منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر   المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Emptyالسبت 28 يناير 2012, 10:22 pm

المبحث الثامن

أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر

أولاً: أعمال قتال يوم 7 أكتوبر 1973

1. إغلاق باب المندب

في اليوم الثاني للحرب، كانت الأنباء جنوب البحر الأحمر، تعلن بأن البحرية المصـرية، حاولت إغراق ناقلة نفط محملة بالوقود متجهة إلى ميناء إيلات.

كان ذلك يعنى أن هناك حصاراً بحرياً على إسرائيل من جنوب البحر الأحمر.

فالممر البحري الجنوبي، أصبح مغـلقاً أمام حركة السفن الإسرائيلية، والمصريون يفرضون حصاراً بحرياً، على مقربة من مضيق باب المندب، بقوة بحرية مكونة من مدمرتان وغواصتان.

ورغم أن السفن المصرية قديمة، ولكنها تكفي لمنع مرور السفن التجارية، خاصة أن الأسطول البحري الإسرائيلي بالبحر الأحمر فقيراً جداً، فقد كان السلاح البحري يعتمد على زوارق صغيرة وسريعة، ولكن قصيرة المدى.

بإغلاق ممر النفط إلى إيلات، كان من الضروري أن تعتمد إسرائيل على مخزونها من احتياطي الطوارئ.

فحتى النفط كان يجلب من آبار أبورديس في سيناء، لم يعد متاحاً، بعد بدء الحرب.

2. الموقف على القناة

صباح يوم 7 أكتوبر 1973 أبلغ رئيس الأركان الجنرال أليعازر"، الجنرال جونين قائد الجبهة الجنوبية، بأنه لا يستطيع تقديم معاونه جوية في الوقت الحالي للجبهة الجنوبية، بسبب الموقف الخطر في جبهة الجولان، فقد وصلت القوات السورية في بعض الأماكن إلى منحـدرات الجولان، والخطورة أن يتمكنوا من الوصول إلى المستوطنات.

انتشرت القوات الإسرائيلية على جبهة القناة مع صباح يوم 7 على الطريق العرضي المسمى طريق المدفعية، الذي يقع على مسافة 9 كيلومترا شرق القناة، وأصبحت معظم الحصون محاصرة، وصدرت لها الأوامر بالصمود بمفردها في حالة عدم القدرة على الانسحاب، وأنها يمكنها أن تتلقى معاونه محدودة من المدفعية والطـائرات.

لقد أصبحت الحصون في واقع الأمر مراكز للملاحظة، فهي المصدر الوحيد الذي يمكنه إبلاغ المعلومات بالرؤية المباشرة عما يجرى على طول الجبهة.

خلال ليلة 6/7 أكتوبر 1973، كان المصريون قد أقاموا 11 كوبرياً على القناة، معظمهم في القطاع الأوسط والشمالي من القناة.

وعلى هذه الكباري تم خلال الليل، وحتى الصباح، نقل خمس فرق مشاة بدباباتهم ومركباتهم.

وبقى بعض منها لازال يعبر حتى صباح يوم 7 في القطاع الجنوبي من القناة حيث تأخر إنشاء الكباري لمشاكل تتعلق بالتربة، وكان الواضح أن الدبابات والمركبات تعبر بدون إزعاج.

أما المدرعات الإسرائيلية فقد فقدت معظم قادتها إذ قتل العديد من قادة الفصائل.

وأصبحت المدرعات في وضع بالغ السوء، فبعضها قد احترق، والبعض الآخر تعطل واستسلم كثير من الناجين للقوات المصرية التي صادفتهم، وقتل وجرح أعداد أخرى، ولم يعد من الممكن إعادة تجهيز الوحدات المدرعات الإسرائيلية، التي انخفضت كفاءتها بشكل ملحوظ.

اتخذ قائد القوات الجوية، الجنرال بيليد قراراً بتدمير الكباري، وبالفعل ففي الساعة الثانية يوم 7 أكتوبر 1973 أمر بتحويل جزء من الطيران الإسرائيلي من العمل على الجبهة الشمالية إلى الجبهة الجنوبية، لتدمير الكباري المصرية على قناة السويس. (اُنظر شكل الهجوم على رؤوس الكباري)

ولم تكن هذه الأهداف من السهل ضربها، فالمصريون يطلقون سحباً من الدخان تغطي الكباري.كذلك يقيمون بعض الكباري الهيكلية، ويستغل أفراد المهندسين المصريين، الفترات التي يهدأ فيها القصف، ويلقون إلى الماء بمعديات جديدة، ويستبدلون الأجزاء التي أصيبت.

وكلما ازدادت الإصابات في الكباري، اتبع المصريون أساليب أخرى.

ففي فترات التوقف بين عبور القوات يقومون بفك أجزاء من الكباري من ناحية ويربطونها إلى الجانب الشرقي من القنـاة.

يصبح من الصعب على الطيارين الإسرائيليين تحديد مكان الكباري وضربها.

ولكي تستطيع الطائرات القيام بضرب كوبري مربوطاً إلى الساتر الشرقي، يصبح عليها أن تنقض من ناحية الغرب، أي من ناحية الجانب المصري، المكدس بالصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، وبعد أن تنتهي الغارة الجوية الإسرائيلية المحدودة الزمن يعود المصريون لتركيب الكباري ومدها من جديد.

في الجنوب من القناة تحاول وحدات الجيش الثالث بقيادة اللواء عبد المنعم واصل، أن تتقدم نحو محوري متلا والجدي.

وفي القطاع الأوسط من القناة الفردان يوجد رأس جسر من قوات الجيش الثاني بقيادة اللواء سعد مأمون، أما في الشمال فقد استطاع المصريين أن يسيطروا بسرعة على القطاع الشمالي كله من القنطرة إلى بور سعيد.

كانت الدبابات المصرية تتقدم، لمعاونة المشاة في تطوير الهجوم، وكانت المشاة مستمرة في التقدم والاختراق، حيث تحميهم مئات من الصواريخ المضادة للدبابات من نوع "ساجر" بعضها مركب على حاملات جنود، والغالبية محمول بيد الجنود في حقائب صغيرة وتعاونهم عشرات الدبابات.

كان تقدم وحدات المشاة المصرية ببطء ولكنه مستمر، ولا توجد مدفعية إسرائيلية كافيه لإيقافها، والدبابات التي كانت موجودة في سيناء مع بداية الحرب، لم يتبقى منها سوى الثلث.

لقد سيطر المصريون على القناة، ولكن مازالت بعض المواقع صامدة، كان المصريون يحققون انتصارات تكتيكية، بعد أن نجحت عملية العبور.

في الوقت الذي كان لازال القادة الإسرائيليين والوزراء، مقتنعين بإمكانية سحق الوحدات المصرية، وإلقائهم بعيدا إلى ما وراء القناة كانت القوة الرئيسية، المدافعة عن سيناء قد تآكلت.

وأصبح جيش الدفاع الإسرائيلي على جبهة قناة السويس غير قادر على الصمود.

واستمرت البيانات العسكرية الإسرائيلية الغامضة في التحدث عما سيلاقيه المصريون على أيد القوات الإسرائيلية، وعن المواقع الجديدة التي يحتلها جيش الدفاع الإسرائيلي، دون ذكر لما حدث للمواقع القديمة، أو أين هي قوات خط بارليف الخارقة.

3. أعمال قتال يوم 7 أكتوبر 1973

كان القتال شرساً طوال يوم الأحد 7 أكتوبر 1973، وكانت الهجمات اليائسة مستمرة، دفعت مجموعة العمليات المدرعة في سيناء بقيادة ألبرت ماندلر، ثمناً باهظاً، لها فكلما حاولت الاتصال بأحد المواقع الحصينة المحاصرة، ردت على أعقابها مدحورة، وفقدت العديد من دباباتها.

اقتحم المصريون الخط الأول للدفاع الإسرائيلي، ودمروا الوحدات الإسرائيلية التي أرسلت لتعزيزه.

لقد كان قتال اليومان الأول والثاني من الحرب في منتهى القسوة، كلف الإسرائيليين، خسائر عالية، ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً ليدركوا أن كل شئ قد اختلف هذه المرة.

4. التعزيز بالتشكيلات المدرعة من عمق سيناء (الاحتياطات العملياتية)

منذ يوم السادس من أكتوبر 1973 بدأت الأفراد الاحتياط في التوجه إلى مخازن الطوارئ، وبدأت فصائل وسرايا الدبابات في التقدم سريعاً نحو الشرق، ولم يكن من الممكن بالطبع، أن تدفع إلى القتال فوراً، عند وصولها فرادى، كان لا بد من الانتظار حتى تكتمل في حشد قوي ومناسب.

تعرضت للقوات المدرعة الاحتياطية أثناء تقدمها من العمق لكمائن مصرية. ففي المحور الشمالي تلتقي قوات الكولونيل "ناتك" من مجموعة العمليات الرقم 162 بقيادة الجنرال آدن، برجال الكوماندو المصريين، عندما وصل دبابات ناتك إلى مشارف رمانة، وأثناء إنزال الدبابات من على الناقلات، انهالت بغتة نيران شديدة من الصـواريخ والأسلحة المضادة للدبابات والرشاشات على القوات الإسرائيلية، كانت النيران تنطلق من الشجيرات على جانبي الطريق، وتشتعل النيران في الدبابات، ويلقى 7 من أفراد الجيش الإسرائيلي مصرعهم ويصاب 21 فرد آخـرون.

وبدأت معركة مطاردة مستمرة خلف أفراد الكوماندو المصريين، الذين لم يزد عددهم عن 150 فرداً ويقاتل أفراد الكوماندو بشراسة حتى يُـقتل معظمهم وينسحب الباقين، بعد أن تمكنوا من تعطيل الاحتياطيات لعدة ساعات.

لقد كانت تلك مهمتهم، وقد نجحوا فيها رغم خسائرهم العالية.

بعد اجتماع في قيادة الجبهة الجنوبية، تقرر أن يكون يوم 8 أكتوبر 1973، هو اليوم الحاسم في الحرب، بتوجيه ضربة مضادة بمجموعتي عمليات مدرعتين، الأولى "المجموعة الرقم 162" بقيادة الجنرال ابراهام آدن والثانية "المجموعة الرقم 143" بقيادة الجنرال أرييل شارون.

خصص القطاع الشمالي لهجوم آدن والقطاع الأوسط لهجوم شارون، مع تثبيت القطاع الجنوبي بما تبقى من دبابات ماندلر "المجموعة الرقم 252 المدرعة".

في المساء كانت القوات المصرية، قد أعدت نفسها لصد الهجمات المضادة المتوقعة، بعد أن تقدمت داخل سيناء لمسافة 10 ـ 12 كيلو متراً.

كانت جميع وحدات المشاة المصرية قد أتمت عبورها وكذلك الألوية المدرعة الملحقة على الفرق المشاة.

يتبع إن شاء الله...


المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر   المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Emptyالسبت 28 يناير 2012, 10:26 pm

ثانياً: أعمال قتال يوم 8 أكتوبر 1973

1. الموقف الأمريكي من نتائج الحرب واستعواض الخسائر الإسرائيلية

لم يرد الأمريكيون على مطالب إسرائيل من السلاح، ويزداد قلق رئيسة الوزراء وتجرى اتصالا مع السفير "دينيتز"، والملحق العسكري العميد جور.

ويرسل رئيس بعثة وزارة الدفاع "بوندى درور" الذي انتقل من نيويورك إلى واشنطن، تقريرا يقول فيه أنه قد تم تجميع عتاد عسكري ضخم، والصعوبة الرئيسية هي نقل هذا العتاد، الذي تم تجميعه، إلى إسرائيل، فلا توجد وسائل نقل كافيه، ولن تكفي الطائرات المدنية لمثل هذه العملية، وحتى الطائرات المؤجرة لن تسد النقص.

كانت تلك إحدى المشاكل التي أزعجت مستشاري الرئيس الأمريكي، فقد وافقت الولايات المتحدة على أن تقدم للجيش الإسرائيلي تعويضا كاملا عن كل الأسلحة التي يفقدها في الحرب، وعندما وصلت المطالب الإسرائيلية إلى واشنطن، ذهلوا في البداية من الكميات المطلوبة، ومن عدد الأسلحة التي فقدت في اليومين الأولين للحرب.

ويتضح لمستشار الرئيس الأمريكي أن مطالب إسرائيل من الصعب نقلها بإمكانيات النقل الإسرائيلي، ومن ثم فلابد أن تتدخل الولايات المتحدة لتنقل بنفسها هذا العتاد من خلال جسر جوى، ولم تكن كل المطالب تعويضاً عن الخسائر، فقد دس الإسرائيليون بينها أسلحة ومعدات لم تكن لديهم من قبل، ولكنها تمكنهم من أداء أفضل، خاصة الذخائر الشديدة الفاعلية، والمبرمجة.

من جهة أخرى فإن الدعاية الإسرائيلية قد تمكنت من فتح صنابير التبرع من اليهود في أوروبا وأمريكا والمتعاطفين مع إسرائيل، وتطوع كثير من الجنود السابقون بالدول الأوروبية وأمريكا للقتال إلى جانب جيش الدفاع الإسرائيلي.

2. مناقشة خطة الهجوم المضاد يوم 8 أكتوبر 1973

الساعة الرابعة مساء يوم 7 أكتوبر 1973، قام الجنرال دافيد أليعازر بعرض خطة هجوم يوم 8 أكتوبر 1973 على كل من جولدا مائير رئيسة الوزراء وموشي ديان وزير الدفاع.

كان أليعازر يركز على القيام بالهجوم المضاد ضد القوات المصرية شرقي القناة في صباح يوم 8 أكتوبر 1973، بواسطة مجموعتي الجنرال آدن والجنرال شارون، لتدمير القوات المصرية شرق القناة، ثم العبور إلى الضفة الغربية لقناة السويس.

وأكد أليعازر على أن هذه العملية تتصف بالمخاطرة الكبيرة.

في نفس الوقت لم يوافق أليعازر، على فكرة ديان، باحتلال خط دفاعي جديد في العمق، أمام الجبهة المصرية.

خاصة بعد أن توجه إلى سيناء وشاهد الموقف على الطبيعة، حيث يمكنه التأكيد على إمكانية نجاح الهجوم المضاد.

وشرح أليعازر فكره الخطة وتفاصيلها، واستطاع إقناع الحاضرين بها.

قبل انتهاء مساء يوم 7 أكتوبر 1973، قام الجنرالان آدن وماجن، بالاستطلاع بطائرة خفيفة، في المنطقة بين بالوظة (على المحور الشمالي) ورفيديم في المليز على المحور الأوسط، ثم توجها إلى قيادة الجبهة.

وفي الساعة السابعة إلا ربعاً حضر الجنرال دافيد أليعازر رئيس الأركان، وتوجه الجميع إلى مركز قيادة الجنرال جونين، قائد الجبهة الجنوبية، حيث كان قد سبقهم كل من إسحاق رابين "رئيس الأركان السابق" والجنرال جونين قائد الجبهة الجنوبية، ونائبه الجنرال أوري بن آري والجنرال ماندلر قائد الوحدات المدرعة المدافعة عن سيناء منذ بدء الحرب.

كان الجميع يعلمون أن جيش الدفاع الإسرائيلي قد واجه 24 ساعة صعبة للغاية.

وجه رئيس الأركان سؤاله إلى الجنرال آدان Adan "المعروف باسم برن Bern"، عن الموقف في قطاعه! وبدأ أدان في شرح الموقف بشكل عام على الجبهة وبصفة خاصة في القطاع المحدد له، وكذا موقف تحركات وحداته التي تتقدم من العريش تجاه القنطرة.

وشرح آدن المعركة التي دارت بين وحداته والكوماندو المصريين، والتي أوقعته في الكمائن بالقرب من بالوظة (منطقة روماني Romani) حسب الأسماء العبرية، كما قص ما عرفه من بعض القادة مثل "الوش" و "كلمان" و "جابى"، حول الأحداث التي دارت على الجبهة قبل وصوله.

أعطى آدن أمثله عن تحسن المستوى القتالي للجنود المصريين، وكيف استطاع أفراد الكوماندو إغلاق الطريق بين العريش والقنطرة، باستخدام النيران المؤثرة ضد قواته بالرغم من شن الهجوم ضدهم وقتل العديد منهم.

ثم اتجه أليعازر بالسؤال إلى جونين، لماذا لم يحضر شارون حتى الآن هذا الاجتماع ؟ ورد جونين قائلاً: لقد بلغت شارون بالحضور ولكن يبدو أن هناك سوء فهم، وأنه سيصل متأخراً.
لم يكن الجنرال شارون قد وصل بعد، رغم ذلك فقد بدأ جونين يلخص الموقف على الجبهة المصرية، وكيف تحملت قواته العديد من الخسائر في الرجال والدبابات والطائرات بالقول: "والآن بعد اقتراب الاحتياطيات من الخطوط الأمامية، فأننا سنلقي الضوء على الخطوات القادمة التي سنقوم باتخاذها.

لقد وردت معلومات الاستطلاع بأن المصريين لديهم 12 كوبري، منتشرين على طول القناة، كما تتمركز له خمس فرق مشاة كاملة شرق القناة، وتم عبور مئات من الدبابات على طول مواجهة القناة.

تتركز الدبابات المصرية في ثلاثة مناطق رئيسية، الأولى في منطقة القنطرة بالقطاع الشمالي، والثانية في منطقة الفرادن بالقطاع الأوسط، والثالثة في اتجاه ممر متلا بالقطاع الجنوبي، ولكن لم يتضح اتجاه المجهود الرئيسي لهم بعد.

بدأ جونين يستعرض الخطة لتدمير المصريين في الشرق، والتي تتلخص في قيام قوات آدن بالهجوم في جنوب القنطرة وقوات شارون بالهجوم بالقرب من مدينة السويس، أما قوات ماندلر فستبقى كاحتياطي لمراقبة تطورات الموقف، وفي مرحلة تالية يتم تركيز الهجوم في قطاع ضيق بالجـزء الجنوبي من الجبهة والعبور إلى الضفة الغربية بقوة مجموعتي عمليات.

عندما جاء دور الجنرال آدن أوضح رأيه في الخطة، إذ كان يرى عدم إمكان عبور أو حتى الاقتراب من القناة في هذه المرحلة.

بل أن محاولة تخليص الجنود في النقط الحصينة المحاصرة سيكلفه الكثير من القوات، وربما يفشل في النهاية، كانت قوات آدن لم تكتمل بعد ففي فجر يوم 8 أكتوبر 1973 سوف يكون قد اكتمل له نحو 200 دبابة، أما الباقي فسيصل في منتصف اليوم، كذلك لم يكن متوفراً لديه مدفعية كافية، إذ كان لديه عشر قطع مدفعية فقط، أمّا باقي وحدات المدفعية، فلن تصل إلاّ في منتصف أو نهاية اليوم، علاوة على أن أحد الألوية المدرعة (وهو لواء أرييه) فما زال متحركاً، ولن يصل قبل ظهر يوم 8 أكتوبر 1973.

اقترح آدن الاقتصار على هجوم مضاد محدود، لاستعادة المبادرة من المصريين، وهو ما يوقف تطوير المصريين لهجومهم شرقاً مؤقتاً، وتدمير أي قوة مدرعة مصرية تحاول اختراق عمق الدفاعات الإسرائيلية.

أما العبور للغرب فمن الممكن أن يتم في النصف الثاني من يوم 8 أو في يوم 9.

لخص الجنرال دافيد أليعازر الموقف النهائي كآلاتي: في الغد "أي يوم 8 أكتوبر " من الممكن شن هجوم مضاد محدود وتدريجياً، من القنطرة في اتجاه الجنوب بواسطة مجموعة عمليات آدن، أما مجموعة عمليات شارون، فستكون مهمتها الأساسية خلال النصف الأول من اليوم هو العمل كاحتياطي لقوات آدن، من أجل احتواء القوات المصرية.

تستمر مجموعة عمليات ماندلر في الدفاع لتثبيت القطاع الجنوبي من الجبهة.

وفي النصف الثاني من اليوم يهاجم شارون من القطاع الأوسط والاتجاه جنوباً بمحاذاة القناة، وخلال هذه المرحلة يستمر ماندلر باحتواء وتثبيت القوات المصرية والعمل كاحتياطي عام.

أكد الجنرال أليعازر أن هذه الهجمات سوف تنفذ بمعاونة مكثفة من المدفعية ومن الطيران، كما يجب أن تتم هذه الهجمات بعيداً عن مناطق تأثير حشود المشاة المصرية المدعمة بالأعداد الكبيرة من الصواريخ والأسلحة والمضادة للدبابات، وكذلك بعيداً عن المصاطب الموجودة في غرب القناة، والتي تطلق منها الدبابات والأسلحة المضادة للدبابات، نيرانها على أجناب القوات الإسرائيلية.

3. الجنرال جونين يجرى تعديلاً بالخطة

كانت مجموعة عمليات الجنرال أبراهام آدن مكونة من ثلاثة ألوية مدرعة" بها 200 دبابة، ويقودها ثلاثة من أكفأ قادة المدرعات في إسرائيل.

خطط آدن للهجوم على نسق واحد وإذ يهاجم بلوائي ناتك وجابى ويحتفظ بلواء "آرييه" في الاحتياط.

كان اتجاه الهجوم من الشمال إلى الجنوب، في القطاع من جنوب القنطرة إلى الفردان والدفرزوار شرق، في خط موازى للقناة للداخل عنها بمسافة 3 كم، على أن يتحرك لواء آرييه على الطريقين الموصلين من الطريق العرضي رقم 3 إلى القناة وهما طريقا مآديم Maadim وسبونتانى Spontani خلف لوائى ناتك وجابى، واللذين سيتقدما بالوثبات[1].

وفي الساعة الرابعة صباح يوم 8 أكتوبر 1973 بدأ تحرك لوائي ناتك Natke وجابى Gabi في اتجاه الغرب أما لواء آرييه Arieh فلم يكن قد وصل بعد، حيث لازال متحركا على الطريق من العريش إلى رمانه، حيث يتجه منها جنوباً ليصل إلى المحاور المحددة له (طريقي مآديم، وسبونتاني). (اُنظر شكل خطة الهجوم الإسرائيلي)

لم تشمل الخطة التي حددها رئيس الأركان، موضوع العبور غرب القناة، ولكن ركزت على الهجوم على رؤوس كباري القوات المصرية من أجل تدميرها، وعلى أهمية الابتعاد عن القناة، لعدم التعرض للخسائر[2].

أما العبور غرباً، فكان من المفترض أن تصدر به تعليمات لاحقاً، عندما يتم تدمير القوات المصرية في الشرق، أو بظهور بوادر النجاح في ذلك، وهو ما قصده رئيس الأركان، عندما سأشار إلى ذلك الجزء من الخطة في شرحه، وحتى يرفع من معنويات قادة المجموعات، والذي كان يعرف عنهم العنف البالغ في القتال، منذ حربي 56، 67.
شملت تعليمات الجنرال جونين إلى قادة المجموعات، بعض التعديلات، التي لم يأت ذكرها من قبل في تعليمات رئيس الأركان، خلال مؤتمر يوم 7 أكتوبر 1973.

كما أن هذه التعليمات لم تتضمن عناصر عديدة معتادة لتأمين قوات الهجوم المضاد، منها على سبيل المثال:
تعليمات التعاون ـ والجدول الزمني لتنفيذ المعاونات من المدفعية والطيران، الكلمات الرمزية لتنفيذ مراحل العمليات، وتحديد مهمة كل قوة بالتفصيل.

كما كان من الواضح أن التعليمات صدرت عامة وغير كاملة بل أن هذه التعليمات لم تصل إلى بعض المشاركين في الخطة.

كانت تعليمات رئيس الأركان تؤكد على القيام بهجمات محدودة والبعد عن القناة، وبدلاً منها أكد الجـنرال جونين في تعليماته على مسح المنطقة بين الطريق العرض رقم 2 (طريق المدفعية) والضفة الشرقية للقـناة، وهزيمة وتدمير القوات المصرية الموجودة في هذه المنطقة، والاتصال بالقوات الإسرائيلية التي لازالت داخل النقط القوية الحصينة على القناة، ونجدتها مع الاستعداد للعبور إلى الضفة الغربية للقناة.

وهي مراحل لم يكن رئيس الأركان قد أمر بها، بل على العكس، قد حذر من بعضها، خاصة الاقتراب من القناة، أو التورط في عمليات تطهير.

وفي الساعة الثامنة صباح يوم 8 أكتوبر 1973، كان المتيسر من الدبابات في المجموعات الثلاث لا يزيد عن 530 دبابة، منها 200 دبابة في مجموعة أدان، و180 دبابة في مجموعة شارون، أما مجموعة ماندلر فأصبحت تضم 150 دبابة، بعد استعواض نسبة من خسائرها.

وكانت هذه الأعداد في رأى الجنرال جونين، كافية للقيام بالهجوم المضاد.

كان الموقف الحقيقي مختلف كلية[3]، إلا أن القادة استمروا في الاستعداد لتنفيذ الهجوم المضاد يوم 8 أكتوبر 1973.

كان من الواضح أن هناك سوء فهم لدى القيادات المختلفة بجيش الدفاع الإسرائيلي.

فلم تكن هناك لغة مشتركة بين رئاسة الأركان وقيادة الجبهة الجنوبية، وبالتأكيد لم تكن هناك أيضا لغة مشتركة بين قيادة الجبهة الجنوبية وبين قادة القوات التي تخوض الحرب تحت قيادتها.

يتبع إن شاء الله...


المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر   المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Emptyالسبت 28 يناير 2012, 10:31 pm

4. بدء القتال يوم 8 أكتوبر 1973 (اُنظر شكل الهجوم قبل ظهر 8 أكتوبر)

في أول ضوء يوم 8 أكتوبر 1973، بدأ الطيران الإسرائيلي في مهاجمة القوات المصرية في قطاع الهجوم المضاد، ولسوء الحظ قاموا أيضا بمهاجمة لواء "ناتك".

كما أبلغ ناتك في تقريره أنه شاهد الدبابات المصرية على مسافة كيلومترين إلى الغرب من قواته.

وفي الساعة السابعة صباحاً، قرر الجنرال آدن تحريك لواء آرييه الذي يعمل كاحتياطي، والذي وصل منه حتى ذلك الوقت اثنان وستون دبابة، على الطريق العرضي المسمى طريق المدفعية Arty Road، من خلال محورين.

أما لوائي النسق الأول وهما لواءا ناتك وجابى فقد تقدما بعيدا إلى الغرب، نحو طريقي "هازيزيت"، و"ليكسيكون"[4]، وبدأت الوحدات تتعرض لنيران المدفعية المصرية المعادية، وفي نفس الوقت بدأت طائرات الميج في مهاجمة قوات "ناتك".

وفي الساعة السابعة وثلاثة وخمسون دقيقة صدرت الأوامر للهجوم، من الشمال إلى الجنوب، ولكن لسوء الحظ كانت وحدات ناتك قد اصطدمت مع القوات المصرية في القنطرة شرق، وكان من الصعب تخلصه من القتال.

تعدلت الخطة، ليقوم لواءا جابي وآرييه بالهجوم جنوبا في اتجاه البحيرات المرة، تجاه النقط القوية في شمال البحيرات (ميزاميد Matzmed) يتحرك جابي في القطاع الغربي في منطقة التلال الواقعة بين طريق المدفعية وطريق ليكسيكون Lexicon.

أما آرييه فيتحرك شرق جابى. كما صدرت التعليمات إلى "ناتك" للبقاء كما هو في مواجهة القنطرة، على أن يكون مستعداً، وبأوامر، للتقدم جنوباً خلف لوائي النسق الأول، للعمل كاحتياطي وصدرت التعليمات إلى جابى للعمل على تحقيق الاتصال بالنقط القوية "هيزايون Hizayon" و "بــركان Purkan"[5] شمال الإسماعيلية شرق.

بعد عشر دقائق من إعطاء الجنرال جونين أمر الهجوم، أبلغ الجنرال آدان أن وحداته تتعرض لقصف مدفعية مركز، ولنيران وحدات اقتناص الدبابات من الكوماندو المصرية، وطلب من الجنرال جونين تقديم المعاونة له بنيران المدفعية والطيران.

وحتى تتجنب القوات الخسائر الكبيرة أصدر جونين أوامره بعدم الاقتراب من القناة مضطراً.

وبدأ لوائي نسق أول في التقدم تحت تأثير نيران المدفعية، وفي الساعة التاسعة وصل لواء جابى بالقرب من هافراجا Havraga"[6]. تلك المنطقة التي أصبحت في الساعات التالية ساحة المعركة الرئيسية في يوم 8 أكتوبر 1973.

أمّا الجنرال آدن "فقد اتخذ منطقة "زراكور Zrakor"[7] مركزاً للملاحظة له، لمراقبة سير القتال.

أبلغ ناتك Natke بتقدمه غرباً على المحور المؤدى إلى الفردان وتمكن قواته من تدمير 7 دبابات مصرية، كما قام بقصف المنطقة التي يمكن فيها أطقم المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، وأصبح جاهزا الآن للتقدم تجاه الجنوب. (اُنظر شكل هجوم مجموعة عمليات آدن)

أما جابى Gabi فقد أبلغ قائد المجموعة، أن قواته قتلت بعض المصريين، وأسرت البعض الآخر، وأنه تقدم بنجاح على طريقي أروف Arov، وهى الوصلة المتجهة إلى جنوب البلاح، وهفيفا Haviva وهى الوصلة المؤدية إلى الفردان.

في الساعة التاسعة والربع، طلب قائد الجبهة الجنوبية، تقرير عن الموقف من الجنرال آدن، الذي ابلغه بأنه يحقق نجاحاً في تقدمه، وأنه سيتقدم في اتجاه الموقع الحصين في الفردان، كما طلب مساندة جوية لإسكات مواقع المدفعية المصرية التي تؤثر بشدة على وحداته، على أن يوجه نيرانها مجموعات الإدارة الجوية المرافقة له.

وتساءل آدن عن الأسبقية التي يعطيها لتنفيذ مهمته: هل هي تدمير أكبر كم من القوات المصرية، أو تحقيق الاتصال بالنقطة القوية في الفردان أو العبور غرباً، وكان رد جونين هو تنفيذ كل ذلك وأكثر منه.

كانت تعليمات الجنرال جونين واضحة إلى آدن بالاتجاه جنوباً بأقصى سرعة، والعبور من خلال كوبري الدفرزوار عند الموقع الحصين ميزاميد Matzmed وإنشاء رأس كوبري غرب القناة على وصلة أبو سلطان (طريق "هافيت Hafit road").

كان لواء "ناتك" مشتبكاً مع دبابات اللواء 15 مدرع المصري (دباباته من نوع تي ـ 62 T-62)، في جنوب القنطرة. أما جابي فكان مشتبكاً مع دبابات ومواقع صواريخ مضادة للدبابات ساجر في منطقة النخيل "3 كم شرقي القناة"، على طريق اروف Arov وهي الوصلة المؤدية إلى جنوب البلاح.

طلب الجنرال جونين الساعة التاسعة وأربعون دقيقة معرفة الموقف من الجنرال آدن، الذي أبلغه أن وحدات الفرقة مشتبكة في معركة بالقرب من هيزايون عند كوبرى الفردان، وأن الاتصال بموقع الفردان سيتأخر، وطلب مرة أخرى مساندة الطيران، ولكن آدن تملكته الدهشة عندما علم من جونين أن الطيران قام بتقديم المعاونة بالفعل، وأن الطيران لا يستطيع الآن الاشتراك في هجمات أخرى[8].

أكد آدن أهمية حصوله على مساندة جوية لاستكمال هجومه تجاه الفردان.

بعد ربع ساعة اتصل جونين مرة ثانية، وطلب من آدن، الإسراع في هجومه جنوبا إلى منطقة البحيرات المرة لتحقيق الاتصال بمنطقتي "ميسورى" و"المزرعة الصينية" على مسافة 25 كم جنوب البلاح ورد آدن قائلاً أنا لست مرتاحا لهذا الانتشار الممتد للقوات، ولكن إذا كان هذا بالضرورة، فإنني سأحاول".

ومن ثم رد جونين "بالطبع هو أمر مهم جدا، والأهم هو محاولة العبور بقوة صغيرة غرباً والتي سيكون لها تأثير كبير في تغيير الموقف العسكري".

في الساعة العاشرة وصل طائرة عمودية، الجنرال آرى بن آرى، نائب قائد الجبهة الجنوبية، إلى مركز ملاحظة الجنرال آدن، حاملاً رسالة عاجلة، تفيد بأن القوات المصرية بدأت تنهار، وأكد على أهمية الإسراع بالهجوم، لتدميرها.

ولتنفيذ ذلك، كان لابد من سحب لواء ناتك "من القنطرة، مع ترك قوة صغيرة أمام اللواء 15 مدرع المصري، والتقدم على وجه السرعة على طريق "ليكسيكون"، وتدمير أي قوات مصرية متمركزة غرب الطريق أثناء التقدم.

صدرت التعليمات إلى ناتك للإسراع بالتقدم جنوباً، للاشتراك في الهجوم، ثم صدرت التعليمات إلى جابي للإسراع بتحقيق الاتصال بالنقطة القوية في الفردان، على أن يكون مستعداً للعبور غرباً كمرحلة تالية، ولكن جابي كان قد وقع بالفعل تحت تأثير نيران المدفعية المصرية وكذا نيران الدبابات والصواريخ الموجهة المضادّة للدبابات، وأصبح مشكوكاً في إمكانية تنفيذ التعليمات، في الوقت المناسب.

لذلك طلب آدن دعمه بإحدى الكتائب المدرعة من مجموعة شارون والمتمركزة بالقرب من قواته، كما طلب دعمه بنيران المدفعية والطيران.

ولكن شارون لم يعطي أي تعليمات لذلك، إذ يبدو أن شارون كان يتجاهل تعليمات جونبن متعللاً بأنه متحركاً بالمجموعة جنوباً، لذلك فإنه لا يستطيع أن يدعم آدن بأي جزء من قواته.

اتصل دافيد أليعازر رئيس الأركان بالجنرال جونين الساعة الحادية عشر وخمسة وعشرون دقيقة، وناقش معه خطة شارون للهجوم عند منطقة البحيرات المرة، وأكد جونين أن شارون لن يصـل إلى خـط بدء المهمة قبل 4 ـ 5 ساعة من بدأ تحركه[9].

وكانت الخطة التي سبق تصديق الجنرال أليعازر عليها هي أن يقوم بالهجوم من الشمال إلى الجنوب وبالتحديد من القطاع الجنوبي للبحيرات المرة حتى شمال الخليج، على أن يكون مستعداً للعبور لاحتلال مدينة السويس، ولكن شارون قام بتعديل الخطة حيث أراد الهجوم من الجنوب إلى الشمال، حيث أن ذلك طبقا لمقترحاته سيحقق له سرعة القضاء على المصريين.

بدأت دبابات آدن في التقدم تحت ستر نيران المدفعية، بعد أن أصبح بكل كتيبة دبابات من ألويته المدرعة ما لا يزيد عن 20 دبابة، علاوة على بعض وحدات المدفعية بالكاد تكمل ثلاثة كتائب مدفعية.

في الساعة الواحدة والنصف ظهراً توقفت القوات، بعد أن واجهت نيران كثيفة من الدبابات والصواريخ الساجر (المالوتكا) المصرية، وازداد حجم الخسائر نتيجة لتدمير الدبابات والمركبات نصف جنزير بفعل النيران الكثيفة.

خلال الربع ساعة التالية، بدأت تظهر بوادر الفشل، فقد أبلغ ناتك أن دباباته قد تدمرت، واشتعلت فيها النيران الواحدة بعد الأخرى، وطالب بسرعة دعمه بالقوات، وبدأ الجنرال آدن يتحسس مرارة الهزيمة، فالدبابات تحترق، وحاول السيطرة على هدوئه.

تحمل لواء ناتك خسائر جسيمة، فصدرت له الأوامر بالانسحاب مع البقية الباقية من دباباته، أما أرييه فقد أوضح في بلاغه، أن قواته بهذا الحجم الصغير لا تستطيع أن تحقق مهمتها، في مواجهة القوات المصرية في قطاع هجومه، كما أن عدد من دباباته دمرت في منطقة نوزيل Nozel وأن إحدى الوحدات المدرعة المصرية تواجهه من الجنوب.

أبلغ ناتك الساعة الثانية والنصف ظهراً أنه فقد الاتصال مع أحد قادة كتائبه، وهو الكولونيل عساف ياجوري، وأن لديه اعتقاد بأن شيئاً خطأ قد حدث.

وفي نفس الوقت بدأ آرييه يواجه القوات المصرية التي عبرت كوبري الفردان، وبدأت تهاجمه من الشمال إلى الجنوب، ووقعت وحداته تحت تأثير نيران المدفعية كذلك، وفتحت الدبابات من شرق القناة وغربها النيران عليه، إضافة إلى وقوع بعض الدبابات في كمين صواريخ مضادة للدبابات من نوع ساجر، أجهز على عدد كبير منها.
قفزت أطقم الدبابات والمركبات المدرعة من المركبات المحترقة. ولم يتبقى من لواء ناتك خلال دقائق سوى أربعة دبابات، وقتل وجرح العديد من قادة السرايا والفصائل وأطقم الدبابات، وهناك البعض الذين لم يعرف موقفهم ويبدو أنهم أسروا، لقد فقد ناتك 54 فرداً من رجاله في هذا اليوم الكئيب.

لقد كانت ضربة شاقة ومريرة، ومن الصعب وصف الإحساس بهذه الساعات الطويلة، خاصة أن الاتصالات كانت صعبة للغاية، إذ كان المصريون يعيقون الاتصال على الشبكات اللاسلكية، مستخدمين عناصر الحرب الإلكترونية، في مباغتة قاسية وحرجة للقوات الإسرائيلية.

يتبع إن شاء الله...


المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر   المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Emptyالسبت 28 يناير 2012, 10:41 pm

4. بدء القتال يوم 8 أكتوبر 1973 (اُنظر شكل الهجوم قبل ظهر 8 أكتوبر)

في أول ضوء يوم 8 أكتوبر 1973، بدأ الطيران الإسرائيلي في مهاجمة القوات المصرية في قطاع الهجوم المضاد، ولسوء الحظ قاموا أيضا بمهاجمة لواء "ناتك".

كما أبلغ ناتك في تقريره أنه شاهد الدبابات المصرية على مسافة كيلومترين إلى الغرب من قواته.

وفي الساعة السابعة صباحاً، قرر الجنرال آدن تحريك لواء آرييه الذي يعمل كاحتياطي، والذي وصل منه حتى ذلك الوقت اثنان وستون دبابة، على الطريق العرضي المسمى طريق المدفعية Arty Road، من خلال محورين.

أما لوائي النسق الأول وهما لواءا ناتك وجابى فقد تقدما بعيدا إلى الغرب، نحو طريقي "هازيزيت"، و"ليكسيكون"[4]، وبدأت الوحدات تتعرض لنيران المدفعية المصرية المعادية، وفي نفس الوقت بدأت طائرات الميج في مهاجمة قوات "ناتك".

وفي الساعة السابعة وثلاثة وخمسون دقيقة صدرت الأوامر للهجوم، من الشمال إلى الجنوب، ولكن لسوء الحظ كانت وحدات ناتك قد اصطدمت مع القوات المصرية في القنطرة شرق، وكان من الصعب تخلصه من القتال.

تعدلت الخطة، ليقوم لواءا جابي وآرييه بالهجوم جنوبا في اتجاه البحيرات المرة، تجاه النقط القوية في شمال البحيرات (ميزاميد Matzmed) يتحرك جابي في القطاع الغربي في منطقة التلال الواقعة بين طريق المدفعية وطريق ليكسيكون Lexicon.

أما آرييه فيتحرك شرق جابى. كما صدرت التعليمات إلى "ناتك" للبقاء كما هو في مواجهة القنطرة، على أن يكون مستعداً، وبأوامر، للتقدم جنوباً خلف لوائي النسق الأول، للعمل كاحتياطي وصدرت التعليمات إلى جابى للعمل على تحقيق الاتصال بالنقط القوية "هيزايون Hizayon" و "بــركان Purkan"[5] شمال الإسماعيلية شرق.

بعد عشر دقائق من إعطاء الجنرال جونين أمر الهجوم، أبلغ الجنرال آدان أن وحداته تتعرض لقصف مدفعية مركز، ولنيران وحدات اقتناص الدبابات من الكوماندو المصرية، وطلب من الجنرال جونين تقديم المعاونة له بنيران المدفعية والطيران.

وحتى تتجنب القوات الخسائر الكبيرة أصدر جونين أوامره بعدم الاقتراب من القناة مضطراً.

وبدأ لوائي نسق أول في التقدم تحت تأثير نيران المدفعية، وفي الساعة التاسعة وصل لواء جابى بالقرب من هافراجا Havraga"[6]. تلك المنطقة التي أصبحت في الساعات التالية ساحة المعركة الرئيسية في يوم 8 أكتوبر 1973.

أمّا الجنرال آدن "فقد اتخذ منطقة "زراكور Zrakor"[7] مركزاً للملاحظة له، لمراقبة سير القتال.

أبلغ ناتك Natke بتقدمه غرباً على المحور المؤدى إلى الفردان وتمكن قواته من تدمير 7 دبابات مصرية، كما قام بقصف المنطقة التي يمكن فيها أطقم المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، وأصبح جاهزا الآن للتقدم تجاه الجنوب. (اُنظر شكل هجوم مجموعة عمليات آدن)

أما جابى Gabi فقد أبلغ قائد المجموعة، أن قواته قتلت بعض المصريين، وأسرت البعض الآخر، وأنه تقدم بنجاح على طريقي أروف Arov، وهى الوصلة المتجهة إلى جنوب البلاح، وهفيفا Haviva وهى الوصلة المؤدية إلى الفردان.

في الساعة التاسعة والربع، طلب قائد الجبهة الجنوبية، تقرير عن الموقف من الجنرال آدن، الذي ابلغه بأنه يحقق نجاحاً في تقدمه، وأنه سيتقدم في اتجاه الموقع الحصين في الفردان، كما طلب مساندة جوية لإسكات مواقع المدفعية المصرية التي تؤثر بشدة على وحداته، على أن يوجه نيرانها مجموعات الإدارة الجوية المرافقة له.

وتساءل آدن عن الأسبقية التي يعطيها لتنفيذ مهمته: هل هي تدمير أكبر كم من القوات المصرية، أو تحقيق الاتصال بالنقطة القوية في الفردان أو العبور غرباً، وكان رد جونين هو تنفيذ كل ذلك وأكثر منه.

كانت تعليمات الجنرال جونين واضحة إلى آدن بالاتجاه جنوباً بأقصى سرعة، والعبور من خلال كوبري الدفرزوار عند الموقع الحصين ميزاميد Matzmed وإنشاء رأس كوبري غرب القناة على وصلة أبو سلطان (طريق "هافيت Hafit road").

كان لواء "ناتك" مشتبكاً مع دبابات اللواء 15 مدرع المصري (دباباته من نوع تي ـ 62 T-62)، في جنوب القنطرة. أما جابي فكان مشتبكاً مع دبابات ومواقع صواريخ مضادة للدبابات ساجر في منطقة النخيل "3 كم شرقي القناة"، على طريق اروف Arov وهي الوصلة المؤدية إلى جنوب البلاح.

طلب الجنرال جونين الساعة التاسعة وأربعون دقيقة معرفة الموقف من الجنرال آدن، الذي أبلغه أن وحدات الفرقة مشتبكة في معركة بالقرب من هيزايون عند كوبرى الفردان، وأن الاتصال بموقع الفردان سيتأخر، وطلب مرة أخرى مساندة الطيران، ولكن آدن تملكته الدهشة عندما علم من جونين أن الطيران قام بتقديم المعاونة بالفعل، وأن الطيران لا يستطيع الآن الاشتراك في هجمات أخرى[8].

أكد آدن أهمية حصوله على مساندة جوية لاستكمال هجومه تجاه الفردان.

بعد ربع ساعة اتصل جونين مرة ثانية، وطلب من آدن، الإسراع في هجومه جنوبا إلى منطقة البحيرات المرة لتحقيق الاتصال بمنطقتي "ميسورى" و"المزرعة الصينية" على مسافة 25 كم جنوب البلاح ورد آدن قائلاً أنا لست مرتاحا لهذا الانتشار الممتد للقوات، ولكن إذا كان هذا بالضرورة، فإنني سأحاول".

ومن ثم رد جونين "بالطبع هو أمر مهم جدا، والأهم هو محاولة العبور بقوة صغيرة غرباً والتي سيكون لها تأثير كبير في تغيير الموقف العسكري".

في الساعة العاشرة وصل طائرة عمودية، الجنرال آرى بن آرى، نائب قائد الجبهة الجنوبية، إلى مركز ملاحظة الجنرال آدن، حاملاً رسالة عاجلة، تفيد بأن القوات المصرية بدأت تنهار، وأكد على أهمية الإسراع بالهجوم، لتدميرها.

ولتنفيذ ذلك، كان لابد من سحب لواء ناتك "من القنطرة، مع ترك قوة صغيرة أمام اللواء 15 مدرع المصري، والتقدم على وجه السرعة على طريق "ليكسيكون"، وتدمير أي قوات مصرية متمركزة غرب الطريق أثناء التقدم.

صدرت التعليمات إلى ناتك للإسراع بالتقدم جنوباً، للاشتراك في الهجوم، ثم صدرت التعليمات إلى جابي للإسراع بتحقيق الاتصال بالنقطة القوية في الفردان، على أن يكون مستعداً للعبور غرباً كمرحلة تالية، ولكن جابي كان قد وقع بالفعل تحت تأثير نيران المدفعية المصرية وكذا نيران الدبابات والصواريخ الموجهة المضادّة للدبابات، وأصبح مشكوكاً في إمكانية تنفيذ التعليمات، في الوقت المناسب.

لذلك طلب آدن دعمه بإحدى الكتائب المدرعة من مجموعة شارون والمتمركزة بالقرب من قواته، كما طلب دعمه بنيران المدفعية والطيران.

ولكن شارون لم يعطي أي تعليمات لذلك، إذ يبدو أن شارون كان يتجاهل تعليمات جونبن متعللاً بأنه متحركاً بالمجموعة جنوباً، لذلك فإنه لا يستطيع أن يدعم آدن بأي جزء من قواته.

اتصل دافيد أليعازر رئيس الأركان بالجنرال جونين الساعة الحادية عشر وخمسة وعشرون دقيقة، وناقش معه خطة شارون للهجوم عند منطقة البحيرات المرة، وأكد جونين أن شارون لن يصـل إلى خـط بدء المهمة قبل 4 ـ 5 ساعة من بدأ تحركه[9].

وكانت الخطة التي سبق تصديق الجنرال أليعازر عليها هي أن يقوم بالهجوم من الشمال إلى الجنوب وبالتحديد من القطاع الجنوبي للبحيرات المرة حتى شمال الخليج، على أن يكون مستعداً للعبور لاحتلال مدينة السويس، ولكن شارون قام بتعديل الخطة حيث أراد الهجوم من الجنوب إلى الشمال، حيث أن ذلك طبقا لمقترحاته سيحقق له سرعة القضاء على المصريين.

بدأت دبابات آدن في التقدم تحت ستر نيران المدفعية، بعد أن أصبح بكل كتيبة دبابات من ألويته المدرعة ما لا يزيد عن 20 دبابة، علاوة على بعض وحدات المدفعية بالكاد تكمل ثلاثة كتائب مدفعية.

في الساعة الواحدة والنصف ظهراً توقفت القوات، بعد أن واجهت نيران كثيفة من الدبابات والصواريخ الساجر (المالوتكا) المصرية، وازداد حجم الخسائر نتيجة لتدمير الدبابات والمركبات نصف جنزير بفعل النيران الكثيفة.

خلال الربع ساعة التالية، بدأت تظهر بوادر الفشل، فقد أبلغ ناتك أن دباباته قد تدمرت، واشتعلت فيها النيران الواحدة بعد الأخرى، وطالب بسرعة دعمه بالقوات، وبدأ الجنرال آدن يتحسس مرارة الهزيمة، فالدبابات تحترق، وحاول السيطرة على هدوئه.

تحمل لواء ناتك خسائر جسيمة، فصدرت له الأوامر بالانسحاب مع البقية الباقية من دباباته، أما أرييه فقد أوضح في بلاغه، أن قواته بهذا الحجم الصغير لا تستطيع أن تحقق مهمتها، في مواجهة القوات المصرية في قطاع هجومه، كما أن عدد من دباباته دمرت في منطقة نوزيل Nozel وأن إحدى الوحدات المدرعة المصرية تواجهه من الجنوب.

أبلغ ناتك الساعة الثانية والنصف ظهراً أنه فقد الاتصال مع أحد قادة كتائبه، وهو الكولونيل عساف ياجوري، وأن لديه اعتقاد بأن شيئاً خطأ قد حدث.

وفي نفس الوقت بدأ آرييه يواجه القوات المصرية التي عبرت كوبري الفردان، وبدأت تهاجمه من الشمال إلى الجنوب، ووقعت وحداته تحت تأثير نيران المدفعية كذلك، وفتحت الدبابات من شرق القناة وغربها النيران عليه، إضافة إلى وقوع بعض الدبابات في كمين صواريخ مضادة للدبابات من نوع ساجر، أجهز على عدد كبير منها.
قفزت أطقم الدبابات والمركبات المدرعة من المركبات المحترقة. ولم يتبقى من لواء ناتك خلال دقائق سوى أربعة دبابات، وقتل وجرح العديد من قادة السرايا والفصائل وأطقم الدبابات، وهناك البعض الذين لم يعرف موقفهم ويبدو أنهم أسروا، لقد فقد ناتك 54 فرداً من رجاله في هذا اليوم الكئيب.

لقد كانت ضربة شاقة ومريرة، ومن الصعب وصف الإحساس بهذه الساعات الطويلة، خاصة أن الاتصالات كانت صعبة للغاية، إذ كان المصريون يعيقون الاتصال على الشبكات اللاسلكية، مستخدمين عناصر الحرب الإلكترونية، في مباغتة قاسية وحرجة للقوات الإسرائيلية.

يتبع إن شاء الله...


المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر   المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر Emptyالسبت 28 يناير 2012, 11:58 pm

أما آرييه، فقد طلب بسحب ما تبقى من دباباته، إذ أن المصريين يطبقون عليه، وأنهم في طريقهم لقطع الطريق بينه وبين الطاسة.

وفي هذه اللحظة بدأت تتساقط قذائف المدفعية حول مركز ملاحظة آدن، كما غطى الدخان والرمال للمنطقة المحيطة به.

وأصبح الموقف المحيط بالقيادة مخيف كذلك، وتأثرت الاتصالات وقتل ضابط الإشارة "يوسف ديشيف"، كما أن العديد من أفراد مركز القيادة قد جرحوا.

وكان موقفاً صعباً في الوقت الذي يجري فيه إخلاء الخسائر قرر آدن الانسحاب من قطاع الفردان، وبدون تردد، فلقد فقد كل لواء مدرع ما يقرب من كتيبة أو أكثر من الدبابات خلال وقت قصير.

بدأت القوات المصرية هجومها بنحو مائة دبابة في الساعة الخامسة مساءً، وأصبح المطلب الرئيسي لقادة ألوية آدن هو المعاونة العاجلة بالطيران، فالمصريون يتقدمون بأعداد كبيرة، وليست لدى وحدات آدن الإمكانيات لصدها.

وتعرض جابي وأرييه لهجوم ثقيل، ولم يكن لديهم ما يمكنهم من إيقاف هذا الهجوم.

كان هجوم القوات المصرية على محورين: الأول من اتجاه الفرقة الثانية المشاة من شمال الطريق الأوسط، والثاني من اتجاه الفرقة 16 مشاة من جنوب الطريق ومن الاتجاهين كان يتقدم الآلاف من المشاة المدعمة بالدبابات.

كانت القوات الإسرائيلية قد أصبحت صغيرة الحجم بعد الخسائر التي تعرضت لها وغير منظمة ومرهقة في آن واحد، ولم يعد هناك فرصة أمام آدن للنجاة سوى بالانسحاب السريع.

أصدر آدن التعليمات إلى وحداته بالانسحاب ليحافظ على ما تبقى من دباباته والتي لم تتعدى 120 دبابة، استعداداً للقتال في اليوم التالي.

يعلق الجنرال شارون "Sharon" في كتابه المقاتل "Warrior" على القتال الذي دار في ذلك اليوم: "خلال الأربع ساعات الأولى للقتال فقدنا 200 دبابة، من 300 دبابة، التي تمثل النسق الأول للوحدات المدرعة.

كنا ندفع بالوحدات الصغيرة، واحدة تلو الأخرى، في مهام لا أمل فيها، وفشلت جميع الهجمات المضادة السريعة، التي قامت بها الوحدات المدرعة".

ويستطرد قائلاً: "لقد كان رأيي، من أجل إحباط هجوم المصريين ـ وهو ما قلته للجنرال جونين ـ لا بدّ أن نركز هجومنا بمجموعتين مدرعتين في قطاع صغير من الجبهة".
ورد جونين قائلاً: "لا نستطيع ذلك فالقوة الوحيدة التي نمتلكها الآن من هذا الموقع "يقصد الطاسة" وحتى تل أبيب والتي تستطيع أن تقوم بعمل هجومي هي مجموعتك".

وعندما قال ذلك رددت قائلاً: "أن هدف المصريين ليس تل أبيب، إنما هدفهم هو عبور قناة السويس والتقدم شرق إلى مسافة 5 ـ 7 أميال، لأنهم لا يستطيعون التقدم أكثر من ذلك حتى لا يفقدوا تأمين وحدات الدفاع الجوى لهم".

خلال الاجتماع الذي تم مساء يوم 7 أكتوبر 1973 في قيادة الجبهة اتصل بي الجنرال موشي ديان وقال: إريك (يقصد شارون)، نحن نضع آمالنا وحساباتنا عليك، من أجل تغيير الموقف على الجبهة المصرية".

"في الساعة الحادية عشر إلا ربعاً صباح يوم 8 أكتوبر 1973، تلقى شارون أمراً بالتحرك لاستغلال نجاح آدن، والهجوم جنوباً، وكان عليّه التحرك نحو 70 ميلاً جنوباً، من أجل يهاجم رأس كوبري للمصريين في تلك المنطقة، ثم العبور غرباً بالقرب من مدينة السويس، فسر شارون ذلك على أن قوات آدن قد حققت نجاحاً كاسحاً، في اتجاه قوات الجيش الثاني.

وكان ذلك غير حقيقي تماماً، ونتج عن هذا التفسير الخاطئ، تحرك مبكر لقوات شارون، وعندما احتاج آدن دعم بجزء منها، لم تكن في وضع يمكنها أن تقدم الدعم المطلوب، إلا بعد ساعات طويلة، يكون فيها القتال قد انتهى.

5. نتائج أعمال قتال يوم 8 أكتوبر 1973

ارتفعت خسائر القوات الإسرائيلية بدرجة كبيرة، فلم يحدث قط خلال الحروب السابقة أن فقد الجيش الإسرائيلي مثل هذه الأعداد من القتلى والجرحى، وطوال هذه الساعات الرهيبة كان القسم الطبي في الجيش يعمل بغير توقف، وكان الأطباء العسكريون يقومون بالعمليات الجراحية الدقيقة في ضوء البطاريات الكهربية.

كانت مئات من الدبابات تشترك في المواجهة، بل وحدث تداخل بين القوات، بل أن معارك الدبابات التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا لم تتسع إلى هذا الحد الذي بلغته حرب عيد الغفران. كانت الدبابات الإسرائيلية تقاتل وهي تنسحب لتنجو من الدمار، وللمرة الأولى، فأنها تعطلت في أرض العدو وبداخلها القتلى والجرحى، بغير أن يستطيع أحد تخليصهم منها، لقد قتل أو أسر عدد كبير من أطقم الدبابات التي تم تدميرها.

وكان على أي قائد إسرائيلي، يتقرر دخوله في اتصال مباشر مع المصريين، أن يختار في ظرف ثوان معدودة بين تخليص الجرحى أو الاشتباك مع من يهاجمه.

لقد فقدت قوات الجنرال آدن في ذلك اليوم جانباً كبيراً من قواتها، وكانت قوات الجنرال ماندلر قد سبقتها، فقد نزلت بها خسائر فادحة طوال يومي 6 و7 أكتوبر 1973.

*****************************************************************
[1] أسلوب الضرب مع الحركة وهو تكتيك قديم معروف.


[2] كان الهدف هو الابتعاد عن نيران القوات المصرية غرب القناة مباشرة، والتي تم احتلالها بالدبابات والصواريخ المضادة للدبابات المصرية.

[3] يقصد أن الموقف الحقيقي على الجبهة كان مختلفاً، فمعظم قوات ماندلر قد أصيب بخسائر فادحة، وأصبحت غير قادرة على شن هجمات مضادة جديدة، وقوات آدن أصيب إحدى لواءاتها بخسائر في كمين مصري أثناء تقدمه قرب بالوظه، كما أن المدفعية لا تتعدى 10 قطع، وتفتقر كل القوات لعنصر المشاة، كما وجهت القوات الجوية مجهودها الرئيسي إلى الجبهة السورية بعيداً عن القناة.

[4] وهى الطرق الموصلة إلى شرقي البلاح.

[5] هيزايون Hizayon وهي النقط القوية بالفردان، وبركان Purkan وهي النقط القوية رقم 6 في شمال شرق بحيرة التمساح.

[6] منطقة في شمال شرق بحيرة التمساح تقع في تقاطع طريق المدفعية `الطريق العرضي الرقم 2` والوصلة القادمة إلى البلاح.

[7] تقع زراكور Zrakor، على طريق المدفعية في المنتصف بين الطريق الواصل من الطريق العرضي رقم (3) إلى البلاح `المسمى مآديم Maadim، والطريق الواصل بين الطريق العرضي الرقم 2 ووصلة الفردان والمسمى (سبونتاني) Spontani.

[8] كان الطيران في ذلك الوقت يركز معظم طلعاته على الجبهة السورية.

[9] كان شارون قد صدرت له التعليمات بالتحرك في الساعة الحادية عشر إلا ربعاً، يوم 8 أكتوبر 1973.


المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المبحث الثامن: أعمال القتال شرق القناة يومي 7، 8 أكتوبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المبحث التاسع: القتال شرق القناة من يوم 9 أكتوبر حتى يوم 14 أكتوبر
» المبحث العاشر: القتال شرق القناة من يوم 15 أكتوبر حتى 17 أكتوبر
» المبحث السابع: القتال شرق القناة يوم 6 أكتوبر
» المبحث الحادي عشر: أعمال قتال القوات الإسرائيلية غرب وشرق القناة من 18 ـ 28 أكتوبر 1973
» المبحث الثاني عشر: حرب أكتوبر 1973 على الجبهة السورية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: حرب السادس من أكتوبر 1973م :: حرب أكتوبر 1973م من وجهة النظر الإسرائيلية-
انتقل الى: