ذكر من كان بمصر من أرباب المعقولات وعلوم الأوائل والحكماء والأطباء والمنجمين
1- بليطان، طبيب نصراني، كان بديار مصر، ذكره ابن فضل الله في المسالك، مات سنة ست وثمانين ومائة (1).
2- سعيد بن ترفيل (2)، طبيب نصراني، كان في خدمة أحمد بن طولون، ذكره ابن فضل الله في حكماء مصر (3).
3- سعيد بن البطريق، نصراني مشهور بالطب، له مؤلفات، مات في رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة (4).
4- محمد بن أحمد بن سعيد التميمي أبو عبد الله، من أطباء مصر، له مؤلفات، كان في خدمة العزيز بن المعز، مات في حدود سنة سبعين وثلاثمائة (5).
5- أبو الحسن علي ابن الإمام الحافظ أبي سعيد بن يونس صاحب تاريخ مصر، قال ابن كثير: كان منجمًا شديد الاعتناء بعلم الرصد، له زيج مفيد يرجع إليه أصحاب أهل الفن، كما يرجع المحدثون إلى أقوال أبيه وتواريخه، ويسمى الزيج الحاكمي، وله شعر جيد، وكان مغفلًا، مات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة (6).
6- أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الداني الأندلسي، قال في العبر: كان ماهرًا في علوم الأوائل، رأسًا في معرفة الهيئة والنجوم والموسيقى والطبيعي والرياضي والإلهي، كثير التصانيف بديع النظم، مات سنة ثمان وعشرين وخمسمائة عن ثمان وستين سنة (7).
_________
(1) ابن أبي أصيبعة 2: 82.
(2) في الأصول، "توفيل"، وصوابه من ابن أبي أصيبعة.
(3) ابن أبي أصيبعة 2: 83.
(4) العبر 4: 74.
(5) ابن أبي أصيبعة 2: 87.
(6) العبر 4: 74.
(7) ابن أبي الصلت 2: 52-63.
(1/539)
_________
7- الرشيد بن الزبير الأسواني أبو الحسن أحمد بن أبي الحسن علي بن إبراهيم، قال العماد في الخريدة: كان ذا علم غزير، وفضل كثير، عالمًا بالهندسة والمنطق وعلوم الأوائل، شاعرًا، تولى نظر الإسكندرية ثم قتل بها في المحرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة (1).
8- المبشر بن فاتك الأموي أبو الوفا، قال ابن أبي أصيبعة: من أعيان أمراء مصر وأفاضل علمائها إمام في الهيئة والعلوم الرياضية والطب، وله تصانيف جليلة في المنطق وغيره (2).
9- شرف الدين عبد الله بن علي الشيخ السديد، شيخ الطب بالديار المصرية، قال في العبر: أخذ الصناعة عن الموفق بن العين زربي، وخدم العاضد، صاحب مصر، وعمر دهرًا، أخذ عنه نفيس الدين بن الزبير، مات سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة (3).
10- الحسين بن منصور أبو علي الحسام الطبيب الإسنائي، قال في الطالع السعيد: اشتهر بصناعة الطب، فكان بها قيمًا، وكان أديبًا فاضلًا، توفي في أوائل المائة السادسة (4).
11- الفخر، الفارسي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الشيرازي نزيل مصر، كان فاضلًا بارعًا، له مصنفات في الأصول والكلام، مات بمصر في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وقد نيف على التسعين (5).
12- القطب المصري قطب الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد السلمي، أصله من المغرب، ثم انتقل إلى مصر، وأقام بها مدة، ثم سافر إلى العجم، وأخذ عن الإمام فخر الدين، وكان من أشهر تلامذته، عالمًا بالمعقولات، وألف كتبًا كثيرة في الطب والحكمة، منها شرح كليات القانون قتله التتار بنيسابور لما استولوا عليها
_________
(1) الخريدة 1: 200-203 "قسم مصر".
(2) ابن أبي أصيبعة 1: 57.
(3) العبر 4: 279.
(4) الطالع السعيد 120.
(5) انظر ابن أبي أصيبعة 2: 18.
(1/540)
_________
وقتلوا أهلها سنة ثماني عشرة وستمائة (1).
13- الموفق عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي موفق الدين أبو محمد، كان عالمًا بأصول الدين والنحو واللغة والطب والفلسفة والتاريخ، في غاية الذكاء شافعيًّا محدثًا، ولد ببغداد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وتفقه، على ابن فضلان، وصنف التصانيف الكثيرة في أنواع من العلوم، منها شرح المقامات والجامع الكبير في المنطق والطبيعي والإلهي عشرة مجلدات، قام بمصر، ومات ببغداد في ثاني عشر المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة (2).
14- السيف الآمدي أبو الحسن علي بن علي، صاحب التصانيف النافعة منها، الأحكام وغيره، ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة واشتغل بمذهب الحنابلة، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، ومهر في المعقولات حتى لم يكن في زمانه أعلم منه بها، ثم سكن مصر، وتصدر مدة للإقراء بالجامع الظافري، وانتفع به الناس ثم حسده جماعة ونسبوه إلى فساد العقيدة فخرج إلى الشام فمات بها في ثالث صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة (3).
15- أفضل الدين الخونجي محمد بن ناماوار بن عبد الملك الفيلسوف، ولد سنة تسعين وخمسمائة، وبرع في علوم الأوائل حتى صار أوحد وقته فيها، وصنف الموجز في المنطق والجمل، وكشف الأسرار في الطبيعي، وشرح مقالة ابن سينا وغير ذلك، ولي قضاء الديار المصرية بعد عزل الشيخ عز الدين بن عبد السلام (4).
قلت: فاعتبروا يا أولي الأبصار، يُعزل شيخ الإسلام وإمام الأئمة شرقًا وغربًا ويولّى عوضه رجل فلسفي! ما زال الدهر يأتي بالعجائب! مات الخونجي في رمضان سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
_________
(1) انظر ابن أبي أصيبعة 2: 30.
(2) ابن أبي أصيبعة 2: 174.
(3) إنباه الرواة 2: 193.
(4) ابن أبي أصيبعة 2: 120.
(1/541)
_________
16- ابن البيطار الطبيب البارع ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي، أوحد زمانه صاحب كتاب الأدوية المفردة، انتهت إليه معرفة تحقيق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه، خدم الملك الكامل، ثم ابنه الصالح، مات بدمشق في شعبان سنة ست وأربعين وستمائة (1).
17- قيصر بن أبي القاسم بن عبد الغني بن مسافر، ينعت بالعلم، ويعرف بتعاسيف الأصفوني، كان عالمًا بالرياضيات وأنواع الحكمة والموسيقى عارفًا بالقراءات فقيهًا حنفيًّا، ولد بأصفون من الصعيد سنة أربع وستين وخمسمائة، وتوفي بدمشق في رجب سنة تسع وأربعين وستمائة (2).
18- جعفر بن مطهر بن نوفل الأدفوي، نجم الدين، قال في الطالع السعيد: كان عالمًا بعلوم الأوائل من الطب والفلسفة، أديبًا شاعرًا فاضلًا، توفي ببلده في حدود الستين (3).
19- ابن النفيس العسلامة علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي، شيخ الطب بالديار المصرية وصاحب التصانيف: الموجزة وشرح القانون وغير ذلك، وأحد من انتهت إليه معرفة الطب؛ مع الذكاء المفرط والذهن الحاذق بالمشاركة في الفقه والأصول والحديث والعربية والمنطق، مات في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستمائة، وقد قارب الثمانين، ولم يخلف بعده مثله (4).
20- الأصبهاني شارح المحصول شمس الدين محمد بن محمود، كان إمامًا بارعًا في الأصلين والجدل والمنطق، صنف كتابًا في هذه العلوم سماه القواعد، وكان عارفًا بالنحو والشعر، مشاركًا فيما عداها، ولد بأصبهان سنة ست عشرة وستمائة، واشتغل ببغداد،
_________
(1) ابن أبي أصيبعة 2: 133.
(2) الطالع السعيد 259.
(3) الطالع السعيد 96.
(4) ابن أبي أصيبعة 2: 249.
(1/542)
_________
وقدم القاهرة فولاه تاج الدين ابن بنت الأعز قضاء قوص، فانتفع به خلق هناك، وعاد فولِيَ تدريس الشافعي ومشهد الحسين، مات بالقاهرة ليلة الثلاثاء والعشرين من رجب سنة ثمان وثمانين وستمائة، ودفن بالقرافة (1).
21- الخويي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن قاضي القضاة شمس الدين، أحمد بن الخليل بن سعادة الشافعي، كان من أعلم أهل زمانه بالفتوى، له تصانيف منها كتاب في عشرين فنًّا، ونظم علوم الحديث لابن الصلاح، وكفاية المتحفظ وروى عن ابن أحمد اللتي وابن المقير، ولي قضاء الديار المصرية وقضاء الشام، ومات بها في رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة عن سبع وستين سنة (2).
22- التقي شبيب بن حمدان بن شعيب الحراني الطبيب الكحال الشاعر، له نظم فائق وتقدم في الطب، روى عن أبي الحسن بن روزبة وغيره، ومات سنة خمس وتسعين وستمائة بمصر، ذكره في العبر.
23- شمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد الفارسي المعروف بالأيكي، كان إمامًا في الأصلين والمنطق وعلوم الأوائل، شرح مختصر ابن الحاجب، ودرس بالغزالية بدمشق، ثم قدم مصر فولي مشيخة الشيوخ بها، فتكلم فيه الصوفية، فرجع إلى دمشق، فمات بالمزة يوم الجمعة ثالث رمضان سنة سبع وعشرين وستمائة.
24- عز الدين إسماعيل بن هبة الله بن علي الحميري الإسنائي، كان إمامًا في العلوم العقلية، أخذ عن الشمس الأصفهاني والبهاء بن النحاس وانتصب للإقراء، وتخرج به خلق، وألف، مات بمصر سنة خمس وخمسين وسبعمائة (3).
25- أخوه المفضل، قال الإسنوي في طبقاته: كان ذكيًّا إلى الغاية، فاضلًا يُضرب
_________
(1) شذرات الذهب 5: 406.
(2) ابن أبي أصيبعة 2: 23، 171.
(3) الطالع السعيد 88.
(1/543)
_________
به المثل ولكن غلب عليه علم الطب والحكمة والمنطق، ومهر فيها إلى أن فاق أبناء جنسه، مات وهو شاب.
وقال في الطالع السعيد: تميز في الفقه والأصول والنحو وغلب عليه الطب والحكمة والمنطق والفلسفة، وألف في الترياق مجلدًا، مات بمصر في حدود تسعين وستمائة (1).
26- العلم بن أبي خليفة رئيس الطب بمصر، مات سنة ثمان وسبعمائة.
27- علاء الدين الباجي علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب، كان إمامًا في الأصلين والمنطق فاضلًا فيما سواهما، وكان أنظر أهل زمانه لا يكاد ينقطع في المباحث، ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وتفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام، واستوطن القاهرة، وصنف مختصرات في علوم متعددة، وأخذ عنه التقي السبكي، مات يوم الأربعاء سادس ذي القعدة سنة أربع عشرة وسبعمائة.
28- شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عبد الله الجزري ثم المصري، قال الإسنوي: كان فقيهًا عارفًا بالأصلين والنحو والبيان والمنطق والطب، ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة، واشتغل بقوص على قاضيها الشمس الأصفهاني، ثم استوطن مصر، ودرس بالشريفة وشرح منهاج البيضاوي وأسئلة الأرموي على التحصيل، مات بمصر في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
29- الصفي الهندي محمد بن عبد الرحمن بن محمد، كان فقيهًا أصوليًّا متكلمًا دينًا متعبدًا، ولد بالهند في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وستمائة، ودخل الديار المصرية فأقام بها أربع سنين، وانتقل إلى دمشق يدرس ويفتي ويصنف، مات بها في صفر سنة خمسين وسبعمائة.
30- تاج الدين محمد بن علي البارنباري الشافعي الملقب طوير الليل، كان
_________
(1) الطالع السعيد 375.
(1/544)
_________
فاضلًا في الفقه والأصلين والعربية والمنطق، ولد سنة أربع وخمسين وستمائة، واشتغل على الأصفهاني شارح المحصول، ومات بالقاهرة سنة سبع عشرة وسبعمائة.
31- فخر الدين أحمد بن سلامة بن أحمد الإسكندراني المالكي العلامة الأصولي البارع، ولي قضاء دمشق، ومات بها في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وسبعمائة عن سبع وخمسين سنة.
32- التاج التبريزي أبو الحسن علي بن عبد الله نزيل القاهرة، كان عالمًا في علوم كثيرة، تخرج به فضلاؤها له تصانيف، مات بالقاهرة سنة ست وأربعين وسبعمائة.
وقال الصلاح الصفدي يرثيه:
يقول تاج الدين لما قضي..، من ذا رأى مثلي بتبريز
وأهل مصر بات إجماعهم..، يقضي على الكل بتبريزي
33- الأصفهاني شمس الدين أبو الثناء محمود بن عبد الرحمن بن أحمد، كان إمامًا بارعًا في العقليات، عارفًا بالأصلين، فقيهًا، ولد سنة أربع وسبعين وستمائة، واشتغل بتبريز، وقدم الديار المصرية فولي تدريس المعزية بمصر ومشيخة خانقاه قوصون بالقرافة، وصنف الكتب المحررة النافعة، وانتشرت تلاميذه، مات شهيدًا بالطاعون في أواخر سنة تسع وأربعين وسبعمائة (1).
34- محمد بن إبراهيم المتطبب صلاح الدين المعروف بابن الدهان، قال ابن فضل الله: قرأ على ابن نفيس وغيره، والمعقولات على الشمس محمود الأصفهاني، وكان طبيبًا حكيمًا، فاضلًا متفلسفًا.
35- أرشد الدين محمود بن قطلوشاه السراي، كان غاية في العلوم العقلية والأصول
_________
(1) الدرر الكامنة 4: 327.
(1/545)
_________
والطب أقدمه صرغتمش بعد وفاة القوام الإتقاني، فولاه مدرسته، فلم يزل بها إلى أن مات في رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة وقد جاوز الثمانين (1).
36- شمس الدين محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن المصري، مدرس الأطباء بجامع ابن طولون، كان فاضلًا له نظم، مات في شوال سنة ست وسبعين وسبعمائة (2).
37- محمد بن محمد التبريزي، قال ابن حجر: قدم من بلاد العجم، وأخذ عن القطب التحتاني وبرع في المعقول، وشغل الناس كثيرًا بالقاهرة وانتفعوا به، مات في ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة.
38- صلاح الدين يوسف بن عبد الله المعروف بابن المغربي الطبيب، رئيس الأطباء بالقاهرة وصاحب الجامع الذي على الخليج الحاكمي، مات في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وسبعمائة (3).
39- العلاء علي بن أحمد بن محمد بن أحمد السراي علاء الدين، كان من أكابر العلماء بالمعقولات وإليه المنتهى في علم المعاني والبيان، استدعى به برقوق، فقرره شيخًا في مدرسته، مات في جمادى الأولى سنة تسعين وسبعمائة وقد جاوز السبعين.
40- ضياء الدين عبد الله بن سعد القرمي الشافعي، كان إمامًا في المعقولات، أخذ عنه العز بن جماعة، ودرس بالشيخونية بعد البهاء بن السبكي، مات في ذي الحجة سنة ثمانين وسبعمائة، وكانت لحيته طويلة جدًّا تصل إلى رجليه وإذا نام يجعلها في كيس، وإذا ركب انفرقت فرقتين، فكل من رآه يقول:
سبحان الخالق، فكان يقول أشهد أن العوام مؤمنون بالاجتهاد لا بالتقليد؛ لأنهم يستدلون بالصنعة على الصانع (4).
_________
(1) الدرر الكامنة 4: 333.
(2) الدرر الكامنة 3: 475.
(3) الدرر الكامنة 4: 464.
(4) الدرر الكامنة 2: 260.
(1/546)
_________
41- مولانا زاده شهاب الدين أحمد بن أبي يزيد بن محمد السراي الحنفي، كان إمامًا في فنون العلم لا سيما دقائق المعاني والعربية، ولي تدريس الحديث بالصُّرغتمشية والبرقوقية وانتفع به الخلق، مات في المحرم سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ومولده سنة أربع وخمسين.
42- ابن صغير الرئيس علاء الدين علي بن عبد الواحد بن محمد الطبيب، كان أعجوبة الدهر في الفن، ولي رياسة الطب دهرًا طويلًا، وله فيه المعرفة التامة، بحيث كان يصف الدواء الواحد للمريض الواحد بما يساوي ألفًا وبما يساوي درهمًا، وكان الشيخ عز الدين بن جماعة يثني على فضائله، مات في ذي الحجة سنة ست وتسعين وسبعمائة (1).
43- قنبر بن عبد الله السبزواني (2)، اشتغل في بلاده، وقدم الديار المصرية قبل التسعين، فأقام بالجامع الأزهر يشغل الطلبة وكان ماهرًا في العلوم العقلية حسن التقرير، معرضًا عن الدنيا، قانعًا باليسير، لا يتردد إلى أحد، مذكور بالتشيع، يمسح على رجليه من غير خف، وكان يحب السماع والرقص، مات في شعبان سنة إحدى وثمانمائة (3).
44- الشيخ زاده الخرزباني، كان فاضلًا في المعقول والهيئة والحكمة والمنطق والعربية وله تصانيف واقتدار على حل المشكلات، طلبه برقوق من صاحب بغداد، فولاه مشيخة الشيخونية عوضًا عن الكلستاني، مات في ذي الحجة سنة ثمان وثمانمائة، ودفن بالشيخونية مع شيخها أكمل الدين (4).
45- السيرامي سيف الدين محمد بن عيسى، كان عالمًا فاضلًا، نشأ بتبريز، ثم قدم حلب، ثم استدعاه الظاهر برقوق من حلب، فقرره شيخًا بمدرسته عوضا عن علاء
_________
(1) الدرر الكامنة 3: 79.
(2) في الضوء: "ويخط العيني: بالراء بدل النون".
(3) الضوء اللامع 6: 225.
(4) الضوء اللامع 3: 231.
(1/547)
_________
الدين السيرامي سنة تسعين، ثم ولاه مشيخة الشيخونية، بعد وفاة
عز الدين الرازي مضافة إلى الظاهرية، وأذن له أن يستنيب عنه في الظاهرية ولده، فباشر مدة ثم ترك الشيخونية، واقتصر على الظاهرية، وكان الشيخ عز الدين بن جماعة يثني على فضائله، مات في ربيع الأول سنة إحدى وثمانمائة (1).
46- ابن جماعة الشيخ عز الدين محمد بن شرف الدين أبي بكر بن قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة بدر الدين محمد، ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة، واشتغل صغيرًا، ومال إلى فنون المعقول فأتقنها إتقانًا بالغًا إلى أن صار هو المشار إليه في الديار المصرية والمفاخر به علماء العجم، تخضع له الرقاب وتسلم إليه المقاليد، وله تصانيف عديدة تقرب من ألف مصنف، مات بالطاعون في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وثمانمائة (2).
47- الشيخ همام الدين همام بن أحمد الخوارزمي، ولد في حدود الأربعين وسبعمائة وقدم القاهرة شيخًا فدرس بها، وكان يقرر الكشاف والعربية، ولي مشيخة الجمالية ومات سنة تسع عشرة وثمانمائة (3).
48- الهروي قاضي القضاة شمس الدين بن عطاء الله بن محمد بن أحمد بن محمود ولد بهراة سنة سبع وستين وسبعمائة، واشتغل في بلاده بالعلوم وفاق في العقليات، ثم قدم القاهرة فولي قضاء الشافعية وكتابة السر، مات في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وثمانمائة.
49- علاء الدين الرومي علي بن موسى بن إبراهيم، تفنن في العلوم ببلاده ودخل بلاد العجم ولقي الكبار، ثم قدم القاهرة سنة سبع وعشرين، فولي مشيخة الأشرفية، مات في شعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة (4).
_________
(1) الضوء اللامع 10: 327، وترجمته باسم: "يوسف بن عيسى".
(2) الضوء اللامع 7: 171-174.
(3) الضوء اللامع 10: 209.
(4) الضوء اللامع 6: 41.
(1/548)
_________
50- الشيخ علاء الدين البخاري علي بن محمد بن محمد الحنفي، علامة الوقت، ولد سنة تسع وسبعين وسبعمائة، وأخذ عن أبيه وعمه والشيخ سعد الدين التفتازاني ورحل إلى الأقطار، وأخذ عن علماء عصره حتى برع في المعقول وصار إمام عصره، قدم القاهرة، وتصدر للإقراء بها، وأخذ عنه غالب أهلها، وكان مع ما اشتمل عليه من العلم غاية في الورع والزهد والتحري وعدم التردد إلى بني الدنيا، مات في رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة (1).
51- الشيخ باير زين الدين أبو بكر بن إسحاق بن خالد الكختاوي، ولد في حدود سنة سبعين وسبعمائة، وكان إمامًا بارعًا في العلوم وتفرد بالمعاني والبيان وولي مشيخة الشيخونية، مات في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وثمانمائة.
52، 53- البساطي وابن الهمام، مرا.
54- الشرواني شمس الدين محمد علامة الوقت في المعقولات والتحقيق، مات سنة سبع وأربعين وثمانمائة.
55- الكافيجي شيخنا العلامة محيي الدين محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الإمام المحقق علامة الوقت أستاذ الدنيا في المعقولات، ولد قبل ثمانمائة تقريبا، وأخذ عن البرهان حيدرة، والشمس ابن العنزي وجماعة، وتقدم في فنون المعقول حتى صار إمام الدنيا فيها، وله تصانيف كثيرة (1).
مات ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثمانمائة.
وقال الشهاب المنصوري يرثيه:
بكت على الشيخ محيي الدين كافيجي..، عيوننا بدموع من دم المهج
كانت أسارير هذا الدهر من درر..، تزهي فبدل ذاك الدر بالسبج
_________
(1) الفوائد البهية 169، الضوء اللامع 7: 259.
(1/549)
_________
فكم نفى بسماح من مكارمه..، فقرا وقوم بالإعطاء من عوج
يا نور أراه اليوم منطفئا..، وكانت الناس تمشي منه في سرج
فلو رأيت الفتاوي وهي باكية..، رأيتها من نجيع الدمع في لجج
ولو سرت بثناء عنه ريح صبا..، لاستنشقوا من شذاها أديب الأرج
يا وحشة العلم من فيه إذا اعتركت..، أبطاله فتوارت في دجى الرهج
لم يلحقوا شأو علم من خصائصه..، أنى ورتبته في أرفع الدرج
قد طال ما كان يقرينا ويقرئنا..، في حالتيه بوجه منه مبتهج
سقيا له، وكساه الله نور سنا..، من سندس بيد الغفران منتسج
(1/550)
_________