أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: أسباب النزول في سورة النساء الخميس 15 سبتمبر 2011, 2:43 pm | |
| سورة النساء - قوله تعالى:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية 3
- قوله تعالى:{وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} الآية 6
- قوله تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآيتان 11 و12
- قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} الآية 19
- قوله تعالى:{وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ} الآية 22
- قوله تعالى:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية 24
- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} الآيتان 51و 52
- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية59
- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} الآية60
- قوله تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية 65
- قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} الآية 69
- قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} الآية 77.
- قوله تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} الآية 83.
- قوله تعالى:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية 88.
- قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } الآية 94.
- قوله تعالى:{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} الآية 95.
- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ} الآيتان 97، 98.
- قوله تعالى:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} الآية 102.
- قوله تعالى:{لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ} الآية 102.
- قوله تعالى:{وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} الآية 119.
- قوله تعالى:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} الآية 127.
- قوله تعالى:{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآية 128.
- قوله تعالى:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الآية 176. ************************* قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية 3. البخاري ج9 ص307 حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال: أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان له عذق، وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها من نفسه شيء فنزلت فيه {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} – أحسبه1 قال كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله.
الحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره ج4 ص232 وأخرجه مسلم ج18 ص155. ــــــــــــــــــــــــــــــ 1 هو شك من هشام بن يوسف ا. هـ فتح. ***************************** قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} الآية 6. البخاري ج9 ص309 حدثني إسحاق أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها في قوله تعالى {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أنها نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيرا فإنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف.
الحديث أخرجه مسلم ج18 ص165 و166. ***************************** قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآيتان 11 و12. البخاري ج9 ص311 حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج قال أخبرني ابن المنكدر عن جابر رضي الله تعالى عنه قال عادني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر في بني سلمة ماشيين فوجدني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا أعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي فأفقت فقلت ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله، فنزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ}.
الحديث أخرجه البخاري ج1 ص313 وفيه نزلت آية الفرائض، وج12 ص218 وفيه فنزلت آية المواريث، وج15 ص4 وفيه حتى نزلت آية المواريث وج17 وفيه حتى نزلت آية المواريث وأخرجه مسلم ج11 ص55 وفيه نزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} وص56 وفيه نزلت آية الميراث والترمذي ج3 ص179 وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه فنزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} وج4 ص86 وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه نزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} وابن الجارود – في المنتقى ص319 وابن جرير ج14 ص276.
سبب آخر للآية أخرج الترمذي وقال حديث حسن صحيح ج3 ص179 وأبو داود ج3 ص80 وابن ماجه رقم 2720 والإمام أحمد ج3 ص352 وابن سعد في الطبقات جزء 3 قسم 2 ص78 والحاكم وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي عن جابر رضي الله عنه قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا فقال: "يقضي الله في ذلك" فنزلت آية المواريث فأرسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عمها فقال: "أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن وما بقي فهو لك".
وقصة جابر أصح لأنها متفق عليها وأما قصة بنات سعد بن الربيع ففيها عبد الله بن محمد بن عقيل وهو صدوق ضعيف الحفظ على أنه لا تنافي بين القصتين فيحتمل أنها نزلت فيهما معا.
قال الحافظ في الفتح ويحتمل أن يكون نزول أولها في قصة البنتين وآخرها وهي قوله {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} في قصة جابر ويكون مراد جابر فنزلت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} أي ذكر الكلالة المتصل بهذه الآية والله أعلم ا. هـ.
وأقول في كلام الحافظ رحمه الله نظر فإن قوله: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} في ميراث الأخوة لأم فالأولى أن يقال: لا مانع من نزول الآية في الأمرين معا كما قرره هو قبل والله أعلم. ***************************** قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} الآية 19. البخاري ج9 ص314 حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني1 عن عكرمة عن ابن عباس: قال الشيباني وذكره أبو الحسن والسوائي2 ولا أظنه ذكر إلا عن ابن عباس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا لم يزوجوها وهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك.
الحديث أخرجه أيضا في كتاب الإكراه ج15 ص353 وأبو داود ج2 ص193 وابن جرير ج4 ص305.
قال الحافظ ابن كثير ج1 ص465 وروى وكيع عن سفيان عن علي بن بذيمة عن مقسم عن ابن عباس كانت المرأة في الجاهلية إذا توفي عنها زوجها فجاء رجل فألقى عليها ثوبًا كان أحق بها فنزلت ا. هـ.
علي بن بذيمة روى له أصحاب السنن وهو ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح وروى الطبراني ج4 ص305 عن أبي أمامة قال لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته وكان ذلك لهم في الجاهلية فنزلت. قال الحافظ في الفتح ج9 ص305 والسيوطي في اللباب سنده حسن. ــــــــــــــــــــــــــــــ 1 هو أبو إسحاق سليمان بن فيروز. 2 قال الحافظ في الفتح حاصله أن للشيباني فيه طريقتين إحداهما موصولة وهي عكرمة عن ابن عباس والأخرى مشكوك فيها. ***************************** قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ} الآية 22. ابن جرير ج4 ص318 حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا قراد قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يحرمون ما يحرم إلا امرأة الأب والجمع بين الأختين قال فأنزل الله {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} إلى قوله {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}.
الحديث رجاله رجال الصحيح إلا محمد بن عبد الله المخرمي وهو ثقة.
تنبيه: وقع في السند ثنا ابن عيينة وعمرو وهو غلط والصواب هو ما أثبتناه فإن سفيان لم يرو عن عكرمة وقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب ج4 ص119 أن سفيان ولد سنة 107 ثم ذكر في ترجمة عكرمة أنه توفي سنة 107 وقيل 110 وقيل غير ذلك وعلى كل فسفيان مشهور بالرواية عن عمرو وهو ابن دينار وإنما نبهت عليه لئلا يظن أن ما ههنا غلط، ووقع في تفسير ابن كثير على الصواب كما نقله شيخنا حفظه الله. ***************************** قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية 24. مسلم ج10 ص35 حدثنا عبيد الله بن ميسرة القواريري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم حنين بعث جيشًا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهر عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن ناسًا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله عز وجل {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن ثم ذكر له طريقًا إلى قتادة والراوي عنه شعبة فأمنَّا من تدليسه فإن شعبة إذا روى عنه يستثبته. وقد قال شعبة: كفيتكم تدليس الأعمش وابن إسحاق وقتادة كما في فتح المغيب للسخاوي.
الحديث أخرجه الترمذي ج4 ص86 وقال حديث حسن صحيح و أبو داود ج2 ص213 والنسائي ج6 ص91 والإمام أحمد ج3 ص 72 و84 وابن جرير ج5 ص2. ***************************** قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} الآيتان 51و 52. ابن جرير ج5 ص133 حدثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم، قال: نعم، قالوا ألا ترى إلى هذا الصنبور1 المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة، وأهل السقاية، قال: أنتم خير منه، قال: فأنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.
وأنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}.الحديث ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره ج1 ص513 فقال قال الإمام أحمد حدثني محمد بن أبي عدي به وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص428، ورجاله رجال الصحيح. إلا أن الراجح إرساله كما ذكر في تخريج تفسير ابن كثير. ــــــــــــــــــــــــــــــ 1 الصنبور: الرجل الفرد الضعيف الذليل بلا أهل وعقب وناصر واللئيم. ا. هـ قاموس ج2 ص 73. ***************************** قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية59. البخاري ج9 ص 322 حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي جريج عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس إذ بعثه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سرية.
الحديث قال الحافظ ابن كثير في تفسيره أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجه. وهو في المسند ج1 ص327 وأخرجه ابن الجارود ص346 وابن جرير ج5 ص147 و148.
بيان الحديث الأول: قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى ج9 ص121. حدثنا مسدد: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش حدثني سعيد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سرية واستعمل عليها رجلًا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه. فغضب فقال: أليس أمركم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمعوا لي حطبًا. فجمعوا له. فقال: أوقدوا نارًا. فأوقدوها فقال: ادخلوها. فهموا، وجعل بعضهم يمسك بعضًا ويقولون: فررنا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من النار فما زالوا حتى خمدت فسكن غضبه فبلغ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة. الطاعة في المعروف". ***************************** قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} الآية60. تفسير ابن كثير ج1 ص 519 قال الطبراني حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو1 عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو برزة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من المشركين فأنزل الله عز وجل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} إلى قوله: {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}.
الحديث ذكره الواحدي في أسباب النزول بهذا السند وقال: الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص6 رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
قال أبو عبد الرحمن: شيخ الطبراني ما وجدت ترجمته لكنه قد تابعه إبراهيم بن سعيد الجوهري عند الواحدي. ــــــــــــــــــــــــــــــ 1 في ابن كثير، ابن عمر، وصوابه ما أثبتناه كما في التهذيب، وهو عند أبي داود. ج2 ص344. ***************************** قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية 65. البخاري ج9 ص323 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر بن الزهري عن عروة قال خاصم الزبير رجلًا من الأنصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "اسقِ يا زبير ثم أرسلِ الماءَ إلى جارك" فقال الأنصاري: يا رسول الله إن كان ابن عمتك فتلون وجهه. ثم قال: "اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك".
واستوعى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة قال الزبير: فما أحسب هذه الآية إلا تزلت في ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.
الحديث أخرجه الجماعة كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج1 ص520 فذكر البخاري في مواضع منها ج5 ص431 إلى ص437، ومسلم ج15 ص107 وفيه عن عروة أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلًا من الأنصار وكذا في البخاري ج5 ص431، فأمِنَّا مما ظاهره الإرسال في بعض الطرق، والترمذي ج2 ص289 وفيه عن عروة أن عبد الله حدثه وقال هذا حديث حسن وأعاده في التفسير ج4 ص289 وفهي عن عروة أن عبد الله حدثه وقال هذا حديث حسن وأعادة في التفسير ج4 ص89 بذلك السند، وأبو داود ج3 ص352، وابن ماجه رقم15 ورقم2480، والإمام أحمد ج4 ص5، وابن جرير ج5 ص158 وفيه رواية عبد الله عن أبيه الزبير وابن الجارود ص339 كالطبري. ***************************** قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ} الآية 69. الطبراني في الصغير ج1 ص26 حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن عمران العابدي حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي ومالي وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} الآية، لم يروه عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة إلا فيصل. تفرد عبد الله بن عمران.
الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص7 رجاله رجال الصحيح إلا عبد الله بن عمران وهو ثقة.
وله شاهد من حديث ابن عباس كما في المجمع ج7 ص7 وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية ج4 ص240 وج8 ص125 والواحدي في أسباب النزول بهذا السند.
وقال الشوكاني إن المقدسي حسَّنَهُ. وله شواهد كما في تفسير ابن كثير ج1 ص523 تزيده قوة. ***************************** قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} الآية 77. النسائي ج6 ص3 أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق قال أنبأنا أبي قال الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكة فقالوا: يا رسول الله إنا كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة، فقال: "إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا، فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفوا فأنزل الله عز وجل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}.
الحديث أخرجه الحاكم ج2 ص66 و307 وقال في الموضعين صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وأقره الذهبي وفيما قالاه نظر فإن حسين بن واقد ليس من رجال البخاري فالأولى أن يقال: رجاله رجال الصحيح فإن حسينا من رجال مسلم وعكرمة من رجال البخاري ومن رجال مسلم مقرونا بآخر وأخرجه ابن جرير ج5 ص171. ***************************** قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} الآية 83. قال الإمام مسلم ج10 ص82: حدثني زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه قال: دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب. قال عمر: فقلت لأعلمن ذلك اليوم فذكر الحديث، وفيه بعد استئذانه على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: أطلقتهن يا رسول الله، قال: "لا" قلت: يا رسول الله إني دخلت المسجد والناس ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه، فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن، قال: "نعم إن شئت".
فذكر الحديث وفيه فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله نساءه، ونزلت الآية {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ} وكنت أنا استنبطت ذلك وأنزل الله آية التخيير. ***************************** قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية 88. قال الإمام البخاري رحمه الله ج8 ص359 حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أحد رجع ناس ممن خرج وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرقتين: فرقة تقول نقاتلهم وفرقة تقول لا نقاتلهم فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} وقال إنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد.
الحديث أخرجه أيضا في التفسير ج9 ص325 ومسلم ج17 ص123 وليس عنده –إنها طيبة إلخ- والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ج4 ص89.
وأحمد في المسند ج5 ص184 و187 و188 وابن جرير ج5 ص192 والطبراني في الكبير ج5 ص129. ***************************** قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } الآية 94. البخاري ج9 ص327 حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} قال: قال ابن عباس كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تلك الغنيمة.
الحديث أخرجه مسلم ج18 ص161 والترمذي ج4 ص90 وقال هذا حديث حسن قال المباركفوري وأخرجه أبو دواد في الحروف، والنسائي في السير، وفي التفسير ا. هـ.
وأخرجه الإمام أحمد ج1 ص299 وص324 وأخرجه الحاكم ج2 ص235 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقر الذهبي، ومقصوده لم يخرجاه بهذا السند إلى ابن عباس وابن جرير ج5 ص223 وعند الترمذي وأحمد والحاكم وابن جرير في روايته تعيين المقتول وأنه من بني سليم، وعند البزار وقال الهيثمي ج7 ص9 وسنده جيد وفيه تعيين القاتل وأنه المقداد1 وظاهر قصة المقداد المغايرة، لكن قال الحافظ في الفتح ج9 ص327 تحمل على الأول لأنه يمكن الجمع بينهما ا. هـ بالمعنى.
وأخرج الإمام أحمد ج6 ص11 وابن الجارود ص263 عن عبد الله بن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر الأشجعي على قعود له متيع ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وأخرجه الطبري من حديث ابن عمرو ومن حديث عبد الله بن أبي حدرد كما عند أحمد وابن الجارود وقال الهيثمي في حديث ابن أبي حدرد ج7 ص8 ورجاله ثقات.
قال الحافظ في الفتح ج9 ص327 وهذه عندي قصة أخرى ولا مانع أن تنزل الآية في الأمرين معا. ـــــــــــــــــــــــــــ 1 كون الآية نزلت في المقداد ليس بصحيح بل الراجح إرساله راجع ما كتبته على تفسير ابن كثير. ***************************** قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} الآية 95. البخاري حدثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت البراء -رضي الله عنه- يقول: لما نزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} دعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- زيدًا فجاءه بكتف فكتبها وشكى ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ج9 ص329 أخرجه وقال الواحدي في أسباب النزول رواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة وأخرجه الترمذي ج4 ص91 وقال هذا حديث حسن صحيح، والنسائي ج6 ص10 والإمام أحمد ج4 ص282 و284 و290 و299 و300 والطيالسي ج2 ص17، والدارمي ج2 ص209 وابن سعد ج4 ص154&1 وابن جرير ج5 ص228، والبيهقي ج9 ص23.
وأخرج البخاري2 ج6 ص385 وج9 ص328 والترمذي ج4 ص92 وصححه وأبو داود ج2 ص319 والنسائي ج6 ص9 وأحمد ج5 ص184 و191 وابن الجارود 344 والحاكم في المستدرك وصححه ج2 ص82 وابن سعد في الطبقات ج4 ص155 من القسم الأول وابن جرير ج5 ص329 والبيهقي ج9 ص32 والطبراني في الكبير ج5 ص144 من حديث زيد بن ثابت نحوه.
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب العالية ج3 ص117 وأبو يعلى والبزار وقال الهيثمي رجاله ثقات ج5 ص328 وصححه ابن حبان كما في موارد الظمآن ص429 من حديث الفلتان بن عاصم نحوه وأخرج الترمذي عن ابن عباس نحوه وحسنه.وأخرج الطبراني قال الهيثمي ج7 ص9 رجاله ثقات من حديث زيد بن أرقم نحوه. ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 هو في السنن ج4 ص56. 2 قد انتقد على البخاري، حيث أخرج الحديث من طريق مروان بن الحكم ومروان متكلم فيه ولكنه قد تابعه خارجة بن زيد بن ثابت كما في مشكل الآثار ج2 ص217 ومسند أحمد ج5 ص191 وسنن أبي داود ج7 ص184 وتابعه قبيصة بن ذؤيب كما في تفسير ابن كثير. ***************************** قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ} الآيتان 97، 98. البخاري ج9 ص321 حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث &فأكتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس أخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي ثم قال أخبرني ابن بعباس أن ناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقلته أو يضرب فيقتل فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِم} الآية.
رواه الليث عن أبي الأسود -إلا المستضعفين من الرجال والنساء ثم أعاده ج16 ص147.
الحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج1 ص542 والطبراني ج5 ص234 وص235 والطحاوي كما في شكل الآثار ج4 ص327 مختصرًا كالبخاري، ومبسوطًا كالبزار وقال الهيثمي ج7 ص10 رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك1 وهو ثقة.
كل هؤلاء رووه وفيه نزول آيتين مع هذه الآية وسيأتي إن شاء الله في سورة النحل. ***************************** قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} الآية 100. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 الحديث من طريق محمد بن شريك رواه الطحاوي في مشكل الآثار ج4 ص328.
ابن جرير ج5 ص240 حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} وكان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر وكان مريضا فقال لأهله أخرجوني من مكة فإني أجد الحر، فقالوا: أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو المدينة فنزلت هذه الآية {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى آخر الآية.
الحديث رجاله ثقات، وشريك هو ابن عبد الله القاضي النخعي وفي حفظه ضعف لكن الحديث له طريق أخرى تنتهي إلى عكرمة عن ابن عباس في المطالب العالية ص433 رواه أبو يعلى قال الهيثمي ج7 ص10 من المجمع ورجاله ثقات، وفيها فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج1 ص543.
وذكر الحافظ في الإصابة له طرقا أُخَر فلتراجع هنالك ج1 ص253 ترجمة جندع بن ضمرة. ***************************** قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} الآية 102. الإمام أحمد ج4 ص59 حدثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم.
ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم قال فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} قال: فحضرت، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذوا السلاح، قال: فصففنا خلفه صفين قال ثم ركع فركعنا جميعا ثم رفع فرفعنا جميعا – الحديث.
الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج2 ص505 والطيالسي ج1 ص150 والحاكم في المستدرك ج1 ص337 وقال صحيح على شرطهما وأقره الذهبي وأخرجه أبو داود ج1 ص477 قال صاحب عون المعبود ورواه البيهقي في المعرفة بلفظ حدثنا أبو عياش وفي هذا تصريح بسماع مجاهد من أبي عياش وأخرجه النسائي ج3 ص145 والدارقطني ج2 ص59 وقال صحيح وابن جرير ج5 ص246 وص257.
وأخرجه ابن جرير ج5 ص256 والحاكم ج3 ص30 وقال صحيح على شرط البخاري وأقره الذهبي عن ابن عباس مثله. ***************************** قوله تعالى: {لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ} الآية 102. البخاري ج9 ص333 حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} قال عبد الرحمن بن عوف وكان جريحا.
قال الحافظ أي فنزلت الآية قلت: والتصريح بلفظ النزول أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج2 ص308 وأحرجه ابن جرير ج5 ص259 ولفظه كالبخاري. ***************************** قوله تعالى: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} الآية 119. قال الإمام الطبري رحمه الله ج9 ص215 بتحقيق أحمد شاكر حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أنه كره الإخصاء وقال فيه نزلت {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ***************************** قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} الآية 127. البخاري ج6 ص58 حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضي الله عنها وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} فذكرت نحو ما تقدم في أول السورة قال: قالت ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} إلى قوله {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}.
الحديث أعاده أيضا ص320 وج9 ص308 وج11 ص39 وص103.
وأخرجه مسلم ج18 ص154 و155 وأبو داود ج2 ص184 والنسائي ج6 ص95 والدارقطني ج3 ص265 وابن جرير ج5 ص301. ***************************** قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآية 128. البخاري ج9 ص334 حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها، فتقول: أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك.
الحديث أخرجه مسلم ج8 ص157.
وقد أخرج أبو داود ج2 ص208 والترمذي ج4 ص95 والطيالسي ج2 ص17 والحاكم ج2 ص186 وصححه وأقره الذهبي وابن جرير ص307 أنها نزلت في شأن سودة أخرجه الترمذي والطيالسي وابن جرير من حديث ابن عباس1، وأخرجه أبو داود والحاكم وابن جرير أيضا من حديث عائشة ولفظ أبي داود قالت عائشة لعروة يابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قَلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك منها قالت: تقول في ذلك أنزل الله عز وجل وفي أشباهها أراه قال: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}.
وأخرج الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج2 ص308 عن رافع بن خديج أنه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها فتزوج عليها شابة فآثر البكر عليها فأبت امرأته الأولى أن تقر على ذلك فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير قال إن شئت راجعتك وصبرت على الأمر وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك قالت بل راجعني أصبر على الأثرة ثم آثر عليها فلم تصبر على الأثرة فطلقها الأخرى وآثر عليها الشابة قال فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا}2.
ولا تنافي بين هذه الأقوال فإن حديث عائشة الأول مبهم وحديثها الثاني مفسر للإبهام، وأما حديث رافع فإنما قال إنها شاملة لما فعل والآية تشمل الجميع والله أعلم. ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 وهو ضعيف لأنه من رواية سماك عن عكرمة وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب. 2 الراجح إرساله فقد أرسله سفيان بن عيينة وشعيب بن أبي حمزة ووصله معمر كما في تفسير ابن كثير فالراجح الإرسال لا سيما وراوي الوصل الحاكم وهو كثير الأوهام. ***************************** قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الآية 176. مسلم ج11 ص55 حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله قال: مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين فأغمي علي، فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت قلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد عليَّ شيئا حتى نزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الحديث أخرجه الترمذي ج3 ص180 وقال هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود ج3 ص79، وابن ماجه رقم 2728، والإمام أحمد ج3 ص307 و372، والطيالسي ج2 ص17، وابن الجارود ص320، وأبو نعيم ج7 ص157. تنبيه: قد تقدم أنها نزلت في جابر {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} وهنا يقول إنها نزلت فيه {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وقد رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله أن آية {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في بنات سعد بن الربيع وأن آية {يَسْتَفْتُونَكَ} نزلت في جابر فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له بنات ا. هـ.
وقال الحافظ في الفتح ج9 ص337 وهذه قصة أخرى غير التي تقدمت فيما يظهر لي، وقد قدمت المستند واضحا في أوائل هذه السورة والله أعلم.
وأقول لا مانع أن تكون الآيتان نزلتا معا في قصة جابر في آن واحد إذ الحديث حديثٌ واحد يدور على محمد بن المنكدر، فبعضهم يرويه عنه ويقول آية الميراث وبعضهم يرويه عنه ويقول: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} وبعضهم يرويه عنه ويقول: {يَسْتَفْتُونَكَ} فإن قيل يشكل عليك أن آية {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في شأن جابر وبنات سعد بن الربيع وقد استشهد بأحد وآية{وَيَسْتَفْتُونَكَ} من آخر القرآن نزولا.
أقول: لا إشكال فعلى فرض صحة حديث جابر في بنات سعد بن الربيع لا يلزم أنها قسمت تركته بعد موته.
على أنه لا ينبغي أن تعارض الأحاديث الصحيحة بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل فهو سيئ الحفظ كما هو معروف من ترجمته. |
|