفَازِ والطَّرَبِ
مُضَيِّعَاً فِيْهَا عُمُرًا مَا لَهُ عِوَضٌ إِذا تَصرَّمَ وَقْتٌ مِنْهُ لَمْ يَؤُبِ
أَيَحْسِبُ الْعُمْرَ مَرْدُودَاً تَصَرّمُهُ هَيْهَاتَ أنْ يَرْجِعَ الماضِيِ مِنَ الْحُقُبِ
أَمْ يَحْسَبُ العُمْرَ مَا وَلَّتْ أوَائِلُهُ يُنَالُ بَعْدَ ذَهَابِ الْعُمْرِ بِالذَّهَبِ
فَبَادِرِ الْعُمْرَ قَبْلَ الفَوْتِ مُغْتَنِمًا مَا دُمْتَ حَيَّاً فإِنَّ الموتَ في الطَّلَبِ
وَأحْرِصْ وبَادِرْ إِذَا مَا أُمكَنَتْ فُرَصٌ في كَسْبِ مَا تُحْمَدَنْ عُقْبَاهُ عَنْ رَغَبِ
مِنْ نَفَعِ ذِي فَاقَةٍ أَوْ غَوْثِ ذِي لَهَفٍ أَوْ فِعْلِ بِرِّ وإِصْلاَحٍ لِذِي شَغَبِ
فَالْعُمْرُ مُنْصَرِمٌ والوَقتُ مُغْتَنَمٌ والدَّهْرُ ذُو غِيرٍ فاجْهَدْ بِهِ تُصِبِ
فاعْمَلْ بِقَوْلِي وَلاَ تَجْنَحْ إلى فَدَمٍ مُخَادِع مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ والأدَبِ
يَرَى السَّعادَةَ في كَسْبِ الحُطَامِ وَلَوْ حَوَاهُ مَعَ نَصَبٍ مِنْ سُوءِ مُكْتَسَبِ
فَالرَّأيُ ما قُلْتُهُ فاعْمَلْ بهِ عَجِلاً وَلاَ تُصِخْ نَحْوَ فَدْمٍ غَيْرٍ ذِي حَدَبِ
فَغَفْلَةُ الْمُرْءَ مَعَ عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ عَنْ واضحٍ بَيِّنٍ مِنْ أَعْجَب العَجَبِ
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:45 pm | |
| آخر:
للهِ دَرُّ رِجَالٍ وَاصَلُوا السَّهَرا وَاسْتَعْذَبُوا الوَجْدَ وَالتَّبْرِيْحَ وَالفِكَرا
فُهُمْ نُجُومُ الْهَدَي وَاللَّيْلُ يَعْرِفُهُم إِذْا نَظَرْتَهُمُو هُمْ سَادَةٌ بُرَرَا
كُلُّ غَدَا وَقتهُ بِالذِّكْرِ مُشْتَغِلا عَمَّا سِوَاهُ وَللَّذَاتِ قَدْ هَجَرَا
يُمْسي وَيُصْبِحُ فِي وَجْدٍ وَفي قَلَقٍ مِمَّا جَنَاهُ مِن العِصيان مُنْذَعِرَا
يَقُولُ يَا سَيِّدِي قَدْ جِئْتُ مُعْتَرِفًا بِالذَّنْبِ فَاغْفِرْهُ لِي يِا خَيْر مِن غَفَرَا
حَمَلْتُ ذَنْبَا عَظِيْمًا لاَ أَطِيْقُ لَهُ وَلَمْ أَطِعْ سَيِّدِي فِي كُلِّ مَا أَمَرَا
عَصَيْتُهُ وَهْوَ يُرخي سِتْرَهُ كَرَمًا يَا طَالَما قَدْ عَفَا عَنِّي وَقَدْ سَتَرا
وَطَالَمَا كَانَ لِي فِي كُلِّ نَائِبَةٍ إِذا اسْتَغَثْتُ بِهِ مِنْ كُرْبةٍ نَصَرا
وَإنَّنِي تَائِبٌ مِمَّا جَنَيْتُ وَقَدْ وَافَيْتُ بَابَكَ يَا مَوْلاَيَ مُعْتَذرًا
لَعَلَّ تَقْبَلُ عُذْرِي ثم تَجْبُرُنِي يَوْمَ الحِسَابِ إِذْا قُدَّمْتُ مُنْكَسِرا
وَقَدْ أَتَيْتُ بَذُل رَاجِيًا كَرَمًا إِلَيْكَ يَا سَيِّدِي قَدْ جِئْتُ مُفْتَقِرَا
ثم الصلاة على المختارِ سَيِّدِنَا عِدادَ ما غَابَ مِن نَجْمٍ وما ظَهَرَا
انْتَهَى |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: قال ابن القيم رحمه الله تعالى الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:45 pm | |
| آخر:
ألاَ يَا غَوَانِي مَنْ أرادت سَعَادَةً وتُوقَي عَذَابًا بالسِّنَا صَارَ مُحْدِقَا
فَأَكْثَرُ أَهْلُ النارِ هُنَّ حَقِيْقَةً رَوَيْنَا حَدِيْثًا فِيْهِ صِدْقًا مُصَدَّقَا
تُخَلِي التَّبِاهِي تُبْدلُ اللَّهْوَ بالبُكَا وتبْذُلُ كُلَّ الجَهْدِ بالزُّهْدِ والتُّقَى
وتَعْتَاضُ عَنْ لِينٍ بِدُنْيًا خُشُوْنَةً وعن يَابِسٍ في الدِّيْنِ أَخضَرَ مُوْرِقَا
رَعَى اللهُ نِسْوَانًا تَبِيْتُ قَوَانِتًا ويُصْبِحُ مِنْهَا القَلْبُ بالخَوْفِ مُحْرِقَا
تَظَلُّ عنِ المَرْعَى الخَصِيْب صَوَائِمًا ويُمْسِيْ سَمِيْنُ البَطْنِ بالظَّهْرِ مُلْصَقَا
تَرَى بَيْنَ عَيْنٍ والسُّهَادِ تَوَاصُلاً وَبَيْنَ الكَرَى والعَبْنِ مِنْهَا تَفَرُّقَا
وَبَيْنَ مِعَاءٍ والغِذَاءِ تَقَاطُعًا وبَيْنَ خُلُوفِ المِسْكِ والثَّغْر مُلْتَقَى
تَرَى نَاحِلاتٍ قَارِئاتٍ مَصَاحِفًا وَلُؤْلُؤُ بَحْرِ الدُّرِّ في الْوَرْدِ مُشْرِقَا
فَدَتْها مِن الآفاتِ كُلُّ نُفُوسِ مَنْ يُخَالِفُهَا فِي الوِصْفِ غَرْبًا وَمَشْرِقَا
خَلِيْليَّ إنَّ المَوْتَ لا شَكَّ نَازِلٌ وبَيْنَ الأَحِبَّا لا يَزَالُ مُفَرِّقَا
فَجُدَّا لِدَارٍ لا يَزْوُل نَعِيْمُهَا بِهَا الحُسْنُ واللَّذاتُ والمُلْكُ والبَقَا
ولُقْيَا حِسَانٍ نَاعِمَاتٍ مُنَعَّمٌ بِهِنَّ سَعِيْدٌ سَعْدَ ذَلِكَ مَنْ لَقَا
كَوَاعِبَ أَتْرَابٍ زَهَتْ فِي خِيَامِهَا بِظِلِّ نَعِيْمٍ قَطُّ مَا مَسَّهَا شَقَا
كَدُرٍّ ويَاقُوتٍ وبَيْضِ نَعَامةٍ كَسَاهَا الْبَهَا والنُّوْرُ والحُسْنُ رَوْنَقَا
تُغَنِّي بِمَا لَمْ تَسْمَع الخَلْقُ مِثْلَهُ " وَقَدْ حَبَّرَتْ صَوْتًا رَخِيْمًا مُشَوِّقَا
غِنَاهُنَّ نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَقَطُّ مَا نَبِيْدُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ شَقَا
ولا سَخَطٌ والرَّاضِيَاتُ بِنَا الْمُنَى فَطُوبِي لِمَنْ كُنَّا لَهُ مِن أُولِي التُّقَى
انْتَهَى |
|
| |
| قال ابن القيم رحمه الله تعالى | |
|