كيف تستفيد المرأة من يوم الجمعة؟
محمد الحمود النجدي
 كيف تستفيد المرأة من يوم الجمعة؟ 1385
قبل الإجابة على كيف تستفيد المرأة من يوم الجمعة؟ إن من المحزن حقاً ما نراه من واقع فئات من الناس في عدم مبالاتهم بالأوقات، وخاصة الأوقات الفاضلة، مع أنهم يدركون جيداً أن الحياة قصيرة وإن طالت، والفرحة ذاهبة وإن دامت، والصحة سيعقبها السقم، والشباب يلاحقه الهرم، ومن الأوقات الفاضلة التي فرط فيها بعض الناس يوم الجمعة، الذي هدى الله تعالى أمة محمد ﷺ إليه، وأضل الأمم الماضية عنه، هذا اليوم الذي فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة.

” وما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة” (رواه أحمد وحسنه الألباني).

ومع ذلك نرى التفريط والإضاعة في ساعاته، لذا لزاماً علينا أن ندرك بعض حقائق هذا اليوم حتى نعرف قدره، ونقدر أمره فمن ذلك:
عظم هذا اليوم: قد جاءت النصوص الشرعية في بيان عظم هذا اليوم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ” خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها” ( رواه مسلم).

وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال قـال النبي ﷺ:  ” إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة” الحديث (رواه أبو داود).

وبعد فهذا برنامج مقترح للمرأة لقضاء الوقت في يوم الجمعة:
أولاً:
ألا تسهر المرأة ليلة الجمعة إلى ساعات متأخرة من الليل، لأن السهر سيفوت عليها صلاة الفجر والمكوث بعدها في مصلاها للذكر والتلاوة، قال ابن مسعود –رضي الله عنه–: جدب –أي عابه وذمه– إلينا رسول الله ﷺ السمر بعد العشاء [رواه أحمد وصححه الألباني].

ثانياً:
أن تمكث المرأة في مصلاها بعد صلاة الفجر للذكر والتلاوة.

ثالثاً:
قراءة سورة الكهف فقد وردت نصوص في فضل قراءتها، منها ما رواه الدارمي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: ”من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق” (إسناده له حكم الرفع كما قال الألباني ).

رابعاً:
بعد العصر يمكن أن تستغله المرأة بزيارة قريب، أو عيادة مريض، أو مذاكرة علم ونحو  ذلك.

خامساً:
قبيل المغرب يبغي التفرغ للدعاء واستغلال ساعة الاستجابة، لما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله ﷺ ذكر يوم الجمعة فقال: ”فيه ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يُصَلِّي يسألُ الله تعالى شيئاً إلا أعطاهُ إيَّاهُ وأشار بيده يُقلِّلُهَا“.

واختلف أهل العلم في تعيين هذه الساعة على أقوال كثيرة، ولكن لعل أرجحها أنها آخر ساعة من العصر، فحري بالمرأة المسلمة التي تعلم فقرها وحاجتها إلى ربها، أن تنتهز هذه الفرصة بالدعاء لنفسها وأبنائها بالهداية والثبات على هذا الدين والدعاء لإخوانها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

سادساً:
بعد المغرب تحاول الجلوس مع أهلها وأبنائها أو إخوانها ومن لهم حق عليها في البيت لمذاكرة بعض العلم أو التفقه في الدين أو المؤانسة المباحة التي تعود عليهم بالفائدة.

سابعاً:
بعد صلاة العشاء وتناول الطعام إن أحَبَّتْ أن تقرأ من كُتُبِ العِلْمِ المُناسبة لها فهذا حَسَنٌ.

كما قال الشاعر:
وخيــر جليــس المــرء كتب تفيده علومـــاً وآدابـــــاً كـعقــــل مؤيدِ
ولا تسأمن العلم واسهر لنيـله بلا ضجر تحمـد سٌرى السير في غـدِ


وإن أبت ذلك فلتوتر قبل أن تنام لتختم يومها بما يُرضى الملكُ العَلَّام، ولا تنس أذكار النوم وآدابه، ولتنوي أنها ستقوم الليل وتضرع وقت السحر بين يدي الكريم.