الوَهَّاب Ocia1129
الوَهَّاب
الأدلة:
وَرَدَ اسمُ (الوَهَّاب) في القرآنِ الكريمِ ثلاثَ مَرَّاتٍ: في قولِهِ تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8].
وقولِهِ تعالى: ﴿أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾ [ص: 9].
وقولِهِ تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [ص: 35].

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (الوَهَّاب) مِن الأسماءِ الثابِتةِ لله تعالى، وقد عَدَّه جَمْعٌ مِن العلماءِ في الأسماءِ الحسنى، منهم: ابنُ حزم، وابنُ حجر، وابنُ العربي، والقرطبي، والحليمي، والبيهقي، وابنُ الوزير، وابنُ القيم، والسعدي، والعثيمين، والقحطاني، والحمود، والشرباصي، وغيرُهُم.

أقوال العلماء في المعنى:
قال الخَطّابي: (هو الذي يَجودُ بالعطاءِ عن ظَهرِ يَدٍ مِن غيرِ استثابة).
وقال ابنُ القيم: (وكذلك الوَهّابُ مِن أسمائِهِ... فانظر مَواهِبَه مَدى الأزمانِ أهلُ السمواتِ العلى والأرضِ عن... تلك المَوَاهِبِ ليس يَنْفَكَّانِ).
وقال الشيخُ السعدي: (واسِعُ العطايا والهِبات، كثيرُ الإحسانِ الذي عَمَّ جُودُهُ جميعَ البَرِيَّات).

المعنى المختصر:
الوَهَّاب: هو واسِعُ العَطَايا والهِبَات، الذي شَملَ الكائناتِ بأسرِها بِكَرَمِهِ وجُودِهِ.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: البَرّ - الكَريم - الأَكرم - المُحسن - الجَوَاد - الرّزاق - المُعطي - المُنعِم.
الصفات: البِرّ - الكَرَم - الإِحسان - الجُود - الرِّزق - العَطَاء - الإِنعام.
الأفعال: يُكرِم - يُحسِن - يَجُود - يَرزُق - يُعطي - يُنعِم.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- لا يَستَحِقُّ أنْ يُسَمّى وهّاباً إلا مَن تَصَرّفَت مَواهِبُهُ في أنواعِ العَطَايا فَكَثُرتْ نَوَافِلُهُ ودَامَت، والمخلوقون إنَّما يَملكون أن يَهَبُوا مَالاً، أو نَوَالاً في حالٍ دون حالٍ، ولا يملكون أن يَهبوا شِفاءً لسَقيم، ولا ولداً لعقيم، ولا هدىً لضال، ولا عافية لذي بَلاء، والله الوهاب - سبحانه- يَملكُ جميعَ ذلك، وَسِعَ الخلقَ جُودُهُ ورحمتُهُ، فدامت مواهبُهُ واتصلت مِنَنُه وعوائدُهُ.
2- تَأوَّلَ المُعطلةُ اسمَ (الوَهَّاب) بأنّه الذي يُعطي لا لِغرضٍ، ومُرادُهُم بذلك أنه لا يَعودُ عليه حُكمٌ أو يَقومُ به وصفٌ، وهذا الذي قالوه باطل، فإنّ إعطاءَ المُحتاجين وَوَهْبُهُم مَحمودٌ لكون المُعطي والواهِب يعودُ إليه مِن هذا الأمر حِكمٌ يحمد لأجلها، أمّا إذا قُدّر أنَّ وجودَ هذا الأمر وعدمَهُ بالنسبةِ إلى الفاعِلِ سَوَاءٌ فإنّ هذا يُعدُّ عَبَثاً في عقول العقلاء.

المصادر والمراجع:
جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- تفسير أسماء الله الحسني للسعدي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.
- القواعد المثلى لابن عثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، أضواء السلف.
- صفات الله عزوجل الوارة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف، دار الهجرة.
- التعليق على القواعد المثلى، لعبد الرحمن بن ناصر بن براك، دار التدمرية.
- شأن الدعاء للخطابي، دار الثقافة العربية.
- تيسير الكريم الرحمن للسعدي، مؤسسة الرسالة.
- النهج الأسمى في شرح الأسماء الحسنى، لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
الرقم الموحد: (176924).