أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: قول:" صدق الله العظيم" مستحب بعد الانتهاء من قراءه القرآن؟ الأربعاء 07 أبريل 2010, 5:42 am | |
| سأل سائل هذا السؤال: قول:" صدق الله العظيم" مستحب بعد قراءه القرآن وهو ليس سُنَّة لكن إذا اعتبرناه سُنَّة وقلناه دائماً فهل يعتبر بدعة؟ الإجابة: تقول أن قول: "صدق الله العظيم" بعد قراءة القرآن مستحب، والأمر المستحب هو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، والله عز وجل لا يثيب المسلم إلا على عمل صالح. والعمل الصالح يجب أن يتوفر فيه شرطين حتى يكون مقبولاً عند الله وهما: - الإخلاص لله عز وجل. - والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. لهذا أخي الكريم نقول: قولك "صدق الله العظيم" هل توفر فيه الشرطين؟ بالطبع لا.. إنما توفر شرط واحد وهو الإخلاص. (وهذا حُسن الظَّنِّ بالمُسلمين). أمَّا الثاني فقد اختل، فيكون العمل في هذه الحال بدعة ومردوداً غير مستحب. والله الموفق. مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية) التفسير: الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله. السؤال: تقف علي وعلى كثير من الناس أسئلة كثيرة فهل لكم أن تشرحوها لنا في برنامجكم نور على الدرب جزاكم الله عنا كل خير، يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول: ما حكم قول صدق الله العظيم عند نهاية كل قراءة من القرآن الكريم؟. الجواب... الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. قبل الإجابة على هذا السؤال أوَدُّ أن أبَيِّنَ ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين: أحدهما الإخلاص لله عز وجل، والثاني المُتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أمَّا الإخلاص فمعناه: أن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدار الآخرة فلا يقصد جاهاً ولا مالاً ولا رئاسة ولا أن يُمدح بين الناس بل لا يقصد إلا الله والدار الآخرة فقط. وأمَّا الشرط الثاني: فهو الاتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى: (وَمَا أمِرُوا إلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ). وقوله تعالى: (فَمِنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِهِ أَحَدًا). ولقوله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ). وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه). ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). فهذه النصوص النصية تدل على أنه لا بد لكل عمل يُتَقَرَّبُ به الإنسانُ إلى إللهِ عزَّ وجلَّ بأن يكون مبنياً على الإخلاص. الإخلاص لله موافقاً لشريعة الله عز وجل ولا تتحقق الموافقة والمتابعة إلا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها وزمانها ومكانها فمَنْ تعبَّدَ لله تعالى عبادة معلقة بسبب لم يجعله الشرع سبباً لها فإن عبادته لم تكن موافقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة. وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار). وبناءً على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناءً على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول: إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته "صدق الله العظيم" لاشك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق: (ومَنْ أصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً)، والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يَتَقَرَّبُ الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرعُ انتهاء القراءة سبباً لقول العبد: "صدق الله العظيم"؟ إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا.. بل إن الشرع لم يجعل انتهاء القارئ من قراءته سبباً لأن يقول: "صدق الله العظيم" فها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "أقرأ" قال: يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "إني أحِبُّ أن أسمعه من غيري"، فقرأ حتى بلغ قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلآءِ شَهِيداً)، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حَسْبُكْ" ولم يقل عبد الله بن مسعود: "صدق الله العظيم" ولم يأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وهكذا أيضاً قرأ زيد بن ثابت على النبي -صلى الله عليه وسلم- سورة النجم حتى ختمها ولم يقل: "صدق الله العظيم". وهكذا عَامَّة المُسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحدهم عند قراءة الصلاة قبل الركوع "صدق الله العظيم" فدلَّ ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته، وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها، فإذا انتهيت من قراءتك فأسكت واقطع القراءة، أمَّا أن تقول: "صدق الله العظيم" وهي لم تَرِدْ لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه فإن هذا قولٌ يكون غير مشروع. وقد يقول قائل: ألَيْسَ اللهُ تَعَالَى قال :"قل صدق الله"؟.. فنقول: بلى.. إن الله تعالى قال: "قل صدق الله" ونحن نقول: صدق الله، لكن هل قال الله تعالى: قل عند انتهاء قراءتك "قل صدق الله"؟ الجواب: لا.. إذا كان كذلك فإننا نقول صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلاً. ولكن ليس لنا أن نَتَعَبَّدَ إلى اللهِ تعالى بشيءٍ مُعَلَّقٍ بسبب لم يجعله الشارعُ سبباً له لأنه كما أشرنا من قبل: لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في العبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها وزمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول صدق الله العظيم.
|
|