سمية بنت خباط أول شهيدة في الإسلام 1036
سمية بنت خباط
أول شهيدة في الإسلام

هي: سمية بنت خُبّاط، وقيل: ضُبّاط، أم عمَّار بن ياسر، من كبار الصحابيات، وهي أول امرأة أظهرت إسلامها، وكانت سابعة سبعة في الإسلام.

زوجها:
هو ياسر بن عامر الذي قَدِمَ مكة هو وأخوه الحارث ومالك من اليمن يطلبون أخاً لهم، فرجع أخواه، وأقام ياسر، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكانت سمية أمَةً لأبي حذيفة وزَوَّجَهَا لياسر بن عامر، فولدت له عمَّاراً، فأعتقه أبو حذيفة ثم مات أبو حذيفة، فلَمَّا جاء الله بالإسلام أسلم عمَّار وأبواه وأخوه عبدالله.

ابنها عمَّار صحابي جليل، وهو أول مَنْ بَنَى مسجداً يُصَلّى فيه.

قال عنه رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "ابن سُمَيِّةَ ما عرض عليه أمران قَطُّ إلا اختار الأرْشَدَ منهما". ‌

قال المناوي في فيض القدير:
في الحديث منقبة عظيمة لعمَّار بن ياسر الصحابي الجليل -رضي الله عنه-، وأنه موفق لاختيار الأرشد من الأمور.

قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء:
هو عمَّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس الإمام الكبير أبو اليقظان العنسي المكي مولى بني مخزوم أحد السابقين الأولين والأعيان البدريين وأمُّهُ هي سُمَيَّةُ مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات أيضاً.

وروى عمرو بن مرة عن عبد الله بن سملة قال: رأيت عمَّاراً يوم صفين شيخاً آدم طوالاً وإن الحربة في يده لترعد، فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بها مع رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ثلاث مرات وهذه الرابعة ولو قاتلونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أننا على الحق وأنهم على الباطل.

وعن عمر بن الحكم قال:
كان عمَّار يُعَذَّبُ حتى لا يدري ما يقول وكذا صهيب، وفيهم نزلت: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).

وعن الحسن بن صالح عن أبي ربيعة عن الحسن عن أنس مرفوعاً قال: "ثلاثة تشتاق إليهم الجنة علي وسلمان وعمار".

وعن أبي إسحاق عن هانىء بن هانئ عن علي قال: "استأذن عمَّار على النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، فقال: مَنْ هذا؟ قال عمَّار قال: "مرحبا بالطَّيبِ المُطَيَّبِ".

وعن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "قاتل عمَّار وسالبه في النار".

قال ابن أبي خالد عن قيس أو غيره قال عمَّار: "ادفنوني في ثيابي فإني رجل مُخَاصِمٌ".

وعن عاصم بن ضمرة:
أن علياً -رضي الله عنه- صلّى على عمَّار -رضي الله عنه- ولم يغسله.

قال أبو عاصم عاش عمار ثلاثاً وتسعين سنة وكان لا يركب على سرج ويركب راحلته.

روى يحيى بن سعيد عن عَمِّهِ قال:
"لَمَّا كان اليوم الذي أصيب فيه عمَّار إذا رجلٌ قد برز بين الصفين جسيم على فرس جسيم ضخم ينادي يا عباد الله بصوت موجع روحوا إلى الجنة ثلاث مِرَار الجنة تحت ظلال الاسل فثار الناس فإذا هو عمَّار فلم يلبث أن قُتِلَ".

عن أبي قتادة ‌-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "بؤساً لك يا ابن سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ". ‌

سُمَيَّةَ بنت خَبَّاط أول شهيدة في الإسلام.
مع كِبَرِ سِنِّهَا وضعفها، كانت مِمَّنْ يُعَذَّبُ في الله عز وجل أشَدَّ العذاب، ويؤذى في الله جَلَّ ثناؤه، أشَدَّ الإيذاء، فما ضعًفت وما وهنت وما استكانت، وكانت من الصابرات، أجبروها على الكُفْرِ فأبت، وأجبروها على سَبِّ الرسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فرفضت، فساموها أشد العذاب، وهي العجوز الكبيرة الضعيفة فما صَدَّهَا هذا عن دين الله.

وكان رسولُ الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- مَرَّ بعمَّار وأمَّهُ وأبِيهِ وهم يُعَذَّبُونَ بالأبطح في رمضاء مكة فقال: "صبراً آل ياسر موعدكم الجنة".

قال ابن حجر:
أخرج ابن سعد بسندٍ صحيح، عن مجاهد، قال: أوَّلُ شهيدةٍ في الإسلام: سُمَيَّةُ والدة عمَّار بن ياسر، وكانت عجوزاً كبيرة ضعيفة اهـ.

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
سُمَيَّة بنت خباط رضي الله عنها مولاة أبي حذيفة بن المغيرة، وهي أم عَمَّار بن ياسر، أسلمت بمكة قديماً، وكانت مِمَّنْ يُعَذَّبُ في الله عز وجل لترجع عن دينها فلم تفعل، فَمَرَّ بها يوماً أبو جهل فطعنها في قبلها فماتت، وكانت عجوزاً كبيرةً فهي أول شهيدة في الإسلام رحمها الله.

ولا جرم أن صبرها وبذلها نفسها ومالها وولدها وزوجها لله تعالى يستحق أن يقال: إنها من أهل الجنة، وقد كان دخولها الجنة على يد إمام الكفر أبي جهل حيث طعنها في قبلها بحربة بيده فقتلها، فوصلت إلى الجنة بإذن الله، وكان ذلك في السَّنَةِ السابعة قبل الهجرة.