أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: حرف الفاء الجمعة 24 مايو 2024, 6:27 am | |
| «اِلْفَقْرْ حِشْمَهْ وِالْعِز بَهْدلَهْ» البَهْدَلَة: الإهانة، والمعنى: الفقر حامل على الحياء والاحتشام لقلة الموجود. والعز أي الغنى يُغْرِي صاحبه بما لا يُحْمَد، ويحمله على الاستهتار بالملذات والتعرض للإهانة والاحتقار. وليس مقصودهم أن ذلك على إطلاقه، بل يريدون في الكثير الغالب، وكأنه من قول أبي العتاهية: إنَّ الشبابَ والفراغَ والجدةْ مَفْسَدَةٌ للمرءِ أَيَّ مَفْسَدَةْ وإن كان في هذا زيادة. «اِلْفَقْرِ خْزَامِ الْعَتْرِيسْ» الخُزام (بضم أوله): ما يُجْعَل في أنف البعير القوي ليُذَلَّل به، والعتريس (بفتح فسكون فكسر): الجَبَّار القوي. ويُروى بدله: العنطيز، بضبطه ومعناه، أو هو العنطيظ كما ينطق به بعضهم. والمراد: الفقر يذلل كل جبار. وانظر في معناه قولهم: «الفشل خزام العنتيل.» «فَقْرِ الْمَرْء فِي وَطَنُهْ غُرْبَهْ» لأن الفقير كالغريب بين أهل بلده، وقالوا في عكسه: «غنى المرء في الغربة وطن.» وتقدم ذكره في الغين المعجمة، وذُكِر ما ورد في معنى المثلين من الشعر، وأنهما مَثَلٌ قديم لفصحاء المُوَلَّدين، وهو: «غنى المرء في الغربة وطن، وفقره في الوطن غربة.» ويرادف ما هنا من حكم الإمام عليِّ بن أبي طالب — عليه السلام — قوله: «المُقِلُّ غريبٌ في بِلاده أجنبيٌّ في غيرها.» «اِلْفَقِيرْ رِيحْتُهْ وِحْشَهْ» أي: الفقير رائحته كريهة، يريدون أنه مبغض منفور منه، وليس المراد رائحته الحسية. «فَقِيرِ السَّاحَهْ أَفْضَلْ مِنْ فَقِيرِ السَّوَّاحَهْ» أي: الأقربون أَوْلَى بالمعروف. «اِلْفَقِيرْ صِيفْةِ الْغَنِي» أي: مادته التي يَغْتَنِي بها، وهو من التصييف، ويريدون به الخروج للمزارع والحقول للجمع من هنا وهناك. وفي معناه: «خُدُوا من فقرهم وحُطُّوا على غناكم.» وقد تقدم في الخاء المعجمة. «اِلْفَقِيرْ لَا يِتْهَادَى وِيِدَّادَى وَلَا تْقُومْ لُهْ فِي الشَّرْع شَهَادَهْ» يدادى؛ أي: يُدَارَى ويُتَلَطَّفُ معه، وأصل المداداة: التربية، ومنها «الدادة» لمربية الأطفال. والمراد بالمثل بيان إهمال الناس لشأن الفقير. «اِلْفِقِي يِقِيسِ الْمَيَّهْ فِي الزِّيرْ» الفقي: يريدون به القارئ، الحافظ للقرآن الكريم، وأصله الفقيه. والمية: الماء. والمقصود من كونه يقيس الماء وصفه بالشح؛ وذلك لأنهم يرمون القراء بالشح وحبِّ الجمع. «فَكِّ الْخِنَاقْ تَشْرِيبَهْ» أي: إذا فُكَّ الخناق ولو قليلًا ففيه تنفيس عن النفس، ويرادفه قول امرئ القيس: أَلَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِي بِصُبْحٍ وَمَا الْإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ «فَلَّاحْ مَكْفِي سُلْطَانْ مَخْفِي» أي: زارع كُفِيَ مئونته سلطان وإن خفي أمره على الناس. وبعضهم يرويه: «زبال مكفي …» إلخ، وقد تقدم في الزاي. «اِلْفلَّاحْ مَهْمَا اتْرَقَّى مَا تْرُحْشِ مِنُّهْ الدَّقَّهْ» الدقة: الوشم، وهو كثير الشيوع بين القرويين، والمثل من تندير أهل المدن بالفلاحين. والمراد أنه مهما يَرْتَقِ في المعالي ومهما يهذب فهيهات أن يزول عن جسمه أثر الوشم، بل يبقى دالًّا على أصله وبيئته؛ أي: هيهات أن يزول عنه ميسم الفلاحة وما انطوى عليه من جفاء الطبع وغلظ الفهم، والواقع خلاف ذلك. ومن أمثالهم في التندير بهم قولهم: «عمر الفلاح إن فلح.» وذُكِر في العين المهملة. وقولهم: «إن طلع من الخشب ماشه يطلع من الفلاح باشا.» وذكر في الألف. «اِلْفِلْفِلْ بِالْوِقِيَّهْ وِالْجِيرْ بِالْقِنْطَارْ» الوقيَّة: وزن معروف، والصواب ضم أولها، والجير (بكسر الأول) محرف عن الجيار وهو الصاروج. والمراد من المثل مدح سمرة اللون؛ أي: الفلفل مع أنه يَضْرِبُ إلى السواد عزيز يُبَاع بالوزن بالوقية. والجير مع بياضه كثير مبذول يُبَاع بالقنطار. «اِلْفُلُوسْ زَيِّ الْعَصَافِيرْ تُرُوحْ وِتِيجِي» الفلوس؛ أي: النقود، والمراد أنها تذهب من اليد كالعصافير في طيرانها ثم يأتي غيرها. «فُؤَادِي وَلَا أَوْلَادِي» هذا مَثَلٌ يَضْرِبونه في تفضيل النفس على الأولاد، كقولهم: «إن جاك النيل طوفان خد ابنك تحت رجليك.» وقد تقدم في الألف، وفي معناه ما أنشده ابن الفرات في تاريخه لابن حمدان: فَدَى نفسَه بابنٍ عَلَيْه كَنَفْسِهِ وفي الشِّدَّةِ الصَّمَّاءِ تَفْنَى الذَّخَائِرُ وَقَدْ يُقْطَعُ الْعُضْوُ النَّفِيسُ لِغَيْرِهِ وَتَذْخَرُ لِلأَمْرِ الْكَبِيرِ الْكَبَائِرُ٥ «فُوتْ عَلَى عَدُوَّكْ جِيعَانْ وَلَا تْفُوتْ عَلِيهْ عِرْيَانْ» انظر معناه في قولهم: «فوت على عدوك مكسي …» إلخ. «فُوتْ عَلَى عَدُوَّكْ مِعَرَّشْ وَلَا تْفُوتْ عَلِيهْ مِكَرَّشْ» معرش؛ أي: لابسًا ثيابًا تجعلك كعريش العنب. ومكرش: مملوء الكرش طعامًا. وانظر معناه في قولهم: «فوت على عدوك مكسي …» إلخ. «فُوتْ عَلَى عَدُوَّكْ مَكْسِي وَلَا تْفُوتْ عَلِيهْ مَحْشِي» جمعوا فيه بين السين والشين في السجع، وهو عيب. ومعناه: مُرَّ على عدوك مكتسيًا بأحسن الثياب حتى لا يشمت بك، ولا تمر عليه مَحْشُوًّا بالطعام؛ لأنه لا يعلم ما في بطنك وإنما يهمه ظاهرك؛ أي: اقتصد من ثمن طعامك للباسك سترًا لفاقتك عن عدوك. وانظر في معناه: «فوت على عدوك جيعان …» إلخ. و«فوت على عدوك معرش …» إلخ. «فُوطَه بْحَوَاشِي وِمَا تَحْتَهَاشِي» الفوطة (بضم الأول): منديل يُسْتَعْمَل الكبير منه في الحمامات، والصغير لمسح الماء عن الوجه؛ أي: هي فوطة مُطَرَّزَةُ الحواشي حسنة الأهداب، ولكنا لما رفعناها لم نجد تحتها شيئًا، وكنا نظنها تغطي شيئًا ثمينًا يناسب حسن منظرها. يُضْرَب للظاهر الحسن الذي لا طائل تحته. «فَوِّتْ كِلْمَه تْفُوتَكْ أَلْفْ» أي: إذا سمعت كلمة تسيئك دعها تَمُرُّ، وأغض عنها تسلم من ألفٍ غيرها؛ لأنك إن لم تفعل ورددت على قائلها اتَّسَعَ مجال القول وتفاقم الشَّرُّ. «فِي أَفْرَاحْكُمْ مَنْسِيَّهْ وِفِي أَحْزَانْكُمْ مَدْعِيَّهْ» أي: لا أَمُرُّ بخواطركم إلا في الحالات التي تحتاجون فيها إليَّ لمساعدتكم ومواساتكم، وأما في أوقات السرور والابتهاج فإنكم تنسونني. وفي معناه قولهم: «في فَرَحْكُمْ أبص وارجع وفي غمكم ليَّ التلات والأربع.» وسيأتي. «فِي الْأَكْلْ سُوسَهْ، وِفِي الْحَاجَهْ مَتْعُوسَهْ» أي: إنها كالسوسة في الأكل، ولكنها عند الخدمة وقضاء الحاجات خرقاء متوانية. وانظر: «ياكل ويشرب ووقت الحاجة يهرب.» وفي معناه قول بعضهم: يُحَمْحِمُ لِلشَّعِيرِ إِذَا رَآهُ وَيَعْبَسُ إِنْ رَأَى وَجْهَ اللِّجَامِ٦ «فِي فَرَحْكُمْ أَبُصِّ وَارْجَعْ وِفِي غَمُّكُمْ لِيَّ التَّلَاتْ وِالْأَرْبَعْ» أبص بمعنى: أنظر. و«لِيَّ» (بفتح الياء المشددة) يريدون بها: لِي. والمراد: إنكم لا تذكرونني إلا حينما تحتاجون إليَّ في شدائدكم فأقوم بأغلبها، وأما مسراتكم فحالي معكم فيها حال من ينظر نظرةً ويعود. وفي معناه قولهم: «في أفراحكم منسية …» إلخ. وقد تقدم. «فِي كُل عِرْسْ لُهْ قُرْصْ» يُضرَب لمن يحرص على الانتفاع من كل أمر. وجمعهم بين السين والصاد في السجع عيب. «فِي الْمِشْمِشْ» يُضرَب للشيء المُسْتَبْعَد حصوله، كأن يقال: سأصنع ذلك، فيقال له: في المشمش؛ أي: تصنعه عند ظهور المشمش، ومقصودهم المستحيل. «فِينْ عَزْمَكْ يَا فَشَّارْ آدِي السِّيفْ وَآدِي صَاحِبِ التَّارْ» أي: أين عزمك أيها الفَخَّار الكَذَّاب وها هو ذا السيف وصاحب الثأر، فما لك جبُنتَ وتأخَّرتَ؟! «فِينِ الْمَنَوَاتْ يَا عِنَبْ» فين (بالإمالة) مركبة من «في» و«أين»، والمراد: أين. والمنوات (بثلاث فتحات) بلدة كانت بها كروم يجود عنبها. يُضرَب للشيء الرديء على سبيل التحسر على الجيد. «فِيهَا وَالَّا أَخْفِيهَا» فيها؛ أي: في الغنيمة وما في معناها، أو أيِّ أمر يجتمع أناس عليه ويشتركون فيه. والمراد: إما أن تشركوني معكم فيما أنتم فيه، وإما أن أفسده عليكم وأسعى في زواله حتى يخفى من الوجود. يُضرَب لمن لا يُشْرَك في أمر فيهدد بإفساده. «فِي الْوِشِّ مْرَايَهْ وِفِي الْقَفَا سِلَّايَهْ» الوش (بكسر الأول مع تشديد الثاني): الوجه. والمراية (بكسر الأول): المرآة. يُضرَب لمن يُظْهِر المحبة في وجه الشخص ويسيء إليه إذا غاب، فكأنه في حضوره يجعل نفسه مرآة له؛ أي: موافقًا له في كل شيء، وإذا أدبر غَرَزَ في قفاه سلاية، وهي الشوكة، وصوابها: سلَّاءة. ومثله قول منصور الفقيه المقرئ: كُلُّ مَنْ أَصْبَحَ فِي دَهـْ ـرِكَ مِمَّنْ قَدْ تَرَاه هُوَ مِنْ خَلْفِكَ مِقْرَا ضٌ وَفِي الوجه مِرْآه٧
وفي كتاب الآداب لابن شمس الخلافة لبعضهم: يُرِيكَ الْبَشَاشَةَ عِنْدَ اللِّقَاء ويَبْرِيكَ فِي الْغَيْبِ بَرْيَ الْقَلَمْ٨ «فِيَّ وَلَا فِيكْ يَا أَحْمَرْ» يريدون بالأحمر هنا الشخص المحبوب المُفْدَى؛ أي: أنا فداؤك من كل مكروه. ===================== |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: حرف الفاء الجمعة 24 مايو 2024, 6:27 am | |
| الهوامش: ١ نهاية الأرب للنويري ج٣ ص١١٢. ٢ الكشكول ص١٧٠. ٣ الكشكول ص١٧١. ٤ ج١ ص٤٢. ٥ تاريخ ابن الفرات ج١٦ أواخر ص١١. ٦ الآداب لابن شمس الخلافة ص١١١. ٧ نهاية الأرب للنويري ج٣ ص١٠٢. ٨ نهاية الأرب للنويري ص١٢٤. |
|