أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: أسباب النزول من سورة مريم إلى سورة النور السبت 17 سبتمبر 2011, 10:38 pm | |
| سورة مريم والأنبياء والحج والمؤمنون والنور سورة مريم: - قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} الآية 64. - قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} الآيات 77 و78 و79 و80. ****************************** قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} الآية 64. البخاري ج10 ص43 حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر قال سمعت أبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لجبريل "ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟" فنزلت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا}. الحديث أعاده في كتاب التوحيد ج17 ص217، وأخرجه الترمذي ج4 ص145، وقال هذا حديث حسن غريب وأحمد ج1 ص231 وص357، وابن جرير ج16 ص103، والحاكم ج2 ص611 وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه وأقره الذهبي وهذا من أوهامهما1 فقد أخرجه البخاري بهذا السند الذي أخرجه به. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 الأولى أن يقال وهذا من أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي ولا يقال أقره؛ لأن الذهبي لم يلتزم أن ينبه على كل خطأ أخطأ فيه الحاكم كما يعلم من مقدمة تلخيص الذهبي وقد جمعت بحمد الله من الأوهام التي حصلت للحاكم وسكت عليها الذهبي ما يزيد على ألف وخمسمائة وعند إكمالها إن شاء الله تنشر يسر الله ذلك. ************************** قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} الآيات 77 و78 و79 و80. البخاري ج5 ص221 حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دين أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، قال: دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالا وولدا فأقضيك. فنزلت {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}. الحديث أخرجه في مواضع منها ص359 من هذا الجزء وج10 ص44 وص45 وص46، ومسلم ج17 ص138، والترمذي ج4 ص146 وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد ج5 ص111، والطيالسي ج2 ص21، وابن سعد ج3 ق1 ص116، وابن جرير ج16 ص121، والطبراني من الكبير ج4 ص77. *************************** سورة الأنبياء قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} الآيتان 101 و102. قال الإمام الطحاوي في مشكل الآثار ج1 ص431 حدثنا عبيد بن رجال حدثنا الحسن بن علي حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش ثنا عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى عن ابن عباس قال: آية في كتاب الله عز وجل لا يسألني الناس عنها ولا أدري أعرفوا ولا يسألوني عنها فسئل ما هي قال لما نزلت {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} شق ذلك على أهل مكة، وقالوا شتم محمد آلهتنا، فجاءهم ابن الزبعري فقال ما شأنكم؟ قالوا شتم محمد آلهتنا. قال: وما قال. قالوا: قال: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} قال ادعوه لي، فدعا محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ابن الزبعري يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل ما عبد من دون الله؟ قال: "بل لكل ما عبد من دون الله عز وجل". قال: فقال خصمناه ورب هذه البنية يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح وعزيرا عبد صالح والملائكة عباد صالحون قال: "بلى". قال فهذه النصارى تعبد عيسى وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، قال فضج أهل مكة، فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} قال ونزلت {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} وهو الضجيج. بعض رجال السند: أبو يحيى هو مصدع قال عمار الدهني: كان مصدع عالما بابن عباس. وقال ابن حبان في الضعفاء: كان يخالف الأثبات في الروايات وينفرد بالمناكير. ا. هـ. مختصرا من تهذيب التهذيب وهو من رجال مسلم فالظاهر أن حديثه ينزل عن الحسن ويصلح في الشواهد والمتابعات. وأبو رزين هو مسعود بن مالك وثقه أبو زرعة كما في تهذيب التهذيب. عبيد بن رجال ترجمه محمد بن أيوب المظاهري في تراجم شرح معاني الآثار فلم يكد يبين لكن في الإكمال ج4 ص33 عبيد بن محمد بن موسى البزاز المؤذن يعرف بعبيد بن رجال يروي عن يحيى بن بكير وأحمد بن صالح وغيرهما روى عنه أبو طالب الحافظ والمصري وغيرهما. زاد المعلق وقال ابن يونس عبيد بن محمد موسى البزاز المؤذن يكنى أبا القاسم يعرف بعبيد بن رجال إلى آخر ما ذكره. وفي تبصير المنتبه وعبيد بن رجال شيخ الطبراني سمع يحيى بن بكير. قلت: اسمه محمد بن محمد بن موسى البزاز المؤذن وعبيد لقبه. ا. هـ. فالظاهر أنه مستور الحال حيث إنه لم يوثق وقد روى عنه جماعة ولكن الحديث قد جاء من غير طريقه كما سيأتي في سورة الزخرف إن شاء الله. وكما عند الطبراني في الكبير ج12 ص153 قال رحمه الله حدثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين عن ابن عباس فذكره ولكنه أسقط منه أبا يحيى فهي تعتبر علة للحديث المتقدم ولكنها غير قادحة لكثرة من زاد أبا يحيى. طريق ثانية للحديث: قال الإمام الطحاوي رحمه الله ج1 ص432 ثنا أحمد بن داود ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا حكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس فذكر نحوه. بعض رجال السند: أحمد بن داود ابن موسى وثقه ابن يونس وابن الجوزي كما في تراجم الأخبار وبقية الرجال من رجال التهذيب أنزلهم رتبة يحسن حديثه فالحديث مع الطريق الأولى صحيح لغيره والله أعلم. طريق ثالثة إلى ابن عباس رضي الله عنه: قال الإمام الطحاوي رحمه الله في مشكل الآثار ج1 ص431 حدثنا أبو أمية ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة1 عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكر نحوه. الحديث ذكره الخطيب في الفقيه والمتفقه ص70 عن شيخه أبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبو أمية الطرسوسي فذكره بعض رجال السند الذين يحتاجون إلى كلام. أبو أمية هو محمد بن إبراهيم الطرسوسي الحافظ قال ابن حبان دخل مصر فحدثهم من حفظه من غير كتاب أخطأ فيها فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا بما حدث من كتابه. ا. هـ. المراد من تهذيب التهذيب. وعطاء بن السائب مختلط وليس أبو كدينة ممن روى عنه قبل الاختلاط ولكنه متابع كما ترى فهو ومحمد بن إبراهيم إذا لم يحدث من كتابه يصلحان في الشواهد والمتابعات. طريق رابعة إلى ابن عباس: قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله ج2 ص384 حدثنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري ثنا محمد بن موسى بن حاتم ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس فذكر نحوه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه. محمد بن موسى بن حاتم هو القاشاني في لسان الميزان أن الراوي عنه القاسم السياري قال: أنا بريء من عهدته وقال ابن أبي سمعان: كان محمد بن علي الحافظ سيئ الرأي فيه. ا. هـ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 في الأصل أبو كريب والصواب ما أثبتناه كما في تهذيب التهذيب. ************************* سورة الحج - قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية 19. - قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} الآية 39. *************************** قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية 19. البخاري ج8 ص298 حدثنا قبيصة حدثنا سفيان بن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: نزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} في ستة من قريش علي وحمزة وعبيد بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. الحديث أيضا ذكره في التفسير ج1 ص59، وأخرجه مسلم ج18 ص166، وابن ماجه رقم 2835، والطيالسي ج2 ص21، وابن سعد ج2 ق1 ص10، وابن جرير ج17 ص131، والطبراني في الكبير ج3 ص164. وقد أخرج البخاري ج8 ص299، والحاكم ج2 ص386 من حديث قيس بن عباد عن علي نحوه، وقال الحاكم لقد صح الحديث بهذه الروايات عن علي كما صح عن أبي ذر الغفاري وإن لم يخرجاه كذا قال وأنت ترى أن البخاري قد أخرج حديث علي. تنبيه: حديث أبي ذر من الأحاديث التي انتقدها الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله لأن أبا مجلز تارة يحدث به عن أبي ذر وتارة يحدث به من قوله قال فاضطرب الحديث. قال النووي رحمه الله ج18 ص166 وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني فقال أخرجه البخاري عن أبي مجلز عن قيس عن علي رضي الله عنه: أنا أول من يجثو للخصومة قال قيس: وفيهم نزلت الآية ولم يجاوز به قيسا، ثم قال البخاري: وقال عثمان عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله قال الدارقطني فاضطرب الحديث قال النووي قلت: فلا يلزم من هذا ضعف الحديث واضطرابه لأن قيسا سمعه من أبي ذر كما رواه مسلم هنا فرواه عنه وسمع من علي بعضه وأضاف إليه قيس ما سمعه من أبي ذر وأفتى به أبو مجلز تارة ولم يقل إنه من كلام نفسه ورأيه وقد عملت الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم بمثل هذا، فيفتي الإنسان منهم بمعنى الحديث عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ولا يرفعه فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية رفعه وذكر لفظه وليس في هذا اضطراب. والله أعلم ا. هـ. كلام النووي رحمه الله. وإن كنت تريد المزيد فعليك بمقدمة الفتح ج2 ص132، وبالفتح ج10 ص59 و60 والله أعلم. *************************** قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} الآية 39. قال الإمام أحمد رحمه الله ج1 ص216 ثنا إسحاق1 ثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة قال أبو بكر أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن فنزلت: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} قال نعرف أنه سيكون قتال. قال ابن عباس هي أول آية نزلت في القتال. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 هو ابن يوسف الأزرق. *************************** الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه الترمذي ج4 ص151 وحسنه، والنسائي ج6 ص3، وابن جرير ج7 ص172، والطبراني في المعجم والأوائل، وابن حبان كما في موارد الظمآن، وعزاه الحافظ ابن كثير ج3 ص225 لابن أبي حاتم، وأخرجه الحاكم ج2 ص66 و246 و390 وج3 ص7 وقال في الجميع على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي. ثم ظهر أن الراجح إرساله فقد قال الترمذي ج5 ص325 بتحقيق إبراهيم عطوة وقد رواه عبد الرحمن بن مهدي وغيره عن سفيان مرسلا وذكر من طريق ابن أحمد الزبيري عن سفيان مرسلا ا. هـ. وقد جاء وصله عند ابن جرير ج17 ص172 من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش ولكن قيسا ضعيف. وقد رواه الحاكم ج3 ص7 من طريق شعبة متابعا لسفيان ولكن لا تطمئن النفس إلى تفردات الحاكم لكثرة أوهامه. ثم وجدت الحافظ الدارقطني قد ذكره في العلل ج1 ص214 فقال هو حديث يرويه الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. واختلف عنه فوصله إسحاق الأزرق ووكيع من رواية ابنه سفيان عنه والأشجعي عن الثوري. وأرسله غيرهم فلم يذكر ابن عباس ورواه الفرياني عن قيس بن الربيع عن الأعمش متصلا. وقيل عن الفرياني عن الثوري ولا يصح والمحفوظ عنه عن قيس. وبهذا تعلم رجحان الإرسال. والله أعلم. ******************************* سورة المؤمنون قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} الآية 76. ابن جرير ج18 ص45 حدثنا ابن حميد قال حدثنا أبو تميلة هو يحيى بن واضح عن الحسين1 عن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز "يعني الوبر والدم"، فأنزل الله: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}. الحديث رجاله ثقات إلا شيخ الطبري محمد بن حميد الرازي فإنه ضعيف لكن الحديث قد جاء من طرق غير هذه الطريق التي هو فيها، فقد رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج3 ص251، والنسائي كما في ابن كثير، وابن حبان2 ص434 وفيه عندهم علي بن الحسين بن واقد وقد ضعف، ورواه الحاكم ج2 ص394، والواحدي في الأسباب وفيه عندهما محمد بن موسى بن حاتم وقد قال تلميذه القاسم السياري أنا أبرأ من عهدته، وقال ابن أبي سعدان: كان محمد بن علي الحافظ سيئ الرأي فيه، كما في لسان الميزان أما الحاكم فقد صححه وأقره الذهبي. وهو بمجموع طرقه إلى الحسين بن واقد صحيح لغيره. والله أعلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 في الأصل الحسن وهو غلط مطبعي. 2 من موارد الظمآن وفي ترتيب الصحيح ج2 ص226. ****************************** سورة النور - قوله تعالى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} الآية 3. - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} الآيات 6 و7 و8 و9. - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ } من الآية 11 إلى الآية 22. - قوله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} الآية 33. - قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} الآية 55. - قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} الآية 61. ****************************** قوله تعالى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} الآية 3. الترمذي ج4 ص152 حدثنا عبد بن حميد نا روح بن عبادة عن عبيد الله بن الأخنس قال: أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد وكان رجلا يحمل الأسرى من مكة ويأتي بهم المدينة قال وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له، وأنه كان وعد رجلا من أسارى مكة يحمله، قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة قال فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إليَّ عرفت فقالت: مرثد، فقلت: مرثد، فقالت مرحبا وأهلا. هلم فبت عندنا الليلة، فقلت: يا عناق حرم الله الزنا. قالت: يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية، وسلكت الخندمة، فانتهيت إلى غار أو كهف فدخلت. فجاءوا حتى قاموا على رأسي وعماهم الله عني، قال: ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلا ثقيلا، حتى انتهيت إلى الآخر ففككت عنه أكبله فجعلت أحمله ويعييني حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: يا رسول الله أنكح عناقا، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يرد عليَّ شيئا حتى نزلت: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "يا مرثد {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} فلا تنكحها". هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. الحديث أخرجه أبو داود ج2 ص176، والنسائي ج6 ص54، وابن جرير ج18 ص71 وفي السند عنده مبهم، والحاكم ج2 ص166 مختصرا وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي. ****************************** قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} الآيات 6 و7 و8 و9. البخاري ج10 ص64 حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن سهل بن سعد أن عويمرا أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني عجلان فقال: كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا يقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك. فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله فكره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كره المسائل وعابها قال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك فجاء عويمر فقال يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك" فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنها، ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد ظلمتها. فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمر إلا قد صدق عليها، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمر إلا قد كذب عليها، فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه. الحديث أخرجه البخاري أيضا في كتاب الطلاق ج11 ص282 و369 و376 وج17 ص40، ومسلم ج10 ص120 وص123، وأبو داود ج2 ص241، والنسائي ج6 ص140، وابن ماجه رقم 2206، وأحمد ج5 ص334 و337، ومالك ج2 ص89، والدارمي ح2 ص150، والدارقطني ج3 ص274، وابن جرير ج18 ص85. وقد أخرج البخاري ج10 ص65، والترمذي ج4 ص154 وحسنه، وأبو داود ج4 ص243 وص244، وابن ماجه رقم 1067، وأحمد ج1 ص238 و273"1" والدارقطني ج3 ص277، وابن جرير ج18 ص83، والحاكم ج2 ص202 وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي. من حديث ابن عباس نحو حديث سهل إلا أنه قال: إن القاذف هلال بن أمية. وأخرج مسلم ج10 ص124، والترمذي وصححه ج2 ص224، وج4 ص154، والنسائي ج6 ص144، وأحمد ج2 ص19 و42، والدارمي ج2 ص150، وابن الجارود ص252، وابن جرير ج18 ص84 من حديث ابن عمر نحوه والسائل عن الحكم والملاعن مبهم لكن فسر في حديث عند مسلم والنسائي أنه العجلاني. وأخرج مسلم ج10 ص127، وأبو داود ج2 ص242، وابن ماجه رقم 2068، وأحمد ج1 ص448، وابن جرير ج18 ص84 عن ابن مسعود نحوه وعند مسلم وبعضهم أنه رجل من الأنصار. وأخرج مسلم ج10 ص128، والنسائي ج6 ص141 من حديث أنس نحوه وفيه أن هلال بن أمية قذف امرأته وذكر الحديث. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 وأخرجه الطيالسي ج2 ص319. ****************************** وأخرج البزار عن حذيفة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي بكر: "لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟" قال: كنت والله فاعلا به شرا. قال: "فأنت يا عمر" قال: كنت والله قاتله، كنت أقول لعن الله الأعجز. فإنه خبيث، فنزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ}. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص74 رجاله ثقات. أقول حديث حذيفة لا يحتاج إلى أن نتكلف في الجمع بينه وبين الحديثين السابقين لأنه من رواية زيد بن يثيع كما في تفسير ابن كثير ولم يرو عنه سوى أبي إسحاق ولم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي كما في تهذيب التهذيب وهما متساهلان في التوثيق وأيضا قد اختلف في وصله وإرساله، والذي أرسله أتقن وهو أقوى من الذي وصله1 وهو يونس بن أبي إسحاق وأيضا أبو إسحاق مدلس كما في تهذيب التهذيب ولم يصرح بالتحديث. ويبقى النظر في الجمع بين الحديثين المتقدمين. فأقرب الأقوال عندي أن هلال بن أمية سأل وصادف مجيء العجلاني فنزلت فيهما الآية معا. والله أعلم. وإن كنت تريد المزيد فعليك بالفتح فقد ذكر هنالك أقوال أهل العلم ج10 ص65 و66. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 وقد رجح أبو حاتم إرساله كما في العلل لابنه ج1 ص445. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 05 مايو 2021, 3:16 pm عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أسباب النزول من سورة مريم إلى سورة النور السبت 17 سبتمبر 2011, 10:48 pm | |
| قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} من الآية 11 إلى الآية 22. البخاري ج6 ص198 حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود وأفهمني بعضه أحمد قال حدثنا فليح عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله منه. قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها أخرج بها معه1. فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أُنزِلَ الحجاب فأنا أُحمَلُ في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل، فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 للنسفي ولأبي ذر عن غير الكشميهني وفي رواية الكشميهني والباقين خرج وهو الصواب ولعل الأول "أُخرج" بضم أوله على البناء للمجهول ا. هـ. الفت ****************************** فأقبل الذين يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحلوه علي بعيري الذي أركب وهو يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافًا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم، وإنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه. وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليَّ، فبينما أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم، وأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول. فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ويريبني في وجهي أني لا أرى من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول: "كيف تيكم"، لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قِبَلَ المناصع مُتَبَرَّزَنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل -وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه- فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها، فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا. فقالت: يا هنتاه ألم تسمعي ما قالوا؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا إلى مرضي. فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسلم فقال: "كيف تيكم"، فقلت: ائذن لي إلى أبوي. قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتيت أبوي، فقلت لأمي: ما يتحدث به الناس، فقالت: يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها. فقلت: سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا، قالت فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يَرْقَأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت، فدعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار عليه الذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال أسامة: أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا وأما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله بريرة فقال: "يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك". فقالت بريرة لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين، فتأتي الداجن، فتأكله. فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي". فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من أخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك. فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا وكان احتملته الحمية فقال: كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على ذلك. فقام أسيد بن الحضير، فقال كذبت لعمر الله والله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيَّانِ الأوسُ والخزرجُ حتى هموا ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على المنبر فنزل وخفضهم حتى سكتوا وسكت. قالت: وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي، وقد بكيت ليلتي ويوما حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي. قال: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي، إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي، فبينما نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل فيَّ ما قيل قبلها، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء قالت: فتشهد ثم قال: "يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه". فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، وقلت لأبي: أجب عني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما قال. قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قالت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن فقلت إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس، ووقر في أنفسكم وصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني لبريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة، لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله، فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات، فلما سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يضحك، فكان أو لكلمة تكلم بها أن قال لي: "يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله". فقالت أمي: قومي إلى رسول الله. فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} – الآيات – فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قاله لعائشة، فأنزل الله تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إلى قوله {غَفُورٌ رَحِيمٌ}. فقال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه. وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال: "يا زينب ما علمت ما رأيت". فقالت: أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيرًا، قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع. قال وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله. قال وحدثنا فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله. الحديث أخرجه في مواضع منها ج8 ص436 وج10 ص68 وص106 وج14 ص373 مختصرا وج17 ص32 مختصرا أيضا، ومسلم ج17 ص102، والترمذي ج4 ص155، وعبد الرزاق في المصنف ج5 ص410، وأحمد ج6 ص59 وص103 مختصرا، وابن جرير ج18 ص90 وفي التاريخ ج3 ص67، وابن إسحاق كما في السيرة لابن هشام ج2 ص297. ****************************** قوله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} الآية 33. مسلم ج18 ص162 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية واللفظ لأبي كريب حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كان عبد الله بن أبي بن سلول يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئا، فأنزل الله عز وجل: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. الحديث أخرجه أيضا مسلم من طريق أخرى تنتهي إلى الأعمش عن أبي سفيان به. وفيه أن جارية لعبد الله بن أبي بن سلول يقال لها مسيكة، وأخرى يقال لها أميمة، فكان يكرههما على الزنا فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله الآية. وأخرجه أبو داود ج2 ص264 وفيه أن جارية لبعض الأنصار يقال لها مسيكة، وابن جرير ج18 ص132 و133، والبزار كما في تفسير الحافظ ابن كثير ج3 ص288 وفيه تصريح الأعمش بالسماع من أبي سفيان والحاكم ج2 ص211 وص397، وقال في الموضعين على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وفي الموضع الأول أن المكره رجل وأن اسمه مسكين فلعله تحريف. وقول الحاكم في الأول على شرط مسلم، وإقرار الذهبي له في نظر؛ فإن محمد بن الفرج الأزرق ليس من رجال مسلم، وإنما ذكره الحافظ في التهذيب في التمييز وفيه أيضا كلام. وفي مجمع الزوائد ج7 ص82 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت لعبد الله بن أبي جارية تزني في الجاهلية، فلما حرم الزنا قالت: لا والله لا أزني أبدا فنزلت الآية. رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال الطبراني رجال الصحيح. وذكره الحافظ ابن كثير عازيا له للطيالسي بسنده. ****************************** قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} الآية 55. الحاكم ج2 ص401 حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ، حدثني أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة كانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه، فقالوا ترون أنا نعيش حتى نكون آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} إلى {فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ} يعني بالنعمة {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. الحديث في سنده علي بن الحسين بن واقد وقد ضعفه أبو حاتم وتركه البخاري وقال كان إسحاق سيئ الرأي فيه ووثقه ابن حبان وقال النسائي ليس به بأس ا. هـ. تهذيب التهذيب. لكن قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص83 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وذكره الطبري ج18 ص159 مرسلا عن أبي العالية. ****************************** قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} الآية 61. قال الإمام أحمد بن عمرو بن عبد الخالق الشهير بالبزار كما في كشف الأستار ج3 ص61 حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب الطائي ثنا بشر بن عمر ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمناهم1 ويقولون لهم قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما أحببتم فكانوا يقولون إنه لا يحل لنا أنهم أذنوا من غير طيب نفس فأنزل الله عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ} إلى قوله {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ}. قال البزار لا نعلمه رواه عن الزهري إلا صالح. قال الحافظ الهيثمي في المجمع ج7 ص84 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وقال السيوطي في لباب النقول سنده صحيح. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 في مختار الصحاح: الضمانة الزمانة وقد ضمن الرجل من باب طرب فهو ضمن أي زمن مبتلى. |
|