| هَمَسات في كلمات | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: هَمَسات في كلمات الأحد 31 ديسمبر 2023, 9:10 pm | |
| هَمَسات.. في كلمات.. (4) (إن للحسنة ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وان للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق).
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فمع الحلقة الرابعة من سلسلة: همسات في كلمات، التي أسال الله أن تكون لبنة في سبيل الإصلاح، وأن تكون من الباقيات الصالحات.
✹ أعدائنا عندما يتسلطون علينا لا بقوتهم فحسب، وإنما أيضا بضعفنا، وضعفنا نابع من بعدنا عن شريعة ربنا، فالمعاصي وتجاوُزُ حدود الله، وللأسف كثير من المجتمعات الإسلامية تسنُّ قوانين تسهِّل المعصية، بل ربما يفرضون المعاصي على الناس بحجة الحرية، أو أي حجة مضحكة أخرى، والمعصية لها ضرر على الفرد والأسرة والمجتمع خصوصاً الإعلان بها، ومن أروع ما قيل عن الطاعة والمعصية: (إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق) وهو من قول ابن عباس رضي الله عنهما. ----------------------- ✹ هناك من يقدسون الأوطان لدرجة كبيرة، وتعبئ الجيوش الدول الإسلامية -للأسف للشديد- على تقديس التراب والتفاني في خدمته، وتقديس العَلَم والفخر بالقتال في سبيله؛ لذلك حصلت لنا هزائم كثيرة، ونحن إن واجهنا أعدائنا بمقاييس الدنيا فقط تفوَّقوا علينا ولا شك، فهم اكثر منا عُدةً وعدداً، ولو أننا ربَّينا أبنائنا على التفاني والعمل والموت في سبيل رب التراب لكنا أعزة، كما كان سلفنا الصالح، فـ «(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)» [متفق عليه]، فتراب وطنك بل والأرض كلها مخلوق مسخر لك لتعبد الله لا لتقدس التراب وتعصي الله به، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا المعنى بقوله (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون)، فماذا يساوي وطنك بالنسبة للشمس والقمر، فلا تكن ممن يقدسون صنما ضخماً بحجم بلدهم أو الطبيعة كلها.. (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). ----------------------- ✹ (من أعَظم الخذلان أن يأمر الإنسان غيره بالبر، وينسى نفسه)، وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي كم هم الذين ينشرون الآيات والأحاديث، والحِكَم والمقالات التي يصل طول بعضها إلى أمتار دون أن يقرؤونها فضلا عن العمل بها، وهذا لا بأس به إذا كان في فضائل الأعمال، أو الآداب، وهذا أمر طيب (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه) كما جاء في الحديث، أمَّا في الواجبات والنواهي فقد جاء الوعيد الشديد في ذلك حيث (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتنذلق أقتابه، فيدور بها في النار، كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار، فيقولون: يا فلان ! ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه)، ولكن الأكمل أن يكون الآمر بالخير أول الفاعلين له، وفي طليعة العاملين به، وسئل سفيان الثوري رحمه الله: طلب العلم أحب إليك يا أبا عبد الله أو العمل؟ فقال: إنما يراد العلم للعمل، لا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم. ----------------------- ✹ كل نعمة لا تعينك على طاعة الله فهي نقمة، وكل نعمة تستخدمها في معصية الله فهي وبال على صاحبها، وزوالها خير من بقائها فـ(إن من شُكْرِ الله على النعمة أن تَحْمدَه عليها، وتستعين بها على طاعته، فما شكر الله من استعان بنعمته على معصيته) كما جاء عن سيفان رحمه الله، وعلاج ذلك كله بالتوبة عن ما مضى وإصلاح ما تبقى، فإذا عصيت الله بِنِعَمِهِ -وكلنا ذلك العبد- فما عليك إلا أن (تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك حسنات كلهن) كما جاء عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولا ننسى أن الموت يأتي بغتة، عندها تندم وتقول: {(رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)}. ----------------------- ✹ الثبات على المبدأ يخلق لك العداوات، خصوصاً إذا كنت على الحق، فما أكثر أنصار الباطل وأعداء الحق، والرسول صلى الله عليه وسلم كان من أفضل الناس خَلْقَا وخُلُقاً، وأحسنهم معاشرةً، واكرمهم جانب، وأعذبهم كلاماً وفصاحةً، لكنهم عادوه لما رفض التنازل عن مبادئه، قال تعالى: {(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)}، وأمر الله نبيه أن يعلنها صريحة مدوية {(وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ)}، وما رضي صلى الله عليه وسلم التنازل عن مبادئه أبداً {(وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)}،وقال تعالى لنبيه: {(فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)}، فهلا اقتدينا به، فإن لكل مجتمع ولكل قانون ولكل دستور خطوط حمراء، والحرية المطلقة وهم من نسج الخيال، ففي العلمانية الغربية يجرمون من يناقش محرقة اليهود بينما من يسب الأنبياء حر طليق. ----------------------- ✹ الحيوان بطبيعته يسعى إلى مصالحه، لدرجة أن الكلاب في الصيف تبحث عن الظل أو الأماكن الندية لترتاح فيها، وهكذا كل عالَم الحيوان، والانسان شرفه الله تعالى وكرمه بالعقل فهو أولى بالهروب من الأذى، والسعي خلف الاطمئنان، وكمال ذلك في الجنة فـ: (ملذاتها لا يكدرها أي نوع من التنغيص، ولا يخالطها أي أذى)، وأيضاً (ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه)، لذلك فـ(العاقل لا يرى لنفسه ثمنًا إلا الجنة). ----------------------- ✹ ملك الجوارح هو القلب، وصلاح الملك صلاح الرعية، فالعناية بالقلب غاية في الأهمية، والقلب يلين بذكر الله تعالى، وقد يكون (كالحجارة أو أشد قسوة)، كما أنه يضعف ويمرض وقد يموت، وكم من إنسان يلهو ويمرح وقلبه ميت، ومقياس حياة قلبك هو حاله مع كتاب الله وذكره، وعند ذكر الموت، وحضوره في الصلاة، فإذا لم يتحرك قلبك فاعلم أنه ميت أو على الأقل في طريقه إلى الموت، ومن فضل الله يمكنك إحياء قلبك بغيث الوحي فالأمل موجود، والعلاج ميسور ومجاني وباب التوبة مفتوح، فكم من الصحابة من كان قلبه أقسى من الصنم الذي يعبده، فشرح الله صدره بالإسلام، وجعله من خير أمة أخرجت للناس، ورضي الله عنه ورضي عنه، ووعده بالحسنى، وجعله قدوة لغيره. ----------------------- ✹ الملاحظ أن هناك إقبال نوعاً ما على القراءة، فهل هذا نذير خير أم شؤم؟ فالحقيقة يختلف بحسب الذي يُقْرَأْ، فالكتاب جليس، والجليس قد يكون جليس صالح أو جليس سوء، فإن كان الثاني أوبق دنياك وآخرتك، فيجب الحذر، فكما أننا نحمي أبناءنا من السموم أن تفتك بأجسادهم، فيجب علينا أن نوحد الجهود لنحميهم من سموم الأفكار من أن تعصف بعقولهم، وتجعلهم في الآخرة من الخاسرين، باختصار نريد جمعيات ومؤسسات لحماية عقولنا كما أن هناك جمعيات ومؤسسات لحماية بطوننا، وهذا يدخل تحت قوله تعالى:(قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة).
وإلى اللقاء في همسات أخريات إن شاء الله تعالى.
سالم محمد
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: هَمَسات في كلمات الأحد 31 ديسمبر 2023, 9:14 pm | |
| هَمَسات.. في كلمات.. (8)فكيف يمكن تأليف كتاب قبل قرون عديدة ويتحدث عن أمور علمية كثيرة وغيبية، ولا يخطئ في مسألة واحدة.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين.
أمَّا بعد: فمع المجموعة الثامنة من باقات: همسات.. في كلمات، نسأل الله أن يبارك في كاتبها وقارئها وكل منتفع بها: ✹ عقيدة الولاء لأولياء الله، والبراءة من أعداء الله متأصلة في كتاب الله وسنة نبيه، ومن أساليب الأعداء لتمييع هذه العقيدة الحنيفية السمحة، تقسيم الناس إلى مسلمين وغير مسلمين، والله تعالى يقول: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، فحتى تَقْبَل بالكفر والظلال؛ يقال هذا غير مسلم وليس كافر، وإذا ما قرأت القرآن تجد التحذير من الكفار وفضح أساليبهم لكن هؤلاء يوهمونك أن غير المسلمين ليس كلهم كفار، ومن المعلوم أن مصطلح غير مسلمين لا وجود له في القرآن، والبعض يستعمله مداهنة وخوفا من أن يقال له تكفيري، والتكفير قد يكون بحق أو باطل، وهو حكم لله تعالى، فمن كفره الله كفرناه، ولو كره المنافقون، وهذه اللوثة سرت وانتشرت حتى إن بعضهم لا يكفر اليهود والنصارى أو من يسميهم (المسيحيين)، ووصل التطرف والغلو من بعضهم أن شهد لهم بالجنة، وقبل ذلك يترحم على موتاهم، و(الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة: حرام بنص القرآن والإجماع) كما قال الإمام النووي رحمه الله. -------------- ✹ طابور من القرون منذ أن بعث الرسول صلى الله عليه وسلم و: (رأيت الناس يدخلون في دين الله)، من أعظم دلائل النبوة؛ إذْ كيف لبشر أن يَكذِبَ كل هذه القرون وعلى كل هؤلاء البشر دون أن يكتشفه أحد، أو يخذله الله سبحانه وتعالى، كما أن الحقائق التي جاء بها لم يوجد فيها ولا خطأ واحد، فكيف يمكن تأليف كتاب قبل قرون عديدة ويتحدث عن أمور علمية كثيرة وغيبية، ولا يخطئ في مسألة واحدة، والكتب والأفكار الموغلة في القدم والتي وصلت إلينا كالأفكار اليونانية تحتوي على الكثير من المعلومات المغلوطة والمضحكة التي تبين أنها خرافة بسبب التقدم في العلوم والاكتشافات، وهكذا هي كتب البشر، فيها ما يكون اليوم حقيقة علمية؛ وبعد سنين عددا يكون خرافة مضحكة، فكل منصف درس القرآن وتأمَّل فيه لابد وأن يصل إلى حقيقة أنه من عند الله عز وجل، نزل على محمد صلى الله عليه وسلم. -------------- ✹ من المشاريع الرائدة والنافعة (الموسوعة الفقهية الكويتية)، ويشار إليها لشهرتها بالموسوعة الفقهية، وقلَّ أن تجد طالب علم عموما، وطالب فقه خصوصا فضلا عن العلماء لم يستفد منها، (وهي دائرة معارف بصياغة عصرية, لتراث الفقه الإسلامي...، تجمع الأحكام الفقهية, وتعرضها من خلال عناوين ومصطلحات... وكتابتها بأسلوب مبسط)، والهدف منها (تسهيل العودة إلى الشريعة الإسلامية لاستنباط الحلول القويمة منها لمشكلات القضايا المعاصرة)، والعمل الموسوعي يتميز بكثرة مؤلفيه، واستيعابه، وسهولة الوصول إلى المعلومة ومراجعها للاستزادة، والمسلمين بحاجة اليوم إلى موسوعات على غرار هذه الموسوعة في مجالات عدة، خصوصا العقيدة، فأين جهود العلماء والحكام والتجار لإخراج موسوعة للأمة تلم شعث علم العقيدة وتشمل جميع العقائد بما فيها الباطلة وتفنيدها، حتى يقف عليها الباحث وطالب العلم، وتكون مجموعة في مكان واحد، يسهل الوصول إليه والمقارنة، وتكون ملجأ للدعاة لدحض الشبهات، وبيان عوار العقائد الجاهلية. -------------- ✹ الناظر المتأمل في أحوال الأمم اليوم يجد بوضوح أزمة أخلاقية واضحة، فنرى مثلا تهافت الكثير من الدول على فرض مساوئ الأخلاق، من فواحش ومنكرات، وشرك وظلم، وتكبر على الله عز وجل، حيث شجعوا على سب الأنبياء والرسل واعتبروه (حرية)، مع عدم قبولهم للتعرض لأوثانهم بالطعن بأي شكل كان، والحضيض الذي وصلت إليه الكثير من المجتمعات لا يكاد يصدق، حيث أنهم جعلوا معيار الأخلاق لثلة من سفائهم، فما وافق أهوائهم قبوله وأيدوه، وما لم حاربوه واعتبروه تخلف وفساد وانتهاك للحقوق، على المنطق الفرعوني: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى}، بل تمادوا في ظلالهم وظلامهم حتى أنكروا أن تكون هناك مرجعية للأخلاق، فقالوا بنسبية الأخلاق، فلا يمكن إطلاقا -بحسب هذا النطق الهمجي العشوائي الأعوج- تخطئة أي فعل أيًّا كان حتى إبادة جميع أهل الأرض، وبذلك انحدروا إلى مستوى دون الحيوانات، والحقيقة أنه بقدر ابتعاد الانسان عن النبع الصافي المتمثل في الوحي الإلهي، يكون شططه في أخلاقه، حتى يجعل إله هواه، وينفي أن يكون للأخلاق معيار، قال تعالى ({أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}). -------------- ✹ التمادي في عدم إنكار المنكر يجعل الناس يستمرؤن الباطل ويُشرَب في قلوبهم ويأكل معهم ويشرب، بحيث ينكرون على من لم يُجارِهِم في باطلهم، وبمرور السنين، وذهاب المصلحين أو تخاذلهم، تنمو شجرة الباطل من بدع وخرافات وظلم، ويصعب زعزعتها أو اقتلاعها، لأن جذورها عميقة في نفوس المجتمع، ويحتاج المصلح إلى جهد جهيد، وتضحية عظيمة؛ حيث يعاديه جل أفراد المجتمع في البداية لا سيما (الملأ منهم) بل قد تكلفه حياته، لذا فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان للمجتمعات ولو بكلمة، وذلك حتى يعرف الناس الباطل وإن وقع بعضهم فيه، أو عجز صالحيهم عن دفعه، وقد قص الله علينا في القرآن طرفا من ذلك كقوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}، فلم يقبلوا البعث بعد الموت واستنكروه مع إيمانهم بالخلق الأول، وأن الله على كل شيء قدير، وأيضا قوله تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}، هنا استنكروا أن يكون الرسول من البشر، ولشدة انغماسهم في الشرك وعليه نشأ الصغير، وهرم الكبير، أنكروا أن يكون الإله واحد، لأنهم نشأوا على تعدد الآلهة ولو كانت من حجارة صماء، وحكى الله ذلك عنهم بقوله: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، فصار توحيد الخالق العليم القدير مالك الملك شيء عجاب.
وإلى اللقاء في باقات أخريات أن شاء الله. سالم محمد |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: هَمَسات في كلمات الأحد 31 ديسمبر 2023, 9:17 pm | |
| همسات في كلمات - 12
مع الحلقة الثانية عشر من سلسلة (همسات في كلمات)، والتي نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها من الكلمات الطيبات.الحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين ومع الحلقة الثانية عشر من سلسلة (همسات في كلمات)، والتي نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها من الكلمات الطيبات، والذخر بعد الممات، في يوم الحسرات.والآن مع الـ همسات:✹ عقيدة الولاء لأولياء الله، والبراءة من أعداء الله متأصلة في كتاب الله وسنة نبيه، ومن أساليب الأعداء لتمييع هذه العقيدة الحنيفية السمحة، تقسيم الناس إلى مسلمين وغير مسلمين، والله تعالى يقول:({هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ})، فحتى تَقْبَل بالكفر والضلال؛ يقال هذا غير مسلم وليس كافر، وإذا ما قرأت القرآن تجد التحذير من الكفار وفضح أساليبهم لكن هؤلاء يوهمونك أن غير المسلمين ليس كلهم كفار، والله تعالى يقول:({إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}) ومن المعلوم أن مصطلح غير مسلمين لا وجود له في القرآن، والبعض يستعمله مداهنة وخوفا من أن يقال له تكفيري، والتكفير قد يكون بحق أو باطل، وهو حكم لله تعالى، فمن كفره الله كفرناه، ولو كره المنافقون، وهذه اللوثة سرت وانتشرت حتى إن بعضهم لا يكفر اليهود والنصارى أو من يسميهم (المسيحيين)، ووصل التطرف والغلو من بعضهم أن شهد لهم بالجنة، وقبل ذلك يترحم على موتاهم، و(الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة: حرام بنص القرآن والإجماع) كما قال النووي رحمه الله. ----------------✹ طابور من القرون منذ أنْ بعُث الرسول صلى الله عليه وسلم و(الناس يدخلون في دين الله)، وهذا من أعظم دلائل النبوة؛ إذْ كيف لبشر أن يَكذِبَ كل هذه القرون وعلى كل هؤلاء البشر دون أن يكتشفه أحد، أو يخذله الله سبحانه وتعالى، كما أن الحقائق التي جاء بها لم يوجد فيها ولا خطأ واحد، فكيف يمكن تأليف كتاب قبل قرون عديدة ويتحدث عن أمور علمية كثيرة وغيبية، ولا يخطئ في مسألة واحدة، والكتب والأفكار الموغلة في القدم والتي وصلت إلينا كالأفكار اليونانية تحتوي على الكثير من المعلومات المغلوطة والمضحكة التي تبين أنها خرافة بسبب التقدم في العلوم والاكتشافات، وهكذا هي كتب البشر، فيها ما يكون اليوم حقيقة علمية؛ وبعد سنين عددا يكون خرافة مضحكة، فكل منصف درس القرآن وتأمَّل فيه لابد وأن يصل إلى حقيقة أنه من عند الله عز وجل، نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من عند القائل: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا».----------------✹ من المشاريع الرائدة والنافعة (الموسوعة الفقهية الكويتية)، ويشار إليها لشهرتها بالموسوعة الفقهية، وقلَّ أن تجد طالب علم عموما، وطالب فقه خصوصا فضلا عن العلماء لم يستفد منها، (وهي دائرة معارف بصياغة عصرية, لتراث الفقه الإسلامي..., تجمع الأحكام الفقهية, وتعرضها من خلال عناوين ومصطلحات... وكتابتها بأسلوب مبسط)، والهدف منها (تسهيل العودة إلى الشريعة الإسلامية لاستنباط الحلول القويمة منها لمشكلات القضايا المعاصرة)، والعمل الموسوعي يتميز بكثرة مؤلفيه، واستيعابه، وسهولة الوصول إلى المعلومة ومراجعها للاستزادة، والمسلمين بحاجة اليوم إلى موسوعات على غرار هذه الموسوعة في مجالات عدة، خصوصا العقيدة، فأين جهود العلماء والحكام والتجار لإخراج موسوعة للأمة تلم شعث علم العقيدة وتشمل جميع العقائد بما فيها الباطلة وتفنيدها، حتى يقف عليها الباحث وطالب العلم، وتكون مجموعة في مكان واحد، يسهل الوصول إليها والمقارنة، وتكون ملجأ للدعاة بل ولعامة الناس لدحض الشبهات، وبيان عوار العقائد الجاهلية، ({وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}).----------------✹ الناظر المتأمل في أحوال الأمم اليوم يجد بوضوح أزمة أخلاقية واضحة، فنرى مثلا تهافت الكثير من الدول على فرض مساوئ الأخلاق، من فواحش ومنكرات، وشرك وظلم، وتكبر على الله عز وجل، حيث شجعوا على سب الأنبياء والرسل واعتبروه (حرية)، مع عدم قبولهم للتعرض لأوثانهم بالطعن بأي شكل كان، والحضيض الذي وصلت إليه الكثير من المجتمعات لا يكاد يصدق، حيث أنهم جعلوا معيار الأخلاق لثلة من سفائهم، فما وافق أهوائهم قبلوه وأيدوه، وما لم حاربوه واعتبروه تخلف وفساد وانتهاك للحقوق، على المنطق الفرعوني {(مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى)}، بل تمادوا في ضلالهم وظلامهم حتى أنكروا أن تكون هناك مرجعية للأخلاق، فقالوا بنسبية الأخلاق، فلا يمكن إطلاقا - بحسب هذا المنطق الهمجي العشوائي الأعوج - تخطئة أيِّ فعل أيًّا كان حتى إبادة جميع أهل الأرض، وبذلك انحدروا إلى مستوى دون الحيوانات، والحقيقة أنه بقدر ابتعاد الإنسان عن النبع الصافي المتمثل في الوحي الإلهي، يكون شططه في أخلاقه، حتى يجعل إلَههُ هواه، وينفي أن يكون للأخلاق معيار، قال تعالى {(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)}.----------------✹ التمادي في عدم إنكار المنكر يجعل الناس يستمرؤن الباطل ويُشرَب في قلوبهم ويأكل معهم ويشرب، بحيث ينكرون على من لم يُجارِهِم في باطلهم، وبمرور السنين، وذهاب المصلحين أو تخاذلهم، تنمو شجرة الباطل من بدع وخرافات وظلم، ويصعب زعزعتها أو اقتلاعها، لأن جذورها عميقة في نفوس المجتمع، ويحتاج المصلح إلى جهد جهيد، وتضحية عظيمة؛ حيث يعاديه جل أفراد المجتمع في البداية لا سيما (الملأ منهم) بل قد تكلفه حياته، لذا فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان للمجتمعات ولو بكلمة، وذلك حتى يعرف الناس الباطل وإن وقع بعضهم فيه، أو عجز صالحيهم عن دفعه، وقد قص الله علينا في القرآن طرفا من ذلك كقوله تعالى: {(وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)}، فلم يقبلوا البعث بعد الموت واستنكروه مع إيمانهم بالخلق الأول، وأن الله على كل شيء قدير، وأيضا قوله تعالى: {(وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ)}، هنا استنكروا أن يكون الرسول من البشر، ولشدة انغماسهم في الشرك وعليه نشأ الصغير، وهرِم الكبير، أنكروا أن يكون الإله واحد، لأنهم نشأوا على تعدد الآلهة ولو كانت من حجارة صماء، وحكى الله ذلك عنهم بقوله: {(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)}، فصار توحيد الخالق العليم القدير مالك الملك شيء عجاب.وإلى اللقاء في همسات أخريات، بإذن رب الأرض والسماوات. سالم محمد
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: هَمَسات في كلمات الأحد 31 ديسمبر 2023, 9:23 pm | |
| هَمَسات.. في كلمات... (18)فقد وصلنا إلى المحطة الثامنة عشر من سلسلة (هَمَسات.. في كلمات) ونسأل الله أن يجعل كاتبها وناشرها وقارئها (مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ).. اللهم آمين:
الحمد لله الكريم المنان، والصلاة والسلام على النبي العدنان، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان.
أمَّا بعد: فقد وصلنا إلى المحطة الثامنة عشر من سلسلة (هَمَسات.. في كلمات) ونسأل الله أن يجعل كاتبها وناشرها وقارئها (مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ).. اللهم آمين: ✹ من أعجب الاتجاهات في هذا الزمن تيار النسوية، فهو كتلة من التخبط والتناقض وقبل ذلك الجهل، إحداهن ممن في قبلها مرض، تستنكر على الشريعة السماح للرجال بالتعدد، ومنع ذلك للنساء، معللةً ذلك بأن قدرات المرأة الجنسية أكبر من الرجل، وأنه -أي الرجل- يضعف جنسياً بتقدمه في العمر، وذكرت تفاصيل أخرى، المصيبة أن هذه الجاهلة أو المتجاهلة تحسب أن تشريع التعدد أو منعه يرجع إلى القدرة على استعراض العضلات الجنسية، والتفوق على فراش الشهوة الحيوانية، والحقيقية أن كل تحركات وسكنات المسلم يجب أن يستمدها من كتاب ربه وسُنَّة نبيه، فما أحَلَّ الله فهو حلال طيب، وما حرَّمهُ ربنا فهو حرام وخبيث وارتكابه ظلم ومفسدة، وهذا هو الفرق الجوهري بين المرجعية الربانية الحق، والمرجعيات الوضعية الوضيعة الضلالية الظلامية التي تفتقر إلى مرجعية موضوعية صحيحة للأخلاقي واللاأخلاقي، والصواب والخطأ، والظلم والعدل، فببساطه مستحيل إثبات أن اغتصاب طفل وقتله جريمة وظلم من منطلق علماني أو ليبرالي ومن باب أولى نسوي، فالنسوية شر مستطير، وتكبُّر على رب العالمين سبحانه، وفي النهاية يقيسون المسموح والممنوع حسب القوة الجنسية، فالحمد لله على نعمة الإسلام والعقل. --------------- ✹ للناس فيما يقرأون مذاهب، فمنهم من يقرا طلباً للمعرفة، وكثير منهم للتسلية، ومنهم استعداد لدخول امتحان، أو الحصول على وظيفة، وغير ذلك كثير، أي أن الدافع للقراءة مؤثر في نتيجتها وثمرتها، أمَّا عن أفضل المنازل فهو من جعل القراءة عبادة، حيث أنها من أهم وسائل الحصول على العلم: {(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)} وطلب العلم طريق إلى الجنة فـ: «(مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ)» وطلب العلم من أنواع الجهاد إذا كانت نية صاحبة الدفاع عن دين الله، إذا فهو طريق إلى الجنة، وحفظ بإذن الله من عواصف الشهوات، ومزالق الشبهات، ومن الطرق السهلة في تحصيله قراءة الكتب النافعة، ولكن كيف نعرف الكتب النافعة؟ الجواب: بسؤال أهل العلم: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وفي الجملة احرص على قراءة تفسير للقرآن كـ (المختصر في تفسير القرآن الكريم) وكتب السنة كرياض الصالحين مع شرح مناسب له ومن أسهلها أسلوبا وأكثرها فائدة شرع العثيمين رحمه الله، وكذلك يمكن أن يقرأ كتاب الفقه الميسر مع شرح له، ولا يغفل السيرة وقبل ذلك العقيدة ومن الكتب الجامعة والمختصرة والنافعة كتاب (الوجيز في عقيدة السلف الصالح) وغير ذلك كثير وميسور بفضل الله ومنته. --------------- ✹الدنيا فانية، والآخرة باقية، فلا تخسر النعيم في دار البقاء بلذات محدودة في دار الفنا، فاكبح جماح شهواتك هنا ليكون لك {(مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)} فمن ذا الذي عاش في الدنيا بلا كدر، ولم تلسعه بمصائبها، وإنما النصر صبر ساعة، وقد سبق قوم ففازوا، ومن صُبَّت عليه المصائب في الدنيا فإن غَمْسة واحدة في الجنة تجعله يقول:(لا، والله ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط) ونحن بشر معرضون للوقوع في الخطأ والزلل، لكن من كرم الله تعالى أن مَن تاب فـ (إنَّ اللهَ يَقبَلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ) بلو يبدل الله سيئاته حسنات، ولكن علينا الحذر من الشبهات والشهوات المحرمة والبعد عن أسبابها وأصحابها، ومما يعين ذلك قراءة القرآن بتدبر، وكثرة ذكر الموت، والدعوة إلى الله تعالى وجماع ذلك كله طلب العلم النافع، لأنه كما يقال (الهجوم خير وسيلة للدفاع) وقبل ذلك كله التضرع إلى الله فـ (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) وجاء في الحديث القدسي: «(يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ)». --------------- ✹ (قال رجل لعبيد الله بن أبى بكرة: ما تقول في موت الوالد، قال مُلْك حادث، قال: فموت الأخ، قال: قص الجناح، قال فموت الزوج: قال عُرْس جديد، قال: فموت الولد، قال: صدعٌ في الفؤاد لا يجبر)، هذه الحوار يبين ما للولد من عظيم المنزلة في قلب أبويه، ولذلك فإن فراقه بالموت وقْعه ثقيل على أنفسهما، ومصير من (مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة؛ لأنه ليس مكلفاً) وعليه أجمع العلماء، فهنيئاً لهؤلاء الأطفال الجنة، ولكن الوالدان يتجرعان ألم الفراق، ومن صبر منهما فله بشرى في هذا الحديث فإنه(إذا مات ولدٌ لعبدٍ قال اللهُ عزَّ وجلَّ لملائكتِه قبضتم ولدَ عبدي، فيقولون نعم، فيقولُ قبضتم ثمرةَ فؤادِه، فيقولون نعم، فيقولُ ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمَدك واسترجع، فيقولُ ابنُوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ)، من جهة أخرى علينا أن نعتبر حيث أننا لم نظمن الجنة كما هو حال أطفالنا الذين ماتوا، وقد عملنا سيئات كثيرة، لكن لنا رب كريم رحيم حليم فـ «(اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا)» ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: «(سَدِّدُوا وقارِبُوا، وأَبْشِرُوا، فإنَّه لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَةٍ، واعْلَمُوا أنَّ أحَبَّ العَمَلِ إلى اللهِ أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ)» فالدنيا محطة للتزود بالحسنات، وتكفير السيئات ورفعة الدرجات للوصول إلى الجنات. --------------- ✹النقل الجوي يعتبر من أكثر وسائل النقل أمانا، وهذه نعمة عظيمة من ربنا جل وعلا، فأنت ترى أطنانا عديدة المعادن في جوفها مئات من البشر يجوسون فوق وخلال السحاب، بين السماء والأرض، في أمن وأمان، إلا أن الموت لا يعرف مكان ولا زمان ولا أعمار، فقد يأتيك الموت وأنت معلق سابحا بين السماء والأرض وفوق السحاب، وحوادث الطائرات مميتة في معظمها وقلَّ أن ينجو أحد من تحطم طائرة، ومع كل هذه النعم ووجود هذه المخاطر، إلا أن الإنسان كفور وجحود، فتجد شركات الطريران تختار النساء أجمل النساء المتبرجات ليخدمن الركاب، كما يوجد من الراكبات من هي أشد تبرجا وفجورا من المضيفات، ولم تنس شركات الطيران أن تقدم أم الخبائث كضيافة لزبائنها، فعندهم السياحة والضيافة لا معنى لها إذا شابوها بالرذيلة، وخلطوها بالفجور، وبعض نساء المسلمين إذا صعدت إلى الطائرة نزعت حجابها وقبل ذلك حياءها، وكأن رب الطائرة غير رب الأرض والمطار، وهكذا أكثر الناس في غفلة، تزداد عليهم النعم ويزيدون في كفرها، والمجاهرة بمعصيته المنعم بها جلا وعلا، فمن ركب الطائرة فليتذكر أنه قد لا ينزل منها إلا فحما أو رمادا وماذا سيغني عنه معاصيه ومجاهرته، وماذا سينفع المتبرجة التي عصت ربها وجاهرت بمعصيته وفتنت غيرها فتحمل وزرها ووزر من فُتِنَ بها وعصى الله بسببها.
وإلى اللقاء في همسات أخريات، بإذن العزيز الوهاب. baamer2000@gmail.com سالم محمد |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: هَمَسات في كلمات الأحد 31 ديسمبر 2023, 9:24 pm | |
| هَمَسات.. في كلمات... (20)الحمد لله العزيز الوهاب، واهب النعم، ودافع النقم، والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه، وعلى آله وصحابته إلى يوم التناد.
أمَّا بعد:بفضل الله ومنته تحط رحالنا مع الثلة العشرون من سلسلة (هَمَسات.. في كلمات) التي نسأل الله أن يجعل كاتبها وناشرها وقارئها «مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ».. اللهم آمين: ✹ من أسباب شقاء الإنسان، نظره إلى ما في يد غيره، ونسيان ما حباه الله من فضائله ونعمه، ومن كان كذلك حاله، فحياته تعيسة، وهمُّهُ دائم، وسخطه مستمر، بالإضافة إلى إصابته بأمراض قلبيه كالحسد للآخرين؛ لذا حذرنا المصطفى من ذلك بقوله («لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا»)، والحاسد يركبه الهم والغم ولابد، وأيضا المتطلع إلى الآخرين ينسى فضل الله عليه؛ وبالتالي يجحد نِعَم الله عليه ولا يكون من الشاكرين، والسعادة كل السعادة في استشعار نِعَم الله عليك، وما أكثرها، واللهج بالحمد والثناء له سبحانه، واستعمال ما أنعم عليك في طاعته، أمَّا ما تراه عند غيرك ولا تملكه فاسأل الله من فضله، ولا تحسد أحدا من خلق، فلو لم يكن من شؤم الحسد إلا أنه سوء أدب مع الله واعتراض على حكمته لكفى، واعلم أن من تنظر إليهم قد حرموا نِعَم أنت تتمتع بها، وهذا حال الدنيا، وإنما النعيم الكامل في جنات النعيم، وهاك العلاج النبوي الناجع، والبلسم المحمدي الشافي لهذه المشكلة: «(انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ)» .
--------------- ✹ من الحقائق المقررة في عالم اليوم، أنه لا وجود فعلي لحرية التعبير، فهي وهم من الأوهام، فلا يوجد في أي بلد اليوم السماح بالحديث وانتقاد والسخرية من أي شيء بشكل مطلق، ولكنَّ كهنة العلمانية والديمقراطية يقدسون أشياء وإذا انتقدها أحد أو سخر منها اتهموه وخونوه وربما حاكموه وعاقبوه، ولا يجلعون ذلك ضمن انتهاك حرية التعبير، وفي المقابل يريدون من الآخرين خصوصا المسلمين أن يقبلوا أن الهجوم أو السخرية أو التعدي على عقيدتهم بحجة حرية التعبير، فحرية التعبير المقصود بها فعليا: حرية ما تسمح به أهواءهم وسخافات عقولهم، فمثلا يعتبرون الهجوم الصريح على العقدية الإسلامية، والفضيلة حرية تعبير، حتى وصل بهم الأمر إلى اعتبار سب الأنبياء والسخرية منهم حرية تعبير ينكرون على المسلمين عدم تقبلها، وإذا ما تعرَّضتَ -ولو من بعيد- لوثن من أوثانهم فإنهم يتهمونك بأبشع التهم وربما طرودك من بلادهم، هذا إذا لم يسجونك ويفرضوا عليك الغرامات، وهكذا تعلم أن أهل الباطل لا يريدون المساس بباطلهم ويطلبون من المسلمين السكوت بل والقبول لتطاول كهنة الديمقراطية والعلمانية على أغلى ما عندهم، فحريتهم المزعومة هذه تعمل في اتجاه واحد ولصالح أكابر المجرمين في الأرض. --------------- ✹ الذين يتركون التعلم عموما والقراءة خصوصا فور انتهائهم من الجامعة أو المعهد واستلام الشهادة، هؤلاء لم يعرفوا العلم حق المعرفة، ولعلهم طلبوا العلم لأجل الشهادة، والشهادة لأجل الوظيفة، فإذا حصل -مَنْ هذا شأنه- على الوظيفة ألقى عص الترحال، وحسِب أنه وصَل إلى بر الأمان، وهذا يعود لخلل في الهدف، فالهدف السائد عند الكثير -وللأسف- التعلم للحصول على الدرجات والنجاح في الاختبار، ثم الشهادات ثم المال والجاه، ولا مكان للتعبد لله بهذا العلم والإخلاص لله تعالى في طلبه وبثِّه، ومجاهدة الأعداء به، والعلم النافع حتى ولو لم يكنْ متعلق بالشريعة فيما يسمى بالعلوم التجريبية يمكن طلبها بإخلاص لله تعالى ونفع الناس ابتغاء وجه الله فـ «(أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)»، والأمة محتاجة لجميع أنواع العلم النافع، والذي يطلب علمًا لأجل دنيا خسر فقط فقد خسرانا مبينًا، وقد يكون سببا في هلاكه. --------------- ✹ للعبادة شرطان لا تقبل إلا باجتماعهما، وإذا فقد أحدهما كان العمل هباء منثورا، الشرطان هما: الإخلاص لله سبحانه، وكون العمل على سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ويسمى بالمتابعة، وزمننا هذا استجد فيه الكثير من الأمور ومن أبرزها وأوضحها: عالم مواقع التواصل الاجتماعي التي من لم يكن من أهلها أصابه غبارها، وفيها الخير والشر، والسيء والجيد، وما فتئ كثير الناس ينشرون كل غسيلهم في هذا المواقع، من أكلهم وشربهم وغرف نومهم، وحيواناتهم، ولو استطاعوا لنشروا -في بث مباشر-أحلامهم وهم نيام، وإذا ييسر الله لأحدهم الوصول إلى بيت الله الحرام وأداء العمرة، فتجده لا ينسى أن يصور كل فعل قام به، من بداية السفر إلى صورته بلباس الإحرام الأبيض حاسرا عن رأسه وقد كشف كتفه الأيمن، وانتهاء بصلعته بعد الحلق إيذانا منه بانتهاء أعمال العمرة، وكل ذلك موثق بالصور الملونة وربما المتحركة، وكأنه يقول للناس انظروا إلى عملي وامدحوني، ولو نظرنا في حال سلفنا الصالح لوجدنا أنهم حريصون على إخفاء أعمالهم خوفًا من الرياء والسمعة والعُجُب فعن ابن أبي عدي قال: (صام داود بن أبي هند أربعين سنةً لا يعلم به أهله، وكان خرازًا يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيًّا فيفطر معهم)، وقال سفيان الثوري: (بلغني أن العبد يعمل العمل سرًّا، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه، فيُكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحبَّ أن يُحمد عليه، فيُنسخ من العلانية فيثبت في الرياء). --------------- ✹ للتأليف أنواع كثيرة، ومنها ما ظهر بعد انتشار فن المقالة في الصحافة، حيث جَمَع كثير من المؤلفين مقالاتهم أو جُمعتْ لهم من بعد وفاتهم لتصبح كتبًا، وكذلك الحال بالنسبة للأعمدة الصحفية، ثم جاء عصر التدوين المصغر (تويتر) فجمعت التغريدات لتكون كتاباً، كقطرات المطر الماء الذي ينساب من فوق سطوح المنازل، بل إن بعض المؤلفين يؤلف كتابه على طريقة المقالات، أي أن الكتاب عبارة عن مقالات متعددة تخدم موضوع الكتاب، ونحن في هذه السلسلة من الهمسات قد وصلنا بفضل الله وتوفيقه ومنته إلى ما يزيد على المائة همسة في عشرين باقة، وبإذن الله ستصدر هذه المجموعة في كتاب يحمل نفس العنوان، فسبحان الذي جعل من اجتماع قطرات المطر سيلاً جارياً، ومن ائتلاف الحروف والكلمات كتاباً نافعًا. --------------- الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإلى اللقاء في الباقة الحادية والعشرين من سلسلة الهمسات. baamer2000@gmail.com سالم محمد
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
| هَمَسات في كلمات | |
|