|
| فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم الخميس 08 فبراير 2024, 5:53 pm | |
| فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم [1] فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...
أمَّا بعد: فهذا الجزء الأول من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
العلم والإيمان والتقوى: & لا ريب أن الإنسان يُؤتى العلم بحسب ما معه من الإيمان, والهُدى, والتُّقى, كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: 17] وقال تعالى: ﴿وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدىۗ﴾ [مريم: 76].
الاستعانة بالله في كل شيء: & الإنسان ينبغي أن يستعين بالله في كل شيء حتى في الأمور الصغيرة, كالذهاب, والمجيء, والأكل, والشرب, واللباس,... لأن الاستعانة من العبادة, وإذا استعان الإنسان بربه, يسّر له الأمر وسهّله عليه.
من يظن أن في دين الإسلام قصورًا: & لا أحد يظن أن في دين الإسلام قصورًا إلا أن يكزن قاصرًا في فهمه, أو قليلًا في علمه, أو سيئًا في قصده, أمَّا حسن النية الذي آتاه الله علمًا وفهمًا فإنه يدري ويعلم علم اليقين أن دين الإسلام ليس فيه قصور, وهو مستقيم لا اعوجاج فيه.
البداية والنهاية, لابن كثير رحمه الله: & إنني أحث إخواني المسلمين على قراءة السيرة النبوية من الكتب الموثوق بها, مثل " البداية والنهاية" لابن كثير رحمه الله, فإنه كتاب جيد جدًا في بابه.
محبة انتصار بعض الكفار على بعض: & لا حرج علينا إذا أحببنا أن ينتصر بعض الكفار على بعض, لكونهم أهون من الآخرين, وأقل خطرًا على الإسلام والمسلمين, لكن الجميع يجب علينا أن نتبرأ منهم, وأن نعاديهم, وأن لا يكون بيننا وبينهم ولاء.
التأني في الأمور وعدم التسرع: & أحث إخواني ولا سيما الشباب على العلم, والفهم, والتأني في الأمور, وعدم التسرع في الحكم على الشيء, حتى يتقين إتقانًا بينًا, لأن المقام خطير, والكلمة الخطأ قد يصعب انتشال الناس منها فيما بعد.
الاستفتاح بسورة الفاتحة في كل شيء: & فاتحة الكتاب... بعض الناس يستفتح بها في كل شيء, ويجعلها الشورى التي يتبرك بها في كل مناسبة, وهذا شيء من البدع, لأنه لم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح الأمور بها في كل مناسبة وإنما كان يبتدئ بها في قراءة الصلاة.
تقسيم الكذب إلى أبيض وأسود: & يقولون: إن الكذب الأبيض هو الكذب الذي لا يترتب عليه إتلاف مال ولا إتلاف نفس, وإن الكذب الأسود هو الذي يترتب عليه شيء من ذلك, فنقول: إن الكذب كله أسود, وليس في الكذب شيء ممدوح.
& الكذوب المعروف عند الناس بالكذب لا يوثق بخبره, حتى وإن كان صادقًا, لأن الناس يحكمون على الإنسان بغالب أحواله, ويصفونه بغالب أخلاقه, فعلى المسلم أن يبتعد عن الكذب كله صغيره وكبيره, ما تضمن الظلم منه وما لم يتضمنه.
من إفساد المنافقين في الأرض: & المنافقون... يعطون للمسلمين ألسنة طيبة وقولًا معسولًا, فيظن المؤمنين أنهم من أوليائه فيفضي إليهم بأسراره, ولكنهم كاذبون في ذلك, ويحصل بهم الفساد, حيث يحصلون على أسرار المؤمنين وينشرونها بين الكفار.
& من إفساد المنافقين في الأرض أيضًا أنهم يريدون أن تمحى شريعة الله عز وجل, وأن يكون الحكم والتحاكم إلى الطاغوت, والطاغوت كل نظام يخالف شرع الله ...فالمنافقون يحاولون بكل جهودهم أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله.
& من إفساد المنافقين أنهم يؤذون أتباع رسول الله لعلهم يحدون من التمسك بشريعته.
& من إفساد المنافقين أنهم يثبطون عن الجهاد في سبيل الله وعن قتال أعداء الله, لأن أعداء الله يوافقونهم في الكفر, فالكل كافر, لكن هؤلاء مخادعون يظهرون الإسلام والكافرون صرحاء أشجع منهم يعلنون كفرهم ولا يبالون.
& من إفساد هؤلاء أعنى: المنافقين في الأرض أنهم يوالون أعداء الله, ويتولونهم أكثر مما يتولون المؤمنين, لأن أعداء الله الكفار إخوانهم, إخوانهم في الكفر, إخوانهم الحقيقيون, لأنهم متفقون وإياهم على الكفر بالله سبحانه وتعالى.
& أنواع فسادهم في الأرض كثيرة يعرفها من تتبع الآيات الكريمة في كتاب الله عز وجل كما في هذه السورة [البقرة], وكما في سورة آل عمران, وكما في سورة النساء, وكما في سورة التوبة, وكما في سورة الأحزاب, وكما في سورة المنافقين.
& على المؤمنين المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر على أذيتهم القولية أو الفعلية, التصريحية أو التلميحية وليعلموا أن الله عز وجل جاعل كيدهم في نحورهم
& نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي الإسلام من كيدهم وأن ينصر المسلمين عليهم.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم الخميس 08 فبراير 2024, 5:57 pm | |
| الذي يدعو إلى فساد يزعم أنه يدعو إلى صلاح: & كل إنسان يدعو إلى باطل فإنما يزعم أنه على حق, وكل إنسان يدعو إلى فساد فإنما يزعم أنه يدعو إلى صلاح, فإذا قال قائل: بأي شيء يوزن الصلاح والفساد والحق والباطل؟ قلنا: بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
من رغب عن دين الإسلام فهو سفيه مهما بلغ من الذكاء: & كل إنسان يرغب عن دين الإسلام فإنه سفيه مهما بلغ من الذكاء, ومهما بلغ من الإدراك, لكنه لو كان راشدًا عاقلًا عقل تصرف وتدبير, لكان متبعًا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الخوف والرعب عند المنافقين: & المنافقون عندهم من الخوف والرعب ما يجعلهم يظنون أن كل صيحة عليهم, وأن كل وعيد لهم, وأن كل إنذار لهم أيضًا, فهم جبناء ضعفاء لا يستطيعون أن يقاوموا الحق لقوته أمامهم, وضعفهم أمامهم.
الجنة والنار لا تفنيان أبد الآبدين: & من عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد أن الجنة والنار موجدتان الآن, وأنهما لا تفنيان أبد الآبدين, وإن كان قد ذكر في أبدية النار فإنه خلاف مرجوح, فالراجح بل المتيقن القول: إن النار لا تفنى, كما أن الجنة لا تفنى.
من اتبع هدى الله فلا يخاف ولا يحزن: & المؤمن المتبع لهدى الله هو الذي غنم, غنم وسلم, فلا يحزن على ما مضى من زمانه, لأنه استغله فيما ينفع, ولا يحزن على ما يستقبل, لأنه قد وُعد بالثواب الجزيل, والنجاة من العقاب, لأتباعه هدى الله عز وجل.
تدبر القرآن الكريم وتفهم معانيه: & أحث إخواني المسلمين على تدبر كتاب الله عز وجل وتفهم معانيه, والرجوع فيما لا يعرفونه إلى أهل العلم ليبينوه لهم, وإن لم يتيسَّر ذلك فإلى كتب التفسير الموثوق بها, كتفسير ابن كثير, وتفسير شيخنا السعدي، وتفسير القرطبي, وتفسير الشوكاني.
& كلما كان الإنسان أشدّ إقبالًا على القرآن الكريم, وإيمانًا به, وحبًا له, وتدبرًا لآياته, كان به أفهم.
كل ما يخالف الشرع فهو مخالف للعقل: & كل ما يخالف الشرع فهو مخالف للعقل, لكن المراد بالعقل العقل الصحيح السالم من الشبهات والشهوات, أمَّا العقل الفاسد المغمور بالشهوات والشبهات فليس بعقل ولهذا يصف الله الكفار بأنهم: ﴿صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡي فَهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 171]
الذكاء والعقل: & الذكاء شيء والعقل شيء آخر, فالعقل ما يعقل الإنسان عما يضره ويمنعه مما يضره, والذكاء هو سرعة إدراك الأمور وفهمها.
الصبر: & الإنسان الذي لا يصبر لا يتم له مطلوبه, فإن كثيرًا من الأمور لا تأتي بسهولة, بل تحتاج إلى تحمل وصبر.
الفزع إلى الصلاة عند وجود الكرب: & ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر -يعني كربه أو شق عليه- فزع إلى الصلاة, وذلك لأن الصلاة تنسى الإنسان الدنيا إذا كان مخلصًا فيها.
فإن الإنسان يقف بين يدي الله عز وجل يناجيه... فيتسلى بها... عن أمور الدنيا
من يعترض على شرع الله: & لا يعترض على شرع الله إلا من كان سفيهًا, وذلك لأن السفيه لا يعرف الحكمة, أو يعرفها ويسلك خلافها, ومن لا يعرف الشيء لا يرتضيه.
تمام عدل الله عز وجل: & تمام عدل الله عز وجل, حيث قال: ﴿وَإِنَّ فَرِيقا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 146] ولم يقل: " إنهم ليكتمون الحق" لأن منهم من أقرّ بالحق وآمن, كبدالله بن سلام من اليهود, والنجاشي من النصارى.
فوائد تصدير الخطاب بهذا النداء: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾: & ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ إذا صدّر الله الخطاب بهذا النداء, فإنه يستفاد منه ثلاث فوائد: الأولى: أهمية ما سيوجه إلى المؤمنين. الثانية: أن امتثال ما سيوجه إليهم من مقتضيات الإيمان. الثالثة: أن مخالفته نقص في الإيمان.
من فوائد الصبر: & للصبر فوائد كثيرة, منها: الأجر الكبير. ومنها: ترويض النفس على الانضباط. ومنها: أن الصبر سبب لحسن العاقبة. ومنها: أن الله مع الصابرين. ومنها: أن الإنسان تهونُ عليه المصائب, فيما إذا أُصيب بمصيبة, ثم صبر واحتسب.
& كل من كان بينه وبين شخص علاقة لغير الله, فإنه سوف يندم على هذه العلاقة, ويتبرأُ كلّ من الآخر, ويشهد لهذا قول الله تعالى: ﴿ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67].
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم الخميس 08 فبراير 2024, 6:04 pm | |
| فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم [2] فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...
أمَّا بعد: فهذا الجزء الثاني من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الابتلاء: & الله سبحانه وتعالى يبتلى عباده أحيانًا بالمصائب, ليعلم من يكون صابرً ومن يكون ضجرًا, ولله سبحانه وتعالى في خلقه شئون.
& المؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير, وليس ذاك لأحد إلا المؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)).
الشكر: & الشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح.
& شكر القلب بأن يعترف الإنسان بقلبه أن هذه النعمة من فضل الله وحده وليست بحول المرء وقوته وأمَّا شكر الله باللسان فالتحدث بهذه النعمة إظهارًا لفضل الله لا افتخارًا على عباد الله وأمَّا الشكر بالجوارح فأن يقوم... بالعمل الصالح بجوارحه.
ابتلاء العاصي بأمراض تحرمه من التمتع بالطيبات: & قد يُحرم الإنسان من الطيبات لا تحريمًا شرعيًا, ولكن بما يُصابُ به من الأمراض التي تجعله لا بد أن يمتنع عن بعض المأكولات والمشروبات... فقد يبتلى الإنسان العاصي بأمراض تمنعه من التمتع بالطيبات التي أحلها الله له.
سجود الشكر: & مشروعية... سجود الشكر عند تجدد النعم... يكبر الإنسان ويسجد ويقول سبحان ربي الأعلى, سبحانك الله ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي, ثم يثني على الله بما أنعم به من هذه النعمة, ويشكره عليها, ثم يرفع بدون تكبير ولا تسليم.
النصر: & نحن لو صدقنا الله عز وجل, لهيأ لنا من أسباب النصر ما لا يخطر على البال.
& ينبغي للإنسان إذا نصره الله ويسر له أسباب النصر ألا يغتر بنفسه, وألا يعجب بعمله, بل يسأل الله المغفرة. مغفرة الذنوب, حتى لا يشمخ ويتعالى, ويترفع.
من اعتقد أن أصل بني آدم قردة: & من اعتقد أن أصل بني آدم قردة, فإنه مُكذب بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين, فإن قالها عن جهل لكونه عاش في بيئة لا تعلم سوى ذلك, فإنه يُعلّم فإن أصرّ على ما كان عليه صار كافرًا.
& إن لم يقلها عن جهل بأن كان مقيمًا في بلاد المسلمين الذين يقرءون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يكون كافرًا بمجرد قوله: إن بني آدم أصلهم قردة, لأن هذا تكذيب صريح لما عُلِمَ من دين الإسلام
الإيمان والعمل الصالح يطرد الخوف ويُطردُ الحزن: & الإيمان والعمل الصالح يطرد الخوف ويُطردُ الحزن في الدنيا والآخرة, ولهذا كان أشرف الناس صدرًا, وأنعمهم بالًا, وأشدهم طمأنينة, أي: أشدهم طمأنينة في القلب هم المؤمنون العاملون عملًا صالحًا.
عدم الاتعاظ بالآيات الكونية: & بعض الناس بعد ظهور الآيات لا يزداد إلا كبراً وعناداً فتجد من آيات الله ما يظهر ظهوراً بيناً سواء أكانت هذه الآيات من الأمور الفلكية أو الأرضية، أو الواقعة بين الناس فإن كثيراً من الناس لا يهتم بها، ولا يذكرها إلا على سبيل أنها واقعة فقط.
& عند كسوف الشمس أو خسوف القمر لا نجد كثيراً من الناس يتأثر أو يقبل على المساجد، ليفعل ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الصلاة.
& عند حصول الزلازل والفيضانات والعواصف الشديدة لا نجد كثيراً من الناس يهتم بها، ويقلق منها، ويخشى أن يصاب بمثلها، بل لا يذكرونها إلا على أنها حوادث وقعت وكأنها-كما يقولون-كوارث طبيعية، لا يلتفت إليها.
& نجد كثيراً من الناس تقع بينهم الحروب والفن، ويعتدي بعضهم على بعض بالقتل والنهب وانتهاك الحرمات ومع هذا لا يعدونها شيئاً يُذكر بل يذكرونها على أنها حوادث تاريخية، وليست من الآيات التحذيرية التي يحذر الله بها العباد.
& تجدهم بعد أن تزول هذه الكوارث وهذه الحوادث العظيمة يرجعون إلى غيِّهم، بل ربما يرجعون إلى أكبر من غيهم، نسأل الله السلامة.
الدعاء بطول العمر على الطاعة: & ينبغي لمن دعا لشخص بطول العمر أن يقرن ذلك بطاعة الله فيقول: أطال الله عمرك في طاعته, لأن طول العمر بدون طاعة لا يفيد الإنسان شيئًا.
ذكر الداء والدواء: & ينبغي لمن ذكر الداء أن يذكر الدواء...ينبغي للداعية إذا ذكر الداء والأمراض التي في المجتمع أن يذكر لهم الدواء وطريق الخلاص منها, حتى يجمع بين الأمرين.
الانتفاع بالموعظة: & الموعظة إنما ينتفع بها المتقون, لقوله تعالى: ﴿وَمَوۡعِظَة لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 66] فمن ليس بمنتقٍ فإنه لا ينتفع بالموعظة, وكلما كان الإنسان أتقى لله كان أوعى للموعظة وأكثر انتفاعًا بها, وشاهد هذا ظاهر في المحسوس.
العقل عقلان:
& عقل إدراك، وعقل تصرف، فعقل الإدراك هو الذي يترتب عليه التكليف، ويكون في المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وأمَّا عقل التصرف، فهو ما يحصل به الرشد، وهو حُسن التصرف في أفعال الإنسان وأقواله، وهذا خاص بمن آتاه الله الحكمة.
عمر الإنسان حقيقة: & عمر الإنسان حقيقة ما أمضاه في طاعة الله, وليس عمر الإنسان ما طال, فإن الإنسان قد يكون قصير العمر, ولكن يجعل الله في عمره بركة, ينتفع بنفسه وينتفع غيره, كما يوجد من بعض العلماء الذين عمروا قليلًا, ولكنهم خلفوا خيرًا كثيرًا للأمة
من أعظم أنواع السحر: & من أعظم أنواع السحر التفريق بين الرجل وزوجته... وهذا ما يسمى بالعطف والصرف... فيصبح يرى زوجته وكأنها من أعدى أعدائه أو العكس, وهذا من أشد أنواع السحر إيذاءً وضررًا.
لجوء المسحور إلى الله تعالى: & ينبغي للمسحور أن يلجأ إلى الله تعالى وأن يسأله رفع ما نزل به بصدق وإخلاص وضرورة... وقد يكون لجوء الإنسان إلى الله في الحال التي يُصاب فيها بالسحر, وشدة تضرعه إليه من أقوى الأدوية تأثيرًا إن لم يكن أقوى الأدوية تأثيرًا.
الرجوع إلى الكتاب والسنة: & قال الله تعالى: ﴿فإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النساء: 59] لم يأمرنا الله تعالى بالرجوع إلى الله ورسوله إلا لأننا سنجد الحل الشافي الكافي في الرجوع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
& ما ضرَّ الأمة وأوجد عندها المشاكل التي لا منتهى لها إلا غفلتهم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لا ينسب الخطأ للجميع إذا وقع من بعضهم: & إذا وقع الخطأ من بعض قوم, فإنه لا ينسب الخطأ إلى الجميع, بل العدل أن يشار إلى أن هذا الذي حصل إنما كان من فريق منهم, لئلا يلحق العار جميع القوم مع براءة بعضهم منه.
الحذر من مكر الكفار: & الحذر من مكر الكفار من اليهود والنصارى... لا تغتر بما يبذلونه لنا من حلاوة اللسان, وإظهار انشراح الصدر بنا لأنهم إنما يفعلون ذلك من أجل خير عائد عليهم.
& الحذر من كيد الأعداء ومخادعتهم لأنهم يودون أن يردونا كفارًا فإنهم لم يألوا جهدًا في سبيل الوصول إلى هذه الغاية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.
الإخلاص والمتابعة في العبادة: & من قام بالعبادة على هذا الوجه: الإخلاص والمتابعة, فإنه لا خوف عليه في مستقبله, ولا حزن عليه في ماضيه, لأنه سوف يصل إلى النعيم والسعادة.
& من لم يتعبد لله بهذين الشرطين: الإخلاص والمتابعة, فإنه يحل به الخوف والحزن, الخوف في المستقبل, والحزن في الماضي
أهل مكة عليهم شكر نعمة الله عليهم أكثر من غيرهم: & مكة وإن لم تكن بلدًا زراعيًا, تُجبي إليها ثمرات كل شيء من كل قطر, فأهلها آمنون, وبالعيش راغدون, فكان يجب عليهم من طاعة الله أكثر مما يجب على غيرهم, شكرًا لله تعالى على هذه النعمة.
الأمن والإيمان: & الإيمان بالله واليوم الآخر من أسباب الرزق والأمن, وكلما كان الإنسان أقوى إيمانًا بالله واليوم الآخر كان أكثر آمنًا.
سؤال الله الذرية الصالحة: & ينبغي للإنسان أن يسأل الله له عقبًا صالحًا, لقوله: ﴿وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسۡلِمَةً لَّكَ﴾ [البقرة: 128] وهذا كقول إبراهيم: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ﴾ [إبراهيم: 40].
حكم الله الكوني لا يمكن رده: & حكم الله الكوني لا يمكن لأحد مخالفته, ولا مضادته, ولا معارضته, ولهذا نجد أن الفيضانات العظيمة والعواصف المدمرة, والصواعق المحرقة تنزل على أعظم دولة وأقواها صناعة, واقتصادًا, وسلاحًا, وتدمر ما شاء الله أن تدمر ولا يملكون ردها.
الحرية الحقيقية: & العبودية لله عز وجل هي الحرية الحقيقية.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم الخميس 08 فبراير 2024, 6:11 pm | |
| فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم (3) فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...
أمَّا بعد: فهذا الجزء الثالث من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
العمرة في رمضان: & العمرة في رمضان تعدل حجة وهذا أجر عظيم...ولكن إذا كان هناك أعمال صالحة أفضل من ذلك فصرف الأموال فيها أولى وأحرى, كما لو احتاج المسلمون إلى المال لمجاعة شديدة, أو لأمراض فتاكة تحتاج إلى علاج, أو إلى قتال الكفار.
& إذا ترتب على هذه العمرة إضاعة الأهل وعدم تربيتهم, مع علمه أو غلبة ظنه أنهم سوف يضلون إذا غاب عنهم, فإن العمرة حينئذ تكون مرجوحة, وبقاؤه عند أهله وتربيتهم إياهم, وتوجيههم إلى الخير أفضل.
& إذا كان يترتب على هذه العمرة أمور سيئة في مكة, مثل أن يكون معه شباب وشابات يذهب بهم إلى مكة في رمضان, ثم يتسكعون في الأسواق...ويحصل بذلك من الاختلاط والفتنة شر, ما لا تحمد عقباه, فهنا بقاؤه في بلده أفضل وأحسن.
المنافقون: & ﴿وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ﴾ [البقرة: 204] يعني: على أنه ناصح, موافق لشريعة الله, ﴿وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ﴾ أي أعظمهم خصومة, وهذا ينطبق تمامًا على المنافقين.
من فوائد التقوى: & تقوى الله تعالى من أكبر الأدلة على عقل الإنسان, وأنه من ذوي الألباب...ومن لم يتقِ الله فليس من ذوي الألباب.
& فضيلة التقوى وأنها سبب للغلو والرفعة, يقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [البقرة: 212].
& الرزق سبب للرزق... قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجا * وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ﴾ [الطلاق: 2-3].
أولي الألباب: & أولي الألباب هم المنتفعون بخطاب الشرع, لأن الله وجه الحطاب إليهم في قوله: ﴿وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [البقرة: 197].
النصر: & النصر قد يكون نصرًا للقول وقائله, بحيث يشاهد القائل انتصاره في الدنيا, وقد يكون نصرًا للقول فقط, بحيث يموت الإنسان القائل قبل أن يشاهد النصر بعينه, ولكن الله ينصر ما جاء به.
السخرية من المؤمنين: & الكفار يسخرون من المؤمنين, وكلما قوي الإيمان قويت السخرية... ومن سخر من المؤمنين ففيه شبه من الكفار... فيجب الحذر من السخرية من المؤمنين.
حمل الإنسان على طاعة الله: & الإنسان إذا حمل نفسه على ما يكره من طاعة الله, فليرتقب الخير, لقوله تعالى: ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔا وَهُوَ خَيۡر لَّكُمۡۖ﴾ [البقرة: 216].
المعاصي: & المعاصي يظهر بها الفساد في البر والبحر, كما قال تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41].
& المعاصي سبب للأوبئة, والقحط, والجدب, وبهذا تهلك الأموال, وتنقطع السبل.
الصد عن سبيل الله: & الصد عن سبيل الله من كبائر الذنوب مثاله أن ترى شخصًا متجهًا إلى الاستقامة والالتزام, فتأتي فتصده عن ذلك وتقول له: هذا يلزمك بأشياء, وهذا يحبس حريتك على ما تظنه أنت أنه حبس للحرية... فهذا نوع من الصد عن سبيل الله.
إتيان الزوجة في الدبر: & لا يجوز للرجل أن يطأ زوجته في الدبر, لأن الله تعالى إنما أمرنا أن نأتي الحرث, والدبر ليس موضعًا للحرث.
& وطء المرأة في دبرها قال عنه كثير من أهل العلم: إنه من كبائر الذنوب, وأن الرجل إذا عُرِف بممارسة ذلك, ولم يتب, وجب أن يفرق بينه وبين زوجته, لأنه فعل بها ما لا يجوز.
& لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من وطئها في دبرها, لأنها إن فعلت ذلك فقد أعانت على الإثم والعدوان, وقد قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ﴾ [المائدة: 2].
الديّن: & من عليه دَين فإنه لا يتصدق, لأن من عليه دين ليس عنده... زائد من المال, إذا إن الواجب عليه أن يبادر بوفاء الدين, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مطل الغني ظلم)), والمطلُ هو: تأخير الوفاء.
& من ذهب إلى العمرة أو للحج, وعليه دين, فإننا نقول: لا تعتمر, ولا تحج, حتى تقضي دينك, لأن قضاء الدين واجب, والعمرة والحج مستحبان.
القتال في سبيل الله: & يقاتل الإنسان لا ليغلب عدوه ولكن لتكون كلمة الله هي العليا, فمن قاتل حمية أو عصبية, كالقتال لأجل العروبة, أو الوطنية, أو ما أشبه ذلك, فليس في سبيل الله. الذي يقاتل في سبيل الله هو الذي يقاتل لشيء واحد أن تكون كلمة هي العليا.
تدبر القرآن الكريم: & أحثُّ إخواني المسلمين على تدبر كتاب الله عز وجل وتفهم معانيه والعمل به فإنه النور المبين, والشفاء لما في الصدور, والأخذ به من أعظم أسباب تطهير القلب.
عدم الاتعاظ بالآيات الكونية دليل على قسوة القلب: & إنني.. أحذر إخواننا المسلمين الذين يؤمنون بالله، مما يدور على الألسنة - أحيناً - إذا أُصيب الناس بزلزالٍ، أو بعواصف، أو بفيضانات، قالوا: هذا أمر طبيعي، وهذا أمر لا يهُمُّ، فإن هذا - لا شك - دليل على قسوة القلب
& لما قست القلوب، صار الناس كما قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا﴾ [الطور: 44] أي: إن يروا عذاباً في السماء ساقطاً ﴿يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ﴾ [الطور: 44] فالواجب علينا أن نتعظ بهذه الآيات وأن نخشى وأن نحذر.
تعليق القلب بالله عز وجل: & ينبغي للعبد الا يعلق قلبه بأحد غير الله, في السراء والصراء في الصحة والمرض, لأن الله تعالى هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض يُنجي من يشاء, وهو الذي يهلك من يشاء.
الاختلاط بين الرجال والنساء: & يقول بعض النساء: إن منع الاختلاط بين الرجال والنساء من باب التقاليد, وهذا غلط عظيم, بل هو من باب الأمور المشروعة, لأن القاعدة الشرعية: أن كل شيء يؤدي إلى الفتنة بين الرجال والنساء, فإنه ممنوع.
المساواة بين الرجال والنساء: & لقد ضلّ قوم يريدون ان يساؤوا بين النساء والرجال, في الأمور التي فرَّق اللهُ بينهما فيها, وظنوا أن ذلك هو المدنية والحضارة, ولكنه في الحقيقة الجاهلية المحضة, لأن الله سبحانه وتعالى فرَّق بين الرجال والنساء خلقًا وشرعًا.
فضل الله عز وجل وإحسانه على المتصدق: & فضل الله وإحسانه, لأن الذي وفقك للقرض, أي: لإقراض الله قرضًا حسنًا, هو الذي يضاعفه لك فلولا أن الله أعانك ما أنفقت ولا أعطيت, ولولا أن الله رزقك ما أنفقت ولا أعطيت, فهو الذي رزقك وأعانك على البذل أثابك على ذلك.
لا يقدر أحد على الصبر إلا بتوفيق الله: & لا يقدر أحد على الصبر, إلا بتوفيق الله, قد يكون الإنسان أشجع إنسان, وأقوى إنسان, وأحسن إنسان, فإذا أُصيب بمصيبة خارت فواه, وعجز عن حملها, إلا بمعونة الله عز وجل.
النصر من عند الله فلا عبرة بالكثرة: & لا عبرة بالكثرة, العبرة بنصر الله, فقد يكون العدد كثيرًا, ولا يكون النصر, لا سيّما إذا أعجب الإنسان بكثرته, كما جرى ذلك للصحابة رضي الله عنهم, في غزوة حنين, حين قالوا لا نغلب اليوم من قلة فأراهم الله أن الكثرة لا تغني شيئًا.
& النصر من عند الله عز وجل, ليس بقوة السلاح, وليس بقوة العزيمة, وليس بكثرة العدد, وإنما هو من عند الله عز وجل.
دعاء عند ملاقاة العدو: & يدعو الإنسان بهذا الدعاء عند ملاقاة الأعداء: ﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 250].
متفرقات: & لا واعظ أشد من واعظ القرآن... ولا واعظ أوقع في النفوس من القرآن.
& كل من كان بالله أعرف, كان منه أخوف.
& الصابر قليل, كما أن الشاكر قليل.
& فضيلة الصبر, وأن الله تعالى يكون مع الصابر, فينصره, ويُؤيده, ويُثبتهُ.
& الضرر: ما حصل عن غير قصد, والضرار: ما حصل بقصد.
& التمسك بالدين هو الحرية التامة, لأن الإنسان فيه يتحرر من رقِّ الشيطان
& اعتبار بقصص من مضى, كما قال تعالى: ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَة لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ﴾ [يوسف: 111].
& الصدقة لا تنقص المال, وإن نقصته عددًا, فإنها تزيده بركة وحماية.
& فساد الأرض يكون بالعدوان, والسيطرة على الخلق بغير حق.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم الخميس 08 فبراير 2024, 6:17 pm | |
| فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم (4) فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...
أمَّا بعد: فهذا الجزء الرابع من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الانفاق في سبيل الله: & لا يبقى للإنسان من ماله إلا ما قدمه لله عز وجل, أمَّا ما خلفه فهو للورثة.
& ينبغي للإنسان إذا أنفق شيئًا أن يُثبت نفسه بأن يبذله بنقس مطمئنة مؤمنة بالخلف العاجل والثواب الآجل.
& كثير من الناس الذين ينفقون ابتغاء وجه الله يجدون ذلك ظاهرًا في أموالهم, بالبركة فيها ودفع الآفات عنها... فإذا أردت أن يزيد مالك وتكفر سيئاتك فعليك بالصدقة.
& الإنفاق يُنجي من أهوال يوم القيامة... والصدقات تكفر السيئات.
& مال الإنسان ما قدمه, وأمَّا ما خلفه بعد حياته فليس ماله.
الربا: & الربا من أكبر الكبائر لم يرد في أي ذنب دون الشرك مثل ما ورد في الربا من الوعيد.
& الربا... يكثُر به المال حِسًا, ولكنه ينقص به معنى وبركة.
& التحذير من الربا, وأنه لا خير فيه, بل يمحقه الله, إمَّا مَحْقًا حسيًا بأن يُسَلِّط اللهُ على المال نارًا تحرقه, أو ماءً يُغرقه, أو يكون في ذمم أناس يُفلسون ولا يستطيع الاستيفاء منهم.
& المحق المعنوي... يمحق الله بركته حتى لا يستفيد منه صاحبه.
الحكمة: & الله يمنُّ على من يشاء من عباده بالحكمة فتجد الرجل حكيمًا في قوله وفي فعله, وفي تركه, وفي إقدامه, وفي جميع أحواله, متأنيًا مطلعًا إلى المستقبل, وإلى الآثار, فيزن بعضها ببعض, ويقدم حيث كان الإقدام حيزًا, ويحجم كان الإحجام خيرًا.
& تفاضل الناس في هذا: أن منهم من يؤتى الحكمة, ومنهم من يُحرم الحكمة.
& من أوتى الحكمة فقد أوتى خيرًا كثيرًا, فأموره تكون مرتبة, قد تأني فيها, وقد علم كيف يضع قدمه, فتجده قليل الزلل, وإن كان الإنسان ليس معصومًا, لكن من أوتى الحكمة فهو أقل زللًا من غيره.
& ينبغي للإنسان أن يسأل الله وحده الحكمة, لأنه إذا كان الذي يؤتى الحكمة هو الله, فإلى من نلجأ إذا أردنا الحكمة؟! إلى الله عز وجل.
& إذا أردت الحكمة فاطلبها ممن يقدر على إعطائك إيَّاها لكن مع هذا نقول: إن التجارب لها دور عظيم في الوصول إلى الحكمة وإن مصاحبة العقلاء... لها دور عظيم في تحصيل الحكمة فاعمل أنت أيها المسلم بدعاء الله عزوجل أن يعطيك الحكمة.
إخفاء الصدقات: & إخفاء الصدقات أبعد من الرياء, وأدلُّ على الإخلاص... والفقراء لا يبدو للناس أنهم فقراء يُتصدق عليهم, فتنكسر قلوبهم, فإذا أعطيت الفقير الصدقة خفية, كان هذا أطيب لقلبه وأبعدَ عن ذله.
& إخفاء الصدقات أفضل من إظهارها, لكن إن ترتب على إظهارها مصلحة أكبر من مصلحة إخفائها, صار إظهارها أفضل, مثل أن يكون الرجل أسوةً للناس يتأسون به في أفعاله, فإذا أبدى الصدقة على الفقير تسابق الناس إلى هذا الفقير وأعطوه.
القتال في سبيل الله: & القتال المضمون الانتصار فيه هو القتال في سبيل الله, وهو القتال لتكون كلمة كلمة الله هي العليا.
& القتال للعصبية أو الوطنية أو القومية وما أشبه ذلك فليس في سبيل الله اللهم إلا أن يكون الإنسان يقاتل للدفاع عن وطنه الإسلامي باعتباره وطنًا إسلاميًا, فيقاتل حماية للإسلام في هذا الوطن, فهذا يكون في سبيل الله.
الرزق من عند الله عز وجل: & الرزق من عند الله عز وجل, وإذا كان من عنده كان الواجب على العبد أن يعتمد على ربه في رزقه, لا على فلان وفلان, يعتمد على الله, وإذا صدق اعتماده على الله صارت هذه الأشياء وسيلة: الوظيفة وسيلة, فتح المتجر وسيلة.
آية الكرسي: & هذه الآية لها خصائص: منها: 1- أنها أعظم آية في كتاب الله. 2- أن فيها اسم الله الأعظم (الحي القيوم). 3- أنها اشتملت على جُملٍ عظيمة, كل جملة تحمل أسفارًا. 4- أن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقربه شيطان حتى يُصبح.
& أحثُّ إخواني المسلمين على قراءة هذه الآية كل ليلة, لأنه إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ, ولا يقر به شيطان حتى يصبح
& أوصي إخواني أن يقرؤوها بتمهل وتدبر حتى يتبينوا عظمة هذه الآية... وأوصى أيضًا بتدبر ما فيها من صفات الله عز وجل, العظيمة وأسمائه الحسنى الكريمة حتى يزداد بذلك إيمانًا بالله وتعظيمًا له ولكتابه.
لا تحزن ولا تيأس: & إذا حرص الإنسان في دعوة أقاربه للحق ودعاهم وبذل ما يستطيع ولكن لم يحصل مراده فلا يحزن عليهم لو شاء الله لهداهم, لكن لا ييأس من هدايتهم, فكم من إنسان دعا شخصًا مرةً بعد أخرى... ثم هداه الله عز وجل.
لا تيأس من أي شيء تريده من الله عز وجل: & لا نستحسر في شيء نطلبه من الله عز وجل... ولو كان بعيدًا ولو كان عظيمًا, لا تقل: هذا مرض خير, هذا مرض لا يرجى بُروه... لا يا أخي الله على كل شيء قدير... فلا تيأس من أي شيء تريده من الله عز وجل.
اختلاف الناس حتى فيما قامت البينة عليه: & الناس يختلفون حتى فيما قانت البينة عليه, لأنه لا بينة أوضح ولا أقوم ولا أبين من بينة الدين التي قامت الأدلة على ثبوتها, ومع ذلك ينقسم الناس فيها إلى مؤمن وكافر.
الإعزاز بالدين: & ينبغي للمسلم أن يكون عزيزًا بدينه, مستشعرًا للغلبة على أعدائه, لأنه بذلك تحصل له الجرأة والإقدام والشجاعة... وينبغي فعل كل شيء يكون به إرهاب العدو وإذلاله وخذلانه وكسر شوكته.
& لا عزة للمؤمنين إلا إذا قاموا بأمر الله إيمانًا به جل وعلا, وتصديقًا لأخباره واتباعًا لأحكامه, أمَّا وهم متفرقون متنازعون منهمكون في حب الدنيا, فإنه لم يأخذوا الشرط الذي تكون به العزة.
سؤال الله عز وجل الثبات على الحق: & ينبغي للإنسان أن يسأل الله سبحانه وتعالى الثبات على الحق بألا يزيغ قلبه بعد إذ هداه, لأن قلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه, والإنسان على خطر ما دامت روحه في جسده.
مغفرة الذنوب: & الذنوب هي الآثام التي ارتكبها العبد, ومغفرتها أن الله يسترها عليك في الدنيا والآخرة, ويقيك من عذابها فهو ستر ووقاية.
البراءة من المشركين: & اليهود والنصارى... أن نداهنهم ونقول: أنتم على الحق, أنتم أهل دين سماوي, وما أشبه ذلك من العبارات التي يقولها من لا يفهم معناها, أو من لا قيمة للإسلام عنده, فالواجب البراءة من المشركين ومن شركهم ومن عبادتهم ومن دينهم.
المسارعة بالتوبة: & الإنسان... إذا علم أن الله سريع الحساب فسوف يخشى من وقوع الموت والمفاجأة فيسرع بالتوبة, ولا سيما التوبة من حقوق الآدميين, لأن حقوق الآدميين لا بد أن تستوفى ولو من أعمال الإنسان الصالحة.
رزق الله: & إذا رأيت الله أغدق لك الرزق في الأموال والأهل والبنين والجاه وما أشبه ذلك وأنت مقيم على معصيته فاعلم أن هذا استدراج وأن مآلك الخسارة والهلاك والشقاء.
& إذا كان رزق الله عز وجل مع استقامة الإنسان على دين الله فهذا دليل على رضا الله على العبد.
الظالم: & الظالم والعياذ بالله, لا يوفق للهُدى, كقوله تعالى: ﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [البقرة: 258] فانتفاء هداية الله لحكمة, وهي أن هذا الذي انتفت عنه الهداية ليس أهلًا لها.
& التحذير من الظلم, وأن عاقبته وخيمة, وأن الظالم لن يجد له ناصرًا, لقوله تعالى: ﴿وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ﴾ [البقرة: 270].
متفرقات: & القانت: هو المُديم للطاعة على وجه الخشوع والإنابة والإخبات لله عز وجل.
& الريب: هو الشك مع القلق.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ صيد الفوائد
|
| | | | فوائد مختصرة من أحكام القرآن الكريم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |