منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 المبحث الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الأول Empty
مُساهمةموضوع: المبحث الأول   المبحث الأول Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 6:06 pm

المبحث الأول
محاسن العقيدة في الإيمان بالله تعالى
المبحث الأول 3121
يعد الإيمان بالله تعالى من أجل المهمات، وإفراد الله تعالى بالعبادة قطب رحى الرسالات وأوجب التكليفات الشرعية؛ فهي وظيفة الرسل ومهمة الأنبياء، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].

وحيث إن شرف العلم بشرف المعلوم وبأثر ذلك؛ فلا شك أن إفراد الله تعالى له آثاره المرضية؛ إذ يورث الحياة الطيبة، وتطمئن النفس بحسن توكلها على الله وتعلقها به، كما يحصل به الاستخلاف في الأرض والتمكين للدين.

لهذا وغيره جاءت العقيدة الإسلامية بمحاسن ومزايا في هذا الجانب المهم من أصول الإيمان الستة، ومنها:
1- سمة الربانية ووحدة المصدر
إن الربانية تعني: النسبة إلى الرب، فالعقيدة الإسلامية مصدرها واحد هو الله تعالى، هذا المصدر الذي ضمنه في القرآن الذي هو وحيه وكلامه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم (1).
قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6].
وقال عز من قائل: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: 2].
ومما يترتب على معرفتنا بهذا المصدر أن نعلم أنه محفوظ من التحريف أو التبديل أو الزيادة أو النقصان، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
وقد اقتضى هذا حفظه على الهيئة التي نزل بها، لم تلحقه يد تبديل أو تحريف، قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115].
قال البيضاوي رحمه الله في تفسير هذه الآية: «لا أحد يبدل شيئًا منها بما هو أصدق وأعدل، أو لا أحد يقدر أن يحرفها شائعًا ذائعًا كما فعل بالتوراة... فيكون ضمانًا لها من الله -تعالى- بالحفظ» (2).

فالمنهج المعتبر في تفسير آيات القرآن الكريم –باعتباره المصدر الأول للعقيدة الإسلامية– هو طلب معرفة النص من القرآن نفسه؛ فهو أحسن طريق لمعرفة مراد المتكلم.

وعلة هذا المنهج أن هذا المصدر هو وحي الله الذي لم تشبه شائبة نقص أو جهل أو قصور، فنجده يفسر بعضه بعضًا، فليس فيه تناقض ولا اضطراب.

فإن لم يتيسر فهم النص القرآني من النص نفسه، طلبه المفسر من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم، وعلة هذا أن السُّنَّة النبوية هي وحي من عند الله كذلك، قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3-4].

إذن فالمصدران الأساسيان الأصليان للعقيدة الإسلامية هما من عند الله، وقد تكفل الله بحفظ كتابه من التحريف والتغيير بزيادة أو نقصان. وليس كما حدث للعقائد والديانات الأخرى التي ظهر فيها من التناقض والاضطراب؛ مما جعل كثيرًا من أتباعها يعزفون عن تعاليمها، بل ويكفرون بها، وذلك راجع لفساد مصادرها الناتج عن التحريف والتبديل اللذين لحقا بها على يد البشر من أتباعها أو من غيرهم (3).

أمَّا العقيدة الإسلامية فظلت وستظل نقية خالصة كما جاء بها القرآن وصحيح السُّنَّة؛ ولهذا كانت عقيدة سهلة يقبلها العقل السوي والفطرة النقية.

ومن محاسن هذا المحور ما يأتي:
كمال العقيدة وخلوها من النقائص.
العصمة من التناقض والاضطراب.
السهولة واليسر والبعد عن التعقيد.
تحقيق مصالح العباد النفسية والروحية، ودرء المفاسد عنهم في أهم جوانب حياتهم (4).

2- العقيدة الإسلامية منهج توقيفي
العقيدة الإسلامية منهج توقيفي يقوم على نصوص الوحي، ولا يعتمد على الرأي أو القياس أو الذوق... إلخ (5)؛ لأن هذه الأخيرة تتغير من شخص إلى آخر، فلا تنضبط معها عقيدة ولا منهج، قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [المائدة: 48].

3- وضوح وبساطة العقيدة الإسلامية في بيان وحدانية الله تعالى وتقرير ربوبيته وألوهيته
جاءت العقيدة الإسلامية واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا خفاء ولا التواء، ففي وضوح لا خفاء معه صرحت آيات القرآن الكريم بوحدانية الله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4].

كما أقامت الدليل الواضح على إفراده بالألوهية، وجاء على ذلك قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء: 22].

«فالله هو الإله الواحد المتفرد بالألوهية، لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد؛ لأن أي إضافة له سبحانه من شريك أو زوج أو ولد لا يكون إلا لدفع ضرر، أو جلب خير، أو سد نقص، وهذا مما يناقض الكمال المطلق الذي ينبغي أن يكون لمالك الملك كله» (6).

وقررت العقيدة الإسلامية ربوبية الله تعالى لخلقه، وبينت مظاهره هذه الربوبية، ودعت إلى التفكر في هذه المظاهر، وعليه جاء قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: 31].

وبعد أن أثبتت هذه الآيات الوحدانية والربوبية لله تعالى، دعت إلى إفراده -سبحانه- بالعبادة والتأله؛ ذلك بأنه هو المستحق للطاعة والخضوع والانقياد، وما أرسلت الرسل وأنزلت الكتب إلا لأجل هذا الغرض، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].

ويقتضي تفرده في الألوهية التامة الكاملة التفرد في جميع صفاته وأسمائه، فكما أنه لا شريك له في ذاته في استحقاقه للألوهية وحده دون شريك، فكذلك لا شريك له في أسمائه وصفاته.

ومما يزيد محاسن اعتقاداتنا في الله وإيماننا بأسمائه وصفاته وضوحًا:
أن نعلم مدى التأثير الذي يُحدثه مثل ذلك الإيمان في النفس الإنسانية، ومن ثم لا نعجب حين نرى –مثلًا– الفيلسوف الأمريكي  (وليم جيمس) يقول: «إن لإضافة العلم الكامل لله أثرًا في سلوكي؛ لأنها تجعلني أعتقد أنه يمكنه رؤية أفعالي في الظلام!» (7).

ولعل نظرة في كتب كثير من الديانات حتى الكتابية منها، تتجلى لنا بها محاسن العقيدة الإسلامية في هذا الصدد، حيث نرى مدى التعقيد والغموض الذي يكتنف معنى الوحدانية في تلك الديانات بعد أن حُرِّفَتْ، كما نجد مدى التعدد الذي وصل إليه الهنود حيال الإله؛ فـ«كل قوة طبيعية تنفعهم أو تضرهم يعدونها إلهًا، ويستنصرون به في الشدائد، كالماء والنار والأنهار والجبال وغيرها» (8).

ثم ساق المؤلف جملةً من اعتقاداتهم في التوحيد مستخرجًا إياها من كتبهم التي يدعون أنها التوراة التي أنزلها الله على موسى –عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (9).

وعند النصارى نرى الوحدانية هي إله واحد الأب والابن والروح القدس، ثم يقسمون الوظائف والأعمال والتدابير الكونية بين هؤلاء الثلاثة، ويزعمون مع ذلك أن هذه هي الوحدانية، بينما هي في الواقع جمع بين الضدين، فالوحدانية تنفي الشريك، والشريك ينفي الوحدانية، فلا يمكن أن يجتمعا كالسواد والبياض، ثم تتداخل الأقانيم وتختلط الوظائف فلا نعرف ماهية الإله عندهم تحديدًا، ولا هم يعرفون (10)!

قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30].

وقال تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلَّا إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 73].

وقد شهد بهذه العقيدة –عقيدة التوحيد لدى المسلمين– الفيلسوف البريطاني  (برتراند راسل) قائلًا: «كانت ديانة النبي محمد توحيدًا بسيطًا، ليس فيه التعقيد الذي نراه في عقيدة الثالوث والتجسيد، ولم يزعم النبي لنفسه أنه إلهي، ولا زعم له أتباعه هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه، وجعل واجبًا على المسلمين أن يفتحوا من العالم ما وسعهم فتحه في سبيل الإسلام، على ألا يسمح لهم خلال ذلك باضطهاد المسيحيين أو اليهود» (11).



المبحث الأول 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الأول   المبحث الأول Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 6:06 pm

4- العمل بإخلاص يعتبر في عقيدة الإسلام عبادة لله
إن من أهم ما تميزت به العقيدة الإسلامية أنها جعلت كل حركة للإنسان أو سكون –إذا صح منه وكان ذلك مشروعًا وأريد به وجه الله تعالى– داخلًا في معنى العبادة، ولذا جاء قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] (12).

وما دامت هذه الحياة بما فيها من أقوال وأفعال فيجب الإحسان في أدائها، والإحسان هنا لا يأتي من مؤثر خارجي، بل الدافع له هو العقيدة التي يؤمن بها، وتدعوه إلى ذلك، فيحرس كل مسلم عمله، ويحافظ عليه كعبادة يؤديها، لا يبتغي بذلك رياءً ولا سمعة، بل يرجو الأجر من الله، ويظل على ذلك رجاء قبول عمله.

وإذا كان هذا شأن جميع الأعمال، فهي في مجال العبادات والشعائر آكد، فلا يجوز صرف صلاة أو نسك أو دعاء أو استغاثة لغير الله؛ لا لنبي مرسل، ولا لملك مقرب، ولا لولي صالح، ولا لمعظم في عشيرة أو جماعة، فضلًا عن عامة البشر والقبور والأشجار والأحجار...إلخ.

وقد حذَّرت أحكام العقيدة الإسلامية من صرف أي نوع من أنواع العبادات لغير الله أيما تحذير، وعدت ذلك من الشرك الذي لا يغفره الله إن مات صاحبه عليه، ولتمام ذلك جعلت العقيدة الصلة بين العبد وربه –كما قدَّمتُ سابقًا– صلة مباشرة، لا تحتمل وسيطًا من بشر أو ملك أو غيرهما، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

5- دعوة العقيدة لتعظيم الله تعالى وإجلاله من خلال النظر في الآيات الكونية والتأمل في بديع صنعها
حيث عرضت العقيدة مظاهر هذه العظمة من خلال الدعوة إلى النظر في كتاب الله المفتوح، وهو الكون الفسيح، فحين يرى المؤمن ما حوله من المخلوقات والكائنات، وما يبدو فيها من عظمة الخالق وقدرته التي ليست لها حدود، يمتلئ قلبه بتعظيم الله وإجلاله (13).

قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} [العنكبوت: 19-21].

ففي هذه الآيات أمر الله تعالى عباده بالنظر العلمي المتتبع لمعرفة كيف بدأ الخلق؟ فيستدلوا من بدء الخلق على حاجته إلى خالق عظيم أحدثه بعد أن لم يكن شيئًا مذكورًا، وأن هذا الخالق هو القادر على إعادته وإنشائه النشأة الآخرة بعد الموت والفناء (14).

وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق: 6-11].

ففي هذا النص دعوة إلى النظر في أجزاء تفصيلية من الكون لاكتشاف آيات الله فيه الدالات على عظم الخالق، من حيث القدرة والتدبير والحكمة التي تحكم هذا الكون، فلا يضطرب ولا يختل توازنه، كما أخبر بذلك الرب جلت قدرته: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر: 41] (15).

وقال عز من قائل: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الروم: 19].

إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي تدل على عظمة الله سبحانه في الخلق والرزق والتقدير، وبما تدل على آثار قدرة عظيمة، وعلم محيط، وحكمة بالغة، ورحمة واسعة... إلى غير ذلك من صفات الكمال التي هي صفات الخالق القادر المدبر الحكيم العليم الخبير.

6- دعوة العقيدة الإسلامية لمحبة الله والشوق إليه مع الخوف منه والرهبة
محبة الله في عقيدة الإسلام تُعَدُّ من الإيمان بالله تعالى، بل لا يَصِحُّ إيمانُ إنسانٍ إلا بوجودها وكذلك الخوف منه.

ونصوص القرآن والسُّنَّة بما فيها من تذكير بنعم الله، وإفضاله على الإنسان، مما يقوي باعث المحبة والشوق لله تعالى، كما أن آيات الوعيد توجب على الإنسان الخوف والاستعداد ليوم الجزاء.

يقول الدكتور محمد عبد الله دراز:
«أمَّا المتدين فخضوعه شعوري اختياري معًا، وهو حين يخشع لمعبوده ويسجد لعظمته يفعل ذلك عن طواعية لا عن كراهية، لأنه يقوم في ذلك بحركة نفسية من التمجيد والتقديس تأبى طبيعتها أن تؤخذ قهرًا، وإنما تعطى وتمنح لمن يستحقها متى اقتنعت النفس بهذا الاستحقاق، نعم إن هناك نوعًا من الإكراه  (وهو الإكراه غير المباشر كالتهديد بالعقاب) يمكن أن يفضي إلى مظهر من مظاهر التعظيم، وصورة من صوره المادية، ولكنه لا يمكن أن يتولد عنه حقيقة التعظيم ولا صورته القلبية» (16).
وكان مما وصف الله به عباده المصطفين أن قال جل جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«ففي قلوب بني آدم محبة لما يتألهونه ويعبدونه، وذلك قوام قلوبهم، وصلاح نفوسهم، كما أن فيهم محبةً لما يطعمونه، وينكحونه، وبذلك تصلح حياتهم، ويدوم شملهم» (17).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي:
«أصل التوحيد وروحه: إخلاص المحبة لله وحده، وهي أصل التأله، والتعبد، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق جميع المحاب، وتغلبها، ويكون لها الحكم عليها؛ بحيث تكون سائر محاب العبد تبعًا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه» (18).

فليس هو الإله المتسلط، الجبار، المنتقم من خلقه، كما تصوره كتب العهد القديم، أو الأساطير الإغريقية، أو هو العاشق لسفك الدماء، بل هو الودود، الرحيم، البر، الكريم جل جلاله.

وتتضح محاسن هذه العقيدة في هذا الجانب، في إيثارها الوسطية والتوازن بين الحب والخوف، فالله تعالى كما يُحب، يُخاف من بطشه، وكما تُرجى رحمته، لا يُؤمن مكره؛ مما يكون دافعًا للمؤمن إلى العمل وعدم اليأس والقنوط وقاطعًا للأماني والغرور.

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 165].

هذا وقد رُدت مذاهب كثيرة قامت على تفسير ظاهرة التدين في الجنس البشري، بسبب اعتمادها على الخوف والرهبة من الطبيعة، وما يُرى من تقلباتها؛ لأن الخوف وحده لا يثمر إيمانًا حقيقيًا، بل لا بد معه من رجاء وحب (19)، وهذا ما قامت عليه عقيدة الإسلام.



المبحث الأول 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الأول   المبحث الأول Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 6:07 pm

7- دعوة العقيدة للتوكل على الله تعالى والاعتماد عليه والتعلق به
والتوكل: «هو صدق اعتماد القلب على الله -تعالى-، في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها» (20).

وهذا بلا شك ناتج عن معرفة العبد بربه، وإيمانه بقدرته العظيمة الشاملة، وعلمه الذي أحاط بكل شيء، وأنه سبحانه يدافع عن الذين آمنوا، وكذلك اليقين بأن الله تعالى إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، لا يمنعه من ذلك مانع، حين يعلم العبد ذلك ينصرف اعتماده وتوكله على الله وحده، بحيث لا يتوكل على غيره أبدًا، قال تعالى: {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30].

قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-3].

فثمرة التوكل العاجلة هي الإقدام على العمل في حزم، وإتيان الأسباب في غير توان، ووضع المقدمات في غير حيرة ولا تردد، مع طمأنينة القلب، وهدوء البال، واستراحة الضمير، فلا قلق للمتوكل على الله، ولا مخاوف تنتابه في الحياة (21).

كما دعت العقيدة الإسلامية إلى نبذ التواكل والضعف والاستكانة، قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].

ومن توكل على غير الله، فيما لا يقدر عليه إلا الله، كالتوكل على الموتى والغائبين ونحوهم في دفع المضار، وتحصيل المنافع والأرزاق والأولاد – فقد أشرك بالله الشرك الأكبر كما قال سبحانه: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].

كما أن مما يعد من محاسن العقيدة أنها دعت المؤمن إلى الافتقار إلى الله، واللجوء إليه والدعاء؛ كي ينال التوفيق والهداية، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، وقال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الدعاء هو العبادة» (22). ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.

8- الواسطة بين الإنسان وخالقه سبحانه
مما امتازت به العقيدة الإسلامية أنها جعلت الباب مفتوحًا دائمًا بين العبد وربه -سبحانه-، دون وسيطٍ أو حاجبٍ من ملك أو رسول أو ولي...إلخ (23).

بل جعلت اتخاذ الوسطاء في العبادة نوعًا من الإشراك بالله، ولذا نعى الله تعالى على المشركين عبادتهم للأصنام التي زعموا أنها تقربهم إليه، قال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3].

كما وضح سبحانه أن أحدًا لا يملك الشفاعة لأحدٍ إلا بإذن من الله تعالى، بل إن هؤلاء المدعوين والوسائط أنفسهم يريدون الوسيلة التي تقربهم إلى الله، وترضيه عنهم، قال عز من قائل: {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57].

فقد فتح الله كل طريق يلج منه العبد إليه كي يناجيه ويستغفره في أي وقت شاء، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

فليس في الإسلام رجال كهنوت أو قساوسة يتوسطون للناس عند ربهم، أو يعترف المذنبون بين أيديهم بما اكتسبوا من خطايا؛ ليغفروها لهم (24).
 
9- لا يعلم الغيب إلا الله تعالى
أكدت العقيدة الإسلامية على أهمية الإيمان بالغيب، وأكدت في الوقت نفسه على أن الإيمان بأن الله وحده هو الذي يحيط بعلم الغيب يعد من ركائز الإيمان العظيمة، أما البشر فليسوا مهيئين بتكوينهم هذا للاطلاع على شيء من الغيب، وليس البشر وحدهم، بل الجن، والملائكة، كل أولئك لا قبل لهم بعلم الغيب، وأدلة القرآن في هذا كثيرة وواضحة (25).

قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل: 65].

وقال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ: 14].

وعليه فقد سد هذا الركن الباب في وجه من يدعي علم الغيب، من العرافين والكهنة وغيرهم، وكان موقف الإسلام منهم حاسمًا حازمًا، قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} [الشعراء: 221-223]، بل جاء التحذير والوعيد لمن صدقهم فيما يزعمون، أو ذهب إليهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» (26).

وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» (27).

ولا شك أن هذا المعتقد يحقق للمسلم حفظ عقله من اتباع الأوهام والخرافات، وأيضًا يحفظ عليه أمواله التي ينفقها لهؤلاء (28).

كما وجهت الشريعة الغراء أولي الأمر من هذه الأمة، للتصدي لهؤلاء، وإقامة الحدود والتعزيرات عليهم. 


قال شارح العقيدة الطحاوية: 

«الواجب على ولي الأمر وكل قادر، أن يسعى في إزالة هؤلاء المنجمين والكهان والعرافين وأصحاب الضرب بالرمل والحصى والقرع والقالات، ومنعم من الجلوس في الحوانيت والطرقات، أو أن يدخلوا على الناس في منازلهم» (29).

هذا وقد وجهت العقيدة المسلم إلى التفاؤل، واستحبت له ذلك، وكذلك أرشدته إلى الاستخارة والاستشارة من أولي النهى والتجربة، وجعلت كفارة التطير أو التشاؤم أن يقول المرء هذا الدعاء: «اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك» (30).
* * *



المبحث الأول 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

المبحث الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبحث الأول   المبحث الأول Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 6:07 pm

الهوامش
1.    انظر: المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها، د. عبد الله القرني:  (27)،  (85-175).
2.    أنوار التنزيل وأسرار التأويل، أبو الخير عبد الله بن عمر البيضاوي:  (1/328).
3.    انظر: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، لابن قيم الجوزية، تحقيق: عثمان جمعة ضميرية:  (386 وما بعدها)، ومقارنة الأديان للدكتور أحمد شلبي:  (4/222 وما بعدها).
4.    بحوث في الثقافة الإسلامية، مجموعة مؤلفين:  (380).
5.    انظر: مناهج البحث في العقيدة الإسلامية في العصر الحاضر، د. عبد الرحمن الزنيدي:  (289-374).
6.    الإسلام في مواجهة الماديين والملحدين، بقلم عبد الكريم الخطيب:  (29).
7.    المرجع السابق  (ص: 36).
8.    في التقديم لأناشيد الريح ويدا، محمود علي خان:  (77).
9.    انظر: المرجع السابق نفس الصفحة وما بعدها.
10.    انظر: الملل والنحل للشهرستاني، تخريج: محمد بن فتح الله بدران، القسم الأول:  (ص: 201)، وكذا: هداية الحيارى لابن القيم،  (ص: 346 وما بعدها).
11.    تاريخ الفلسفة الغربية، الطبعة العربية، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود:  (2/186).
12.    الأمنية في إدراك النية، للقرافي.
13.    انظر: العقيدة الإسلامية وأسسها، عبد الرحمن حسن حبنكة:  (100-155).
14.    وانظر: جامع البيان في تأويل القرآن للطبري:  (20/20)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي:  (13/299).
15.    انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير:  (7/396).
16.    الدين. بحوث ممهدة لتاريخ دراسة الأديان، د. محمد عبد الله دراز:  (50).
17.    جامع الرسائل، لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم:  (2/230).
18.    القول السديد، للشيخ عبد الرحمن السعدي:  (110).
19.    انظر: الدين، د. محمد عبد الله دراز:  (47).
20.    جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم لابن رجب الحنبلي:  (409).
21.    انظر: التوكل على الله، د. عبد الله الدميجي:  (105-146).
22.    رواه أبو داود  (1479)، والترمذي  (3612)، وقال حديث حسن صحيح.
23.    انظر: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية  (2/786)، ومدارج السالكين لابن القيم  (1/144)، وتجريد التوحيد المفيد للمقريزي  (7).
24.    انظر: النصرانية والإسلام: محمد عزت الطهطاوي:  (182)، وانظر أيضًا: محاضرات في النصرانية، د. أحمد شلبي:  (206).
25.    انظر: علم الغيب، د. أحمد الغنيمان:  (233-249).
26.    رواه مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان:  (2230).
27.    رواه أحمد  (2/429)، والبيهقي  (8/135)، وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
28.    انظر: الإيمان بالغيب، بسام سلامة:  (13-38).
29.    انظر: شرح العقيدة الطحاوية، تخريج الألباني وتحقيق جماعة من العلماء:  (568).
30.    رواه أحمد  (2/230).



المبحث الأول 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المبحث الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» (01) المبحث الأول
» المبحث الأول
» المبحث الأول
» المبحث الأول
» المبحث الأول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جــديـد المـوضـوعـــات بالمنتـدى :: مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة-
انتقل الى: