خولة بنت ثعلبة 836
خولة بنت ثعلبة
المرأة التي سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات

خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها-.
هي خولة بنت ثعلبة، بن أصرم، بن فهر، بن ثعلبة، بن غنم، بن عوف.

وهي من الفصحاء والبلغاء.

زوجها أوس بن الصامت، بن قيس، أخو عبادة بن الصامت رضي الله عنهما، أنجبت منه الربيع.

وهي التي جاءت إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- تشتكي زوجها وتجادله فيه، بعد أن قال لها زوجها أوس بن الصامت عندما غضب منها: أنت عَلَيَّ كظهر أمِّي، ثم عاد لها مرة أخرى يريدها عن نفسها فأبت، وقالت كلا والذي نفس خولة بيده، لا تَخْلُصُ إلِيَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحُكْمِهِ.

فجلست بين يدي رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فذكرت له ما لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه وتُجادله في الأمر، ورسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يقول: "ما أمرنا في أمرك بشيء، ما أعلمك قد حُرِّمْتِ عليه"، وهي لشدة إيمانها تُعيد الكلام على رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وتُبَيّنُ له ما قد يُصيبها وابنها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مَرَّةٍ يقول لها رسولُ الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "ما أعلمك قد حُرِّمْتِ عليه".

ثم رفعت يديها إلى السماء وقالت: اللهم إني أشكو إليك ما نزل بي.

وما كادت أن تفرغ من دعائها حتى نزل جبريل -عليه السلام- على رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وتَغَشَّاهُ الوحي، ثم سري عنه، فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "يا خولة قد أنزل الله فيكِ وفي صاحبكِ قرآناً ثم قرأ عليها: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ). قالت عائشة رضي الله عنها: تبارك الذي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ إني لأسمعُ كلامَ خولة بنت ثَعلبة ويَخْفَى عَلَيَّ بِعْضُهُ وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وهي تقول: يا رسول الله أكَلَ شبابي ونثرتُ له بطني حتى إذا كَبُرَتْ سِنِّي وانقطع ولدي ظَاهَرَ مِنِّي اللهم إني أشكو إليك فما برحتْ حتى نزل جبريلُ بهؤلاء الآيات: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّه).