أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52683 العمر : 72
| موضوع: صحة أحاديث الذّكْـر عند الإفطار وباب الريان.. السبت 27 أغسطس 2011, 6:11 pm | |
| أحاديث الذّكْـر عند الإفطار السؤال: ما صحة الأحاديث الواردة في الأذكار المستحبة عند الفطر ؟ المجيب عمر بن عبد الله المقبل الجواب: وقفت على جملة من الأحاديث ورد فيها أذكار خاصة تقال عند الفطر ، وهي كما يلي : 1- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- الذي أخرجه (ابن ماجة 1/557)، باب في الصائم لا ترد دعوته ح(1753) من طريق إسحاق بن عبيد الله المدني ، قال : سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد " .
قال ابن أبي مليكة : سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر : (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي).
والحديث مداره على إسحاق بن عبيدالله المدني : هو إسحاق بن عبدالله بن أبي مليكة التيمي .
هذا هو الأرجح في ترجمة هذا الراوي ، وهذا هو الذي اختاره الأئمة البخاري، وأبوحاتم ، وأبو زرعة، وابن أبي حاتم ، والمزي ، والذهبي ، بينما ذهب ابن عساكر ، وتبعه مغلطاي ، وابن حجر إلى أن الراوي هنا هو : إسحاق بن عبيدالله بن أبي المهاجر .
وعلى كل حال فكلا الرجلين في عداد المجاهيل ، وقد قال الذهبي عن إسحاق بن عبيدالله المدني : "مقبول" ، وقال ابن حجر : "مجهول الحال" .
ينظر : (التاريخ الكبير 1/398)، (الجرح والتعديل 2/228)، (تهذيب الكمال 2/456) (الكاشف 1/237)، تهذيب التهذيب 1/220، التقريب /102.
تخريجه : * أخرجه الحاكم 1/422 ، والبيهقي في " فضائل الأوقات " (300) ح(142) من طريق إسحاق به بنحوه.
* وأخرجه أبوداود الطيالسي، عن أبي محمد المليكي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده بلفظ :" للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة، فكان عبدالله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده، ودعا" .
الحكم عليه : إسناد ابن ماجه متصل، ورجاله ثقات ، سوى إسحاق بن عبيدالله ، فإنه مجهول الحال، ولذا فإن قول البوصيري في "المصباح" 1/310، وفي "إتحاف الخيرة" 3/443 : "إسناده صحيح" فيه نظر ، والسبب في تصحيحه للإسناد هو أنه ظن أن إسحاق بن عبيدالله بن الحارث الذي وثقه أبو زرعة ، وقال النسائي فيه : لابأس به ، كما نقل هو ذلك في كلامه ، وليس الأمر كذلك ، بل الراوي هو إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة كما تقدم بيان ذلك .
وأما الطريق التي رواها أبوداود الطيالسي فهي عن أبي محمد المليكي ، ولم أظفر لهذا الرجل بترجمة ـ بعد البحث ـ فلا يحكم لهذه المتابعة بشيء حتى يعرف حاله ، وعليه فهو طريق ضعيف ، لاسيما وقد تفرد به عن عمرو بن شعيب مع كثرة أصحابه ، إذْ لم أقف ـ بعد البحث ـ على متابعٍ له .
وقد ضعَّف حديث الباب جماعة من أهل العلم ، ومنهم : المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/89، وأشار ابن القيم إلى ضعفه بقوله في "الزاد" 2/52 : "ويُذكر عنه ..." ثم ذكره ، فصدّره بصيغة التمريض ، وقد حسن الحديث الحافظ ابن حجر ـ كما في الفتوحات الربانية" لابن علان 4/342.
2- حديث ابن عمر -رضي الله عنه- : أخرجه أبو داود 2/765 باب القول عند الإفطار ح ( 2357 ) من طريق مروان ـ يعني ابن سالم المقفع ـ قال : رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع مازاد على الكف ، وقال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-; إذا أفطر قال : " ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله " .
والحديث مداره على مروان بن سالم المفقّع : بفاء ثم قاف ثقيلة ، كذا ضبطه ابن حجر في التقريب عند ذكر اسمه ، وفي تهذيب التهذيب ، وفي الألقاب من التقريب بـ ( المقفع ) قاف ثم فاء.
وفي النـزهة ضبطه بـ ( المقنع ) قاف ثم نون ، وهو كذلك في المستدرك للحاكم.
والذي في سنن أبي داود، والسنن الكبرى للنسائي، وسنن الدارقطني ، وسنن البيهقي، وتحفة الإشراف ، وتهذيب الكمال ، ورد بقاف ثم فاء. والله أعلم.
ذكره ابن حبان في الثقات ، ولذا قال الذهبي : " وثق " ، والحافظ ابن حجر " مقبول " .
ينظر : السنن الكبرى للنسائي 2/255، 6/82 ،سنن الدارقطني 2/146 ، مستدرك الحاكم 1/422 ، سنن البيهقي 4/239 ، تهذيب الكمال 27/390 ، تحفة الأشراف 6/46، الكاشف 2/253، التقريب/526،725 ، نزهة الألباب 2/191،92.
تخريجه : *أخرجه النسائي في " الكبرى " 2/255 باب ما يقول إذا أفطر ح (3329)، وفي 6/82 كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا أفطر ح (10131) ، والدارقطني 2/146 ح ( 2256 ) ، والحاكم 1/422 ،والبيهقي 4/239 من طرق عن علي بن الحسن بن شقيق به بنحوه .
وإسناده ضعيف من أجل مروان المقفع ، فإنه في عداد المجاهيل ، وقد قال الدارقطني عقب إخراج الحديث : " تفرد به الحسين بن واقد ، وإسناده حسن " ا هـ ، وصححه الحاكم .
ونقل المزي في تهذيب الكمال 27/391 عن ابن منده أنه قال : "هذا حديث غريب ،لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن واقد " .
وقد تقدم في ترجمة الحسين أن له أوهاماً في حديثه ، فلعل هذا منها ، ويؤيد هذا كلام الإمامين الدارقطني ، وابن منده اللذين نصّا على تفرد الحسين به . والله أعلم.
ولم أقف – بعد البحث – على شواهد لحديث الباب المرفوع الذي فيه الدعاء عند الإفطار ، إلاّ أن البيهقي في شعب الإيمان 3/407 روى من طريق عبد العزيز بن أبي روّاد، عن نافع قال ابن عمر : كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره إما أن يعجل له في دنياه أو يدخر له في آخرته ، قال : فكان ابن عمر –رضي الله عنهما- يقول عند إفطاره: يا واسع المغفرة اغفر لي .
وفي إسناده محمد بن يزيد بن خنيس – الراوي عن ابن أبي رواد – قال عنه أبو حاتم الرازي لما سئل : كان شيخاً صالحاً ،كتبنا عنه بمكة ، وكان ممتنعاً من التحديث، أدخلنا عليه ابنه ، قال ابن أبي حاتم ، فقيل لأبي فما قولك فيه ؟ قال : ثقة ـ كما في الجرح 8/127 – وقال ابن حبان : كان من خير الناس ، ربما أخطأ ، يجب أن يعتبر بحديثه ، إذا بيّن السماع في خبره – كما في (تهذيب الكمال 27/17) وهو هنا لم يبين السماع بل قال : قال عبد العزيز بن أبي روّاد . وقال الذهبي : "هو وسط" كما في (الميزان 4/68) .
وفي الإسناد أيضاً ابن أبي روّاد ، وهو صدوق عابد ربما وهم ـ كما في التقريب(357) ، وهو مع هذا تفرّد به عن نافع ، إذْ لم أقف على من تابعه ، وقد تكلم فيه بعض النقاد بخصوص روايته عن نافع ، فقال ابن حبان في ( المجروحين 2/136) : " وكان ممن غلب عليه التقشف حتى كان لا يدري ما يحدث به ، فروى عن نافع أشياء ، لا يشكّ مَن الحديثُ صناعته إذا سمعها، أنها موضوعة ، كان يحدث بها توهماً لا تعمداً .. " ، ثم ذكر ابن حبان بعد ذلك أنه روى نسخة موضوعة لا يحل ذكرها إلاّ على سبيل الاعتبار .
3 – عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: بسم الله ، اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت ".
أخرجه الطبراني في ( الأوسط 7/347) ح ( 7549 ) ، وفي (الصغير 2/51) من طريق داود بن الزبرقان ، عن شعبة ،عن ثابت ، عن أنس فذكره .
وفي الإسناد علتان وهما : الأولى :داود بن الزبرقان ، وهو متروك الحديث ، كما في التقريب(198) .
الثانية : أنه على ضعفه الشديد، تفرد به عن شعبة، كما قاله الطبراني في الموضعين السابقين، ولذلك قال ابن حجر في (التلخيص 2/202) : " بسند ضعيف " ا هـ، وهو دون ذلك بكثير، والله أعلم .
4 – عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال :" لك صمت وعلى رزقك أفطرت ، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " .
أخرجه الطبراني في (الكبير 12/146) ح (12720)،و(الدارقطني 2/147)ح ( 2257 ) من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس .
وعبد الملك هذا قال عنه ابن معين والأزدي : كذاب ، وقال أبو حاتم : متروك ذاهب الحديث ، وقال ابن حبان : يضع الحديث ، كما في (الميزان 2/666) .
وفي الباب أيضاً آثار عن بعض السلف في الدعاء عند الصوم ومنها : أثر الربيع بن خثيم ، وهو ثقة عابد مخضرم ـ كما في التقريب (206) ـ فقد كان يقول : " الحمد لله الذي أعانني فصمت ، ورزقني فأفطرت " .
أخرجه ابن فضيل في كتاب "الدعاء" (238)رقم ( 67 ) ، وعنه ابن أبي شيبة (2/344)ح(9744) عن حصين بن عبد الرحمن السلمي قال :كان الربيع بن خثيم يقول : فذكره . والله أعلم .
وبعد: فإن هذه الأحاديث ـ كما يلاحظ القارئ الفاضل ـ منها ما ضعفه يسير ، بل حسّنه بعض أهل العلم ، ومنها ما هو دون ذلك ، ومجموعها مع اختلاف مخارجها ،يدل -بلا ريب- مع دلالة القرآن كما سيأتي على مشروعية الدعاء في هذه المواطن الشريفة .
والدعاء -كما هو معلوم- مشروع في كل وقت ، فكيف بالأزمنة والأمكنة الفاضلة ؟ هي بلا شك أولى وأحرى ؛ لكونها مظنة الإجابة .
ولله درّ الحافظ ابن كثير -رحمه الله- حين قال عند تفسير قوله –تعالى- : "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "[البقرة : 186] ـ (1/208):
" وفي ذكره –تعالى- هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر، كما رواه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده ..." ثم ذكر جملة من الأحاديث السابقة .
صحة حديث باب الريان السؤال: ما صحة حديث :" إن في الجنة باباً يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون" ؟
المجيب عمر بن عبد الله المقبل الجواب: حديث : "إن في الجنة باباً يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون " .
هذا الحديث أخرجه الشيخان ـ (البخاري 2/29) ح(1896) ،و(مسلم 2/808) ح(1152) ـ من طريق أبي حازم ،عن سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- ،عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : " إن في الجنة باباً يقال له الريان ،يدخل منه الصائمون يوم القيامة ،لا يدخل معهم أحد غيرهم ،يقال : أين الصائمون؟ فيدخلون منه ،فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد" .
صحة حديث (صوموا تصِحُّوا) السؤال: نرجوا بيان صحة حديث : صوموا تصِحُّوا : المجيب عمر بن عبد الله المقبل الجواب: هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم – منهم : 01 أبو هريرة – رضي الله عنه - : أخرج حديثه العقيلي في " الضعفاء " 2/92 في ترجمة زهير بن محمد التميمي ، والطبراني في " الأوسط " 8/213 ح ( 8312) من طريق زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – بلفظ : " اغزوا تغنموا ، وصوموا تصحوا ، وسافروا تستغنوا " .
قال العقيلي عقب إخراجه : " لا يتابع عليه إلا من وجه فيه لين " .
وقال الطبراني : " لم يروِ هذا الحديث عن سهيل بهذا اللفظ إلا زهير " وضعفه العراقي في " تخريج الإحياء" 3/115
02 علي – رضي الله عنه – أخرجه ابن عدي في " الكامل " 2/357 من طريق حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة ، عن أبيه عن جده ، عن علي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " صوموا تصحوا " وإسناده تالف ؛ لأن حسيناً هذا متروك الحديث كما قاله أحمد والنسائي وغيرهما ، وقال عنه البخاري : منكر الحديث ، كما ذكر ذلك ابن عدي عنهم.
03 عن ابن عباس – رضي الله عنه - : أخرجه ابن عدي في " الكامل " 7/57 من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك ، عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " سافروا تصحوا ، وصوموا تصحوا ، واغزوا تغنموا " .
وإسناده ضعيف جداً ،إن لم يكن موضوعاً ؛ لأن نهشل بن سعيد قال عنه ابن راهويه : كان كذاباً ، وقال النسائي : متروك الحديث .
وخلاصة القول : أن الحديث روي عن جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم - ، ولا يصح منها عن المعصوم – صلى الله عليه وسلم – شيء ، ولا يعني ذلك بطلان معناه ؛ لأن الأطباء يتحدثون كثيراً عن فوائد الصيام الصحية ، وهو أمر مشاهد ومعروف ، بل هو – أي الصيام – من الأساليب التي يستخدمها بعض الأطباء لعلاج بعض الأعراض..
ولكن هنا ينبغي التنبُّه لأمرين: الأول : أن المحدثين يهتمون ببيان صحة الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وهل هو ثابت عنه من ذلك الطريق أم لا ؟ وقد يكون معناه صحيحاً ، أو صح موقوفاً عن بعض الصحابة – رضي الله عنهم – إلا أن صحة المعنى أو ثبوته عن الصحابي شيء ، وصحة نسبته للنبي – صلى الله عليه وسلم – شيء آخر .
الثاني : أن بعض الناس حينما يتحدث عن فوائد بعض العبادات الصحية أو الطبية ، يوغل في ذلك ويبالغ مبالغة غير محمودة ، حتى إنه ليخيل لبعض المستمعين أن تلك العبادة إنما شرعت لهذه الفوائد الطبية أو تلك ، وهذا خطأ ! لأن الغاية العظمى من مشروعية العبادات هي تعبيد الناس لرب العالمين – جل جلاله – وحصول التذلل له -سبحانه- وزيادة الإيمان بالإقبال عليه – تبارك وتعالى - ، وحصول التأسي بالنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي شرع وبين لأمته هذه العبادات العظيمة .. نعم ، في العبادات فوائد صحية وبدنية ، لكنها تبع ، وليست أصلاً ، فينبغي أن تعطى حجمها اللائق بها ، والله أعلم . |
|