أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: العدل هو الغاية التي بعث بها الله رسله الثلاثاء 27 فبراير 2024, 4:18 pm | |
| عندما أنقذ القرآن يهوديا من حد السرقةالعدل هو الغاية التي بعث بها الله رسلهد. أحمد عبد الرحمن
- إن أول ما يجب أن نعلمه عند مناقشة التساؤل: هل تطبيق الإسلام كاملاً في عصرنا الحالي به ظلم للنصارى أو اليهود؟
- إن العدل بحسب إحكام القرآن الكريم هو الغاية التي بعث الله بها رسله ومعهم رسالاته بقصد إقامته بين الناس على الأرض فقال تعالى: "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط".
والقسط هو العدل، فكل رسالات الله تعالي نصت على وجوب إقامة العدل بين الناس، ومنع الظلم وردع الظالمين، والقرآن الكريم خاتم الرسالات السماوية ينص على وجوب إقامة العدل وتحريم الظلم، فقال تعالي: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي".
ويجسد هذا المعني القران الكريم بقصة حدثت في عهد النبي صلى الله علية وسلم حينما سرق رجل من الأنصار يُدعي طعمة ابن أبيرق أشياء من أحد البيوت كانت موضوعة في كيس به بعض بقايا الدقيق؛ وكان في الكيس خرق، فتسرب منه الدقيق، ولم ينتبه اللص لذلك بسبب الظلام الدامس، وفي الصباح تتبع مالك المسروقات خط الدقيق؛ حتى انتهي إلى بيت طعمة، ولكن طعمة قذف بالكيس في بيت جارة اليهودي "زيد بن السمير" ليلتبس الأمر على النبي صلى الله علية وسلم فيقطع يد اليهودي ويفلت اللص الحقيقي من العذاب، وهنا أنزل الله تعالي جبريل عليه السلام بآيات تبين الحقيقة وتبرئ اليهودي قال تعالي: "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا واستغفر الله إن الله كان غفورًا رحيمًا ولا تُجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يُحِبُّ مَن كان خوانًا أثيمًا"... إلى إن قال الله تعالى: "ومَن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا فقد أحتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا"، وهكذا يخص القران تسع آيات كأمله من سورة النساء البراءة رجل يهودي.
فهل هناك حرص على العدل لغير المسلمين كهذا العدل الإلهي؟!
وهل هذا العدل بهذا النظام يُخشى منه على اليهود والنصارى في ديار الإسلام؟!
إن العدل في الإسلام حَقٌ لكل مسلم صالح أو فاسد، تقي أو فاجر، وحَقٌ أيضاً لكل ذمى يعيش بين المسلمين، فعند نشوب أي مشكلة أو نزاع لا يسال القاضي المسلم المدعين أو المدعي عليهم عن دينهم، لأن الإسلام يريد إن يقوم "الناس" بالقسط، لا المسلمين وحدهم، وهذه هي عظمة النظام القضائي الإسلامي الذي لا يعرف التفرقة على أساس الدين أو اللون أو الثقافة.
هذا في الوقت الذي لا تزال الأمم المتقدمة تشكو التفرقة العنصرية البغيضة ضد المسلمين خاصة، وتحاول جاهدة أن ترتفع إلى هذا المستوى الرفيع الذى ينادى به الإسلام، حيث لا يزال الملونون -مثلاً- يُعانون الأمَرَّين في أمريكا وأوربا.
- ويوضح د.احمد عبد الرحمن أن العدل في الإسلام معناه أن ينال كل إنسان ثمرة جهده، وان يتحمَّل تبعة أخطائه، لا فرق في ذالك بين مسلم أو كتابي والظلم هو: أن يغتصب المرء ثمرة جُهد غيره -بالمكر والخداع أو بالقوة- أو يلقى تبعة أخطائه على غيره، فقال تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخري".
ومِنْ ثَمَّ فإن كل النظم والقوانين يجب أن تصمم من اجل تحقيق هذا العمل وقمع ذلك الظلم، فإذا فعلت كانت مشروعة وإسلامية، وان لم تفعل كانت في حكم الإسلام ظالمه ويتحتَّم إلغاؤها.
- ولكي نعلم مدى إدانة الإسلام للظلم، نتأمَّل قول الله تعالى: "إن الله لا يظلمُ مثقال ذرةٍ، وان تَكُ حسنةً يُضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا"، وجاء في الحديث القدسي قوله تعالي: "يا عبادي إنى حرَّمتُ الظلم على نفسى، وجعلته بينكم مُحرَّماً، فلا تظالموا".
فالله تعالي لا يظلم أحداً، لا يظلم المؤمنين ولا يظلم الكافرين، والإسلام يسعى لتحقيق هذا المثل الأعلى في حياة البشر بقدر ما يستطيع البشر، لينعم به كل البشر لذلك فليس هناك أدنى مسوّغ للمخاوف التي يتحدَّث عنها البعض بسبب تطبيق الإسلام كاملاً، عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، فلن يمسُّهم ظلم أبداً، وفضلاً عن هذا فإن الإسلام يُبيحُ للمسلم إن يبر أهل الكتاب، والبر درجة أعلى من العدل، لأن العدل أخذ وعطاء، كما يحدث في البيع والشراء مثلاً، أمَّا البر فهو عطاءٌ بلا مقابل.
يقول الله تعالى: "لا ينهاكمُ اللهُ عن الذين لم يُقاتلُوكُم في الدِّينِ ولم يُخرجُوكُم من دياركم إن تبرُّوهم وتُقْسِطُوا إليهم إن اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِين"، أي العادلين، حَثٌ قوىٌ للمسلم لكي يلتزم بالعدل في معاملة أهل الكتاب المسالمين.
أمَّا الذين قاتلوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم -كما فعل الصهاينة في فلسطين- فليس لهم إلا الجهاد حتى يستعيد المسلمون أراضيهم وديارهم المُغتصبة، وهذه بديهة في التعامل مع المعتدين في كل الشرائع والقوانين التي عرفتها البشرية.
- ويوضح د.احمد عبد الرحمن أن المسلمين مارسوا العدل مع اليهود في الأندلس حين فتحها المسلمون في نهاية القرن الأول الهجرى، وعلى إمتداد التاريخ الإسلامي شغل أهل الكتاب المناصب الرفيعة في معظم الدول التي حكمت بلاد المسلمين، كما كانوا أصحاب ثرواتٍ واسعةٍ ونفوذٍ اقتصادى كبير، وحتى المشركون الظالمون الذين اخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمين من ديارهم في مكة المكرمة، عاملهم المسلمون المعامله العادلة حين هاجرت نساؤهم إلى ألمدينه المنورة، إذ نزل القرآن الكريم مخاطباً المؤمنين: "وآتوهم ما أنفقوا"، فذلك هو العدل، حتى إن كل زوج من الطرفين تركته زوجته بسبب اختلاف الدين له الحق فى استرداد ما أنفقه عليها.
د. أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة الإسلامية المصدر: موقع بيان الإسلام الرابط: http://bayanelislam.net/ |
|