منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المبحث الخامس والعشرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الخامس والعشرون  Empty
مُساهمةموضوع: المبحث الخامس والعشرون    المبحث الخامس والعشرون  Emptyالثلاثاء 20 ديسمبر 2011, 1:49 am

المبحث الخامس والعشرون
تطور الموقف السياسي والعسكري خلال فترة القتال الثالثة

عندما تفجر القتال مرة أخرى على الجبهة المصرية بعد تدبير إسرائيلي مفتعل، استمر ذلك القتال سبعة عشر يوماً اشتملت على ثلاث عمليات منها عمليتان على الجبهة المصرية هما العملية الرئيسة يوآف (يوآب)، والعلمية "هاهار" المكملة لها، أما العملية الثالثة التي أطلق الإسرائيليون عليها اسم "حيرام" فقد وجهت ضد جيش الإنقاذ في الجليل الأعلى، وهكذا بدأت أولى الحروب العربية الإسرائيلية تتحول تدريجياً إلى حرب مصرية ـ إسرائيلية بعد أن تجمدت الجبهات العربية الأخرى، والتي لم تحرك ساكناً بعد فترة القتال الثانية. (اُنظر خريطة أوضاع المحور العرضي)

أولاً: العملية "يوآف" (يوآب) (15 ـ 22 أكتوبر)
تُعَدّ العملية "يوآف" أبرز عمليات فترة القتال الثالثة وأخطرها، ولذا حشدت لها رئاسة الأركان الإسرائيلية معظم قواتها الضاربة بعد أن سحبت بعض تلك القوات من أمام الجبهات العربية الأخرى لتحقيق التفوق المطلوب لحسم الموقف على الجبهة المصرية وإجهاض مشروع "برنادوت" حتى يبقى النقب من نصيب إسرائيل.
وقد استهدفت العملية "يوآف" رفع الحصار عن مستعمرات النقب، وتصفية الوجود العسكري المصري في الجبهة الجنوبية، وقدرت القيادة الإسرائيلية ما بين خمسة وسبعة أيام لتحقيق أهداف هذه العملية التي أسندت قيادتها إلى الجنرال "إيجال آلون" قائد الجبهة الجنوبية.
وتلخصت خطة العملية في تفتيت الجبهة المصرية إلى أجزاء منفصلة بدق اسفينين في تلك الجبهة خلال الليلة الأولى للعملية، الأول بواسطة الكتيبة الثالثة "جعفاتي" في منطقة "خربة الراعي" بين "عراق سويدان" و"بيت جبرين" والثاني بواسطة الكتيبتين الأولى والثالثة من لواء النقب في منطقة "بيت حانون" بين غزة والمجدل، في الوقت الذي تقوم فيه الكتيبة التاسعة من اللواء الأخير (كتيبة الكوماندوز) بالإغارة على عقد المواصلات المصرية بين غزة ورفح. ومع طلوع الفجر يقوم اللواء الثامن المدرع بقيادة "إسحاق صادية" تدعمه الكتيبة السابعة من لواء النقب وكتيبة هاون بالهجوم مباشرة على الدفاعات المصرية في "عراق المنشية" بهدف اختراقها والاتصال بمستعمرات النقب وطي الدفاعات المصرية شمال غزة في اتجاه الغرب والجنوب الغربي بالتعاون مع لواء "النقب" ولواء "يفتاح" جنوب المحور العرضي لتلك الدفاعات واللواء "جعفاتي" شمال ذلك المحور. (اُنظر خريطة الخطة الأصلية للعملية يؤاف)
وكان على السلاح الجوي الإسرائيلي قصف مطار "العريش" لتحييد القوة الجوية المصرية فيه، بالإضافة إلى قصف المواقع المصرية في "غزة والمجدل وبيت حانون" في الوقت الذي تقوم فيه البحرية الإسرائيلية بفرض الحصار البحري على الجبهة المصرية لمنع وصول أية إمدادات إليها عن طريق البحر. وعندما بدأ تنفيذ العملية يوم 15 أكتوبر قامت القاذفات الإسرائيلية بقصف "العريش وغزة والمجدل وبيت حانون" في الساعة 1600 مساء ذلك اليوم. ومع حلول الظلام انطلقت الكتيبة التاسعة من لواء النقب لتنفيذ غاراتها على خطوط المواصلات المصرية، كما نجحت الكتائب الثالثة "جعفاتي" والأولى والثالثة من لواء "النقب" في دق الإسفينين المكلفين بهما ليلة 15/16 أكتوبر، فاحتلت الأولى خربة الراعي واحتلت الأخيرتان المرتفعات المشرفة على طريق "غزة/ المجدل" عند "بيت حانون".
وعندما بدأ الهجوم الإسرائيلي الرئيسي على "عراق المنشية" فجر 16 أكتوبر بعد تمهيد جوي ومدفعي كثيف تعرض جزء كبير من قوات اللواء الثامن المدرع للتدمير، كما تكبدت الكتيبة السابعة من لواء النقب خسائر فادحة عندما دخلت القوة الإسرائيلية المهاجمة منطقة القتل المعدة مسبقاً بواسطة المدافعين عن "عراق المنشية"، فضلاً عن نيران المدفعية التي انصبت عليها من المواقع المصرية في "الفالوجا". وأدى عدم التنسيق بين المشاة والمدرعات والخسائر التي لحقت بهما إلى فشل الهجوم وانسحاب القوة المهاجمة بشكل غير منظم. ولم يفلح في العودة إلى المواقع الإسرائيلية سوى خمسين فرداً من إجمالي القوة المهاجمة. (اُنظر خريطة التنفيذ الفعلي للعملية يؤاف)
وإزاء هذا الفشل والخسائر الفادحة التي لحقت بقوة المجهود الرئيسي وجدت قيادة العملية أنها لن تستطيع تحقيق الاختراق المطلوب للجبهة المصرية عند "عراق المنشية" إلا بثمن باهظ من الخسائر، وأصبح البديل الوحيد المتاح أمامها للاتصال بمستعمرات النقب هو نقل المجهود الرئيسي للهجوم إلى جهة الغرب ومحاولة اختراق الجبهة المصرية في منطقة تقاطع الطرق غرب "عراق سويدان"، وهو الخيار الذي حاولت أن تتجنبه منذ البداية لقوة النظام الدفاعي المصري في هذا الاتجاه.
وبمقارنة مزايا وعيوب الخيار الأول والبديل المتاح وجد الجنرال "آلون" أنه إذا كان على قواته في كلا الخيارين أن تدفع ثمناً باهظاً لاختراق الجبهة المصرية وفتح الطريق إلى مستعمرات النقب، فليكن ذلك في مقابل فتح الطريق الرئيسي المرصوف غرب "عراق سويدان" وليس الطريق الفرعي الترابي في الشرق.
وعلى ذلك قرر "آلون" يوم 16 أكتوبر نقل مركز الثقل من القطاع الشرقي للمحور الأوسط إلى القطاع الغربي في ذلك المحور، وطبقاً لذلك التعديل كان على الكتيبة الأولى "جعفاتي" التحرك من "جولس" في اتجاه الجنوب للاستيلاء على مواقع الكتيبة المصرية التاسعة في منطقة تقاطع الطرق ليلة 16/17 أكتوبر.
وبعد الاستيلاء على المواقع المصرية شمال وجنوب ذلك التقاطع كان على الكتيبة الرابعة "جعفاتي" التقدم جنوباً للاستيلاء على "كوكبة" و"بيت طيما" ليلة 18/19 أكتوبر في الوقت الذي تتقدم فيه الكتيبة الأولى من لواء "يفتاح" من الجنوب وتهاجم المواقع المصرية في "الحليقات".
إلا أن القتال لم يمض وفقاً لتخطيط القياد الإسرائيلية، ففي ليلة 16/17 أكتوبر، شنَّت قوات اللواء "جعفاتي" هجومها على التلَّيْن رقمي 113 و100 شمال تقاطع الطرق ونجحت في احتلالهما في نفس الليلة بعد قتال عنيف متلاحم، أمَّا الهجوم على المواقع المصرية في منطقة تقاطع الطرق فقد جُوبه بمقاومة عنيفة وهجمات مضادة متكررة يوم 17 أكتوبر، إلا أنه بحلول فجر اليوم التالي سقط آخر مواقع الكتيبة التاسعة في منطقة تقاطع الطرق بعد قتال ضار استُشهد فيه قائدها الثاني الذي كان يقود القتال لحين عودة قائدها من إجازته الميدانية.
وبسقوط مواقع تقاطع الطرق في أيدي القوات الإسرائيلية واصلت قوات اللواء "جعفاتي" تقدمها جنوباً ونجحت في الاستيلاء على المواقع المصرية شمال "كوكبة"، إلا أن الكتيبة الأولى من لواء "يفتاح" التي كانت تهاجم مواقع "الحليقات" من الجنوب فشلت في احتلال البلدة أو المواقع المصرية حولها بالرغم من التمهيد الجوي والمدفعّي الذي سبق هجومها، وعلى ذلك ظل الممر المستهدف مغلقاً.
وفي منطقة الإسفين الإسرائيلي شرق "بيت حانون" و "يد مردخاي" أخذت المدافع المصرية يوم 16 أكتوبر في دك المواقع الإسرائيلية التي تعرضت لهجومين مضادين في نفس اليوم، إلا أن كتيبة "يفتاح" الثالثة نجحت في التمسك بمواقعها بالرغم من الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها نتيجة القصف الجوي ونيران المدفعية والهجمات المضادة المصرية.
وفي يوم 18 أكتوبر كانت رئاسة الأركان الإسرائيلية في سباق مع الزمن ومع مجلس الأمن الذي كان يناقش مشروع قرار لوقف إطلاق النار، فقرَّرت زجَّ اللواء "عوديد" في المعركة ليلة 18/19 أكتوبر لإعطاء العملية قوة دفع جديدة بعد أن ظلت مواقع "الحليقات" تسد الطريق إلى مستعمرات النقب، وكانت رئاسة الأركان الإسرائيلية قد سحبت ذلك اللواء من المنطقة الشمالية لدعم قوات العملية "يوآف" على أثر الفشل والخسائر الذي تعرض لها اللواء الثامن المدرع، بعد أن اطمأنت إلى سكون الجبهات العربية الأخرى.
وعلى ذلك كُلف اللواء "عوديد" بشنِّ هجوم جديد على المواقع المصرية جنوب "كراتيا" لشق طريق إلى المستعمرات المعزولة بين "عراق سويدان" و"الفالوجا". إلا أنه نتيجة للسرعة التي زُج بها ذلك اللواء وقلة خبرته بالمنطقة الجنوبية فقد فشل هجومه وفتكت مدفعية "الفالوجا" بقواته فور انطلاقها من قاعدتها في "كراتيا".
وفي اليوم التالي (19 أكتوبر) واجه الجنرال "آلون" وهيئة قيادته موقفاً صعباً، فقد أصدر مجلس الأمن في جلسته رقم 367 في ذلك اليوم قراراً بوقف نافذ لإطلاق النار وانسحاب الطرفين إلى المواقع التي كانت عليها قواتها عند تجدد القتال يوم 15 أكتوبر (اُنظر ملحق القرار الرقم 59 (1948) بتاريخ 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1948. الملاحظة بقلق عدم تقديم إسرائيل تقريراً عن اغتيال الكونت برنادوت وإقرار واجب الحكومات في التعاون مع موظفي هيئة الرقابة)، في الوقت الذي فشلت فيه كافة جهود قواته لفتح الطريق إلى مستعمرات النقب، ولم يبق لديه صالحاً للقتال سوى الكتيبة الثانية "جعفاتي".
وكأنما كان قرار مجلس الأمن دافعاً للقيادة الإسرائيلية لبذل أقصى طاقاتها في القتال بدلاً من إيقافه، فعندما عرض "آلون" تقريره في ذلك اليوم عن الموقف في جبهته على "إيجال يادين" ـ رئيس شعبة العمليات في رئاسة الأركان الإسرائيلية كان من رأي الأخير مواصلة الضغط على المواقع المصرية في منطقة "الحليقات" بواسطة قوات اللواء "جعفاتي" من الشمال واللواء "يفتاح" من الجنوب، وعلى ذلك تقرر دفع الكتيبة الثانية من لواء "جعفاتي" ليلة 19/20 للاستيلاء على الحليقات بعد تدعيمها بسرية من الكتيبة الرابعة من نفس اللواء وبعض الوحدات الفرعية من المدفعية والهاون الثقيل، ومعاونتها من الجنوب بوحدة من مستعمرة "كفار عام".
وبعد قتال شرس استمرَّ طوال الليل واستخدم فيه كل أنواع الأسلحة نجحت القوات الإسرائيلية السابقة في عزل مواقع "الحليقات" عن بعضها والاستيلاء عليها الواحدة تلو الأخرى. ومع فجر20 أكتوبر سقطت منطقة "الحليقات" ـ التي كان يدافع عنها سرية مشاة من الكتيبة التاسعة وسرية سعودية يعاونهما سرية أسلحة معاونة ـ وبذلك أصبح الطريق مفتوحاً إلى مستعمرات "النقب".
وفي الوقت الذي كان يجري فيه القتال للاستيلاء على "الحليقات" شنت الكتيبة الأولى من لواء "جعفاتي" الهجوم الخامس على قلعة شرطة "عراق سويدان"، إلا أنه بالرغم من تمهيد المدفعية المركز ـ الذي تجاوزت كثافته كل تمهيد سابق ـ فقد فشلت كتيبة "جعفاتى" في احتلال القلعة.
وشجَّع سقوط "الحليقات" صباح 20 أكتوبر قائد اللواء جعفاتي على تكرار الهجوم على قلعة "عراق سويدان" للمرة السادسة مساء ذلك اليوم، فبعد أن قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف الدفاعات المصرية خارج وداخل القلعة قبل آخر ضوء اندفعت قوات جعفاتي في الساعة 1600 تحاول اقتحام المواقع المصرية إلا أن المدافعين عن تلك المواقع أصلوا القوات المهاجمة بنيران كاسحة أجبرتها على الارتداد بعد أن تزايدت خسائرها وارتبكت صفوفها.
وفي منتصف ليلة 20/21 أكتوبر هدرت المدفعية الإسرائيلية مرة أخرى لتمهد لهجوم أخير على تلك القلعة التي استبسل المدافعون عنها، وكانت خطة الهجوم هذه المرَّة تقضي باستخدام سيارة مملوءة بالمواد المتفجرة لفتح ثغرة في حائط القلعة واستخدام قاذفات اللهب ضد القوة المصرية المدافعة خارج وداخل القلعة بعد قيام المشاة تحت ستر نيران المدفعية بفتح الثغرات في الأسلاك الشائكة، إلاَّ أن الهجوم فشل منذ بدايته، فقد تعذَّر على مشاة جعفاتي فتح ثغرات كافية نتيجة لكثافة نيران المدافعين التي انصبَّت عليها، والتي منعت قاذفات اللهب من الاقتراب من أهدافها، كما أصابت قذيفة "بيات" العربة المحملة بالمتفجرات فنسفتها محدثة دوياً هائلاً أصاب المهاجمين بالذعر.
وعندما بزغ فجر 21 أكتوبر كانت قلعة "عراق سويدان" لا زالت صامدة، في الوقت الذي انسحبت فيه قوات "جعفاتي" في حالة يُرثى لها من الإرهاق والإحباط بعد أن فشل هجومها السابع على تلك القلعة التي أطلق الإسرائيليون عليها اسم "الوحش"، إلا أنه يمكن القول أن صمود المدافعين عن القلعة العتيدة لم يمنع تفسخ الجبهة المصرية في نهاية العملية "يوآف".
فعلى أثر نجاح القوات الإسرائيلية في اختراق المحور العرضي للجبهة المصرية، وعجز اللواء المواوي عن القيام بهجوم مضاد فعال لإعادة غلق الثغرة، بدأت القوات الإسرائيلية في توسيع الثغرة وأصبح الباب مفتوحاً أمامها على مصراعيه للاتصال بمستعمرات النقب، في الوقت الذي انقطعت فيه المواصلات المصرية بين "المجدل" و"غزة" نتيجة لإسفين "بيت حانون" وأصبحت "المجدل" و"أسدود" مهددتين تهديداً خطيراً، وفي أقصى الشرق لم يكن موقف الجبهة المصرية بأفضل حالٍ، فقد أصبح قطاع بيت جبرين مهدداً بالعزلة والسقوط، كما تحرَّج الموقف كثيراً في منطقة "بيت لحم".
ومع بداية تدهور الموقف في الجبهة المصرية أرسل اللواء المواوي عدة تقارير إلى رئاسة الأركان المصرية في القاهرة يوضح لها الموقف المتدهور في الجبهة، ويطلب التصديق له بسحب قوات "عراق سويدان" و "بيت جبرين" لدعم الدفاع عن "بئر السبع"، على أن ينسحب المتطوعون من "بيت لحم" إلى "الخليل"، مع سحب قوات "اسدود" و "المجدل" إلى "غزة" وتنظيم الدفاع على الخط العام "الخليل/ بئر السبع/ غزة" كخط لا يسمح بالانسحاب منه.
وفي ردها المتأخر على اللواء المواوي مساء يوم 20 أكتوبر وافقت رئاسة الأركان المصرية على مطلبه الأخير، إلا أنها أصرَّت على أن يحتفظ "ببيت لحم" وكل المنطقة الساحلية من "المجدل" حتى "غزة". وعندما تلقى اللواء المواوي ذلك الرد كانت الأحداث قد تجاوزته.
فقد أدَّت ضغوط قرار مجلس الأمن وتأخر القوات الإسرائيلية في تحقيق مهامها والإجهاد والخسائر التي لحقت بها نتيجة صلابة المقاومة المصرية التي واجهتها ـ إلى عجز القيادة الإسرائيلية عن تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها الأصلية، والتي كانت تقضي بتطويق القوات المصرية في المحور الساحلي والضغط عليها في اتجاه البحر والجنوب، وهو ما كان سيحتاج وقتاً أطولَ وجهداً أكبرَ، ومن ثم اتجهت القيادة الإسرائيلية بعد تحقيق الاتصال بمستعمرات النقب إلى المناورة البديلة شرقاً في اتجاه "بئر السبع" ـ حيث كانت الدفاعات المصرية أضعف ـ لاستغلال النجاح والاستيلاء على عاصمة النقب وعزل الجناح الشرقي للجبهة المصرية بعد أن نجحت في عزل المحور الأوسط الذي كان يربط جناحي هذه الجبهة.
وفي مواجهة القوة التي كانت تدافع عن "بئر السبع" و"الظاهرية" والتي لم تزد عن 239 جندياً احتياطياً و 216 متطوعاً خصَّص "آلون" مجموعة قتال مشكلة مما تبقى من اللواء الثامن المدرع وثلاث كتائب من لواء "النقب"، وكانت خطة الهجوم تقضي بتجميع المشاة والمدرعات في "مشمار هانجف" (مشمار النقب) بينما تتجمع المدفعية والهاون في مستعمرة "كلتا" (حاتسريم). وحُددت ساعة الصفر بمنتصف ليلة 20/21 أكتوبر، إلا أن هذا التوقيت عُدِّل فيما بعد ليكون الساعة 400. يوم 21 أكتوبر نتيجة تأخر وصول المشاة والمدرعات إلى محلاتها.
وفي الوقت الذي كان يجري فيه تجميع القوات المخصَّصة للاستيلاء على بئر السبع كانت الطائرات الإسرائيلية تقوم بقصف المدينة والمواقع المصرية في المنطقة لتليين دفاعاتها. وفي الساعة 400 بدأ القصف المدفعي تمهيداً للهجوم بينما راحت القوة المخصَّصة للهجوم التضليلي تقترب من المدينة من جهة الجنوب والجنوب الغربي للفت نظر المدافعين بعيداً عن اتجاه الهجوم الذي كانت القوة الرئيسية تستعد لشنه على المواقع المصرية شمال المدينة.
وعندما بدأت الأنساق الأولى للقوة الرئيسية هجومها نجحت في اختراق المواقع المصرية بعد قتال شرس وواصلت اندفاعها داخل المدينة حتى وصلت إلى محطة السكة الحديد ومركز الشرطة عند طلوع الفجر، حيث شنت عليها القوات المصرية هجوماً مضاداً يائساً لاستعادة المباني التي نجحت القوات الإسرائيلية في احتلالها، إلا أن وصول تعزيزات مدعمة بالمدرعات إلى القوة الإسرائيلية التي نجحت في الاختراق أدى إلى فشل الهجوم المضاد وعجل بسقوط المدينة التي لم يبق منها في أيدي القوات المصرية سوى مركز الشرطة التي كان يدافع عنها ستون من الجنود المصريين والمقاتلين الفلسطينيين.
فاستمرت القوات الإسرائيلية في ضغطها على هذا المركز الذي واصل المدافعون فيه إمطار المهاجمين بنيران أسلحتهم الخفيفة، وإزاء توقف الهجوم أمام هذا المركز وصل "ساريج" قائد لواء "النقب" ومعه مدفع مضاد للدبابات عيار 6 رطل محمل على عربة نصف جنزير وأمر بإطلاقه على مركز الشرطة الذي اضطر المدافعون عنه إلى التسليم بعد أن نفدت ذخيرتهم. وبسقوط بئر السبع انفتح الطريق أمام القوات الإسرائيلية لتتوغل في النقب كيف تشاء، في الوقت الذي تم فيه عزل الجناح الشرقي للجبهة المصرية.
وعندما استجاب الطرفان لوقف إطلاق النار في الساعة 1500 يوم 22 أكتوبر، كانت الجبهة المصرية قد تفسَّخت إلى ثلاث مناطق منفصلة عن بعضها البعض هي المنطقة الساحلية التي تمثل الجناح الغربي للجبهة المصرية والمحور الأوسط الذي تقلَّص إلى جيب "الفالوجا" وبقايا الجناح الشرقي لتلك الجبهة.

ثانياً: العملية "هاهار" (18 ـ 22 أكتوبر 1948)
كانت العملية "هاهار" هي العملية الهجومية الإسرائيلية الثانية على الجبهة المصرية خلال فترة القتال الثالثة وهي مكملة للعملية "يوآف" وجرت في نفس توقيتها بهدف توسيع ممر "القدس" على حساب قوة المتطوعين والمجاهدين الفلسطينيين وتثبيت تلك القوة أثناء تنفيذ العملية "يوآف"، مع الحرص الشديد على عدم توريط القوات الأردنية في القتال.
وأُسندت هذه العملية إلى اللواء "هارئيل" بالتعاون مع اللواء "جعفاتي"، حيث كان على الأول احتلال المنطقة الجبلية جنوب خط السكة الحديد الواصل بين "القدس" و"اللد"، في أقصى شمال الجناح الشرقي للجبهة المصرية، والتي كانت تدافع عنها القوة المصرية الخفيفة بالتعاون مع المجاهدين الفلسطينيين، بينما كان على الثاني ضغط الجناح الشرقي للجبهة المصرية والاستيلاء على "عجور" و"بيت جبرين"، لاستكمال تقطيع أوصال تلك الجبهة وتحويلها إلى جزر منفصلة، حتى يسهل الهجوم عليها وتصفيتها.
وبدأت أولى معارك هذه العملية بهجوم الكتيبة الرابعة من اللواء "هارئيل" ليلة 18/19 أكتوبر للاستيلاء على "بيت شيمش" و "دير الهوى". وبعد الاستيلاء عليهما واصل جنود "هارئيل" التقدم نحو "بيت جمال" بينما انسحب المتطوعون المصريون والمجاهدون الفلسطينيون إلى "بيت نتيف" ثم "بيت جبرين".
وفي ليلة 21 أكتوبر استولت الكتيبة السادسة من لواء "هارئيل" على قرى "جرش" و"سفلى". وفي الليلة التالية (21/22 أكتوبر) هاجمت الكتيبة الرابعة من اللواء "جعفاتي" "عجور" و"بيت جبرين"، إلا أنها فشلت في الاستيلاء على أيَّ منهما.
وفي يوم 22 أكتوبر واصلت قوات اللواء هارئيل تقدمها شرقاً وجنوباً، ففي الشرق استولت على "حوسان" على مساقة 10 كم من "بيت لحم"، وفي الجنوب استولت على "بيت نتيف" و أغلقت طريق "بيت لحم/ عجور/ بيت جبرين"، كما تحركت كتيبة من اللواء "جعفاتي" إلى "بيت جبرين" لتتخذ أوضاعها في مواجهة القوات المصرية عندما يسرى وقف إطلاق النار في ذلك اليوم.

ثالثاً: العملية "حيرام" (29 ـ 31 أكتوبر)
تُعد العملية "حيرام" آخر العمليات التي دارت بين الجانب العربي والإسرائيلي في هذه الحرب في الجبهة الشمالية. فعلى أثر انتهاء عمليتي "يوآف" و"هاهار" على الجبهة المصرية، وجدت رئاسة الأركان الإسرائيلية أن الوقت قد حان لتصفية الموقف في "الجليل الأعلى" والقضاء نهائياً على جيش الإنقاذ الذي كانت تسيطر قواته على منطقة في "الجليل الأعلى" تشبه جيب كبير يرتكز في الشمال على الحدود اللبنانية، ويمتد جنوباً حتى منتصف المسافة بين "بحيرة طبرية" و"عيلبون" من ناحية الشرق وجنوب بلدة "كوكب" من ناحية الغرب.

وعندما شنَّت القوات الإسرائيلية هجومها الأخير على جيش الإنقاذ كانت القوة المقاتلة لهذا الجيش لا تتعدى ثلاثة آلاف مقاتل، اتخذوا أوضاعهم في الجليل الأعلى على النحو التالي:
1. لواء "اليرموك" الأول بقيادة "عامر حسك"، وتمركزت كتائبه الثلاثة في المثلث الممتد بين "عيلبون" و"سخنين" و" مجدل كروم".
2. لواء "اليرموك" الثالث بقيادة المقدم "مهدي صالح العاني" وتمركزت كتائبه الثلاثة في "ترشيحا" ومعليا مواجها الغرب.
3. فوج "العلويين" بقيادة "غسان جديد" وتمركز في مواجهة "صفد" بين "ميرون" و"سعسع".
4. فوج "اليرموك" الثاني بقيادة "غلوش داغش"، وتمركز في "بليدة " و"ميس الجبل" داخل الأراضي اللبنانية.
5. الفوج الثامن بقيادة المقدم "عدنان المالكي"، وتمركز في منطقة "المنارة" كاحتياطي لهذا الاتجاه.
6. المفرزة اليوجوسلافية بقيادة "شوكت بك"، وتمركزت في "المالكية" و"قدس" بعد انسحاب الجيش اللبناني منهما.
وتعللَّت القيادة الإسرائيلية بهجوم قوات جيش الإنقاذ في منطقة "المنارة" شمال "إصبع الجليل" يوم 22 أكتوبر، لتشن هجومها الشامل على جيش الإنقاذ ليلة 28/29 أكتوبر خارقة بذلك الهدنة الثالثة.
وتلخصت فكرة العملية "حيرام" في القيام بهجوم تضليليِّ على قوات جيش الإنقاذ لجذب انتباهها ناحية الجنوب والجنوب الغربي بواسطة وحدات اللواء "جولاني"، بينما تقوم القوة الرئيسية المشكلة من اللواء السابع بكتائبه الثلاثة (كتيبة مدرعة وكتيبتى مشاة) وسرية "الشركسي" واللواء "عوديد" ـ الذي عاد من الجنوب بعد انتهاء العملية "يوآف" ـ بالإطباق على قوات جيش الإنقاذ في شكل حركة كماشة يلتقي فكاها في الشمال عند بلدة "سعسع".
وبعد استكمال تطويق ذلك الجيش تقوم القوات المخصصة للعملية بتصفية فلول قواته والاندفاع في اتجاه الشمال الشرقي نحو "وادي الحولة" لتطهير المنطقة الواقعة على طريق "المالكية" المطلة. وكان على القوة الجوية الإسرائيلية التمهيد للعملية بقصف "ترشيحا" و"سعسع" و"المالكية" ثم التحول لتقديم المعاونة الجوية للقوات المهاجمة أثناء تنفيذ مهامها القتالية.
وبعد التمهيد الجوي والمدفعي الذي انصب على قوات جيش الإنقاذ في "ترشيحا" و"المغار" و"ميرون" و"الصفصاف" و"جيش" و"دير العاصي" مساء يوم 28 أكتوبر بدأ الهجوم المخادع لقوات اللواء "جولاني" من الجنوب والجنوب الغربي ليلة 28/29 أكتوبر إلا أنه فشل في تثبيت قوات جيش الإنقاذ.
وفي نفس الليلة تحرك اللواء السابع من قاعدته في "صفد" في ثلاث مجموعات استولت الأولى على القرى الواقعة شمال طريق "صفد/ميرون" بينما اتجهت الثانية للاستيلاء على "ميرون" إلا أنها فشلت في احتلال البلدة التي كان يدافع عنها إحدى سرايا فوج العلويين، ومن ثَمَّ تعطل تقدم كتيبة اللواء السابع المدرعة التي كانت تمثل ثالث مجموعات هذا اللواء والمكلَّف بالاستيلاء على "سعسع".
وفي الوقت الذي كانت فيه الكتيبة المدرعة متوقفة شرق "ميرون" استولت المجموعة الأولى على "جيش" بعد أن اصطدمت بقوة سورية تحركت من لبنان على عجل لدعم جيش الإنقاذ، وفشلت كل الهجمات المضادة التي شنَّها "القاوقجي" يوم 29 أكتوبر لاسترداد البلدة.
وتجنباً لمزيد من التعطل أمام "ميرون" قرَّر قائد اللواء السابع تجاوز البلدة ودفع الكتيبة المدرعة نحو هدفها، وبعد حلول الظلام مساء 29 أكتوبر تقدمت قوات اللواء السابع نحو "سعسع" واحتلتها بعد مقاومة محدودة.
أما اللواء "عوديد" الذي كان عليه القيام بحركة التطويق من الغرب لغلق الحلقة على جيش الإنقاذ في الجيب الذي يحتله، فقد واجه مقاومة صلبة في "ترشيحا" وفشل في الاستيلاء عليها، وحتى مساء 29 أكتوبر كانت قوات "عوديد" لا زالت في محلاتها غرب "ترشيحا"، إلا أن سقوط "سعسع" في أيدي الإسرائيليين ليلة 29/30 أكتوبر أثار الاضطراب في صفوف المدافعين عن "ترشيحا"، وأدى إلى انسحاب قوات لواء "اليرموك" الثالث في اتجاه الأراضي اللبنانية قبل طلوع النهار، كما انسحب من الجنوب في نفس الليلة باقي قوات جيش الإنقاذ قبل أن يتمَّ تطويقها.
وبينما كان اللواء "عوديد" يستعد لشنِّ هجومٍ جديدٍ على "ترشيحا" صباح 30 أكتوبر أعلن سكان البلدة استسلامها. ومن ثَمَّ تقدمت قوات "عوديد" للاتصال بقوات اللواء السابع في "سعسع" وإغلاق الحلقة على جيب "الجليل"، إلا أن ذلك جاء متأخراً بعد أن أفلت جيش الإنقاذ من الحصار بفضل استبسال قواته في "ترشيحا".
وعلى ذلك أصدر الجنرال "كرملي" قائد الجبهة الشمالية أوامره إلى اللواء "عوديد" باستغلال النجاح والانتشار على طول الحدود الجنوبية للبنان. ولم يقابل اللواء "عوديد" مقاومة تذكر في تحقيق الانتشار، بينما واجهت قوات اللواء السابع بعض المقاومة من الدفاعات العربية في "المالكية"، إلا أن القوات الإسرائيلية تمكنت من القضاء عليها والاستيلاء على المنطقة في النهاية، كما تمكنت قوات اللواء "كرملي" التي دُفعت في إصبع الجليل من تحرير "المنارة" ـ التي كانت تحاصرها القوات العربية ـ واستولت على 14 قرية لبنانية في الشريط الحدودي حتى نهر "الليطاني" لاستغلالها في المساومة عند انتهاء الحرب.
وبانتهاء العملية "حيرام" يوم 31 أكتوبر كانت القوات الإسرائيلية تسيطر على منطقة "الجليل" بأكملها باستثناء الجيب السوري عند "مشمار هايردن".

رابعاً: أعمال القتال الجوية والبحرية للجانبين خلال فترة القتال الثالثة (31 أكتوبر ـ 21 ديسمبر 1948)
1. أعمال القتال الجوية للجانبين
أ. أعمال القتال الجوية الإسرائيلية
اتَّسمت عمليات فترة القتال الثانية، وخاصة العملية "يوآف" بالطابع الإستراتيجي الذي شاركت فيه القوة الجوية الإسرائيلية بنصيب وافر بعد أن هيأت لها الحكومة والقيادة الإسرائيلية كل أسباب النجاح، سواء من ناحية دعم تسليحها أو قوتها البشرية أو رفع كفاءتها القتالية، فضلاً على ارتكاز أسرابها على شبكة ممتازة من مطارات الدرجة الأولى ـ التي خَّلفتها القوات البريطانية في فلسطين ـ وأراضي الهبوط التي تمَّ إعدادها خلال المراحل السابقة من الحرب داخل المستوطنات أو بالقرب منها.
وبالرغم من إجماع المصادر الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية على الأهمية الكبرى التي علقتها القيادة الإسرائيلية على القوة الجوية في عملياتها على الجبهة المصرية ـ إلا أنها اختلفت بالنسبة لطبيعة المهام التي كُلفت بها تلك القوة خلال العملية يوآف.



المبحث الخامس والعشرون  2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الثلاثاء 26 ديسمبر 2023, 11:24 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

المبحث الخامس والعشرون  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الخامس والعشرون    المبحث الخامس والعشرون  Emptyالخميس 26 أكتوبر 2023, 8:43 pm


فطبقاً للمرجع الرسمي الإسرائيلي لحرب 1948، فإن رئاسة الأركان العامة حدَّدت للسلاح الجوي المهام التالية:
(1) القضاء على القوات الجوية للعدو.
(2) مهاجمة أهداف تكتيكية محددة للعدو
(3) تقديم المعاونة الجوية المباشرة للوحدات المقاتلة.
(4) قصف أهداف إستراتيجية للعدو.
أما رواية "كاجان" فقد قصرت مهام القوة الجوية الإسرائيلية في فترة القتال الثالثة على "الاشتراك الفعَّال والمؤثر لقواتنا الجوية، والتي اعتمدنا عليها لتحييد القوة الجوية المصرية بقصف قاعدة العريش أساساً، وعلاوة على ذلك كان على مقاتلاتنا معاونة الأعمال الهجومية لتجميع قواتنا البرية".

ولتحقيق هذه المهام حشدت قيادة السلاح الجوي الإسرائيلي كل ما لديها من طائرات صالحة في أربع قواعد جوية وإحدى أراضي الهبوط على النحو التالي:
(1) المقاتلات في قاعدة "هرتسليا".
(2) القاذفات في قاعدة "رامات دافيد".
(3) النقل والنقل المجهز لقصف القنابل في قاعدة "تل نوف" (عكير)
(4) الطائرات الخفيفة في مطار "سدى دوف" (تل أبيب) وأرض هبوط "دوروت".
وحاولت قيادة السلاح الجوي الإسرائيلي أن تجئ خطتها الجوية للعملية "يوآف" ملبية لتلك المهام، حيث كان على القوة الجوية الإسرائيلية افتتاح تلك العملية بالهجوم على مطار العريش لتعطيل ذلك المطار وتدمير طائراته على الأرض، مع قصف بعض الأهداف الحيوية كمركز قيادة القوات المصرية بالجبهة وبعض المنشآت العسكرية المصرية الحيوية بمنطقة "غزة".
وحتى تستمر أعمال القتال الجوية ليلاً ونهاراً، كُلفت أسراب القتال من طرازات "سبيتفير" و"مسر شميت" و"بيوفيتر" والقاذفات من نوع "بي ـ 17" بأعمال القتال النهارية بينما كان على سربي النقل 103 و106 وسربي "تل أبيب" و"النقب"، والرف 35 "نورسمان" المجهزين لقصف القنابل القيام بأعمال القصف الجوي ليلاً.
وكانت الخطة الجوية الأصلية للعملية "يوآف" تقضي بشن ثلاث هجمات في وقت واحد الساعة 1730 يوم 15 أكتوبر على "العريش" و"غزة" و"المجدل". وعلى ذلك خُصِّص للهجوم على العريش أربع طائرات "سبيتفير" وطائرتا "بيوفيتر" بينما خُصِّص للهجوم على غزة أربع طائرات من نوع "كوماندو" وثلاث من نوع داكوتا"، بالإضافة إلى أربع طائرات أخرى من نوع "مسر شميت". أما "المجدل" فخُصِّص لقصفها ثلاث قلاع طائرة من نوع "بي ـ 17"، وكانت الخطة تقضي بتكرار القصف بواسطة ثلاث قاذفات "بي ـ 17" على "العريش" و"غزة" و"المجدل" الساعة 2300 وطائرة داكوتا لقصف "بئر السبع" قبل منتصف ليلة 15/16 أكتوبر.
وبالرغم من النجاح النسبي الذي حققَّته المجموعة الأولى في هجومها الابتدائي على "العريش"، فإن الهجوم على غزة لم يُحقق الغرض منه لفشل الطائرات المخصَّصة في الوصول إلى أهدافها واشتباك المقاتلات المصرية معها، ومن ثَمَّ قامت بقصف بعض الأهداف التبادلية (محطتي السكة الحديد في رفح وخان يونس)، ولم يكن أداء القاذفات التي كُلفت بقصف مركز قيادة اللواء الرابع وبعض المواقع المصرية في "المجدل" بأفضل من سابقتها فقد أخطأت تلك الطائرات أهدافها وأسقطت قنابلها في قرية "الجورة" المجاورة.
وخلال يوم 16 أكتوبر رُكزت جهود المقاتلات الإسرائيلية لحماية ومعاونة الوحدات البرية القائمة بالهجوم في منطقتي "عراق المنشية" و"تقاطع الطرق" غرب قلعة شرطة عراق سويدان، بينما قامت القاذفات بقصف "المجدل" و"الفالوجا" و"العريش" و"غزة".
وأثناء هجوم طائرتين من نوع "مسر شميت" على أحد الأرتال المصرية شمال "المجدل" اشتبكت معها إحدى المقاتلات المصرية وأصابت إحدى الطائرتين التي كان يقودها "مودي آلن" قائد السرب 101 مما أدى إلى تحطمها أثناء عودتها للهبوط في مطار "هرتسليا".
وفي ليلة 16/17 أكتوبر استمرت أعمال النقل الجوي إلى أرض هبوط "روحاما" لنقل الاحتياجات وإخلاء الجرحى، وفي الليالي التالية قامت قوة من خمس طائرات "داكوتا" وأربع من نوع "كوماندو" وطائرة "سكاي ماستر" بقصف منطقة "غزة".
أما المقاتلات فقامت بتأمين ومعاونة الهجوم على "عراق سويدان" يومي 17 أكتوبر وحراسة القاذفات في هجومها على "غزة" و"الحليقات" في اليوم التالي، وفي صباح يوم 20 أكتوبر قامت طائرتا "بيوفيتر" بمعاونة هجوم جديد على قلعة "عراق سويدان" إلا أن إحداها أصيبت بنيران المدفعية المصرية المضادة للطائرات وسقطت خلف الخطوط المصرية ولم ينج أحد من طاقمها. وفي نفس اليوم خسرت القوة الجوية الإسرائيلية طائرتين أخريين إحداهما من نوع "مسر شميت" أسقطتها إحدى المقاتلات المصرية والأخرى من نوع "دراجون رابيد" سقطت بنيران المدفعية المضادة للطائرات.
وعلى إثر تحول مركز ثقل الهجوم الإسرائيلي نحو "بئر السبع" زادت القوة الجوية الإسرائيلية من كثافة القصف لمدينة "بئر السبع" والمواقع المصرية حولها، في الوقت الذي استمرت فيه أعمال القصف الجوي لكل من "المجدل" و"الفالوجا" و"العريش".
وفي الوقت الذي كانت فيه قوات لواء "النقب" تقوم بآخر معاركها للاستيلاء على "بئر السبع" وقع آخر الاشتباكات بين المقاتلات المصرية والإسرائيلية خلال العملية "يوآف" صباح 21 أكتوبر، فبينما كان تشكيل من المقاتلات المصرية يقوم بأعمال الدورية شرق العريش التقى بتشكيل من المقاتلات الإسرائيلية فدارت بين الاثنين معركة جوية انتهت بإسقاط طائرة "سبيتفير" من كل جانب.
وبنهاية العملية "يوآف" كانت القوة الجوية الإسرائيلية قد نفِّذَتْ 230 طلعة ـ بمتوسط 35 طلعة يومياً ـ منها 150 طلعة قصف (34 طلعة نهارية بواسطة طائرات بي ـ 17، و31 طلعة ليلية بواسطة طائرات النقل والكوماندو، و85 طلعة ليلية بواسطة الطائرات الصغيرة لسربي تل أبيب والنقب والرف (35)، أما باقي الطلعات فكانت لأغراض الحماية والمعاونة الجوية والاستطلاع والنقل الجوي.
وتشير نتائج أعمال قتال القوة الجوية الإسرائيلية خلال العملية "يوآف" إلى أنها نجحت في قصف مطار العريش عدة مرات حدَّت نسبياً من أعمال قتال القوة الجوية المصرية، إلا أن نشاط الأخيرة استمر فعالاً دون توقف طوال تلك العملية، وهو ما يؤكد أن أياً من الطرفين لم يكن قادراً على حسم الموقف الجوي لصالحه خلال العملية "يوآف"، وأن كل ما استطاعت القوة الجوية الإسرائيلية تحقيقه هو السيطرة الجوية التكتيكية خلال الساعات المحدودة التي نجحت فيها في تعطيل المطار المصري الوحيد في الجبهة بالرغم من التفوق الذي حققته إسرائيل في ميزان القوة الجوية قبل بدء العملية "يوآف".
وعلى عكس نجاح القوة الجوية الإسرائيلية في تنفيذ مهامها الأخرى بدرجات متفاوتة، فإنها فشلت في تنفيذ مهام المعاونة الجوية بطريقة آمنة، الأمر الذي أدىَّ إلى إقلاع قيادة الجبهة الجنوبية عن استخدامها في تلك المهام في نهاية الأمر بعد أن تكرَّر قصفها للقوات البرية الإسرائيلية.
إلا أنه يمكن القول أن استخدام القوة الجوية الإسرائيلية خلال فترة القتال الثالثة عكس مستوى أفضل ـ سواء من ناحية التخطيط أو التنفيذ ـ عما كانت عليه الحال في فترتي القتال السابقتين. كما اتسَّم ذلك الاستخدام بالالتزام بالأُسس السليمة للحرب الجوية، وقد ساعد تمتَّع القوة الجوية الإسرائيلية بعاملي المبادأة والمفاجأة وسكون الجبهات العربية الأخرى على قيامها بدور أكثر تأثيراً على سير القتال بعد أن حشدت كل طاقاتها ضد الجبهة المصرية.

ب. أعمال قتال القوة الجوية المصرية
أوضح تقدير موقف السلاح الجوي المصري في الأول من أكتوبر إلى أن إمكانات القوة الجوية المتاحة آنذاك، لا تمكنها من الاحتفاظ بالسيطرة الجوية التي حققتها تلك القوة حتى ذلك التاريخ، نظراً لتزايد قدرات القوة الجوية الإسرائيلية سواء من ناحية الطيارين أو الطائرات أو شبكة المطارات التي تخدم تلك القوة، ومن ثًمَّ، خلص ذلك التقدير إلى أنه على القوة الجوية المصرية أن تكون على أُهبة الاستعداد لأخذ العدو على غِرَّة قبيل تجدد العمليات الحربية ثانية، بتركيز كل جهودها لشل مطارات العدو وتحطيم طائراته في الجو وعلى الأرض لحرمانه من استخدام القوة الجوية المتفوقة التي تم إعدادها خلال الهدنة الثانية.
ويعكس تقدير موقف العاشر من أكتوبر الفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية المصرية عند تجدد القتال، والتي تتلخص في تركيز جهود تلك القوة في بداية الأمر للقتال من أجل السيطرة الجوية بحشدأقصى جهودها ولمدة أسبوع لتدمير المطارات الإسرائيلية وأكبر عدد من طائراتها على الأرض، ثم تنقل القوة الجوية التكتيكية جهودها بعد ذلك لمعاونة وحماية القوات البرية والبحرية، بينما تستمر القوة الجوية الإستراتيجية في توجيه هجماتها ضد مطارات العدو وخطوط مواصلاته ومراكزه الصناعية، مع قيام طائرات الاستطلاع بتنفيذ مهامها تبعاً لأوامر قائد القوة الجوية التكتيكية بالتنسيق مع مدير العمليات الجوية.
ومع تقدم خط الجبهة يُعاد تمركز جزء من القوة التكتيكية ليعمل من مطار "رفح" بمجرد انتهاء العمل فيه، وجزء آخر إلى مطار "غزة" بمجرد تأمينه، على أن تبقى قاذفات القنابل المتوسطة وطائرات الاستطلاع الجوي بالصور بمطار "العريش".
وقد بُني التصور السابق لاستخدام القوة الجوية المصرية على أن المبادأة ستكون في جانب تلك القوة عند تجدد القتال، كما كان عليه الحال في فترتي القتال السابقتين، وهو الأمر الذي طالبت به فعلاً قيادة السلاح الجوي في تقديرها للموقف المقدم إلى وزير الحربية[1] في العاشر من أكتوبر (اُنظر ملحق تقدير موقف السلاح الجوي المصري (10 أكتوبر 1948)). إلا أن أياً من القيادتين السياسية أو السياسية العسكرية (الممثلة في وزير الحربية) لم تكن مستعدة آنذاك لمخالفة الهدنة وبدء القتال مرة أخرى خوفاً من العقوبات التي قد يفرضها مجلس الأمن من ناحية، وتحول ميزان القوى الإستراتيجية لصالح إسرائيل من ناحية أخرى. ولم يكن ذلك حال القيادة السياسية الإسرائيلية، التي كانت تتمتع بقدر أكبر من حرية الحركة السياسية استناداً لما كانت تلقاه من دعم وتأييد كلِّ من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت.
وعلى ذلك التزمت القوة الجوية المصرية بتعليمات القيادتين السياسية والسياسية العسكرية باحترام الهدنة، وبالرغم من الخرق الإسرائيلي المتعمد لشروط وقف إطلاق النار مرات عديدة ـ على نحو ما سبقت الإشارة إليه ـ فقد اقتصر نشاط القوة الجوية المصرية خلال الهدنة الثانية على أعمال الاستطلاع الجوي والرد على أعمال فتح النار المعادية على المواقع المصرية، دون التعرض للمطارات الإسرائيلية.
ومن ثمَّ، انتقلت المبادأة إلى القوة الجوية الإسرائيلية مع بدء العملية "يوآف" في الخامس عشر من أكتوبر، وحُرمت قيادة السلاح الجوي الملكي المصري من تنفيذ خطتها، ولم يسمح ضياع عاملي المبادأة والمفاجأة مع بدء الهجوم الإسرائيلي، وضغط ذلك الهجوم على الجبهة المصرية بتركيز جهود القوة الجوية من أجل السيطرة الجوية وحرمان العدو من معاونة طيرانه، فقد كان على القوة الجوية المصرية أن تُركز جهودها منذ اليوم الأول لتجدد القتال لمعاونة القوات البرية المصرية في النقب، وكسر حدّة الهجوم الإسرائيلي بالتعامل مع أنساقه الخلفية، كما أدى التعطل الوقتي للمطار الوحيد الصالح للاستخدام في سيناء يوم 16 أكتوبر، فضلاً عن إصابة ثلاث طائرات دفعة واحدة على الأرض في اليوم السابق إلى الحد من جهود القوة الجوية التكتيكية، التي كان عليها أن تحمي قاعدتها الجوية الوحيدة في منطقة الجبهة، وحراسة القاذفات المصرية غير المسلحة من ناحية، ومعاونة القوات البرية الصديقة من ناحية أخرى.
ولما كان كل ما توفر للقوة الجوية المصرية آنذاك لا يعدو ثماني عشرة طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة واستطلاع، وتسع قاذفات غير مسلحة بالمدافع، فلم تستطع تلك القوة المحافظة على السيطرة الجوية التي حققتها خلال المرحلة السابقة من الحرب، في ظل التفوق الجوي المعادي والحاجة الضاغطة لمعاونة القوات البرية المصرية.
ورغم إجماع المصادر الإسرائيلية على تحقيق القوة الجوية الإسرائيلية للسيطرة الجوية ـ بمفهومها التعبويّ ـ خلال العملية "يوآف" إلا أن نشاط القوة الجوية المصرية خلال تلك العملية ينفي هذا الزعم من أساسه، وان كان يشير إلى فقد القوة الجوية المصرية لسيطرتها السابقة على سماء مسرح العمليات، وأن أياً من الطرفين كان غير قادر على إحراز السيطرة الجوية التعبوية، لأن كلاً منهما كان قادراً على استخدام قواته الجوية بفعالية دون تدخل حاسم من طيران الطرف الأخر.
إلا أنه نتيجة لتفوق القوة الجوية الإسرائيلية في عدد الطائرات والطيارين المدربين والمطارات، وقرب هذه الأخيرة من منطقة العمليات، كان المجهود الجوي لتلك القوة أكبر من نظيرتها المصرية، ومن ثم كان تأثيره النسبي على القوات البرية المصرية ملموساً، خاصة وأن الأخيرة لم تعاني شيئاً من الهجمات الجوية الإسرائيلية في المرحلة السابقة من الحرب.
وبالرغم من تركيز القوة الجوية الإسرائيلية هجماتها مساء الخامس عشر من أكتوبر وصباح اليوم التالي لشل مطار "العريش" وتدمير القوة الجوية المصرية فيه، إلا أن كل ما أسفر عنه هجوم الخامس عشر من أكتوبر هو إصابة ثلاث طائرات إصابات بسيطة، وتوضح برقية العمليات الجوية إلى العمليات الحربية في السادس عشر من أكتوبر نتيجة الهجوم الجوي الإسرائيلي صباح ذلك اليوم، والتي تتلخص في إسقاط "22 قنبلة زنة 500 رطل على ممرات النزول، ولم تحدث أي خسائر أخرى، وتمكنا من إصلاح الممرات بعد ساعتين".
وتوضح تقارير العمليات الجوية استمرار نشاط القوة الجوية التكتيكية طوال العملية "يوآف" وان تذبذبت كثافة المجهود الجوي، تبعاً لصلاحية مطار "العريش" والطائرات المتمركزة فيه، وقد تركز نشاط القوة الجوية التكتيكية في السادس عشر من أكتوبر في الاستطلاع المسلح للمستوطنات الإسرائيلية ـ التي تشكل قواعد الهجوم الإسرائيلي ـ وتوجيه الضربات الجوية للتجمعات الإسرائيلية في تلك المستوطنات، فضلاً عن احتلال مناطق المظلات الجوية لحماية مطار "العريش".
وطبقاً لتقارير العمليات الجوية، فقد خسرت القوة الجوية الإسرائيلية في اليوم التالي طائرتي "مسر شميت" في معركتين جويتين، إحداهما مع إحدى طائرات الاستطلاع المسلح المصرية والأخرى مع مظلة الحماية فوق "العريش"، بينما اضطرت إحدى طائرات الاستطلاع للهبوط الاضطراري قرب قواتنا بمنطقة "المجدل" وعاد الطيار سليماً.
وفي المدة من السادس عشر من أكتوبر وحتى ظُهر الثاني والعشرين من نفس الشهر ـ عند سريان الهدنة الثالثة على الجبهة المصرية/ الإسرائيلية ـ تنفذ من مطار "العريش" 108 طلعة طائرة في مسرح عمليات فلسطين، بينما كان إجمالي ما نفذته القوتان المصريتان التكتيكية والإستراتيجية (32 طائرة) في نفس المسرح وهو 113 طلعة بمتوسط يومي 17.4 طلعة ، أي ما يقرب من نصف مجهود القوة الجوية الإسرائيلية، وهو ما يعكس أثر الدعم الذي حصلت عليه الأخيرة في الطائرات والطيارين المدربين على عكس القوة الجوية المصرية.
وقد وُجه أغلب مجهود المقاتلات والمقاتلات القاذفة ضد تجمعات القوات البرية الإسرائيلية ومناطق حشدها وطرق مواصلاتها، والجزء الباقي تمَّ به حماية مطار العريش، فضلاً عن حماية القوات البرية والبحرية المصرية، أما القاذفات فقد تركز نشاطها في القصف الليلي لمطارات "عكير" و"اللد" و"سان جين" و"رامات دافيد".
ومنذ السابع عشر من أكتوبر وحتى بداية الهدنة الثالثة لم تخسر القوة الجوية المصرية نتيجة الهجمات الإسرائيلية سواء في الجو أو على الأرض سوى طائرتين إحداهما من نوع "سبيتفير" والأخرى من نوع "فيوري" في مقابل طائرتين إسرائيليتين من نوعي "مسر شميت" و"سبيتفير" في معركتين جويتين يومي 20، 21 أكتوبر. فإذا أضفنا خسائر الخامس عشر والسادس عشر من أكتوبر، فإنه يكون جملة ما خسرته القوة الجوية المصرية طائرة "سبيتفير" وأخرى من نوع "فيوري" وإصابة ثلاث طائرات على الأرض إصابات بسيطة، في مقابل تدمير ثلاث طائرات "مسر شميت" وطائرة "سبيتفير" إسرائيلية في معارك جوية، فضلاً عن تدمير طائرة "بيوفيتر" وطائرة "دراجون رابيد" بواسطة المدفعية المصرية المضادة للطائرات.

2. أعمال القتال البحرية للجانبين (15 ـ 22 أكتوبر)
أ. مهام القوة البحرية الإسرائيلية
استخدمت القوة البحرية الإسرائيلية لأول مرة بصورة منسقة مع أعمال القتال البرية خلال العملية "يوآف"، حيث أسند لتلك القوة المهام التالية:
(1) حماية الشاطئ الإسرائيلي وأعمال النقل البحري ضد أعمال القتال البحرية المعادية.
(2) عزل القوات المصرية العاملة في المنطقة الساحلية للجبهة عن قواعد إمدادها في الخلف.
ولتنفيذ هاتين المهمتين كان على القوة البحرية الإسرائيلية القيام بالدوريات البحرية على طول الساحل الفلسطيني وطرق الاقتراب إلى موانئه للبحث عن السفن المعادية والاشتباك معها بالتعاون مع القوة الجوية الإسرائيلية، كما كان على السفن الإسرائيلية المسلحة قصف الأهداف الساحلية المعادية لمعاونة أعمال قتال القوات البرية الإسرائيلية بحذاء الساحل.

ب. مهام القوة البحرية المصرية
استمراراً لمهامها خلال المرحلة السابقة، كانت القوة البحرية المصرية تقوم بالمهام التالية خلال العملية "يوآف":
(1) حماية الجانب البحري للقوات المصرية بالجبهة ضد أي تدخل معادٍ,
(2) الإمداد البحري للقوات المصرية بالجبهة.
(3) تنظيم الدفاع عن منطقة الإسكندرية ضد أعمال القتال البحرية المعادية.
ولتنفيذ المهام السابقة كان على القوة البحرية المصرية أن تعمل في مجموعتين، الأولى في منطقة الجبهة والثانية في منطقة الإسكندرية، للقيام بأعمال الدوريات والبحث كلٍ في منطقتها، كما قُسمت المنطقة البحرية بحذاء الساحل التي يجري تأمينها في منطقة الجبهة إلى قطاعين: الأول مواز للساحل بين غزة وأسدود، ويقوم بأعمال الدورية فيه سفينتان مسلحتان (قرويطة وكاسحة)، والثاني يمتد جنوباً موازياً للساحل بين غزة والعريش، ويقوم بأعمال الدورية فيه إحدى القرويطات أو الطوافات أو الكاسحات، أما أعمال الإمداد البحري فكان يجري من ميناء الإسكندرية إلى موانئ الجبهة تبعاً لنوع الحمولة والجهة المرسلة إليها.

ج. المعارك البحرية
لم يجر في فترة القتال الثالثة سوى معركتان بين السفن المصرية والإسرائيلية، الأولى بين ثلاث من السفن الإسرائيلية والقرويطة "مصر" يوم 19 أكتوبر، والثانية بين بعض الوحدات البحرية الخاصة والقرويطة "الأمير فاروق" ليلة 22/23 أكتوبر.
وبالنسبة للمعركة الأولى، فقد حدثت على إثر رصد الإسرائيليين الق



المبحث الخامس والعشرون  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المبحث الخامس والعشرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحديث الخامس والعشرون
» الفصل الخامس والعشرون
» نص البيان الخامس والعشرون للقوات المسلحة
» الباب الخامس والعشرون: ما جاء في التنزيل من همزة ساكنة
» اليوم الخامس والعشرون: هل أدَّيْتَ زكاة الفطر؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: قـضيـــة فـلـسطــــين-
انتقل الى: