منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات   الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Emptyالأحد 30 أبريل 2023, 5:49 am

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات
•    الفيل
•    الذئب
•    الدّابة
•    الحية
•    البغال
•    الذباب


الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Aaoa11
الفيــــــــــل
سورة الفيل مكية وهي من قصار السور نزلت لتذكر قريشاً بالنِعَم التي مَنَّ بها الله عزّ وجلّ عليهم عندما صرف عنهم أصحاب الفيل الذين عزّموا على هدم بيت الله، فخيب الله سعيهم وأبادهم بما أنزله بهم من عقاب: "وأرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجيل فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ".
وقصة أصحاب الفيل أن إبرهة الأشرم ملك اليمن من أصحاب النجاشي قد بنى كنيسة ضخمة بمدينة صنعاء سُمِّيَتْ القليس وأشتق اسمها من فرط ارتفاعها فإذا رفع أحدهم نظره إلى نهايتها سقطت قلنسوته من رأسه وعزم إبرهة أن يجعل من كنيسته بديلاً لبيت الله الحرام في مكة ولَمَّا عرف العرب ذلك غضبت قريش.
وقد وصل كنيسة القليس بصنعاء جماعة من قريش في ليلةٍ باردةٍ وأوقدوا فيها ناراً للتدفئة فحملت الريح بعض الشرر فاحترقت أجزاء منها.
وثارت ثائرة إبرهة الأشرم لهذا الفعل القرشي فأصَرَّ على أن يسير إلى بيت مكة ويخربه حجراً حجراً فأستعد لذلك وحشد جنوده وعتاده وسار في جيش عرمرم واصطحب معه فيلاً ضخم الجثة يُدعى محمود.
فَلَمَّا سمعت العرب بقدوم إبرهة وجيشه عزموا على ملاقاته فخرج إليه من أشراف اليمن ذو نفر فدعا قومه لمُحاربة إبرهة والدفاع عن بيت الله، فقاتلوه فهزمهم… ثم سار إلى أرض خثعم فلقيه نفيل بن حبيب الخثعمي فقاتلوه وهزمهم إبرهة أيضاً وأسر نفيل وعفا عن قتله وأخذه معه دليلاً في الحجاز.
ثم وصل إبرهة بجيشه إلى الطائف ولم يواجهه أحد فاستراح فيها مدة ثم غادرها إلى منطقة المغمس على مشارف مكة.. وهنا أغار جند إبرهة على إبل أهل مكة واستولوا عليها ومن ضمنها مائة بعير لعبد المطلب بن هاشم.
وأرسل إبرهة الأشرم بحناطة الحميري ليأتيه بكبير قريش ويخبره أن إبرهة ملك اليمن وجيشه لم يأتوا لقتالهم إلاّ إذا صدوه عن بيت الله.
وذهب حناطة الحميري إلى قريش والتقى بعبد المطلب بن هاشم ونقل إليه رسالة إبرهة وحذره وقومه من قتال قائده فقال له عبد المطلب: والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه, أن يخلي بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه.
فرافق عبد المطلب بن هاشم حناطة الحميري وقابل إبرهة، فلَمَّا رآه إبرهة أجلّه فكان عبد المطلب رجلاً وقوراً حسن المظهر حتى أن إبرهة نزل عن عرشه وجلّس معه على البساط وقال لترجمانه قل له ما حاجتك فقال عبد المطلب: حاجتي أن يرد عليَّ المَلِك مائتي بعير أصابها لي.
فقال إبرهة: لقد كنت أعجبتني حتى رأيتك ثم زهدت فيك حين كلمتني أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك؟ ثم أكمل إبرهة قوله: أنا جئت لهدمه ألا تكلمني فيه؟ فردّ عبد المطلب بن هاشم: إنني أنا ربّ الإبل وإنّ للبيت رباً يحميه ويمنعك عنه.
وأعاد إبرهة على عبد المطلب أبله ورجع عبد المطلب إلى قريش فأمرهم بالخروج من مكة والتحصن برؤوس الجبال تخوفاً عليهم ثم قام عبد المطلب وأخذ بحلقة من حلقات باب الكعبة المشرفة وقام معه جماعة من قريش يدعون الله ويستنفرون على إبرهة وجنده ثم خرجوا إلى رؤوس جبال مكة.
وحينما تهيَّأ إبرهة لدخول مكة بجيشه ووجهوا الفيل محمود رفض أن يسير صوب الكعبة ولَمَّا وجَّهُوهُ نحو الشام أخذ يهرول وإلى جهة الشرق كذلك فما كان من إبرهة إلاّ بضرب سائس الفيل ليضربه حتى يدخل الحرم.. وفي هذه اللحظات كان عبد المطلب وأشراف مكة ينظرون ليروا ما يحدث فشاهدوا من معجزات الله تعالى عندما بعث تعالى على إبرهة وجيشه طيراً أبابيل -أي جماعات- وكانت الطيور الأبابيل سوداء اللون يحمل كل منها حجراً في منقاره وحجران في رجلّيه أكبر من حبة العدس وأصغر من حبة الحمص، وكانت الطيور تلقيها على جيش إبرهة لا يصيب أحداً منهم إلاّ هلك لساعته بينما تساقطت من الآخرين أعضاؤه عضواً عضواً وهم في طريق هروبهم، وكان منهم إبرهة الذي نال نصيبه من الهلاك بقوله الحق: "ألم ترَ كيف فعل رَبُّكَ بأصحاب الفيل... فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ".
وقد سُئِلَ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن ذلك الطير فقال: إنّه حمام بمكة جاء عشية هذا الحدث وانصرف بعدها.
والسّجيل في الآية الكريمة هو: الحجر شديد الصلابة، وقد عصفت الطير برؤوس جند إبرهة وأهلكتهم وأرسل الله تعالى ريحاً شديدة ضاعفت من قوة الحجارة ومن شدَّتها حتى أهلكت إبرهة وجيشه فجعلهم كعصف مأكول أي صاروا كالتبن وهو القشرة التي تغلف الحنطة وقوله الحكيم: "أرسل عليهم" فجاءت بصدد العذاب والعقاب.
وتناقل أهل الجزيرة خبر إبرهة مع جيشه الذي هلك وسورة الفيل التي أكَّدَتْ حماية الله سبحانه وتعالى لبيته العظيم وردعه لكل مَنْ تُسَوّلُ له نفسه أن ينتهك حُرمته أو يناله بالأذى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "إنّ الله قد حبس عن مكة الفيل وسلَّط عليها رسوله والمؤمنين وأنّه قد عادت حُرمتها اليوم كحُرمتها بالأمس ألا فليُبلغ الشاهد الغائب".



الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات   الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Emptyالأحد 30 أبريل 2023, 5:50 am

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Aio10
الذّئـــــــــب
سورة يوسف واحدة من القصص القرآني تحفل بالكثير من القيم الإيمانية والصبر الجميل والعفة والوفاء والعدل والقسط والتواضع والمغفرة والأمل في رحمة الله تعالى.
تلك المبادئ السامية والقيم الراقية التي نادت به شريعتنا الإسلامية الغراء.
وتحدثنا هذه السورة بما فعله إخوته به، وما كان من أمر حقدهم على أخيهم وإضمارهم الشر له.. فكان ليعقوب عليه السلام اثنا عشر ولداً.
يقول تعالى في سورة يوسف /4: "إنِّي رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين".
فقد اختص عزّ وجلّ من بينهم يوسف عليه السلام بالرسالة والنبوة، وحظي بحبِّ أبيه، مما أثار حسد أخوته عليه فكان خداعهم للأب الكهل عندما دبروا وتآمروا لإبعاده حتى يخلو لهم وجه أبيهم.
ويبرز لنا بين هذا التدبير ما اتفقوا عليه من خداعهم يعقوب عليه السلام، عندما طلبوا منه أن يرسل معهم يوسف، يقول عزّ وجلّ في سورة يوسف /11-12: "قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنّا له لناصحون أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون".
وأجتمع أخوة يوسف على أمر عظيم جلّل من قطيعة الرَحِم وعقوق الوالد وقلّة الرأفة بالصغير ليفرقوا بينه وبين أبيه على كِبَرِ ِسِّنه.
ويقول تعالى مخبراً عن نبيه يعقوب عليه السلام أنه قال لبنيه بشأن ما سألوه أنه يشقّ عليه مفارقته، وذلك لفرط محبته ليوسف، ولما توسم فيه من الخير العظيم وشمائل النبوة والكمال، والكمال لله وحده.
ثم تأتي الإشارة من الله عزّ وجلّ في سورة يوسف /13: "قال إني ليَحزُنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون".
فخاف الأبّ على ابنه لأنّه رأى في المنام ذئباً قد شدَّ على يوسف فكان يحذره، وخاف أن يقع فريسة للذئب إذا ما أغفل عنه أخوته وقت رعيهم ولعبهم.
وكان جواب الأخوة تأكيداً على حرصهم عليهكما جاء في سورة يوسف/14: "قالوا لئن أكلهُ الذئبُ ونحن عُصبةٌ إنَّا إذًا لخاسرون".
فاللام في الآية الكريمة: "فإن أكله الذئب" هي اللام الموطأة للقسم ذلك القسم الذي جوابه قولهم: "إذًا إنا لخاسرون".
وهكذا أُلْقِي يوسف في غيابة الجبّ بعدما ربطه أخوته ودلوه فيه ثم عادوا لأبيهم يبكون في الليل ويظهرون الجزع على أخيهم: "وجاءوا أباهم عشاءً يبكون . قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب".
ولكن لم يصدق الأبّ عُذر أولاده وكذبهم، وتكتمل أكذوبة أخوة يوسف وخداعهم لأبيهم الشيخ حين يخبرنا عزّ وجلّ في سورة يوسف/18: "وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ قال بل سوَّلت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ واللهُ المُستعانُ على ما تصفون".
وتتضح من الآية الكريمة أنّ أخوة يوسف قد جردوه من قميصه ليتخذوا منه دليلاً وأنهم ألقوه في الجُبّ من دون قميص.
أمَّا الدَّمُ الكذب الذي لوَّثوا به قميص يوسف فكان جزءاً من مكيدتهم لأخيهم حيث عمدوا إلى سخلة قد ذبحوها ولوَّثُوا بدمها القميص مُوهمين بأنّ هذا قميصه الذي يحمل أثار دمه، لكنّ الأخوة الأعداء نسوا أن يخرقوه، فلم يكن بالقميص أثر لأسنان الفاعل الذئب.
وعندما سمع يعقوب عليه السلام بخبر ابنه يوسف صاح بأعلى صوته: أين القميص؟ فأخذه وألقى على وجهه وبكى وقال: تالله ما رأيت كاليوم ذئباً أحلم من هذا أكل أبني ولم يمزق قميصه.
كما ارتبطت دلالات بقميص يوسف إذ كان دليلاً ليعقوب عليه السلام على كذب أبنائه.
كما كان دليلاً على براءته حين قُدَّ من دُبُر عندما راودته امرأة العزيز عن نفسها وكان قميص يوسف والذي عاد به بصر أبيه يعقوب عندما ألقاه على وجهه: "اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين".
ولعلّ كلمات يعقوب عندما فجع بهذا الخبر الكاذب قول يدل على عمق إيمانه، وبعدما تبين ما حدث لأبنه يوسف هو من تدبير أخوته لكنه تمسك بالصبر الذي لا شكوى فيه واستعان بالله القدير ليعينه على ما وصفه أخوة يوسف بشأن هلاكه.
ولم يكن يعقوب عليه السلام أمامه والجناة أبنائه إلاّ أن يبادر إلى الصبر الجميل، حتى نجد إنّ التعقيب القرآني على تلكم الأحداث قد جاء بحرف الفاء في سورة يوسف /18: "قال بل سَوَّلَتْ لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ واللهُ المُستعانُ على ما تصفون".
وهكذا تمثل أخوة يوسف في حقدهم وحسدهم بصفات وحشية لا تقل عن صفات ذلك الذئب الذي نسبوا إليه زوراً وبُهتاناً جريمتهم في سورة يوسف والتي صورت لنا المدى الذي يمكن أن يدفع إليه الحقد والحسد حتى بين الأخوة أبناء نبيّ من أبناء الله فاتصف بالصبر والتمسك به والاستعانة بخالقه في حالك الظروف وأقساه عليه.



الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات   الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Emptyالأحد 30 أبريل 2023, 5:53 am

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Acoo10

الدّابــَّــــة

ذُكرت الدابة في القرآن الكريم في ثماني عشرة آية تتحدث عن قدرة الله سبحانه وتعالى الذي خلق السماء والأرض وما عليها من إنسان ونبات ودواب، وتذكر الناس بأن الله وحده لا شريك له الأحق بالعبادة.وتشهد دلائل الخلق على قدرة البارئ المصوّر وربوبيته، ومنها الآية السابقة التي نزلت لتنهي المشركين عن عبادة أصنامهم الكثيرة التي كانوا قد صفوها حول الكعبة المشرفة وهي آية تشمل على مظاهر الخلق العديدة التي تعجز تلكم الأصنام هي ومن عبدها عن خلق شيء منها إذ قال تعالى في سورة البقرة /164: "إنّ في خلق السَّماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفُلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل اللهُ من السَّماء من ماءٍ فأحيا به الأرض بعد موتها وبَثَّ فيها من كل دَآبَّةٍ وتصريف الرياح والسَّحاب المُسخَّر بين السَّماء والأرض لآياتٍ لقومٍ يعقلون".

لقد أشارت آيات الله سبحانه وتعالى  للدابة لتوضح للناس جوانب كثيرة من فضل الله ونعمائه، فتعالى يرزق الإنسان والدواب والطير والحيوان تتكفل بأرزاق ما خلقه من دواب الأرض صغيرها وكبيرها ويعلم مستقرها ومنتهى سيرها كما في سورة هود /6: "وما من دَآبَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلمُ مُستقرَّها ومُستودعها كُلٌ في كتابٍ مبينٍ".

إنّ ذلكم مكتوب عند الله القدير الذي خلق تلك الدواب وقدر لها أرزاقها وأخذ بناصيتها وسيرها وقدر أطوار حياتها، فهو الحاكم العدل الذي لا يجور في حكمه، ويرزق الإنسان والحيوان وبيده مصيره ومحياه ومماته.

وتلك هي حقائق يؤكدها ويذكرها القرآن الكريم حجة بالغة ودلالة على إنّه وحده الأحق بالعبادة حتى ينصرف المشركون عن عبادة الأوثان والأصنام التي لا تنفع ولا تضر ولا تسمع ولا تبصر: "وفي خلقكم وما يَبُثُّ من دَآبَةٍ آياتٌ لقومٍ يُوقنون".

وأرشد تعالى خلقه إلى التفكير في قدرته العظيمة.

وهناك حجج بينات تؤكد أنه هو الواحد الذي يسجد له خلقه على اختلاف أنواعهم وأشكالهم ويسبحون بحمده، بقوله سبحانه الكريم في سورة النحل /49: "ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دَآبَةٍ والملائكة وهم لا يستكبرون".

كذلك خلق الله الدواب وبثها في الأرض بكل أجناسها وأنواعها دليلا على قدرته، فتعددت أشكال وألوان وطباع ومظهر الدواب شأنها في ذلك شأن خلقه تعالى من البشر.

يقول الحق في سورة الإنعام /38: "ومَا مِن دَآبَةٍ في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلاّ أمَمٌ أمثالكم".

وإنّ في خلقه تعالى للدواب والطير بكل أصنافه دلالة على عظم قدرته وأتساع علمه وسلطانه وتدبيره لتلك المخلوقات المتفاوتة الأجناس والمتكاثرة الأصناف.ووردت هذه الحقائق في عدة مواضع من كتاب الله العزّيز.

فيقول الحق في فاطر /28: "ومن الناس والدَّوآبِّ والأنعام مُختلفٌ ألوانهُ كذلك إنّما يخشى الله َمن عباده العُلماءُ".

إذن فالعلماء هم العارفون بالعلم خير من يتفهم جوانب العظمة في خلق الله تعالى يخشونه خشية صادقة قائمة على الإيمان والعلم عرفوا من علمهم الكثير من مظاهر قدرة الله العزّيز في خلق الدواب وتدبير أسباب الرزق لها، كما رزق تعالى الإنسان يقول تبارك وتعالى في سورة هود /6: "وما من دَآبَةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مُستقرها ومُستودعها كُلٌ في كتابٍ مبينٍ".

ويحدثنا جلّ جلاله عن خلق الدواب في إعجاز قرآني يتمثل بقوله الكريم في سورة النور /45: "والله خلق كل دَآبَةٍ من ماءٍ فمنهم مَن يمشي على بطنه ومنهم مَن يمشي على رجليه ومنهم مَن يمشي على أربع يخلق اللهُ ما يشاء إنّ الله على كل شيءٍ قدير".

ثم يأتي ذكر الدابة في القصص القرآني عندما أخبرنا تعالى عن النبي سليمان عليه السلام والذي سخر الله له جيشاً من الدواب والحيوان والطير والجان، وخاطب الهدهد وسمع حديث النمل وغير ذلك من المعجزات في سيرته وتعرفنا في ظروف وفاته عليه السلام على نوع آخر من الدَّوآبِّ ألا وهي دَآبَةُ الأرض -الأُرْضَة- كما ورد في سورة سبأ/14: "فلمَّا قضينا عليه الموت ما دلّهم على موته إلاّ دَآبَةُ الأرض تأكل مِنسأته فلَمَّا خَرَّ تبينت الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المُهين".

كذلك ذكر الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه كان من عادة النبي سليمان عليه السلام أن يعتكف في بيت المقدس، فلما جاء أجلّه قال: اللهم اجعل الجنة تعمي عن موتي حتى يعلم الناس أنهم يعلمون الغيب لأنّهم كانوا يسترقون السمع ويوهمون الناس أنهم يعلمون الغيب.



الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات   الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Emptyالأحد 30 أبريل 2023, 5:55 am

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Ayoo10
الحيـّـــــــــــة

اختار الله سبحانه وتعالى موسى بن عمران ليكون نبيه ورسوله وعزّزه بالمعجزات التي تشد من أزره وتعينه على حمل رسالته واعتلاء كلمته وليذكرهم بأن الساعة آتية لتجزى كل نفس بما تسعى.

ويحدثنا القرآن الكريم عن سيرة موسى عليه السلام في مواضع من سوره العظيمة، فقد جاء في سورة القصص أنه عليه السلام انصرف من مدين مع أهله وسار في ليلة مظلمة باردة ويشاهد عن بعد نارا توجه إليها، ووصل إلى وادي طوى وعن يمينه من ناحية الغرب شجرة خضراء من العوسج قصدها موسى وانتهى إليها وهنا حدث ربه، في سورة طه /11- 14: "فلما آتاها نودي يا موسى، إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لِمَا يُوحَى إنني أنا اللهُ لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري".

وكانت هذه اللحظات العظيمة عندما حدث الله نبيه وكلمه موسى بداية لمولد رسالة جديدة من رسالات الله التي شهدت معجزة خارقة دلت على قدرته عزّ وجلّ وهي معجزة العصا التي صارت حية ضخمة بأمر الله تعالى، في سورة طه/17 - 18: "وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهُشُّ بها على غنمي وليَ فيها مآربُ أخرى".

إنّ هذا الحديث إيناس لموسى عليه السلام وتمهيداً لتنبيهه إلى قدرته الباهرة عندما يشاهد بعينه الحياة تدبّ في قطعة الخشب اليابس التي كان يمسها في يده ويستخدمها ليهش بها ورق الشجر لتأكله أغنامه، وسؤال ربّ العزّة له عن مآرب العصا تخفف عليه بعد أن توقف لسانه بسبب هيبة ذلك الموقف ثم أمره تعالى بإلقاء عصاه في سورة طه /19 –20: "قال ألقِها يا موسى . فألقاها فإذا هي حيةٌ تَسعى".

واسم الحيّة ينصرف إلى الذكر والأنثى الصغير منها والكبير وصفت بأنها تسعى أي تتحرك في خفة وسرعة، وذُكِرَ أن طولها أربعين ذراعاً.

ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: إنّ العصا انقلبت ثعبانا ذكراً يبتلع كل ما أمامه.

بينما ذكر ابن كثير في تفسيره: إنّ هذا الثعبان كان من الضخامة بحيث أنّه عندما يمرّ بالصخرة فيلقمها، ويطعن بنابه الشجرة فيجثها.

ووصف هذا الحدث في كتاب الله العزّيز في سورة النمل/10: "وألقِ عصاك فلمَّا رآها تهتزُّ كأنَّها جَآنُّ ولَّى مُدبرًا ولم يُعَقِّبْ".

فلمَّا رأى هذا المشهد موسى عليه السلام هرب خوفاً منها ولم يعقب.

أي لم يلتفت فناداه الله سبحانه وتعالى في سورة القصص/31: "يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين".

وعندما رجع عليه السلام أمره ربه أن يمسك بها فسيعيدها إلى ما كانت عليه لتصبح عصا يتوكأ عليها ويستخدمها في مآربه الأخرى يقول الحق في سورة/21: "قال خُذها ولا تخف سنُعيدُها سيرتها الأولى".

ويقول ابن كثير أنّ  موسى -عليه السلام- وقف بعدما أن ناداه ربه ورجع وهو شديد الخوف وكانت يمينه مدرعة من الصدف، فلما أمره تعالى بأخذها لفّ طرف المدرعة على يده ثم وضعها على فم الحية وقبض عليها فإذا هي عصاه التي عهدها وإذا يده في موضعها الذي كان يضعها فقد أعادها الله إلى حالها الذي يعرفه النبي موسى وبهذا تحققت معجزة الله تعالى في لحظات تعريف ذلك النبي باصطفائه واختياره رسولاً ونبياً.

وهناك برهان آخر لموسى عليه السلام عندما أمره الله الجلّيل أن يدخل يده في جيبه لتخرج بيضاء ناصعة، وعندئذ أمره الحق أن يذهب إلى فرعون ليبلغه رسالة ربّه في سورة طه/20: "اذهب إلى فرعون إنه طغى".

ذهب موسى وهارون عليهما السلام- إلى فرعون ليبلغانه برسالة الله ويدعوانه إلى عبادته والتخلي عن طغيانه وتمرده وتجبره: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى . فقولا له قولًا لينًا لعله يتذكَّرُ أو يخشى".

لكنّ فرعون لم يؤمن بما أخبره موسى عن ربه وهو خالق كل شيء واتهمه مع أخيه هارون بأنّهما ساحرين.قال تعالى في سورة طه /56-58: "ولقد أريناه آيتنا كلها فكذب وأبى . قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى . فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدًا لا نُخلفه نحن ولا أنت مكانًا سوى".

وهنا جمع فرعون كل السحرة وجاء موسى يتوكأ على عصاه ومعه هارون، وكان سحرة فرعون واثقين من غلبتهم بعدما عمدوا إلى حبالهم وعصيهم فأودعوها الزئبق وسواه من المواد.. وسألوا موسى مَنْ يُلقي الأول، فألقوا حبالهم وعصيهم فصارت تضطرب ويخيل للرائي إنها تسعى لأنهم سحروا أعين الناس، ويذكر انه قد خُيِّلَ لهم أن الوادي قد امتلأ بالحيات، وكان السحرة قد أتوا بسحر عظيم لبضعة وثلاثين ألف رجلّ معه حبل وعصا رموها أمام الجميع.. لكنّ برهان الخالق العظيم أقوى فقامت المُعجزة الإلهية وأتضح البرهان في سورة الأعراف /117-118: "وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقفُ ما يأفكون . فوقع الحقُّ وبَطَلَ ما كانوا يعملون".

وهكذا كشف الله القدير عن قلوب السحرة غشاوة الغفلة وأنارها بالهدى فأنابوا إلى ربّهم وخرُوا له ساجدين: "فغُلِبُوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألْقِىَ السَّحرةُ ساجدين . قالوا آمنا بِرَبّ العالمين رَبّ مُوسى وهارون".



الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات   الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Emptyالأحد 30 أبريل 2023, 5:56 am

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Aoa10
البغــــال

ورد ذكر البغال في آية واحدة في كتاب الله العزّيز حين حدثنا بما أنعم الله على الإنسان بخلقه دواب الركوب وحمل الأثقال.

وإن ذكر البغال كنوع من دواب الركوب والحمل في القرآن الكريم هي أحد مظاهر الإعجاز القرآني فيما أتبعه في سرد هذه الأنواع الثلاثة من الحيوانات: الخيل، والبغال والحمير، وترتيب ورودها في الآية الكريمة دليل على أحكام آيات القرآن المجيد وفق منطق إلهي يستند إلى أنّه سبحانه هو العليم الحكيم، ويؤكد لنا أنّ كلمات القرآن ومفرداته إنما تتبع نظاماً مُحكماً يضبط أولوية تواردها ولهذا مغزى يتطلب منا دقة تأمل وتدبر لأنه لا مبدل لكلماته جلّ شأنه

وقد ذكرت البغال في موضع معين في الجملة يسبقها اسم الخيل ويعقبها الحمير وإذا ما رجعنا إلى الحقائق العلمية لتعرفنا على مغزى هذا الترتيب في ذكر الأسماء وترتيبها على هذا النحو: فالبغل حيوان عقيم لا يلد ولا يُنجب ولا يتناسل بل يتوالد من تزاوج الحصان والحمار، وهو توالد قد يكون في الطبيعة، ويتأتَّى من تدبير الإنسان، لكنّه في جميع الأحوال هو خلق من نوع يختلف عن توالد وتناسل بقية أنواع الحيوان التي تتوالد من بني جنسها.

 وذكر تعالى البغال بين هذين النوعين من الحيوان اللذان ينجبانه وهو الفرس من ناحية والحمار من ناحية أخرى، أي انه يرد في الجملة بموقع يتوسَّط طرفي توالده وأسباب وجوده كما في سورة النحل /8: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون".

إنّ هذا الإبداع البلاغي في الآية المباركة لا يبين لنا مغزى ترتيب مفردات الآية فحسب بل يؤكد أيضاً انه سبحانه وتعالى خالق كل شيء وفقا لمشيئته ولما قدره لكل نوع من أنواع الخلق من أسباب الوجود والنشوء والتناسل.

وعندما نرجع إلى دوائر المعارف العلمية لنعرف المزيد من الحقائق عن هذا الحيوان الذي يولد نتيجة تزاوج ذكر الحمير وأنثى الخيل أي الفرس كما يمكن أن يتوالد من ذكر الخيل أي الحصان وأنثى الحمار.

وقد استخدمت البغال كحيوانات للحمل منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وتتميَّز بأنها تجمع ما بين قوة الخيل وتحمُّل الحمير وقدرتها على تحمل المشاق، وهي حيوانات عقيمة ويرجع ذلك إلى أن ما يعرف بالكروموزومات في السائل المنوي للبغال أقل من تخصيب البويضة ليحدث الحمل والتناسل، لذا أصبحت عقيمة.

لكن المعروف علمياً إنّ التزاوج بين أي نوعين مختلفين من الحيوان لابد وأن يكون ثمرة ذلك التناسل حيوانات عقيمة، وتلك الحقائق العلمية كان العرب يجهلونها مع غيرها من الأمم وقت نزول القرآن الكريم، ومن هنا يتضح معنى ومغزى العبارة القرآنية من آية سورة النحل التي اختتمت بها هذه الآية: "ويخلقُ ما لا تعلمون".

فلم يكن العلم قد توصَّل إلى شيء من هذه الحقائق العلمية التي تكشَّفت مؤخراً.

وحينما ذكرت الخيل والبغال والحمير في الآية الكريمة ذكر الغاية من خلقها وهو الركوب والزينة بمعنى إنها تركب وهي زينة لمن يركبها: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة".

لكنّ الآية الكريمة التي تسبقها في سورة النحل تلقي المزيد من الضوء على الحكمة الإلهية من خلق هذه الحيوانات الثلاثية وأسباب ذكرها فيما خلقه تعالى من نِعَم، ونجد أنّ حمل الأثقال يرد في المقام الأول باعتبارها من حيوانات الحمل التي خلقت لتخفف عن الإنسان مشاق ومتاعب حمل الأمتعة والبضائع تخفيفا من الله تعالى ورأفة ورحمة كما في سورة النحل/ 7: "وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيهِ إلا بِشِقِّ الأنفس إن ربكم لرؤفٌ رحيمٌ".

كذلك يخبرنا تعالى أنّه رحمة منه بالإنسان خلق له تلك الدواب التي تحمل أثقاله من بلد إلى علم الله تعالى إن الإنسان لم يكن له ليحمل تلك الأثقال وينتقل بها إلاّ بجهدٍ وبشقِ الأنفُسِ، فَنِعَم الله القدير عديدة لا تحصى: "وإن تَعُدُّوا نعمة الله لا تُحصُوهَا".

لقد خلق الحق العزّيز الدواب ويسرّ للإنسان أن يقهرها لتصبح ذليلة له لا تمتنع منه تنصاع لكبارهم وصغارهم، يقول ابن كثي: لو جاء صغير إلى بعير لأناخه، فهو ذليل منقاد له ولو كان خلفه مائة بعير لساروا جميعا خلف الصغير.

وأجملت للإنسان في البحر والبر آيتان في سورة الزخرف /12-13: "والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون . لِتَستَوُوا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كُنَّا له مُقرنين".

فالجميع يركب على ظهر الخيل والبغال والحمير كما يركب على ظهر الفُلك فهو يستوي على ظهورها وعليه أن يشكر ربه على نعمه ويسبح بحمده ويروى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا وضع رجلّه في الرِكاب قال: باسم الله فإذا استوى على الدابة قال: الحمد لله على كل حال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وكبر ثلاثاً وهللَ ثلاثاً.

لكنّ تحديد الخيل والبغال والحمير للركوب والحمل في سورة النحل السابقة يجعلها تختلف عن الأنعام والتي قصد بها: الإبل والبقر والأغنام، كما ورد في سورة النحل /5: "والأنعام خلقها لكم فيها دِفْئٌ ومنافعُ ومنها تأكلون".

فالخيل والبغال والحمير حيوانات خلقها تبارك وتعالى للركوب وحمل الأثقال ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل لحومها.

روى الإمام أحمد قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير".

كما ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قوله: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم رأس وأذن في لحوم الخيل"، وعنه أيضاً قال: "ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمير والبغال ولم ينهنا عن الخيل".



الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات   الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Emptyالأحد 30 أبريل 2023, 5:57 am

الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات Aoo10

الذُّبـَــــــــــاب

إنّ فَيْصَل الحقّ ودليل الألوهية يتمثَّل في قدرته سبحانه العظيم على خلق السماوات والأرض وما بينها، فليس لِمَنْ عبد من دونه تعالى القدرة على أن يخلق شيئاً حتى أصغر المخلوقات وأقلها شأناً كالذبابة.

لذا اختار عزّ وجل الذباب هذه الحشرة ليضرب بها المثل للناس وليُذكّرهم بقدرته العظيمة على الحق كدليل وبينة على قدرته التي لاحدّ لها وعلى أنّه هو الواحد الأحد الذي لا شريك له خالق السماوات والأرض بقوله في سورة الحج: "يا أيها الناسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فاستمعوا له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذبابُ شيئًا لا يستنفذوه منه ضَعُفَ الطالبُ والمطلوبُ".

ويخاطب الخالق جمهرة الناس ويخصّ بذلك الجاهلين المشركين مَن عبد منهم الأصنام جهلاً وضلالاً ليضع سبحانه الحقائق أمام أعينهم جلّية باهرة فمحك الاختيار هو القدرة على الخلق.

ويطلب تعالى منهم أن يستمعوا إلى المثل الذي يضربه ويتأمَّلُوه ويفهموه، فالحقيقة التي لا مِرَاءَ فيها ولا جدال أنهم لو طلبوا من تلكم الأصنام أو الأنداد أن تخلق ذبابة ما قدروا على ذلك.

إذن الاستحالة قائمة حتى لو اجتمعوا وحشدوا كل جهودهم أو تعاونوا فيما بينهم، فتلك الأصنام والتماثيل والصور التي عبدوها لا تستطيع أن تخلق شيئاً مما خلق الله تعالى حتى أذلّه وأصغره وأذلّه تحقيراً، ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا كما قال أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عزّ وجلّ: "ومَنْ أظلمُ مِمَّنْ ذهب يخلق كخلقي . فليخلقوا ذرةً، فليخلقوا شعيرةً".

وإنّ القدرة على الخلق دليل الإعجاز الإلهي والمعجزة قائمة في كل عصر تؤكد قدرة الباري المصور ووحدانيته، تلك القدرة التي ظلت سراً من أسرار الوجود لا قِبَلَ للإنسان أن يعرفها مهما تقدم به العلم.

فالعلم البشري بكل ما حققه من تطور لا يصل إلا للمحدود من الحقائق والنتائج العلمية، ولكنها حقائق محدودة نجد في كتاب الله العظيم ذكر لها.

إذن فالمحاولات البشرية والسباق العلمي مهما تعاظم أو تقدم فإنه لا يصل إلا إلى ذرات محدودة من بعض بصيص العلوم بالقدر الذي سمح عزّ وجل لهم وأتاح لقدراتهم البشرية.

فلم يعلمنا القرآن الكريم أسرار الوجود لكنّه أكدها كحقائق علمها عند الخالق سبحانه وتعالى الذي لديه علم الحياة والموت ولم يعطها لغيره إلا بإذن منه، فقد أعطى سبحانه هذه المعجزة لرسوله عيسى -عليه السلام- ولكن ما قام به كان بإذن الله، يقول عيسى -عليه السلام- بقوله الحكيم في سورة آل عمران /49: "إني أخلقُ لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخُ فيه فيكون طيرًا بإذن الله وأبرئُ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدَّخِرُونَ في بيوتكم".

وكان العرب أول مَنْ خاطبهم القرآن المجيد وهم، الذين لا بَاعَ لهم في العلوم الحديثة ولا قدرة لهم على تفهُّم معطيات العلم ونظرياته كأن التمثيل والتشبيه هو الوسيلة المثلى لتجسيد مثل هذه المفاهيم ليدركوا من خلالها إنّ الأصنام التي عبدوها كفراً وضلالاً أضعف من أن تخلق ذبابة، بل وأضعف من أن تتدخل في مسيرة النظام الطبيعي الذي تعيش به هذه الحشرة الصغيرة! فإذا ابتلعت الذبابة شيئاً كانت تلك الأصنام أضعف من أن تسترجعه وهذا أيضاً يستعصي على ما عبدوا تلك الأصنام فكلهم ضعيف لا قدرة له ولا حول ولا قوة لذا يقول رب العزّة والقدرة في سورة الحج/73: "وإن يَسْلُبُهُمُ الذبابُ شيئًا لا يستنقذوهُ منهُ ضَعُفَ الطالبُ والمطلوبُ".

ومن أوجه البلاغة القرآنية في الآية الكريمة الإشارة إلى خبرة من الخبرات التي عاشها هؤلاء الكفار واستناد المثل إلى تجاربهم في عبادتهم الفاسدة، فقد كانوا يطلون أصنامهم بالزعفران ويغطون رؤوسها بالعسل ويغلقون عليها الأبواب ولكن الذباب على ضعفه كان يتسلل من النوافذ والكوى -الفتحات- ليلعق العسل رغماً عنهم  وهم إزاءه عاجزون غير قادرين على منعه!

كذلك نجد في الآية السابقة من سورة الحج تسوية في التشبيه فهو تشبيه للكافرين بالذباب في ضعفه بل هم أقل ضعفاً من الذباب، وهنا الذباب هو الغائب المنتصر والإنسان هو المغلوب الخاسر الذي وقف حائراً لاستعادة ما سلبه منه الذباب.

وتجمل الآيات المباركة مغزى هذا المثل في سورة الحج /74: "وما قدروا اللهَ حَقَّ قدرهِ إنّ اللهَ لقويٌ عزيزٌ".

فالذين ضلوا بعبادتهم الأصنام التي لا تقوى على حتى مقاومة الذباب لضعفها وعجزها قد نسوا أن تعالى هو القوي القادر الذي خلق الحياة بمن فيها من بشر وحيوان ونبات وجبال وأنهار، وجهل المشركين بتلك الحقائق هو الذي أورثهم ذلك الكفر فلم يدركوا عظم قدرته العظيمة في الخلق تلك القدرة التي خص بها الله عزّ وجلّ ذاته الإلهية لأنه: "هو الذي يبدأُ الخلقَ ثم يُعِيدُهُ وهُوَ أهْوَنُ عليه".

إنّ معجزة الله في الخلق هو لله وحده، فهو الذي أوجد الحياة وسبر ناموسها، ووضع قوانينها بخلق الذكر والأنثى وتكاثرهما وتلك حقيقة لم يستطع الإنسان بعلومه إلا أن يتأكد منها يوماً بعد يوم فهو ناموس سارت عليه الحياة ونسق ارتضاه لها جلّت قدرته نراه في كافة خلقه من حولنا أوضحه لنا في القرآن الكريم، وجاء في سورة النساء/4: "يا أيها النَّاسُ اتقوا رَبَّكُمُ الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبَثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا اللهَ الذي تساءلونَ به والأرحامَ إنَّ اللهَ كان عليكُم رقيبًا".



الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الخامس: الحيوانات والحشرات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثامن: غرائز الحيوانات
» الفصل الخامس
» الفصل الخامس
» الفصل الخامس
»  الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: أسماءٌ في القُرآن-
انتقل الى: