مكفرات الذنوب وموجبات الجنة
قال عليه الصلاة والسلام: " أن لله يبسط يد التوبة لمسيء النهار إلى غروب الشمس، ولمسيء الليل إلى طلوع الفجر " قيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: " يا داود، بشر الخائفين، وحذر الصديقين "، فقال داود: وكيف ذلك؟ فقال الله تعالى: يا داود، قل للخائفين أن لا تقنطوا، وقيل للصديقين لا تعجبوا ".
وقال عليه الصلاة والسلام: " من أصبح باراً راضياً لوالديه أصبح له بابان مفتوحات إلى الجنة، ومن أصبح مسخطاً لوالديه أصبح له بابان مفتوحان إلى النار " وقال عليه الصلاة والسلام: " يتعلق الفقير بجاره الغني يوم القيامة، فيقول: يا رب، سل هذا الغني لم منعني معروفه سد عني بابه ".
وقال الفضيل رضي الله عنه: " كم من فضيحة في القيامة،يا له من يوم ليس كالأيام ".
قوله عز وجل: (وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى).
قال: " هي الوالدة تأتي ولدها، ثم تقول له: يا ولدي، ألم تك بطني لك وعاء؟ فيقول: يا أماه، ولكني مشغول بنفسي ".
وكان حبيب العجمي يدعو ويقول: " إلهي، في الدنيا هموم وغموم، وفي الآخرة الحساب والعقاب ".
وقيل في المعنى شعر:
جسمي علما مبرد ليس يقوى... ولا على النار والحرارة
وكيف يقوى على سعير... وقودها الناس الحجارة
حال أهل النار: قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع) معناه: الشوك اليابس، نعوذ بالله منه.
قوله تعالى: (وهم فيها كالحون).
قال صلى الله عليه وسلم: " الشفة العالية ساقطة على السفلى ".
قوله تعالى: (زدناهم عذاباً فوق العِذاب).
قال ابن عباس: " هي عقارب لها أذنا كالنخل الطوال.
فقوله تعالى: (أن الدنيا أنكالاً).
قال إبن عباس: " هي قيود لا تنحل أبداً ".
وقيل في المعنى شعر:
حطب النار شباب... وشيوخ وكهول
ونساء عاصيات... طال منهن العويل
قوله تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: " كيف يكون الناس في ذلك اليوم؟ " قال: " يكونون على أرض بيضاء لم يعمل عليها دنس، فإذا زفرت جهنم وفارت، تعلقت الملائكة بالعرش، وكل ملك ينادي: نفسي لا أملك غيرها، وتكون الجبال كالعهن المنفوش من حرق جهنم، ثم تنقاد جهنم يوم القيامة بسبعين ألف زمام، على كل زمام سبعون ألف ملك، حتى تقف بين يدي الله عز وجل، فيقول لها جل جلاله: تكلمي، فتقول: لا إله إلا الله، وعزتك لأنتقمن اليوم ممن أكل رزقك وعبد غيرك ".
فقال الني صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله الذي ألهم أمتي الشهادة ".
وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: " يا داود، أتدري أي المؤمنين أحب إلى الله وأطول حياة؟ هو من إذا قال لا إله إلا الله إقشعر جلده ".
وقال عليه الصلاة والسلام: " إن كلمة لا إله إلا الله من قالها مخلصاً حجبته عن المعاصي ".
وقال إبن عباس رضي الله عنهما: " كان في بني إسرائيل راهب متفرد في صومعته دهراً طويلاً، وكان ملك ذلك الزمان يأتيه صباحاً ومساء، وأنبت الله له فوق كرماً يأكل منه ما يشتهي، وإذا عطش مديده فيسكب فيها الماء.
فجاءت في بعض الأيام امرأة بديعة الحسن والجمال بعد العشاء ونادته: يا سيدي، بحق المعبود إلا ما بيتني عندك الليلة فإني أخشى على نفسي، ومكاني بعيد، فقال لها: اصعدي.
فلما صارت عنده رمت أثوابها وصارت عريانة، فغطى وجهه وقال لها: ويلك استتري،فقالت:والله لا بد أن أتمتع بك هذه الليلة، فقال الراهب لنفسه: ما تقولين؟ فقالت له: اتق الله واخش عذاب الآخرة فإني أخشى عليك من نار لا تطفأ وعذاب لا يفنى، ويغضب الله علينا فلا يرضى، ثم بعد ذلك راودته نفسه على الفعل، فقال لها: يا نفسي أعرض عليك ناراً صغيرة فإن صبرت متعتك.
ثم قام وملأ السراج زيتاً وغلظ فتيلته، والمرأة تنظر إليه، ثم أدخل إصبعه في السراج، فصاح ملك من السماء أن أحرق، فاًحرق إبهامه ثم السبابة إلى أن انتهت النار إلى يده، فصاحت المرأة صيحة، فخرجت روحها فسرتها بأثوابها، ثم قام إلى مصلاه.
فلما أصبح الصباح، وقف إبليس على باب صومعته، وصرخ في المدينة: الراهب زنى بفلانة، وقتلها وهي عنده، فركب الملك بطائفته حتى جاء لصومعته وصاح به، فأجابه، فقال له: أين فلانة؟ فقال: عندي، فقال له: قل لها تنزل، فقال: إنها ماتت، فقال له: قد رضيت بالزنا حتى قتلتها.
فهدموا صومعته ومسكوه، وجيء به إلى محل التلف، وكان من دأبهم نشر الزاني بالمنشار ويده ملفوفة في كمه، وهو لا يعلمهم ولا يحدثهم بقصته، فوضعوا المنشار على رأسه إلى أن بلغ إلى عنقه، فتأوه ، فأوحى الله تعالى إلى جبريل عليه السلام: أن قل له أن تاًوه الثانية لأهد من السموات ولأخسفن بمن في الأرض، ولكن أنظر إلى صنع الله.
قال ابن عباس: فرد الله روح المرأة فقامت وقالت إنهْ مظلوم، وما زنى بي وما قتلني، وقصت عليهم القصة وما فعله في نفسه، فاًخرجوا يده، فإذا هي محروقة، فقالوا له: لو علمنا ما فعلنا، فخر ميتاً وكذلك المرأة خرت ميتة، فحفروا لهما قبراً ودفنوهما، وإذا بمناد ينادي من جهة السماء: أن الله تعالى قد نصب لهما منبراً تحت العرش وأشهد ملائكته أني قد زوجته ألفاً من الحور العين، وهكذا أفعل بأهل المراقبة.
وقال مالك بن دينار رضي الله عنه: كان عابد في بني إسرائيل، فلما كان في بعض الأيام وضعت امرأة غلاما ونسبته إليه، فقال من أين هذا؟ فقالت: منك، فحمله وجعل يطوف به على عباد بني إسرائيل، ويقول: يا أصحابي أحذركم بمثل ما لقيت، هذه خطيئتي أحملها على كتفي، فغفر الله له بذلك.
وجاء في الخبر: أن المرأة إذا حان خروج ولدها منها أرسل الله لها ملكين يخرجانه من بطنها، ملك عن يمينها وملك عن يسارها، فإذا أتاه صاحب اليمين ليخرجه زاغ إلى صاحب الشمال، وإذا أتاه صاحب الشمال زاغ إلى صاحب اليمين، وتتفلق المرأة ويخاف الملكان، ويعرجان إلى الله سبحانه وتعالى، ويقولان: يا ربنا، ما قدرنا قال: فعند ذلك يتجلى الله تبارك وتعالى، ويقول: عبدي، من أنا؟ فيقول له: أنت الله ويسجد، فعند ذلك يخرج في سجوده على رأسه.
وجاء في الخبر أيضاً: أن الله سبحانه وتعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عمله، فإذا مات، قال الملكان اللذان كانا وكلا به: يا ربنا أنت أعلم، وقد مات فأذن لنا أن نصعد إلى السماء نسبحك ونقدسك، فيقول الله عز وجل: السماء مملوءة بملائكتي، فيقولان: أين نذهب؟ فيقول الله عز وجل: اذهبا إلى قبر عبدي، قدساني وسبحاني واحمداني وكبراني وعظماني، واكتبا ذلك لعبد إي يوم القيامة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يأمر الله الحافظين أن أرفقا بعبدي في كل سنة، حتى إذا بلغ الأربعين، قال: احفظا وخففا ".
وكان أبو سنان يقول: " الآن كبر السن، ووهن العظم، ووقع التحفظ ".
قلا يزال يبكي حتى يغشى عليه.
وكان أبو عبيدة الخواص رضي الله عنه يقول في مناجاته: " قد كبر سني، وضعف جسمي، ووهن العظم مني فاعتقني ".
وأنشد يقول:
طال اشتياقي وطال في الرجا فكري... والليل ماض ولم يقض به وطري
الله أعلم أتي لا أحب بقا... في هذه الدار فانقلني إلى حضري
قال أحمد بن حرب رضي الله عنه: "عجبت لمن يعلم أن الجنة تزين فوقه، والنار تضرم تحته، كيف ينام بينهما".
وقيل في المعنى شعر:
يا كثير الرقاد والغفلات... كثرة النوم تورث الحسرات
إن في القبر إذ نزلت إليه... لرقادا يطول بعد الممات
أأمنت الثبات من ملك المو... ت أم أنادي مناد بالبينات