منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 بين الزوجين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 2:58 pm

بين الزوجين Ocia_988
بين الزوجين
تأليف
أبي أنس
ماجد إسلام البنكاني
*****
إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له. وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (1).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (2).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿70﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (3).
أمَّا بعد...
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (4)، إلى كل زوجين مؤمنين يرغبان في حياة طيبة هادئة، إلى كل رجل وامرأة يودان الاستقرار ويحبان الحياة السعيدة، وإلى كل من يريد تكوين أسرة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر وتنعم بالسعادة نقدم هذه الرسالة لكي تكون لهم طريقاً إلى السعادة، والفوز بالجنة ورضى الله جل في علاه والنجاة من النار بإذن الله تعالى.

فإلى كل امرأة تنشد السعادة في الدَّارين، وإلى كل بنت نشأت في أحضان الفضيلة والأخلاق، إن المرأة في بلاد الإسلام هي المؤمنة بربها سبحانه وتعالى، وهي المُصَلّيَة، والصَّائمة، والمُتحجبة، وهي الطائعة لزوجها، وهي التي تخشى ربها والرحيمة بأبنائها، بخلاف المرأة في بلاد الكُفر حيث جعلوا منها سلعة يتداولونها وبضاعة رخيصة تُعرض في كل مكان ولأي إنسان.

قال الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (سورة آل عمران: 139).

فلكل هؤلاء اللواتي يُؤْمِنَّ بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً، ومن باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به، حيث قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (5).

قمنا بجمع النصوص من الكتاب والسُّنَّةِ وأقوال السَّلف الصَّالح بخصوص الأمور التي تجب على المرأة مع زوجها وأولادها وأهلها ومع الناس جميعاً.

واللهَ أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، ولا يجعل لأحَدٍ فيه نصيباً، وأن يجعل له القبول في الأرض، وأن ينفعني به في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتب
ماجد بن خنجر البنكاني
أبو أنس العراقي
2/محرم/1425هـ.
23/2/2004م
*****
لمسة وومضة للمؤمن والمؤمنة
إلى الأخت المسلمة التي تراقب الله عز وجل في كل أحوالها، والتي ترصد أعمال الجنان، فتكون لزوجها أماً في الحنان، وبنتاً في الطاعة، وأختاً في الدعوة والنصيحة، وحبيبة في الفراش، وزوجة في الدنيا وفي الجنة، تقرب إليه ما يحب ويرضى، وتبعد عنه كل ما يكره، تلقاه مبتسمة، وتودعه بالدعاء، ليعود إليها مشتاقاً.

وبارك الله في كل زوجة تتزين لزوجها المسلم لتعفه عن الحرام، وتحفظه من الخطيئة، وتجعل زينتها عبادة لربها جل في علاه، تحبها الفطرة السليمة.

والدنيا فيها شهوات وزينة، وزخارف ومغريات، وفيها نساء وملاهي وإغراء وفتن، والذي يحفظ الرجل من هذه المغريات الدين أولاً ثم الزوجة الصالحة من جميع الوجوه، وليس بالصلاح الخارجي فقط.

أنتِ بجمالك أبهى من الشمس، وبأخلاقك أزكى من المسك، وبتواضعك أرفع من البدر، وبحنانك أهنا من الغيث، فحافظي على الجمال بالإيمان، وعلى الرضا بالقناعة، وعلى العفاف بالحجاب، واعلمي أن حُليَّك ليس الذهب والفضة ولا الألماس، بل ركعتان في السَّحَر ودمعة حارة تغسل الخطيئة، فالبسي لباس التقوى فإنك أجمل النساء في العالم، ولو ثيابك ممزقة، وارتدي عباءة الحشمة فإنك أبهى إنسانة في الكون ولو كنت حافية القدمين، وإياك وحياة الفاجرات الكافرات الساحرات السافرات فإنه وقود نار جهنم.

وإلى كل زوج مسلم يراقب الله سبحانه وتعالى وينشد السعادة الزوجية أن يبادل زوجته بنفس شعورها وأن يتحلّى بالصفات التي ذكرناه آنفا للزوجة.
*****
الترغيب في النكاح
لقد حَثَّ الشارع الحكيم على الزواج ورغب فيه لما فيه من المصالح العظيمة للذكر والأنثى.

قال الله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (6).

وقال الله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (7).

سبب نزول الآية:
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عذق وكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شيء، فنـزلت فيه: وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى أحسبه قال: كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله (8).

قال ابن قدامة:
النكاح في الشرع هو عقد التزويج فعند إطلاق لفظة ينصرف إليه ما لم يصرفه عنه دليل وقال القاضي الأشبه بأصلنا أنه حقيقة في العقد والوطء جميعا لقولنا بتحريم موطوءة الأب تزويج لدخوله في قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء البقرة، وقيل بل هو حقيقة في الوطء مجاز في العقد تقول العرب أنكحنا الفرى فسترى أي اضربنا فحل حمر الوحش أمه فسترى ما يتولد منهما يضرب مثلا للأمر يجتمعون عليه ثم يتفرقون عنه (9).
*****
اختيار الزوج
من الأفضل أن يبحث الرجل عن زوج صالح ويكون على خلق ودين لابنته أو أخته كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وهذا هو الأصل.

قال تعالى: (وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) (10). وقوله تعالى: (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) (11).

وبالنسبة إلى المرأة إذا جاءها رجل وكان على خلق ودين أن توافق عليه وكذلك على ولي أمرها أن يوافق عليه، وهذا ما أوصى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل وحذر كل من لا يفعل ذلك بانتشار الفتنة والفساد في الأرض.

فعن أبي هريرة، وعن ابن عمر: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض" (12).

قوله: "إن لا تفعلوا" ما أمرتم به وفي رواية تفعلوه.

قال الطيبي: الفعل كناية عن المجموع أي إن لم تزوجوا الخاطب الذي ترضون خلقه ودينه (تكن) تحدث (فتنة في الأرض وفساد) خروج عن حال الاستقامة النافعة المعينة على العفاف (عريض) كذا في رواية البيهقي وغيره وفي رواية كبير والمعنى متقارب وفي رواية كرره ثلاثاً يعني أنكم إن لم ترغبوا في الخلق الحسن والدين المرضي الموجبين للصلاح والاستقامة ورغبتم في مجرد المال الجالب للطغيان الجار للبغي والفساد تكن إلى آخره أو المراد إن لم تزوجوا من ترضون ذلك منه ونظرتم إلى ذي مال أو جاه يبق أكثر النساء بلا زوج والرجال بلا زوجة فيكثر الزنا ويلحق العار فيقع القتل ممن نسب إليه العار فتهيج الفتن وتثور المحن.اهـ (13).
*****
عرض المرأة المؤمنة نفسها على الرجل الصالح
يجوز للمرأة المؤمنة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح وتحرص على ذلك، لأن المؤمن يكرمها ولا يظلمها.

فعن محمد بن سلام، حدثنا بن فضيل، حدثنا هشام، عن أبيه، قال: "كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي  -صلى الله عليه وسلم-، فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت ترجي من تشاء منهن قلت يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" (14).

قال ابن حجر: قوله باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد، أي فيحل له نكاحها بذلك، وهذا يتناول صورتين: إحداهما: مجرد الهبة من دون ذكر مهر، والثاني: العقد بلفظ الهبة، فالصورة الأولى ذهب الجمهور إلى بطلان النكاح وأجازه الحنفية والأوزاعي ولكن قالوا: يجب مهر المثل، وقال الأوزاعي: أن تزوج بلفظ الهبة وشرط أن لا مهر لم يصح النكاح، وحجة الجمهور قوله تعالى خالصة لك من دون المؤمنين فَعَدّوا ذلك من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- وأنه يتزوج بلفظ الهبة بغير مهر لا في الحال ولا في المال، وأجاب المجيزون عن ذلك بان المراد أن الواهبة تختص به لا مطلق الهبة والصورة الثانية ذهب الشافعية وطائفة إلى أن النكاح لا يصح إلا بلفظ النكاح أو التزويج لأنهما الصريحان اللذان ورد بهما القرآن والحديث، وذهب الأكثر إلى أنه يصح بالكنايات، واحتج الطحاوي لهم بالقياس على الطلاق فإنه يجوز بصرائحه وبكناياته مع القصد.اهـ (15).

قال الشافعي: فسمى الله تبارك وتعالى النكاح اسمين النكاح والتزويج، وقال عز وجل: قال الله تعالى: (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) (16)، فأبان جل ثناؤه أن الهبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون المؤمنين، والهبة والله تعالى أعلم نجمع أن ينعقد له عليها عقدة النكاح بأن تهب نفسها له بلا مهر، وفي هذا دلالة على أن لا يجوز نكاح إلا باسم النكاح أو التزويج ولا يقع بكلام غيرهما وإن كانت معه نية التزويج وأنه مخالف للطلاق الذي يقع بما يشبه الطلاق من الكلام مع نية.اهـ (17).
*****
الطريق إلى السعادة الزوجية (18)
لقد شرع الله عز وجل العلاقات الزوجية لتحقق النفع للزوجين؛ حيث تسكن نفوسهم، ويتفاعل الزوجان، فيعم الخير على المجتمع برمته، وصدق الله إذ يقول: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (19)، إلا أن مسيرة الحياة الزوجية قد تتعرض لبعض المنغصات التي قد تعكر صفو العلاقة الزوجية؛ لذا يقع على الزوجة مسئولية دعم العلاقة، ومحاولة تجنب ما يعن لهما من متاعب، وعلى الزوجة يقع العبء الأكبر في الحفاظ على حياتها الزوجية من الانهيار، ورغم ما تعانيه المرأة العصرية اليوم من تعدد مسؤولياتها فإنها قادرة على إدارة أمور مملكتها الصغيرة بنجاح وحكمة، وعدم التسرع في إصدار حكمها على الأمور، والمرأة الواعية هي التي تقول لزوجها ما ينبغي أن يقال، ولا تناقشه فيما لا ينبغي عليها الخوض فيه؛ خصوصاً وأن كلا الشريكين يتحملان أعباء جسيمة في مجال العمل والمنزل والإشراف على تحصيل الأبناء.
*****



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:01 pm


العلاقات العاطفية بعد العقد وقبل الزواج
من المعلوم أن الفترة التي تكون ما بعد العقد وقبل الدخول تكون فرصة لتفاهم الزوج مع زوجته، ومعرفة أحدهما الآخر وتتولد بينهما علاقة عاطفية وتكبر شيئا فشيئاً.

سئل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين: ما رأي الدين في العلاقات قبل الزواج؟ فأجاب: قول السائلة قبل الزواج إن أرادت قبل الدُّخول وبعد العقد فلا حرج لأنها بالعقد تكون زوجته وإن لم تحصل مراسيم الدخول وأما إن كان قبل العقد أثناء الخطبة أو قبل ذلك فإنه محرم ولا يجوز فلا يجوز لإنسان أن يستمتع مع امرأة أجنبية منه لا بكلام ولا نظر ولا بخلوة فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم".

والحاصل أنه إذا كان هذا الاجتماع بعد العقد فلا حرج فيه وإن كان قبل العقد ولو بعد الخطبة والقبول فإنه لا يجوز وهو حرام عليه لأنها أجنبية وحتى يعقد عليها (20).
*****
أمور عند العرس
على المرأة أن تتقي الله في كل الأمور وخصوصاً عند الزواج وفي ليلة العرس، أن لا تعصي الله تعالى بلبس الملابس التي تكشف عن عورتها كما يُفعل في هذه الأيام من قبل النساء إلا من رحم الله تعالى، وأن تتجنب الاختلاط بالرجال الأجانب، وأن لا تضع العطر والطيب ليشمه الرجال الأجانب منها وتأثم بذلك، ولا تبذر بالأموال على أمور تافهة وليس لها فائدة.

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله:
العروس تلبس عند العرس تحت الثياب شعار الخوف من الرد، وفوق الثياب حلة الانكسار، وحمرة الخجل تغنيها عن تحمير مستعار، لأنها لا تدري على ماذا تقدم، فكيف يسكن من لا يعرف العواقب (21).
*****
بدع الزواج وما يتعلق به
1- الدبلة للعروسين.
الدبلة هي من الأمور المحدثة، وهي من بدع النصارى فلا يجوز لنا تقليد النصارى أو غيرهم من المشركين.

وقد تكلم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على الدبلة في معرض كلام عن التولة، فقال: "التولة" شيء يعلقونه على الزو
ج، يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها والزوج إلى امرأته، وهذا شرك، لأنه ليس بسبب شرعي ولا قدري للمحب.

ومثل ذلك الدبلة، والدبلة: خاتم يشترى عند الزواج يوضع في يد الزوج، وإذا ألقاه الزوج، قالت المرأة: إنه لا يحبها، فهم يعتقدون فيه النفع والضرر، ويقولون: إنه ما دام في يد الزوج، فإنه يعني أن العلاقة بينهما ثابتة، والعكس بالعكس، فإذا وجدت هذه النية، فإنه من الشرك الأصغر، وإن لم توجد هذه النية -وهي بعيدة ألا تصحبهاـ، ففيه تشبه بالنصارى، فإنها مأخوذة منهم.

وإن كانت من الذهب، فهي بالنسبة للرجل فيها محذور ثالث، وهو لبس الذهب، فهي إما من الشرك، أو مضاهاة النصارى، أو تحريم النوع إن كانت للرجال، فإن خلت من ذلك، فهي جائزة لأنها خاتم من الخواتم.

وقوله: "شرك"، هل هي شرك أصغر أو أكبر؟
نقول: بحسب ما يريد الإنسان منها إن اتخذها معتقداً أن المسبب للمحبة هو الله،فهي شرك أصغر، وإن اعتقد أنها تفعل بنفسها، فهي شرك أكبر.اهـ. (22)
*****
2- الكوافير.
وكذلك الكوافير من الأمور التي لا تخلو من محرمات مثل النمص وهو إزالة الشعر وخصوصاً شعر الحاجبين، وكذلك التشبه بالفاجرات، وتبذير الأموال وما شابه ذلك من الأمور المنهي عنها.

وَسُئِلَ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز:
ما حكم ذهاب المرأة "العروس" إلى الحلاق وذلك لتسريح شعرها؟
فأجاب:
ليس للمرأة أن تذهب إلى الحلاق ولا غيره من الرجال الأجانب لتسريح شعرها، بل ذلك من شأن النساء، ولا يجوز إتيان الرجال غير المحارم لهذا الغرض، لما فيه من الفتنة والاطلاع على بعض العورة، ولأن ذلك وسيلة إلى أمور لا تحمد عقباها.. والله ولي التوفيق. (23)
*****
3- فستان الفرح.
فستان العرس في زماننا هذا يكون فيه من الزخرفة والجمال ما يعرض الرجل للفتنة، وكذلك فيه تبذير للأموال، ولا يجوز فيه كذلك التشبه بلباس الكافرات والفاجرات.
*****
4- تلبيس الشبكة.
يقوم الزوج بتلبيس زوجته الشبكة أمام الناس حيث يدخل هو على النساء ليقوم بلتبيس زوجته الشبكة، بل ويقوم البعض بتقبيل زوجته أمام النساء، بل ربما أمام الرجال!!! وهذا كله غير جائز وفيه من المخالفات الشرعية التي ينبغي للمسلم أن يتجنبها ولا يقع فيها.
*****
5- حفلة الزواج والاختلاط.
غالب حفلات الزواج في هذا الزمان فيها من المحرمات ما الله بها عليم، من اختلاط النساء بالرجال، وكذلك يقومون بجلب أللآت الموسيقية المحرمة وتبذير الأموال، وكذلك تقوم بعض النساء بما يسمى بالزغرطة، فهذا كله حرام.
*****
وَسُئِلَ الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان:
ما حكم الزغرطة "التلوولش"، وهو صوت تطلقه المرأة عند الفرح؟
فأجاب:
لا يجوز للمرأة رفع صوتها بحضرة الرجال؛ لأن في صوتها فتنة؛ لا بالزغرطة، ولا غيرها، ثم إن الزغرطة ليست معروفة عند كثير من المسلمين لا قديماً ولا حديثاً؛ فهي من العادات السيئة التي ينبغي تركها، ولما تدل عليه أيضاً من قلة الحياء (24).

ومن مخالفات حفلات الزواج رقص النساء ربما يكون ذلك بمرأى من الرجال وربما يرفعن أصواتهن بالغناء على مسمع الرجال.
*****
وَسُئِلَ الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان:
ما حكم رقص النساء فيما بينهن في العرس وغيره أفتونا أثابكم الله؟
فأجاب:
لا بأس برقص النساء بمناسبة الزواج وضربهن بالدف مع شيء من الغناء النـزيه؛ لأن هذا من إعلان الزواج المأمور به شرعاً، لكن بشرط أن يكون ذلك في محيط النساء فقط، وبصوت لا يرتفع ويتجاوز مكانهن، وبشرط التستر الكامل؛ بحيث لا يبدو شيء من عورة المرأة في حالة الرقص؛ كسيقانها وذراعيها وعضديها، وإنما يبدو منها ما جرت عادة المرأة المسلمة بكشفه في حضرة النساء (25).
*****
6- التصوير.
التصوير من الأمور التي حرمها الشارع الحكيم فلا يجوز لأحد أن يعصي الله تعالى في أول يوم ينعم الله عليه بالزوجة الصالحة.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون يُقَالُ لهم: أحيوا ما خلقتم" (26).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم: أحيوا ما خلقتم" (27).

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل مصور في النار يجعل له بكل صورةٍ صورها نفساً فتعذبه في جهنم" (28).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي فليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة أو ليخلقوا ذرة" (29).

وعن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى  ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إني رجل أصور هذه الصور فافتني فيها. فقال له: ادن مني فدنا ثم قال: ادن مني فدنا حتى وضع يده على رأسه وقال: أنبئك بما سمعت عن رسول لله -صلى الله عليه وسلم-، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل مصور في النار يجعل له بكل صورةٍ نفساً فيعذبه في جهنم" قال ابن عباس: فإن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له (30).

وفي رواية للبخاري قال:
كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال: يا ابن عباس إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي وإني اصنع هذه التصاوير فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعته يقول: "مَنْ صَوَّرَ صُورةً فإن الله مُعذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبداً" فربا الرجل رَبْوَةً شديدة فقال: ويحك! إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح" (31).

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن اشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون" (32).
*****
الزوجة مع زوجها
الزواج علاقة إنسانية رائعة التكوين بين الزوجين أساسها الحب والمسؤولية والتفاهم والتوادد وأداء الواجبات والالتزام بالوفاء بالحقوق لكل طرف منهما، ولثمرة تلك العلاقة الكريمة بينهما وهي الأولاد والطبيعي أن يكون الزوجان سعيدين معا، متعاونين دائما، يحرصان على بيت الزوجية ويبنيانه بالجهد والبذل والعطاء والتحلي بالصبر والأخلاق والجد والمسؤولية لبنائه وبذلك يكون جنة لهما، ولكن متى يكره كل من الزوجين البيت وما فيه ومن فيه، ولماذا تتوتر العلاقات وتنشز
الخلافات؟!!
هذا ما نحاول معرفته.

قال الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (33).

فالحياة الزوجية لها حقوق وعليها واجبات، وينشأ عن ذلك مودة ورحمة، وقد أثنى الله تعالى على المؤمنات الصالحات المطيعات لأزواجهن الحافظات لشرفهن في غياب الزوج فقال تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (34).

والمرأة المسلمة الصالحة هي التي تُحسن معاشرة زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها، وقد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذه المرأة وجعلها المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل أن يظفر بها.

عن أبي هريرة -صلى الله عليه وسلم- قال: قيل يا رسول الله أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره" (35).
*****



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:02 pm

أحكام الزينة للمرأة
سئل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين:
ما الحكم في إجراء عمليات التجميل..؟ وما حكم تعلم علم التجميل؟
فأجاب:
التجميل نوعان: تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره.. وهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفاً من ذهب..".

والنوع الثاني:
هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن، وهو محرم ولا يجوز، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة."لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب.

أمَّا بالنسبة للطالب الذي يقرر علم التجميل ضمن مناهج دارسته فلا حرج عليه أن يتعلمه ولكن لا ينفذه في الحالات المحرمة.. بل ينصح من يطلب ذلك يتجنبه لأنه حرام وربما لو جاءت النصيحة على لسان طبيب كانت أوقع في أنفس الناس (36).

وَسُئِلَ الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان:
 ما حكم لبس العدسات الملونة بحجة الزينة واتباع الموضة علماً بأن قيمتها لا تقل عن 700 ريال؟
فأجاب:
لبس العدسات من أجل الحاجة لا بأس به، أمَّا إذا كان من غير حاجة؛ فإن تركه أحسن، خصوصاً إذا كان غالي الثمن؛ فإنه يُعَدُّ من الإسراف المُحَرَّمْ؛ علاوة على ما فيه من التدليس والغش؛ لأنه يُظهر العين بغير مظهرها الحقيقي من غير حاجة إليه (37).
*****
وَسُئِلَ فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين:
 عن حكم ثقب أذن البنت أو أنفها من أجل الزينة؟
فأجاب:
الصحيح أن ثقب الأذن لا بأس به، لأن هذا من المقاصد التي يتوصل بها إلى التحلي المباح، وقد ثبت أن نساء الصحابة كان لهن أخراص يلبسنها في آذانهن، وهذا التعذيب تعذيب بسيط، وإذا ثقب في حال الصغر صار برؤه سريعاً.

وأمَّا ثقب الأنف:
فإنني لا أذكر فيه لأهل العلم كلاماً، ولكنه فيه مُثلة وتشويه للخلقة فيما نرى، ولعل غيرنا لا يرى ذلك، فإذا كانت المرأة في بلد يعد تحلية الأنف فيها زينة وتجملاً فلا بأس بثقب الأنف لتعليق الحلية عليه (38).
*****
وَسُئِلَ الشيخ محمد صالح العثيمين: 
عن حكم استعمال الكحل؟
فأجاب:
الاكتحال نوعان:
أحدهما: اكتحال لتقوية البصر وجلاء الغشاوة من العين وتنظيفها وتطهيرها بدون أن يكون له جمال، فهذا لا بأس به، بل إنه مما ينبغي فعله، لأن النبي  -صلى الله عليه وسلم- كان يكتحل في عينيه، ولا سيما إذا كان بالأثمد الأصلي.

النوع الثاني:
ما يقصد به الجمال والزينة، فهذا للنساء مطلوب، لأن المرأة مطلوب منها أن تتجمل لزوجها، وأما الرجال فمحل نظر، وأنا أتوقف فيه، وقد يفرق فيه بين الشباب الذي يخشى من اكتحاله فتنة فيمنع،وبين الكبير الذي لا يخشى ذلك من اكتحاله فلا يمنع (39).
*****
ما حكم تخفيف شعر الحاجب
وَسُئِلَ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ما حكم تخفيف الشعر الزائد من الحاجب؟
فأجاب:
لا يجوز أخذ شعر الحاجبين ولا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبي  -صلى الله عليه وسلم-: "أنه لعن النامصة والمتنمصة"، وقد بين أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص. (40)

وَسُئِلَ فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين:
هل يجوز للمرأة أن تزيل شعر الحاجبين أو ترقيق شعر حاجبيها إذا كان يشوه منظرها؟
فأجاب:
هذه المسألة تقع على وجهين: الوجه الأول أن يكون ذلك بالنتف فهذا مُحَرَّمٌ وهو من الكبائر: لأنه من النمص الذي لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- فاعله.

الوجه الثاني:
أن يكون على سبيل القص والحف، فهذا فيه خلاف بين أهل العلم هل يكون من النمص أم لا، والأولى تجنب ذلك وألا تفعله المرأة، أما ما كان من الشعر غير المعتاد بحيث ينبت في أماكن لم تجر العادة بها كأن يكون للمرأة شارب أو ينبت على خدها شعر، فهذا لا بأس بإزالته: لأنه خلاف المعتاد وهو مشوه للمرأة، أما الحواجب فإن كان معتاداً فلا يتعرض له، لأن الناس لا يعدونه عيباً، بل يعدون فواته جمالاً أو وجوده جمالاً، وليس من الأمور التي تكون عيباً حتى يحتاج الإنسان إلى إزالته (41).
*****
وَسُئِلَ الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: 
عن حكم تخفيف الحاجب وتطويل الأظافر ووضع المناكير؟
فأجاب:
لا يجوز أخذ الحاجبين، ولا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لعن النامصة والمتنمصة وقد بَيَّنَ أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص.

وقال:
تطويل الأظافر خلاف السنة وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الفطرة خمسٌ: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، ونتف الإبط، وقلم الأظفار"، ولا يجوز أن تترك أكثر من أربعين ليلة لما ثبت عن أنس -رضي الله عنه- قال: "وقَّتَ لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قصِّ الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا تترك شيئاً من ذلك أكثر من أربعين ليلة"، ولأن تطويلها فيه تشبه بالبهائم وبعض الكفرة.

أمَّا المناكير فتركه أولى، وتجب إزالته عند الوضوء، لأنه يمنع وصول الماء إلى الظفر...
*****
وَسُئِلَ الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
 ما حكم الإسلام في لبس الحذاء بالكعب العالي؟
فأجاب:
أقل أحواله الكراهة لأن فيه أولاً: تدليساً حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك، وثانياً: فيه خطر على المرأة من السقوط، وثالثاً: ضار صحياً كما قرر ذلك الأطباء. (42)
*****
وَسُئِلَ الشيخ الألباني رحمه الله: 
يكثر السؤال مثلاً عن امرأة في ذراعيها شعر ويستقبح ذلك زوجها، فهل يجوز لها أن تنتف هذا الشعر؟
فأجاب:
إن هذا تغيير لخلق الله، خلقها كثيرة الشعر، فيجب أن ترضى بخلق الله ولا تغيره إلا بما أذن به الله كنتف الإبط وغيره (43).

هذه موعظة من امرأة ألمانية مسلمة:
لا تنخدعْن بالغرب في أفكاره وموضاته، فهذا كله خدعة يستدرجوننا بها ليبعدونا عن ديننا ليستولوا على أموالنا.

الإسلام وأنظمته الأسرية هو الذي يوافق المرأة لأن من طبيعتها أن تستقر في البيت ولعلكم تسألون لِمَ؟

لأن الله خلق الرجل أقوى من المرأة في تحمله وعقله وقوته الجسدية أما المرأة فعاطفية جياشة الشعور لا تملك الطاقة الجسدية التي هي للرجل.

وهي إلى حَدٍّ ما متقلبة المزاج عنه لذلك فالمنـزل سكن لها والمرأة المحبة لزوجها وأولادها لا تترك منـزلها من غير سبب ولا تختلط بالرجل إطلاقاً عن 99% من الإناث في الغرب لم يصلن إلى ما وصلن إليه من انحدار إلا بعد أن بعن أنفسهن فلا خوف في قلوبهن لله.

وخروج المرأة للعمل في العالم الغربي بهذا الشكل المكثف جعل الرجل يمارس دور المرأة فقعد في البيت يغسل الصحون ويسكت الأطفال ويشرب الخمر وأنا أعلم أن الإسلام لا يمنع في معاونة الرجل لزوجته في البيت بل يرغب في ذلك ولكن ليس للحد التي تنقلب فيه الأدوار (44).
*****
وهناك أمور يجب أن تكون بين الزوجين لدوام العشرة بينهما نذكر بعضها (45):
الاحترام وهو سر الدوام بين الزوجين
إذا توفر الاحترام بينهما بحيث يحترم أحدهما الآخر، وذلك لأنه حاجة نفسية للإنسان، فكما يحتاج الإنسان إلى الحب والطعام والشراب، فكذلك كل منهما يحتاج إلى احترام ذاته وعدم إهانته وتحقيره.

وهناك مفاهيم موجودة لدى الزوج أثرت في علاقته مع زوجته، وقد يكون قد اقتبس هذه السلوكيات والمفاهيم الخاطئة من بيئته أو طريقة تربيته أومن قراءاته، فقد يولد الرجل في بيئة معينة، فيشاهد والده يهين أمه بالألفاظ أو التصرفات، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة فيتأثران تربويا، فإذا تزوج أحدهما بدأ يمارس الدور نفسه الذي شاهده في بيته من عدم احترام الطرف الثاني، أو قد تكون الزوجة تحب أن تفرض سيطرتها على زوجها من خلال عدم احترامه وإهانته أو قد يكون متدينا وقد فهم بعض النصوص الشرعية فهما خاطئا كحديث خلقت المرأة من ضلع أعوج، أو أن يستدل بقول ((شاوروهن وخالفوهن))، وهذه كلها تدفع لعدم الاحترام إذا أساء الرجل فهمها وتطبيقها.

أحياناً قد يكون عدم الاحترام ردة فعل من طرف تجاه الآخر لكونه لا يحترمه، وأنني أعرف قصة أخرى طلبت الزوجة فيها الطلاق بسبب عدم احترام زوجها لها، فالاحترام إذن حاجة أساسية لدوام استمرار الحياة الزوجية وزيادة المحبة فيها.
*****



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:09 pm

وكيف نعرف ما إذا كان أحد الزوجين يحترم الآخر أم لا يحترمه؟
هناك عدة علامات ظاهرة يستطيع من خلالها أحد الزوجين معرفة مدى احترام الطرف الآخر له منها:
أولاً: النظر والاستماع
أي أن ينظر أحدهما إلى الآخر أثناء حديثه إليه، وأن يحسن الاستماع إليه، فإذا تحقق ذلك تحقق الاحترام لذات الآخر.
*****
ثانياً: الاستجابة للمشاعر
ونعني بها أن يشارك كل طرف الآخر مشاعره في أحزانه وأفراحه، فان هذا من علامات الاحترام، أما لو تركه لوحده في مشاعره، فان الطرف الآخر يستنتج من ذلك عدم اهتمام الآخر به أو بمشاعره وعدم تقديرها أو احترامها.
*****
ثالثا: الدفاع:  
أي دفاع أحد الزوجين عن الآخر أمام أهله أو أقاربه إذا تحدثوا عنه بسوء أو منقصة، فان هذا التصرف الدفاعي يعطي له شعورا باحترام العلاقة الزوجية القائمة بينهما.
*****
رابعا: التربية:
ونعني بها تربية الأبناء وتوجيههم نحو احترام الوالدين، فمثلا إذا دخل الابن، يقول له والده: هل قبلت رأس أمك؟ فان مثل هذا التصرف يعطي للأم الشعور بالاحترام، وكذلك تفعل الأم مع أبنائها تجاه والدهم.
*****
خامسا: اللسان واليد
ونعني بذلك أدب اللسان واليد في التعامل مع الطرف الآخر وعدم الاستهزاء بشكله أو تصرفاته أو لباسه، وعدم ضربه أو تحقيره أو شتمه، فان هذه التصرفات تؤثر في العلاقة الزوجية سلبا وتهدم بنيان الأسرة، وتزيد من الكراهية بين الزوجين، ولذلك أجازت الشريعة الإسلامية للزوجة طلب الطلاق للضرر إذا أهانـها زوجها وتضررت منه فعلا أو قولا، ولعل من أغرب القضايا التي اطلعت عليها أن زوجة طلبت الطلاق من زوجها بسبب سكوته وعدم حديثه معها، وقد أسست طلبها على أن هذا يضر بنفسيتها، وأنه دليل على عدم احترامه لها.
*****
نصحت أم معاصرة ابنتها بالنصيحة التالية وقد مزجتها بابتسامتها ودموعها:
يا بنيتي أنت مقبلة على حياة جديدة حياة لا مكان فيها لأمك وأبيك، أو لأحد من أخوتك. فيها ستصبحين صاحبةً لزوجك لا يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لو كان من لحمك ودمك، كوني له زوجة وكوني له أماً اجعليه يشعر أنك كل شيء في حياته وكل شيء في دنياه اذكري دائماً أن الرجل -أي رجل- طفل كبير أقل كلمة حلوة تسعده لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منك قد حرمك من أهلك وأسرتك إن هذا الشعور نفسه قد شابه هو فهو أيضاً قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك ولكن الفرق بينه وبينك هو الفرق بين الرجل والمرأة، المرأة تحن دائماً إلى أسرتها وإلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت ولكن لا بد لها أن تعود نفسها على هذه الحياة الجديدة لا بد لها أن تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجاً وراعياً وأباً لأطفالها.. هذه دنياك الجديدة، يا ابنتي هذا هو حاضرك ومستقبلك هذه هي التي شاركتما أنت وزوجك في صنعها إنني لا أطلب منك أباك وأمك وأخوتك لأنهم لن ينسوك أبداً يا حبيبتي وكيف تنسى الأم فلذة كبدها ولكن أطلب منك أن تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي حياتك معه (46).

فالزوجة الذكية هي التي تعرف كيف تكسب قلب زوجها، وأن تكون دائماً زوجة جديدة في حياته (47).

فالكلمة الحلوة زينة، والبسمة المشرقة جمال، والرائحة الطيبة بهجة، والنظافة المستمرة طهارة وعبادة فأنت حورية في الدنيا وسيدة القصور في جنات النعيم بإذن الله تعالى.

وعلى الزوجة أن تقصر طرفها على النظر إلى زوجها، وأن تتلقاه بعيون بأحلى سلام، وأجمل ابتسامة، فلا يملك إلا أن  يعبر عن فرحه بذلك ويسر بها، ولا تستقبل المرأة زوجها بعيون شيطانية ذات نظرات حادة، فتعكر عليه مزاجه، وتكدر صفوه، فلا يملك أن يعبر عن حزنه واستياءه عن ذلك.
*****
حرمة امتناع الزوجة عن فراش زوجها
والحذر من عصيانه ومخالفة أمره
لا يجوز للمرأة أن تمتنع عن زوجها إذا دعاها إلى فراشه ليجامعها لأنَّه بامتناعها عنه تُعَرِّض نفسها للعنة الملائكة لها والعياذ بالله.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تُصبح" (48).

وفي رواية لهما: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، ما مِنْ رجلٍ يَدْعُو امرأتَهُ إلى فراشِه، فتأبَى عليه إلا كانَ الذي في السماء ساخطاً عليها، حتى يَرْضَى عنها".

وفي رواية لهما: "إذا باتَتِ المرأةُ هاجرةً فِراشَ زوجها لعنتها الملائكةٌ حتى تصبحَ" (49).

قال النووي:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تُصبح» وفي رواية: (حتى ترجع) هذا دليل على تحريم امتناعها من فراشه لغير عذر شرعي، وليس الحيض بعذر في الامتناع لأن له حقاً في الاستمتاع بها فوق الإزار، ومعنى الحديث أن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية بطلوع الفجر والاستغناء عنها أو بتوبتها، ورجوعها إلى الفراش.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: (فبات غضبان عليها) وفي بعض النسخ غضباناً.اهـ (50).

وعن عبد الله بن أبي أوفى، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها و هي على قتب لم تمنعه" (51).

ولا يجوز للمرأة أن تخالف زوجها أو تعصي أمره، ولا يجوز لها أن تدخل في بيته أحد إلا بإذنه، بل لا يجوز لها أن تصوم النافلة إلاّ بإذن زوجها.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل لامرأةٍ أن تصوم وزوجها شاهِدٌ إلا بإذنِه، ولا تأذَنَ في بيتِهِ إلا بإذنه" (52).

سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: 

عن رجل له زوجة، تصوم النهار وتقوم الليل، وكلما دعاها الرجل إلى فراشه تأبى عليه، وتقدم صلاة الليل وصيام النهار على طاعة الزوج، فهل يجوز ذلك؟.
فأجاب:
لا يحل لها ذلك باتفاق المسلمين؛ بل يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش، وذلك فرض واجب عليها، وأمَّا قيام الليل وصيام النهار فتطوع: فكيف تقدم مؤمنة للنافلة على الفريضة! حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» فإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حَرَّمَ على المرأة أن تصوم تطوعاً إذا كان زوجها شاهداً إلا بإذنه، فتمنع بالصوم بعض ما يجب له عليها: فكيف يكون حالها إذ طلبها فامتنعت؟!

وفي الصحيحين:
عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دعا الرجل المرأة إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تُصبح» وفي لفظ: «إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى تُصبح» وقد قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (53)، فالمرأة الصالحة هي التي تكون «قانتة» أي مداومة على طاعة زوجها.

فمتى امتنعت عن إجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة، وكان ذلك يبيح له ضربها كما قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (سورة النساء).

وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج؛ حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «لو كنت آمراً لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة تسجد لزوجها؛ لعظم حقه عليها» وعنه صلى الله عليه وسلم: إن النساء قلن له: إن الرجال يجاهدون، ويتصدقون، ويفعلون، ونحن لا نفعل ذلك. فقال: «حسن فعل أحدكن بعد ذلك» أي: أن المرأة إذا أحسنت معاشرة بعلها كان ذلك موجباً لرضاء الله وإكرامه لها؛ من غير أن تعمل ما يختص بالرجال. والله أعلم.اهـ (54).
*****
وَسُئِلَ الشيخ صالح فوزان بن عبد الله الفوزان:

 ما رأيك بالمرأة التي لا تسمع كلام زوجها، ولا تطيعه، وتخالفه في كثير من الأمور؛ كأن تخرج بدون أمره وتخرج أحياناً خلسة بدون علمه؟
فأجاب:
يجب على المرأة أن تطيع زوجها بالمعروف، ويحرم عليها معصية، ولا يجوز لها الخروج من بيته إلا بإذنه.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشها، فأبت أن تجيء، فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح" (55).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها" (56).

وقال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) )سورة النساء).

فبين سبحانه أن الرجل له القوامة على المرأة، وأنه إذا تنكرت له؛ يتخذ معها الإجراء الرادع والمناسب؛ مما يدل على وجوب طاعته بالمعروف وتحريم مخالفتها له بغير حق (57).



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:16 pm


مسألة:
هل للمرأة أن تمتنع عن زوجها بسبب عدم وجود الماء لكي تغتسل به هي وزوجها من الجنابة؟

الجواب على ذلك:
عليها أن تطيعه ولا تمتنع عنه حتى لو فقد الماء ولا يكون لديها للاغتسال، فعن عطاء رحمه الله قال: إذا طهرت الحائض فلم تجد ماء تتيمم ويأتيها زوجها (58).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
وليس للمرأة أن تمنع زوجها الجماع، بل يجامعها فإن قدرت على الاغتسال، وإلا تيممت وصلت، إذا طهرت من الحيض لم يجامعها إلا بعد الاغتسال وإلا تيممت ووطئها زوجها ويتيمم الواطئ حيث يتيمم للصلاة (59).
*****
تحذير المرأة من النشوز
قال الله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (النساء).

فالحلول إذاً ثلاثة:
فالحل الأول: هو الوعظ، وتكون الموعظة بالتي هي أحسن، فإذا كانت الموعظة لا تنفع فعليك بالحل الثاني وهو الهجر.

الحل الثاني:
والهجر في المضجع، فإنّ الزوج إذا سيطر على نفسه ولم يأتِها فقد حطم أقوى الأسلحة عند المرأة، والهجر يكون من باب التأديب، وعلاجاً من النشوز، فإذا لم ينفع فعليك بالحل الذي بعده، وهو الضرب.

الحل الثالث:
الضرب، ويكون ضرباً غير مبرح، ولا يكون تعذيباً، ولا انتقاماً، ولا تشفياً، ولا يكون فيه  إهانة ولا تحقير ولا إذلال.فعلى المرأة أن تتقي الله تعالى وتطيع زوجها فيما أحل الله، لأنها معرضة لعقوبة الله تعالى وسخطه والعياذ بالله.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأتهِ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تُصبح" (60).

وفي لفظ في الصحيحين:
"إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة".

وفي لفظ قال:
"والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها" (61).

قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لامرأةٍ أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيتـه إلا بإذنه" (62).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" (63).

وقالت عمة ابن محصن وذكرت زوجها للنبي -صلى الله عليه وسلم-: فقال: "أنظري أين أنت منه، فإنه جنتك ونارك" (64).

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه" (65).

*****
وَسُئِلَ سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: 

إذا نشزت امرأة على زوجها وكثر التردد وبذلت العوض طالبة الخلع فمنع الزوج هل يسوغ للحاكم إجباره؟
فأجاب:
لا يخلو سبب النشوز عن واحد من اثنين:
بغض المرأة زوجها، أو ادعاؤها التقصير منه عليها.

فإن كان السبب البغض فيستحب للزوج طلاقها.

حيث أن المودة والرحمة بينهما متعذر حصولها، وعليها أن تبذل له العوض، فإن طلاقها وأحدث نشوزها بعد بذل الجهد في نصحها وتوبيخها وتبشيرها وإنذارها فقد ذكر بعض الأصحاب من المقادسة أن للحاكم فسخها منه.

وإن كان سبب النشوز ادعاء التقصير فيحقق في هذا الادعاء، ويجري نحوه ما يقتضيه الوجه الشرعي حسبما نصت عليه الآية الكريمة: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء) اهـ (66).
*****
نهي المرأة عن إفشاء السّر مابينها وبين زوجها
ما يحصل الآن بين النساء في هذا الزمان إلا من رحم الله سبحانه وتعالى من  الكلام الكثير بينهن وخصوصاً ما يكون بين المرأة وبين زوجها، حيث يقمن بإفشاء السر ما بينهن وبين أزواجهن، وهذا محرم بل وهذا الفعل من الكبائر، وتكون آثمة بذلك. فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن من شر الناسِ عند الله منـزلة يوم القيامة، الرجلَ يُفضي إلى امرأتِهِ أو تفضي إليه، ثم ينشُرُ أحدُهما سِرَّ صاحبه" (67).

وفي رواية: "إن من أعظمِ الأمانة عند الله يومَ القيامة، الرجل يُفضي إلى امرأته وتُفضي إليه، ثم ينشر سِرَّها" (68).

قال النووي رحمه الله:
"في هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيلِ ذلك، وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه، فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه، لأنه خلاف المروءة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة بأن ينكر عليه إعراضه عنها أو تدعى عليه العجز عن الجماع أو نحو ذلك فلا كراهة في ذكره، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأفعله أنا وهذه"، وقال -صلى الله عليه وسلم- لأبي طلحة: "أعرستم الليلة"، وقال لجابر: "الكيس الكيس"، والله أعلم.أ.هـ (69).
*****
نهي المرأة عن سؤال زوجها طلاقها أو طلاق أختها من غير ما بأس
لا يحل للمرأة أن تطلب من زوجها الطلاق بدون سبب شرعي كما تفعل بعض النساء.
فعن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيما امرأةٍ سألتْ زوجَها طلاقها من غير ما بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحةُ الجنَّةِ".

وفي رواية: "وإن المختلعات والمنتزعات هنَّ المنافِقاتُ، وما مِن امْرأَةٍ تسألُ زوجَها الطلاقَ مِن غيرِ بأسٍ، فتجد ريحَ الجنةِ، أو قال: رائِحة الجنَّةِ" (70).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح فإنما لها ما قدر لها" (71).

وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تسأل المرأة طلاق الأخرى لتكتفئ ما في إنائها" (72).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
فإن الطلاق منهي عنه مع استقامة حال الزوجين باتفاق العلماء، حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن المختلعات والمنتزعات هن المنافقات».

وقال: «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة».
وقد اختلف العلماء: هل هو محرم أو مكروه؟ وفيه روايتان عن أحمد، وقد استحسنوا جواب أحمد لَمَّا سُئِلَ عَمَّنْ حلف بالطلاق ليطأن امرأته وهي حائض؟ فقال: يطلقها ولا يطأها، قد أباح الله الطلاق وحرم وطء الحائض.

وهذا الاستحسان يتوجه على أصلين:
أما على قوله: إن الطلاق ليس بحرام وإنما يكون تحريمه دون تحريم الوطء، وإلا فإذا كان كلاهما حراماً لم يخرج من حرام إلا إلى حرام (73).
*****
حدود الهجر بين الزوجين
سئل الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان: 

من المعلوم أن هجران المسلم لأخيه فوق ثلاث ليال غير جائز؛ فما حكم ما يحصل ما بين الزوج وزوجته من هجران، سواء هجرها لقصد التربية أو هجرها لسبب غير ذلك؟
فأجاب:
إذا حصل من الزوجة نشوز في حق زوجها، ووعظها، فلم تتراجع عن صنيعها يعرض عنها بوجهه حتى تتوب، ولا يتعارض هذا مع تحريم هجر المسلم أخاه فوق ثلاث؛ لأن هذا هجر مقيد بالمضجع، والممنوع هو الهجر المطلق، أو يقال: الممنوع هو الهجر بغير سبب المعصية، ونشوز المرأة يعتبر معصية تبيح هجرها.
المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان (3/251)
*****



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:17 pm

علاج الخلاف بين الزوجين
وإذا اشتد الخلاف بين الزوجين وتفاقم، فكذلك جعل الله سبحانه وتعالى له العلاج.
فقال الله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء).

فإذا كانت الرغبة في نفس الزوجين في الإصلاح وكان الغضب هو الحاجز والحاجب بينهما، وكانت الرغبة كذلك في نفس الحكمين بالإصلاح يقدر الله تعالى الصلح بينهما ويوفق بينهما: (إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا)، فالله تعالى يستجيب لهما ويوفق: (بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا).

قال الشيخ فيصل بن عبدالعزيز:
قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا﴾، وقَـولُه -صلى الله عليه وسلم- لثابتٍ بنِ قيسِ: (خذ الحديقة وطلِّقْها تطليقةً)، فإذا لم يُفِدْ الحَكَمانِ بشيء، و أبَى الزوجُ التطليقَ، جازَ للحاكمِ التفريقُ بينهما، لأنَّ الضررَ اللاحقَ من الشقاق أعظمُ من الضررِ اللاحقِ من الإيلاء أو الإعـسار، ولا تخفاك أقوال العلماء في ذلك.

وقد قال في الاختيارات لشيخ الإسلام ابن تيمية:
(ويجوز الخُلعُ عند الأئمَّة الأربعةِ والجمهورِ من الأجنبي) -إلى أن قال-: (وفي معنى الخُلعِ من الأجنبي العفوُ من القصاص وغيره على مالٍ من الأجنبي كما ذكره الفقهاء في الغارم ولإصلاح ذات البين، فإنَّه يَضمَنُ لكُلٍّ مِن الطرفَيْنِ مالاً مِن عندِه، والتَّحقيقُ: أنَّه يصُحُّ ممَّن يصُحُّ طلاقُه بالمُلكِ أو الولايةِ، كالحاكِم في الشقاق، وكذا لو فعلَه الحاكمُ في الإيلاءِ أو العِـنَّة أو الإعسار أو غيرها من المواضعِ التي يملِكُ الحاكِمُ الفُرقَة) انتهى.

وقال الشوكاني في "الدررالبهية":
(إذا خالَعَ الرجلُ امرأتَهُ صارَ أمرها إليها: لا ترجِعُ إليهِ بِمُجَرَّدِ الرَّجعَةِ، ويجوزُ بالقليلِ والكثيِر ما لمْ يجاوِزْ ما صارِ إليها منْهُ، ولا بُدَّ من التراضِي بينَ الزوجين على الخُلعِ، أوْ إلزامِ الحاكمِ مع الشقاقِ بينَهُما، وهو فَسخٌ) انتهى.

وقال ابن القيَّم في "الهَدْيِ":
(مَنْ نَظَرَ إلى حَقائقِ العُقُودِ و مقاصدِها دونَ ألفاظِها يعُدُّ الخُلع فسخاً بأيِّ لفظٍ كان حتَّى يلفُظَ الطلاق، وهذا أحد الوجهين لأصحابِ أحمدَ، وهُوَ اختيارُ شيخِنا) انتهى.

وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العسقلاني في"فتح الباري شرح صحيح البخاري":
على قولِـه: باب الشقاق، وهل يشيرُ بالخُلعِ عند الضرورة، وقولـه تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا﴾ الآية.

قال ابن بطال:
أجمع العلماء على أنَّ المخاطب بقولـه تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا﴾ الحكَّامُ، وأنَّ المرادَ بقولِـه: ﴿إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً﴾ الحَكَمانِ، وأنَّ الحكَمَين يكونُ أحدُهما من جِهةِ الرجلِ والآخر من جِهةِ المرأة، إلاَّ أنْ لا يوجدَ من أهلِهما من يصلُحُ، فيجوزُ أن يكونَ من الأجانبِ مِمَّن يصلُحُ لذلك، وأنهما إذا اختلفا لم ينفُذْ قولُهُما وإن اتَفقا نفَذَ في الجمعِ بينهما من غير توكبل، واختلفوا فيما إذا اتفقا على الفرقة، فقال مالكٌ والأوزاعيُّ وإسحاقُ: يَنفُذُ بغير توكيلٍ ولا إذْنٍ مِن الزوجيِن، وقال الكوفيون والشافعيُّ وأحمدُ: يحتاجان إلى الإذْن، فأمَّا مالكٌ ومن تابعَـه فألحَقُوهُ بالعِنِّين والمَوْلَى، فإنَّ الحاكِم يُطَلِّقُ عليهِما، فكذلكَ هذا، وأيضاً فلمَّا كان المخاطَبُ بذلكَ الحُكَّام، وأنَّ الإرسال إليهم، دلَّ على أنَّ بلوغَ الغاية من الجمع أو التفريق إليهم، وجرى الباقون على الأصلِ، وهو أنَّ الطلاقَ بِيَدِ الزوجِ فإن أذِنَ في ذلك، وإلاَّ طلَّقَ عليه الحاكم) انتهى.

فبموجبِ ذلك لمَّا حصَلَ الشقاقُ وطال النـزاعُ بين "فلانٍ" وزوجتِه المذكورَينِ خَلَعناها منه ببعضِ المهْرِ، وطلَّقناها عليه تطليقة، هذا حُكمُنا في ذلك، فإن كانَ صواباً فمن الله، وأرجو من الله الإثابة، وإن كان خطأً فمنِّي ومن الشيطان فأرجو من الله المغفرة، والله أعلم والحمد لله رب العالمين (74).
*****
حُرمة إتيان الرجل أهله وهي حائض
قال الله تعالى: (ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) (75).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ملعون من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها" (76).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد" (77).

وعن مسروق بن الأجدع قال: سألت عائشة: ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً؟ قالت: "كل شيء إلا الفرج" (78).

قال ابن قدامة:
ويستمتع من الحائض بما دون الفرج وجملته أن الاستمتاع من الحائض فيما فوق السرة ودون الركبة جائز بالنص والإجماع، والوطء في الفرج محرم بهما.اهـ (79).

وقال النووي رحمه الله تعالى:
ولو اعتقد مسلم حل جماع الحائض في فرجها صار كافراً مرتداً، وإن فعله عامداً عالماً بالحيض والتحريم مختاراً فقد ارتكب معصية كبيرة يجب عليه التوبة منها.

وقال:
واعلم أن تحريم الوطء والمباشرة على قول من  يحرمهما يكون في مدة الحيض وبعد انقطاعه إلى أن تغتسل أو تتيمم أن عدمت الماء بشرطه هذا مذهبنا ومذهب مالك وأحمد وجماهير السلف (80).

وَسُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

 عن المرأة تطهر من الحيض، ولم تجد ماءاً تغتسل به هل لزوجها أن يطأها قبل غسلها من غير شرط؟
فأجاب:
أمَّا المرأة الحائض إذا انقطع دمها فلا دمها زوجها حتى تغتسل إذا كانت قادرة على الاغتسال، وإلا تيممت كما هو مذهب جمهور العلماء كمالك وأحمد والشافعي (81).

وقال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير:
ولا خلاف بين أهل العلم في تحريم وطء الحائض، وهو معلوم من ضرورة الدين (82).

وعن أيوب عن أبي قلابة أن رجلاً قال لأبي بكر الصديق رأيت في المنام أبول دماً قال أنت رجل تأتي امرأتك وهي حائض فاستغفر الله ولا تَعُدْ (83).

وعن محمد بن راشد قال: سمعت مكحولاً يسأل عن الرجل يأتي امرأته حائضاً قال: يستغفر الله ويتوب إليه (84).

حُرمة إتيان الرجل زوجته إذا طهرت من الحيض حتى تغتسل
هل للزوج أن يأتي زوجته إذا طهرت من الحيض قبل أن تغتسل، الذي يظهر عدم الجواز وهو الصحيح.

قال الله تعالى: (ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) (85).

وعن مجاهد في قوله ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث قال: للنساء طهران طهر قوله حتى يطهرن يقول إذا تطرهن من الدم قبل أن يغتسلن وقوله إذا تطهرن أي إذا اغتسلن ولا تحل لزوجها حتى تغتسل يقول فأتوهن من حيث أمركم الله من حيث يخرج الدم فإن لم يأتها من حيث أمر فليس من التوابين ولا من المتطهرين (86).

وقال ابن كثير:
وقد اتفق العلماء على أن المرأة إذا انقطع حيضها لا تحل حتى تغتسل بالماء أو تتيمم إن تعذر ذلك عليها بشرطه (87).

وعن ابن جريج قال سأل إنسان عطاء قال الحائض ترى الطهر ولا تغتسل أتحل لزوجها قال لا حتى تغتسل (88).

وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر أن سالم ابن عبد الله وسليمان بن يسار سئلا عن الحائض هل يصيبها زوجها إذا رأت   الطهر قبل  أن تغتسل فقالا لا حتى تغتسل (89).

أناقة الحائض
بعض الزوجات إذا جاءها الحيض تكون متبذلة في الملبس والمظهر، ولم تهتم بنفسها ولا بزوجها، فلا تتنظف له، ولا تتزين عنده، وتظن أن الحيض معناه حرمان الزوج من المباشرة والاستمتاع بسائر الجسد، سبعة أيام وقد تطول إلى أسبوعين والزوج في عذاب وقلق.

أين الكحل في العينين؟

وأين زينة الوجه الجميل والشعر والثوب والرائحة؟

بل يجب عليها أن تضاعف الاهتمام لتعوض الزوج حاجته، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يباشر أهله في الحيض ويحل للرجل من الحائض أن يتمتع بما دون الفرج.

وفيه أحاديث... الأول:
قوله صلى الله عليه وسلم: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح".

الثاني:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ثم يضاجعها زوجها وقالت مرة: يباشرها".

الثالث:
عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد من الحائض شيئا ألقى على فرجها ثوبا ثم صنع ما أراد".

متى يجوز إتيانها إذا طهرت؟
فإذا طهرت من حيضها وانقطع الدم عنها جاز له وطؤها بعد أن تغسل موضع الدم منها فقط أو تتوضأ أو تغتسل أي ذلك فعلت جاز له إتيانها لقوله تبارك وتعالى: (فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).

وهو مذهب ابن حزم ورواه عطاء وقتادة قالا في الحائض إذا رأت الطهر:
أنها تغسل فرجها ويصيبها زوجها وهو مذهب الأوزاعي أيضاً كما في "بداية المجتهد"، قال ابن حزم: "وروينا عن عطاء أنها إذا رأت الطهر فتوضأت حل وطؤها لزوجها وهو قول أبي سليمان وجميع أصحابنا" (90).

وَسُئِلَ الشيخ محمد صالح العثيمين: 

عن حكم التزين بالحناء؟ وفعل ذلك والمرأة حائض؟
فأجاب:
التزين بالحناء لا بأس به لاسيما للمرأة المتزوجة التي تتزيَّن به لزوجها، وأمَّا غير المتزوجة فالصحيح أنه مباح لها إلا أنها لا تُبديه للناس لأنه من الزينة، وفعل ذلك في وقت الحيض لا بأس به، وقد كثر السؤال عنه من النساء هل يجوز للمرأة أن تحني رأسها أو يديها أو رجليها وهي حائض؟
والجواب على ذلك: 

أن هذا لا بأس به والحناء كما نعلم يعقبه أثر تلوين بالنسبة لموضعه واللون هذا لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة كما يتوهم فإذا غسلته المرأة أول مرة زال جرمه وبقيت آثاره الملونة وهذا لا بأس به (91).

ما يباح للرجل من امرأته وهي حائض
تقدم القول في أن الحائض لا يجوز وطئها، قال الله: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ)، ولكن يباح منها كل شيء إلا الجماع.

فعن أنس -رضي الله عنه-، أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت فسأل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض فقال رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" فبلغ ذلك اليهود فقالوا ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا فلا نجامعهن فتغير وجه رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي  -صلى الله عليه وسلم- فأرسل في آثارهما فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما" (92).

وعن عكرمة، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- "أن النبي  -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد من الحائض شيئا ألقى على فرجها ثوبا" (93).

وعن عائشة قالت: "كنت أغتسل أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد كلانا جنب، وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض" (94).



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:24 pm


تربية الأولاد على حب الله تعالى وطاعته.
وليكن تربيتك أختي المسلمة لأولادك على طاعة الله تعالى، وأن تزرعي فيهم حب الله تعالى وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-. وهذه من أفضل التربية التي تلقي الله عليها، وبهذه تنالي رضى الله سبحانه وتدخلي جنته بإذنه جل وعلا.

وعليك أن تعلمي الأولاد الصلاة وترغبيهم فيها،وقد أوصى بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع" (95).

هل سمعتِ بقصة امرأة صالح بن حيي، إنها امرأة مات عنها زوجها وترك لها ولدين، فلَمَّا شَبَّا إذا بها تُعلمهم أول ما تُعلمهم العبادة والطاعة وقيام الليل.

لقد قالت لولديها:
ينبغي ألا تمر لحظة واحدة من الليل في بيتنا إلا وفيه قائم ذاكر لله عز وجل فقالا: وماذا تريدين يا أماه؟ قالت: نقسم الليل بيننا ثلاثة أجزاء، يقوم أحدكما الثلث الأول، ثم يقوم الآخر الثلث الثاني، وأقوم أنا الثلث الأخير، ثم أوقظكما لصلاة الفجر.

فقالا: سمعاً وطاعة يا أمَّاه، فلمَّا ماتت الأم لم يترك الولدان قيام الليل، لأن حُبَّ الطاعة والعبادة قد ملأ قلبيهما، وصارت أحلى لحظات حياتهما هي اللحظات التي يقومان فيها من الليل، فقسما الليل بينهما نصفين، ولَمَّا مرض أحدهما مرضاً شديداً، قام الآخر الليل كله وحده (96).
*****
علاقة المرأة مع أهل زوجها
اعلمي أختي المسلمة حفظك الله بهذا الدين العظيم إذا إنَّكِ خدمتِ والدة زوجك أو والده وأطعتيهم بالمعروف وفيما يرضي الله تعالى فإنَّ ذلك يُعد من الإحسان لزوجك وسيأجرك الله تعالى على ذلك ثم ييسر الله زوجات لأولادك يخدموك  ويراعوا شئونك، ووالد زوجك هو من محارمك ويجوز لك خدمته والإشراف عليه.

سُئِلَ فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين:

 أنا امرأة أقوم بخدمة والد زوجي وهو رجل ليس له أحد غير زوجي فهل لي حق في غسله والإشراف عليه؟
فأجاب:
أمَّا قيامك بخدمة والد زوجك فهذا أمر تُشكرين عليه لأنه من الإحسان إلى هذا الرجل الكبير ومن الإحسان إلى زوجك أيضاً ولك أن تغسليه فيما عدا الفرجين أمَّا الفرجان فإن كان يستطيع أن يغسل نفسه فذاك، ولا يجوز لك أن تغسليه وإذا كان لا يستطيع فلا حرج عليك أن تغسليه بشرط أن ترتدين قفازين على يديك حتى لا تباشري مس عورته كما يجب أن تغضي البصر عن النظر إلى عورته لأنه لا يجوز لك أن تنظري إلى عورة أحد من الناس إلا زوجك وكذا المثل (97).

وعليك أختي المسلمة كذلك بإبعاد التليفزيون عن البيت وأن تجنبي أولادك هذا الشر الكبير، لأن غالب ما يبث فيه من الشر والسموم والفساد ما الله به عليم، فهو يربي الطفل على الفساد العقدي والخلقي.

وأنت راعية في بيت زوجك ومسؤولة عن رعيتك.

فعن ابن عمرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مَسؤولٌ عن رَعيَّته، والأميرُ راعٍ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ زَوجِها وَوَلِدِهِ، فكلُّكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته» (98).

قال ابن حجر:
ورعاية المرأة تدبير أمر البيت والأولاد والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك، ورعاية الخادم حفظ ما تحت يده والقيام بما يجب عليه من خدمته. (فتح الباري).
*****
الحلم والصفح وكظم الغيظ
قال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) إلى قوله (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) (99).

وقال تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرفِ وأعرض عن الجاهلين).

وقال تعالى: (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون).

وقال تعالى: (ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ) (سورة فصلت: 34 ).

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: "إن فيك خصلتين يُحبهما الله: الحلم والأناة" (100).

وَخَرَّج أبو الشيخ ابن حبان بإسناده عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم والقائم" (101).

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دُلَّنِي على عمل يُدخلني الجنة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تغضب ولك الجنة" (102).

وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه" (103).

العنف:
الشدة والمشقة.

الرفيق:
يستحق الثناء الجميل والأجر الجزيل من الله سبحانه وتعالى.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس الشديد بالصُّرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" (104).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصرعة كل الصرعة، الصُّرعة كل الصُّرعة، الصُّرعة كل الصُّرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر جلده فيصرع غضبه" (105).

الصُّرعة:
بضم الصاد وفتح الراء هو الذي يصرع الناس بقوته.

وعنه في قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن) قال: "الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلو ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم". ذكره البخاري معلقاً.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصني قال: "لا تغضب" فردد مراراً، قال: "لا تغضب" (106).

قال سليمان بن صرد: كنت جالساً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجلان يستبان وأحدهما قد أحمر وجهه وانتفخت أوداجُهُ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد" فقالوا له: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم" فقال: وهل بي من جنون (107).

من فوائد هذه الكلمة إنها تكون سبباً لذهاب الغضب وتهدئته لأن الغضب من الشيطان فعندما تستعيذ بالله من الشيطان فإنَّ الله سبحانه وتعالى يعيذك منه ويؤدي بالتالي إلى كظم الغيظ فيترتب عليه أجور عظيمة جداً فقد ثبت أن في كظم الغيظ الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. فعن معاذ بن أنس، عن أبيه -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من حور العين ما شاء" (108).

قال في النهاية:
كظم الغيظ تَجَرُّعُهُ واحتمالُ سببه والصبر عليه.

"من كظم غيظاً":
أي اجترع غضباً كامناً فيه "أن ينفذه": من التنفيذ والإنفاذ أي يمضيه "دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق": أي شهره بين الناس وأثنى عليه وتباهى به، ويقال في حقه هذا الذي صدرت منه هذه الخصلة العظيمة "حتى يخيره" أي يجعله مخيراً "من أي الحور العين شاء":أي في أخذ أيهن،وهو كناية عن إدخاله الجنة المنيعة وإيصاله الدرجة الرفيعة.

قال الطيبي:
وإنما حمد الكظم لأنه قهر للنفس الأمارة بالسوء، ولذلك مدحهم الله تعالى بقوله (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
فإذا اغتاظ الإنسان من شخص وهو قادر على أن يفتك به ولكنه ترك ذلك ابتغاء وجه الله وصبر على ما حصل له من أسباب الغيظ فله هذا الثواب العظيم أنه يدعى على رؤوس الخلائق يوم القيامة ويخير من أي الحور شاء.آ.هـ (109).

الغيظ:
هو الغضب الشديد.

وقال الليث بن سعد وغيره:
كتب رجل إلى ابن عمر أن أكتب إلي بالعلم كله، فكتب إليه: 

إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماءِ الناس، خميص البطن من أموالهم، كافَّ اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل (110).
*****



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:26 pm


حُكم مصافحة أم الزوجة والسفر معها
وَسُئِلَ الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان: هل يجوز مصافحة أم الزوجة والسفر معها؟
فأجاب:
نعم؛ لا بأس بذلك، لأنها من محارمه؛ لأن الله جل وعلا حَرَّمَ أم الزوجة على زوج ابنتها تحريماً مؤبداً، فهي من محارمك؛ لا بأس أن تصافحها وأن تسافر بها وتكون مَحْرَماً لها؛ إلا إذا خشيت من الفتنة فإنك لا تصافحها، كما إذا خشيت من المصافحة وجود فتنة أو ثوران شهوة؛ فلا تصافحها، أمَّا لم يكن هناك محذور؛ فلا بأس بذلك أن تصافحها وأن تسافر بها وتكون مَحْرَماً لها؛ لأنها أصبحت من محارمك بموجب العقد على ابنتها، وقال تعالى في تعداد المُحَرَّمَات من النساء: (وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ) (111).

أي: حرمت عليكم أمهات نسائكم (112).
*****
حكم مصافحة النساء والأقارب
وَسُئِلَ فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين:

هل يجوز مصافحة النساء الأقارب من وراء حائل؟
فأجاب:
النساء الأقارب إن كن محارم للإنسان يعني من المحرمات عليه في النكاح فإنه يجوز أن يصافحهن من وراء حائل ومباشرة لأن المحرم يجوز أن ينظر من المرأة التي هو محرم لها وجهها وكفيها وقدميها وما ذكره أهل العلم في ذلك، وأمَّا إذا كانت القريبة ليست محرماً فإنه لا يجوز أن يصافحها لا بحائل ولا بدونه حتى لو كانت من عادتهم أن يصافحوهن فإنه يجب على المرء أن يبطل تلك العادة لأنها مخالفةٌ للشرع فإن المس أعظم من النظر وتتحرك الشهوة بالمس أعظم من تحركها بالنظر غالباً فإذا كان الإنسان لا ينظر إلى كف امرأة ليست من محارمه فكيف يقبض على هذا الكف (113).
*****
مُكْث المرأة في البيت وعدم خروجها لغير حاجة
قال الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (114).  

قوله: وقرن في بيوتكن، قال ابن كثير: أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة، ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن وهن تفلات" (115).

وفي رواية: "وبيوتهن خير لهن" (116).

قوله: تفلات: أي غير متطيبات.

ويجب عليك الاهتمام بمظهرك وملابسك وهيئتك، فاحرصي على النظافة والطيب، وتكون على وجهك الابتسامة والبشاشة داخل بيتك مع زوجك وأولادك، كما لا يجوز لك وضع الطيب خارج البيت، واحرصي كذلك على تطييب البيت بالبخور والرائحة الطيبة،.وعلى المرأة أن تتجنب في بيتها ما نهى عنه الشارع الحكيم ومن ذلك الصلبان والصور التي تكون على الستائر والوسائد.

فعن عائشة رضي الله عنها: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالباب فلم يدخل، فقلت أتوب إلى الله مما آذيت. قال: "ما هذه النمرقة؟" قالت: لتجلس عليها وتوسدها. قال: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يُقَالُ لهم أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصورة" (117).

وعنها قـالت: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من سفر، وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هتكه، وقال: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله" قالت فجعلناه وسادة أو وسادتين" (118).

القِرام:
السِتْر الرقيق، وقيل: الصَّفيق من صوف ذي ألْوان والإضافة فيه كقولك ثَوبُ قميصٍ، وقيل القِرام السِتر الرقيق وراء السِتْر الغليظ ولذلك أضاف (119).

وعن عمران بن حطان، أن عائشة رضي الله عنها، حدثته: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه" (120).

نقضه:
أي نبذه ونكثه وألقاه.

يتبين لنا فيما سبق أن التصاوير من ذوات الأرواح أو الصلبان إذا كانت على الملابس أو الستائر أو نحوها، لا يجوز لبسها أو تعليقها، فالواجب طمسها ونقضها.

لبس المرأة للقصير أمام أولادها ومحارمها
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان: 

لدي أربعة أولاد وأنا ألبس أمامهم القصير.. فما حكم ذلك؟
فأجاب:
لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها، ولا تكشف عندهم إلا ما جرت العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة، وإنما تلبس القصير عند زوجها فقط (121).
*****
بعض الحقوق بين الزوجين
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج» (122).
*****
رعاية المرأة لزوجها
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده، قال أبو هريرة ولم تركب مريم بنت عمران بعيراً قط" (123).

قال المناوي:
والمراد هنا إصلاح الدين وحسن معاشرة الزوج ونحو ذلك (أحناه) بسكون المهملة بعدها نون من الحنو بمعنى الشفقة والعطف وهذا استئناف جواب عمن قال: ما سبب كونهن خيرا فقال: أحناه (على ولد) أي أكثره شفقة وعطفا ومن ذلك عدم التزوج على الولد (في) حال (صغره) ويتمه والقياس أحناهن لكنه ذكر الضمير باعتبار اللفظ والجنس والشخص أو الإنسان وكذا يقال في قوله الآتي وأرعاه وفي رواية على ولدها وهو أوجه وفي رواية لمسلم على يتيم وفي أخرى على طفل والتقييد باليتيم والصغر إما على بابه وإما من ذكر بعض أفراد العموم وكذا قوله (وأرعاه) من الرعاية الحفظ والرفق (على زوج) لها أي أحفظ وأرفق وأصون لماله بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق (في ذات يده) أي في ماله المضاف إليه وهو كناية عن البضع الذي يملك الانتفاع به يعني هذا أشد حفظاً لفروجهن على أزواجهن وفيه إيماء إلى أن النسب له تأثير في الأخلاق وبيان شرف قريش وأن الشفقة والحنو على الأولاد مطلوبة مرغوبة وحث على نكاح الأشراف سيما القرشيات وأخذ منه اعتبار الكفاءة بالنسب.اهـ. (124).
*****
شكر المرأة لزوجها
عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه" (125).

عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى" (126).
*****
حق الرجل على المرأة
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها" (127).
*****
حق المرأة على زوجها
هجر الزوج وعزلته لزوجته من أقسى وأشد البلاءات التي تمر على الزوجة ولذلك من شدتها، جعلها الله أحد أسباب تأديب المرأة الناشز التي وردت في القرآن الكريم.

وبالذات إذا طال الهجر قد يصل بالمرأة إلى حالة نفسية متردية تضطرها إلى العلاج والمستشفيات.

والمرأة كالوردة إذا لم يسقها الرجل حباً ودلالاً وتشجيعاً واهتماماً فإنها لا تحيا، ولكن هذه الزوجة المفجوعة في حبيبها ورغم حالتها النفسية السيئة أحياها الإيمان وحب رضا الرحمن، وشجعها فعملت دون أن ترى مقابلاً ودفعت السيئة بأحسن منها، وصبرت حتى فازت وظفرت، وإلا فمن من تطيق أن تصبر على هجر زوجها وأذيته وتقابل ذلك بالتلطف والتحبب والتزين والتجمل، وكأنه أحب حبيب إلى القلب!!.

عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين حق اليتيم وحق المرأة".

وفي رواية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة" (128).

وعن معاوية قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما دفعت إليه قلت بالله الذي أرسلك أهو أرسلك بما تقول؟ قال: نعم، قال: وهو أمرك بما تأمرنا به؟ قال: نعم، قال: فما تقول في نسائنا؟ قال هو حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم، وأطعموهن مما تأكلون، واكسوهن مما تلبسون، ولا تضربوهن، ولا تقبحوهن" (129).
*****



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:26 pm

الوصية بالنساء
عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" (130).

قوله: "استوصوا بالنساء" تواصوا فيما بينكم بالإحسان إليهن، "ضلع" أحد عظام الصدر والمعنى أن في خلقهن عوجا من أصل الخلقة، "أعوج شيء في الضلع أعلاه" أي وكذلك المرأة عوجها الشديد في خلقها وفكرها، "تقيمه" تجعله مستقيما، "كسرته" أي وكذلك المرأة إن أردت منها الاستقامة التامة في الخلق أدى الأمر إلى طلاقها (131).

قال ابن حجر:
وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستماله النفوس وتألف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فإن الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه فكأنه قال الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها (132).
*****
النهي عن التماس عثرات النساء وأن يطرق الرجل أهله ليلاً
عن جابر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم" (133).

وفي رواية عنه أيضاً قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلما رجعنا ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى ندخل ليلا أي عشاء حتى تمتشط الشعثه وتستحد المغيبة" (134).

قال ابن حجر:
قال بعض أهل اللغة أصل الطروق الدفع والضرب وبذلك سميت الطريق لأن المارة تدقها بأرجلها وسمي الآتي بالليل طارقا لأنه يحتاج غالبا إلى دق الباب وقيل أصل الطروق السكون ومنه أطرق رأسه فلما كان الليل يسكن فيه سمي الآتي فيه طارقاً.

وفي الحديث الحث على التواد والتحاب خصوصا بين الزوجين لأن الشارع راعي ذلك بين الزوجين مع اطلاع كل منهما على ما جرت العادة بستره حتى إن كل واحد منهما لا يخفي عنه من عيوب الآخر شيء في الغالب ومع ذلك فنهى عن الطروق لئلا يطلع على ما تنفر نفسه عنه فيكون مراعاة ذلك في غير الزوجين بطريق الأولى، ويؤخذ منه أن الاستحداد ونحوه مما تتزين به المرأة ليس داخلا في النهي عن تغيير الخلقة، وفيه التحريض على ترك التعرض لما يوجب سوء الظن بالمسلم (135).
*****
خدمة المرأة
عن أسماء قالت: "تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير وهي التي أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم على رأسي ثلثي فرسخ فجئت يوماً والنوى على رأسي فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال إخ إخ ليحملني خلفه فاستحييت أنى أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان من أغير الناس فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى فجئت إلى الزبير فقلت لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوى كان أشد من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني" (136).
*****
تحريم ضرب الوجه في الأدب
عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: سأله رجل ما حق المرأة على زوجها قال تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت (137).
*****
الخادم للمرأة
عن علي -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له ولفاطمة رضي الله عنهما: "إذا أويتما إلى فراشكما أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين".

وفي رواية " سبحا أربعاً وثلاثين".

وفي رواية "سبحا أربعاً وثلاثين" وفي رواية "وكبرا أربعاً وثلاثين".

قال علي: فما تركته منذ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قيل له: ولا ليلة صفين، قال: ولا ليلة صفين" (138).

وفي رواية: "أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها" الحديث.

"ليلة صفين": هي ليلة الحرب المعروفة بصفين وهي موضع بقرب الفرات كانت فيه حرب عظيمة بينه وبين أهل الشام.

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره.
*****
إيجاب نفقة المرأة وكسوتها
عن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهون فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" (139).

وعن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: سأله رجل ما حق المرأة على زوجها قال تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت (140).

عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصدقة فجاء رجل فقال عندي دينار قال أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على زوجتك قال عندي آخر قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر قال أنفقه على خادمك قال عندي آخر قال أنت أبصر " (141).

قال الخطابي:
إذا تأملت هذا الترتيب علمت أنه قدم الأولى فالأولى والأقرب فالأقرب، وهو يأمره أن يبدأ بنفسه ثم بولده لأن الولد كبعضه فإذا ضيعه هلك، ولم يجد من ينوب عنه في الإنفاق عليه، ثم ثلث بالزوجة وأخرجها عن درجة الولد لأنه إذا لم يجد ما ينفق عليها فرق بينهما وكان لها ما يمونها من زوج أو ذي محرم تجب نفقتها عليه، ثم ذكر الخادم لأنه يباع عليه إذا عجز عن نفقته انتهى كلام الخطابي. (142).
*****
الفضل في ذلك
عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل دينار دينار ينفقه الرجل على عياله ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله قال أبو قلابة بدأ بالعيال" (143).

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دينار: أنفقه في سبيل الله ودينار في المساكين ودينار على أهلك ودينار في الرقاب ودينار في نسيه يحيى أفضلها ديناراً دينار أنفقته على أهلك" (144).

قال القاضي:
قوله دينار مبتدأ وأنفقته في سبيل الله صفته والجملة أعني أعظمها أجرا إلخ خبرية والنفقة على الأهل أعم من كون نفقتهم واجبة أو مندوبة فهي أكثر الكل ثواباً واستدل به على أن فرض العين أفضل من الكفاية لأن النفقة على الأهل التي هي فرض عين أفضل من النفقة في سبيل الله وهو الجراد الذي هو فرض كفاية (145).

وعن عبد الله عن أبيه عن عمرو بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم" (146).

وعن المقدام بن معدي كرب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة" (147).
*****



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:27 pm

ثواب من رفع اللقمة إلى في امرأته
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عندما جاء يعوده: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك" (148).

قوله: (تبتغي بها وجه الله) أي: تقصد بها وجه الله عز وجل.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وينبغي أن يستحضر النية في جميع العبادات (وتكون في القلب) فينوي مثلاً الوضوء وأنه توضأ لله امتثالاً لأمر الله فهذه ثلاثة أشياء:
1- نية العبادة.
2- نية أن تكون لله.
3- نية أنه قام بها امتثالاً لأمر الله.

فهذا أكمل شيء في النية، كذلك في الصلاة وفي كل العبادات (149).

وعن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل علي قال: "ارضخي ما استطعت ولا توكي فيوكي الله عليك" (150).

وعن أسماء قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنفقي ولا تُوعي فيوعي الله عليك ولا تُحصي فيُحصي الله عليك" (151).
*****
الفضل في نفقة المرأة على زوجها
عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإن أكثركن أهل جهنم يوم القيامة قالت وكان عبد الله رجلا خفيف ذات اليد فقلت له سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيجزئ عني الصدقة النفقة على زوجي وأيتام في حجري قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة فقال لا بل سليه أنت قالت فانطلقت فانتهيت إلى الباب وإذا على الباب امرأة من الأنصار يقال لها زينب حاجتها حاجتي فخرج علينا بلال فقلنا له سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتجزئ عنا من الصدقة النفقة على أزواجنا وأيتام في حجورنا قالت فدخل عليه بلال فقال له على الباب زينب قال أي الزيانب قال زينب امرأة عبد الله وزينب امرأة من الأنصار تسألانك عن النفقة على أزواجهما وأيتام في حجورهما يجزئ ذلك عنهما من الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة" (152).
*****
ثواب النفقة على الذرية
عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة" (153).

عن عبد الله بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كُتِبَتْ له صدقة" (154).

قال النووي:
فيه بيان أن المُراد بالصدقة والنفقة المطلقة في باقي الأحاديث إذا احتسبها ومعناه أراد بها وجه الله تعالى فلا يدخل فيه من أنفقها ذاهلا ولكن يدخل المحتسب وطريقه في الاحتساب أن يتذكر أنه يجب عليه الإنفاق على الزوجة وأطفال أولاده والمملوك وغيرهم ممن تجب نفقته على حسب أحوالهم واختلاف العلماء فيهم وأن غيرهم ممن ينفق عليه مندوب إلى الإنفاق عليهم فينفق بنية أداء ما أمر به وقد أمر بالإحسان إليهم والله أعلم (155).
*****
مداراة الرجل زوجته
أسعد زوجتك تسعد: (156)
أعط لتأخذ، هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لزوجتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادة زوجتك هو أنت، لأنك إذا نجحت في إسعادها فسوف لا تدخر وسعاً لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.
*****
ولإسعاد زوجتك:
* قم باستشارتها في أمورك.

* استخدم معها الأسلوب الرقيق.

* تلطف في الأوامر ولا تقرن أوامرك بالتعالي والتكبر.

*وفر لها ما يلزمها من نفقة وما تحتاجه من أجهزة منزلية.

* مازحها ولاعبها وضاحكها في بعض الأوقات.

* اجعل لها جزءاً من وقتك، ولا تجعل عملك يلهيك عن إيناسها.

* أعلمها بحبك لها وغيرتك عليها.

* قدم لها الهدايا.

* راع توترها صحياً ونفسياً واجتهد في حل مشكلاتها.

* تجاوز عن هفواتها ولا تكثر عليها الطلبات.
*****
(14) اهتم بالنظافة:
من أهم الأمور التي يسعد بها الرجل مع المرأة وتسعد بها المرأة مع الرجل النظافة، وإن إهمال هذا الجانب يوجب نفور كل من الطرفين من الآخر، وقد نشأت خلافات زوجية ومشكلات أدت إلى الطلاق بسبب إهمال الرجل تنظيف فمه أو بدنه أو إبطه أو إصراره على التدخين، أو تركه تنظيف الحمام بعد قضاء حاجته، أو غير ذلك من الأمور التي تدل على عدم اكتراث الرجل بأمر النظافة.

عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة خُلِقَتْ من ضلع فإن ذهبت تقومها تكسرها وإن تدعها فإن فيها أمداً وبُلغة" (157).

وعن النعمان بن بشير قال: "استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول والله لقد علمت أن علياً أحب إليك من أبي فأهوى إليها أبو بكر ليلطمها، وقال يا ابنة فلانة أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسكه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر مُغضباً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة كيف رأيت أنقذتك من الرجل ثم استأذن أبو بكر بعد ذلك وقد أصطلح رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة فقال: أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعلنا" (158).
*****
الخاتمة
نختم هذا الكتاب بتذكير الأخت المسلمة بأنالسعادة الحقيقية، والحب الحقيقي، والصحة، والشباب الحقيقي لا يُشترى بالمال، وهم اشتروا السعادة الخيالية، والشباب والصحة الوهمية، والحب المزيف من الأسواق، لكن هل استطاعوا شراء قلبٍ حيٍ، أو سعادة حقيقية، أو حبٍّ حقيقي؟ فمن السعيد حقاً؟.

لا أحد أسعد من المؤمنين بالله تعالى فهم يعيشون حياة طيبة ويوم القيامة يجازون بأحسن الجزاء من رب العباد.

قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (159).

وبهذا تم الكتاب والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأرجو  الله أن تكونوا قد انتفعتم به،وأن تعملوا به، وأن يعم به النفع.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
*****
وكتبه:
الفقير إلى عفو ربه
ماجد بن خنجر البنكاني
أبو أنس العراقي



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

بين الزوجين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الزوجين   بين الزوجين Emptyالخميس 05 أكتوبر 2023, 3:31 pm

الهوامش:

1.     سورة آل عمران.
2.     سورة النساء.
3.     سورة الأحزاب.
4.     سورة الروم.
5.     سورة المائدة الآية.
6.     سورة النــور.  
7.     سورة النساء.
8.     رواه البخاري برقم (4297)، باب وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى، وانظر صحيح مسلم كتاب التفسير برقم (3018).  
9.     المغني (7/3).
10.     البقرة (221).
11.     النور (26)
12.     صحيح الجامع حديث رقم (270).‌
13.     فيض القدير.
14.     رواه البخاري برقم (4823)، باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد، ومسلم برقم (1464)، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها.   
15.     فتح الباري (9/164).
16.     سورة الأحزاب الآية (50).
17.     الأم (5/37).
18.     سبل السعادة الزوجية (ص2).  
19.     سورة الروم آية (21).
20.     المسلمون (10).
21.     بدائع الفوائد.
22.      القول المفيد شرح كتاب التوحيد (1/78).
23.     الفتاوى كتاب الدعوة ( 2/223، 224) لسماحة الشيخ ابن باز.
24.     المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ( 3/155).
25.     المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ( 3/ 171، 172).
26.     رواه البخاري في كتاب اللباس برقم (5950)،ومسلم في كتاب اللباس (2109).
27.     رواه البخاري في اللباس برقم (950و5951)، ورواه مسلم في اللباس برقم (2018).
28.     رواه البخاري في كتاب البيوع برقم (2225)، ورواه مسلم في اللباس برقم  (2110).
29.     رواه البخاري في كتاب اللباس برقم (5953)، ورواه مسلم في كتاب اللباس برقم (2111).
30.     رواه البخاري في كتاب البيوع برقم (2225)، ومسلم في كتاب اللباس والزينة برقم   (2110).
31.     سبق تخريجه في الرواية السابقة.
32.     رواه البخاري في كتاب اللباس برقم (5950)، ومسلم في كتاب اللباس والزينة برقم (2109).
33.     سورة البقرة الآية (228).
34.     سورة النساء الآية (34).
35.     رواه أحمد والنسائي حسنه الألباني في مختصر الإرواء برقم (1786)، والسلسلة الصحيحة برقم (1838)، وصحيح الجامع برقم (3298)، ومشكاة المصابيح برقم (3272).
36.     فتاوى الشيخ محمد صالح العثيمين (2 /832).
37.     المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ( 3/177).
38.     مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ( 4/ 137).
39.     مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ( 4/ 116).
40.     الفتاوى ـ كتاب الدعوة ( 2/229) لسماحة الشيخ ابن باز.
41.     فتاوى الشيخ محمد صالح العثيمين ( 2/832).
42.     فتاوى النساء (ص339).
43.     فتاوى النساء (ص354).
44.     كتاب أسعد امرأة في العالم (ص165).
45.     هذا الموضوع أخذته من بحث في الانترنت بتصرف ولا أعرف من كتبه جزاه الله عنا خير الجزاء.
46.     كتاب أسعد امرأة في العالم (ص124).
47.     كتاب (سري وللنساء فقط) لأحمد القطان (ص13).  
48.     رواه البخاري برقم (4897)، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، ومسلم برقم (1436)، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها.
49.     رواه البخاري في كتاب النكاح برقم (5073)، باب إذا باتتِ المرأة مهاجرَةً فِراشَ زوجها، وصحيح مسلم في كتاب النكاح برقم (1436)، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها.
50.     شرح النووي.‌
51.     صحيح الجامع حديث رقم (5295).‌
52.     رواه البخاري برقم (4896)، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعا، ومسلم برقم (1226)، باب ما أنفق العبد من مال مولاه.    
53.     سورة النساء.
54.     مجموع الفتاوى (32/273).
55.    ‌ رواه البخاري برقم (4867)، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، ومسلم برقم (1436)، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها.
56.     رواه الترمذي برقم (1159)، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة، وابن ماجة برقم (1852)، باب حق الزوج على المرأة، والدارمي برقم (1463)، باب النهي أن يسجد لأحد. وانظر صحيح الجامع حديث رقم (5294) ورقم (5295)  
57.     المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ( 3/164، 165).
58.     مصنف ابن أبي شيبة (1/93) رقم (01033).
59.     مجموع الفتاوى (21/454).
60.     رواه البخاري في كتاب النكاح (3065)، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه، ومسلم في كتاب النكاح (1436)، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها.  
61.     رواه البخاري في كتاب النكاح برقم (5193)، ورواه مسلم في كتاب النكاح برقم (1436).
62.     رواه البخاري في كتاب النكاح برقم (5195).
63.     أخرجه الترمذي أبواب الرضاع برقم (1159)، وابن حبان رقم (1291ـ موارد) والبيهقي في السنن الكبرى (7/291)، والحاكم في المستدرك (4/171ـ172)، والبزار كما في "المجمع" (9/4) عن أبي هريرة، وقال الحاكم صحيح الإسناد، إرواء الغليل (7/54).
64.     أخرجه الإمام أحمد في المسند(4/241)، والنسائي في السنن الكبرى (13/113ـ114).
65.     أخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف (6/300)، والحاكم في المستدرك (2/190) و(4/174)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/294)، والديلمي الفردوس (5/133) رقم (7723)، والبزار والطبراني كما في مجمع الزوائد (4/309)، وقال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين، والطبراني، وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح، والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
66.     صادرة عن الإفتاء 4264في 16/11/1387هـ، فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (10/282، 283).
67.     رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2813).
68.     رواه مسلم في كتاب النكاح برقم (1437).
69.     شرح النووي (10/8).
70.     صحيح الترغيب (2018)، والإرواء (7/100)، والصحيحة (632).
71.     رواه البخاري برقم (4857).
72.     رواه البخاري برقم (2033)، ومسلم برقم (1408).
73.     القواعد النورانية (ص320).
74.     رسالة في جواز خلع القاضي للزوجة ببعض المهْـرِ عند حدوث الشقاق بين الزوجين.
75.     البقرة (222).
76.     رواه أحمد وأبو داود.
77.     رواه أحمد والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه.
78.     رواه البخاري في التاريخ
79.     المغني (1/ 203).
80.     شرح النووي (3/205).
81.     مجموع الفتاوى (21/624).
82.     فتح القدير (1/226).
83.     مصنف عبد الرزاق برقم (1270)، باب إصابة الحائض.
84.     مصنف عبد الرزاق برقم (1271)، باب إصابة الحائض.
85.     البقرة (222).
86.     مصنف عبد الرزاق برقم (1272)، باب الرجل يصيب امرأته وقد رأت الطهر ولم تغتسل       
87.     تفسير ابن كثير (1/261).
88.      مصنف عبد الرزاق برقم (1273)،  باب الرجل يصيب امرأته وقد رأت الطهر ولم تغتسل.
89.     مصنف عبد الرزاق برقم (1274)،  باب الرجل يصيب امرأته وقد رأت الطهر ولم تغتسل.
90.     آداب الزفاف للشيخ الألباني رحمه الله (1/51).
91.     مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين ( 4/288).
92.     رواه مسلم برقم (302)، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وطهارة سؤرها والاتكاء في حجرها وقراءة القرآن فيه.
93.     رواه أبو داود برقم (272)، باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع.
94.     البخاري برقم (295)، باب من سمى النفاس حيضاً، ومسلم برقم (321)، باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة وغسل الرجل والمرأة في إناء واحد في حالة واحدة وغسل أحدهما بفضل الآخر.
95.     صحيح الجامع حديث رقم (4026).‌
96.    ‌ كتاب أسعد امرأة في العالم ص (114).
97.     فتاوى الشيخ محمد صالح العثيمين ( 2/775).
98.      رواه البخاري برقم (5079)، باب الْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، ومسلم برقم (4680)، باب فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم.
99.     ‌ سورة آل عمران الآية (134-136)
100.     أخرجه مسلم برقم (17و25).
101.     رواه ابن حبان في سننه.
102.     قال الهيثمي في جمع الزوائد (8/70): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إٍسنادي الكبير رجاله ثقات  صحيح الجامع رقم (7374).
103.     أخرجه مسلم برقم (2593).
104.     رواه البخاري في كتاب الأدب برقم (6114)، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2609).
105.     رواه أحمد. صحيح الجامع رقم (3859).
106.     رواه البخاري في كتاب الأدب برقم (6116).
107.     رواه البخاري في كتاب الأدب برقم (6115)، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2610).
108.     رواه أبو داود في الأدب (4777)، ابن ماجه في الزهد (4186)مع اختلاف في ألفاظه، السلسلة الصحيحة رقم (1750)، وصحيح الجامع برقم (6522).
109.     شرح رياض الصالحين (1/213).
110.     سير أعلام النبلاء (3/222).
111.     صحيح الجامع حديث رقم (4026).‌
112.     النساء آية (22)
113.     فتاوى الشيخ محمد صالح العثيمين ( 2/901).
114.     سورة الأحزاب الآية (33).
115.     صحيح ابن خزيمة برقم (1679)، باب الأمر بخروج النساء إلى المساجد  تفلات، وموارد الظمآن برقم (326)، باب دخول النساء المسجد وصلاتهن فيه وفي بيوتهن، وابن حبان برقم (1211)، والدارمي برقم (1279)، باب النهي عن منع النساء عن المساجد وكيف يخرجن إذا خرجن،        
116.     تفسير ابن كثير (3/483).
117.     رواه البخاري برقم (5957)، ومسلم برقم (2107).
118.     رواه البخاري برقم (5954)، ومسلم برقم (2107).
119.     النهاية في غريب الحديث (4/49).
120.     رواه البخاري برقم (5952).
121.     المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ( 3/170).
122.     مجموع الفتاوى (32/260).
123.     رواه البخاري برقم (3252)، ومسلم برقم (2527).
124.     فيض القدير (3/492).
125.     السلسلة الصحيحة رقم (289)، صحيح الترغيب حديث رقم (1944).
126.     السلسلة الصحيحة رقم (287).
127.     السلسلة الصحيحة رقم (1203)، صحيح الترغيب حديث رقم (1938)، صحيح الجامع رقم (9425)، مشكاة المصابيح رقم (3255).
128.     صحيح ابن ماجة رقم (2967)، السلسلة الصحيحة رقم (1015).
129.     صحيح أبي داود رقم (1877).
130.     رواه البخاري برقم (3153)، ومسلم برقم (1468).
131.     صحيح البخاري بتحقيق مصطفى ديب البغا.
132.     فتح الباري (9/253).
133.     رواه مسلم برقم (715)، باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلا لمن ورد من سفر، وبوب البخاري باب لا يطرق أهله ليلا إذا أطال الغيبة مخافة أن يخونهم أو يلتمس عثراتهم.
134.     رواه البخاري برقم (4791)، ومسلم برقم (715).
قوله: كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة الاستحداد استعمال الحديدة في شعر العانة وهو إزالته بالموسى والمراد هنا إزالته كيف كانت والمغيبة بضم الميم وكسر الغين وإسكان الياء وهي التي غاب عنها زوجها وإن حضر زوجها فهي مشهد بلا هاء وفي هذا الحديث استعمال مكارم الأخلاق والشفقة على المسلمين والاحتراز من تتبع العورات واجتلاب ما يقتضى دوام الصحبة وليس في هذا الحديث معارضة للأحاديث الصحيحة في النهى عن الطروق ليلاً لأن ذلك فيمن جاء بغتة وأما هنا فقد تقدم خبر مجيئهم وعلم الناس وصولهم وأنهم سيدخلون عشاء فتستعد لذلك المغيبة والشعثة وتصلح حالها وتتأهب للقاء زوجها والله أعلم. شرح النووي (10/54).
135.     فتح الباري (9/340-341).
136.     رواه البخاري برقم (4926)، باب الغيرة، ومسلم برقم (2182)، باب إرداف المراة الأجنبية إذا أعيت في الطريق.
137.     صحيح أبي داود رقم (1875)، صحيح الترغيب رقم (1929)، مشكاة المصابيح رقم (3259)، غاية المرام رقم (244)، مختصر الإرواء رقم (2033).
138.     رواه البخاري في كتاب فرض الخمس برقم (3113) وفي كتاب فضائل الصحابة برقم (3705) وفي كتاب النفقات برقم (5360) و (5362) وفي كتاب الدعوات برقم (6318)، وأخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (6853 و 6856).
139.     رواه مسلم برقم (1218)، باب حجة النبي -صلى الله علبه وسلم-.
140.     صحيح أبي داود رقم (1875)، صحيح الترغيب رقم (1929)، مشكاة المصابيح رقم (3259)، غاية المرام رقم (244)، مختصر الإرواء رقم (2033).
141.     صحيح أبي داود رقم (1483)، مختصر الإرواء رقم (895).
142.     عمدة القاري (8/295).
143.     رواه مسلم برقم (994)، باب فضل النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم.
144.     رواه مسلم برقم (995)، باب فضل النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم.
145.     فيض القدير (3/536).
146.     صحيح الجامع رقم (5535)، صحيح الترغيب رقم (1955).
147.     صحيح الجامع رقم (4546)، صحيح الترغيب رقم (1962).
148.     أخرجه البخاري في كتاب الوصايا برقم (2742)، ومسلم في كتاب الوصية برقم (1628).
149.     شرح رياض الصالحين (1/10).
150.     صحيح الجامع رقم (1061).
151.     صحيح البخاري برقم (2451).
152.     رواه البخاري برقم (1393)، باب الزكاة على الأقارب، ومسلم برقم(1000)، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين.
153.     صحيح الجامع رقم 5535)، صحيح الترغيب رقم (1955)، السلسلة الصحيحة رقم (452).
154.     صحيح مسلم رقم (1002).
155.     صحيح مسلم رقم (1002).
156.     شرح النووي (7/88-89).  
157.     تقدم الكلام عنه.
158.     قال ابن حجر: أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير. الفتح (7/27).  
159.     سورة النحل الآية (97). 



بين الزوجين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
بين الزوجين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لغة الحب بين الزوجين .. ج2
» بعد نقاش حاد بين الزوجين
» الإحترام سر الدوام بين الزوجين
» "لغة الحب بين الزوجين المؤمنين" ج 1
» غسل أحد الزوجين للآخر المتوفَّى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأســـــــــرة والــطــفـــــــــــل :: بين الزوجــــــــــــــــين-
انتقل الى: