أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: ترجيح الآراء في وجوب ختان الرجال والنساء الجمعة 17 فبراير 2012, 2:36 am | |
| ترجيح الآراء في وجوب ختان الرجال والنساء
تأليف وتجميع تقـــي الــدين محمد
كــــتب هذا الكتاب في ذي الحجة سنة 1427هـ أسأل الله جل وعلا أن ينفع به من قرأه إنه ولى ذلك والقادر عليه.
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }.
[ أ ما بعد ]:
مما دفعني في كتابة هذه الرسالة ولله الحمد والمنة أنى قد رأيت جهل كثير من الناس بحقيقة الختان المشروع والغير مشروع بل جهل كثير من الأطباء بهذه المسألة وتمويه شيوخ السلاطين للمسألة بحجة كل الأحاديث الواردة في الختان ضعيفة وهذا باطل واضح وأصبح يتكلم في هذه المسألة كل من هب ودب ويدافع عن رأيه الباطل بحمية " حمية الجاهلية " ولقد تذكرت قول النبي صلي الله عليه وسلم: " قبل الساعة سنون خداعة يُكَذَّبُ فيها الصَّادق ويَُصَدَّقُ فيها الكَاذب ويُخَوَّنُ فيها الأمين ويُؤْتَمَنُ فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة " وفي رواية " قيل وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة ".
واعلم رحمك الله أن الخلاف ليس علي جواز الختان فهذا لم يقل عالم بتحريمه ولم ينقل أبداً عن السلف بل العكس ولكن الخلاف في وجوبه أو استحبابه أما مشروعيته فهذا مما لا شك فيه.
ووسائل الإعلام في الآونة الأخيرة يحاربون الختان بحجة أنه يعتبر اعتداء علي جسد الأنثى ولا يجوز جرح الجسد فهو حرام.
ليت شعري إذًا لماذا لم يحرموا ثقب الأذنين للفتاه أليس ثقبها يسبب جرح وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فقد قال صلي الله عليه وسلم: " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ".
وقد قسمت الرسالة إلى عدة عناصر:
- تاريخ الختان.
- تعريف الختان الشرعي.
- تعريف الختان الغير شرعي.
- أدلة وجوب الختان.
- أقوال العلماء بين وجوب الختان والاستحباب.
- شبهات حول أدلة الوجوب.
- أضرار عدم الختان.
- فوائد الختان.
- إلي كل من لا يؤمن بكلام الله إليكم أقوال الغرب.
- وقت الختان.
******************************
تاريخ الختان:
الختان بوجه عام عادة قديمة:
يقول " هيرودوت " المؤرِّخ الإغريقي: إن الذين زاولوا الخِتان منذ أقدم العصور هم المصريون والآشوريون والكوشيديون والأحباش، أما غيرهم من الشُّعوب فقد عَرَفُوه من المصريين " تاريخ الحضارة المصرية ج 1 ص 533 ".
وقد اكتشف " لوريه " في مقبرة الأطباء بسقَّارة رسومًا فيها عمليات جراحية يرجَّح أنها للختان " المرجع السابق ص 533 ـ 535 ".
وكانت البنات تُختن في مصر القديمة كما يقول المؤرخ "سترابو" وقد يكون على الطريقة المتَّبعة في النُّوبة وبلاد السودان التي يسمُّونها: الختان الفِرْعَوْني.
وعرفت اليهودية ذلك وهم يختتنون حتى الآن.
وعرفت النصرانية ذلك واختتن بن مريم عليه السلام ولكن النصارى الآن لا يختتنون مخالفة منهم لليهود.
تعريف الختان الشرعي:
ختان الرجال الشرعي هو قطع الجلدة التي تغطي الحشفة ، بحيث تنكشف الحشفة كلها .
وختان الإناث الشرعي هو قطع أدنى جزء من جلدة في أعلى الفرج.
وهي ما يعرف بالقلفة عند الأنثى ويسمي خفاضاً، وقد كان موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبله وسيأتي بيانه.
تعريف الختان الغير شرعي:
ختان الرجال الغير شرعي:
هو سلخ الجلد الذي يحيط بالذكر، أو سلخ الذكر كله وهو عملية متوحشة ولا يحل شرعاً.
وختان الإناث الغير شرعي هو الختان الفرعوني أو السوداني وهو أنواع:
النوع الأول: وفيه يتم استئصال جزء من البظر، وجزء من الشفرين الصغيرين.
النوع الثاني: وفيه يتم استئصال كل البظر، وكل الشفرين الصغيرين.
النوع الثالث: وفيه يزال كل البظر، وكل الشفرين الصغيرين، وكل الشفرين الكبيرين وهذا الختان يفقد المرأة مراكز الأعصاب وهو أبشع أنواع الختان.
أدلة وجوب الختان:
الأصل في الخطاب بالأحكام التكليفية أنَّه يشمل الذكر والأنثى، ولا يجوز تخصيصه أو تقييده أو الاستثناء منه إلا بدليل.
أولا القرآن:
قال الله تعالي: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة : 124.
قال بن عباس في تفسير الآية: " ابتلاه الله بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد في الرأس: قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وفي الجسد: تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل أثر الغائط والبول بالماء ".
وقال الشعبي أيضاً: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال منهن الختان ".
وقال البيهقي بعد رواية الحديث: " والابتلاء إنما يقع في الغالب بما يكون واجبا ".
وقد قال تعالي: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} النحل : 128 .
وقال تعالي أيضاً: {قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران رقم 95.
ثانياً السُّنة:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُوم ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " الْفِطْرَةُ خَمْسٌ الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْآبَاطِ ".
ومعني الفطرة : قال أبو سليمان الخطابي ذهب أكثر العلماء إلى أنها السنة قالوا ومعناه أنها من سنن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقيل هي الدين.
وقال الإمام الشوكاني: " لفظة السنة في لسان الشارع أعم من السنة في اصطلاح الأصوليين ".
فكلمة الفطرة تدل علي وجوب الختان علي الرجال والنساء.
فقد قال تعالي: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} الروم : 30.
فقال الله: {فَطَرَ النَّاسَ} ولم يقل فطر الرجال.
وأيضاً يدل علي وجوبه كما في بعض روايات الحديث عن أنس قال: " وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَنَتْفِ الْإِبِطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَة ".
وكلمة وقت معناها رخص وهي تدل أيضاً علي وجوب سنن الفطرة.
ولم يذكر الختان هنا لأنها تفعل مرة واحدة وهذا واضح جلي.
وروي عنه صلي الله عليه وسلم " لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَار ".
قال الخطيب البغدادي " محمد بن الفتح الحنبلي يقول سمعت عبد الله بن أبي داود يقول سمعت أبي يقول الفقه يدور على أربعة أحاديث: الحلال بين والأعمال بالنيات وما نهيتكم فاجتنبوه وما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم ولا ضرر ولا ضرار ".
وهذا مما أتت الشريعة بتحقيقه والناظر في الكتاب والسنة يعلم ذلك فإن عدم الختان للأنثى يسبب عدة أضرار سأذكرها فيما بعد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْل ".
وهذا يدل علي أنه كان معروفاً علي عهده صلي الله عليه وسلم ولو كان فيه خطر كما يقول بعض جهلة الأطباء لنهي عنه.
وأيضاً في البخاري في قصة قتل حمزة رضي الله عنها ".... فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُور... ".
مقطعة البظور: " جمع بظر وهو قطعة لحم بين شفري فرج المرأة -أي حرفي فرجها- تكون طويلة لدى الأنثى في البلدان الحارة فتقطع ويعني أن أمه كانت تختن النساء في مكة ".
وهذا يدل علي انتشار الأمر.
ويدل علي أنه من الشرائع التي عرف به هذه الأمة قول هرقل في الحديث الطويل علي هذه الأمة " مَلِكَ الْخِتَانِ ".
أي ظهر سلطان الذين يختتنون والختان قطع قلفة الذكر وكان الروم لا يختتون.
وقال صاحب عمدة القاري " ضبط على وجهين أحدهما بفتح الميم وكسر اللام وهو رواية الكشميهني والآخر ضم الميم وإسكان اللام وكلاهما صحيح ".
أقوال العلماء بين وجوب الختان والاستحباب:
اختلف أهل العلم رحمهم الله في الختان بين الوجوب والسنية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: الختان واجب على الذكر والأنثى:
جمهور العلماء وأصحاب المذاهب الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في رواية عنه والشعبي وربيعة والأوزاعي ويحيى بن سعيد الأنصاري.
وهو اختيار بن تيمية وتلميذه بن القيم وبن سحنون من المالكية والقاضي أبو بكر بن العربي من المالكية والنووي من الشافعية والبهوتي من الحنابلة.
وقال به من المعاصرين الشيخ الألباني وشيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق.
القول الثاني: الختان سنة للذكر والأنثى:
الحسن البصري وكذلك قال ابن أبي موسى من أصحاب أحمد وبن عابدين من الحنفية. ومن المعاصرين د. وهبة الزحيلي.
القول الثالث: الختان واجب على الذكر ومكرمة للأنثى:
رواية عن أحمد وقال به بن قدامة المقدسي من الحنابلة.
ومن المعاصرين الشيخ بن باز وبن العثمين وعبد الله بن قعود وعبد الله بن غديان وعبد الرزاق عفيفي والشيخ عطية صقر.
يتبع إن شاء الله... |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: ترجيح الآراء في وجوب ختان الرجال والنساء الجمعة 17 فبراير 2012, 6:01 am | |
| شبهات حول أدلة الوجوب:
أولا قولهم الأحاديث المروية في الختان ضعيفة:
يقصدون بذلك أحاديث ضعيفة غير الذي ذكرتها فيما سبق ومنها:
عن أم عطية الأنصارية: "أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا تنهكي".
وعن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده: " أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد أسلمت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألق عنك شعر الكفر يقول احلق قال وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه ألق عنك شعر الكفر واختتن ". وقال بن المنذر ليس في الختان خبر يرجع إليه ولا سند يتبع, أي يقصد هذه الأحاديث.
أما الأحاديث التي ذكرتها مستدلاً بها قبل ذلك فهي من الصحيحين.
ثانياً في حديث سنن الفطرة " قص الشارب " فهنا الخطاب للرجل فيكون أيضاً الختان واجب علي الرجل فقط:
وهذه شبهة باطلة لأنه صلي الله عليه وسلم يتكلم علي المتعارف والمتعارف هنا شيئين:
• أن قص الشارب للرجل فلا يلزم أن يقول قص الشارب للرجل.
• أن الختان في عهده صلي الله عليه وسلم يشمل الرجل والمرآة فإن كان للرجل فقط لقالها النبي صلي الله عليه وسلم.
ومما يقوي ما أقول قوله صلي الله عليه وسلم: " لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ".
فقوله صلي الله عليه وسلم: " لا تلبسوا الحرير ولا الديباج " موجه إلي الرجال بالإجماع لأنه معلوم أن هذا حلال للنساء.
أما قوله صلي الله عليه وسلم: " ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها " موجه للرجال وللنساء بالإجماع, وذلك لأنه لم يقم علي الاستثناء دليل. أضرار عدم الختان:
تحدث بعض هذه الأضرار غالباً لغير المختونه:
1. وجود التهابات بين القلفة وبين البظر مما يؤدي إلى شدة حساسية البظر والألم عند لمسه.
2. تراكم اللخن مما يزيد من تكاثر البكتريا والتهابات الجهاز البولي الصاعد.
3. الالتصاقات التي تحدث نتيجة لهذه الالتهابات، والتي تؤدي إلى قفل المجرى البولي والتناسلي خاصة في الأطفال قبل سن البلوغ وفي مرحلة الكبر (لقلة نسبة هرمون الإستروجين).
4. قلة الارتواء الجنسي نسبة لضيق القلفة أو كبر حجمها وبعد البظر إلى داخل الجسم.
5. شدة الشبق الجنسي نتيجة للالتصاقات والحكة وكثرة الانشغال بالمنطقة وملامستها .
6. الهستريا، التبول اللاإرادي، بعض حالات الاكتئاب النفسي، حالة اللنمفومينيا (الهوس الجنسي).
7. هذه القلفة تمنع وصول المياه إلى الداخل فيصعب نقاء دماء الحيض والبول مما يؤدي إلى روائح كريهة.
ولكن ما يحدث لكل فتاه غير مختونة هو تجمع الأقذار في هذه المنطقة وزيادة الشهوة.
وفي تقرير أعده الأستاذ الدكتور محمد حسن الحفناوي أستاذ الأمراض الجلدية بطب الأزهر، والأستاذ الدكتور صادق محمد صادق مدرس الأمراض الجلدية بطب الأزهر ـ بعد استعراض الأحاديث النبوية قالا:
وبالعَرْض التشريحي للمرأة نجد أن " البظر " يقع في أعلى الفرج، وهو يشبه إلى حد ما العضو الذكري، ولكنه في صورة مصغرة أو منقرضة، ويوجد بالبظر نهايات عصبية تسبب انتصابه عند ملامستها.
وتبلغ قوة إحساس تلك النهايات العصبية سبعة أضعاف مثيلاتها في العضو الذَّكَري.
ويبدأ البظر في الانتصاب لمجرد اللمس أو الاحتكاك " نتيجة للحساسية الزائدة لنهايات الأعصاب المتركزة فيه " والتي تبلغ سبعة أضعاف مثيلاتها في الذَّكَر كما سبق، وأيضًا عند الإثارة والتفكير والنظر بشهوة، فيؤدي إلى تحرُّك المشاعر اللاإرادية تجاه نفسها أو أشخاص أو موضوعات غير مقبولة اجتماعيًّا، ودائما تكون مصحوبة بالتأنيب والشعور بالذنب. فوائد الختان:
عدم التعرض لما سبق من الأضرار.
وزيادة علي ذلك:
1. طول وقت الجماع وهذا ثابت علمياً.
2. أن المرأة التي تختتن تصل أثناء الجماع إلى الحس الكامل وهذا أيضاً ثابت علمياً.
قال بن القيم " الختان من محاسن الشرائع التي شرعها الله سبحانه لعباده ويجمل بها محاسنهم الظاهرة والباطنة فهو مكمل للفطرة التي فطرهم عليها ولهذا كان من تمام الحنيفية ملة إبراهيم وأصل مشروعية الختان لتكميل الحنيفية فإن الله عز وجل لما عاهد إبراهيم وعده أن يجعله للناس إماما ووعده أن يكون أبا لشعوب كثيرة وأن يكون الأنبياء والملوك من صلبه وأن يكثر نسله وأخبره أنه جاعل بينه وبين نسله علامة العهد أن يختنوا كل مولود منهم ويكون عهدي هذا ميسما في أجسادهم فالختان علم للدخول في ملة إبراهيم.
وهذا موافق لتأويل من تأول قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ } البقرة 138 على الختان .
فالختان للحنفاء بمنزلة الصبغ والتعميد لعباد الصليب فهم يطهرون أولادهم بزعمهم حين يصبغونهم في المعمودية ويقولون الآن صار نصرانيا فشرع الله سبحانه للحنفاء صبغة الحنيفية وجعل ميسمها الختان فقال: {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً} وقد جعل الله سبحانه السمات علامة لمن يضاف منها إليه المعلم بها ولهذا الناس يسمون دوابهم ومواشيهم بأنواع السمات حتى يكون ما يضاف منها إلى كل إنسان معروفا بسمته ثم قد تكون هذه السمة متوارثة في أمة بعد أمة فجعل الله سبحانه الختان علما لمن يضاف إليه وإلى دينه وملته وينسب إليه بنسبة العبودية والحنيفية حتى إذا جهلت حال إنسان في دينه عرف بسمة الختان ورنكه وكانت العرب تدعى بأمة الختان ولهذا جاء في حديث هرقل إني أجد ملك الختان قد ظهر فقال له أصحابه لا يهمنك هذا فإنما تختتن اليهود فاقتلهم فبينما هم على ذلك وإذا برسول رسول الله قد جاء بكتابه فأمر به أن يكشف وينظر هل هو مختون فوجد مختونا.
فلما أخبره أن العرب تختتن قال هذا ملك هذه الأمة ولما كانت وقعة أجنادين بين المسلمين والروم جعل هشام بن العاص يقول يا معشر المسلمين إن هؤلاء القلف لا صبر لهم على السيف فذكرهم بشعار عباد الصليب ورنكهم وجعله مما يوجب إقرام الحنفاء عليهم وتطهير الأرض منهم .
والمقصود أن صبغة الله هي الحنيفية التي صبغت القلوب بمعرفته ومحبته والإخلاص له وعبادته وحده لا شريك له وصبغت الأبدان بخصال الفطرة من الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط والمضمضة والاستنشاق والسواك والاستنجاء فظهرت فطرة الله على قلوب الحنفاء وأبدانهم.
وقال أيضاً بن القيم: " وقال مجاهد صبغة الله فطرة الله وقال غيره دين الله هذا مع ما في الختان من الطهارة والنظافة والتزيين وتحسين الخلقة وتعديل الشهوة التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات وإن عدمت بالكلية ألحقته بالجمادات فالختان يعدلها ولهذا تجد الأقلف من الرجال والقلفاء من النساء لا يشبع من الجماع.
ولهذا يذم الرجل ويشتم ويعير بأنه ابن القلفاء إشارة إلى غلمتها وأي زينة أحسن من أخذ ما طال وجاوز الحد من جلدة القلفة وشعر العانة وشعر الإبط وشعر الشارب وما طال من الظفر فإن الشيطان يختبئ تحت ذلك كله ويألفه ويقطن فيه حتى إنه ينفخ في إحليل الأقلف وفرج القلفاء ما لا ينفخ في المختون ويختبئ في شعر العانة وتحت الأظفار فالغرلة أقبح في موضعها من الظفر الطويل والشارب الطويل والعانة الفاحشة الطول ولا يخفى على ذي الحس السليم قبح الغرلة وما في إزالتها من التحسين والتنظيف والتزيين ولهذا لما ابتلى الله خليله إبراهيم بإزالة هذه الأمور فأتمهن جعله إماما للناس ".
إلي كل من لا يؤمن بكلام الله إليكم أقوال الغرب:
كما جاء في كتاب " العادات التي تؤثر على صحة النساء والأطفال " الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية في عام 1979م ما يأتي : " إن الخفاض الأصلي للإناث هو استئصال لقلفة البظر وشبيه بختان الذكور.. وهذا النوع لم تذكر له إي آثار ضارة علي الصحة ".
كما أنه في بعض الأحيان يمارس في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى لمعالجة عدم حدوث هزة الارتواء الجنسي عند المرأة في حالة زيادة حجم قلفة البظر أو ضيقها أو وجود التصاقات.
في عام 1990 كتب البروفسور ويزويل " لقد كنت من أشد أعداء الختان وشاركت في الجهود التي بذلت عام 1975 ضد إجرائه، إلا أنه في بداية الثمانينات أظهرت الدراسات الطبية زيادة في نسبة حدوث التهابات المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين، وبعد تمحيص دقيق للأبحاث التي نشرت، فقد وصلت إلى نتيجة مخالفة وأصبحت من أنصار جعل الختان أمرا روتينيا يجب أن يجرى لكل مولود ".
وأكد البروفسور وليم بيكرز الذي عمل في البلاد العربية لأكثر من عشرين عاماُ وفحص أكثر من 30 ألف امرأة، ندرة الأمراض الجنسية عندهن وخاصة العقبول التناسلي والسيلان والكلاميديا والتريكوموناز وسرطان عنق الرحم.
ويرجع ذلك إلى سببين هامين: ندرة الزنا وختان الرجل.
وقد حذرت الطبيبة الأمريكية أي بى لوري من عدم ختان البنات قائلة " إن عذرة الأنثى بها قلفة أمامية صغيرة مطوية فوقها لحماية نهايتها الحساسة وأحياناً ما تكون القلفة معقوفة لأسفل بشدة فبدلاً من أن تكون وقاية فإنها تكون مصدرًا للتهيج لأن الإفرازات الطبيعية تحتجز تحتها وكم من امرأة كانت عصبية طوال حياتها بسبب قلفة معقوفة وهو ما يمكن تصحيحه بعملية في منتهي البساطة، وأشارت إلي أن العلاج أحياناً بالتربية ولكن الختان المبكر في سن الطفولة للبنت يكون علاجاً مؤكدًا.
وقالت: إن القلفة المعقوفة ينتج عنها تهيج دائم يقود إلي ممارسات مؤذية للفتاة وقد يفضي إلي ممارسات شاذة وله صلة بالحياة غير السوية لبعض البنات.
ويرى د . آريا وزملاؤه أن للختان دوراً وقائياُ هاماُ من الإصابة بكثير من الأمراض الجنسية وخاصة العقبول والثآليل التناسلية كما أن هناك أكثر من 60 دراسة علمية أثبتت كلها ازدياد حدوث الأمراض الجنسية عند غير المختونين.
وأورد د.ماركس خلاصة ثلاث دراسات تثبت انخفاض نسبة مرض الإيدز عند المختونين ،في حين وجد سيمونسن وزملاؤه أن احتمال الإصابة بالإيدز بعد التعرض لفيروساته عند غير المختونين هي تسعة أضعاف ما هو عليه عند المختونين.
يقول البرفسور كلو دري " يمكن القول و بدون مبالغة بأن الختان الذي يجري للذكور في سن مبكرة يخفض كثيراً من نسبة حدوث سرطان القضيب عندهم، مما يجعل الختان عملية ضرورية لابد منها للوقاية من حدوث الأورام الخبيثة ".
وقد أحصى د.أولبرتس " مرضى مصابين بسرطان القضيب في الولايات المتحدة، لم يكن من بينهم رجل واحد مختون منذ طفولته ".
وفي بحث نشره د. هيلبرغ وزملاؤه " أكدوا فيه أن سرطان القضيب نادر جداً عند اليهود، وعند المسلمين حيث يجري الختان أيام الطفولة الأولى . وإن أبحاثاً كثيرة جداً تؤكد أن الختان يقي من السرطان في القضيب ".
وتذكر هذه الأبحاث أن التهاب الحشفة وتضيق القلفة هما من أهم مسببات سرطان القضيب، ولما كان الختان يزيل القلفة من أساسها، فإن المختونين لا يمكن أن يحدث عندهم تضيق القلفة، ويندر جداً حدوث التهاب الحشفة. أما الدكتور رافيتش فيؤكد على دور الختان في الوقاية من أورام البروستات، على الرغم من أنه لا توجد دلالة قاطعة تثبت ذلك، غير أنه في المؤتمر الذي عقد في مدينة دوسلدورف الألمانية عن السرطان والبيئة، أشير إلى العلاقة السلبية بين سرطان البروستات الذي يصيب الرجال وبين الختان، وأن الرجال المختونين أقل تعرضاً للإصابة بهذا السرطان من غير المختونين.
وفي نفس المؤتمر كشف النقاب أيضاً عن أن النساء المتزوجات من رجال مختونين هن أقل تعرضاً للإصابة بسرطان الرحم من النساء المتزوجات من رجال غير مختونين.
وهكذا يؤكد د. هاندلي " أن الختان عند الرجال يقي نساءهم من الإصابة بسرطان عنق الرحم، وذكر أن الحالة الصحية للقضيب والتهاباته تشكل خطراً على المرأة يفوق الخطر الذي يتعرض له الرجال نفسه ".
والختان يقلل الحساسية المفرطة للبظر الذي قد يكون شديد النمو بحيث يبلغ أكثر من 3 سنتمترات عند انتصابه فكيف للرجل أن يختلط بزوجته ولها عضو كعضوه، ينتصب كانتصابه.
وقت الختان:
قال بن عبد البر " قال سفيان بن عيينة قال لي سفيان الثوري أتحفظ في الختان وقتا قلت لا قلت وأنت لا تحفظ فيه وقتا قال لا ".
وقال بن القيم " وقال ابن المنذر في ذكر وقت الختان وقد اختلفوا في وقت الختان فكرهت طائفة أن يختن الصبي يوم سابعه كره ذلك الحسن البصري ومالك بن أنس خلافا على اليهود وقال الثوري هو خطر قال مالك والصواب في خلاف اليهود قال وعامة ما رأيت الختان ببلدان إذا أثغر وقال أحمد بن حنبل لم أسمع في ذلك شيئا...
وروي عن أبي جعفر أن فاطمة كانت تختن ولدها يوم السابع قال ابن المنذر ليس في هذا الباب نهي يثبت وليس لوقوع الختان خبر يرجع إليه ولا سنة ".
فأما الوقت المستحب طبياً للصبي فقد قال الدكتور محمد علي البار أن الأبحاث الطبية أثبتت فائدة الختان العظمى في الطفولة المبكرة ابتداءً من يوم ولادته وحتى الأربعين يوماً من عمره على الأكثر، وكلما تأخر الختان بعدها كثرت الالتهابات في القلفة والحشفة والمجاري البولية.
وأما الوقت المستحب طبياً للبنت يبدأ من سن 6 إلي 10 سنوات بحسب حال الفتاة ولا يزيد علي هذا السن إلا لضرورة تقتضي ذلك.
وبالله التوفيق. |
|