منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 7:24 pm

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Aiaoo_12
والآن نبدأ معاً في إيضاح تلك السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان، وفي العيدين، وأوجه الرفض الإسلامي لها، وما البديل الإسلامي الصحيح من السلوكيات القويمة لتلك السلوكيات المرفوضة.
والله أسأل أن يرزقك الفهم الدقيق لِمَا أريد أن أوصلهُ إليك، كما أساله سبحانه أن يوفقنا جميعاً إلى ما يُحبهُ ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

- 1 -
الإســـراف في إعــداد مائــــدة الإفطــــــــار
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_a33
يأتي شهر رمضان حاملا معه أريج الجنة، وعبق التاريخ، مسدياً للأمة أجمل آيات الفضائل، وباعثاً في الأمة أروع أفانين البطولة والفداء، وناهضاً بها نحو العلا، وزارعاً فيها جذور البذل والعطاء، وراعياً غراس الجنة في كل مواطن الإسلام، وربوعه، ودياره.
إنه شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر الطاعات والقربات، شهر الجود والكرم، شهر الفيوضات الربانية، والمنح الإلهية، شهر التجلي الأعظم على الأمة الإسلامية في كل المجالات الدنيوية والأخروية!!
إنه المدرسة العظمى، والجامعة الكبرى، والمعهد العالي الذي يتخرج فيه الأبطال، وينتج منه خبراء الطاقة والحيوية، ويصدر عنه علماء الاقتصاد والاجتماع والنفس، وعباقرة الطب والحكمة، وأساطين الهندسة والفلك، وقادة الرجال، وزعماء الرأي والفكر، في كل المجالات.
إنه بحق جامعة متكاملة، قاعدتها: الإيمان، وأساسها: الصبر، وعمادها: التقوى، وذروة سنامها: جهاد النفس في ذات الله تعالى، مكتوب على بابها: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر!!
إن شهر رمضان شهر يتعلم فيه الناس أروع دروس الاقتصاد المنزلي، وأقوى فنون التنظيم الاجتماعي والصحي، وأذكى طرق المحافظة على المال والوقت، وأسهل الطرق وأعدلها نحو تحقيق الجسم السليم والعقل السليم، الخاليان من كل شوائب الفكر الضال، وعلائق السلوك السيء، وبوائق الأمراض النفسية، والعصبية، والبدنية، والاجتماعية، وغيرها، ولا يمكن تحقيق ذلك كله إلا لمن جاءه رمضان وهو مهيأ نفسياً وذاتياً لاستقباله، محاولاً الاستفادة من كل ما في رمضان من دروس وعبر، ولا يمكن أن يتحقق شيء من ذلك للأصناف الآتية الذين يستعدون لرمضان برصد الميزانيات المالية الكبرى لمواجهة الصوم، والإعداد للموائد الفاخرة التي يتداعون إليها، ويتهافتون عليها تهافت الفراش على النار والنور!!
ولنأخذ المثال الآتي ليوضح المقال، وهو من واقع الحياة:
تعمد ربة البيت إلى الإسراف في إعداد المائدة, والتفنن في تشكيلها, وتهيئتها, بما يتخم البطون, ويهمد العقول, ويخمل الأبدان, ويذهب بالأموال في غير وجهها, مما يضر باقتصاديات الأمة كلها, لو أنها فعلت مثل الذي تفعله ربة البيت تلك.
فإن رمضان لم يوجد في الأمة من أجل الطعام الشراب, المتفنن فيه, ولكن من أجل التعوّد على الرضا بالقليل, واعتياد الزهد في الدنيا, وترويض النفس على حبسها عن شهواتها, وفطمها عن شرورها, وحجبها عن غيها, ومنعها من إشرافها.
فيا ربات البيوت!! اقتصدن, كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه, وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه, فإن كان لا محالة فثلث لطعامه, وثلث لشرابه، وثلث للنفس) (96).
ويا نساء المسلمين! ادّخِرْن بعض ضرورياتكن في شهر رمضان, وابعثن به إلى أخواتكن, وإخوانكن في فلسطين, اللاتي لا يجدن ما يسترن به عوراتهن.
ويا كل المسلمين!! اعملوا على مقاطعة كل منتجات اليهود وشركائهم, وأتباعهم, من الأطعمة والأشربة، وعليكم بالبديل الوطنى فإن فيه الخير الكثير, وتقربوا بهذه المقاطعة إلى الله في شهر رمضان عسى الله أن يتقبل منكم, وينصر إخوانكم المجاهدين في فلسطين, ويعيد المسجد الأقصى إلى رحاب المسلمين, لننعم فيه جميعاً بشرف الصلاة في رحابه في سكينة, وأمن, وأمان.
إن امتلاء البطون عقب الامتناع عن الطعام والشراب فترة من نصف الليل والنهار معاً, لهو ضياع لأثر هذا الخلاء, الذي فيه الصحة, وفيه السعادة, وفى الحديث: (جوعوا تصحوا).
إن امتلاء البطن يفسد العقل, فحافظوا على عقولكم, وأبدانكم لأنها أمانة ستسألون عنها يوم القيامة, قال -صلى الله عليه وسلم-: (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه, وعن عمره فيما أفناه, وعن علمه ماذا عمل فيه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفى كلٍ خير, احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز) (97).
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
-----------------------------------
الهوامش:
96.  رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد,  وقال الترمذي: حديث حسن.
97.  رواه مسلم وابن ماجة.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 7:29 pm

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Aiaoo_12
- 2 -
تأخير الفطـــــر وتعجيل السَّحــــــــور
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_394
دأب كثير من الناس في عصرنا على تأخير الفطر, حتى بعد سماع الأذان, وقد تعددت التعليلات التي يبدونها, لتبرير فعلهم هذا, من ذلك ما يأتي: أن يقول بعضهم: "أنا أعلم وقت المغرب على التحديد, وأنا أتحرى لديني, ولأن أؤخر الفطر عن موعده, خير لي من أن أقع في وقت الحرج, فأفطر قبل الموعد".
ومنهم من يقول: "لا أفطر حتى أسمع المؤذن ينتهي من أذانه، زيادة في التحري".
ومنهم من يقول: "لا أفطر حتى أسمع المؤذن ينطق بالشهادتين, فأتشهد معه, ثم أفطر".
ومنهم من يحرص على صلاة المغرب في وقتها في المسجد, ولا يحب أن يفطر من التمر المهدى للمسجد, أو أن يفطر على الماء بحجة أن ثواب صومه سيأخذه صاحب التمر, أو صاحب الماء, وبالتالي  فهو يريد أن يحرز الثواب كاملاً, فينتظر حتى يعود إلى بيته فيفطر في بيته!!
ومنهم من يرفض أن يناوله أخيه تمرة, أو يأتيه بكوب من الماء, ونحو ذلك بحجة أن من يناوله شيئاً ليفطر عليه سيأخذ من أجره!! وهكذا....
تعددت التعليلات, وتنوعت التبريرات، وكلها تصب في دائرة الغلو في الدين، والله تعالى يقول: ﴿لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ (98), وقال الهادي البشير -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والغلوّ, فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً.
ثم إن هذه السلوكيات مرفوضة في دين الله تعالى, وإن كان ظاهرها الخير, لكن الحق أحق أن يتبع, وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (99)، وفي الحديث القدسي، يقول رب العزة تبارك وتعالى: (أحب عبادي إليَّ: أعجلهم فطراً) (100)، فأحب عباد الله تعالى إلى الله تعالى: من عجلوا الفطر، ولم  يؤخروه لأي سبب من الأسباب، بل عليهم أن يتبعوا أي وسيلة صحيحة أقرها علماء الإسلام في عصرنا، ومن ذلك الحسابات الفلكية, كما في التقاويم الشهرية, أو الإمساكيات المنتشرة, والتي أقرتها هيئة المساحة, أو الأذان الصادر من إذاعة القرآن الكريم فهو أضبط من غيره من الإذاعات الأخرى, لتخصص الإذاعة في ذلك!!
فعلى التقاويم: يلزمك الفطر بمجرد أن تدق ساعتك حسب وقت الإفطار في التقويم المعتمد, وإن لم يكن معك تقويم أو إمساكية فاعتبر بأذان الإذاعة, وإلا فبأذان المسجد الذي يجاورك, وإلا فبسؤال الجيران إن لم تتمكن من شيء مما سبق, وإلا فاعتبر غروب الشمس, فإذا تأكدت من غروبها فأفطر!!
ولا تنسى أن تدعو لنفسك بالخير عند أول لقمة, أو عند الفطر مباشرة, كما لا تنسى أن تدعو لإخوانك في فلسطين, وفى كل مكان أن ينصرهم الله, وأن يفرج كربهم, ويكشف غمهم, وأن يعجل لهم بالفرج, وأن يوحد صفوف المسلمين, فإن الدعاء في هذا الموطن مجاب, فاحرص عليه جيداً أكثر من حرصك على الشرب والطعام, وأخلص لله في الدعاء, لعل الله أن يتقبل منك الدعاء.
وإن قوماً أغرتهم صحتهم, وقوة أبدانهم, فتعمدوا عدم السحور, أو عجلوه بحجة الخوف من عدم القيام قبيل الفجر لتناول السحور في وقته, لأنهم يسهرون, ثم هم يريدون الذهاب مبكرين إلى العمل, أو إلى الدراسة, أو نحو ذلك, فيخطئون في أمور:
أولها: السَّهر خاصة إن كان في غير طاعة, وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) (101).
وثانيها: التكاسل عن صلاة الفجر في وقتها, وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أثقل صلاة على المنافقين: صلاة الفجر, وصلاة العشاء).
وثالثها: تعجيل السحور, وحق البدن الطعام حتى لا يرهق على الزمن الكثير, ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور).
و رابعها: أن عدم السحور أصلاً نزع للبركة من بدن الصائم, ونزع للبركة من حياة الصائم كلها, قال -صلى الله عليه وسلم-: (تسحروا فإن في السحور بركة).
فاللهم ارزقنا بركتك باتباع سنة نبيك, وخذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك. آمين.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
98.  النساء/171.
99.  متفق عليه.
100.  رواه الترمذي .
101.  متفق عليه.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 10:41 pm

- 3 -
تأخير صلاة المغرب من أجل الإفطار
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_395
اعتاد كثير من الصائمين, على اختلاف مشاربهم, وتنوع ثقافتهم, أن يؤخروا صلاة المغرب عن ميقاتها, بحجة تعجيل الفطر, وبحجة كراهة الصلاة بحضرة الطعام, وكذا بحجة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا وضع العَشاء, وأقيمت العِشاءُ, فابدأوا بالعشاء), ونحو ذلك من حجج.
وإذا نظرت في سلوكيات هؤلاء تجدها لا تخرج عن الصور الآتية:
الصورة الأولى: عند الدعوة إلى الإفطار في البيت, أو في جهة العمل, أو في الفندق الذي ليس به مسجد, ونحو ذلك.
الصورة الثانية: عند الإفطار في موائد الرحمن المنتشرة في الشوارع والعمارات.
الصورة الثالثة: عند الإفطار في المطاعم والمحال التي تبيع الطعام.
الصورة الرابعة: عند الإفطار في البيت منفرداً, أو مع الأسرة, وكذا في الحدائق ونحوها, ولنا وقفات عند كل صورة.
ففي الصورة الأولى: صورة التجمع على الإفطار في البيت, حيث يتحرج صاحب البيت أن يأخذ ضيوفه إلى المسجد حتى لا يقال عنه ما يقال، أو يتعمد ذلك, حتى يظهر مدى حفاوته بضيوفه, وأنه يقوم على رعايتهم, وخدمتهم, ولا يفارقهم لحظة, ونحو ذلك!!
أما إذا كانت الدعوة إلى الإفطار في جهة العمل التي يعمل بها الموظف, كما اعتادت بعض المصالح الحكومية, أو الشركات, أو المصانع الخاصة أن تقيم يوماً, أو يومين, أو أكثر, لموظفيها يتعاونون فيما بينهم من أجل إتمام حفل الإفطار الخاص بهم, وليتعارفوا, ونحو ذلك, وسواء كان ذلك على  نفقة جهة العمل, أو على نفقة الموظفين, فإن السلوك المرفوض هو تأخير صلاة المغرب عن ميقاتها, أما إذا كانت الدعوة من جهة العمل في فندق ليس فيه مسجدٌ أصلاً, أو في نادٍ كبير, أو في مركز شباب نسى القائمون على أمره أن يبنوا فيه مسجداً للصلاة, فهذا مما يندى له الجبين, ويغلي منه الوتين, خاصة إذا كان الفندق لا يعرف أهله القبلة, وكذا في النادى، أو مركز الشباب, فمثل هذه الأماكن لا ينبغي ارتيادها, خاصة عند الإفطار في شهر رمضان, لأنه وقت إجابة الدعاء, فكيف يرجى الإجابة لدعاء في مكان يبارَزُ الله تعالى فيه بالمعصية على هذا النحو؟.
أما في الصورة الثانية: حيث يتجمع الفقراء والمحتاجون, والأغنياء, وأصحاب البطون الواسعة, والقلوب المتشبعة من حب الدنيا وكراهية الموت, والنفوس المريضة, الذين لا يصومون نهاراً, ولا يقيمون ليلاً, بل يعاكسون البنات في نهار رمضان, دون وازع من دين وخلق, فكيف يرجى من هؤلاء أن يتركوا الغنيمة الباردة, والطعام الشهي المقدم في هذه الموائد التي انتشرت في المجتمع خاصة في القاهرة الكبرى, والمدن الكبرى على مستوى الدولة, بل امتدت لتصل إلى القرى أيضاً, وكأنها من سنن رمضان, فكيف يترك هؤلاء الطعام ويذهبون لصلاة المغرب في جماعة المسجد الأولى؟ ولا يؤخرونها عن وقتها؟.
وفى الصورة الثالثة: حيث تزدحم المطاعم قبيل الإفطار في نهار رمضان بالرواد, ويخشى كل منهم أن يترك مكانه فلا يجده إن هو ذهب فصلى ثم أفطر؟.
وفى الصورة الرابعة: حيث الكثيرون يتكاسلون, منفردين عن الصلاة, ويخشون الذهاب إلى المسجد ويتركون أسرهم فهذا عيب عندهم, أو مدعاة لتكيل له الزوجة الجاهلة السباب, أو يبكى الصغار عندما يوضع الطعام ولا يصبرون, ونحو ذلك, فيجبن عند ذلك, ويترك المضي إلى المسجد لصلاة المغرب في جماعته الأولى.
وكذلك من خرج بنفسه أو بأسرته إلى حديقة من الحدائق, أو ملهى من الملاهي, فهل مثل هذا يمكن أن يظن فيه أنه يفكر في الصلاة أصلاً؟
وهل يظن فيمن ذهب لتناول الإفطار على سطح باخرة نيلية أو نحوها أن يفكر في الصلاة في مثل هذا الوقت؟ الله أعلم.
والفيصل في هذه الصور كلها: ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي عطية قال: «دخلت أنا و مسروق على عائشة- رضي الله عنها- فقلنا: يا أم المؤمنين!! رجلان من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كلاهما لا يألو عن الخير, أحدهما: يُعَجِّل المغرب والإفطار, والآخر يؤخر المغرب والإفطار؟ فقالت: من يعجل المغرب والإفطار؟ قلنا: عبد الله -يعني: ابن مسعود- قالت: كذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع!!".
وللجمع بين تعجيل المغرب والإفطار, يفطر الصائم على التمر, أو الرطب, أو اللبن, وإلا فعلى الماء, ثم يصلي المغرب في جماعة المسجد الأولى, ثم يأكل بعد ذلك ما شاء, وهذا أصلح للمعدة, وأصلح للبدن كله، بشهادة كبار الأطباء.
فأفطروا وادعوا لإخوانكم في فلسطين, وصلوا وادعوا لإخوانكم في كل مكان, و لا تنسونا من صالح دعائكم.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 11:22 pm

- 4 -
الإفطار على غير السُّنَّة
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_396
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ملفتة للنظر, وسلوك سيئ من الصائمين الذين يحرصون عليها كل الحرص, وكأنها من لوازم الرفاهية, أو من توابع المدنية, أو من ضروريات الحضارة المعاصرة, وهذه الظاهرة هي الإفطار على ما يعرف بـ (قمر الدين), أو (الخشاف), أو (العرقسوس), أو نحو ذلك.
ومنهم من يفطر على دخان (السيجارة), فبدلاً من أن يأكل ما يفيده في بدنه, أو يشرب ما يصلح نفسه, ويقيم صلبه, إذا به يبدأ صومه بسيجارة, وينهيه بسيجارة, ويبدأ إفطاره بسيجارة, وينهيه بسيجارة, وهكذا يحاول أن يعوض ما حُرِمَه من سجائر في نهار رمضان!! كأن الصوم جاء ليعذب أمثاله, وينكل بهم, وكأن الصوم ثقيل على نفسه ثقل الجبل, فهذا وأضرابه خبيث النفس, مريض القلب, سقيم الفكر, مضطرب العقل, عليل البدن, زائف الشخصية,حريٌ به أن يذهب إلي مصحة نفسية تعالج من إدمان الدخان, لأن الدخان هو البوابة الرئيسية للدخول إلى عالم المخدرات, فمن دخن الشيشة أو الجوزة  يوشك أن يدخن السيجارة, ومن دخن السيجارة يوشك أن يدخن البانجو, أو الحشيش, أو الأفيون, ومن فعل ذلك قاده إلى الهيروين, أو الكوكايين, بل إلى عقاقير الهلوسة, والجنون.
وإن العيادات التي تعنى بعلاج المدمنين للدخان أو المخدرات, لتجد من شهر رمضان فرصة عظيمة لتقوية جانب الخوف والمراقبة لله عند المريض, فكل مدخن لا يكتسب من نهار رمضان فرصة عظمى للإقلاع عن التدخين, فلن يفلح إذاً أبداً, إلا أن يشاء الله تعالى شيئاً آخر.
فإلى المدخنين و أمثالهم يقول الله تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (102), ويقول الله تعالى: ﴿.. وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾ (103), وقال تعالى: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ (104).
واعلموا معشر المدخنين, إن كنتم تزعمون أنكم تحبون الله تعالى, وتؤمنون به, فإن من لوازم حب الله تعالى أن تحبوا رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وإن من لوازم الإيمان بالله تعالى: طاعة الله، وطاعة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-, وقد قال الله: ﴿مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ (105), ويقول أيضاً: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ
فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ (106).
ومن طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- (أنه نهى عن كل مسكرٍ ومفتِّر), والمسكر: ما يذهب العقل, والمفتر: ما يضعف البدن.
ولاشك أن الدخان يضعف البدن, فانتهوا خيراً لكم, وتوبوا إلى ربكم يصلح لكم أعمالكم, ويغفر لكم ذنوبكم, ويبدل لكم سيئاتكم حسنات, وما ذلك على الله بعزيز.
وإلى عموم المسلمين نهديهم هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإفطار, حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات, فإن لم يكن رطب أفطر على التمر, وإلا فعلى اللبن, فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور, فعن سلمان بن عامر الضبي -رضي الله عنه-, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة, فإن لم يجد تمراً فالماء, فإنه طهور), وعن أنس -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر قبل أن يصلى على رطباتٍ, فإن لم تكن رطبات فتمرات, فإن لم تكن حسا حسوات من ماء".
واعلموا أن قمر الإسلام هو السُّنَّة, وأن شمسه القرآن, فلا تستبدلوا السنة بهواكم، والتزموا سنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ، ينير لكم قمر دينكم، وتضيء لكم شمسه، فتهتدوا.
والقصد القصد في الإنفاق، وإياكم والدَّين، فإنه هم بالليل، وذل بالنهار، وإياكم والبِطنة، فإنها مذهبة للفطنة، وعليكم بالتوسط في كل أموركم، لأن  خير الأمور الوسط.
ولا تنسوا أن تدعوا لإخوانكم في فلسطين وفى كل مكان, والله معكم, ولن يتركم أعمالكم.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-----------------------------------
الهوامش:
102.  البقرة / 195.
103.  النساء / 29-31.
104.  الإسراء / 25-27.
105.  النساء / 80.
106.  النساء / 66 - 70.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 11:27 pm

- 5 -
عدم الدعاء والاستغفار والذكر بوجه عام عند الإفطار
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_397
ينسى الكثيرون من الصائمين عند الإفطار الدعاء, والاستغفار, ولا يذكرون إلا الطعام, وكيف يلتهمونه, ويطفئون ألم الجوع والعطش, ويفوِّتون على أنفسهم فرصة ذهبية لإجابة الدعاء, وتحقيق الرجاء, وللصائم خاصة في شهر رمضان, فرصتان ذهبيتان يجيب الله تعالى فيها دعاءه, ويحقق له رجاءه, ويعطيه ما يتمنى, وهما عند فطره كل يوم بعد غروب الشمس, وفى آخر يوم من رمضان, فضلاً عن الأوقات الأخرى, التي يشارك فيها غيره طوال اليوم.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن للصائم عند فطره لدعوة ما تُرَدّ), وكان عبد الله بن عمرو يقول عند فطره: «اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كُلَّ شيء أن تغفر لي ذنوبي» (107), وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث لا تُرَدُّ دعوتهم: الصائم حين يفطر, والإمام العادل, ودعوة المظلوم, يرفعها الله فوق الغمام, وتُفْتَحُ لها أبواب السماء, ويقول الرب: وعِزَتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين) (108), وفي رواية البزار: (ثلاثٌ حقٌّ على الله أن لا يَرُدَّ لهم دعوة: الصائم حتى يفطر, والمظلوم حتى ينتصر, والمسافر حتى يرجع).
فهذه الفرصة التي لا تعوض عند الصائم كيف يتغافل الصائم عنها, ألسنا في حاجة إلى دعوة لا ترد, ونحن في حالنا هذا؟
قال ابن القيم رحمه الله: «وكان -صلى الله عليه وسلم- يفطر قبل أن يصلي, وكان فطره على رطبات, فإن لم يجدها فعلى تمراتٍ, فإن لم يجدها فعلى حسوات من ماء, ويذكر عنه -صلى الله عليه وسلم-: أنه كان يقول عند فطره: (اللهم لك صُمْتُ, وعلى رزقك أفطرتُ, فتقبَّلْ مِنّا إنك أنت السميع العليم), ولا يثبت, لكن ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول عند فطره: (ذهب الظمأ, وابتلَّت العروق, وثبت الأجرُ إن شاء الله)» (109), وكان يقول: (الحمد لله الذي أعانني فصُمْتُ, ورزقني فأفطرتُ) (110), وإذا أفطر عند قوم, دعا لهم فقال: (أفطر عندك الصائمون, وأكل طعامكم الأبرار, وصلَّتْ عليكم الملائكة) (111), وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا أكل أحدكم طعاماً, فَلْيَقُلْ: اللهم بارك لنا فيه, وأبدلنا خيراً منه, وإذا شرب لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه, وزدنا مِنْه, فإنه ليس شيءٌ يجزئُ من الطعام والشراب إلا اللبن) (112).
ولا تأكل أيها الصائم أي شيء إلا بيمينك, ولا تشرب أي شيء إلا بيمينك, لأن الشيطان هو الذي يأكل ويشرب بشماله,  فلا تتشبّه به, لأن من تشبّه بقوم حشر معهم, ولا ترفع شيئاً من الطعام إلى فيك حتى تُسمّي, وتذكر اسم الله تعالى, طلباً للبركة, ودفعاً للشيطان أن يأكل معك, فقل: بسم الله الرحمن الرحيم, في أول الطعام, وفى أول الشراب, فإنْ نسيت, فقل متى ذكرت ذلك أثناء الطعام أو الشراب: "بسم الله أوله وآخره", وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه-: (يا بُنَيَّ!! سَمِّ اللهَ, وكُلْ بيمينك, وكل مما يليك) (113).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله, فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله, فليقل: بسم الله أَوَّلَهُ وآخِرَهُ) (114).
ولا تأكل أيها الصائم شيئاً حتى تدعو لنفسك بالخير, وتدعو لأهلك كذلك, واحذر أن تدعو على ولدك, أو تدعو على أحد من المسلمين الصائمين, في هذا الوقت, وإن كان لابد من الدعاء على أحدٍ فادع على اليهود, وأتباعهم, ومن ناصرهم, ومن دعا إلى فكرهم, وادع على الظالمين عامة, وعلى الكافرين عامة, وعلى المشركين, والمنافقين, المرجفين, والمعوِّقين, والمثبطين, وغيرهم.
وادع لإخوانك المسلمين في كل مكان, أن يوحِّد الله صفوفهم, وأن يؤلِّف بين قلوبهم. وأن يكشف كربهم, وأن يفرِّج غمَّهم, ويذهب همَّهم, ويكبت عدوهم, وينصرهم عليهم, في كل يوم عند فطرك, واحرص على ذلك أكثر من حرصك على الطعام والشراب, لأن الدعاء سلاحنا في معركتنا الحالية, فلا تهمله أبداً, واعلم أن الله يحب المُلحِّين في الدعاء, فألحّ في دعائك, وتأكد من الإجابة, وإياك أن تشك في إمكانية ذلك, وقد قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (115), وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (116).
واستغفر الله تعالى في كل حين, فإن الله غفور رحيم.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
107.  رواه البيهقي.
108.  رواه الترمذي, واللفظ له, وقال:حسن, ورواه ابن ماجة, وأحمد, وابن خزيمة, وابن حبان
109.  رواه أبو داود, والنسائي, والحاكم, والدارقطني, وابن السني.
110.  رواه ابن السني.
111.  رواه أبو داود, والنسائي, وأحمد, والبيهقي, وابن السني, والدارمي.
112.  رواه أبو داود, والترمذي, والنسائي, وابن السِّنِّي.
113.  رواه البخاري و مسلم, وأبو داود, والترمذي, وابن ماجة.
114.  رواه أبو داود, والترمذي, وأحمد, والدارمي, والحاكم.
115.  البقرة / 186.
116.  غافر / 60.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 11:32 pm

- 6 -
الاقتراض من أجل الإنفاق في رمضان
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_398
أصبح أمراً مألوفاً أن ترى بعض الناس يقترضون بغرض مواجهة الأعباء المادية, والمالية التي افترضوها على أنفسهم في شهر رمضان, وما أنزل الله تعالى بها من سلطان, وقد رأينا الكثيرين يدخلون في جمعيات بين الأفراد بعضهم البعض, ويصل الأمر ببعضهم إلى أن يرتب موعد استحقاقه للجمعية في أول شهر رمضان, أو قبله بقليل, حتى يستطيع أن ينفق على نفسه, وعلى بيته بسخاء في شهر رمضان, لأنه يعتقد أن شهر رمضان هو شهر الجود والكرم, وهو شهر البذل والعطاء, وهو شهر المواساة, وهو شهر التوسعة وزيادة الأرزاق, ونحو ذلك.
وهذه اعتقادات صحيحة, لكن المقترض لا يفهم أن الجود الكرم يكون لغير أهل البيت, وإلا فكيف أوصف بالجود, وأنا حريص على التهام الدنيا كلها في شهر رمضان؟ أو كيف أوصف بالكرم وأنا أتباهى أمام الآخرين أنني أفطرت مع الأسرة في الفندق الفلاني, أو المطعم السياحي العلاني, مع أنه كان يمكن أن أفطر على القليل الحلال في البيت, ثم أدخر قيمة هذا الطعام الذي ابتلعته في الفندق, أو في المطعم السياحي, أو في الدار الفلانية, حتى أستطيع شراء كتاب إسلامي أعرف منه ما يلزمني من أمور ديني, أو شراء اسطوانة (CD) عليها برامج إسلامية هادفة تفيدني في ديني ودنياي, أو شراء بعض الشرائط المسجل عليها القرآن الكريم بأصوات كبار القراء لسماعهم وتقليدهم في التلاوة, أو الشرائط المسجل عليها الخطب, والمواعظ التي لابد منها.
كان من الممكن فعل ذلك كله لو ابتعدت عن الإفطار في مثل هذه الأماكن, وادخرت بقيمتها ما ينفعني في ديني, وفى حياتي, لكنني قدمت حب الدنيا في صورة الكرم, فأي سلوك أسوأ من ذلك؟ يقترض ويتباهى بإنفاقه مما اقترض على ملأ من الناس, دون حياء, أو خجل.
وقديماً قالوا: «الدَّينُ هَمٌّ بالليل, وذُلٌّ بالنهار».
وأسوأ من هذا السفيه من يقترض لشهر رمضان, وفى نيته عدم سداد هذا الدين لصاحبه, أو مماطلته, وقد قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه, ومن أخذها يريد إتلافها أتلقه الله) (117).
وأسوأ منهما من اقترض من أي مؤسسة ربوية بفائدة ربوية لمواجهة نفقات رمضان, فهو ملعون بسلوكه المرفوض هذا، ما لم يتب إلى الله تعالى توبة نصوحا, قال -صلى الله عليه وسلم-: (كل قرض جرّ نفعاً فهو ربا), وعن جابر -رضي الله عنه- قال: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: آكل الربا, ومُوكِلَهُ, وكاتبه, وشاهديه, وقال: هم سواء» (118).
وأسوأ من الثلاثة من يسطون بالاقتراض من البنوك ثم هم يهربون بما اقترضوا, خاصة إن تزامن ذلك مع شهر رمضان, أو مع أيام الحج, قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (119).
وأمثال هؤلاء الهاربين محاربون لله, ولرسوله, وللمؤمنين, مفسدون في الأرض, مهلكون للحرث والنسل, لأنهم استحلوا الربا وهو حرام, واستحلوا أموال الناس وهي حرام, وخرّبوا اقتصاد البلاد, فمن أعظم منهم إفساداً؟, وقد توعدهم الله تعالى ومن سهلوا لهم ذلك بقوله: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (120).
وأي حرب أهلك أو أشدّ مما نعيشه الآن؟ ‍‍
فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكراً, لا تدمروا أنفسكم بالديون, ولا تبيعوا أنفسكم لأعدائكم بالاقتراض, فلا تطلبوا من أحد شيئاً, واطلبوا من الله وحده, واسألوه وحده, واستعينوا به وحده, وارضوا بما قسم الله لكم تسودوا, وتقودوا, وازهدوا في الدنيا يحبكم الله, وازهدوا فيما عند الناس يحبكم الناس, ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار.
وتذكروا أن إخوانكم في فلسطين وفي العراق, وفي غيرهما يحتاجون إلى كل مليم تنفقونه في غير موضعه, فاتقوا الله, وتذكروا إخوانكم هناك, وأرسلوا إليهم الطعام والثياب والدواء, والمال, وادعوا لهم أن ينصرهم الله في حربهم لليهود, وأن يحرر المسجد الأقصى الأسير.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
117.  رواه البخاري.
118.  رواه مسلم,  والبخاري بنحوه من حديث أبي جحيفة.
119.  المائدة / 33,  34.
120.  البقرة / 279.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 11:38 pm

- 7 -
مــــوائــد الرحمــــن
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_399
من اللافت للنظر, أن القاهرة خاصة, والمدن الكبرى على مستوى الجمهورية عامة تتبارى فيما بينها لإظهار كرمها السخي, واحتفائها الوفي بالوافدين إليها في شهر رمضان, حيث تقام السرادقات الفخمة, والتي تشغل العمارات التي لم ينته أصحابها من إكمالها, أو الشوارع, أو ساحات المساجد, أو الميادين العامة, أو دور المناسبات في المساجد أو الأحياء, أو نحو ذلك,كل منها يحرص على تقديم الوجبات الساخنة للصائمين ولغير الصائمين, وليس في ذلك شيء بشرط إخلاص النية لله تعالى, والبعد عن الرياء, أو الفخر, أو العجب, أو المن, أو الأذى.
لكن تأتي السلوكيات السيئة في هذه الموائد من الصور الآتية:
(1) بعض أصحاب هذه الموائد يصر على تعليق لافتة على مدخل المائدة مكتوب عليها: «المائدة لا تقبل التبرعات », ثم يقوم أصحابها بعمل الآتي:
أولاً: يرصدون واحداً من محترفي المساومات, ومحترفي الخداع والتغرير, الذي يوهم الأغنياء السذج الآخرين الذين ينبهرون بحسن تنظيم المائدة, وفخامة إعدادها, ورقي المكان التي أقيمت فيه, وأبهة روادها ونحو ذلك, يومهم هذا المحترف أنه يعرف صاحب المائدة, ويستطيع أن يتوسط لهم عنده حتى يقبل مشاركتهم له في المائدة, وقد يقنعهم بأن يأخذ منهم الأموال بدون إيصالات استلام, على أن يوصلها لصاحب المائدة لتنفق في المائدة, ولكنه يستولى عليها لحسابه الخاص, وقد يعرف بذلك صاحب المائدة, ولا يفعل شيئاً, بل ربما اقتسم معه هذه الغنيمة حتى أصبحت بعض هذه الموائد وسيلة للثراء السريع في شهر رمضان.
ثانياً: يصر كثير من أصحاب هذه الموائد على دعوة مأموري الضرائب إلى موائدهم ليحصوا بأنفسهم عدد الرواد يومياً, وعدد العمال والطباخين وغيرهم, ويحصون قيمة ما أنفق في هذه المائدة, بما في ذلك ما يعطى لمأمور الضرائب على سبيل (الإكرامية) نقصد الرشوة, حتى يستطيع أن يقنع نفسه بتسوية أموال هذه المائدة, وخصمها من قيمة الضرائب المستحقة عليه, فيضيع بذلك حق الدولة التي ائتمنته على التحصيل, لكن كما قيل في المثل الشعبي: «عند البطون تغيب العقول » ويكون بذلك حاميها حراميها. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(2) مخلفات هذه الموائد, والتي تصل إلى آلاف الأطنان من الأطعمة الصالحة للتناول, ولكن يكون مصيرها الشوارع, أو صناديق القمامة, وهم بذلك قد أساءوا إلى أنفسهم, وإلى مجتمعاتهم من زوايا متعددة, على النحو الآتي:
أولهــا: تلوث البيئة.
ثانيهـا: انتشار الذباب والبعوض والناموس, وغيرها من الفئران، و الحيوانات الضارة، والتي تكثر عند أكوام القمامة.
ثالثهــا: العدوى المنتقلة من هذه الحشرات إلى رواد المائدة, وإلى المارة في الشوارع التي تقام فيها هذه الموائد.
رابعها: تعمد إتلاف المال بهذه الصورة المفزعة يوجب الحجر الشرعي على أصحابها، لأنهم بذلك سفهاء وليسوا عقلاء, لأن الله لا يحب المسرفين, وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ (121), ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (خير الأمور أوسطها) (122), وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ (123), وسيسألون عن ذلك يوم القيامة, كما قال تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ (124).
(3) الاستعانة بالبلطجية, وقطاع الطرق, ونحوهم, في حراسة وتنظيم بعض الموائد, وأكثر هؤلاء يسبون الدين, ويفطرون في نهار رمضان عمداً, جهاراً, بغير عذر شرعي, ولا يصلون, فيكون ذلك تولية للكافرين على المؤمنين, وقد قال الله تعالى:﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ (125).
وقال تعالى: ﴿بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ (126).
(4) أكثر هذه الموائد تقدم الطعام لروادها قبل المغرب, مما يضطر معها الرواد إلى التواجد داخل الموائد قبل المغرب, ولا يستطيعون الصلاة في ميقاتها بسبب الطعام, بل إن بعض هذه الموائد بمساعدة البلطجية تمنع الرواد من دخول المائدة إن تأخروا عن الحضور قبل المغرب بزمن كاف على الأقل بربع ساعة, وقد يصل إلى نصف ساعة, كأنها تتعمد ذلك حتى تعوِّد روّادها على التكاسل عن الصلاة في ميقاتها في المسجد, وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(5) الراقصات, والممثلات تبارين مع تجار المخدرات في إقامة هذه الموائد, وكأنهن يردن أن ينسى الناس عوراتهن, وإفسادهن ويتذكرون فقط موائدهن, وقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (127), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً...) (128).
فاتقوا الله عباد الله, وابعثوا بقيمة هذه الموائد إلى إخوانكم في فلسطين وفي الشيشان, أفضل لكم عند الله, والله يخلف علينا وعليكم خيراً.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
121.  الإسراء / 29.
122.  رواه ابن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد.
123.  الفرقان / 67.
124.  الصافات / 24.
125.  النساء / 141.
126.  النساء / 138,  139.
127.  المائدة / 100.
128.  رواه مسلم.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 11:45 pm

- 8 -
ربط الصوم بالصلاة
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_400
اعتدنا أن نرى المساجد وهى تغص بالمصلين, والركع السجود, في شهر رمضان, فإذا أدبر الشهر خلت المساجد من المصلين إلا نادراً, وانصرف الركع السجود إلى التجارة, وإلى اللهو, وانصرف القائمون والمجتهدون, والمعتكفون, إلى دنياهم, كأن رب رمضان غير رب بقية الشهور, تعالى الله عما يعتقده الظالمون علواً كبيراً, وكأن من فرض الصلاة لم يفرضها إلا في شهر رمضان فقط, وهكذا أصبح الدين حكراً على تأويلات المبطلين, وأمسى الدين طوعاً لسفاهات متفقهة العصر, ممن لا يحسنون لغة القرآن, ولا يفقهون قواعد البيان, ولا همة لهم إلا القيل والقال, ولا ذكر لهم إلا في الأمثال, فأحلوها محل القرآن والسنة, فمن قائل: «ربنا بيقول: اسعى يا عبد, وأنا اسعى معاك» تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً, يستحل بذلك التملّص من الصلاة في المسجد, وتسمع آخر يقول: «ربنا بيقول: اللي يعوزه بيتك يحرم على الجامع» - كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً-
وهم يستحلون بذلك عدم الذهاب إلى المساجد لأن بيوتهم أحوج إليهم, وهكذا قام فلاسفة العصر من المعتوهين, والشوهى بضرب الدين وأهله معاً في آن واحد, وفى غيبة علمائه الذين تركوا الساحة لهؤلاء المفسدين ينفثون سمومهم, حتى بات المجتمع في خواء ديني رهيب, وإذا سألت بعض الركع السجود في شهر رمضان: لماذا تحرص على الصلاة في شهر رمضان في المسجد؟ قال لك: لأن ثواب الصلاة في  المسجد في جماعة في شهر رمضان عظيم جداً, على الأقل بسبعين صلاة!!
و إذا سألته: لماذا لا تداوم على الصلاة في المسجد, مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الرجل في المسجد تضعَّف على صلاته في بيته وفى سوقه بضعاً وعشرين درجة....)؟ ‍
قال الفيلسوف: لأنني لا أحتاج إلى مثل هذا!! فقد صليت شهر رمضان كله في جماعة, وشهر رمضان بسبعين شهر, وإذا كانت السنة اثنى عشر شهراً, أكون قد صليت السنة كلها ومعها خمس سنوات أخرى!! وبالتالي يكفيني الصلاة في شهر رمضان فقط, ثم إن الصلاة صلاة القلب, وما دام قلبك عامراً بالإيمان فلا تخف!! والحمد لله قلبي عامر بالإيمان!!
وتسأل أحدهم: لماذا تدخل المسجد في رمضان لتصلي, ولا تدخله في وقت آخر؟ بل ربما لا أراك تصلى أصلاً في غير شهر رمضان..لماذا؟
قال لك: لأن الصيام لا يصح إلا بالصلاة, وأنا أريد أن أصوم حتى لا يعيرني أحد من أصدقائي, أو من جيراني، ونحوهم.
وبعد!! فإن حُفّاظ الأمثال اعتقاداً وتنفيذاً على نحو ما سبق قال الله تعالى فيهم وفى أمثالهم: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (129).
لقد ألزم الله تعالى نبيه وأمته باتباع شريعته, وتطبيق شرعه, وعدم اتباع أهواء الجهلة والمبطلين, فقال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (130).
أما بالنسبة لفلاسفة العصر فإن الله تعالى يقول فيهم وفى أمثالهم:﴿وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ﴾ (131), ويقول سبحانه: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ (132), وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (133), وقال تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ (134), ويقول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيُحْتَطب, ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها, ثم آمر رجلاً فيؤم الناس, ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأُحَرِّق عليهم بيوتهم), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة, فمن ترك الصلاة كفر)
فيا عباد الله!! توبوا إلى الله توبة نصوحاً, وحافظوا على الصلوات في رمضان, وفى كل أيام عمركم, وادعوا للمسلمين في سجودكم عسى الله أن ينصرنا ويثبت أقدامنا.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
129.  الشورى / 21.
130.  الجاثية /  18,  19.
131.  الأنعام / 119.
132.  الأنعام / 121-125.
133.  البقرة / 208.
134.  البقرة / 85,  86.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 11:51 pm

- 9 -
ربط الصيام بالزكاة والصدقات
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_401
شاع بين كثير من رجالات المجتمع أن الزكاة إذا خرجت في شهر رمضان فإن في ذلك خير كثير للمجتمع عامة, وللفقراء خاصة, وحتى يستطيعوا أن يستمتعوا برمضان دون منغصات السعي والكدّ فيه لجلب الرزق المطلوب لهم في شهر رمضان, ولذا يحرص الكثير من هؤلاء أن يخرج زكاة أمواله في هذا الشهر الفضيل في صور كثيرة نحاول أن نذكر بعضها هنا:
•    الصورة الأولى: أن يخرجها نقوداً, ويسلك في مصارفها الأنواع الآتية:
(1) الأقارب الذين يقلون في مستواهم الاجتماعي عن مستواه هو, فمثلاً يعطي لأخته لأن زوجها لا يقدر على دفع مصروفات وأجور المدرسين في الدروس الخصوصية, أو يعطي لأخيه لأن ابنه يتعلم في الخارج، ويحتاج إلى نفقات كثيرة، ولا يستطيع الأب أن يوفي بالتزاماته المادية نحو ابنه, أو بنته, وهكذا.
(2) الأقارب الذين لا يستحقون الزكاة أصلاً, فواحد يعطي زكاته لابنته المتزوجة, بحجة أن زوجها سجين, أو أن زوجها فاشل, أو أن زوجها عاطل عن العمل, أو مريض ونحو ذلك.
وآخر يعطي زكاته لابنه ليساعده في جهاز ابنته, وآخر يعطي زكاته لأمه لأن زوجها فقير, أو يفعل مثل ذلك مع أبيه.
(3) المتسولون الذين يكثرون في شهر رمضان خاصة أمام المساجد الكبرى, أو المساجد المشهورة بسخاء لجان زكاتها, ونحوهم.
(4) البوابون وحراس العمارات الذين لا يصلون إلا في شهر رمضان, وهم قادرون على الكسب, وكسبهم يكفي نفقاتهم.
(5) عمال القمامة والنظافة, مع أن بعضهم يفرض على المحال التجارية ونحوها مالاً معلوماً يتقاضاه منهم أسبوعياً أو شهرياً حسب الأحوال.
(6) المنادون في مواقف السيارات ونحوهم.
(7) العمال في الشركات التي يملكها المزكي, ويعتبرها حوافز لهم في شهر رمضان.
وهناك أنواع أخرى كثيرة أغفلناها خوف الإطالة.
•    الصورة الثانية: أن يستبدلها بملابس, أو بأقمشة, أو بتجهيز بعض الشنط التي تحوى زيتاً, وسكراً, و (مكرونة), و (عدساً), وتمراً, و (قمر الدين) - المشمش المجفف -, وزبيباً, وربما (شاياً), ولبناً, ونحو ذلك من المأكولات, بما يساوى قيمة الزكاة الواجبة عليه, وهؤلاء إمَّا يدفعونها إلى بعض اللجان الغير المتخصصة ليوزعونها على من يعرفونه في صورة زكاة الفطر أو يتولون توزيعها بأنفسهم.
•    الصورة الثالثة: أن يخرجها لتنفق في مائدة لإفطار الصائمين في بعض الأماكن الأشد فقراً, أو قد ينشيء مائدة في أرقى أحياء القاهرة، كـ (الزمالك), و (جاردن سيتي), و (الدقي), و (المهندسين), و (روكسي) ونحوهم.
•    وهذه الصور كلها مرفوضة, لأن الله تعالى حَدَّدَ مصارف الزكاة, والصدقات فقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (135), فحصر مصارفها في هذه الأصناف الثمانية, واستثنى العلماء من ذلكم:
*    الأبوين, وإن علوا.
*    والأبناء والبنات وإن سفلوا.
*    وآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، -إن وجدوا-.
*    وكل بني هاشم وبني المطلب -إن وجدوا-.
*    وكل قادر على الكسب، فإن عجز عن توفير العمل الذي يتكسب منه الحلال الضروري، يعطى على قدر ما يمكّنه من الكسب, أو على قدر الكفاية، حسب أوسط أهل البلد يساراً وإنفاقاً، وهكذا.
ثم إن حصر إخراج الزكاة في شهر رمضان فقط, إضرار بالمجتمع كله طيلة العام بعده, والإسلام حكيم إذ جعل الزكاة موزعة على مدار السنة كلها, فقال تعالى في شأن زكاة الزروع والثمار: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (136), ويوم الحصاد في الزروع والثمار دائر على مدار السنة كلها.
وفى سائر أنواع الزكوات الأخرى, اشترط مرور سنة هجرية كاملة من حين امتلاك نصاب شرعي معلوم, وفى التجارات من حين بدء التجارة, وفى الشركات من حين بدء العمل بعد العقد المتفق عليه بين الشركاء, وكذلك في المصانع, إلا زكاة الركاز, وهو كل دفن جاهلي وجد في أرض الإسلام فيزكى حين وجدانه مباشرة دون انتظار الحول لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (137), ويدخل في حكمه مناجم الذهب والفضة, والحديد, والمعادن وما شابه ذلك, وكذلك حقول البترول والغاز, وما شابه ذلك.
ففي الزروع والثمار: العشر, أو ثلاثة أرباع العشر, أو نصفه, على حسب الأحوال.
وفى الأموال والتجارات ونحوها: ربع العشر.
وفى الأنعام والمواشي حسب الأحوال.
وفى الركاز ونحوه: الخمس.
وهكذا تكون الزكاة على مدار العام لتغطي حاجات المجتمع كله في كل الأحوال!!
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------

135.  التوبة / 60.
136.  الأنعام / 141.
137.  البقرة / 267.
138.  متفق عليه.
139.  رواه الخمسة إلا النسائي, وصححه الترمذي, وحسَّنه البخاري.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالأربعاء 03 مايو 2023, 11:58 pm

- 10 -
امتناع الحائض والنفساء وأصحاب الأعذار عن الطعام والشراب في نهار رمضان على خلاف السُّنَّة
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_402
لا شك أن الحيض قدر الله تعالى المحض الذي كتبه على بنات آدم, فبه يعرف بلوغ المرأة سن الزواج, وأنها أصبحت صالحة للإنجاب, والنفاس ما ينزل عقب الولادة أو معها, والحيض والنفاس دليلان على صحة المرأة لا على مرضها.
فالحيض هو الدم الخارج من قُبُل المرأة حال صِحَّتها، من غير سبب ولادة، ولا افتضاض لغشاء بكارة, ولونه أسود, وقد يكون أحمر, وقد يكون غير ذلك.
وأقله يوم وليلة, وأكثره خمسة عشر يوماً بلياليهن.
أما النفاس فأقله دفقة أو بثقة, وأكثره أربعون يوماً بلياليهن.
لكل امرأة حالتها الخاصة بها في الحيض وفى النفاس!!
وفى أثناء حيض المرأة أو نفاسها يحرم عليها ما يأتي:
*    الصوم مطلقاً.
*    ويحرم عليها الصلاة مطلقاً.
*    ويحرم عليها الطواف.
*    ويحرم عليها مسَّ المصحف, أو القراءة فيه, أو القراءة من حفظها لآيات الكتاب العزيز, لكن لا بأس أن تستمع إليه من غيرها.
ثم بعد انقضاء عدتها, وطهارتها من الحيض أو النفاس تقضي الصوم من رمضان, وكذلك تقضي الطواف، ولا تقضي الصلاة.
الكثيرات من الجاهلات من النساء المسلمات يَعْمدْن في شهر رمضان إلى الامتناع عن الطعام والشراب في نهار رمضان وهن حُيَّضٌ, اعتقاداً منهن أن ذلك من التقوى, ومن الورع, ثم إن المتفلسفات منهن يعمدن قبيل المغرب إلى عُودٍ, أو إلى بعض الأرز, أو نحوه فتضعه في فيها على مضضٍ, وتوَدّ أن لو أنها لم تفعل ذلك حتى تفطر مع الصائمين, خاصة مع الأولاد, ومع زوجها, حتى لا تكون بمعزل عنهم!!
وهذا إن دلّ فإنما يدل على سفاهة العقل, وعدم الفقه, واتباع الهوى.
فإن الله عز وجل هو الذي شرع الفطر للحائض و النفساء على لسان رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. فعن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أضحى, أو في فطرٍ, إلى المصلَّى, فَمَرَّ على النساء, فقال: (يا معشر النساء تصدقن, فإني أُرِيتُكنَّ أكثر أهل النار), فقلن: وبِمَ يا رسول الله؟ قال: (تُكْثِرنَ اللعنَ, وتكْفُرْن العشير, ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين أَذْهَبَ لِلُبِّ الرجلِ الحازِم من إحداكُنَّ), قلن: وما نقصان ديننا, وعقلنا, يا رسول الله؟ قال: (أليس شهادة المرأةِ مثلُ نصف شهادة الرجل؟) قلن: بلى!!, قال: (فذلك من نقصان عقلها!! أليس إذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟), قلن: بلى!! قال: (فذلك من نقصان دينها!!) (138).
وعن حِمْنَةَ بنت جحشٍ- رضي الله عنها- قالت: «كنت أَسْتَحاضُ حيضةً كثيرة شديدة, فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- استفتيه, فقال: (إنما هي ركضة من الشيطان, فَتَحيَّضي ستة أيام, أو سبعة أيام, ثم اغتسلي, فإذا اسْتَنْقَأْتِ فصلي أربعة وعشرين, أو ثلاثة وعشرين, وصومي, وصلِّي, فإن ذلك يُجْزِئُكِ, وكذلك فافعلي كل شهرٍ, كما تحيض النساء,...) (139).
وعن مُعَاذَةَ قالت: «سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها- فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضى الصلاة؟ قالت: كان يُصيبنا ذلك مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنؤمر بقضاء الصوم, ولا نؤمر بقضاء الصلاة» (140).
وإن كثيراً من منكري السنة في عصرنا زينوا للسفيهات في عصرنا الصوم في رمضان, فأطَعْنَهم.
وإن الكثيرين من أدعياء العلم حاولوا أن يستغلوا محدثات الحياة الدنيا, ومخترعاتها فقالوا: بجواز أن تأخذ المرأة أدوية معينة تعمل على تأجيل دورة المرأة الشهرية في شهر رمضان،حتى تستطيع أن تصوم شهر رمضان، دون أن تفطر في أيام حيضتها,لأن الأدوية ستمنع الدم من النزول في موعده!!
وهذه كلها سلوكيات مرفوضة.
فمنكري السنة ملعونون, إن لم يتوبوا, فالله تعالى هو القائل: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (141), وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ (142).
وأمَّا مبيحوا تأجيل العادة الشهرية في رمضان حتى تتمكن المرأة من الصيام؛ فنقول لهم ما قال الله تعالى لأمثالهم: ﴿قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (143).
ونقول للمغيرات خلق الله, والغير قابلات شرع الله, والمتبعات للمضلين: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (144).
واتقين الله, فإن الله يحب أن تؤتى رُخَصَهُ كما يحب أن تجتنب محارمه, هدانا الله وإياكن سواء السبيل.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
140.  رواه الجماعة.
141.  النساء / 65.
142.  الأحزاب / 36.
143.  الأنعام / 148,  149.
144.  النحل / 43,  الأنبياء / 7.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 5:38 am

- 11 -
قيام رمضان على غير هدي النبوة
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_403
إن القيام في رمضان تطوع عظيم، وقربة عظمى، يعرف بها ليل الصائم الخمص البطن، من الصائم الممتلئ البطن!!
فمن أفطر على القليل الحلال استطاع القيام بهمة ونشاط، ومن أفطر على الكثير من الحلال ثبطه ذلك عن القيام، وأقعده عن قيام الليل بالطاعة، فما بالكم بمن يفطر على غير الحلال، قَلَّ أو كثُر؟!
إنه بلا شك لن يفكر في القيام أصلاً، بل ربما أفطر قبل موعد فطره، بل ربما لم يصم أصلا، حتى يحتاج إلى الفطر، وهذا في قمة السفاهة إن ظن أن الله لا يعلم ذلك عنه، بل ربما كان في قمة الكفر إن اعتقد أن رمضان لم يفرض الله تعالى صيامه، ولم يسن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قيامه.
ثم إن في عصرنا ظهرت على السطح فئة كالغيم يحول دون نور القمر، يوشك أن ينقشع فيبزغ القمر بنوره، كحاله ليلة تمامه!!
هذه الفئة حاولت التلبيس على الناس أمر دينهم، وابتدعوا في سنة القيام في رمضان أموراً ما أنزل الله بها من سلطان، ومن ذلك ما يأتي:
أولها: تأخير صلاة العشاء عمداً في رمضان، إلى ما بعد التاسعة مساء، وقد يصل بهم الأمر إلى أن يصلوا العشاء في الساعة الحادية عشرة مساء، أي بعد موعد الوجوب بأكثر من خمس ساعات!! وإذا سألتهم عن سبب هذا التأخير؟!  قالوا: " حتى يأتي الأحباب والمريدون من كل المحافظات!!".
وهذا سلوك مرفوض شرعاً وعقلاً، لأن الله تعالى قال: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ (145)
وقال تعالى: ﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ (146)، ومعنى ذلك -والله أعلم بمراده- أن الصلاة محددة أوقاتها، معلومة مواقيتها الشرعية، فلا يجوز تقديمها ولا تأخيرها عن وقتها إلا بسبب شرعي، ومن فعل غير ذلك عمداً دون عذر فصلاته باطلة إن صلاها قبل ميقاتها، وإن أخرها عن وقتها دون عذر شرعي فهو منافق معلوم النفاق!! كما قال الله تعالى في شأن المنافقين: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ (147)، وقال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ (148)، فعَدَّ اللهُ تعالى تكاسلهم عن أداء الصلوات في مواقيتها نفاقاً وخداعاً، وهذا واضح جلي، ومعلوم مفهوم.
ولهذا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- هَمَّ أن يحرق على المتكاسلين عن الصلاة في مواقيتها في الجماعة الأولى في المسجد بيوتهم، وأن يحرقهم فيها، جزاء وفاقاً على تخلفهم وتكاسلهم، لكنه -صلى الله عليه وسلم- عدل عن ذلك لأنه تذكر أن النار لا يعذب بها إلا رب النار سبحانه وتعالى، لكن يبقى حكم الصلاة في الجماعة الأولى في المسجد، وفي ميقاتها الأول الذي حدده لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أمين الوحي جبريل عليه السلام، عن رب العزة سبحانه وتعالى، وأنه فرض عين، كما قال بذلك العلماء المشهود لهم بالكفاية والدراية.
ثانيها: هذه الفئة بعينها، وغيرها ممن حذى حذوها يخففون صلاة العشاء تخفيفاً خلافاً لعادتهم في أدائها في غير رمضان!! وإذا سألتهم لم خالفتم عادتكم في التطويل في أداء هذه الفريضة؟! قالوا: حتى نترك الفرصة لأداء صلاة القيام بحرية ونشاط!!
وإذا قلت لهم: إنكم تؤخرون صلاة القيام فما الداعي للتخفيف بهذه الصورة الغير المألوفة منكم؟! قالوا: إنها السنة!!
وإذا قلت لهم: إن السنة في أداء الفريضة لابد من الالتزام بها في رمضان وفي غير رمضان، لأن من سنها أعلم بها منا، فهو القائل -صلى الله عليه وسلم-: (صلوا كما رأيتموني أصلي) ومعلوم أن: الاتباع خير من الابتداع!! والثابت عنه -صلى الله عليه وسلم- تطويل الفجر، وتقصير الظهر، وتطويل العصر، وتقصير المغرب، وتطويل العشاء، فما تفعلونه في غير رمضان يوافق هدي النبوة في صلاة العشاء، فلم خالفتموه في رمضان؟! قالوا: هذه أمور خلافية!! ولا يجوز الإنكار في الأمور الخلافية!!
فإذا قلت لهم: أتطيلون الصلاة طيلة العام فإذا جاء شهر التشمير عن ساعد الجد في العبادات والطاعات تكاسلتم؟!! فأي منطق هذا؟! قالوا: نحن نعوض ذلك في القيام!!
وهذا سلوك مرفوض لا يقره الدين الحنيف لأتباعه، لأن الدين الحق يصنع من أتباعه قمم الثبات على المبادئ الصحيحة، والالتزام بها في كل حين، وينأى بهم عن التقلب، والاضطراب، والهوى، ويحصنهم من نوازع السفه والطيش والحمق، ويدعوهم إلى الأخذ بمعالي الأمور، وترك سفسافها، ودعا بالمحافظة على الأوراد، وعدم تضييعها، وما لا يدرك جله لا يترك كله، ومعلوم أن أحب الأعمال إلى الله تعالى: أدومها وإن قل ذلك العمل، فالعبرة بالإخلاص، والمداومة مع حسن الاتباع والتأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل الأحوال، على قدر الاستطاعة،والله الحكيم العليم قال في الحديث القدسي: (ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه)، وهذا صحابي كريم سأل النبي  -صلى الله عليه وسلم- عن ماذا فرض الله عليه؟ فأجابه المعلم القدوة، والهادي البشير بفرائض الإسلام، وفي كل مرة يقول للرجل: (إلا أن تطَّوَّعَ) ويجيب الرجل صراحة أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى ملأ من الصحابة الكرام: "والله!! لا أزيد على هذا ولا أنقص، ولا أتطوع" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- معقباً على صراحة الرجل: (أفلح إن صدق!!) وفي رواية قال: (من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا).
لأن النوافل كلها لا تجزئ عن فريضة واحدة، ولا تشفع النوافل كلها لصاحبها إن أهمل فريضة واحد، إذ لا يعقل بحال من الأحوال أن يتكاسل المسلم عن الفريضة إلى حد الاستخفاف بها، وعدم مساواتها بالنافلة في درجة الاهتمام، والاستعداد النفسي والبدني، كما يفعل أمثال هؤلاء.
ثالثها: ثم إن هذه الفئة بعينها، ومن يحذوا حذوها يتعمدون القيام في كل ليلة من رمضان بأكثر من جزأين - أربعة أحزاب - من كتاب الله تعالى، بل ربما تباهى بعضهم أنه صلى في مسجد كذا، الذي يختم القرآن كل أسبوع، وآخر يقول: إنني أصلي في المسجد الفلاني الذي يختمون فيه القرآن الكريم كل أربع ليال!! حتى وصل أمر التباهي في الصلاة بهذه الفئة أن قال أحد الداعين إلى فكرها ومنهجها: "نحن نختم القرآن كل ثلاث ليال!! حيث نصلي العشاء في التاسعة مساء!! -أي: بعد موعد الوجوب بثلاث ساعات على الأقل- ثم نختم الصلاة، ثم ندخل في صلاة القيام، ونستريح بين كل ركعتين خمس دقائق، وبعد الركعة الرابعة نستريح نصف ساعة، حتى ننتهي من الصلاة قريباً من الساعة الثالثة، ثم نتسحر، ثم نصلي الفجر!! نفعل ذلك في الليالي العشر الأخيرة، أما فيما يسبقها من ليال، فإننا نبدأ صلاة القيام عقب صلاة العشاء في الحادية عشرة مساء -أي: بعد موعد وجوب صلاة العشاء بخمس ساعات على الأقل".
وأترك لك أخي القارئ الكريم الحكم على هذا السلوك المرفوض.
واعلم أخي الكريم!! أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صام تسع رمضانات، وختم القرآن الكريم كله مرة واحدة فقط في كل شهر من الأشهر الثمانية الأولى، وختمه مرتين فقط في السنة التاسعة، وهي عام 10هـ، وذلك فيما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-، من أن جبريل عليه السلام كان يدارسه ما نزل من القرآن الكريم في كل عام مرة في شهر رمضان، وفي العام الأخير من حياته -صلى الله عليه وسلم- دارسه جبريل عليه السلام القرآن مرتين، ولنستمع إلى الإمام ابن القيم -رحمه الله- وهو يحكي هديه -صلى الله عليه وسلم- في قيام الليل عامة، فيقول: " وكان -صلى الله عليه وسلم- يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية يرددها حتى الصباح، وقد اختلف الناس أيهما أفضل: الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة؟!! على قولين: فذهب ابن مسعود، وابن عباس -رضي الله عنهما- وغيرهما، إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراء مع كثرتها، واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة: فهمه وتدبره، والفقه فيه، والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، كما قال بعض السلف: {نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً} ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه، ولم يعمل به فليس من أهله، وإن أقام حروفه إقامة السهم!!
قالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر، والمؤمن والمنافق!! كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر).
والناس في هذا أربع طبقات:
الأولى: أهل القرآن والإيمان: وهم أفضل الناس.
والثانية: من عُدِم القرآن والإيمان!!
والثالثة: من أوتي قرآناً ولم يؤت إيماناً.
والرابعة: من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا.
قالوا: فكما أن من أوتي إيمانا بلا قرآن فكذلك من أوتي تدبراً وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر، قالوا: وهذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح!!... وفي صحيح البخاري: عن قتادة قال: {سألت أنساً عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال: كان يمد مداً!!} وقال شعبة: {قلت لابن عباس: إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القراءة في ليلة مرة أو مرتين!! فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إليَّ من أن أفعل ذلك الذي تفعل!! فإن كنت فاعلاً ولابد!! فاقرأ قراءة تسمع أذنيك، ويعيها قلبك!!} وقال إبراهيم: {قرأ علقمة على ابن مسعود -وكان حسن الصوت- فقال: رتل فداك أبي وأمي!! فإنه زين القرآن} وقال ابن مسعود: {لا تهذوا (149) القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل (150)، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة!!}..." (151).
قلت: هذا إذا صلى لنفسه، فما بالكم إذا صلى لغيره؟!
رابعها: ولكثرة القراءة، وطول القيام يتفلت النشطاء منهم من القيام، خاصة في الركعة الأولى من كل ركعتين، ويتعمدون الجلوس خلف الصف، والتحدث معا بصوت عال، فيشغلون المصلين الذين لازموا الإمام، ولم يبرحوا أماكنهم، بل ربما انصرف هؤلاء النشطاء إلى الطعام والشراب يضيعون به الوقت حتى ينتهي الإمام من القراءة في الركعة الأولى، فإذا ركع هرولوا إلى الصلاة، بلا سكينة ولا وقار!!
ُثم إن الإمام في كثير من الأحيان يدركه التعب، ويتثاقل في القراءة من شدة الإعياء، ولا يخرجه ذلك من الصلاة، أو تخفيفها، ولربما استعجم القرآن عليه، فلا يدري ماذا قرأ، ولا يدري من خلفه فيما وقف، وهكذا تمر الأوقات تلو الأوقات وهم على هذا الحال، وحسبنا والله ونعم الوكيل!!
قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم (152) القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول فليضطجع!!) (153).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا نعس أحدكم في صلاته فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه) (154).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً) (155).
وقال  -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء) (156).
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأفعال والنيات، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
145.  من الآية: 103 / النساء.
146.  الآيتان: 13، 14 / طه.
147.  الآيتان:142،  143 / النساء.
148.  الآية: 54 / التوبة.
149.  الهذ: سرعة القراءة بغير تدبر.
150.  الدقل: الرطب الرديء، ونثره تساقطه بشدة على حين غرة.
151.  زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم: 1 / 122 وما بعدها.
152.  استعجم: التبس.
153.  رواه مسلم.
154.  متفق عليه.
155.  متفق عليه.
156.  رواه البخاري.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 5:42 am

- 12 -
التراخي عن أداء الأعمال المكلف بها الإنسان بحجة الصيام
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_404
مِن الناس مَن إذا دخل عليه شهر رمضان, وهو مسند إليه أعمال قد تكون ضرورية جداً, وقد تكون عامة, ومهمة جداً, وقد تكون خاصة تتوقف حياة صاحبها عليها, أو على الأقل: إثبات حقه في شيء ما, أو نحو ذلك، من هؤلاء الناس من يعتبر شهر رمضان فرصة للراحة والتراخي, والتكاسل عن أداء المهام المكلف بها بحجة الصيام, وأن الصيام يغير مزاجه, لأنه لم يفطر, أو لأنه لم يتسحَّر, أو أنه يريد أن يدخّن ولا يستطيع التدخين, أو نحو ذلك, وبدراسة أحوال هؤلاء وجد من أسباب ذلك ما يأتي:
(1) السَّهر المتواصل أمام التلفاز حتى الساعات المتأخرة من الليل, أو حتى قبيل الفجر, ينتقل من قناة إلى أخرى, ومن الفيلم إلى المسلسل, أو من الفوازير إلى البرامج, أو من النشرة إلى المباريات, إلى المسرحيات, إلى غير ذلك مما يشحنه التلفاز خاصة في شهر رمضان لجمهور المشاهدين, كأنه يدعوهم إلى السهر, ويعرفهم مواطن الكذب والخداع, ويعلمهم وسائل التراخي والتكاسل, ويأخذ بأيديهم إلى حيث الإهمال والعبث بمقدرات الأمة,.....إلخ.
(2) قضاء الليل بطوله, أو أكثره في السَّمر, إما مع الأصدقاء, أمام السينما, أو في المسرح, وإما مع الأسرة في النادي, أو في الحدائق, وإما مع الأصحاب في لعب الكرة في الشارع, وإمّا مع زملاء السوء في الجلوس على المقاهي لتدخين الشيشة أو الجوزة, أو للعب (الكتشينة) -الأوراق, أو للعب النرد- (الطاولة), أو غيرها حتى يأتي وقت السحور, فيذهبون ليأكلوا وقد غلبهم الأرق, وركبهم الشيطان, فينامون, وقد بال الشيطان في آذانهم, فلا يسمعون للفجر أذاناً, ولا للديكة صياحاً, ولا ينعمون بالبكور الذي توزع فيه الأرزاق, ويصبحون خبيثي النفس, كسالى, ولا يذكرون الله إلا قليلاً, ونسوا الله فأنساهم أنفسهم!!
(3) تعمُّد عدم السحور, أو تعجيله, والجوع الشديد يشتت الفكر, ويصيب بالضجر و النفور.
(4) تعمّد الإسراف في تناول الإفطار, وفي تناول السحور, وملء البطون ينيم الجفون, ويصيب بالتُخمة المفضية إلى الكسل والتراخي.
(5) حب الدنيا المفضي إلى كراهية الموت, ومن حب الدنيا: حب عدم التعب فيها, بل التلذذ بها إلى أقصى حد, حتى ولو بالتلذذ بتعطيل مصالح العباد, والبلاد, وحسبنا الله نعم الوكيل.
وهذه كلها سلوكيات مرفوضة في شهر رمضان خاصة, وفي غير شهر رمضان عامة, ولأن ليل رمضان خاصة, وليل المؤمن عامة يعرف بقيامه, وتهجده, ودعائه, واستغفاره, وتلاوة القرآن الكريم, ومذاكرة العلم الضروري الذي يفيده في دينه, ودنياه, قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾ (157), أي: أن قيام الليل معين على العمل في النهار ولو كان شاقاً، قال الله تعالى: ﴿أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ (158).
أي: أن قيام الليل يكون طريق الرفعة في الدنيا, والفوز في الآخرة, كما أنه طريق التوفيق والسداد والعون في الدنيا, وطريق النصر والسيادة, ودفع الملل والتراخي عن الأعمال الصالحة في الدنيا, لأن فيه الشفاء, لأنه وعاء نزول القرآن الكريم جملة, الذي فيه شفاء للناس, ولذا حرص أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-  عليه حرصهم على الموت في سبيل الله, مقبلين غير مدبرين, فكانوا أتقياء محسنين, لأخذهم ما آتاهم ربهم غير مقصرين, فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة, وقال تعالى:﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (159), وكانوا كما قال القائل: «رهبان بالليل, أُسُودٌ بالنهار".
وفى التابعين لهم بإحسان الكثيرون الذين كانوا يصلون الفجر بوضوء العشاء, دون أن يقعدهم ذلك عن طلب الرزق الحلال, أو التراخي في أداء الأعمال التي كلفوا بها في رمضان أو غيره, حتى أن امرأة حبيب البصري كانت توقظه بالليل وتقول له: «قم يا حبيب!! ذهب الليل, وبين أيدينا طريق بعيد, وزادنا قليل, وقوافل الصالحين قد سارت قُدَّامنا, ونحن قد بقينا!!»
فاللهم اجعلنا وأهلينا من هؤلاء, آمين.
ولا تنسوا أن تدعوا لإخوانكم في فلسطين, وفى كل مكان خاصة في الثلث الأخير من الليل فإن الدعاء مستجاب فيه.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
157.  المزمّل / 1-7.
158.  الإسراء / 78-82.
159.  الذاريات / 15- 18.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 6:20 am

- 13 -
افتعال المشاجرات لأتفه الأسباب (1)
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_405
من العجب العجاب في بلادنا أن ترى الناس يضيقون ذرعاً ببعضهم البعض, في نهار شهر رمضان, ولئن سألتهم عن سر ذلك ليقولن: إنا صائمون!! والصوم غير مألوف لي, وبالتالي تجدني عصبياً, أثور كثيراً بسبب وبغير سبب, ولئن قلت له: لماذا لم تدرب نفسك على الصوم قبل رمضان, وقد كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يدربون أنفسهم لاستقبال رمضان ستة أشهر قبله, ثم هم يتزودون من رمضان بشحنة إيمانية, وآثار ربانية مُرْضية تكفيهم لستة أشهر بعده, فتكون حياتهم كلها إعداد واستعداد؟, قال لك: «إنني أصوم رمضان بالكاد (بالعافية), وأنت تريد أن أصوم قبله بستة أشهر, وبعده ستة أشهر, أنا لا أستطيع ذلك أبداً » فإن قلت له: لم أقصد ذلك الذي فهمت من استعدادهم- رضي الله عنهم- لشهر رمضان, فإن منهم من كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر عربي, وهي أيام الثالث عشر, والرابع عشر, والخامس عشر, المعروفة بأيام البيض, ومنهم من كان يصوم ثمانية أيام من كل شهر, بمعنى يومين في الأسبوع: الاثنين والخميس, ومنهم من كان يصوم أكثر من ذلك لأنه من السنة ألا تخلي شهراً عن الصوم, لأن الصوم يدرب الإنسان على حفظ لسانه, وفرجه, وصيانة بصره وسمعه عما حرم الله تعالى, ثم هو يدرب الإنسان على حسن الخلق, وضبط السلوك, وتهذيب الفكر, ويدربه على السخاء, والجود, والكرم, والإيثار, والصبر, وتحمل الأذى, و عدم مقابلة السيئة بالسيئة, ولكن بالتي هي أحسن, قال لك: «هذه أحلام وردية, ما ذنبي حينما أركب الأتوبيس, وأجده مزدحماً جداً, وهذا يتكىء بكوعه على كتفي, وذاك يضغط بحذائه على حذائي ورجلي, وتلك تحاول أن تصرف بصري إليها بفتنتها المثيرة, وعطرها الفواح, وأنا بشر, من لحم ودم, وأخرى تقف من خلفي تحيطني بجسمها كله, ولا تستطيع منها فكاكاً إلا بالسب, أو باللعن, أأتركها حتى أفطر بسببها, وهذه مشاهد متكررة يومياً في رمضان, وغير رمضان, لذا نحن نصوم رمضان بالكاد », فإن قلت له: استعمل السيارات الأجرة, قال لك: «ومن أين لي بالأجرة؟ أأنفق راتبي في المواصلات, ولا أجد ما أنفقه على نفسي, أو على أسرتي؟ أم ماذا أفعل؟".
نقول له: كن من عباد الرحمن الذين وصفهم الله تعالى في سورة الفرقان بصفات كثيرة, ومنها: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ (160).
ومنها: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ (161).
ومنها: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ (162).
أو كن من المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ (163), وهذا اختبار لك من ربك لينظر كيف تتصرف, هل ستقاوم بأدب الإسلام, أم سترتد إلى الجاهلية العمياء؟ قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ (164), وقال تعالى:﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (165), فاصبر يا أخي صبراً جميلاً, واهجر أمثال هذه الأماكن هجراً جميلاً, على قدر استطاعتك, واستغفر الله تعالى من تقصيرك, واستعن بالله تعالى على عجزك عنه, وأخلص لله تعالى في رجائك ودعائك يجبك الله تعالى, كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (166), وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (167), وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَ إِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (168).
ثم إن من يضبط نفسه عند اشتداد الفتنة, وقمة الإثارة, فهذا هو الصبر الممدوح في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (169).
ورمضان شهر الصبر, فإن لم تصبر في هذا الشهر الفضيل, فمتى تصبر؟ يقول لك الهادي لبشير -صلى الله عليه وسلم-: (اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن) (170).
وهناك أصناف أخرى من مفتعلي المشاجرات في نهار رمضان بحجة الصيام لنا معهم لقاء آخر.
فاللهم ارزقنا الصبر على بلائك, والرضا بقضائك, والنصر على أعدائك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة, ولا فتنة مضلة, يا رب العالمين.
آمين.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
160.  الفرقان / 63.
161.  الفرقان / 67.
162.  الفرقان / 72.
163.  القصص / 54,  55.
164.  الفرقان / 20.
165.  الإسراء / 36.
166.  البقرة / 186.
167.  غافر / 60.
168.  النمل / 62.
169.  الزمر / 10.
170.  رواه الترمذي, وأحمد, والحاكم, والبيهقي, وإسناده حسن.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 6:27 am

- 14  -
افتعال المشاجرات لأتفه الأسباب (2)
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_406
رأينا في المقالة السابقة: سلوك مفتعلي المشاجرات في الأتوبيسات لأتفه الأسباب, والعلاج الإسلامي, والحل الديني لمثيرات النفوس والأعصاب في وسائل المواصلات, وفي هذه المقالة - إن شاء الله تعالى- نحاول كشف باقي أسباب افتعال المشاجرات في نهار رمضان عند الأصناف الأخرى، مع تقديم الحل الإسلامي الرشيد, والعلاج الديني المفيد في مثل هذه الحالات الآتية:
(1) عند البيع والشراء:
وقد وجد من أسباب افتعال المشاجرات عندئذ ما يأتي:
•    بسبب الاختلاف في ثمن السلعة.
•    وكذلك بسبب الاختلاف حول جودتها.
•    وحول تقليبها واختبارها.
•    وحول قبض السلعة وتسليم ثمنها.
•    وحول إعادة السلعة إن وُجِدَ بها عيبٌ.
•    أو إن وجدها أغلى ثمناً عن مثيلاتها بكثير أو نحو ذلك.
والرسول الحكيم -صلى الله عليه وسلم- يفْصِلُ في ذلك كله بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (البَيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا, فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما, وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما) (171), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا اختلف المتبايعان وليس بينهما بينة, فالقول ما يقول ربُّ السلعة, أو يتتاركان) (172), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعطى الناس بدعواهم لادَّعى رجال أموال قوم ودماءهم, لكن البينة على المدعي, واليمين على من أنكر) (173).
وننصح المتبايعين معاً بقول الرسول الهادي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تحاسدوا, ولا تناجشوا, ولا تباغضوا, ولا تدابروا, ولا يبع بعضكم على بيع بعض, وكونوا عباد الله إخواناً, المسلم أخو المسلم, لا يظلمه, ولا يخذله, ولا يكذبه, ولا يحقره, التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم, كل المسلم على المسلم حرام, دمه, وماله, وعرضه) (174).
والنجش في البيع: أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها, إما لنفع البائع لزيادة الثمن له, أو بإضرار المشتري بتكثير الثمن عليه, وقال -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع, سمحاً إذا اشترى, سمحاً إذا قضى, سمحاً إذا اقتضى) (175).
(2) عند مشاهدة مباريات كرة القدم, أو الذهاب إليها, أو الرجوع منها.
وقد وجد من أسباب افتعال المشاجرات عندئذ ما يأتي:
•    أنصار الفريق صاحب الأرض يحاولون عرقلة وصول أنصار الفريق الضيف, حتى لا يشجعوا فريقهم, فتحدث المشاجرات حينئذ، وقد تحدث إصابات بالغة في الجانبين.
•    أنصار الفريق صاحب الأرض يحاولون تمزيق لافتات ودعاية أنصار الفريق الضيف.
•    بعض الصحفيين المتعصبين لأحد الفريقين يثيرون أنصاره بمقالاته المثيرة للأعصاب ضد الفريق الآخر وأنصاره, فيعتدون عليهم عند مرورهم أمامهم في الشارع, أو عند دخول الاستاد, أو الملعب, وقد يعتدون عليهم أثناء اللعب, وبعد اللعب, وهكذا تتحول المباراة -وقد تكون ودية- إلى معركة, والسبب في نشوبها مقالات هذا الصحفي الشيطان.
•    بعض بلطجية أنصار الفريقين يثيرون أنصار كل فريق أثناء المباراة ضد الآخر, فيهتفون بأحط الألفاظ, وأبذأ الكلمات ضد الحكام, أو ضد اللاعبين, أو ضد الإداريين, أو ضد الجمهور والمشاهدين, وقد يتعدى أثر تلك الهتافات البذيئة إلى رواد المقاهي فيتشاجرون أيضاً, أو إلى الزوجين في البيت فيتشاجران كذلك,  أو إلى المارة في الشوارع فيتشاجرون, وقد تقام المعارك الضارية التي تذهب فيها الأرواح، كل ذلك تعصباً, دون أن يكون لهم في ذلك ناقة ولا جمل.
•    وأكثر ما يثير الفريقين وأنصارهما عند خشونة اللعب, وعند احتساب الأخطاء من الحكام ضد اللاعب, وخاصة إن تسبب احتساب الخطأ في اعتبار ضربة الجزاء, أو طرد اللاعب, أو إنذاره, ونحو ذلك.
•    كما يثار الفريقان وأنصارهما عند عدم احتساب تلك الأخطاء, خاصة إن تسبب عن ذلك إحراز هدف أو التأثير في قوة أحد الفريقين, أو عدم احتساب الوقت الإضافي, ونحو ذلك.
ويؤدي كل ذلك إلى المشاجرات التي يندى لها الجبين, وإنا لله وإنا إليه راجعون.
•    إذا فاز الفريق الضيف على الفريق صاحب الأرض فالويل له من أنصار صاحب الأرض, ولن يخرج من الملعب إلا في حراسة الشرطة, وقد يتعدى عليه في حضور الشرطة التي لا تستطيع كبح ثورة الجماهير الغاضبة, خاصة إذا كانت المباراة مصيرية, أو نهائية كما يقولون.
وهذه كلها سلوكيات مرفوضة في رمضان, و في غير رمضان, لأن الصحة والفراغ مخدوع فيهما كثير من الناس كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) (176), واللعب النظيف, وغير النظيف مرفوض في الإسلام خاصة في عصرنا, ونحن نرى الصهاينة يحتلون الأرض, وينتهكون العرض, ويغتصبون الأموال, ويهدمون الديار, ويجرفون الأراضي, ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين, وينشرون الفساد في كل مكان, فإن كان لا محالة من اللعب فلا بأس بالفروسية والرماية والسباحة, وأعمال الجندية كلها بغرض الاستعداد لمعركتنا الفاصلة معهم إن شاء الله.
وإلى لقاء آخر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-----------------------
الهوامش:
171.  متفق عليه.
172.  رواه الخمسة وصححه الحاكم.
173.  حديث حسن رواه البيهقي, وغيره هكذا, وبعضه في الصحيحين.
174.  رواه مسلم.
175.  رواه البخاري وابن ماجة.
176.  متفق عليه.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 6:33 am

- 15 -
افتعال المشاجرات لأتفه الأسباب (3)
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_407
مازلنا مع دراسة أسباب افتعال المشاجرات في رمضان عند أصناف الصائمين, مع تقديم الحل الإسلامي الرشيد, وتلك الأحوال.
ثالثاً: في المساجد: حيث يثير كثير من الجهلة, وأنصاف المتعلمين, ومحبي السيطرة, واستعباد الآخرين: المشاكل الكثيرة, والتي تؤدي حتماً إلى رفع الصوت في المسجد, بل إلى المشاجرات, وقد لوحظ أن المشاجرات التي تحدث في المسجد مرتبطة بثلاثة أمور لابد منها في المسجد, ولا يتخلف مسجد عنها: وهي: الأذان  والإقامة, والصلاة, والخطبة, ودروس العلم التي تقام في المسجد, وقد تأتى من أمور أخرى لا توجد إلا في بعض المساجد من أمثال: لجان الزكاة, ومجالس الإدارات, والأنشطة المقامة في تلك المساجد مثل: تحفيظ القرآن الكريم, وكفالة الأيتام, وفصول التقوية, وفصول محو الأمية, ورعاية المسنين والمرضى, والعيادات, والصيدليات, وغير ذلك من مجالات الأنشطة المختلفة, والتي تكون في بعض المساجد وليس كلها.
أما من حيث الأذان والإقامة والصلاة, فإن الخلافات تقع حينما يكون المؤذن المعين لذلك لا يحسن الأذان حسب قواعد الشرع, أو أن صوته ليس عذباً أو نحو ذلك.
والحل: أن يؤذن ذو الصوت الحسن, والجهير لما في ذلك من تأثير في نفوس وقلوب السامعين, مما ينشطهم ويحفزهم لحضور الجماعة الأولى, أما المؤذن المعين فإن حضوره الأذان, وإذنه لمن هو أندى منه صوتاً يعفيه من المساءلة الشرعية, وأجره حلال, والله أعلم, حتى لا تحدث فتنة.
وأما من حيث الاعتراض على المؤذن لمجرد الاعتراض فهذا أمر مرفوض شرعاً وعقلاً, وقانوناً, فليحذر الذين يثيرون المشاجرات في المساجد لمجرد الهوى, فإن العاقبة وخيمة في الدنيا والآخرة, قال -صلى الله عليه وسلم-: (اسمعوا وأطيعوا وإن تأمَّر عليكم عبدٌ), والمؤذن المعين أمير الأذان في مسجده, وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أوصيكم بتقوى الله, والسَّمع والطاعة, وإن تأمَّر عليكم عبدٌ, فإنه مَن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً, فعليكم بسُنَّتِي, وسُنَّةِ الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي, عضَّوا عليها بالنَّواجذ, وإيَّاكم ومُحدثات الأمور, فإن كل بدعة ضلالة) (177).
أمَّا من حيث الصلاة: فإن الإمام الراتب أحق بالصلاة من غيره على كل حال, ما لم يكن يحسن تلاوة القرآن الكريم, خاصة الفاتحة, وسورة من كتاب الله تعالى, فإن كان كذلك لا تصح إمامته, ولكن على الناس أن يسلكوا المسلك الشرعي في إنكار المنكر دون إحداث فتنة, فللإمام الراتب مسؤولون يمكن الرجوع إليهم في هذا الشأن, فإن غيروه كان بها, وإلا فإن هجره أولى من المشاجرة معه, أما إذا كان افتعال المشاجرة معه لأنه يرتّل القرآن ترتيلاً, فهذا من باب قول الله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَ رَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَ رَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاَ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَه (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ (178).
أو لأنه يطيل الصلاة, نظر, فإن كانت إطالته عن غير المألوف شرعاً, نصح بالحسنى, قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة) قلنا: لمن؟ قال: (لله, ولرسوله ولكتابه, ولأئمة المسلمين, وعامتهم) (188), وروعي معه أدب الإسلام في النصيحة, كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (من نصح أخاه في السر فقد زانه, ومن نصحه في العلن فقد شانه).
وقديماً قالوا: «النصيحة في الملأ فضيحة», فكيف بمن يتشاجر معه فور الصلاة, بل من الناس من يقطع الصلاة أصلاً ثم يقف ويسب الإمام أثناء الصلاة, ويشوش على المصلين, وكل هذه أمور شيطانية يستدرج بها الشيطان أولياءه ليصدوا عن سبيل الله بغير علم.
أما إن كانت إطالته أمر يتفق عليه أغلب رواد المسجد, الدائمون منهم, فإن من يخرج عن هذه الكثرة, ويحاول أن يثير بينهم النزاع والشقاق, وسوء الأخلاق, فهذا شيطان لابد من إخراجه من المسجد على الفور, وهذه مهمة أهل الحل والعقد في المسجد, وإن نصح هذا الشيطان بالحسنى كان أولى, وإن صبر الناس عليه كان أولى وأولى, قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (189).
ربنا اجعلنا للمتقين إماماً, آمين.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
177.  حديث حسن صحيح, رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم.
178.  أواخر سورة العلق.
179.  متفق عليه.
180.  فصلت / 33-36.
181.  متفق عليه.
182.  حديث حسن.
183.  رواه مسلم.
184.  رواه مسلم وابن ماجة وغيرهم.
185.  الجن / 18.
186.  النور / 36-38.
187.  رواه البيهقي.
188.  رواه أبو الشيخ بإسناد حسن.
189.  رواه البيهقي والترمذي, واللفظ له,  وقال: حسن غريب.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 7:28 am

- 16 -
الخطبة على خلاف منهاج النبوة
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_408
الخطباء أنواع كثيرة, فمن حيث زمن الخطبة: منهم من يطيل الخطبة إلى حد لا يطاق, ويخرج عن مألوف الشرع الحنيف, ومنهم من يقتصرها قصراً مخلاً, ومنهم من يسير وسطاً بين هؤلاء, وهؤلاء, وهم الكثيرون بفضل الله تعالى, أما من حيث الموضوعية, فمنهم من يعالج قضايا مجتمعه, ويقتصرها على الجوانب السياسية البحتة, ومنهم من يعالج قضايا مجتمعه ويقتصرها على الجوانب الاجتماعية المختلفة, ومنهم من يعالجها من كافة جوانبها السياسية, والاجتماعية, والثقافية, والفكرية, وغير ذلك, ومنهم من يعرض عن ذلك, ويجعلها وعظية في المقام الأول والأخير, دون التعرض من قريب أو من بعيد لقضايا مجتمعه, وكأنه يعيش في كوكب آخر, ومنهم ذو اللسان العليم, والفكر الصائب, واللغة السليمة, والأدلة الموضوعية من القرآن, والسنة, والآثار, والشعر, والقصة, والمثل ونحو ذلك, ومنهم العَيِيِّ الذي لا يحسن قولاً, ولا يروق سمتاً, ومنهم الناشيء المبتديء, ومنهم المخضرم, ومنهم الوسط بين ذلك.
والفيصل بين كل هؤلاء جميعاًً هو هدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- القائل: (وأوتيت جوامع الكلم) (190), والقائل: (من مئنة فقه الرجل: قصر الخطبة وطول الصلاة) (191), أي: أن علامة فقه الرجل ليس بكثرة كلامه في الخطبة, إنما يعرف فقهه من طول صلاته, وجوامع الكلم, يعني الكلام القليل ذو المعاني الكثيرة, وعن العرباص بن سارية -رضي الله عنه- قال: «وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة بليغة, وجلت منها القلوب, وذرفت منها الدموع, فقلنا يا رسول الله!! لعلها موعظة مودِّع فأوصنا, قال: (أوصيكم بتقوى الله...) إلخ الحديث (192).
والبلاغة مراعاة الكلام لمقتضى الحال.
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرَّت عيناه, وعلا صوته, واشتد غضبه, كأنه منذر جيش, يقول صبَّحكم ومسَّاكم...» (193).
وهذا هديه -صلى الله عليه وسلم- في الخطبة, كما ذكره الإمام ابن القيم, في كتابه: زاد المعاد في هدي خير العباد, فقال رحمه الله: «كان -صلى الله عليه وسلم- إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس, ثم قال: (السلام عليكم), فإذا استوى عليه, واستقبل الناس, أخذ المؤذن في الأذان فقط, ولم يقل شيئاً قبله, ولا بعده, قال الشعبي: وكان أبو بكر وعمر يفعلانه, فإذا أخذ في الخطبة لم يرفع أحد صوته البتة, لا مؤذن, ولا غيره, وكان كثيراً ما يخطب بالقرآن, وكان مدار خطبه على: حمد الله, والثناء عليه بآلائه, وأوصاف كماله, ومحامده, وتعليم قواعد الإسلام, وذكر الجنة والنار, والمعاد, والأمر بتقوى الله, وتبيين موارد غضبه, ومواقع رضاه, وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين, ومصالحهم, ولم يكن يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله, ويتشهد فيها بكلمتي الشهادة, ويذكر فيها نفسه باسمه العَلَم, وكان إذا عرض له في خطبته عارض اشتغل به ثم رجع إلى خطبته, وكان يخطب قائماً, وكان يقصر خطبته أحياناً, ويطيلها أحياناً, بحسب حاجة الناس, وكانت خطبته العارضة أطول من خطبته الراتبة, وكان يخطب للنساء على حدة في الأعياد, ويحرضهن على الصدقة, والله أعلم".
ذكرنا ذلك ليتعلم خطباؤنا الذين يسيئون إلى مستمعيهم, وليحذر مثيروا الفتن, ومفتعلوا المشاجرات في المساجد أثناء الخطبة, أو بعدها, تحت أي مسمى, فإن المساجد لم تبن لهذا, بل بنيت لما قاله الحق تبارك وتعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ (194), وقال سبحانه وتعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (195).
وشهر رمضان فرصة ثرية للخطباء الذين يطيلون خطبهم أن يدربوا أنفسهم على تقصيرها بحيث لا تتجاوز النصف ساعة على الأكثر, وفى كل الأحوال, ولو كانت خمسة وعشرين دقيقة كانت أفضل, ولو كانت ثلث ساعة كانت أجمل وأحسن وأعظم, كما أنه فرصة لأصحاب الأعصاب الثورية, أن يدربوا أنفسهم على ضبط النفس, وكبت جماحها, وشغلها بما هو أنفع لها, حتى لا تشغلكم بما يضركم, ويضرها, قال الإمام الشافعي رحمه الله: «صاحبت الزاهدين فلم أستفد منهم إلا حرفين: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك, ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل », وإنه فرصة لتلاوة القرآن, وتعلمه, وتدبره, وتطبيقه.
فللدعاة أقول: اصبروا, وادفعوا بالتي هي أحسن, وخالقوا الناس بخلق حسن, ويسّروا ولا تعسِّروا, وبشروا ولا تنفروا, وقولوا للناس قولاً ليِّناً لعلهم يتذكرون الله فيتقونه.
وإلى الناس أجمعين: اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً.
ولا تنسوا جميعاً أن تدعوا لإخوانكم في فلسطين وفي كل مكان أن ينصرهم الله على عدوهم وأن يثبت أقدامهم, ويوحد صفوفهم.
------------------------------
الهوامش:
190.  التوبة / 65,  66.
191.  رواه مالك, والترمذي, وقال حديث حسن صحيح, والنسائي, وابن ماجة, وابن حِبَّان في صحيحه, والحاكم, وقال صحيح الإسناد.
192.  صحيح رواه الترمذي.
193.  رواه الترمذي, وابن ماجة, وابن أبي الدنيا.
194.  الحجرات / 11,  12.
195.  التوبة / 79,  80.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 2:48 pm

- 17 -
كثرة الكلام بلا حاجة, والضحك بلا سبب
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_409
أصبح بادياً لكل ذي عينين أن الثرثرة شعار الناس اليوم, وأن من لا يحسن الثرثرة قالوا عنه: «قفل », أو قالوا عنه: «غبي» أو أي شيء آخر, أما هم فعند أنفسهم هم الأذكياء, والمتفتحون, الذين يستطيعون تلوين الكلام, ومجاراة الآخرين بكل لون, دون حياء, أو خجل, فهم أبنا « نكتة », وهم مرحون خفيفوا الظل, لأن الدنيا عندهم هي الساعة التي يعيشونها, فلم يكدرونها على أنفسهم, إنهم يحاولون أن ينسوا همومهم في المزاح, ويتناسون مشاكلهم في « المقالب » التي يدبرونها لبعضهم البعض, وهكذا أصبح الكلام بلا داعٍ شرعي سمت الناس, وديدنهم, وأن الضحك بلا سبب شرعي, هو بضاعة المعاصرين, وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وإذا كانوا قديماً قالوا:« إن الضحك بلا سبب قلة أدب »،فإن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن العبد ليقول الكلمة, لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس يهوي بها أبْعَدَ ما بين السماء والأرض, وإن الرجل ليزِلُّ عن لسانه أشدَّ مما يزلّ عن قدمه) (196), وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  قال: (أَلاَ هَلْ عسى رَجُلٌ منكم أن يتكلم بالكلمة يضحك بها القوم, فَيَسْقُطُ بها أبْعَدَ مِن السماء, ألاَ هَلْ عسى رجل منكم يتكلم بالكلمة يُضْحِكُ بها أصَحابَهُ, فَيَسْخَطُ الله بها عليه, لا يرضى عنه حتى يدخله النار) (197).
ومع ذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يَمْزَحُ, ولكن لا يقول إلاّ حقاً, وكان يضحك, ولكن كان جل ضحكه التبسُّم, وكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه, أي قواطع أسنانه الأمامية, وليس فيه رفع صوت, ولا قهقهة, ونحوها, ولا ضرب الأرض برجل من الضحك, ولا ضرب رأسه, ولا فتح فاه مثلما يفعله خفيفوا الظل اليوم, ولم يرقص طرباً من شدة الضحك كما يفعله قليلوا العقل اليوم, ولا نحو ذلك, بل كان يَضْحكُ مما يُضْحَكُ منه, وهو مما يُتَعَجَّبُ من مثله, ويستغرب وقوعه, ويستندر, أي يقع على وجه الندرة, وعلى غير العادة, لا أن يستدعى الضحك من المضحكين, وأشباههم, لأن كثرة الضحك تميت القلب, وإن أَبْعَدَ الناس من الله تعالى القلبُ القاسي, وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله, فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوةٌ للقلب, وإن أبْعدَ الناس من الله تعالى القلب القاسي) (198).
وأما هؤلاء الفسّاق الذين لا يجدون مادة يضحكون بها أمثالهم سوى آيات القرآن الكريم, أو أحاديث الهادي البشير -صلى الله عليه وسلم- فهؤلاء كفرة فَجَرة, قال الله تعالى فيهم وفي أمثالهم إلى يوم الدين: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَ بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ (199).
وأما من يتخذ المؤمنين والمؤمنات مادة للضحك أو السخرية, فمجرمٌ معلوم الإجرام, وقد توعده الله تعالى بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة, فعن بلال بن الحارث المُزَني -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله, ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله, ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يَكتب الله تعالى له بها سَخَطَهُ إلى يوم يلقاه) (200).
ثم إن من كَثُر كلامه كَثُر خطؤه, ومن كثر خطؤه كثرت ذنوبه, ومن كثرت ذنوبه, كانت النار أولى به, وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه, مقبلاً على شأنه, حافظاً للسانه, ومن حَسِب كلامه من عمله قَلَّ كلامه إلا فيما يعنيه, ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) (201), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كل كلام ابن آدم عليه لا له, إلا: أمرٌ بمعروف, أو نهيٌ عن منكرِ, أو ذكرُ الله) (202).
وكان -صلى الله عليه وسلم- أفصح العالمين, وأعذبهم كلاماً, وكان إذا تكلَّم تكلم بكلام مفصَّل, مبين, يَعُدُّه العادّ, ولا يَسْرِد الحديث كسرد المتفيهقين, والمتشدقين, والثرثارين في عصرنا, ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه, وإذا كره الشيء عُرِفَ في وجهه, ولم يكن فاحشاً, ولا متفحشاً, ولا بذيئاً, ولا صخاباً, ولا عَيَّاباً, وكان طويل السكوت كثير الصمت -صلى الله عليه وسلم-
فاللهم فقهنا في ديننا, وبصّرنا بزماننا, واحفظ ألسنتنا, واهدنا سبل نبيِّنا,وانصرنا على أعدائنا, واكتب لنا صلاة آمنة مطمئنة في مسجدك الأقصى, واكتب لنا حجاً وعمرة يبدأن من المسجد الأقصى, اللهم آمين.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.
--------------------------------
الهوامش:
196.  المطففين / 29- 36.
197.  سورة الهمزة.
198.  رواه مسلم, وأبو داود, والترمذي, والنسائي.
199.  رواه الطبراني بإسناد جيد.
200.  رواه الطيالسي, وابن أبى الدنيا, والبيهقي, وأحمد.
201.  البقرة / 183- 185.
202.  رواه أبو يعلى بإسناد حسن.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 2:54 pm

- 18 -
الغيبة والنميمة بين النساء خاصة والناس عامة
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_410
نظراً لعدم الحاجة إلى تدبير الطعام معظم النهار في رمضان, ونظراً للتراخي الذي يبديه البعض عن أداء الأعمال المكلفون بأدائها في نهار رمضان خاصة بحجة الصيام, فإن الكثيرين من الناس يعقدون فيما بينهم مجالس اللغو, والغيبة, والنميمة, والثرثرة, والمكايات, وغير ذلك من ضروب الكلام السيّء, والتي يتحمل الوزر الأكبر منها: النساء خاصة, لشيوع حدوث ذلك منهم, حتى قيل: «إن النساء إذا اجتمعن زئرن», أي: تجرأن على الرجال, ولم يسْتَحِنَّ منهم, ورفعن أصواتهن بحضرتهم, فكيف إذا اجتمعن وحدهن, وليس بينهن رقيب عليهن, أو قيِّمٌ ذو سلطان عليهن؟.
إن الغيبة هي: ذكرك أخاك بما يكرهه من نفسه في غيبته, والنميمة: ذكرك أخباره كلها- ما يحبها وما يكرهها- دون أن يأذن لك في شيء من ذلك, والبهتان: ذكرك إياه بما ليس فيه, في غيبته, بمعنى إلصاق العيب به, فإن تعلق هذا العيب بالعورات والمحرمات فهو الإفك, وإن اختص بالرمي بالزنا فهو الإفك المبين, وقد يكون ذلك في محضر من المقذوف, فيكون بهتاناً وإثماً مبيناً.
فإن اقتصر على الإشارات دون اللفظات, فإن كان بمؤخرة العين مع حركة الرأس نحو المستهزأ به فهو: الغمز, وإن كان بالعين كلها مع قطوب الوجه فهو: الهمز, وإن كان بالشفتين مع حركة الفكين بما يوحي بالكلام أو الأكل فهو: اللمز, وإن كان بالعين والشفتين معاً مع إظهار الاستهزاء على صفحات الوجه فهو: النبز, وإن كان مع كل ذلك اقترن به, أو بأحدها حركة اليدين بما يوحي بالسخرية الشديدة فهو: التهكّم.
وهذه كلها سلوكيات مرفوضة من المسلم ومن المسلمة على السواء, وإن كان حدوث ذلك من النساء أكثر, فإن تزامن ذلك مع نهار رمضان أفسد ذلك الصيام, وجعله كأن لم يكن, دون وجوب الإعادة على من حدث ذلك منه, لكن الإفساد متعلق بعدم استحقاق أي ثواب على صومه ذلك, ويكون قد أتعب نفسه فقط, ولم يكن حظه من صومه إلا الجوع والعطش.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (203), وقال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (204), وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (205), وقال تعالى:﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾ (206).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم!! قال: (ذكرك أخاك بما يكره). قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْتَهُ, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّهُ) (207), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّما رجلٍ أشاع على رجلٍ مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله أن يُذِيبَهُ يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاد ما قال!!) (208)، وعن انس-رضي الله عنه- قال: «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس بصوم يوم, وقال: (لا يفطرن أحدكم حتى آذن له), فصام الناس, حتى أمسوا, فجعل الرجل يجيء, فيقول: يا رسول الله!! إني ظللت صائماً فَأْذَنْ لي فَأُفْطِرَ, فيأذن له, والرَّجُلُ, والرَّجُلُ, حتى جاء رجلٌ فقال: «يا رسول الله!! فتاتان من أهْلِكَ ظلَّتا صائمتين, وإنهما تستحيان أن تأتياك فأْذَنْ لهما فليُفطِرا!! فأعرض عنه, ثم عاوده, فأعرض عنه, ثم عاوده, فأعرض عنه, ثم عاوده, فأعرض عنه, فقال: (إنهما لم تصوما, وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس, اذهب فَمُرْهُما إن كانتا صائمتين فَلْيَسْتَقِيئا!!) فرجع إليهما, فأخبرهما, فاستقاءتا, فقاءت كل واحدة: علقة من دمٍ, فرجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره, فقال: (والذي نفسي بيده!! لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار!!) (209), وفي رواية أحمد: (إن هاتين صامتا عما أحلَّ الله لهما, وأفطرتا على ما حَرَّم الله عليهما, جلست إحداهما إلى الأخرى, فجعلتا تأكلان من لحوم الناس).
فاتقوا الله أيها الناس, واحفظوا ألسنتكم, وغضوا أبصاركم, واحفظوا فروجكم, وغضوا سمعكم, وكفوا عن إيذاء الناس وتتبع عوراتهم, فإن من تتبع عورة أحدٍ, تتبع الله عورته حتى يفضحه في قعر بيته.
اللهم عافنا في أسماعنا وأبصارنا وأبداننا. آمين.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
203.  ذكره البخاري تعليقاً, ورواه الترمذي موصلاً, واللفظ له,  وأبو داود, والنسائي, وابن ماجة, وابن خزيمة في صحيحه, والبيهقي في سننه.
204.  أواخر سورة النحل.
205.  رواه مالك بلاغاً, وإسناده حسن, ورواه أحمد, وصححه الحاكم, ووافقه الذهبي, وغيرهم
206.  رواه الترمذي, وأحمد, وابن حِبَّان, وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
207.  حديث حسن صحيح, رواه الترمذي وغيره.
208.  العنكبوت / 45.
209.  رواه البزار, وفى إسناده: عبد الله بن واقد, لم يكن بالحافظ, ووثّقه أحمد, وبقية رجاله ثقات.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 3:11 pm

- 19 -
تعمُّد الإفطار في نهار رمضان بلا عُذر شرعي
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_411
من الظواهر الفاضحة, والتي يندى لها الجبين, في مجتمعات المسلمين أن ترى ذوي أجسام البغال وأحلام العصافير, الذين يعيشون في الأرض فساداً على مرأى ومسمع من الآخرين دون نكير, أن ترى قوماً أمثال الحوائط الصلبة, أو الأعمدة الخرسانية, وهم يجلسون على المقاهي, أو يرتادون المطاعم في وضح النهار في شهر رمضان, بل يأكلون ويشربون في عرض الشارع, بل وفى وسائل المواصلات العامة يدخنون, ويقومون بإيذاء المسلمين في نهار رمضان, وكذلك يتعرضون للنساء والفتيات في الشوارع والحارات, وأمام مدارسهم, دون حياء, أو ضمير, أو أخلاق, وعلى مرأى ومسمع من الجميع, وإذا أنكر عليهم أحدٌ ضربوه, وربما بالسنج, والمطاوي, أو بالموسى, أو بغير ذلك. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن هذه الظاهرة الخطيرة قد تفشت في قطاع كبير من المجتمع بين الشباب خاصة, وعند الكثيرين من الكبار, رجالاً ونساء, دون عذر شرعي.
والأعذار الشرعية المبيحة للفطر في نهار رمضان هي:
*    الحيض والنفاس بالنسبة للنساء خاصة, بل يحرم عليهن الصيام مدة الحيض, ومدة النفاس حتى يطهرن, حتى ولو كن قادرات على الصيام, فلا يجوز لهن الصيام بحال.
*    وكذلك: المرأة المرضع والمرأة الحامل, يجوز لهما الإفطار, ويجوز لهما الصيام, والإفطار أولى لهما رحمة بالرضيع, وخوفاً على الجنين.
*    والمريض الذي لا يرجى برؤه - أي الذي لا أمل في شفائه, إلا أن يشاء الله - وكذلك المريض الذي يرجى برؤه, فكلاهما يفطر, اضطراراً لعذر المرض.
*    وكذلك المسافر مسافة فوق الثمانين كيلوا متراً, له أن يصوم, وله أن يفطر, بشرط أن يكون سفره في طاعة الله تعالى, فإن كان في معصيته فلا يجوز له الفطر, وإن كان مضطراً فلا يحل له ما للمضطر جزاء معصيته.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (201).
ثم إن من جاز له الفطر من الأصناف السابقة لا يجوز له المجاهرة بفطره أمام الآخرين, بل عليه التخفي عند الإفطار, حتى يقطع الظنون الكاذبة نحوه, وكذلك حتى لا يقف موقف الشبهة, وقد قال عليُّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «ملعون من وقف موقف شبهة», فإنه بإفطاره جهرة أمام الناس الصائمين فإنهم سيقعون فيه, وربما أنكر أحدهم عليه بيده وهو لا يدرى عذره, وقديماً قالوا: «إذا ابتليتم فاستتروا".
أمَّا هؤلاء المجاهرين بفطرهم عمداً, دون عذر شرعي من نحو: عمال المخابز, وسائقي السيارات والأتوبيسات, والعاملين في قطاع البناء والتشييد, والحرفيين, وتلاميذ المدارس ,وطلاب الجامعات, وكذلك المعلمين والمعلمات ونحوهم, دون عذر شرعي مما سبق, فإنهم إن لم يتوبوا إلى الله تعالى من ذلك, ويقلعوا عن هذه الكبيرة الشنعاء, فإنهم كفار حلال الدم, كما قال رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (عُرى الإسلام, وقواعد الدين ثلاثةٌ, عليهن أُسِّسَ الإسلام, من ترك واحدة منهن فهو بها كافرٌ حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله, والصلاة المكتوبة, وصوم رمضان) (202), وفى رواية: (من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر, ولا يُقّْبَلُ منه صَرْفٌ, ولا عَدْلٌ, وقدْ حَلَّ دمُهُ وماله).
وليعلم الناس أن من أفطر شيئاً من رمضان من غير عذر, دون مجاهرة, ودون إصرار, ولكن تساهلاً وغفلة فإنه ينطبق عليه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أفطر يوماً من رمضان من غير رُخْصةٍ ولا مرض, لم يقضه صومُ الدهرِ كُلِّه, وإنْ صَامَهُ) (203).
فاللهم فقهنا في ديننا, وعلّمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علَّمتنا, وزدنا علماً وفهماً, اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك, وحَبِّبْ إلينا الإيمان, وزيِّنه في قلوبنا, وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان, واجعلنا من الراشدين.
آمين.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
201.  البقرة / 183- 185.
202.  رواه أبو يعلى بإسناد حسن..
203.  ذكره البخاري تعليقاً, ورواه الترمذي موصلاً, واللفظ له, وأبو داود, والنسائي, وابن ماجة, وابن خزيمة في صحيحه, والبيهقي في سننه.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 3:15 pm

- 20 -
سوء الأخلاق بحجة الصيام
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_412
إن الخلق الحسن شعار الإسلام في تعامله بين أتباعه, وفى تعامل أتباعه مع غير المسلمين, قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿125﴾ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴿126﴾ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴿127﴾ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴿128﴾﴾ (204), ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (205), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن من أَحَبِّكم إليَّ, وأقربكم مِنّي مجلساً يوم القيامة: أحسنكم أخلاقاً, وإن من أبغضكم إليَّ, وأبعدكم منّي يوم القيامة: الثرثارون, والمتشدقون, والمتفيهقون) قالوا: يا رسول الله!! فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) (206), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) (207).
وقد شرعت العبادات في الإسلام لتثبيت الإيمان في النفوس, ولتطهير القلوب من أدرانها, ولتعويد الإنسان على التمسك بمحاسن الأخلاق, وبحميد الخصال, وبجميل العادات, والآيات القرآنية, والأحاديث النبوية التي قررت هذه الحقائق كثيرة, حتى قال البعض عن القرآن الكريم: إنه كتاب الأخلاق, وتشريع فقط, وهذا اعتقاد باطل, وقول جانَبَهُ, وصاحِبَهُ الصواب!!
ففي شأن الصلاة, وأثرها في تهذيب أخلاق أهلها, يقول الله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ إِنَّ  الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (208).
وفى الحديث القدسي, يقول الله تعالى: (إنما أتَقَبَّل الصلاة ممن توضع بها لعظمتي, ولم يستطل بها على خلقي, ولم يبت مصرًّا على معصيتي, وقطع النهار في ذكري, ورحم المسكين, وابن السبيل, والأرملة, ورحم المصاب) (209).
وفى شأن الزكاة, يقول الله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (210).
ويقول  -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث من فعلهنَّ فقد طَعِم الإيمان: مَنْ عَبَدَ اللهَ وحده, وعلم أن لا إله إلا الله, وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه, رافدة عليه كل عام, ولم يعط الهرمة, ولا الدَّرِنة, ولا المريضة, ولا الشَّرَط اللئيمة, ولكن من وسط أموالكم, فإن الله لم يسألكم خَيْرَهُ, ولم يأمركم بشَرِّه) (211).
وفى شأن الحج, يقول الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّه إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (212), وقال  -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) (213), وقال  -صلى الله عليه وسلم-: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قيل: وما بِرُّه؟ قال: (إطعام الطعام, وطيب الكلام) (214).
أما في الصوم فالآيات والأحاديث كثيرة.
إن الصائم الذي لا يحسن خلقه في نهار رمضان, وفى ليله, ليس بصائم, ولا يعرف أثراً للصوم في نفسه, قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (215), والتقوى: الخوف من الجليل, والعمل بالتنزيل, والرضا بالقليل, والاستعداد ليوم الرحيل, كما قال بذلك علي بن أبى طالب- رضي الله عنه.
وهي: أن يراك الله حيث أمرك, وان يفتقدك حيث نهاك.
ولن يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذراً مما به البأس!!
إن الصائم المنفلت اللسان, القوَّال للزور, والشاهد بالبهتان, والذي لا يتورع عن ألفاظ الخنا, والكذب والمراء, واللغو, والرفث, والصخب, والسبّ, والشتم, ونحو ذلك, ليس بصائم, ولم يعش رمضان, ولم يحياه في نفسه وجوارحه, بل صامه ببطنه, وأفطره بلسانه وجنانه, قال -صلى الله عليه وسلم-: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) (216).
وفى الطبراني: (من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الصيام من الأكل والشرب, وإنما الصيام من اللغو والرفث, فإن سابَّكَ أحدٌ, أو جَهِلَ عليك فقل: إني صائم, إني صائم) (217).
وقال  -صلى الله عليه وسلم-: (رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع, ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السَّهَر) (218).
فاحذر يا أخي!! أن تكون أحد هؤلاء, واستغفر لذنبك, فإن الله غفور رحيم, وتب إلى الله تعالى سريعاً, ولا تؤجل إلى الغد, فإنك لا تدرى متى أجلك, هدانا الله وإياك سواء السبيل, ولا تنسى إخوانك في فلسطين وليكن لهم من دعائك نصيب, ومن إحسانك نصيب.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
204.  أواخر سورة النحل.
205.  رواه مالك بلاغاً, وإسناده حسن, ورواه أحمد, وصححه الحاكم, ووافقه الذهبي, وغيرهم
206.  رواه الترمذي, وأحمد, وابن حِبَّان, وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
207.  حديث حسن صحيح, رواه الترمذي وغيره.
208.  العنكبوت / 45.
209.  رواه البزار, وفى إسناده: عبد الله بن واقد,  لم يكن بالحافظ,  و وثّقه أحمد, وبقية رجاله ثقات.
210.  التوبة / 103.
211.  صحيح, رواه أبو داود.
212.  البقرة / 197- 203.
213.  متفق عليه.
214.  إسناده حسن, رواه أحمد, والطبراني في الأوسط.
215.  البقرة / 183.
216.  رواه البخاري, وأبو داود, والترمذي, والنسائي.
217.  رواه ابن خزيمة, وابن حبان, والحاكم, وقال: صحيح على شرط مسلم.
218.  رواه النسائي, وابن خزيمة, وابن ماجة, واللفظ له.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 3:22 pm

- 21 -
فرقعة الصواريخ والبارود
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_413
من السُّلوكيَّات السَّيئة, والتي تُعَوِّد الأطفالُ على الإرهاب, وتُرَوِّعُ الآمنين: قيام أولياء الأمور بشراء البارود لأطفالهم لإطلاقه في شهر رمضان قبيل الإفطار, وعند الأذان, وفى الليل, وأثناء القيام, وتهجُّد المُعتكفين, مما يقُضُّ مضاجع النائمين, ويزيح الكرى عن جفون الناعسين, ويقلق مذاكرة الطلاب والطالبات, ويشتت أذهانهم, ويصرف عنهم وعيهم وانتباههم, ويزيد من ألم المرضى في المستشفيات, ويضاعف من إحداث الفوضى في الشوارع والحارات, والهرج المفضي إلى سوء العاقبة, قال الله تعالى محذراً لنا من النهاية على مثل هذه الحال: ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ﴾ (219), وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (220).
إن أولياء الأمور الذين يشترون, أو يسمحون لأطفالهم بالشراء لهذه الصواريخ لهم مسؤولون أمام الله تعالى عن هذه التصرفات, ولن تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن مالهِ من أين اكتسبه, وفيما أنفقه.
وليعلم أولياء الأمور أن أموالهم أمانة استخلفهم الله عليها لينظر كيف يفعلون فيما وسِّد إليهم, فإنْ خانوا الله ورسوله, والذين آمنوا فإن الله لا يحب الخائنين, ولا يهديهم إلى صراطه المستقيم, وإن أصلحوا وأحسنوا في أموالهم وأهليهم, فأولئك لهم الخيرات, وأولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون, إن شاء الله تعالى.
وكم من مهازل, ومعارك قامت بسبب هذه الصواريخ الشيطانية التي يعبث بها هؤلاء الصِّبية, بمساعدة أولياء أمورهم, وقد حذَّر الله تعالى عباده من ذلك فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (221), حيث حذر الله تعالى عباده من الانسياق وراء رغبات الأولاد, وليس كل مرغوب للأطفال مجاب من الرجال, فإن الطفل قاصر الإدراك عن مغبة الأشياء التي يرغب فيها, ويغره بريقها, كحاطب ليل لا يفرق بين الحبل والأفعى, ولا بين العصا والثعبان, فيأتيه حتفه من حيث يريد حياته, ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ (222), فحصر حقوق السفهاء من الصغار عامة, والأيتام خاصة في أموالهم الخاصة في الأكل والشرب واللبس بما اعتاده الناس من حولهم, مع النصح والمتابعة من ولي الأمر لمولاه, ولا يمكّنه من المال بحال حتى يبلغ رشده الذي يعرف به الحق من الباطل, والطيب من الخبيث, والنافع من الضار, ويميز بين ذلك, ويُجَرَّب في حسن الاختيار من عدمه, فإن تأكد من ذلك مكَّنه بحسب الحاجات الأساسية, حتى يصير رجلاً كامل الأهلية, عندئذ, فهو غير مسؤول عن سوء تصرفه.
فإن أساء الأب التنشئة الوالدية الإسلامية لأولاده فهو مسؤول عن كل تصرفاتهم حتى بعد موته, لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً, ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن يُنْقص من أوزارهم شيئاً) (223).
وما أجمل الوالد الذي يعلّم ابنه أخلاق الإسلام في حسن رعاية حقوق الجيران, وحسن مراعاة المشاعر عند الآخرين, وحسن المحافظة على البيئة من أي تلوث سمعي, أو بصري, أو غير ذلك, فإن من ينشىء ولده على الصلاح نفعه في الدنيا والآخرة, ومن ينشىء ولده على غير ذلك أضير به في الدنيا وعوقب به في الآخرة.
فاجعلوا عباد الله أبناءكم يدعون لكم بعد موتكم فيستجاب لهم, ولا تجعلوهم يدعون عليكم فيستجاب لهم أيضاً, واستعينوا بالله عليهم, وادعوا الله لهم بالهداية والتوفيق.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
219.  الأعراف / 4-9.
220.  الأعراف / 96-99.
221.  التغابن / 14-16.
222.  النساء / 5.
223.  متفق عليه.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 3:28 pm

- 22 -
اشتغال المعتكف بما لا يعنيه في اعتكافه
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_414
يبدأ في اليوم العشرين من رمضان، وعند غروب الشمس دخول المعتكفين إلى معتكفهم, في المساجد الكبرى, وفى الجوامع, الكل يتسابقون لنيل رضوان الله تعالى, ويحدوهم الأمل في الظفر بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر, ومتشوقون إلى النظر إلى وجه الله الكريم في الفردوس الأعلى من الجنة, والاستمتاع بالحور العين, وأنهار الجنة, ونعيمها, وفى الجنة مالا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.
والاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان سُنَّةٌ مؤكدة, وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان من الرمضانات التسع التي قضاها في المدينة المنورة: عشرة أيام, فلما كان العام الذي قبض فيه -صلى الله عليه وسلم-, اعتكف -صلى الله عليه وسلم-  عشرين يوماً (224).
إن المعتكفين في عصرنا قد خرجوا عن المألوف في الاعتكاف, واشتغلوا بما لا يعنيهم, وتكلموا بما يزريهم, وخاضوا فيما ليس لهم به علم.
*    فمنهم المجادلون في دين الله تعالى بغير علم.
*    ومنهم المراءون الذين يطلبون الشهرة بين الناس.
*    ومنهم اللصوص الذين يتربصون الفرص, ويتحينون غفلة الآخرين, أو انشغالهم بالعبادة ليسرقوا أمتعتهم.
*    ومنهم الخارجون على القانون الذين يلتمسون الأمن والأمان في ساحات الاعتكاف, وما هم بمعتكفين.
*    ومنهم الهاربون من زوجاتهم وأهليهم.
*    ومنهم المتسولون.
*    ومنهم, ومنهم, ومنهم...
أصناف كثيرة من المعتكفين في عصرنا, ضاع في زحامهم المخلصون, الذين خرجوا إلى المعتكف, لم يخرجهم إلا الاعتكاف حسبة لله تعالى, والتزموا بآداب الإسلام في الاعتكاف
فالمعتكفون المجادلون لا حظ لهم في اعتكافهم إلا التعب, والسهر, والجوع والعطش, وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (المراء في القرآن كفرٌ) (225), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بك إثما أن لا تزال مخاصماً) (226), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخَصِمُ) (227), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ما ضَلَّ قومٌ بعد هُدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل),ثم قرأ:﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا﴾ (228).
والمعتكفون المراءون قد عبدوا الناس من دون الله, وسيفضحهم الله تعالى إن عاجلاً, وإن آجلاً على رؤوس الأشهاد, ولا حول ولا قوَّة إلا بالله, وقال تعالى في صفات المنافقين الذين أعد لهم الدرك الأسفل من النار وبئس المصير: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (229).
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري, تركته وشِرْكَهُ) (230)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من سمَّعَ سمَّعَ الله به, ومن يُرَائي يرائي الله به) (231).
أمَّا اللصوص الغادرون بالآمنين, المتربصون بالمعتكفين المخلصين أو الغافلين نومهم, أو تهجدهم, فإن الله تعالى لهم بالمرصاد, ولن يفلتوا منه أبداً, ما لم يتوبوا, ويعيدوا ما خطفوه إلى أصحابه, قال -صلى الله عليه وسلم-: (لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة, يقال: هذه غَدْرةُ فلان) (232), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً, ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يَدَعها: إذا اؤتمن خان, وإذا حدَّث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر) (233).
وأما الهاربون من زوجاتهم وأهليهم, فإن كان فراراً إلى الله, وإيثاراً لقربه عن قربهن, وتقديماً لمحبته على محبتهن, فهو المحمود المثاب عليه, بل إن فاعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله, حيث من بينهم: (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله) (234).
وأما إن كان هروبهم منهن من أجل الهروب فلا, قال -صلى الله عليه وسلم-: (كل عمل ابن آدم له, الحسنة بعشر أمثالها, إلى سبعمائة ضِعْفٍ, قال الله: إلا الصوم, فإنه لي, وأنا أجزي به, يدع الطعام من أجلي, ويدع الشراب من أجلي, ويدع لذَّته من أجلي, ويدع زوجته من أجلي, ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك, وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر,وفرحة حين يلقى ربه) (235).
فيا معشر المعتكفين!!
•    أخلصوا لله في عملكم, واعلموا أن الله مطّلع على قلوبكم, فأروا الله من أنفسكم خيراً!!
•    لا تتخذوا الخيام في معتكفكم إلا عند طعامكم.
•    واحفظوا المساجد من بصاقكم, ومخاطكم, فإن ذلك إثم كبيرٌ.
•    ولا تخرجوا من المعتكف إلا لحاجة شرعية ضرورية.
•    واخرجوا منه إلى المصلى يوم العيد, ولا بأس أن تخرجوا منه بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان.
•    واشتغلوا بتلاوة القرآن الكريم, ومدارسة العلم الشرعي, وخاصة الفقه, لأنه الخير الكثير, وهو الحكمة التي ينشدها الحكماء, فالوقت معكم وحاولوا الفوز بها.
•    قوموا الليل, أو ثلثه, أو نصفه, أو ثلثه الأخير, وتهجدوا.
•    وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
•    ولا تنسوا إخوانكم المسلمين في فلسطين, وفى كل مكان وليكن لهم من خالص دعائكم, وصالح أقوالكم النصيب الأوفى.
•    ولا تنسونا من صالح دعائكم, هدانا الله إياكم سواء السبيل.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
224.  رواه البخاري, وأبو داود, وابن ماجة.
225.  رواه أبو داود, وابن حبان, والطبراني, وإسناده حسن.
226.  رواه الترمذي, وقال غريب.
227.  رواه البخاري ومسلم, والترمذي, والنسائي.
228.  رواه الترمذي, وابن ماجة, وابن أبي الدنيا, وقال الترمذي: حسن صحيح.
229.  النساء / 142.
230.  رواه مسلم.
231.  متفق عليه.
232.  متفق عليه.
233.  متفق عليه.
234.  متفق عليه.
235.  رواه ابن خزيمة.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 3:35 pm

- 23 -
تلاوة القرآن الكريم مع عدم مراعاة أحكام التلاوة
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_415
يأتي شهر رمضان, ويقضى الناس معظم نهارهم في تلاوة القرآن الكريم, ويكاد يكون ليل رمضان عند كثير من الناس لا يقضى إلا في تلاوة القرآن الكريم, الرجال والنساء, البنون والبنات على سواء, وكل هذه أمور بفضل الله تعالى حسنة, ومبشرة بالخير, ومؤهلة إلى السعادة في الدنيا, والفوز في الآخرة, ولكن يعكّر صفو هذه السعادة, ويحول دون تحقيق الفوز المنشود في دار الخلود أن الكثيرين ممن يقرأون كتاب الله تعالى لا يتأدبون معه بآداب التلاوة التي يجب عليهم مراعاتها, كما أن الكثيرين منهم لا يراعون أحكام التلاوة, وكأنهم يقرأون جريدة, أو يقرأون كتاباً عادياً!!
وهذا سلوك مرفوض, بل يُحذَّر فاعله, لأن فيه امتهاناً لكتاب الله تعالى, وسوء أدب معه, فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو أميُّ لا يقرأ ولا يكتب, قال الله تعالى له: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ (236), فلا حجة لأحد بعده -صلى الله عليه وسلم- يقرأ القرآن بغير متابعة, أو يتلوه دون مراعاة أحكام التلاوة, التي قال الله تعالى لرسوله, وأمته من بعده: ﴿وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ (237), وهذا أمر للوجوب والفرضية العينية على كل من يريد تلاوة القرآن الكريم, وأن من لا يلتزم بذلك يأثم إثماً كبيراً, كما قال بذلك العلماء, من أمثال ابن الجزري رحمه الله, فقد قال في مقدمته المنظومة في أحكام تلاوة الكتاب العزيز:

«والأخـذ بالتجويد، حتم لازم        من لم يُجــوِّد القرآن آثم
لأنـه بـه الإلـــه أنـزلا        وهكـذا مـنه إلينا وصلا
وهـو أيضـاً  حلية  التلاوة        وزينـة الأداء والقـراءة
وهو  إعطاء الحروف  حقها        من صفة لهـا ومستحقها
وردُّ كُـلّ  واحــد لأصلـه        واللفظ في نظيـره كمثله
مُكَمَّـلاً مِــن غير ما تَكَلٌّف        باللطف في النطق بلا تعسف
ولـيس بـينـه وبين تَرْكه        إلا رياضة امريء بفكه»

وهذا الذي ذكره ابن الجزري- رحمه الله تعالى- تبع فيه كثيرا قبله, ولم يكن بدعاً من القول, فقد قال بذلك الخليل بن أحمد, وعاصم بن أبى النجود الكوفي, وابن كثير القارىء, والفراء, والزجاج, وغيرهم, ثم إنه عين سمت المؤمن الحق الذي به يميز الإيمان من الكفر, وأن من لم يلتزم بأحكام التلاوة عمداً فهو كافر, لأنه من باب تحريف الكلم عن مواضعه, قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ﴾ (238), وحق التلاوة الذي هو عنوان الإيمان, وضده الكفر هو تلاوة كتاب الله العزيز كما أنزله الله تعالى,وتدبر آياته والتفكر فيها, كما قال الله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ (239), وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (240).
أما آداب التلاوة, فهي التي ينال القارىء الملتزم بها الثواب من عند الله تعالى وهى باختصار:
‌أ-    الطهارة الحسية بالوضوء, أو بالغسل من الجنابة, أو الحيض, أو النفاس, فإن تلاوته عبادة محضة تفتقر إلى الطهارة الحسية الكاملة, كما قال الله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (241), قَسَمٌ من الله عظيم, على قداسة وطهارة كتابه العزيز, وأن ذلك يستلزم أن يقابل بالمثل, فلا يُمَسّ إلا على طهارة, وبالتالي لا يقرأ إلا على طهارة, وهذا شرط عام في التلاوة.
‌ب-    الطهارة المعنوية من الرياء, والسمعة, والعجب, والكبر, والفخر, والنفاق, والمنّ, والأذى, وسوء الأخلاق, والشقاق, ونحو ذلك من محبطات الأجر في الدنيا والآخرة, وهو ما يعنى وجوب الإخلاص التام لله تعالى على القارىء الذي يريد الثواب في الآخرة, قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (242), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل لي عملاً أشرك معي فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك) (243).
‌ج-    تحسين الصوت بالتلاوة, مع التغني به, بما لا يخرج عن الأوجه التي ذكرها العلماء لمراتب القراءة, وهي: التحقيق, والترتيل, والتدوير, والحدْر, ولا بأس لمن يقرأ لنفسه في نفسه أن يسرع لأكثر من ذلك, قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس مِنَّا من لم يتغن بالقرآن) (244), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيٍّ حَسَن الصوت يتغنى بالقرآن يجْهرُ به) (245).
أمَّا اللحن فيه فإن كان تعمداً ففاعله كافر, وإن كان عن سوء تعلُّمٍ, أو عن غير تلق عن شيخ ثقة, فيأثم فاعله بالتقصير في التعلم, أمَّا ما يقع على سبيل التعْتَعَةِ في التلاوة بعد التلقي أو أثنائها فليس من هذا القبيل.
فاللهم علِّمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علَّمتنا, وزدنا علماً.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
236.  القيامة / 16-19.
237.  المزمل / 4.
238.  البقرة / 121.
239.  النساء / 82.
240.  محمد / 24.
241.  الواقعة / 75-80.
242.  النساء / 114.
243.  حسن صحيح, رواه ابن حبان, وغيره.
244.  صحيح, رواه البخاري.
245.  صحيح, رواه البخاري وغيره.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 3:42 pm

- 24 -
المقــــــــاهـي
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_416
مما يلفت الانتباه, ويُحيِّرُ العقول: كثرة المقاهي, التي تقدم السموم لروادها في نهار رمضان وليله, وكأنهم يعيشون في صحراء, جرداء, لا زرع فيها ولا ماء, ولا حياة لبشر فيها يراهم فينكر عليهم, أو يروه فيستحوا منه, قد وضعت ضمائر أصحابها في ثلاجة, وشُدَّ على قلوبهم فلا يفقهون حديثاً, ولا يعرفون رقيباً, لأن نواطير (246) مصر قد نامت عن ثعالبها (247), فأفسدت الثعالب وفرَّخت (248), وتوالدت فانتشرت كالسم الزعاف (249) يقذفه الآكل إلى فيه (250) من غير علم بما فيه, فلا يزال يزدرده ويقاسيه, والسُّمُّ لا يترك آكله حتى يرديه (251), أو كالداء العضال (252) الذي يستحيل على النُّطْسِ (253) كُنههُ (254), أو وصف دواء يقلعه (255), أو رقية تدفعه, فلا يترك الداءُ مُبْتَلاهُ, حتى يواريه التراب (256), ويفقده الأصحاب, ويثكله (257) الأهل والأحباب.
لا تعجبوا للظلم يغشى أمة
فتبوء  منه  بفادح الأثقـــال
ظلمُ الرَّعية عقوبـة جهلها
ألم المريض عقوبـة  الإهمـال
إن أصحاب المقاهي مع روادها يصدق فيهم قول الشاعر:
كبهيمة عمياءَ قاد زمامهـا
أعمى على عوج الطريق الجائر
وإن أمة تسارع في افتتاح المقاهي في شوارعها, وميادينها, وحاراتها, وزقاقها, في مدنها وقراها, في عواصمها ومراكزها في أي وقت وفى أي مكان لهي أمة لاهية, بال الشيطان في رؤوسها, وفرَّخ الجهل في عقولها, إنها أمة هَمَل, لا وزن لها ولا قيمة, ولا يُشار إليها, ولا تُستشار, بل هي تُدار بلا شعار.
وإن أمة تشكو قلة الموارد, وكثرة السكان ثم هي تُزيد من نسبة العَطَلةِ, وتشيع روح الخمول والكسل عند الأفواه الجائعة, والأجساد العارية, والرؤوس الفارغة لهي أمة تؤسس لذهابها, وتؤصِّل لخرابها, وتؤذن بزوالها, وتعلن بأفولها وإدبارها.
بماذا تعود المقاهي على الأمة؟ هل تدرب روادها على تقوى الله, ومراقبته؟ أم تُعِدُّهم لحراسة الدين وسياسة الدنيا؟ أم تُعَلِّمُهُم فنون الدفاع عن الأمة في ماضيها, وحاضرها, ومستقبلها؟ وهل تزودهم بالحصانة والتحصين ضد التيارات الفكرية الهدامة, والمذاهب الإرهابية المخربة للعقول والديار؟
إنها كما هو مشاهد، ومما هو معلوم من خلال الواقع المحسوس لا تخرِّج شيئاً من ذلك, ولا تثمر خيراً أبداً, ولا تنتج إلا المجاهرين بالفطر في رمضان, ولا تقدم للمجتمع إلا الخارجين على تعاليم الدين الحنيف, وتعاليم الدستور, وأعراف الأمة المسلمة الراشدة, وعاداتها الأصيلة, وأخلاقها الكريمة.
إن الدخان وهو حرام شرعاً, بلا خلاف في ذلك بين آحاد علماء الأمة, ومؤسساتها, وهيئاتها, ومجامعها, كما أن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان جريمة كبرى يجب سن  القوانين والتشريعات المناسبة لردع فاعليها, وصيانة المجتمع من شرورهم ومفاسدهم.
والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن مما أردك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت!!) (258), وليس معناه حرية الفعل والسلوك لغير المستحي, ولكن معناه: أن من ليس عنده حياء يعصمه من الزلل, ويحمله على مراقبة الله تعالى, وعلى عدم التقصير في حق كل ذي حق, فإنه  يحمله على فعل القبيح, ويسلك به مسالك الغي والضلالة.
وقد مَرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على رجلٍ يعظ أخاه في الحياء, كأنه يريد أن يقول له: إن الحياء قد أضرَّ بك, فلا تستحي!!, فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير) (259), وفي رواية: (إن الحياء خير كله) (260).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (استحيوا من الله حق الحياء) قالوا: إنا لنفعل ذلك يا رسول الله!! قال: (ليس ذلك, ولكن الحياء من الله حق الحياء أن تحفظ البطن وما حوى, والرأس وما وعى, وأن تذكر الموت والبلى, ومن فعل ذلك ترك زينة الحياة الدنيا, فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء!!) (261).
إن فتح المقاهي جريمة, وإدارتها في نهار رمضان أشدّ جرماً.
فيا عباد الله!! اتقوا الله, واستحيوا من الله أن تبارزوه بالمعاصي نهاراً جهاراً, وتوبوا إلى الله تعالى توبة نصوحاً عسى ربكم أن يغفر لكم ذنوبكم, ويكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار, ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر, وذلك هو الفوز العظيم.
------------------------------------
الهوامش:
246.  النواطير: جمع ناطور، وهو الحارس الأمين.
247.  الثعلب حيوان معروف بالمكر الشديد وصولاً إلى الإفساد الشديد.
248.  التفريخ: التوالد.
249.  هو السم الشديد السمية، القاتل.
250.  فمه.
251.  يهلكه.
252.  المرض المتمكن من المريض.
253.  الأطباء.
254.  معرفة تشخيصه.
255.  ينهون به سيطرته على البدن.
256.  كناية عن موته وهلاكه.
257.  يفقدونه إلى الأبد.
258.  حديث حسن.
259.  متفق عليه.
260.  رواه البخاري، ومسلم.
261.  رواه الترمذي، وغيره.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين   السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Emptyالخميس 04 مايو 2023, 3:50 pm

- 25 -
الإسراف في الزينات والأنوار
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين Ocia_417
أصبح من المألوف, وبات من العادات الراسخة في أذهان الكثيرين, أن شهر رمضان يميز عن غيره من الشهور بكثرة أنواره في الشوارع, وفى المحال العامة, والخاصة, حتى أن الأطفال سابقوا الكبار في ذلك ابتهاجاً وفرحاً بقدوم هذا الشهر الفضيل, وامتدت سلاسل الأنوار تحزم (وتحيط بالمساجد) من كل جوانبها, وترتفع إلى عنان السماء من المآذن, وتقطع الشوارع سابحة في الهواء الفسيح, تارة بالفوانيس مختلفة الأشكال والأحجام, وتارة بالمصابيح المختلفة الأشكال والألوان والأحجام!!
وهذه عادة غريبة ومتطورة مع الأيام وسلوك مرفوض في شهر رمضان, وفى غير شهر رمضان, فإن الإسراف مذموم بوجه عام, وفى كل الأحوال, قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (262) فأمر الله تعالى عباده بأخذ الزينة المؤهلة للوقوف بين يديه سبحانه, من ملابس طاهرة, وطهارة الأعضاء بالاستنجاء والوضوء, أو الغسل, ثم المكان الطاهر وهي أرض الله تعالى كلها, إلا موضع المقبرة, وموضع الحمام, ومَبارِك الإبل, ومواضع القاذورات, والنجاسات, ونحوها, وفيما عدا ذلك فكل أرض الله تعالى طاهرة, وصالحة للصلاة, كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (وجُعِلَتْ لي الأرض مسجداً وتربتها طهوراً) (263), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الطهور شطر الإيمان..) (264), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (استقيموا ولن تُحْصَوا, واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة, ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) (265), وذلك لأن الوضوء سلاحه ضد الشيطان، والنفس، والهوى، في كل الأحوال, وهو زينته في الدنيا في كل الأحوال, ومع ذلك نهاه الله تعالى عن الإسراف في الوضوء للصلاة, أو لغيرها, ونهاه عن الإسراف في طعامه وشرابه, وسائر أحوال حياته كلها، لأن الله تعالى لا يحب المسرفين, في كل الأحوال.
وليست الأنوار التي تعلق في الشوارع, أو في الميادين العامة, أو على أبواب المحال العامة أو الخاصة, أو على جدران المساجد أو على المآذن, من الزينة المأمور بها شرعاً, ولم يدع الإسلام إليها, إنما نور المساجد الصلاة, كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (.. والصلاة نور) (266), ونور الشوارع بكثرة الخطى فيها إلى المساجد, وأن يكون الماشي فيها قلبه معلَّقا بالمساجد, وأن يغض بصره عما حرَّم الله عليه, وأن يكف لسانه عن إيذاء خلق الله تعالى, كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, والمهاجر مَنْ هجر ما نهى الله عنه) (267).
ويصور الله تعالى حال ومصير هؤلاء الذين نوَّروا شوارعهم ومساجدهم بطاعة الله تعالى, وإقامة شرعه فيها واقعاً ملموساً في كل جنبات حياتهم, وحال ومصير من أظلموها بمعصيتهم لله تعالى فيها, وأكلهم أموالهم بينهم بالباطل, وغير ذلك, وحاولوا استعاضة إفسادهم  ذلك بتلك الأنوار الدنيوية التي ابتدعوها من عند أنفسهم, ولم ترد في كتاب الله تعالى, ولا في سُنّة نبيه ومصطفاه، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-, قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (268), ثم يوضح الحق سبحانه أن اتخاذ أمثال هذه الزينات إنما هو خلق أبناء الدنيا, وعُبَّادها, فقال تعالى:﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (269), ويربط الحق سبحانه بين إنارة المساجد والشوارع والدنيا كلها بطاعته واتباع أوامره, وتلمس مرضاته بفعل ما أمر به, واجتناب ما نهى عنه, وبين نوره الحقيقي الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه, فبعد أن ضرب المثل لنوره سبحانه بالمشكاة والنبراس.. قال سبحانه: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (270), ثم يقول سبحانه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾.
ونور الله تعالى لا يُهدى لعاص أبداً, والإسراف عصيان, فتوبوا عباد الله عن هذا السلوك السيئ, والقصد القصد, وخير الأمور الوسط.
اللهم أسبغ علينا نورك وبركتك بطاعتك, ولا تسلبناهما بمعصية غيرنا لك, وقد نصحناهم, فاقبل عذرنا, آمين.
وإلى لقاء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----------------------------------
الهوامش:
262.  الأعراف / 31 - 33.
263.  متفق عليه.
264.  رواه مسلم.
265.  رواه ابن ماجة، والحاكم، وابن حبان.
266.  رواه مسلم.
267.  رواه الترمذي.
268.  الحديد / 12 - 15.
269.  الحديد / 20.
270.  النور / 35 - 38.



السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
السلوكيات المرفوضة في شهر رمضان.. وفي العيدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» السلوكيات المرفوضة في العيدين
» تعزيز السلوكيات الصحية وتخفيف الآثار الضارة للمعلومات الخاطئة والمضللة
» أحكام العيدين
» حكم صلاة العيدين
» آداب العيدين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضــــائل الـشهـــور والأيـــام :: شـهــــــر رمـضـــــــان الـمـبـــــــارك :: سـلوكيــات مرفـوضــة-
انتقل الى: