أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: القضاء على فتنة طليحة الأسدي الأربعاء 30 أغسطس 2023, 1:07 am | |
| القضاء على فتنة طليحة الأسدي طليحة الأسدي هو المتنبئ الثالث من المتنبئة الذين ظهروا في الإسلام أواخر عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحياة، وطليحة هذا هو طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة الأسدي، ولقد قدم مع وفد قومه أسد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الوفود سنة تسع للهجرة فسلموا عليه، وقالوا له ممتنين: جئناك نشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ولم تبعث إلينا ونحن لمن وراءنا، فأنزل الله -عز وجل- قوله: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17]، ولما عادوا ارتد طليحة وتنبأ، وعسكر في سميراء «منطقة في بلادهم»، واتبعه العوام واستكشف أمره «وأول ما صدر عنه وكان سببًا لضلال الناس أنه كان مع بعض قومه في سفر فأعوزهم الماء وغلب العطش على الناس فقال: اركبوا أعلالا «اسم فرسه» واضربوا أميالاً تجدوا بلالاً، ففعلوا فوجدوا الماء، فكان ذلك سبب وقوع الأعراب في الفتنة».
ومن خزعبلاته أنه رفع السجود من الصلاة، وكان يزعم أن الوحي يأتيه من السماء، ومن أسجاعه التي ادعى أنه يوحى له بها قوله: «والحمام واليمام والصرد الصوام قد صمن قلبكم بأعوام ليبلغن ملكنا العراق والشام» وغرته نفسه واشتد أمره وقوت شوكته، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرار بن الأزور الأسدي لمقاتلته لما سمع من أمره، ولكن ضرار لم يكن له به قِبَل؛ وذلك لتعاظم قوته مع الزمن، ولا سيما بعد أن آمن به الحليفان: أسد وغطفان.
وتقول عنه دائرة المعارف الإسلامية: ويروي عنه أنه كان يرتجل الشعر ويخطب عفو الساعة في ميدان القتال...ويبدو أنه كان مثالاً حقا للزعيم القبلي الجاهلي.
وقد اجتمعت فيه صفات العراف والشاعر والخطيب والمقاتل.
ويشم من هذا النص رائحة المدح المبطن لطليحة من قبل هذه الموسوعة الشهيرة، فهو في نظرها الزعيم القبلي المثال، يرتجل الشعر والخطابة، وهما أهم ما كان يحرص عليه العربي آنذاك، ولا يستغرب هذا الاتجاه من هذه الموسوعة التي جعلت من اللمز في الإسلام ديدنها، سواء أعرفت أن طليحة عاد فأسلم وحسن إسلامه أم لم تعرف.
وتوفي رسول الله ولم يحسم أمر طليحة تولى الخلافة الصديق رضي الله عنه، وعقد الألوية للجيوش والأمراء للقضاء على المرتدين، وكان من ضمنهم طليحة، ووجه إليه الصديق جيشًا بقيادة خالد بن الوليد.
روى الإمام أحمد: … أن أبا بكر الصديق لما عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة قال: سمعت رسول الله يقول: نِعْم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله، سله الله على الكفار والمنافقين»، ولما توجه خالد من ذي القصة وفارقه الصديق، واعده أن سيلقاه من ناحية خيبر بمن معه من الأمراء، وأظهروا ذلك ليرعبوا الأعراب، وأمره أن يذهب أولاً إلى طليحة الأسدي، ثم يذهب بعده إلى بني تميم، وكان طليحة بن خويلد في قومه بني أسد وفي غطفان، وانضم إليهم بنو عبس وذبيان، وبعث إلى بني جَديلة والغوث من طيء يستدعيهم إليه، فبعثوا أقوامًا منهم بين أيديهم ليلحقوهم على أثرهم سريعًا.
وكان الصديق قد بعث عدي بن حاتم قبل خالد بن الوليد وقال له: أدرك قومك لا يلحقوا بطليحة فيكون دمارهم، فذهب عدي إلى قومه بني طيء فأمرهم أن يبايعوا الصديق، وأن يراجعوا أمر الله فقالوا: لا نبايع أبا الفَصِيل أبدا -يعنون أبا بكر رضي الله عنه- فقال: والله ليأتينكم جيشه فلا يزالون يقاتلونكم حتى تعلموا أنه أبو الفحل الأكبر، ولم يزل عدي يفتل لهم في الذروة والغارب حتى لانوا، وجاء خالد في الجنود وعلى مقدمة الأنصار الذين معه: ثابت بن قيس بن شماس، وبعث بين يديه ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن طليعة، فتلقاهما حيال -ابن أخي طليحة- فقتلاه، فبلغ خبره طليحة فخرج هو وأخوه سلمة، فلما وجدوا ثابتًا وعكاشة تبارزوا وحمل طليحة على عكاشة فقتله وقتل سلمة ثابت بن أقرم، وجاء خالد بمن معه فوجدوهما صريعين، فشق ذلك على المسلمين، ومال خالد إلى بني طيء فخرج إليه عدي بن حاتم فقال: أنظرني ثلاثة، فإنهم يخشون إن تابعوك أن يقتل طليحة من سار إليه منهم، وهذا أحب إليك من أن يعجلهم إلى النار، فلما كان بعد ثلاث جاءه عدي في خمسمائة مقاتل ممن راجع الحق، فانضافوا إلى جيش خالد، وقصد خالد بني جديلة فقال له: يا خالد أجلني أيامًا حتى آتيهم فلعل الله أن ينقذهم كما أنقذ الغوث فأتاهم عدي فلم يزل بهم حتى تابعوه فجاء بإسلامهم ولحق بالمسلمين منهم ألف راكب، فكان عدي خير مولود وأعظمه بركة على قومه رضي الله عنه. -------------------------------------------------
|
|