منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:16 pm

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة:

وَالجَنَّةُ اسْمُ الجنسِ وهْيَ كَثِيْرَةٌ
        جِدَا ولكَنْ أَصْلُها نَوعَانِ

ذَهَبِيَّتَانِ بِكُلِ مَا حَوتَاهُ مِنْ
        حُلْيٍ وَآنِيَةٍ وَمِن بُنْيَانِ

وَكَذَاكَ أيْضًا فِضَّةٌ ثِنْتَانِ مِنْ
        حُلْيٍ وَبُنْيَانِ وَكُلِّ أَوانِ

لَكِنَّ دارَ الخُلْدِ والمَأْوَى وَعَدْ
        نٍ والسلامِ إضَافَةٌ لِمَعانِ

أَوْصَافُها اسْتَدعَتْ إَضَافَتَها إِلَيْهَا
        مِدْحَةً مَعَ غَايَةَ التِبْيَانِ

لَكنَّمَا الفِرْدَوس أَعْلاَهَا وَأَوْ
        سَطُهَا مَسَاكِنُ صَفْوَةِ الرحمنِ

أَعْلاَهُ مَنْزِلَةً لأَعْلَى الخَلْقِ مَنْـ
        ـزِلةً هُو المَبْعُوثُ بالقُرْآنِ

وَهِيَ الوَسِيْلَةُ وَهِيَ أَعْلَى رُتْبَةً
        خَلُصَتْ لَه فَضْلاً مِن الرحمنِ

ولقد أتَى في سُوْرَةِ الرحمنِ
        تَفْصِيْلُ الجِنَان مُفَصَّلاً بِبَيَانِ

هِي أَرْبَع ثِنْتَانِ فَاضِلَتَانِ وَ
        يَلِيْهِمَا ثِنْتَانِ مَفْضُولانِ

فالأَوْلَيَانِ الفُضْلَيَانِ لأَوْجُهٍ
        عَشْرٍ وَيَعْسُرُ نَظْمُهَا بِوِزَانِ

وإِذا تَأَمَّلْتَ السِّيَاقَ وَجَدْتَهَا
        فِيْه تَلُوحُ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ

سُبحانَ مَنْ غَرَسَتْ يَدَاهُ جَنَّةَ
        الفَرْدَوسِ عِنْدَ تَكَامُلِ البُنْيَانِ

وَيَدَاهُ أيضًا أتْقَنَتْ لِبِنَائِهَا
        فَتَبَارَكَ الرحمنُ أَعْظَمُ بَانِي

لَمَّا قَضَى رَبُ العِبَادِ الغَرْسَ قَا
        لَ تَكَلَمِيْ فَتكَلَّمَتْ بِبَيَانِ

قَد أَفْلَحَ العبدُ الذي هُوَ مُؤْمِنٌ
        مَاذَا ادَّخَرْتَ لَهُ مِن الإحسانِ

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:17 pm

آخر:

أذَلّ الحِرْصُ والطّمَعُ الرِّقابَا،
        وقَد يَعفُو الكَريمُ، إذا اسْتَرَابَا

إذا اتَّضَحَ الصّوابُ، فلا تَدَعْهُ،
        فإنّكَ قَلّمَا ذُقتَ الصَّوابَا

وَجَدْتَ لَهُ على اللَّهَواتِ بَرْدًا،
        كَبَرْدِ الماءِ حِيْنَ صَفَا وطابَا

ولَيس بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي،
        أأخطَأ في الحُكُومَةِ أَمْ أصابَا

وإنَ لِكُلِّ تَلْخِيْصٍ لَوَجْهًا،
        وإنّ لِكُلِّ ذِي عَمَلٍ حٍسَابَا

وإنَّ لِكُلِّ مُطّلَعٍ لَحَدَاً،
        وإنّ لِكُلّ ذِي أجَلٍ كِتابَا

وكُلُّ سَلامَةٍ تَعِدُ المَنَايَا،
        وكُلُّ عِمارَةٍ تَعِدُ الخَرابَا

وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِير يَوْمًا،
        وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعًا تُرابَا

أبَتْ طَرَفَاتُ كُلِّ قَريرِ عَين
        بَها، إلاّ اضْطِرابًا وانْقِلابَا

كَأَنَّ مَحَاسِنَ الدّنْيا سَرابٌ،
        وأيُّ يَدٍ تَنَاوَلتِ السرَّابَا

وإنْ يَكُ مُنْيَةٌ عَجِلِتْ بِشَيءٍ
        تُشَرُّ به، فإِنَّ لَهَا السرَّابَا

فَيا عَجَبَا تَمُوتُ، وأَنتَ تَبْني،
        وتَتَّحِذ المَصانِعَ والقِبَابَا

أَرَاكَ، وكُلَّمَا فَتَّحْتَ بَابًا
        مِنَ الدّنْيا، فَتَحْتَ عَلَيْكَ نَابَا

ألمْ تَرَ أنّ غُدْوَةَ كُلِّ يَوْمٍ،
        تَزيْدُكَ، مِن مَنِيَّتِكَ، اقْترَاباَ

وحُقّ لِمُوْقِنٍ بالمَوْتِ أَنْ لاَ
        يُسَوِّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا

يُدَبِّرُ ما تَرَى مَلِكٌ عَزيْزٌ،
        بِهِ شَهِدَتْ حَوادِثُهُ وغَابَا

أَلَيْسَ اللهُ في كُلٍ قَرِيْبًا؟
        بَلَى! مِن حَيثُ ما نُوُدِي أَجَابَا

ولم تَرَ سَائِلاً للهِ أَكْدَى،
        ولمْ تَرَ رَاجِيًا للهِ خَابَا

رَأَيْتَ الرُّوْحَ جَدْبَ العَيشِ لَمَّا
        عَرفتَ العَيشَ مَخْضًا، واحْتِلابَا

ولَسْتَ بِغَالِبِ الشَّهَوَاتِ، حَتَّى
        تُعدِّ لَهُنَّ صَبْرًا واحْتِسَابَا

فكُلُّ مُصيبَةٍ عَظُمَتْ وجَلّتْ
        تَحِفّ، إذا رَجوْتَ لَها ثَوَابًا

كَبِرْنَا أَيُّهَا الأَتْرَابُ، حتى
        كأنا لم نكُنْ حِيْنًا شَبَابَا

وكُنَّا كالغُصُونِ، إذا تَشَنّتْ
        مِنَ الرّيحانِ مُونِعَةً واسْتِلابَا

ألاَ ما لِلكُهُولِ ولِلتّصابِي،
        إذا ما اغْتَرَّ مُكْتهَلٌ تَصَابَى

فَزِعْتُ إلى خِضابِ الشّيِبِ مِنّى
        وإنَّ نُصَولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:18 pm

آخر:

لَيْتَ شِعْري سَاكَن القَبرِ المشِيْدْ
        هَلْ وَجَدْتَ اليومَ فيهِ مِن  مَزيْدْ

وَهَل البَاطنُ فيهِ مثْلُ مَا
        هُوَ في الظَاهرِ تَزْوِيْقًا وَشِيْدْ

وَهَل المضْجَعُ فيْهِ لَيِّنٌ
        أَوْ سَعِيْرٌ مالَهَا فيه خُمُوْدْ

وَهَل الأَرْكانُ فيه بالتُّقَى
        نَيَّراتٌ أوْ بأَعْمَالكَ السُوْدْ

لَيْتَ شعْرِيْ سَاكِن القَبْرِ المُشَيْدْ
        أَشَقىٌ أَنْتَ فيه أَمْ سَعِيْدْ

أقَريْبٌ أنْتَ من رَحْمَةِ مَنْ
        وَسِعَ العَالمَ إِحسَانًا وُجُوْدْ

أم بَعيْدٌ أنْتَ مِنْهَا فَلَقَدْ
        طُرِقَتْ دَارُكَ بَالوَيْل البَعِيْدْ

وَلَقَدْ حَلَّ بِأرْجَائِكَ مَا
        ضَاقَ عَنْهُ كُلُّ مَا في ذَا الْوُجُوْدْ

أيُّهَا الغَافلُ مِثْلِيْ وإلىَ
        كَمْ تَعَامَي وتَلَوْي وَتَحِيْدْ

ادْنُ فَاقْرَأْ فَوْقَ رَأَسِيْ أَحْرُفًا
        خَرَجَتْ وَيْحَكَ مِنْ قَلْبٍ عَمِيْدْ

صَرَعَتْهُ فِكْرَةٌ صَادقَةٌ
        وهُمُوْمٌ كَلَّمَا تَمْضِيْ تَعُوْدْ

وَنَدَاماتٌ لأيَّامٍ مَضَتْ
        هُوَ مِنْهَا في قِيَامٍ وَقُعُوْدْ

وغَدًا تَرْجِعُ مِثْلِيْ فاتُّعِظْ
        بيْ وإِلاَّ فَامْضِ وأعْمَلْ مَا تُرِيْدْ

قَدْ نَصَحْنَاكَ فإن لَمْ تَرَهُ
        سَيَراهُ بَصَرُ مِنْكَ حَدِيْدْ

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:19 pm

قال بعضهم يصف عَبْدُ الهَوَى.. وعَبْدِ رَبِّهِ:

وَعَبْدُ الهَوَى يَمْتَازُ مِن عَبْدِ رَبِّهِ
        لَدَى شَهْوةٍ أَوْ عِنْدَ صَدْمنِ بَلِيَّةِ

بِكِيْرِ البَلاَ يَبْدُوْ مِن التِّبْرِ حُسْنُهُ
        وَيَبْدُو نُحَاسُ النَّحْسِ فِي كُلِّ مِحْنَةِ

خَلاَ مِنْ حُلَى قَوْمِ كِرَامٍ تَدَرَّعُوا
        دُرُوْعَ الرِّضَا والصَّبْرِ في كُلِّ شدَّةِ

وَلاَقَوْا طِعَانَ النَّفْسِ فِي مَعْرَكِ الهَوَى
        وَرَاحُوْا وَقَدْ أرْوَوْا مَوَاضِي الأَسِنَّةِ

وَسَاقُوْا جِيَادَ الجِدِّ عِنْدَ اشْتِيَاقِهِمْ
        وَأَرْخَوْا لَهَا نَحْوَ العُلاَ لِلأَعِنَّةِ

سَمَوْا فاعْتَلَوْا بِيْضَ المَعَالِيْ عَوَالِيًا
        بَبَيْضِ العَوَالِي فِِي القُصُوْرِ العَلِيَّةِ

مَقَامَاتِ قَوْمٍ أَتْعَبُوْا النَّفْسَ فِي السُّرَى
        وفَازُوْا بِمَا نَالُوْهُ فَوْقَ الأَسِرَّةِ

وَطَيَّبَ عَيْشٍ بالطَوى ثُمَّ بالظَّمَا
        شَرَابَ كُؤُوس حَالِيَاتٍ هَنَيَّةِ

بجَنَّاتِ عَدْنٍ فِي رِيَاضٍ أنِيْقةٍ
        لَهُمْ ذُلِّلَتْ مِنْهَا قُطُوْفٌ تَدَلَّتِ

جَنَوْا مِنْ جَنَاهَا زَاكِيًا لاَ يَذُوْقُهُ
        مِنَ الْخَلْقِ إلاَّ كُلُّ نَفْسٍ زَكِيَّةِ

تَسَلَّتْ عَن الدُّنْيَا وَماتَتَ عَنِ الهَوَى
        وَغَسَّلَهَا فِي مَوْتها مَاءُ دَمْعَةِ

وَصَلَّتْ عَلَيْهَا صَالِحَاتُ فِعَالِهَا
        وَقَدْ كُفِّنَتْ في بِيْضِ أَثْوَابِ تَوْبَةِ

وَنَالَتْ مُنَاهَا والسَّعَاداتِ كُلَّهَا
        فَيَا سَعْدَ نَفْسٍ أدْرَكَتْ مَا تَمَنَّتِ

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:19 pm

آخر:

قَدْ أَمْسَتْ الطَّيرُ وَالأَنْعَامُ آمِنةً
        وَالنُّونُ في البَحْرِ لا يَخْشَى لَهَا فَزَعُ

وَالآدِمي بِهَذَا الكَسْبِ مُرْتَهَنٌ
        لَهُ رَقِيْبٌ عَلَى الأَسْرَارِ يَطَّلِعُ

إذا النَّبِيُونَ والأَشْهَادُ قَائِمَةٌ
        وَالجِنُّ وَالإِنْسُ وَالأَمْلاكُ قَدْ خَشعُوا

وَطَارتْ الصُّحْفُ في الأَيْدِي مُنْشَّرَةً
        فِيْهَا السَّرَائرُ وَالأَخْبَارُ تُطَّلَعُ

فَكَيْفَ سَهْوُكَ وَالأَنْبَاءُ وَاقعَةٌ
        عَمَّا قَلِيْلٍ وَمَا تَدْرِي بِمَا تَقَعُ

أَفِي الجِنَانِِ وَفَوزٍ لا انْقِطَاعَ لَهُ
        أَمْ الجَحِيْمِ فَلا تُبْقِي وَلا تَذَرُ

تَهْوِي بُسُكَّانِهَا طَوْرًا وَتَرْفُعُهُمْ
        إِذَا رَجَوا مَخْرَجًا مِنْ غَمِّهَا قُمِعُوا

طَالَ البُكاءُ فَلَم يَنْفَعْ تَضرُّعُهُم
        هَيْهَاتَ لا رِقّةٌ تُغْنِي وَلا جَزَعُ

لِيْنفَعِ العِلْمُ قَبْلَ المَوْتِ عَالِمَهُ
        قد سَالَ قَوْمٌ بهَا الرُّجْعَى فَمَا رَجَعُوا

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:20 pm

وقُال ابْنُ القَيّم رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
        

أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيْمَانِ
        يُخْبرُ عن مُنَادِي جَنّةِ الحَيَوانِ

يا أهْلَها لَكُمُ لدَى الرحمن وَعْـ
        ـدُ هْوَ مُنْجِزُهُ لكُمْ بضَمَانِ

قالُوا أَمَا بَيَّضْتَ أَوْجُهَنا كَذَا
        أَعْمَالَنَا ثَقَّلْتَ في المِيْزَانِ

وَكَذَاكَ قَدْ أَدْخَلْتَنا الجَناتِ حِيـْ
        نَ أَجَرْتَنَا مِنْ مَدْخَلِ النِيرانِ

فيقولُ عِنْدِي مَوْعِدٌ قَدْ آنَ أنْ
        أُعْطِيْكُمُوهُ بِرَحْمَتِيْ وَحَنَانِيْ

فَيَروْنَهُ مِن بَعْدِ كَشْفِ حِجَابِهِ
        جَهْرَاً رَوَى ذَا مُسْلِم بِبَيَانِ

وَلَقَدْ أَتَانَا في الصَّحِيْحَيْنِ اللَّذي
        نِ هُمَا أَصَحُّ الكُتْبِ بَعدَ قُرآنِ

بِروَايَةِ الثِّقَةِ الصَّدُوْقِ جَريرٍ الْـ
        بجَلِيِّ عَمَّن جَاء بالقُرْآنِ

أَنَّ العِبَادَ يَروْنَهُ سُبْحَانَهُ
        رُؤْيا العِيَانَ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ

فإنْ اسْتَطَعْتُمْ كُلَّ وَقْتٍ فاحُفَظُوا الْـ
        ـبَرْدَيْنِ ما عِشْتُم مَدَى الأزمانِ

ولقد رَوَى بَضْعٌ وَعشْرُوْنَ امْرُوءٌ
        مِن صَحْبِ أحْمَدِ خِيْرةِ الرّحْمَنِ

أَخْبَارَ هَذَا البابِ عَمَّنْ قَد أَتَى
        بالوَحْيِ تَفْصِيْلاً بلا كِتْمَانِ

وَأَلَذُ شَيءٍ لِلْقُلُوبِ فَهَذِهِ الْـ
        أَخبارُ مَعْ أَمْثَالِهَا هِيَ بَهْجَةُ الإيْمَانِ

واللهِ لَو لاَ رُؤْيَةُ الرَّحْمَنِ في الْـ
        جَنَّاتٍ ما طَابَتِ لِذِي العٍِرْفَانِ

أَعْلَى النَّعِيْمِ نَعِيْمُ رُؤْيَةِ وَجْهِهِ
        وَخِطَابُه في جَنَّةِ الحَيَوانِ

وَأَشدُ شَيءٍ في العَذَابِ حِجَابُهُ
        سُبْحَانَه عَن سَاكِنِي النِيْرَانِ

وإِذَا رَآهُ المُؤْمِنُونَ نَسُوْا الَّذِي
        هُمْ فِيه مِمَّا نَالَتِ العَيْنَانِ

فإذا تَوَارَى عَنْهُم عَادُوا إِلَى
        لَذَاتِهم مِن سَائِرِ الأَلْوَانِ

فَلَهُم نَعِيْمٌ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ سِوَى
        هَذَا النَّعِيْمِ فَحَبَذَا الأَمْرَانِ

أَو مَا سَمِعْتَ سُؤَالَ أَعْرفِ خَلْقِه
        بجَلاَلِهِ الْمَبْعُوثِ بالقُرْآنِ

شَوقًا إليهِ وَلَذَةِ النَّظَرِ الذِي
        بجَلاَلِ وَجْهِ الربِ ذِي السُلْطَانِ

فالشَّوْقُ لَذَةٌ رُوُحه في هَذِهِ الدُّ
        دَنْيَا وَيَوْمَ قِيَامَةِ الأبْدَانِ

تَلْتَذُ بالنَّظَرِ الذي فَازَتْ بِهِ
        دُوْنَ الجَوارِحِ هَذِهِ العَيْنَانِ

واللهِ مَا في هَذِهِ الدُنْيَا أَلَذَ
        مِن اشْتِيَاقِ العَبْدِ لِلرَّحْمَنِ

وَكَذَاكَ رُؤْيَةُ وَجْهِهِ سُبْحَانَهُ
        هِيَ أَكْمَلُ اللَّذَاتِ لِلإِنْسَانِ

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:21 pm

آخر:

محَمَّدُ المُصْطفى المُخَتارُ مَنْ ظَهَرَتْ
آيَاتُهُ فَتَسَلَّى كُلُّ مَحْزُوْنِ

من خَصَّهُ اللهُ بالقُرآنِ مُعْجِزَةً
        مَا نَالَهَا مُرْسَلٌ قَدْ جَاءَ بالدِّيْنِ

ومنْ شِهَابٌ بَدَا مِن نُورِ رَحْمَتِهِ
        شُهْبُ الدَّيَاجِي رُجُومْاً لِلشِّيَاطِيْنِ

وَفَوْقَ رَاحَتِهِ صُمُّ الحَصَا نَطَقَتْ
        والماءُ في كَفِّهِ يُزْرِيْ بِجِيْحُوْنِ

وهُوَ الذِي اخْتَارَهُ البَارِيْ وأرْسَلَهُ
        بَرًا رَؤُفًا رَحِيْمَا بالمسَاكِيْنِ

وفي الصَّحِيْحَين أنَّ الجِذْعَ حَنَّ لَهُ
        والعِذْقَ أنَّ إلِيْهِ أيَّ تَأْنِيْنِ

وقَدْ سَمِعْنَا بأنَّ الطَّيْر خَاطَبَهُ
        في مَنْطِقٍ مُفْصِحٍ من غَيْرِ تَلكِيْنِ

فَصَلَ رَبي عَلى المُخْتَارِ ما صَدَحَتْ
        قَمْرِيَّةٌ فَوْقَ أفْنَانِ الرَّيَاحِيْنِ

وصَلِّ رَبِّ عَلَى المُخْتَارِ ما غَرَدَتْ
        حَمَائِمٌ فَوْقَ أغْصَانِ البَسَاتِيْنِ

احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي
        وَصِيَّةً لَكَ مِن خَيْرِ الوِصِيَّاتِ

إنَّ المَعَالِيْ سَمَاوَاتٌ مُرَكَّبَةٌ
        سَبْعٌ كَترْكِبة السَّبْعِ السَّمَاوَاتِ

عَقْلٌ وحِلْمٌ وصَبْرٌ والأنَاةُ وبالْـ
        عِلْمِ العَزِيزِ وإخْلاصِ الدَّيِانَاتِ

ثُمَّ المُروءَةُ فاحْرَصْ في ارْتَقاءِ مَرَا
        قِيْهَا ولا تَشْتَغِلْ عَنْهَا بِلَذَّاتِ

وكُلُّ لَذَّةِ عَيْشِ لاَ يُصَاحِبُهَا
        رَيى الإِلهِ فمِنَ عَيْشِ البَهِيْمَاتِ

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة   قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة Emptyالثلاثاء 15 أكتوبر 2024, 9:21 pm

آخر:

أَرَانِيْ إِذَا حَدَّثْتُ نَفْسِيْ بِتَوْبَةٍ
        تَعَرَّضَ لِي مِنْ دُوْنِ ذَلِكَ عَائِقُ

تَقَضَّتْ حَيَاتِيْ في اشْتِغَالٍ وَغَفْلَةٍ
        وَأَعْمَال سُوْءٍ كُلُّها لاَ تُوَافِقُ

طُرِدْتُ وَغَيْرِي بالصَّلاحِ مُقَرَّبُ
        وَدُوْنَ بُلُوْغِي مَسْلَكٌ مُتَضَايِقُ

وَكَيْفَ وَزَلاَّتُ المُسِيْءِ كَثِيْرَةٌ
        أَيَقْرُبُ عَبْدٌ عَنْ مَوَالِيْهِ آبِقُ

إلى اللهِ أَشْكُوا قَلْبَ سُوْءٍ قَدْ احْتَوى
        عَليْهِ الهَوَى وَاسْتَأْصَلَتْهُ العَلائِقُ

وَلِي حَزَنٌ يَزْدَادُ في كُلِّ لَحْظَةٍ
        وَدَمْعُ جُفُونِيْ لِلْبُكَاءِ يُسَابِقُ

فَإِنْ يَغْفِرْ المضوْلَة الذي قَدْ أَتَيْتُه
        فَذَاكَ الرَّجَا وَالظَّنُ حِيْنًا يُوافِقُ

«عَلاَمةُ ما يُولِيْ مِن الفَضْل إنْ أَنَا
        هَجَرْتُ الدُنَا أَوْ قُلْتُ إِنَّكِ طَالِقُ»

«وَأَقْبَلْتُ في تَصْلِيْحِ أَخْرَايَ مُدْلِجًا
        أحَاسِبُ نَفْسِيْ كُلَّ مَا ذَرَّ شَارِقُ»

شِعْرَاً: هَذِهِ قَصِيْدَةٌ مَمْلُوءْةُ حِكَمًا رَائِعَةً لاَّ يَسْتَغْنِي عَنْهَا اللَّبِيْبُ:
أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ
        وَذَاكَ في بَاهِرِ الأَخْلاَقِ والسِّيَرِ

هَمُّ الفَتَى المَاجِدِ الغِطْرَيْفِ مَكْرُمَةٌ
        يَضُوْعُ نَادِيْ المَلاَ مِنْ نَشْرِهَا العَطِرِ

وَحِلْيَةُ المَرْءِ في كَسْبِ المَحَامِدِ لاَ
        في نَظمِ عِقْدٍ مِنَ العِقْيَانِ والدُّرَرِ

تَكْسُوْ المَحَامِدُ وَجْهَ المَرْءِ بَهْجَتَهَا
        كَمَا اكْتَسَى الزّهْرُ زَهْرَ الرَّوْضِ بالمَطَرِ

يُخَلِّدُ الذِّكْرُ حَمْدًا طَابَ مَنْشَؤُهُ
        وَلَيْسَ يَمْحُو المَزَايَا سَالِفُ العَصِرِ

تَمَيَّزَ النَّاسُ بالفَضْلِ المُبِيْنِ كَمَا
        تَمَيَّزّوْا بَيْنَهُمْ في خِلْقَةِ الصُّوَرِ

بِقَدْرِ مَعْرِفَةِ الإِنْسَانِ قِيْمَتُهُ
        وبالفَضَائِل كَانَ الفَرْقُ في البَشَرِ

ما الفَضْلُ في بَزَّةٍ تَزْهُو بِرَوْنَقِهَا
        وَأَيُّ فَضْلٍ لإبرِيزٍ عَلَى مَدَرِ

وَإِنَّما الفَضْلُ في عِلْمٍ وَفي أَدَبٍ
        وفي مَكارِمَ تَجْلُو صِدْقَ مُفْتَخِرِ

فَلاَ تُسَاوِ بِأَخْلاَقٍ مُهَذَّبَةٍ
        أَخْلاَقَ سُوءٍ أََتَتْ مِنْ سَارِحِ البَقَرِ

وَخُذْ بِمَنْهَجِ مَنْ يَعْصِي هَوَاهُ وَقَدْ
        أَطَاعَ أَهْلَ الحِجَا في كُلِّ مُؤْتَمَرِ

إنَّ الْهَوَى يُفْسِدُ العَقْلَ السَّلِيْمَ وَمَنْ
        يَعْصِي الهَوَى عَاشَ في أمْنٍ  مِنَ الضَّرَرِ

وَجَاهِدِ النَّفْسَ في غَيٍّ يُلِمُّ بِها
        كَيْلاَ تُمَاثِلَ نَذْلاً غَيْرَ مُعْتَبَرِ

وَفى مُعَاشَرَةِ الأَنْذَالِ مَنْقَصَةٌ
        بَهَا يَعُمُّ الصَّدَا مِرْآةَ ذِي فِكَرِ

وَلَيْسَ يَبْلُغُ كُنْهَ المَجْدِ غَيْرُ فَتىً
        يَرَى اكْتِسَابَ المَعَالِيْ خَيْرَ مُتَّجَرِ

إِنَّ الكَرِيْمَ يَرَى حَمْلَ المَشَقَّةِ في
        نَيْلِ العُلَى مِنْ لَذِيْذِ العَيْشِ فَاصْطَبِرِ

فالصَّبْرُ عوْنُ الفَتَى فِيْمَا تَجَشَّمَهُ
        إِنَّ السِّيادَة نَهْجٌ وَاضِحُ الوَعَرِ

وَأَفْضَلُ الصَّبْرِ صَبرٌ عن مُهَيَّأةٍ
        مِنَ المَعَاصِيِ لِخَوْفِ اللهِ فَازْدَجِرِ

وَاصْبِرْ عَلَى نَصَبِ الطَّاعَاتِ تَحْظَ بِمَا
        أَمَّلْتَهُ مِنْ عَظِيْمِ الصَّفْحِ مُغْتَفَرِ

نَيْفٌ وَسَبْعُونَ مِنْ آي الكِتَابِ أَتَتْ
        في الصَّبْرِ فاعْمَلْ بِهَا طُوْبىَ لِمُصْطَبِرِ

وَعِشْ مُحَلاًّ بِأَخْلاَقِ مَحَاسِنُهَا
        تُجَليْ عَلَى أَوْجُهِ الأَيَّامِ كَالْغُرَرِ

دِيْنٌٍ بِهِ عِصْمَةٌ مِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ
        وَكُلِّ مَا اسْتَطَعْتَ مِنْ بِرٍّ فَلاَ تَذَرِ

إِنَّ العَفَافَ حِِمَىً لِلنَّسْلِ صُنْهُ بِهِ
        إِذَا أَضَعْتَ الحِمَى يَرْعَاهُ كُلُّ جَرِي

قَدْ قِيْلَ عِِفُّوْا تَعِفَنَّ النِسَاءُ وفي
        مِثْقَالِ خَيْرٍ فَشَرٌ أَوْضَحُ النُذُرِ

وَمِنْ جَمَالِ الفَتَى صِدْقُ العفَافِ فَكُنْ
        بهِ مُحَلَّىً خَلِيْقًا مُنْتَهَى العُمُرِ

وَالْزَمْ فَوَائِدَ تَقْوَى اللهِ تَعْلُ بِهَا
        إِنيّ سَأُوْرِدُهَا عَنْ مُحْكَمِ الزُّبُرِ

فَبِالتُّقَى مَخْرَجٌ مِنْ كُلِّ حَادِثَةٍ
        والحِفْظُ مِنْ صَوْلَةِ الأَعْدَا مَعَ الظَّفَرِ

وَالرِّزْقُ في دَعَةٍ بِالْحِلِّ مُقْتَرِنٌ
        وَحُسْنُ عَاقِبَةٍ في خَيْرِ مُدَّخَرِ

وَجَاء نُورٌ بِهِ تَمْشِي وَمَغْفِرَةٌ
        مِنَ الذّنُوبِ وَمَنْجَاةٌ مِنَ الحَذَرِ

بهِ البَشَارَةُ في الدُّنْيَا وَضَرَّتِهَا
        بِهِ النَّجَاةُ مِنَ الأَهْوالِ والشَّرَرِ

وَرَحْمَةُ اللهِ تَغْشَى المُتّقِي وَلَهُ
        قَبُولُه وَلَهُ الإِكْرَامُ فاعْتَبِرِ

وَبِالتُّقَى تَغْنَمِ الإِصْلاَحَ في عَمَلٍ
        وَتَسْتَفِيدُ بِهِ عِلْمَاً بِلاَ سَهَرِ

وَنَفْعُ ذَلِكَ لاَ يُحْصَى لَهُ عَدَدٌ
        وَنَصُّ ذَلِكَ في آيِ الكِتَابِ قُرِي

وَخَيْرُ مَا يَقْتَنِي الإِنْسَانُ إِنْ كَرُمَتْ
        أَخْلاقُهُ واسْتَفَادَتْ رِقَّةُ السَّحَرِ

وَمِنْ مَكَارِمِهَا عَشْرٌ عَلَيْكَ بِهَا
        فَإِنّها حِكمٌ تُرْوَى عَنِ الأَثَرِ

صِدْقُ الحَدِيْثِ فَلاَ تَعْدِل بِهِ خُلُقًا
        تَبْلُغْ مِنَ المَجْدِ أَبْهَى بَاذِخِ السُّرُرِ

وَكُنْ خَلِيْقًا بِصِدْقٍ الْبَأْسِ يَوْمَ وَغَى
        فَشَرُّ عَيْبِ الفَتَى بالجُبْنِ والْخَوَرِ

أَجِبْ مُنَادِي العُلَى في خَوْضِ غَمْرَتِهَا
        فالعِزُّ تَحْتَ ظِلاَلِ البِيْضِ والسُّمُرِ

بِالصَّبْرِ يَكْتَسِبُ المِقْدَامُ نُصْرَتَهُ
        وَيُلْبِسُ الضِّدَّ مِنْهُ ثَوْبَ مُنْذَعِرِ

وَلاَ يُدَنِّيْ لَهُ الإِقْدَامُ مِنْ أَجَلٍ
        يَكْفِي حِرَاسَتَهُ مُسْتَأخِرُ القَدَرِ

واحْرِصْ عَلَى عَمَلِ المَعْرُوفِ مُجْتَهِدًا
        فَإِنَّ ذَلِكَ أَرْجَى كُلَّ مُنْتَظَرِ

وَلَيْسَ مِنْ حَالَةٍ تَبْقَى كَهَيْئَتِهَا
        فاغْنَمْ زَمَانَ الصَّفَاءِ خَوْفًا مِنَ الكَدَرِ

وَلاَ يَضِيْعُ وإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ
        مَعْرُوفُ مُسْتَبْصِرٍ أُنْثَى أَوِ الذَّكَرِ

إِنْ لَمْ تُصَادِفْ لَهُ أَهْلاً فَأَنْتَ إِذا
        كُنْ أَهْلَهُ واصْطَنِعْهُ غَيْرَ مُقْتَصِرِ

أَغِثْ بِإمْكَانِكَ المَلْهُوفَ حَيْثُ أَتَى
"        بِالكَسْرِ فاللهُ يَرْعَى حَالَ مُنْكَسِرِ

وَكَافِئَنَّ ذَوِي المَعْرُوفِ مَا صَنَعُوا
        إِنّ الصَّنَائِعَ بالأَحْرَارِ كَالْمَطَرِ

وَلاَ تَكُنْ سَبِخًا لَمْ يُجْدِ مَاطِرُهُ
        وَكُنْ كَرَوْضٍ أَتَى بالزُّهْرِ وَالثَّمَرِ

واذْكُرْ صَنِيْعَةَ حُرٍ حَازَ عَنْكَ غِنَى
        وَقَد تَقَاضَيْتَهُ في زِيّ مُفْتَقِرِ

وَاحْفَظْ ذِمام صَدِيْقٍ كُنْتَ تَأْلَفُهُ
        وَذِمَةَ الجَارِ صُنْها عَنِ يَدِ الغِيْرِ

وَصِلْ أَخَا رَحِمٍ تَكْسَبْ مَوَدَّتَهُ
        وَفي الْخُطُوبِ تَرَاهُ خَيْرَ مُنْتَصِرِ

وَوَصْلُهُ قَدْ يَجُرُّ الْوَصْلَ فِي عَقَبٍ
        وَقَدْ يُزَادُ بِهِ فِي مُدَّةِ الْعُمُرِ

وَجُدْ عَلَى سَائِلٍ وَافى بِذِلّتِهِ
        وَلَوْ بِشَيءٍ قَلِيْل النَّفْعِ مُحْتَقَرِ

وَاحْفَظْ أَمَانَةَ مَنْ أَبْدَى سَرِيْرَتَهُ
        مَالاً وَحَالاً لِحُسْنِ الظَّنِّ وَالنَّظَرِ

وَاقرِ الضُّيُوفَ وَكُنْ عَبْدَاً لِخِدْمَتِهِمْ
        وَهُشَّ بِشَّ وَلاَ تَسْأَلْ عَن السَفَرِ

وَبَادِرَنَّ إِلَيْهِمْ بِالّذِي اقْتَرَحُوا
        عَنْ طِيْبِ نَفْسٍ بِلاَ مَنٍّ وَلا كَدَرِ

وَخُضْ بِهمْ في فُنُونٍ يَأْنَسُون بِها
        مِنْ كلِّ مَا طَابَ لِلأسْمَاعِ في السَّمَرِ

لكُلِّ قَوْمٍ مَقَامٌ في الخِطَابِ فَلاَ
        تَجْعَلْ مُحَادَثَةَ الأَعْرَابِ كالحَضَرِ

وَاعْرِفْ حُقُوقَ ذَوِي الهِيْئَاتِ إذْ وَرَدُوا
        وَلِلصَّعَالِيْكِ فاحْذَرْ حَالَةَ الضَّجَرِ

والْزَمْ لَدَى الأَكْلِ آدَابًا سَأُوْرِدُهَا
        تَعِشْ حَمِيْدَ المَسَاعِي عِنْدَ كُلِّ سَرِي

كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ بَادٍ بِامْتِدَادِ يَدٍ
        إِلى الطَّعامِ وَسَمِّ اللهَ وَابْتَدِرِ

وَاشْرَعْ بأَصْفَى حَدِيْثٍ في مُنَاسَبَةٍ
        بالزَّادِ أُنْسَاً وَتَرْغِيْبًا بِلاَ هَذَرِ

لاَ تُؤْثِرَنَّ بِشَيءٍ لَذَّ مَطْعَمُهُ
        نَفْسَاً وَلاَ وَلَدًا فالضَّيْفُ فِيْهِ حَرِي

وَكُنْ إِذَا قامَ كُلُّ القَوْمِ آخِرَهُمْ
        وَغُضَّ عَنْ مَدِّ أَيْدِي القَوْمِ بالْبَصَرِ

وَمَنْ أَقَامَكَ أَهْلاً لِلضِّيَافَةِ قُمْ
        بِشُكْرِهِ واسْتَزِدْ إنْعَامَ مُقْتَدِرِ

وَرَأْسُ مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ الحَيَاءُ فَكُنْ
        مِنَ الحَيَاءِ بِأَوْفَى بَاهِرِ الحِبَرِ

لاَ دِيْنَ إِلاَّ لِمَنْ كَانَ الحَيَاءُ لَهُ
        إِلْفَاً قَرِيْنًا فَيَسْمُوْ كُلَّ مُسْتَتِرِ

فاسْتَحْيَي مِنْ خَالِقٍ يَرْعَاكَ في مَلأٍ
        وَفي خَلاَءٍ وَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرِ

وَالعَاقِلُ الشَّهْمُ مَنْ يَأْبَى الرَّذَائِلَ بلْ
        يَخْتَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَطْيَبَ الْخَبَرِ

بالْعَقْلِ تُدْرِكُ غَايَاتِ الْكَمَالِ كَمَا
        بِهِ تُمَيّزُ بَيْنَ النّفْع والضَّررِ

لَوْلاَهُ لَمْ نَعْرِفَ اللهَ الكَرِيْمَ وَلاَ
        نَمْتَازُ يومًا عَنِ الأَنْعَامِ في الفِطَرِ

فاستْعَمِلِ العَقْلَ في كُلِّ الأُمَوْر وَلاَ
        تكُنْ كَخَاطِبِ لَيْلٍ أَعْمَشَ الْبَصَرِ

دَلِيْلُ عَقْلِ الفَتَى بَادِي مُرُوْءَتِهِ
        فَمَنْ تَجَنَّبَهَا فالْعَقْلُ مِنْهُ برِي

عَارِي المُرْوْءَةِ نِكْسٌ لاَ خَلاَقَ لَهُ
        وَذُوُ المُرُوْءَةِ مَحْبُوبٌ لَدَى البَشَرِ

أَخُو المُرُوْءَةِ يَأْبَى أَنْ يَرُدَّ ذَوِي الْـ
        آمَالِ مِنْ فَضْلِهِ في حَالِ مُنْكَسِرِ

وَالْجُودُ أَشْرَفُ مَا تَسْمُوْ الرِّجَالُ بِهِ
        وَقَدْ يُنَالُ بِهِ مُسْتَجْمَعُ الفَخَرِ

وبالسِّخَاءِ لِحِفْظِ النَّعْمَةِ اعْتَمِدُوا
        يَا حَبّذَا عَمَلٍ بالْحِفْظِ صَارَ حَرِي

لاَ يَصْلُحُ الدّيْنُ إِلاَّ بالسّخَاءِ أَتَى
        إِنّ السَّخَاءَ مِنَ الإِيْمَان فَاعْتِبَرِ

والْجُوْدُ مِنْ شَجَرِ الجَنَّاتِ فَاحْظَ بِهِ
        وَخُذْ بِغُصْنٍ أَتَى مِنْ ذَلِكَ الشَّجَرِ

يُحِبُّ مَوْلاَكَ حُسْنَ الخُلُقِ مُقُتَرِنًا
        بالجُودِ لَمْ يُبْقِيَا لِلذَّنْبِ مِنْ أَثَرِ

إِنَّ السَّخِيَّ حَبِيْبٌ لِلإلَهِ لَهُ
        قُرْبٌ مِنَ اللهِ هَذَا جَاءَ في الخَبَرِ

ولا تَرُحْ بِلَئِيْمٍ سَرْحَ عَارِضَةٍ
        تَرِدْ بِهِ في ظَمَا مِنْ حَافَةِ النَّهَرِ

وَلاَ تَغُرَّنْكَ مِنْهُ طُوْلُ مُِكْنَتِهِ
        حَلْفَاءَ عَارٍ بِلاَ ظِلٍّ وَلاَ ثَمَرِ

بَذْلُ النَّفِيْسِ عَلَى نَفْسِ الخَسِيْسِ عَنًا
        فِعْلُ الْجَمِيْلِ لَدَيْهِ مُوْجِبَ الضَّرَرِ

وَمَنْ يَؤْمُّ لَئِيْمًا عِنْدَ حَاجَتِهِ
        يَعُضُّ كَفَّيْهِ كَالكُسْعِيِ وَسْطَ قَرِي

وَاسْلُكْ سَبِيْلَ كِرَامٍ أَصْفِيَاءَ مَضَوا
        بِكُلِّ حَمْدٍ عَلَى الآفَاقِ مُنْتَشِرِ

وَاحْذَرْ طَبَائِعَ أَهْلِ اللُّؤْمِ إنَّ لَهُمْ
        ذَمَّا يَدُومُ عَلى الآصَالِ وَالْبُكَرِ

وَاغْنَمْ مَكَارِمَ تُبْقِيْهَا مُخَلَّدَةً
        في أَلْسُنِ النَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَمِنْ حَضَرِ

فَخَيْرُ فِعْلِ الفتَى فِعْلٌ يُبْلِّغُهُ
        مِنَ المَحَامِدِ مَا يَبْقَى عَلَى الأَثَرِ

فالمَرْءُ يَفْنَى وَيَبْقَى الذِّكْرُ مِنْ حَسَنٍ
        وَمِنْ قَبِيْحِ فَخُذْ مَا شِئْتَهُ وَذرِ

وَهَذِهِ حِكَمُ بِالنُّصْحِ كَافِلَةٌ
        بالنَقْلِ جَاءَتْ وَعَنْ مَصْقُولَةِ الفِكَرِ

انْتَهَى



قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
قَالَ ابنُ القَيم في وصف الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مُحَمَّدُ ابنُ شِهَابٍ الزُّهْريُّ
» قَالَ بَعْضُهُمْ يَرْثِي أَخًا لَهُ
» وقال بَعضُهم ناظِمًا لِمَا ذَكَرَهُ ابنُ القيمِ مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ وَالشَّرِّ:
» هَذِهِ أَبْيَاتٌ مُخْتَارَةٌ مِن قَصِيْدَةِ لِبَعْضِ العُلَمَاءِ رَدًا عَلَى مَنْ قَالَ بالطَّبِيعَةِ
» فرش أهل الجنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جــديـد المـوضـوعـــات بالمنتـدى :: مجمـوعــة قصــائـد الزهديــات-
انتقل الى: