| فقه السواك: الأدلة والأحكام | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:09 pm | |
| |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:10 pm | |
| تمهيد: قال -صلى الله عليه وسلم-: "فمن رَغِبَ عن سُنَّتِي فليس مِنِّي"، وإن من سُنَّتَهُ -صلى الله عليه وسلم- التي أمر بها وحَضَّ عليها السّوَاك، فقد بين -صلى الله عليه وسلم- أنه من خصال الفطرة وأنه مطهرة للفم مرضاة للرب، وهو من الطهارة الظاهرة. والمسلم كما هو مأمور بالطهارة الباطنة وهي تطهير القلب وإخلاص العبادة لله مأمور بالطهارة الظاهرة، وهي النظافة ودفع الأوساخ والأقذار، ومن ذلك السّوَاك. وسأتحدث في هذه الرسالة عن هذه السُّنَّة والطاعة، لعل الله أن ينفعني وكل من اطلع عليها، وأن يجعلها خالصة لوجهه سبحانه، خالية من شوائب الرياء والسمعة. فأقول: ما أكثر سننه عليه الصلاة والسلام، ولقد اندثر منها الكثير، بل وأصبحت بعض السنن وكأنها غريبة على الناس، بل ربما نظروا إلى من يحييها على أن فيه نقص في عقله، سُنَّة التكبير في العيدين وأيام التشريق، أنظر إلى أشكال الناس وهم يكبرون على استحياء، وكأن أحدهم يتمنى أن تبتلعه الأرض ولا ينظر إليه أحد. يا له من أجر عظيم، وخير كريم لمن أحيا سُنَّة من سُنن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَحْيَا سُنَّة مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلاَلَةٍ لاَ يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا" [رواه الترمذي وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، ورواه ابن ماجة وغيرهما]. قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَحْيَا سُنَّة مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا" [رواه ابن ماجة 1/76، وقال الألباني رحمه الله: صحيح لغيره]. المقصود.. أن السنن المهجورة بين الناس اليوم كثيرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وسوف أتحدث عن سُنَّة يعرفها الناس وهي مشهورة معلومة، تجدها من يدل عليها كل يوم عند أبواب المساجد يعرضها الباعة للمصلين، لاسيما يوم الجمعة، ولا أظنكم إلا عرفتموها إنها سُنَّة:
السّوَاك كل يوم تجد الباعة يعرضون هذه السُّنَّة على أهل السنة، ويا للأسف نجد كثيراً من أهل السُّنَّة وهم يمتنعون عن شراء السّوَاك، ومنهم من يفاصل في سعره، وينقص من ثمنه، لعدم معرفة أهميته، ومكانته، بينما...
الدخان لا يفاصل فيه أحد أبداً، يُدفع ثمنه فوراً وحالاً، مع ما فيه من الأمراض والأخطار، وكأن العكس هو الصحيح، فانظر يا رعاك الله كيف اختلطت لديهم السُّنَّة بضدها، فالدخان حرام بإجماع العلماء والأطباء. أمَّا السّوَاك فهو سُنَّة الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيه طاعة له، وفيه دليل على محبته، والتزام سنته، فيا الله من يفرط في هذا الفضل، ومن يفرط في هذه الخلة ، ويأبى تلك الخصلة؟ أجيبوا معاشر المسلمين. أجيبوا يا أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-. فالسّوَاك من خصال الفطرة، ومن سنن المرسلين، وهدي النبيين، عن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَشرٌ من الفطرة: قَصُّ الشارب، وإِعفاء اللحية، والسّوَاك، واستنشاق الماء، وقَصُّ الأظفار، وغسل البَرَاجِمِ، ونتف الإِبْط، وحلق العانة، وانتقاص الماء"قال مصعب بن شيبة - من رواة الحديث: ونسيت العاشرة، إِلا أن تكون: المضمضة"قال وكيع: انتقاص الماء: يعني الاستنجاء [أَخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي]. وجاء حديث مختلف في صحته عَنْ أَبِى أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: الْحَيَاءُ، وَالتَّعَطُّرُ، وَالسّوَاك، وَالنِّكَاحُ" [رواه الترمذي وغيره وقَالَ الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ]. قال في البدر المنير: "قَدْ ذُكِرَ فِي السّوَاك زِيَادَةٌ عَلَى مِائَةِ حَدِيثٍ فَوَا عَجَبًا لِسُنَّةٍ تَأْتِي فِيهَا الْأَحَادِيثُ الْكَثِيرَةُ، ثُمَّ يُهْمِلُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، بَلْ كَثِيرٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ، فَهَذِهِ خَيْبَةٌ عَظِيمَةٌ" [سبل السلام 1/175]. وعلى بركة الله أبدأ كتابة محتوى هذه الرسالة، فيا معلم إبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:10 pm | |
| تعريفات: السَّوْكُ: فِعلُك بالسّوَاك والمِسْواكِ. وساك الشيءَ سَوكاً: دَلَكه، واسْتاكَ: مشتق من ساكَ، وإذا قلت اسْتاك أَو تَسَوَّك فلا تذكر الفم، واسمُ العُود: وقيل المِسْواكُ يُذَكَّرُ ويؤنث، قال أَبو منصور: ما سمعت أَن السّوَاك يؤنث. والسّوَاك ما يُدْلَكُ به الفم من العيدان، والسّوَاك كالمِسْواك والجمع سُوُكٌ [لسان العرب 10/ 446]. والاستياك لغة: مصدر استاك. واستاك: نظف فمه وأسنانه بالسّوَاك، ومثله تسوَّك. ولفظ السّوَاك يطلق ويراد به الفعل، ويطلق ويراد به العود الذي يُستاك به، ويسمى أيضاً المسواك. ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي [الموسوعة الفقهية 4/136 وما بعدها، والمجموع 1/326]. السّوَاك: بكسر السين، ويطلق السّوَاك على الفعل وهو الاستياك، وعلى الآلة التي يستاك بها، ويقال في الآلة أيضا: مسواك بكسر الميم، يقال: ساك فاه يسوكه سوكا. والسّوَاك مذكر، نقله الأزهري عن العرب، قال: وغلط الليث بن المظفر في قوله: أنه مؤنث، وذكر صاحب المحكم أنه يؤنث ويذكر، لغتان. قالوا: وجمعه سوك بضم السين والواو ككتاب وكتب، ويخفف بإسكان الواو، وربما همز فقيل سؤاك. والسّوَاك مشتق من ساك الشيء إذا دلكه. وقيل: أنه مشتق من التساوك، يعني التمايل؛ يقال: جاءت الإبل تتساوك، أي تتمايل في مشيتها. والصحيح: أنه من ساك إذا دلك. السّوَاك في اصطلاح الفقهاء: عَرَّفَ الفقهاء السّوَاك بتعريفات متقاربة: فعرفه الحنفية: أنه اسم لخشبة معينة للاستياك [البحر الرائق 1 / 21، عمدة القاري 3 / 184، شرح فتح القدير 1 / 24]. وعرفه المالكية: أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب الصفرة والريح [مواهب الجليل 1 / 264، أوجز المسالك إلى موطأ مالك 1 / 368]. وعرفه الشافعية والحنابلة: أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير ونحوه [المجموع 1 / 270، مغني المحتاج 1 / 55، المبدع 1 / 68، كشاف القناع 1 / 70].
حكم السّوَاك: اختلف العلماء في حكمه إلى قولين: القول الأول: وجوبه. القول الثاني: استحبابه. والراجح: أنه سُنَّة وطاعة [فتاوى العلامة ابن باز رحمه الله 29/26]. فهو سُنَّة عند جماهير العلماء، وقد حكى النووي رحمه الله إجماع من يعتد برأيهم من العلماء عامة على أنه مندوب إليه [الموسوعة الفقهية 4/137، سبل السلام 1/176، المجموع 1/327]. والدليل على سنية السّوَاك حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسّوَاك عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ" [متفق عليه]. فقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم..."يدل على أنه ليس بواجب، لأنه لو كان واجباً لشق عليهم، ولا يدل على أنه ليس بمسنون، أو ليس مأموراً به، بل لولا المشقة لكان واجباً لأهميته" [الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين رحمه الله 1/147]. فانتبه أيها المسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان رحيماً بأمته رءوفاً بهم عطوفاً عليهم، لا يريد لها المشقة، بل يريد اليسر والسهولة، ولهذا كان يحب بعض الأشياء ثم يتركها خوفاً أن يشق ذلك على أمته. ومن ذلك الحديث السابق، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحب السّوَاك ومن شدة حبه له كاد أن يأمر الأمة به مع كل وضوء، لكنه وجد بأن ذلك يشق على الأمة فلم يأمر به مع كل وضوء، لكنه حثهم على ذلك من غير أمر. الإسلام دين نظافة يريد النظافة، ويسعى لطيب الرائحة عموماً، والفم خصوصاً، فشرع للأمة السّوَاك، لأنه من وسائل نظافة الفم، فياله من دين عظيم، يسعى لكل ما ينفع المسلم في دنياه وأخراه، فتمسكوا بدينكم، والتزموا هدي نبيكم -صلى الله عليه وسلم- تهتدوا وتنتصروا، تمسكوا بهما، وعضوا عليهما بالنواجذ تفوزوا وتفلحوا وتصلح أحوالكم في العاجل والآجل.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:11 pm | |
| شجر السّوَاك: يُستخرج السّوَاك من شجر الأراك. وهو شجر معروف، وهو شجر السّوَاك، يُستاك بفُروعه، قال أَبو حنيفة -الدينوري وهو من علماء اللغة-: هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر، وأَطيب ما رَعَتْه الماشية رائحةَ لَبَنٍ. قال أَبو زياد: "منه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق، وأَجوده عند الناس العُروق، وواحدته أَراكة" [لسان العرب 10/ 388]. وعموماً يُستعمل كُلَّ مَا يُزِيلُ التَّغَيُّرَ كَالْخِرْقَةِ الْخَشِنَةِ، وَالْأُشْنَانِ، وفرشاة الأسنان.
الأفضل في السّوَاك: "الْأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ السّوَاك عُودَ أَرَاكٍ مُتَوَسِّطًا، لَا شَدِيدَ الْيُبْسِ، فَيَجْرَحُ اللِّثَةَ، وَلَا شَدِيدَ الرُّطُوبَةِ، فَلَا يُزِيلُ مَا يُرَادُ إزَالَتُهُ" [سبل السلام 1/177]. فيكون التَّسوُّك بعُود، والعود يدخل فيه كلُّ أجناس العيدان؛ سواء كانت من جريد النَّخل، أو من عراجينها، أو من أغصان العنب أو من غير ذلك، فهو جنس شامل لجميع الأعواد، وما بعد ذلك من القُيود فإنها فصولٌ تُخرِجُ بقيةَ الأعواد.
وإليك القيود: ليِّنٍ: خرج به بقيَّةُ الأعواد القاسية، فإنه لا يُتسوَّكُ بها؛ لأنها لا تفيد فائدةَ العود اللِّين، وقد تضرُّ اللِّثَة إن أصابتها، والطَّبقة التي على العظم في الأسنان. مُنْقٍ: خرج به العُودُ الذي لا شعر له، ويكون رطباً رطوبة قويَّة، فإنه لا يُنقي لكثرة مائه وقِلَّة شعره التي تؤثِّرُ في إزالة الوَسَخ. غَيْرُ مُضرٍّ: احترازاً مما يُضِرُّ كالرَّيحان، وكُلُّ ما له رائحة طيِّبة؛ لأنَّه يؤثِّر على رائحة الفم؛ لأن هذه الريح الطيِّبةَ تنقلب إلى ريح خبيثة. لا يَتَفَتَّتُ: معناه لا يتساقط، لأنه إذا تساقط في فمك ملأه أذى [الشرح الممتع 1/145]. وليست كل المساويك التي تباع اليوم من الجنس الطيب المطلوب، بل دخلها الغش، وكثير منها يتفتت نتيجة وضعها في الماء ساعات طويلة، فالمقصود أنه يجب على الباعة أن يتقوا الله تعالى، وأن لا يكون هم أحدهم بضة ريالات يجنيها من بيع مغشوش، فمثل هذه الأموال ربما كانت وبالاً على صاحبها في الدنيا والآخرة، وعلى جميع المسلمين أن يتناصحوا فيما بينهم، ويبينوا لمن يغش أو يدلس أنه مرتكب أمراً محرَّماً ومجرَّماً، لاسيما وهي سُنَّة يجب أن تشاع بين الناس وتذاع، وهناك أجر عظيم لمن أعان الناس عليها، وكان مكسبه قليلاً، فلا بأس بذلك، وعليه أن ينتظر الخلف من الله عز وجل، فهو يعين المسلمين على سُنَّة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فله أجرها وأجر من عمل بها، إذا أخلص وصدق في عمله هذا، ولا يكون مطمحه جمع المال، بل الكسب الطيب ولو كان قليلاً. ومما يُتأسف له، ويُتأسى لأجله، أن هناك جملة من المسلمين لا يستخدمون السّوَاك أسابيع بل ربما أشهر، أمَّا جهلاً، وأمَّا تهاوناً، فكيف تسعى أمة لقيادة الأمم، وهي تتخلى عن هدي نبيها -صلى الله عليه وسلم-، وتريد إبعاد سنته عن مقتضى حياتها اليومية، فلا نتهاون بأمر السّوَاك، ومما يُعلم أن من العلماء من قال بوجوبه، بل قالوا: من لم يستاك عند الصلاة فصلاته باطلة، وعليه إعادتها. ومن ترك سُنَّة كهذه وهجرها، فهو والله لما سواها أضيع وأترك، وابحثوا في أنفسكم معاشر المسلمين عن مدى اتباعكم لسنن نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أكرمكم الله به، وأخرجكم به من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن أنواع الشر كلها، إلى أنواع الخير كلها، قيموا أنفسكم وزنوها بالوزن القسط، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي"، وقال عليه الصلاة والسلام: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى"قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى"، أبعد كل ذلك تهجر سننه، ويترك هديه؟ وتأملوا يا أحباب رسول الله، كيف أنه -صلى الله عليه وسلم- لحبه للسواك ما تركه وهو يجود بنفسه الكريمة الشريفة الطاهرة، مات بعد أن تسوك، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي الله عنه- عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إلَى صَدْرِي, وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَأَبَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَصَرَهُ، فَأَخَذْتُ السّوَاك فَقَضَمْتُهُ, فَطَيَّبْتُهُ, ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَنَّ بِهِ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَنَّ اسْتِنَانًا أَحْسَنَ مِنْهُ, فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: رَفَعَ يَدَهُ -أَوْ إصْبَعَهُ- ثُمَّ قَالَ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى -ثَلاثاً- ثُمَّ قَضَى، وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي" [متفق عليه]. وَفِي لَفْظٍ: "فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ, وَعَرَفْتُ: أَنَّهُ يُحِبُّ السّوَاك فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: أَنْ نَعَمْ" [هَذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ وَلِمُسْلِمٍ نَحْوُهُ]. يستَنُّ بِهِ: يُمِرُّ السّوَاك على أَسنانِهِ. فَأَبَّدَهُ: مدَّ إِليهِ بصرَهُ وأَطالَهُ. حاقنتي: مابين التَّرْقُوَتَيْنِ وحبلِ العاتقِ. وذاقنتي: طرفُ الحُلْقومِ الأَعلى. فالله الله معاشر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أوصيكم ونفسي باتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ففيه الهدى النور، والسعادة والسرور، وفيه الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، فيا فوز المتبعين لهديه، والمقتفين لسنته.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:11 pm | |
| تخليل الأسنان: تخليل الأسنان هو إخراج ما بينها من فضلات بالخِلال. والخِلَل: بقية الطعام بين الأَسنان، واحدته خِلَّة، وقيل: خِلَلة، ويقال له أَيضاً: الخِلال والخُلالة، وقد تَخَلَّله، ويقال فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته: أَي ما يخرجه من بين أَسنانه إِذا تَخَلَّل. ويقال وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت. وقال ابن بزرج: الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام، والخِلال ما أَخرجته به، والخُلالة بالضم: ما يقع من التخلل، وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل. وفي الحديث التَّخَلُّل من السُّنَّة هو استعمال الخِلال لإِخراج ما بين الأَسنان من الطعام [لسان العرب 11/ 211 مادة: خلل]. فالفرق بين التخلل والاستياك، أن التخلل: إخراج ما بين الأسنان من الفضلات، أمَّا بعود أو غيره. والاستياك: استخدام السّوَاك أو المسواك، لتنظيف الفم والأسنان بنوع من الدلك [الموسوعة الفقهية 4/137].
السّوَاك والطب: لقد حرص الطب الإسلامي على صحة الفرد بشكل عام، وعلى صحة أسنانه بشكل خاص، وورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عدة أحاديث في طرق العناية بالفم، ووسائل طب الأسنان الوقائي، حتى غدت عناية المسلم بصحة أسنانه ونظافتها عادة يومية، وذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان. فقد فرض القرآن علينا الوضوء قبل كل صلاة، وسن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه المضمضة ثلاث مرات لكل وضوء لتزول رواسب الأطعمة وما خلفته من بقايا. كذلك حض الحديث على استعمال الفرشاة الطبيعية من نبات دائم الخضرة ( الأراك ) المتوفر في الجزيرة العربية، وبلاد الشام، وجنوب الوادي بمصر. وقد اهتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بتنظيف الأسنان بالسّوَاك. ويمتاز السّوَاك بأنه يتكون كيماوياً من ألياف السيللور، وبعض الزيوت الطيارة، وبه راتنج عطري، وأملاح معدنية، فهو فرشاة طبيعية زودت بمسحوق مطهر. وقد درس علماء طب الأسنان حديثاً تلك الطبقة البكتيرية من الأسنان والتي أسموها (دينتال بلاك) والتي لا تصلها شعيرات الفرشاة، ومنها تبدأ رائحة الفم وأمراض اللثة فتبين أن شعيرات السّوَاك تصل إلى هذه الطبقة أيضاً [حاشية معرفة السنن والآثار 1/255].
حكمة مشروعية السّوَاك: تتضح حكمة مشروعية السّوَاك في هذا الحديث: عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنه-ا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "السّوَاك مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ" [رواه أحمد في المسند 24969، وقال شعيب الأرنؤوط: صحيح لغيره، ورواه البخاري معلقاً مجزوماً به فهو حديث صحيح، وصححه الألباني رحمه الله، صحيح الترغيب والترهيب 1/50]. وانظر إلى هذه الفائدة العظيمة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل السّوَاك، وغفلنا عنها معاشر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، إلا من رحم الله، ومنَّ عليه باتباع هدي حبيبه ونبيه -صلى الله عليه وسلم-. فالحديث السابق يفيد فائدتين عظيمتين: 1- دنيوية، كونه مطهرة للفم. 2- أخروية، كونه مرضاة للرَّبِّ. فانظر إلى هذا الفضل العظيم، والأجر الجسيم، من الجواد الكريم، بفعل يسير، ومع ذلك فأكثر الناس لا يعلمون [الشرح الممتع 1/147].
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:12 pm | |
| السّوَاك وقاية وعلاج: إن السّوَاك هو أرخص وأنفع وسيلة للمحافظة على صحة الفم وإزالة الترسبات البكتيرية.. وتعود الفائدة الكبرى للسواك إلى أنه عملي جداً بحيث لا يحتاج إلى أي نوع من السوائل المصاحبة لاستخدامه. ويحتوي السّوَاك على نسبة كبيرة من الفلورايد كما أثبتت ذلك الأبحاث الطبية بالإضافة إلى احتوائه على المضادات الحيوية وبعض الزيوت الأساسية والكلورين وفيتامين"ج"، والسليكون الذي يزيل الألوان المترسبة على الأسطح الخارجية للأسنان. وللسواك مزايا تجعله يفوق الفرشاة والمعاجين التي نستعملها، فخيوط السّوَاك مرنة وكثيرة تمكنه من التغلغل في ثنايا الأسنان، وسواك شجرة الأراك به مادة مطهرة ومواد قابضة تعالج صديد اللثة وتقتل بعضاً من ميكروباتها وسمومها. وأكد الطب الحديث فوائد السّوَاك، فقد جاء في بحث للدكتور طارق الخوري نشر في مجلة طب الأسنان الوقائي الإكلينيكي عام1983م: أن أغصان الأراك تحتوي على مادة صمغية وتعمل على تغطية المينا وحمايته من التسوس، ومادة ثلاثي المثيل، وتعمل على التئام جروح اللثة، ومواد قلوية تعمل على منع التسوس. وفي عام 1406هـ عكف فريق بحثي بجامعة الملك سعود على تحليل مكونات جذور الأراك، وبعد أشهر عدة من الدراسة والتحليل ثبت أن المواد الفعالة التي تحتويها تعطي للأسنان مناعة طبيعية ضد التسوس والنخر بالقضاء على الطفيليات والبكتيريا المسببة لهما، وأن هذه المواد لها قدرة عجيبة على حماية أسطح الأسنان من التأثيرات الحامضية. وفي تجربة حديثة أجريت على خمسة وعشرين مريضاً في كلية طب الأسنان بالجامعة نفسها، ثبت أن أعواد السّوَاك تتفوق على جميع وسائل تنظيف الأسنان الأخرى كالفرشاة وحيدة الحزمة، والفرشاة البينية، والخيط السني. وفي باكستان، قامت إحدى المراكز البحثية بدراسة استهدفت معرفة أثر السّوَاك في الوقاية من سرطان الفم، وقد قطعت في ذلك مراحل مهمة. وتأكد مؤخراً أن في السّوَاك عناصر لها القدرة على الحد من نمو الخلايا السرطانية. ويقول العالم الألماني رودات: لا يسعني إلا الاعتراف بقيمة السّوَاك الصحية إن هناك بالفعل حكمة كبيرة وراء استعمال العرب للسواك كنا نجهلها. وفي سويسرا قام فريق بحثي بالمزيد من التجارب التي أثبتت أن خلاصة السّوَاك هي خير وسيلة للمحافظة على نظافة الفم والأسنان، لكونها تحتوي على مواد عطرية، ومطهرة، ومضادات حيوية قوية. وجاء في بحث للدكتور جيمس ترنر من كلية الطب بجامعة تينيسي الأمريكية والمنشور في مجلة ( طب الفم والأسنان الاستوائية ): إن مسواك الأراك يحتوي على مواد مطهرة وقاتلة للميكروبات أهمها: الكبريت، ومادة ( سيتوسيترول ب ) كما يحتوي على الصوديوم. ودلت الأبحاث والتجارب على أن السّوَاك يحتوي على مادة مضادة لنزيف الدم، ومطهرة للثة، ومعقمة للجروح اللثوية... كما يحتوي في أليافه على كميات عديدة من الأملاح المعدنية، وشوارد الكالسيوم، والحديد، والفوسفات، والصوديوم. ويحتوي السّوَاك على نسبة من الفيتامين (C) ومعلوم عند العلماء أن المشاركة بين هذا الفيتامين والمضادات الحيوية يعد من أرفع مستويات التقنية الطبية كما يحتوي على مادة التانين التي تساعد على شد النسيج اللثوي المرتخي.
السّوَاك من خصال الفطرة: عن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسّوَاك، وَاسْتِنْشَاقُ المَاءِ، وَقَصُّ الأظْفَارِ، وَغَسْلُ البَرَاجِمِ، وَنَتف الإبْطِ، وَحَلْقُ العَانَةِ، وَانْتِقَاصُ المَاءِ"قَالَ الرَّاوِي: وَنَسِيْتُ العَاشِرَةَ إِلاَّ أنْ تَكُونَ المَضمَضَةُ. قَالَ وَكِيعٌ - وَهُوَ أحَدُ رُواتِهِ - انْتِقَاصُ المَاءِ: يَعْنِي الاسْتِنْجَاءِ [رواه مسلم]. فإذا علمنا أن هذه الخصال من خصال الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وجب علينا اتباعها، وعدم مخالفتها. قال النووي رحمه الله: "السّوَاك كان في الشرائع السابقة" [المجموع 1/329]. لكن ولشديد الأسى والأسف أن هناك شرذمة من المتأسلمين -علمانيون منافقون وغيرهم- انتسبوا لهذا الدين وهم يحاربونه، ويجاهرون بمحاربته، لاسيما سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهم يدفعون الأموال الطائلة لفصلها عن مناحي الحياة، وفعلهم هذا مشابهة لفعل الكفار في حرب الدين، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال36]. نعم إن من المسلمين من يحارب الله ورسوله، ويتخذون ما ينفقون مغرماً ليصدوا عن سبيل الله، وعن نشر سُنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ولا أدل على ذلك من تلكم المسلسلات الهابطة الساقطة التي تنتجها وللأسف الشديد أيدي تظهر الإسلام والله أعلم ما تبطن، أيدي تعيث في الأرض فساداً، تحارب شعائر الدين نهاراً جهاراً، وخاصة سنن الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فتراهم يستهزئون باللحية، وتقصير الثياب، بل ويلحقون بأهل الخير والعلم ما ليس منهم وبهم، فيتصنعون كبر البطون، إيهأمَّا منهم بأن الصالحين كلهم من أصحاب شهوة البطن والفرج، أعاذنا الله وجميع المسلمين شرور الفتن، وسوء المحن، وهدى الله المسلمين للحق والدين، وترك شعارات الجاهلين والكافرين.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:12 pm | |
| كيفية الاستياك: يُستاك بالسّوَاك عرضاً، يبدأ من اليمين إلى اليسار، عرضاً لا طولاً، من خارج الأسنان ومن داخلها، حتى ينقيها وينظفها تماماً. ويبدأ من الجانب الأيمن ويمرّ به عرضاً أي عرض الأسنان، لأنّ استعماله طولاً قد يجرح اللّثة، لما روي عن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "استاكوا عرضاً وادّهنوا غبّاً"أي يوماً بعد يومٍ"واكتحلوا وتراً" [حديث ضعيف]. ثمّ يمرّ به على أطراف الأسنان العليا والسّفلى ظهراً وبطناً، ثمّ على كراسيّ الأضراس، ثمّ على اللّثة واللّسان وسقف الحلق بلطفٍ. ومن لا أسنان له يستاك على اللّثة واللّسان وسقف الحلق، لأنّ السّوَاك وإن كان معقول المعنى إلاّ أنّه ما عرى عن معنى التّعبّد، وليحصل له ثواب السّنّة. وهذه الكيفيّة لا يعلم فيها خلافٌ [الموسوعة الفقهية 4/142]. وقد ذكر أطباء الأسنان أن الاستياك الصحيح يكون طولاً أي أعلى وأسفل، لأن الغشاء العاجي الأملس الذي يكسو الأسنان ينبغي المحافظة عليه، والاستياك عرضاً يضر بهذا الغشاء، فيسرع إلى الأسنان الفساد [حاشية المجموع 1/334].
ما يُستاك به: ذكرنا أن السّوَاك سُنَّة مؤكدة، وأن السُّنَّة الاستياك بعود الأراك، لأن فيه فوائد طبية طبيعية تفيد الأسنان واللثة والفم بشكل عام، ويجوز بغيره مما لا يضر [تسهيل الإلمام 1/108].
الاشتراك في السّوَاك: معلوم أن الإسلام دين نظافة ونزاهة، دين يسعى لرقي الأمة أفراداً وجماعات، فهو يدعو لهذه المبادئ قولاً وعملاً، ومن ذلك الحرص على النظافة والعناية بها والطيب وجمال المظهر والمخبر، ويظهر ذلك في مناحٍ كثيرة من حياة العبد. ومن ذلك السّوَاك الذي هو مطهرة للفم، مرضاة للرب سبحانه وتعالى، ومع ذلك أجاز أن يتسوك المسلم بسواكه ويدفعه لغيره ليستاك به، لكن مع مراعاة جانب النظافة في هذا الشأن، فعليه أن يغسله جيداً قبل أن يستخدمه غيره، وقيل: لا بأس باستخدام سواك الغير وإن لم يغسله، وغسل السّوَاك أفضل، لأن النفوس والطباع ربما نفرت وتقززت من ذلك، ودليل ذلك حديث عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنه-ا قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي الله عنه- عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إلَى صَدْرِي, وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَأَبَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَصَرَهُ، فَأَخَذْتُ السّوَاك فَقَضَمْتُهُ, فَطَيَّبْتُهُ, ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَنَّ بِهِ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَنَّ اسْتِنَانًا أَحْسَنَ مِنْهُ, فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: رَفَعَ يَدَهُ -أَوْ إصْبَعَهُ- ثُمَّ قَالَ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى -ثَلاثاً- ثُمَّ قَضَى، وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي" [متفق عليه]. وعن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يستاك فيُعطيني السّوَاك لأغسله، فأبْدَأُ به فأستَاكُ، ثم أغْسِلُه وأدفعه إليه [أخرجه أبو داود وحسنه الألباني رحمه الله]. وعن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فأوحي إليه في فضل السّوَاك أن كَبِّرْ - أعط السّوَاك أكبرهما -" [رواه أبو داود وصححه الألباني في مشكاة المصابيح 1/84]. قال الخطابي رحمه الله: "استعمال سواك الغير ليس بمكروه على ما يذهب إليه بعض من يتقزز، إلا أن السُّنَّة فيه أن يغسله ثم يستعمله" [معالم السنن 1 / 43، فتح الباري 1 / 356].
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:13 pm | |
| الاستياك بالأصبع: أمَّا الاستياك بالأصبع ففيه ثلاثة أقوالٍ: الأوّل: تجزئ الأصبع في الاستياك مطلقاً: في رأيٍ لكلٍّ من المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، لما روي عن عليّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- أنّه توضّأ فأدخل بعض أصابعه في فيه.. وقال: "هكذا كان وضوء نبي الله -صلى الله عليه وسلم-". الثّاني: تجزئ الأصبع عند عدم وجود غيرها: وهو مذهب الحنفيّة، وهو رأيٌ آخر لكلٍّ من المالكيّة والشّافعيّة، لما رواه أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه-: أنّ رجلاً من بني عمرو بن عوفٍ قال: يا رسول اللّه إنّك رغّبتنا في السّوَاك، فهل دون ذلك من شيءٍ قال: أصبعيك سواكٌ عند وضوئك، أمرّهما على أسنانك". الثّالث: لا تجزئ الأصبع في الاستياك: وهو رأيٌ ثالثٌ للشّافعيّة، والرّأي الآخر للحنابلة، وعلّلوا ذلك بأنّ الشّرع لم يرد به ولا يحصل الإنقاء به حصوله بالعود. وقيل: لا يُسَنُّ التَّسوُّكُ بالأصبع، ولا تحصُل به السُّنَّةُ، سواء كان ذلك عند الوُضُوء أو لم يكن. وقال بعض العلماء؛ ومنهم الموفَّق صاحب"المقنع"، وابن أخيه شارح"المقنع": إنه يحصُل من السُّنِّيَّة بقدر ما حصل من الإنقاء. وقد رُوي عن عليِّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- في صفة الوُضُوء أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: "أدخل بعضَ أصابعه في فيه..." [رواه أحمد وسنده ضعيف]، وهذا يدلُّ على أن التَّسوُّك بالأصبع كافٍ، ولكنَّه ليس كالعُود؛ لأن العود أشدُّ إنقاءً. لكن قد لا يكون عند الإنسان في حال الوُضُوء شيء من العيدان يَستاكُ به، فنقول له: يجزئ بالأصبع. ولهذا قال بعضُ العلماء: "إن كان الإصبع خشناً أجزأ التَّسوُّك به، وإن كان غير خشنٍ لم يجزئ" [الشرح الممتع 1/145، المجموع شرح المهذب 1/335، توضيح الأحكام 1/158، التمهيد 2/475]. والراجح والعلم عند الله تعالى: أن الأصبع لا يجزئ عن السّوَاك، وليس بسنة، لأنه لا يقوم مقام السّوَاك مطلقاً، فالسُّنَّة الصحيحة الصريحة وردت بالسّوَاك، والسّوَاك له شعيرات تصل إلى داخل الأسنان ويحصل بها الإنقاء، كما أن له رائحة طيبة لا توجد في الأصبع، كما أنه لا يجرح بينما الأصبع ربما كان فيه شيء بارز ربما جرح الفم وأثر فيه. وأيضاً لم يرد به الشرع، كل ما هنالك أحاديث لا تثبت، كلها ضعيفة. والأصبع كما هو معلوم لا يسمى سواكاً، ولا يحصل الإنقاء به حصوله بالعود، والعلم عند الله عز وجل.
ما يُمنع الاستياك به: كل ما يسبب ضرراً على الفم والأسنان واللثة، وما كان سبباً للألم والضرر فهو ممنوع استعماله، لأن دين الإسلام دين رحمة ويسر، منع العسر ومنع الضرر، قال تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة 195]. وقال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء 29]. وقال سبحانه وتعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}. عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ" [رواه أحمد وغيره وهو حديث حسن]. قال ابن عبد البر رحمه الله: "وكل ما جلا الأسنان ولم يؤذها ولا كان من زينة النساء فجائز الاستنان به" [التمهيد 2/468]. ويستحب أن لا يستاك بعود لين لا يقلع القلحة، ولا يزيل الرائحة، ولا بعود يابس يجرح اللثة. وقيل يكره الاستياك بالريحان والقصب؛ لأنهما كما قيل يسببان بعض الأمراض [حاشية ابن عابدين 1 / 115]. وذكر ابن قدامة رحمه الله كراهة الاستياك بأعواد الريحان والآس والأعواد الذكية [المغني 1 / 136، 137]. وذكر بعض العلماء أيضا كراهة الاستياك بأعواد التبن والقصب والأشنان والحلفة، وكل ما جهل أصله من الأعواد [طرح التثريب 2 / 68، المبدع 1 / 102]. قال ابن القيم رحمه الله: "ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سماً" [الطب النبوي ص 322].
صفات السّوَاك: مر بنا أن للسواك المفضل صفات ينبغي أن يكون عليها حتى لا يضر اللثة والأسنان، ومن ذلك أن يكون: رطباً، ليناً، لا يتفتت فيضر، وليس خشناً فيؤذي. وينبغي قطعه كل يوم حتى يبقى على حالته الطبيعية، لأنه لو بقي طويلاً بلا قص فسوف ييبس ويضر الأسنان واللثة، فلذلك ينبغي تعاهده بقصه كل يوم. ويستحبّ أن يغسل سواكه بعد الاستياك لتخليصه ممّا علق به، لحديث عائشة: "كان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يستاك، فيعطيني السّوَاك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثمّ أغسله وأدفعه إليه" [رواه أبو داود وحسنه النووي رحمه الله]. كما يسنّ غسله للاستياك به مرّةً أخرى. ويستحبّ حفظ السّوَاك بعيداً عمّا يُستقذر.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:13 pm | |
| السّوَاك بين الناس: قيل أنه يكره الاستياك بحضرة الجماعة، وفي المسجد، لأنّه ينافي المروءة، قال القرطبي في المفهم شرح مسلم: "ولم يرو عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه تسوك في المسجد، ولا في محفل الناس، لأنه من باب إزالة القذر، ولا يليق بالمساجد ولا محاضر الناس، ولا يليق بذوي المروءات فعل ذلك في الملأ من الناس" [حاشية الإعلام بفوائد عمدة الأحكام 1/564]. لكن لعله لم يطلع رحمه الله وعفا عنا وعنه على النصوص الواردة في هذا الشأن، فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَسْتَاكُ بِسِوَاكٍ رَطْبٍ، قَالَ: وَطَرَفُ السّوَاك عَلَى لِسَانِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: أع، أع، وَالسّوَاك فِي فِيهِ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ"، وبوب البخاري باب"اسْتِيَاكُ الْإِمَامِ بِحَضْرَةِ رَعِيَّتِهِ"، فَإِنَّ الِاسْتِيَاكَ مِنْ أَفْعَالِ الْبِذْلَةِ وَالْمِهْنَةِ، وَيُلَازِمُهُ أَيْضًا مِنْ إخْرَاجِ الْبُصَاقِ وَغَيْرِهِ مَا لَعَلَّ بَعْضَ النَّاسِ يَتَوَهَّمُ أَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي إخْفَاءَهُ، وَتَرْكَهُ بِحَضْرَةِ الرَّعِيَّةِ، وَقَدْ اعْتَبَرَ الْفُقَهَاءُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ هَذَا الْمَعْنَى، وَهُوَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ بِحِفْظِ الْمُرُوءَةِ، فَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيثَ لِبَيَانِ أَنَّ الِاسْتِيَاكَ لَيْسَ مِنْ قَبِيلِ مَا يُطْلَبُ إخْفَاؤُهُ، وَيَتْرُكُهُ الْإِمَامُ بِحَضْرَةِ الرَّعَايَا، إدْخَالًا لَهُ فِي بَابِ الْعِبَادَاتِ وَالْقُرُبَاتِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ [إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام 1/ 100]. قال ابن الملقن رحمه الله: "كان خال بن زيد الجهني يضع سواكه موضع القلم من الكاتب، وكانت أسوكت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلف آذانهم يستنون بها لكل صلاة. ثم قال: "وقوله: إنه من باب إزالة الأقذار، لا يسلَّم، بل هو من باب الطيب، وفعله أيضاً من المروءة لا كما قاله، لأن فيه إظهار شعار هذه السنة" [الإعلام فوائد عمدة الأحكام 1/565]. قال ابن حجر رحمه الله تعالى: "في الحديث تَأْكِيد السّوَاك وَأَنَّهُ لَا يَخْتَصُّ بِالْأَسْنَانِ وَأَنَّهُ مِنْ بَابِ التَّنْظِيفِ وَالتَّطَيُّبِ لَا مِنْ بَابِ إِزَالَة الْقَاذُورَات؛ لِكَوْنِهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَخْتَفِ بِهِ وَبَوَّبُوا عَلَيْهِ"اِسْتِيَاك الْإِمَام بِحَضْرَةِ رَعِيَّته" [فتح الباري 1/ 385]. الراجح: أن السّوَاك سُنَّة مؤكدة، على كل حال؛ وخاصة عند الصلاة، وبما أن الفروض الخمسة تقام جماعة في المساجد فإن السّوَاك بحضرة الناس وفي المساجد يكون من السنن المندوبة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر به وفعله ولم يختف به. فالسّوَاك مشروع للمسلم في كل وقت وأي مكان، ولا بأس من فعله أمام الناس، لأنه ثبت في صحيحي البخاري ومسلم قَالَ أَبُو مُوسَى الأشعري -رضي الله عنه-: أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعِي رَجُلاَنِ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِي وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَاكُ فَكِلاَهُمَا سَأَلَ الْعَمَلَ وَالنَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- سَاكِتٌ فَقَالَ: "مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ؟"قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطُلبَانِ الْعَمَلَ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ قَلَصَتْ، قَالَ: "لَنْ أَسْتَعْمِلَ أَوْ لاَ أَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ"فَبَعَثَهُ عَلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ مُعَاذٌ قَالَ: أنْزِلْ وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ رَاجَعَ دِينَهُ دِينَ السَّوْءِ، قَالَ: لاَ أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثَ مِرَارٍ، وَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذَاكَرَا قِيَامَ اللَّيْلِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ -رضي الله عنه-: أمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ أَوْ أَقُومُ وَأَنَامُ وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي. وَسُئِلَ شيخ الإسلام رحمه الله، عَنْ السّوَاك وَتَسْرِيحِ اللِّحْيَةِ فِي الْمَسْجِدِ: هَلْ هُوَ جَائِزٌ أَمْ لَا؟ فَأَجَابَ: أمَّا السّوَاك فِي الْمَسْجِدِ فَمَا عَلِمْت أَحَدًا مِنْ الْعُلَمَاءِ كَرِهَهُ بَلْ الْآثَارُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ السَّلَفَ كَانُوا يَسْتَاكُونَ فِي الْمَسْجِدِ وَيَجُوزُ أَنْ يَبْصُقَ الرَّجُلُ فِي ثِيَابِهِ فِي الْمَسْجِدِ وَيَمْتَخِطَ فِي ثِيَابِهِ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ وَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الثَّابِتَةِ عَنْهُ بَلْ يَجُوزُ التَّوَضُّؤُ فِي الْمَسْجِدِ بِلَا كَرَاهَةٍ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ. فَإِذَا جَازَ الْوُضُوءُ فِيهِ مَعَ أَنَّ الْوُضُوءَ يَكُونُ فِيهِ السّوَاك وَتَجُوزُ الصَّلَاةُ فِيهِ وَالصَّلَاةُ يُسْتَاكُ عِنْدَهَا فَكَيْفَ يُكْرَهُ السّوَاك وَإِذَا جَازَ الْبُصَاقُ وَالِامْتِخَاطُ فِيهِ فَكَيْفَ يُكْرَهُ السّوَاك [مجموع الفتاوى 5/142، فتح ذي الجلال والإكرام للشيخ / محمد العثيمين رحمه الله 1/242]. فالصحيح أن هذه السُّنَّة لا تترك لقول من قال من الناس، فهذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستاك أمام أصحابه، وفي المسجد، وكذلك فعل صحابته رضوان الله عليهم في حياته وبعد مماته، فيجب علينا أن نشيع هذه السُّنَّة التي هي على مشارف الموت بين الناس اليوم حتى لا تندثر كما اندثر غيرها، فعلى الناس جميعاً أن ينشروا سنن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- رجالاً ونساءً، ويستاك الواحد ولو بين الناس، ولو كان هذا الأمر مكروهاً ما فعله عليه الصلاة والسلام، ولو كان من خصائصه لبين أنه من خصائصه، فتسوكوا وربوا أولادكم ونساءكم على تلكم السنة، وغيرها من السنن تفوزوا في الدنيا والآخرة.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:14 pm | |
| بأي يد يستاك: يندب إمساك السّوَاك باليمنى، لأنّه المنقول عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فيما اتّفق عليه من حديث عائشة -رضوان اللّه عليها- قالت: "كان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التّيامن في تنعّله وترجّله وطهوره، وفي شأنه كلّه"وفي روايةٍ"وسواكه"،"ثمّ يجعل الخنصر أسفل السّوَاك والأصابع فوقه، كما رواه ابن مسعودٍ عن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-. واختلف العلماء هل يستاك باليد اليُمنى أو اليُسرى؟ فقال بعضهم: باليمنى؛ لأن السّوَاك سُنَّةٌ، والسُّنَّة طاعةٌ وقُربةٌ لله تعالى، فلا يكونُ باليُسرى؛ لأنَّ اليسرى تُقدَّم للأذى، بناءً على قاعدةٍ وهي: أن اليسرى تقدَّم للأذى، واليُمنى لما عداه. وإذا كان عبادة فالأفضل أن يكون باليمين. وقال آخرون: باليسار أفضل، وهو المشهور من المذهب -الحنبلي- وهو رأي شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى، وقالوا: لأنَّه لإزالة الأذى، وإزالة الأذى تكون باليُسرى كالاستنجاء، والاستجمار. وقال بعض المالكية: بالتَّفصيل، وهو إنْ تسوَّك لتطهير الفَمِ كما لو استيقظ من نومه، أو لإزالة أثر الأكل والشُّرب فيكون باليسار؛ لأنه لإزالة الأذى. وإنْ تَسوَّك لتحصيل السُّنَّة فباليمين؛ لأنه مجرد قُربة، كما لو توضَّأ واستاك عند الوُضُوء، ثم حضر إلى الصَّلاة قريباً فإنَّه يستاك لتحصيل السُّنَّة. والأمر في هذا واسع لعدم ثبوت نصٍّ واضحٍ في المسألة [الشرح الممتع 1/155، مجموع فتاوى الشيخ / محمد بن عثيمين 11/115]. وهكذا نرى اختلاف العلماء رحمهم الله في السّوَاك, فمنهم من يقول: يجعله باليسرى؛ لأنه إزالة قذر، فلا ينبغي أن تليه اليمنى على الأصل المعروف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه جعل يمينه لما فيه شرف, ويسراه لما فيه قذر ونحو ذلك؛ قالوا: فلذلك يستحب له أن يستاك بيسراه. وقال بعض العلماء: يستاك بما شاء, إن شاء باليمين وإن شاء باليسار, ولا يعتبر السّوَاك باليسار سنة، وهذا هو الصحيح؛ لأن إزالة الأذى إن وليت اليد الإزالة مباشرة كانت باليسرى, وإن كانت بحائل فإنه لا حرج في اليمنى, وتوضيح ذلك: أنه إذا استاك باليمنى فإن الذي يلي القذر هو السّوَاك وليست اليد, فلا غضاضة, ودليلنا على أن إزالة الأذى باليمين بدون مباشرتها الأذى لا يقدح في فضل اليمين: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يمسك الإنسان ذكره بيمينه, وأن يستجمر بيمينه، قالوا: إنه لابد أن يمسك الحجر باليمين, فدل على أنه إذا وجد الفاصل الذي هو المزيل بين المحل الذي يراد تنظيفه واليمين التي تلي التنظيف فإنه لا حرج ولا غضاضة. ومن الأدلة أيضاً: أن الناس يختلفون، فربما لو استاك بيساره أدمى لثته وجرح نفسه, وربما أنه لا ينقي كما لو استاك بيمينه, ولذلك قالوا: إنه يترك الناس على التخيير، وهذا هو الأقوى، ولكن مع هذا إذا تأول الإنسان السُّنَّة واستحب أن يجعل سواكه بيسراه فإنه يثاب إن شاء الله، ولا حرج عليه.
تكرار الاستياك وبيان أكثره وأقلّه: اتّفق الفقهاء على تكرار الاستياك حتّى يزول القلح، ويطمئنّ على زوال الرّائحة إذا لم يزل إلاّ بالتّكرار، لما روي عن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "إنّي لأستاك حتّى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي" [رواه أبو داود وسنده ضعيف]. واختلفوا في أقلّه على ثلاثة آراءٍ: 1 - أن يمرّ السّوَاك على أسنانه ثلاث مرّاتٍ. وهو المستحبّ عند الحنفيّة، والأكمل عند الشّافعيّة للسّنّة في التّثليث، وليطمئنّ القلب بزوال الرّائحة واصفرار السّنّ. 2 - يكفي مرّةً واحدةً إذا حصل بها الإنقاء، وهو رأيٌ للشّافعيّة، وتحصل السُّنَّة الكاملة بالنّيّة. 3 - لا حدّ لأقلّه، والمراد هو زوال الرّائحة، فما زالت به الرّائحة حصلت به السّنّة، وهو روايةٌ للحنفيّة وقول المالكيّة، والحنابلة [الموسوعة الفقهية 4/143]. والراجح: أنه يُسن استعمال السّوَاك في كل وقت يُحتاج إليه، ومتى ما زالت الرائحة من الفم.
متى يتأكد السّوَاك: هناك أحوال يتأكد فيها استعمال السّوَاك وهي: الأول / عند القيام إلى الصلاة: وسواء كانت صلاة فرض أو نفل، وسواء صلى بطهارة ماء أو تيمم أو بغير طهارة كمن لم يجد ماء ولا تراباً وصلى على حسب حاله. الثاني / عند اصفرار الأسنان: ودليله حديث السّوَاك مطهرة للفم. الثالث / عند الوضوء: ودليله حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو لا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسّوَاك مع كل وضوء" [وهو حديث صحيح رواه ابن خزيمة والحاكم في صحيحهما وصححاه وأسانيده جيدة وذكره البخاري في صحيحه في كتاب الصيام تعليقا بصيغة جزم]. الرابع / عند قراءة القرآن: ذكره الماوردي والروياني وصاحب البيان والرافعي وغيرهم. الخامس / عند تغير رائحة الفم: وتغير رائحة الفم قد يكون بالنوم، وقد يكون بأكل ما له رائحة كريهة، وقد يكون بترك الأكل والشرب، وبطول السكوت، وقيل: قد يكون أيضاً بكثرة الكلام. وبعد الفراغ من الطعام، مع أنه لم ترد بذلك سنة، إلا أنه من المواضع المهمة التي ينبغي أن يُستعمل فيه السّوَاك للتنظيف وتطييب رائحة الفم بعد الأكل. السادس / عند دخول البيت: في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنه-ا، أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسّوَاك" [المجموع 1/328]. وذلك للقاء الأهل والاجتماع بهم. السابع / عند القيام من الليل: أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسّوَاك". وَفِي لَفْظٍ: إذَا قَامَ لِيَتَهَجَّدَ. الثامن / عند الخروج إلى الصلاة: أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي"مُعْجَمِهِ"عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: "مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ لِشَيْءٍ مِنْ الصَّلَوَاتِ حَتَّى يَسْتَاكَ". التاسع / يوم الجمعة: ودليل ذلك حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ: "الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ قَدَرَ عَلَيْهِ" [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. العاشر / عند دخول المسجد: لأن ذلك من كمال النظافة، واتخاذ الزينة عند دخول المسجد، ولما فيه من حضور الملائكة، واجتماع الناس، فكان مناسباً استعمال السّوَاك في هذا المكان الطيب الطاهر المبارك.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:15 pm | |
| السّوَاك والصيام: اختلف العلماء في حكم السّوَاك للصائم: فمنهم من قال بجوازه للصائم قبل الزوال، وممنوع منه بعد الزوال. ومنهم من قال بجوازه قبل وبعد الزوال وهو الصحيح والظهر من أقوال العلماء رحمهم الله تعالى وعفا عنا وعنهم بمنه وكرمه. قال الشيخ العلامة / محمد بن عثيمين رحمه الله: "والراجح أن السّوَاك سُنَّة حتى للصائم قبل الزوال وبعده، ويؤيده حديث عامر بن ربيعة والذي ذكره البخاري تعليقاً بصيغة التمريض: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مالا أحصي يتسوك وهو صائم" [حديث ضعيف] [الشرح الممتع 1/151]. وقال الألباني رحمه الله تعالى بعد أن ذكر ضعف الأحاديث المانعة للصائم من السّوَاك بعد الزوال، قال: "والأدلة عامة في مشروعية السّوَاك وهي تشمل الصائم في أي وقت، وما أحسن ما روى الطبراني عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل: أتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم قلت: أي النهار؟ قال: غدوه أو عشية. قلت: إن الناس يكرهونه عشية ويقولون: إن رسول الله ( -صلى الله عليه وسلم- ) قال: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؟ قال: سبحان الله لقد أمرهم بالسّوَاك وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً، ما في ذلك من الخير شيء بل فيه شر" [إرواء الغليل 1/ 106]. والصحيح جواز السّوَاك للصائم قبل الزوال وبعده، وهو قول عامة العلماء، وأمَّا ما علل به من منعوا السّوَاك بعد العصر لأن السّوَاك يقطع خلوف فم الصائم رد عليهم ابن القيم من ستة أوجه: 1 - أن المضمضة أبلغ من السّوَاك في قطع خلوف الفم، وقد أجمع على مشروعيتها للصائم. 2 - أن رضوان الله أكبر من استطابته لخلوف فم الصائم. 3 - أن محبته للسواك أعظم من محبته لبقاء خلوف فم الصائم. 4 - أن السّوَاك لا يمنع طيب الخلوف - الذي يزيله السّوَاك - عند الله يوم القيامة. 5 - أن الخلوف لا يزول بالسّوَاك؛ لأن سببه قائم، وهو خلو المعدة من الطعام. 6- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم أمته ما يستحب وما يكره لهم في الصيام، ولم يجعل السّوَاك من المكروه [زاد المعاد 4 / 323، 324]. فالسّوَاك سُنَّة للصائم، سواء كان ذلك قبل الزوال أو بعده، لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "السّوَاك مطهرة للفم مرضاة للرب"وجميع الأحاديث الواردة في السّوَاك ليس فيها ما يدل على استثناء الصائم، وعلى هذا فهو سُنَّة للصائم ولغيره، لكن إذا كان للسواك طعم أو كان يتفتت، فإنه لا ينبغي للصائم استعماله، لا لأنه سواك، ولكن لما يخشى من وصول الطعم إلى جوفه، أو من نزول ما يتفتت منه إلى جوفه، فإذا تحرز ولفظ الطعم، ولفظ المتفتت فليس في ذلك شيء. فالسّوَاك سُنَّة للصائم في جميع النهار وإن كان رطباً، وإذا استاك وهو صائم فوجد حرارة أو غيرها من طَعْمِه فبلعه أو أخرجه من فمه وعليه ريق ثم أعاده وبلعه فلا يضره [الفتاوى السعدية 245]. ويجتنب ما له مادة تتحلل كالسّوَاك الأخضر، وما أضيف إليه طعم خارج عنه كالليمون والنعناع، ويُخرج ما تفتت منه داخل الفم، ولا يجوز تعمد ابتلاعه فإن ابتلعه بغير قصده فلا شيء عليه. والله أعلم.
صفات السّوَاك: ذكر الفقهاء استحباب السّوَاك بعود متوسط الغلظ والطول، وحدوه بغلظ الخنصر، وأن يكون خالياً من العُقَد، وأن لا يكون رطباً يلتوي لأنه إذا كان كذلك فلا يزيل الأذى، وأن لا يكون يابساً يجرح الفم أو يتفتت فيه، ولا شك أن تطلب ذلك من باب الكمال وإلا فإن الأدلة الواردة في السّوَاك لم تقيد سواكاً دون آخر بل يجوز الاستياك بكل عود يحقق مقصود الشارع في الأمر بالسّوَاك والحث عليه [الموسوعة الفقهية 4/141].
السّوَاك والوضوء: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسّوَاك مَعَ -عند- كُلِّ وُضُوءٍ" [متفق عليه]. الحديث فيه الدلالة على الحث على السّوَاك عند الوضوء، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرغب الأمة بأن يستاكوا عند كل وضوء، يعني قبل البداءة في الوضوء. فإذا أراد المسلم أن يتوضأ فإنه يبدأ بالسّوَاك ثم يتمضمض، ليكون هذا أبلغ في تنظيف الفم، وتطييب رائحته، فالتسوك يكون قريباً من البداءة بالوضوء لأنه من سننه [تسهيل الإلمام 1/109]. وقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاءات الباب المفتوح هذا السؤال: بالنسبة للسواك عند الوضوء، في أي مكان يستخدم هل هو قبل الوضوء أو أثناء الوضوء؟ الجواب: السّوَاك في الوضوء سنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسّوَاك عند كل وضوء"قال أهل العلم: ومحله عند المضمضة؛ لأن المضمضة هي التي يكون بها تطهير الفم، فيكون عند المضمضة، فإن لم يتيسر له ذلك فبعد الوضوء، والأمر في هذا واسع.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:16 pm | |
| السّوَاك والصلاة: والمقصود بهذه النقطة متى يستاك المصلي إذا أقيمت الصلاة؟ هل يكون الاستياك أثناء الإقامة، أم بعد الإقامة، وقبل التكبير؟ وهذا ما يُشكل على الكثيرين. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسّوَاك عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ" [متفق عليه]. وتأمل كلمة: "عند كل صلاة": يعني قرب الصلاة، وكلما قربت من الصلاة كان أفضل. لأن القائم إلى الصلاة يقرأ القرآن، ويذكر الله، ويدعوه، فاستحب له تطهير الفم لأنه مجرى القرآن ولئلا يؤذي الملائكة والآدميين بريح فمه، ولأن الله يحب المتطهرين [شرح العمدة في الفقه 1/219]. والصلاة بعد السّوَاك أفضل منها قبله [التمهيد 2/475]. وعن زيد بن خالد الجهني قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسّوَاك عند كل صلاة"قال أبو سلمة: فرأيت زيداً يجلس في المسجد وإن السّوَاك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، فكلما قام إلى الصلاة استاك [صححه الألباني في صحيح أبي داود 1/ 11]. ومن فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/ 73 هذا السؤال: س: أسمع من يقول: أن السّوَاك داخل المسجد لا يجوز فهل هذا صحيح؟ ج: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: السّوَاك سنة، ويتأكد كلما دعت الحاجة إليه من وضوء وصلاة وقراءة قرآن وتغير فم ونحو ذلك، ويجوز فعله داخل المسجد وخارجه، لعدم وجود نص يمنع منه داخل المسجد مع وجود الداعي إليه ولعموم حديث: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسّوَاك مع كل صلاة"، إلا أنه ينبغي ألا يبالغ فيه إلى درجة التقايئ وهو في المسجد خشية أن يخرج منه قيء أو دم يلوث المسجد. س: رجل ترك السّوَاك سهوا قبل الصلاة، فهل من السُّنَّة أن يتسوك في أثنائها؟ ج: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد: لا يشرع للمصلي أن يتسوك وهو في صلاته، سواء ترك التسوك قبل الصلاة سهواً أو عمداً وإنما يشرع السّوَاك عند الدخول فيها قبل التكبير. وسئل الشيخ ابن جبرين وفقه الله هذا السؤال: س: يعمد بعض المصلين عند إقامة الصلاة إلى استعمال السّوَاك الأمر الذي يثير روائح الفم وربما ينزف دماً، فهل هذا تطبيق للحديث الشريف: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسّوَاك عند كل صلاة". ج: لا يُنكر هذا العمل، بل هو محض السُّنَّة كما دل عليه الحديث المذكور، ولا عبرة بمن كرهه، وليس بصحيح أنه يثير روائح كريهة بل هو ينظف الفم ويطيب النكهة كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "السّوَاك مطْهرة للفم مرضاة للرب"، فأمَّا خروج بعض الدم من الأسنان عند الاستياك فليس بمبرر لتركه في المسجد وعند الصلاة، لندرة ذلك وانقطاعه مع الاستمرار والاعتياد لاستعمال السّوَاك [فتاوى إسلامية 1/222].
وضع السّوَاك بين الأصابع: سؤال: ما حكم وضع السّوَاك بين الأصابع أثناء الصلاة؟ الجواب: لا أعلم أنه ورد عن الرسول أنه يجعل سواكه لا في أذنه ولا بين أصابعه، أمَّا الحكم في هذه المسألة: فلا ينبغي أن يضعه بين أصابعه؛ لأنه يشغله، إذْ أنه يحتاج إلى مراقبة [الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاءات الباب المفتوح 22 / 19]. وقال العلامة الشيخ ابن جبرين: "يُكره ذلك، فإن فيه شغلاً لبعض الكف، وذلك مما يشغل البال، ويلهي عن الإقبال على الصلاة، ويعوق بعض اليد عن تمام الركوع والسجود، ومع ذلك لو أمسكه كعادة فلا يخل بصلاته، فالأولى بعد التسوك أن يخبئه في جيبه، ولا يمسكه باليد".
وضع السّوَاك في الفم: سؤال: بعض الناس يضع المسواك في فمه سواءً جالساً أو ماشياً أو راكباً وهو لا يتسوك، فقط يضعه في فمه فما حكم هذا العمل؟ الجواب: هذا غير سنة، السُّنَّة التسوك، أمَّا وضع السّوَاك في الفم بدون أن يحركه ما فائدته؟ [الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاءات الباب المفتوح 163/ 16].
طول السّوَاك: لم يرد حديث صحيح يحدد طول أو عرض ما يستاك به، ولكن استحسن أكثر الفقهاء في المذاهب أن لا يزيد طوله على شبر، قال بعضهم: أن يكون السّوَاك ليناً في غلظ أصبع الخنصر، وطول شبر من الأشجار المرة: أي بالشبر المعتدل لا بشبر نفسه، ولا ينبغي أن يزيد على شبر [حاشية رد المحتار 1/123، فتح القدير 1/29].
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:17 pm | |
| ذِكْرُ السّوَاك: سؤال: هل هناك ذكر معين يُقال عند التسوك؟ الجواب: لم يرد هناك دليل صحيح صريح يدل على قول ذكر معين يقال عند الاستياك، وإنما استحب بعض العلماء أن يقول ذكراً يناسب المقصود من السّوَاك ومن ذلك قول الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع: قال الروياني: قال بعض أصحابنا: يستحب أن يقول عند ابتداء السّوَاك: اللهم بيض به أسناني، وشد به لثاتي، وثبت به لهاتي، وبارك لي فيه يا أرحم الراحمين. أو قول صاحب الرعاية من الحنابلة: ويقول إذا استاك: اللهم طهر قلبي، ومحص ذنوبي. يقول ذلك الذكر بشرط أن لا يعتقد أن ذلك سنة، وأن تاركه تارك لسنة. والله أعلم بالصواب [المجموع 1/337].
السّوَاك وأدوات التنظيف الأخرى: لعلي أورد تساؤلاً هنا، ربما أشكل على الكثير من الناس، ألا وهو: هل تحصل فضيلة السّوَاك بغير عود الأراك؟ يعني هل الأجر والثواب مترتب على التسوك بسواك الأراك، أم أن أي عود آخر يقوم مقامه في الأجر والثواب؟ ج: فيه خلاف، من العلماء من يقول: إنه لا يحصل فضل السّوَاك إلا إذا تسوَّك بالمسواك. ومنهم من قال: بل يحصل له من السُّنَّة بقدر ما حصل له من الإنقاء، وأنه يمكن أن يدرك السُّنَّة إذا تسوك بأصبعه أو خرقة، وهذا أقرب إلى الصواب. ولا شك أن الأكمل والأفضل أن يكون بعود الأراك أو ما يقوم مقامه، ولكن إذا تسوك بالإصبع أو الخرقة فإنه يحصل من السُّنَّة على قدر ما حصل له من التنظيف [المغني 1/137، حاشية الروض 1/149، فتح ذي الجلال والإكرام، للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 1/239].
الفرشاة والسّوَاك: وهذا تساؤلٌ آخر: س: هل يقع الأجر باستخدام الفرشاة كالسّوَاك، أم أن هناك فرق بينهما؟ ج: السّوَاك يقصد به ما ينظف الأسنان، بأي عود أو ما يقوم مقامه، مما يتم به التنظيف، ولا يختص ذلك بعود بعينه، سواء من الأراك أو غيره، ولكن نبه العلماء إلى أن العود المستاك به ينبغي ألا يتفتت، ولا يكون خشناً يجرح اللثة، ولا يورث رائحة غير مقبولة. وعلى هذا، ففرشاة الأسنان إذا احتسب المسلم اتباع السُّنَّة بتنظيف أسنانه بها، فهي داخلة إن شاء الله فيما ورد في السّوَاك من فضائل، وهي كثيرة؛ كما في الحديث: "السّوَاك مطهرة للفم، مرضاة للرب" [أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة]. ولكن إنما يميل كثير من المسلمين إلى السّوَاك الذي هو عود الأراك - وهو أفضل ما يستاك به من الأعواد - لكونه سهل الحمل، ويمكن تطبيق السُّنَّة به في مواضع قد لا يمكن فيها استعمال الفرشاة، وذلك عند الصلاة مثلاً، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسّوَاك عند كل صلاة" [متفق عليه من حديث أبي هريرة]. فلا يمكن أن يخرج المصلي الفرشاة والمعجون ويبدأ بتنظيف فمه، إذ يحتاج ذلك إلى وقت قد تفوته من أجله تكبيرة الإحرام. كما أن الفرشاة لا يمكن تطبيق السُّنَّة بها في مواضع أخرى، كحال الوضوء في غير المنزل، والذي هو من المواضع المستحبة، وكذلك عند القيام من النوم، حين لا تتيسر فرشاة الأسنان وغير ذلك. والحاصل أن الفرشاة تحقق المقصود من السّوَاك، ولكن بصورة جزئية ما دامت غير ممكنة الاستعمال في كل وقت، والله أعلم [فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، المجيب د. فهد بن عبدالرحمن اليحيى، عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم، التاريخ 18/05/1427هـ].
بيع المساويك في ساحات المساجد: نرى كثيراً من باعة المساويك وغيرهم في ساحات المساجد وهم يبيعون للناس، فما حكم بيعهم هذا؟ الجواب: لا يجوز اتخاذ المسجد مكاناً للبيع أو الشراء، لا للسواك ولا غيره، ويلحق بالمسجد ساحاته المحاطة بسوره، أمَّا إن كانت ساحاته غير محاطة، وإنما هي معدة لوقوف السيارات فلا بأس بالبيع والشراء فيها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح اللهُ تجارتك" [رواه الترمذي وغيره وقال: حديث حسن] [فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبدالله العجلان، المدرس بالحرم المكي، التاريخ 22/3/1425هـ]. ومما ينبغي التنبه له من قِبَلِ الباعة أنههم إذا سمعوا الأذان فعليهم أن يتركوا البيع، ويتجهوا للمسجد حتى نهاية الصلاة، وبعد الصلاة يبيعون، أمَّا بين الأذان والإقامة فينبغي ألا يبيعوا شيئاً، فالبيع قبل الأذان، وبعد الصلاة، حتى يشتغلوا بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، وألا يُشغلوا الناس عن هذه الأمور المهمة، التي تزيد في حسناتهم، وترفع درجاتهم.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فقه السواك: الأدلة والأحكام الجمعة 15 نوفمبر 2024, 8:17 pm | |
| فضيلة عظيمة: ويكفي لو أن ليس في السّوَاك إلا أنه مرضاة للرب تبارك وتعالى، فهل بعد هذا الفضل من فضل، لو تأمله العاقل بعين البصيرة، وعين العقل. فإذا رضي الله عن العبد فقد فاز العبد وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وَوُفِّقَ وَهُدِيَ إلى صراط مستقيم.
فوائد السّوَاك: قلنا يكفي في السّوَاك أنه مرضاة للرب سبحانه وتعالى، مما يستدعي محافظة كل مسلم ومسلمة عليه، كما ينبغي تعويد الأولاد على السّوَاك، وتحبيبهم فيه، لأنه مرضاة للرب تعالى، ولأنه سُنَّة من سنن الحبيب -صلى الله عليه وسلم-. وكفى بذلك فضل وفائدة، لكن ذكر الأطباء والعلماء أن للسواك فوائد كثيرة. قال ابن القيم رحمه الله: "في السّوَاك عدة منافع: يطيب الفم -أي يذهب برائحته الكريهة ويكسبه ريحا طيبة- ويشد اللثة -لحم الأسنان- ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر -بفتح الحاء والفاء بضبط المصنف داء يصيب الأسنان- ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب -لما في فعله من الاتباع والثواب- ويعجب الملائكة -لأنهم يحبون الريح الطيبة- ويكثر الحسنات -لأن فعله منها" [الطب النبوي 322]. ومن فوائد السّوَاك: أنه يدر البول، ويقطع الرطوبة، ويذهب الصفرة، ويسكن عروق الرأس، ووجع الأسنان، ويذكي الفطنة، ويسخط الشيطان، ويطيب النكهة، ويسهل خروج الروح [حاشية ابن عابدين 1 / 115، المنهج السوي ص 300]. قال صاحب سبل السلام: "إن الأحاديث في الحث على السّوَاك زيادة عن مائة" [سبل السلام 1/175]. وقال ابن عابدين: قال في النهر: "ومنافعه وصلت إلى نيف وثلاثين" [حاشية ابن عابدين 1 / 115]. ومن فوائد السّوَاك: أنه بمثابة العلاج للإقلاع عن بعض العادات السيئة، مثل التدخين، فالسّوَاك مع طول مدة استعماله يصبح عادة فيكون سبباً في الإقلاع عن التدخين، وكذلك في الإقلاع عن مص الأصابع عند الصغار. فسنة هذه فوائدها ينبغي على المسلمين اتباعها والمحافظة على إحيائها، وبثها بينهم، حتى لا تندثر وتُنسى. فكم للسواك من فوائد كثيرة، وأسرارٍ عجيبة.
فائدة مهمة: قال الشوكاني رحمه الله: "وَلِلْفُقَهَاءِ فِي السّوَاك آدَابٌ وَهَيْئَاتٌ لَا يَنْبَغِي لِلْفَطِنِ الِاغْتِرَارُ بِشَيْءٍ مِنْهَا إلَّا أَنْ يَكُونَ مُوَافِقًا لِمَا وَرَدَ عَنْ الشَّارِعِ، وَلَقَدْ كَرِهُوهُ فِي أَوْقَاتٍ وَعَلَى حَالَاتٍ حَتَّى يَكَادَ يُفْضِي ذَلِكَ إلَى تَرْكِ هَذِهِ السُّنَّة الْجَلِيلَةِ وَإِطْرَاحِهَا وَهِيَ أَمْرٌ مِنْ أُمُورِ الشَّرِيعَةِ ظَهَرَ ظُهُورُ النَّهَارِ، وَقَبِلَهُ مِنْ سُكَّانِ الْبَسِيطَةِ أَهْلُ الْأَنْجَادِ وَالْأَغْوَارِ" [نيل الأوطار 1/ 153]. فتأمل أيها المسلم ما أشار إليه الشوكاني رحمه الله، فما لم يرد به دليل صحيح من السنة، فانظر فإن كان في العمل به تفريط وتضييع لسنة أتى بها الدليل، فلا تعمل به، وإلا فلا تضيع سُنَّة لقول من قال من الناس، فكل الناس يؤخذ منه ويُرد عليه، إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه يؤخذ منه، ولا يُرد عليه، بل يُقبل منه، لأنه لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى
الخاتمة: وفي ختام هذه الرسالة أشكر الله عز وجل أن منَّ عَلَيَّ بإتمامها وإكمالها، فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خلل وتقصير فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أقول عليه أو على رسوله -صلى الله عليه وسلم- كذباً وزوراً، أو أغشى فجوراً، اللهم اعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم تولَّ أمرنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، وعملاً صالحاً متقبلاً، اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء والسمعة، وأعيننا من الخيانة، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم بغض إلينا المعاصي واجعلنا أبعد الناس إليها، اللهم ألف بين قلوبنا، واجعلنا أخوة متحابين، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين، اللهم يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرضين، عليك باليهود الغاصبين، والأمريكان المحتلين، وكل الأعداء الحاقدين، من علمانيين وشيعة ومجوسيين وملحدين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، اللهم طهر بلاد المسلمين رجسهم ودنسهم ورجزهم إله الحق، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يُرَدُّ عن القوم الكافرين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أخرجهم من بلاد المسلمين أذلة صاغرين، وأعدهم إلى بلادهم جثثاً هامدين، اللهم طهر مقدسات المسلمين من نتن الكفرة الظالمين، اللهم نكِّس رؤوسهم، واجعل الخوف لباسهم، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين يا قوي يا عزيز، اللهم لا تُقِمْ لأعدائك في الأرض راية، وتمكن لهم غاية، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، يا رب العالمين، اللهم يا أرحم الراحمين يا لطيفاً بعباده يا رؤوفاً بخلقه، اللهم رحماك بإخواننا المسلمين المضطهدين في دينهم في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً، اللهم قوي عزائمهم، وكثر عتادهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم اربط على قلوبهم، وسدد رميهم ورأيهم، اللهم اجمع كلمتهم على الحق والدين، اللهم أنزل معهم جنداً من جندك، واجعل النصر والتمكين لهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
كتبه يحيى بن موسى الزهراني إمام جامع البازعي بتبوك
|
|
| |
| فقه السواك: الأدلة والأحكام | |
|