منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 شهر شوال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

شهر شوال Empty
مُساهمةموضوع: شهر شوال   شهر شوال Emptyالثلاثاء 21 مارس 2023, 3:22 pm

شهر شوال 457

وفاة الكاتب الكبير خالد محمد خالد 9 شوال سنة 1416هـ (1996م):
شهر شوال 932
•    اسم الكاتب: إسلام ويب
كاتب إسلامي شهير اتسمت كتاباته بأسلوب رشيق بديع، وقدرة فائقة على التعبير والغوص إلى جوهر الأشياء، ووصفها بيسر وروعة واقتدار.

نفع الله بكتاباته نفعًا كبيرًا، وتلقفها القراء في شوق؛ لأنها -ككل أعماله- اتسمت بالإخلاص، وتدفقت بالعاطفة الصادقة الجياشة والأسلوب الجذاب البديع.

وأشهر مؤلفاته، وأكثرها انتشارًا هي الإسلاميات التي جاءت فريدة في بابها من حيث الأسلوب، وطريقة التناول، وأشهرها على الإطلاق "رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم" الذي تحدث فيه باقتدار عن سيرة ستين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اسمه و مولده:
اسمه: خالد محمد خالد ثابت.

كان مولده يوم الثلاثاء 27 رمضان سنة 1339هـ، الموافق 15 يونية سنة 1920ميلادية في "العدوة"، إحدى قرى محافظة الشرقية بمصر، والتي تبعد عن الزقازيق بنحو ستة كيلو مترات.

نشأته:
نشأ في بيت علم وفضل وكرم وبركة، فقد كان جده من علماء الأزهر، وكان والده -الشيخ محمد- كريمًا جوادًا مهابًا محبًّا للصالحين.

رُزِق الشيخ محمد ستة من الأولاد وبنتًا واحدة، وقد سمَّى أحدَ هؤلاء باسم «خالد»، رجاء أن يصير كجده «خالد» عالمًا، وُيجدد في الناس ذكراه.

التحق خالد بكُتَّاب القرية حيث أمضى به سنوات، حفظ في أثنائها قدرًا من القرآن، وتعلم القراءة والكتابة، ولما شب عن الطوق عقد والده عزمه على أن يُلحقه بالأزهر الشريف.

كان أخوه الأكبر «حسين» يقيم في القاهرة، فقرر والده أن يسافر مع أخيه «حسين» إلى القاهرة، كي يشرف بنفسه على تحفيظه كتاب الله العظيم.

أتم خالد حفظ كتاب الله، شرط الالتحاق بالأزهر في خمسة أشهر -كما بين ذلك مفصلًا في مذكراته- ثم التحق بالأزهر الشريف في سن مبكرة، وظل يدرس فيه على مشايخه الأعلام طيلة ستة عشر عامًا، إلى أن تخرج فيه سنة 1947م من كلية الشريعة، وكان آن ذاك زوجًا وأبًا لاثنين من أبنائه.

وبعد التخرج في الأزهر عمل بالتدريس؛ لأنه -كما ذكر بنفسه- كان يؤمن بأن التدريس مهنة رفيعةُ القدر، وبقى في التدريس حتى تركه نهائيًّا عام 1954م، حيث عُيِّن في وزارة الثقافة مستشارًا للنشر، ولكنه ترك الوظائف نهائيًّا بالخروج الاختياري إلى المعاش عام 1976م، ورفض كلَّ العروض المغرية التي بُذلت له لشغل وظائف قيادية في الدولة، سواء في حكم عبد الناصر أو السادات، ورفض -أيضًا- عروضًا أخرى كثيرة، وأسفارًا يسيل لها اللعاب، وآثر أن يبقى في حياته المتواضعة البسيطة التي يغلب عليها الزهد والتقلل.

"من هنا نبدأ" ورجوعه إلى الحق.
منذ كتابه الأول "من هنا نبدأ" خرج خالد محمد خالد على الناس ككاتب فذ، وصاحب فكرة، لكنه أحدث ضجة كبيرة وصخبا هائلا بهذا الكتاب الذي جعل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله  يكتب ردا عليه بكتاب (من هنا نعلم).

وطبع "من هنا نبدأ" ست طبعات في سنتين اثنتين، وتُرجم في نفس السنة التي صدر فيها إلى الإنجليزية في أمريكا، وكتبت عنه عدة رسائل وأبحاث جامعية ومقالات في أنحاء متفرقة من أوروبا وأمريكا.

ولكن فطرة المؤلف النقية ونيته الصادقة جعلاه –فيما بعد– يقول إنه عندما رأى حفاوة أعداء الإسلام بالكتاب أدرك أنه أخطأ فيه.

وهنا يتجلى واحد من مواقفه التي امتلأت بها حياته، إذ ظل يفكر فيما دعا إليه فيه من فصل الدين عن الدولة ويقلبه في ذهنه حتى أعلن على الملأ رجوعه عن هذا الرأي، فلم يخجل –وهو الكاتب الكبير– من أن يعلن أنه أخطأ، وراح يصحح ذلك الخطأ بكل قوته، فلم يترك وسيلة من وسائل إذاعة هذا التصحيح إلا أتاها من مقالات أو تحقيقات صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية.

ثم لم يكتف بهذا كله؛ فكتب كتابًا كاملاً أعلن فيه تصحيحه لرأيه الأول، وراح يدلل على أن الإسلام دين ودولة، بل إنه جعل عنوان  الكتاب هو "الإسلام دين ودولة" (حق وقوة، ثقافة وحضارة، عبادة وسياسة).

من أقواله المأثورة في كتبه:
• "إني لا أرفض إنسانًا لأن فيه خطأ أو اثنين أو عشرة، وأرفض معه بقية فضائله، فقد توجد فيه فضيلة واحدة تزن صلاح مائة عابد".

• "الله سبحانه لا يعيق المهاجرين إليه، والمسافرين إلى رضوانه، بل يجعل لهم الأرض مهدًا والسماء سُبلاً".

• "لابد للحب كي يصفو ويدوم أن يكون خالصًا، صافيًا، نقيًا، وبكلمة واحدة: أن يكون لله رب العالمين".

• "كما ننام نموت.. وكما نستيقظ نُبعث.. ومن كان في شك من الموت والبعث، فليعش إن استطاع بلا نوم وبلا استيقاظ".

• "إننا من طول ما ألفنا بعض الآيات القرآنية، وبعض الأحاديث النبوية، أصبحنا لا نهتز من أعماقنا للسر الباهر الذي تحمله والحكمة الثاقبة التي تمنحها".

• "لا تجد مؤمنًا إلا حييًا، ولا منافقًا إلا عديم الحياء".

• "الإسلام لم يأتِ ليعلمنا أخلاق الصوامع، بل ليعلمنا أخلاق المدينة".

• "الكذب مفسدة مطلقة؛ لأنه سريع النمو، سريع الانتشار، وله ضراوة كضراوة الخمر أو أشد".

• "الرياء آفة تمحق الأعمال وتردها ترابًا في تراب".

• "التواضع نعمة من الله يهبها لكبار النفوس".

• "الإيمان بالقدر لا يقول لك: نم وانتظر قدرك. بل يقول: قم واكتشف قدرك".

• وسُئل عن القومية العربية فأجاب: "إني لا أعرف شيئًا عن القومية العربية، ولكني أعرف أشياء عن الوحدة الإسلامية".

مؤلفاته:
ترك –رحمه الله– ثروة علمية كبيرة تربو على ثلاثين كتابًا، غير المقالات والأحاديث الكثيرة التي لم تُجمع بعد ، وقد ترجمت بعض هذه الكتب إلى لغات كثيرة في أنحاء عديدة من العالم.

وهذه قائمه بأسماء كتبه:
1. من هنا نبدأ.
2. مواطنون.. لا رعايا.
3. الديمقراطية، أبدًا.
4. الدين للشعب.
5. هذا .. أو الطوفان.
6. لكي لا تحرثوا في البحر.
7. لله والحرية (ثلاثة أجزاء).
8. معًا على الطريق محمد والمسيح.
9. إنه الإنسان.
10. أفكار في القمة.
11. نحن البشر.
12. إنسانيات محمد.
13. الوصايا العشر.
14. بين يدي عمر.
15. في البدأ كان الكلمة.
16. كما تحدث القرآن.
17. وجاء أبو بكر.
18. مع الضمير الإنساني في مسيره ومصيره.
19. كما تحدث الرسول.
20. أزمة الحرية في عالمنا.
21. رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم.
22. في رحاب علي.
23. وداعًا عثمان.
24. أبناء الرسول في كربلاء.
25. معجزة الإسلام عمر بن عبد العزيز.
26. عشرة أيام في حياة الرسول.
27. والموعد الله.
28. خلفاء الرسول.
29. الدولة في الإسلام.
30. دفاع عن الديمقراطية.
31. قصتي مع الحياة.
32. لو شهدت حوارهم لقلت.
33. لقاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم
34. إلى كلمة سواء.
35. قصتي مع التصوف.
36. أحاديث قلم.
37. الإسلام ينادي البشر (الجزء الأول: إلى هذا الرسول)، وكان هذا آخر كتبه، وقد أراد له أن يخرج في ثلاثة أجزاء:
الأول: "إلى هذا الرسول صلى الله عليه وسلم".
الثاني: "إلى هذا الكتاب" (القرآن).
والثالث: "إلى هذا الدين".

ولكنه لم يتمكن إلا من كتابة الجزء الأول، ثم وافته المنية.

وفاته:
كان رحمه الله قد مرض مرضًا طويلاً، واشتد عليه المرض في سنواته الأخيرة، إلى أن كانت وفاته وهو في المستشفى ليلة الجمعة 9 شوال سنة 1416هـ الموافق 29 فبراير سنة 1996م عن عمر يناهز 76 عامًا.

وكان من وصيته أن يُصلى عليه في الجامع الأزهر فصُلي عليه بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة، ثم سافروا به -رحمه الله- إلى الشرقية، ليدفن بقريته (العدوة) كما هي وصيته رحمه الله.



شهر شوال 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

شهر شوال Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر شوال   شهر شوال Emptyالثلاثاء 21 مارس 2023, 8:30 pm

وفاة الدكتور عبد الصبور شاهين 17 شوال 1431هـ (2010 م):
شهر شوال 1716
•    اسم الكاتب: اسلام ويب
كان الدكتور عبد الصبور شاهين رحمه الله خطيبًا مفوهًا، يتمتع بفصاحة اللغوي، وحجة المتبحر، كما كان يتميز باستخدامه السَّلِس للُّغة العربيَّة، وتعبيراته الرَّائعة، ومفرداته البديعة وصوته المُميَّز وهو أحد رواد الدراسات اللسانية في العالم العربي.

عرفته كلية دار العلوم بجامعة القاهرة أستاذًا بارعًا، وعرفه جامع عمرو بن العاص في القاهرة خطيبا ناصحا، وعرفته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن محاضرًا مخلصًا، وعرفته المكتبة العلمية الإسلامية كاتبًا متمرسًا ومترجماً متميزاً، بأكثر من سبعين كتاباً.

كان الدكتور عبد الصبور شاهين شاهدًا على عصره فاعلا في الشأن العام إعلاميًّا وسياسيًّا بنشاط تشهد به أروقة مجلس الشورى المصري حيث كان عضوا به.

كان رحمه الله له دورِه الدفاعي عن الإسلام، الذي تمثَّل في البرامج الإذاعيَّة والتليفزيونيَّة التي شارك فيها، ومقالاته وتصريحاته للصحف التي ردَّ فيها على كثير من الخصوم الذين حاولوا النَّيْل من الدين الحنيف، في غمرة بعض الأحداث المؤسِفة، التي كان يستغلُّها هؤلاء الخصوم، ويلاحظ أنه كان صلبًا أمام الهجمات العاتية التي قادها بعض المنتسبين إلى النُّخَب الموالية للغرب، والكارهة للإسلام.

نشأته:
ولد الدكتور عبد الصبور شاهين في 18 مارس 1929م بحي الإمام الشافعي بالقاهرة، في أسرة تنتمى إلى العلم بمفهومه الديني، فوالده الشيخ محمد موسى موسى على شاهين -رحمه الله- قد تخرَّج في الأزهر، وجده الأكبر شاهين بك زعيم المماليك إبان حكم محمد على باشا، وأول من قتل في مذبحة القلعة، ووالدته -رحمها الله- من ريف المنصورة من قرية اسمها (الخيارية)، وهى نفس القرية التي خرج منها الوالد إلى الأزهر الشريف، وهى من أسرة عريقة، فأمها ذات علاقة قربى بالشاعر الكبير إسماعيل باشا صبري، فهو خالها.

دخل عبد الصبور شاهين الكُتَاب في سن الثالثة، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في السادسة وثمانية أشهر، فقد وهبه الله حافظة لاقطة، فكان يكفيه أن يكتب اللوح ثم يقرأه مرة واحدة، ثم دخل المعهد الأزهري الابتدائي ثم الثانوي وحصل على الشهادة الثانوية الأزهرية 1951م.

فى عام 1943م وهو يصلى مع والده الذى كان إمام وخطيب مسجد الإمام الشاطبي في المقطم؛ وأثناء الخطبة أحسَّ بضعف في عينه أعاقه عن القراءة، فنادى ابنه عبد الصبور ليصعد إلى المنبر، ويتم الخطبة ويصلى بالناس ففعل.

ولأن الأزهر حينها كان لا يدرس لغات أجنبية، قرَّر أن يتعلم اللغة الفرنسية فدخل مدرسة الرابطة الفرنسية، ومكانها في حي الغورية، قال عنها في مذكراته: كانت فرنسا حريصة على نشر لسانها الفرنسي، فأنشأت هذه الرابطة التي كانت فروعها أكثر من ثلاثمائة وستين فرعاً منتشرة في أنحاء العالم لتعليم شعوبه اللسان الفرنسي، وأتم الدراسة في المدرسة الفرنسية وهو فى السنة الرابعة بالمعهد الديني، وأراد مواصلة الدراسة العليا، ثم علم بوجود كلية للحقوق الفرنسية في حي المنيرة، فتقدم لها مستمعاً حتى يحصل على الثانوية، وكانت الدراسة بها ثلاث سنوات.

ثم دخل كلية دار العلوم التي كانت بالقرب من الحقوق الفرنسية، فكان يذهب لدار العلوم صباحاً، وللحقوق مساءً، ولمَّا أتم سنتين بالحقوق؛ صدر قرار بامتحان طلبة الليسانس بباريس، وسبب ذلك أن دكتور طه حسين -وزير المعارف آنذاك- ألغى وجود هذه الكلية بمصر رداً على عدم موافقة فرنسا على إنشاء معهد فاروق الأول فى الجزائر، ولم يذهب لباريس لأنه كان في السنة الثانية من كلية دار العلوم.

تخرَّج عبد الصبور شاهين من كلية دار العلوم سنة 1956م، ثم أخذ دبلوماً من كلية التربية عام 1957م، ثم حصل في سنة 1962م على الماجستير برسالة في "الأصوات في قراءة أبي عمرو بن العلاء"، نشرها فيما بعد بعنوان "أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي"، وحصل في سنة 1965م على الدكتوراة برسالة في "دراسة صوتية في القراءات الشاذة"، نشرها فيما بعد على كتابين بعنواني "تاريخ القرآن" و"القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث".

حياته العملية:
عمل الدكتور عبد الصبور شاهين أستاذاً بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، كما عمل في جامعة الكويت إبَّان إنشائها مُعارًا من جامعة القاهرة، من عام 1969م، إلى 1973م.

وسافر مُعاراً مرة ثانية للعمل في جامعة البترول والمعادن (الملك فهد حالياً) من عام 1979م، إلى 1983م.

كانت له اتجاهات صحفية أثناء دراسته في المعهد الديني، وعمل فى مؤسسة أخبار اليوم ومجلة روز اليوسف، وغيرهما، حتى إذا دخل دار العلوم اختاره اتحاد الطلبة بها ليرأس تحرير مجلة الاتحاد، فقام بها كاملة تقريباً.

دخل سجون عبد الناصر مرتين، الأولى عام 1955م، ومكث في الاعتقال مدة عام كامل، فتأخَّر بذلك تخرجه سنة كاملة.

أمَّا المرة الثانية فكانت عام 1965م، عندما صار له أسرة وأولاد، وقد ذكر تفاصيل هاتين الرحلتين في مذكراته.

تزوَّج عبد الصبور شاهين عام 1960م، من خريجة من دار العلوم، وكانت المُحجَّبة الوحيدة في الكلية في ذلك الزمان، عاشا معاً خمسين سنة وعدة شهور، ضُرب بحياتهما المثل في الوفاق والوئام والمودة والإنتاج العلمي، فقد أخرج مع زوجته السيدة إصلاح عبد السلام الرفاعي، أكثر من عشرة كتب، منها موسوعة أمهات المؤمنين، وصحابيات حول الرسول، وموسوعة مصر في الإسلام وغيرها.

اعتلى عبد الصبور شاهين منابر عديدة عبر حياته في الدعوة، فخطب في مسجد مصطفى محمود لثلاث سنوات، ثم كانت مرحلة الخطابة في مسجد عمرو بن العاص واستمرت أكثر من عشرة أعوام بعد الشيخ محمد الغزالي، أتبعها ببناء مسجد بجوار منزله بحدائق الأهرام بالجيزة، وخطب على منبره عشرة أعوام أخرى، وخلال 15 سنة أتم تفسير أكثر من ثلاثة أرباع القرآن الكريم في الخطبة الأولى من كل جمعة.

سافر عبد الصبور شاهين إلى معظم بلاد العالم، وكانت السفرات كلها لمؤتمرات أو محاضرات أو تسجيلات أو تبادل زيارات، كما كانت سفرته إلى الصين وهو عضو بمجلس الشورى، كذلك سافر لزيارة الجاليات المسلمة في أمريكا وأستراليا والهند وغيرها.

شارك في برامج التلفزيون المصري إبَّان افتتاحه، ببرامج خاصة وأحاديث ومشاركات، كذلك في كثير من التلفزيونات العربية، وتعد هذه الأعمال بآلاف الساعات التلفزيونية.

أشرف على مئات الرسائل العلمية من دكتوراه وماجستير، في جامعة القاهرة والجامعات المصرية والجامعات العربية، وفي معاهد البحوث والدراسات الإسلامية والأفريقية.

ترجماته:
كانت بدايته في الترجمة عن الفرنسية، أنه تقابل مع المفكر المسلم الجزائري مالك بن نبي، والذى عرفه به طالب من المغرب حينذاك (عبد السلام الهراس) وشاءت إرادة الله أن تفتح له باب الترجمة على مصراعيه، فبدأ ترجمة كتب المفكر الجزائري الذى يعيش في مصر هرباً من الاستعمار الفرنسي في بلاده، ومن أشهر هذه الترجمات:
1- الظاهرة القرآنية، 1958م.
2- وجهة العالم الإسلامي 1981م.
3- فكرة الإفريقية الآسيوية في ضوء مؤتمر باندونج 1957م.
4- مشكلة الثقافة 1959م.
5- ميلاد مجتمع: شبكة العلاقات الاجتماعية، الطبعة الأولى بلا تاريخ، والثانية 1962م، والثالثة 1986م.
6- شروط النهضة، (بمشاركة عمر كامل مسقاوي) 1960م.

ومن ترجماته:
1- العربية الفصحى: دراسة في البناء اللغوي سنة 1966م لهنري فليش اليسوعي.
2- علم الأصوات: لبرتيل لمبرج 1984م، ولعله أول مَن عرف الأوساط الدراسية اللغوية في العالم العربي بهذا اللساني السويدي المعاصر.
3- (فلسطين أرض الرسالات الإلهية) لروجيه جارودي.

لكن أهم مساهمة في الحقيقة لعبد الصبور شاهين في الثقافة المعاصرة، تتمثل فيما قاله: إن أعظم عمل يرجو من الله سبحانه أن يقبله ويثيبه عليه هو ترجمته للدراسة الرائدة التي كانت في أصلها أطروحة الدكتوراه للعالم الرباني محمد عبد الله دراز -رحمه الله- (دستور الأخلاق في القرآن الكريم) سنة 1973م.

مؤلفاته:
كان الدكتور عبد الصبور شاهين صاحب إنتاج غزير فقد صدر له أكثر من سبعين كتابا ما بين مؤلفات وترجمات، أكبرها مفصل لآيات القرآن في عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة نساء وراء الأحداث 10 كتب.

نذكر من مؤلفاته:
1- القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث 1966م.
2- أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي: أبو عمرو بن العلاء 1987م.
3- عربية القرآن 1997م.
4- في علم اللغة العام 1990م.
5- في التطور اللغوي 1991م.
6- العربية لغة العلوم والتقنية 1982م.
7- دراسات لغوية 1976م.
8- المنهج الصوتي للبنية العربية: رؤية جديدة للصرف العربي 1977م.
9- التحديات التي تواجه اللغة العربية صدر عام 2002م.
10- النهوض باللغة العربية في مختلف المراحل التعليمية" صدر عام 2001م.
11- الإعلام في خدمة الدعوة الإسلامية صدر في عام 2001م.
12- قضية التدريس باللغة العربية في المعاهد العلمية صدر عام 1996م.
13- ماذا أعدت مصر لنفسها بعد أكثر من زلزال صدر عام 1996م.
14- مصر في الإسلام 3 مجلدات بالاشتراك مع زوجته.
15- قصة أبو زيد، وأنصار العلمانية في جامعة القاهرة صدر عام 1996م.
16- تعدد الزوجات دفاع عن الأمن الأخلاقي صدر عام 1997م.
17- صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم، صدر عام 1993م.
18- الإسلام دين السلام: رسالة إلى الضمير الانساني صدر عام 2004م.
19- تاريخ القرآن: دفاع ضد هجمات الاستشراق صدر عام 2006م.
20- مفصل آيات القرآن ترتيب معجمي بالاشتراك مع زوجته 1991م.
21- موسوعة أمهات المؤمنين : دراسة في سيرهن ومروياتهن بالاشتراك مع زوجته 1991م.
22- نساء وراء الأحداث بالاشتراك مع زوجته.
23- صفحات من حياة الدكتور إبراهيم مدكور بالاشتراك مع الدكتور سراج الدين إسماعيل.
24- تأملات في سورة العنكبوت.
25- قصة الدين والنبوة في مصر قبل الإسلام 1996م.

ومن أشهر مؤلفاته كتابه الشهير (أبي آدم قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة) حيث إن هذا الكتاب الذي ذكر أنه ألفه في 25 عاماً أثار ضجة كبيرة بعد أن طرح فيه وجهةَ نظر جديدة حول خلق سيدنا آدم عليه السلام عارضه فيها كثير من العلماء وردوا عليه.

وبعد وفاته صدر آخر مؤلفاته بعنوان "حديث الأيام" عن دار مدبولي والكتاب عبارة عن مذكراته الشخصية والتي قام بكتابتها من المقدمة حتى الخاتمة.

وفاته:
بعد حياة حافلة بالعمل والإنتاج والفكر والخطابة والدعوة؛ توفي الدكتور عبد الصبور شاهين مساء الأحد 17 شوال 1431هـ ، الموافق 26 سبتمبر 2010 م، عن عمر ناهز 82 عامًا، وصلي عليه في اليوم التالي في مسجد عمرو بن العاص؛ بناء على وصيته، ودفن في مقابر أسرة شاهين بالإمام الشافعي.

 رحمه الله وأعلى قدره و أنزله منازل الأبرار.



شهر شوال 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

شهر شوال Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر شوال   شهر شوال Emptyالثلاثاء 21 مارس 2023, 8:35 pm

• وفاة الشيخ محمد الغزالي 19 شوال 1417هـ(1996م)
    شهر شوال 1914
اسم الكاتب: اسلام ويب
الشيخ محمد الغزالي أحد كبار الدعاة في العصر الحديث، وهبه الله فصاحة وبيانا، يجذب من يجلس إليه، ويأخذ بمجامع القلوب فتهوي إليه، مشدودة بصدق اللهجة، ووضوح الأفكار، وجلال ما يعرض من قضايا الإسلام؛ فكانت خطبه ودروسه ملتقى للفكر ومدرسة للدعوة في أي مكان حل به.

داعية متوقد الذهن، جياش العاطفة، عميق الإيمان، مرهف الإحساس، قوي العزم، شديد المراس، بليغ العبارة، يتأثر ويؤثر، حلو المعشر، رقيق القلب، كريم الطبع، يلمس هذا فيه كل من عاش معه، أو رافقه أو التقاه، فهو لا يحب التكلف، ويكره التعالم والتحذلق، يعيش الواقع بكل مشكلاته، ويتصدى للمعضلات، ويكشف الحقائق، ويدق ناقوس الخطر، ليحذر الأمة من الوقوع في المهالك والسقوط في الهاوية التي يقود إليها شياطين الإنس والجن في الشرق والغرب على حد سواء.

عُرف الشيخ بنصحه للمسلمين وترشيده لمسار الدعوة إلى الله عز وجل، وأطلق العنان للدعاة يوم كان مسئولا عن الدعوة في وزارة الأوقاف وتميز بتجديد أسلوب الدعوة إلى الإسلام، ومنهجها، والعناية بغاياتها الكبرى، والتبسيط لمبادئها وقيمها ورسالتها العالمية، وبيان مدى حيويتها وفاعليتها في إنقاذ المسلمين والبشرية قاطبة من آفات الضياع والانحراف.

عاش الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى هموم أمته، واستوعب قضايا عصره فكتب عن الاستبداد السياسي وحقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة، وأطماع وأحقاد الاستعمار، وبين حقيقة التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام، ونطق بكلمة الحق أمام السلطان الجائر، وتحمل البأساء والشدة شأن المصلحين في كل زمان ومكان.

عمل في الوظائف الدينية والخطابة والتدريس في الأزهر وغيره، وعيّن وكيلاً لوزارة الأوقاف المصرية، عمل بالمملكة العربية السعودية بجامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى سبع سنوات، وعمل في قطر، فساهم في بناء كلية الشريعة هناك، وفي الكويت كانت له لقاءات دورية أفاد بها كثيرا من المسلمين وعرفته المؤتمرات في أوربا وأمريكا وفي مشرقنا الإسلامي العريض، كما ذهب إلى الجزائر ليعمل مديرا لجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، كما عمل محاضرًا وأستاذًا زائرًا في معظم جامعات الدول العربية والإسلامية، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية وناقشها، وترأس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة.

للشيخ الغزالي أكثر من 50 كتاباً في مواضيع مختلفة ومتنوعة، في الفقه السياسي ومحاربة الأدواء والعلل، والرد على خصوم الإسلام، والعقيدة والدعوة والأخلاق، والتاريخ والتفسير والحديث أما المقالات فقد امتلأت بها الصحف والمجلات المصرية والعربية على السواء، فلم يدع حادثة ألمت بالمسلمين إلا وأشار إليها وبيَّن موقف الإسلام منها، وكثيرًا ما كانت هذه المقالات تثير غضب بعض الناس لأنها كانت تنطق بما يراه حقا، والتي يقول عنها الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله-: "وددت لو فرغت خواطري ومشاعري أولا بأول، حتى ألقى الله ولست كاتمًا لعلم أو لنصيحة"، كما تُرجمت كثير من كتبه إلى الإنجليزية والفرنسية والأوردية وغيرها، فكانت محاضر دفاع عالية المستوى عن الإسلام ضد خصومه والمفترين عليه.

نشـأتــه:
اسمه: محمد الغزالي بن أحمد السقا

ولد الشيخ الغزالي في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر عامَ 1917م، الموافق للخامس من شهر ذي الحجة عام 1335هـ، بقرية (نِكْلا العِنَب) التابعة لمركز (إيتاي البارود) بمحافظة (البحيرة).

اشتهر بالغزالي لأن والده كان شديد الإعجاب بالغزالي مؤلف الإحياء، وأنه تراءى له ذات ليلة، فأخبره بأنه سيتزوج وينجب غلاماً، فسمَّى ابنه «محمدًا الغزالي» تيمُّنًا بصاحب الرؤيا، واهتمَّ به رعايةً وتنشئةً؛ فلم يكَد يشِبُّ عن الطَّوْق حتى عَهِد به إلى شيخ الكتَّاب، فعلَّمه الكتابةَ والخطَّ، ولقَّنه القرآن برواية حفص عن عاصم، فأتـمَّها وعمرُه عشرُ سنوات.

التحق بعدها بمعهد الإسكندرية الأزهري، فدَرَس به حتى حصل على الشهادة الثانوية في عام 1937م، وتأثر في هذه الفترة بالشيخين إبراهيم الغَرَباوي، وعبد العزيز بلال؛ إذ كانا -كما يقول الشيخ نفسه- يشتغلان بالتربية الرُّوحية والنفسية.

ثم كان لقاؤه بالأستاذ حسن البنا رحمه الله تعالى، ويحكي ذلك بنفسه فيقول: «كان ذلك أثناء دراستي الثانوية في المعهد بالإسكندرية، وكان من عادتي لزوم مسجد (سيدي عبد الرحمن)؛ حيث أقوم بمذاكرة دروسي، وذات مساء نهض شاب لا أعرفه يلقي على الناس موعظةً قصيرةً شرحًا للحديث الشريف: «اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، وكان حديثًا مؤثِّرًا يصل إلى القلب، ومنذ تلك الساعة توثقت علاقتي به..».

انتقل إلى القاهرة في عام 1937م طالبًا للعلم بكلية أصول الدين، فتلقى على أعلام الأزهر وجهابذته، فأخذ عن العلامة عبد العظيم الزُّرقاني، والإمام الأكبر محمود شَلْتوت، والدكتور محمد يوسف موسى، والعلامة محمد المدني، والشيخ محمد أبو زَهرة، وغيرهم. وبدأت كتاباته في مجلة «الإخوان المسلمين» وهو طالب بالسنة الثالثة، فطرِب القُرّاء لعباراته الجزلة، ومعانيه الدَّقيقة، وأدبه الرَّصين.

أتمَّ دراسته في كلية أصول الدين وحصَل على الإجازة العالية (الليسانس) عام 1941م، تخصَّص بعدها في الدَّعوة والإرشاد؛ فحصل على العالمية عام 1943م، وعمره ستة وعشرون عامًا، وقد تزوج وهو طالب بكلية أصول الدين ورزق بتسعة من الأولاد.

حياته العملية:
وبعد تخرجه عمل إماماً وخطيباً في مسجد "العتبة الخضراء" ثم تدرج في الوظائف حيث صار مفتشاً في المساجد، ثم واعظاً بالأزهر ثم وكيلاً لقسم المساجد، ثم مديراً للمساجد، ثم مديراً للتدريب فمديراً للدعوة والإرشاد، وفي سنة 1971م منح صلاحيات وكيل الوزارة.

وخطب في الجامع الأزهر، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد الرفاعي، ومسجد مصطفى محمود، وغيرها، وخطبه تشهد بغيرته البالغة على الدين، وأنه لم يكن يخشى في الله لومة لائم.

درّس بكليات الشريعة وأصول الدين والدراسات العربية في الأزهر، وطوف العالم الإسلامي فعمل بالمملكة العربية السعودية بجامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى سبع سنوات، وعمل في قطر فساهم في بناء كلية الشريعة هناك، وفي الكويت كانت له لقاءات دورية أفاد بها كثيراً من المسلمين وعرفته المؤتمرات في أوربا وأمريكا وفي مشرقنا الإسلامي العريض، كما ذهب إلى الجزائر لإنشاء جامعة الأمير عبد القادر الجزائري في قسنطينة بالجزائر، وكان مديراً لها وأستاذاً فيها والتي بدأها بكلية واحدة في حين أنها الآن تضم كليات تنتظم الجزائر كلها، كما عمل محاضرًا وأستاذًا زائرًا في معظم جامعات الدول العربية والإسلامية، وحضر مئات الندوات والمؤتمرات العالمية، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية وناقشها، وترأس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة منذ سنة 1987م إلى أن وافاه الأجل.

وقد حبس الشيخ في معتقل الطور سنة 1949م حوالي سنة بسبب انتمائه للإخوان المسلمين، وقضى في سجن طرة عام 1965م فترة من الزمن بسبب أنه رفض الهجوم على الإخوان وقت محنتهم مع أنه تم فصله من الجماعة.

حاز الغزالي على تكريم كثير من الدول العربية والإسلامية، فحصل على جائزة الدولة التقديرية من جمهورية مصر العربية، وعلى أرفع وسام في موريتانيا، وأرفع وسام في الجزائر، وقطر، والسودان، وفي عام 1990م حصل على جائزة دولية من باكستان تقديرًا لجهوده في الدعوة الإسلامية، ومنحته ماليزيا وسامها الأول عام 1996م، كما مُنِحَ جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام، وكانت أسباب منحه الجائزة لخدماته الجليلة في مجال الدعوة الإسلامية وفى مقدمتها جهوده في حقل الدعوة الإسلامية علميا وعمليا مما نتج عنه تكون مدرسة مميزة من الدعاة العاملين، وغزارة إنتاجه العلمي في خدمة الإسلام والمسلمين عقيدة وشريعة، حيث نشر له أكثر من أربعين كتابا، وعنايته بالتفسير الموضوعي للقرآن الكريم، ودعوته إلى الاعتدال بين الغالين في الدين والمفرطين فيه وجهاده الطويل في مقاومة الاتجاه العلماني والمادي ووقوفه ضد الزحف التنصيري.

الجرأة في الحق والجهاد الدائم بالكلمة والقلم:
- تميز الشيخ بالجهاد بالكلمة والقلم، فقد كتب كتابه "الإسلام والزحف الأحمر" في وقت محنة عصيبة، ويحكي عن ذلك فيقول: "ولا بأس أن أقصَّ محنة مرت بي؛ فقد ألفت كتابي: الإسلام في وجه الزحف الأحمر خلال أيام عصيبة، كان صوت الشيوعية عاليا، وكان السلطان معها، وكان التجهم لها خرابًا للبيت، وطريقا إلى السجن، ونظرت إلى صحائف الكتاب في يدي قبل أن أدفع به إلى مطبعة بعيدة، وقلت: ربما كان موتي في هذا الكتاب! ولكن نفسي قالت لي: بئست الحياة أن تبقى بعد أن يموت دينك، فمضيت في طبع الكتاب، وليكن ما يكون!

وشاء الله أن يخرج الكتاب بعدما هوي الصنم، وأصيب أتباعه بنكسة موجعة! فحمدت الله أن ناصرت الحق في محنته، ثم لم أُصَبْ بأذى! وقررت أن أستمر في جهادي مستندًا إلى الله وحده" (كنوز من السنة، ص: 38-39، طبعة نهضة مصر).

- وعندما ظهر كتاب للأستاذ خالد محمد خالد بعنوان "من هنا نبدأ"، زعم فيه أن الإسلام دين لا دولة، ولا صلة له بأصول الحكم وأمور الدنيا، وقد أحدث الكتاب ضجة هائلة وصخبا واسعا على صفحات الجرائد، وهلل له الكارهون للإسلام، وأثنوا على مؤلفه، وقد تصدى الغزالي لصديقه خالد محمد خالد، وفند دعاوى كتابه في سلسلة مقالات، جُمعت بعد ذلك في كتاب تحت عنوان "من هنا نعلم".

ويقتضي الإنصاف أن نذكر أن الأستاذ خالد محمد خالد رجع عن كل سطر قاله في كتابه "من هنا نبدأ"، وألّف كتابا آخر تحت عنوان "دين ودولة"، مضى فيه مع كتاب الغزالي في كل حقائقه.

- وعندما طرح قانون جديد للأحوال الشخصية، في منتصف السبعينات، وفي عهد الرئيس السادات أراد تغيير قوانين الأحوال الشخصية، والجور على حقوق الرجل الشرعية، وتقييد تعدد الزوجات، فقام الشيخ يخطب منددًا بهذا المشروع، وقامت الجماهير بمظاهرات تطالب بإلغاء هذا القانون، مما كان سببا في حرمانه من الخطبة في مسجد عمرو بن العاص، ونقله إداريا إلى مسجد صلاح الدين.

ويروي الشيخ عن تلك الفترة العصيبة فيقول:
"نقلت عنوة لمسجد صلاح الدين مع المنع من الخطبة، وعندما ذهبت للمسجد لم أجد مكانًا ولا حجرة يمكن أن أجلس فيها، فلم أجد سوى (سندرة) في حجرة خادم المسجد! افترشت أرضها وبدأت في كتابة بعض الكتب.

 وسرعان ما تركت مصر وذهبت للدعوة الإسلامية في السعودية، حيث عينت رئيسًا لقسم الدعوة وأصول الدين بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية".

- وقد أصدر الشيخ كتاب "التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام"، وقد ألفه على مضض؛ لأنه لا يريد إثارة التوتر بين المسلمين والنصارى، ولكن ألجأته الظروف إلى تسطيره ردًّا على كتاب أصدره أحد الأقباط، افترى فيه على الإسلام.

وقد التزم الغزالي الحجة والبرهان في الرد، ولم يلجأ إلى الشدة والتعنيف، وأبان عن سماحة الإسلام في معاملة أهل الكتاب، وتعرض للحروب الصليبية وما جرّته على الشرق الإسلامي من شرور وويلات، وما قام به الأسبانيون في القضاء على المسلمين في الأندلس بأبشع الوسائل وأكثرها هولا دون وازع من خلق أو ضمير.

من جميل كلامه:
- إن الحكم الفردي كالمرأة الغيور لا يطيق رؤية العظماء، ولا يزن أقدار العلماء.
- حياتك أفكارك، سعادة الإنسان أو شقاوته أو قلقه أو سكينته تنبع من نفسه
- سمى الله القرآن الكريم ذكرًا، لأنه لا يجيء بتعاليم جديدة على الفطرة الأصيلة.
- إن ذكر الله ليس استحضارا لغائب؟ إنما هو حضورك أنت من غيبة، وإفاقتك أنت من غفلة!!
- إنما فسدت الرعية بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقلّ فساد الملوك خوفاً من إنكارهم.
- إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم.
- إن الدعاة الصادقين يخشون أشد الخشية أن يكونوا عبئاً على رسالتهم أو سبباً للتحول عنها.
- لله في دنيا الناس نفحات لا يظفر بخيرها إلا الأصفياء السمحاء.
- ليرتاح عقلك وقلبك، تأكد أنه لا يوجد خير في شيء أخذه الله منك.
- ثق تماماً بأن اليد الممتدة إلى الله لا تعود فارغة أبداً.
- ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم أعداء الوطن، يكفي أن تكون غبياً!
- يعجبني أن يواجه الإنسان هذي الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر وسماحة الخلق وسعة الاحتمال، بسمة ترى في الله عوضا عن كل فائت وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود.
- إن أي علم يصرف المسلمين عن واقعهم وإطالة الفكر فيه والعمل له؛ إنما هو جهل فاعلم هذا جيداً.
- لحساب من يعلو صوت الإسلام في قضايا هامشية ويخفت خفوتا منكرا في قضايا أساسية؟
- الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن، فالحرية هي أساس الفضيلة.
- مهمة الدين إذا رأى عاثراً أن يعينه على النهوض، لا أن يتقدم للإجهاز عليه.
- ان وجهي ليسود حين أرى العمل يخرج من يد الكافر مجودا متقنا ويخرج من يد المسلم هزيلا مشوها.
- والأمة التي تستثقل أعباء الكفاح وتتضايق من مطالب الجهاد إنما تحفر لنفسها قبرها وتكتب على بنيها ذلاً لا ينتهي آخر الدهر.
- رسالة الاسلام هي ألا أحني جبهتي ولا صلبي ولا ضميري إلا لله وحده.
- لا تربية مع جهالة المرأة، وعزلها عن العلم والعبادة، ودعوات الخير، وشؤون المسلمين.
- الرجال يعرفون أيام الشدائد لا أيام الموائد.
- إن احترامي لك لا يعني بتاتًا أن أسلم بكل ما تقول، وتخطئتي لإنسان ما لا تعني أبدا أني أفضل منه.
- الاضطهاد لا يقتل الدعوات، بل يزيد جذورها عمقاً وفروعها امتداداً.
- الثورات يصنعها المثاليون وينفذها الفدائيون ويسرقها المرتزقة.
- ما زلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائيًا عندما تُريد الشعوب ذلك
- النية الصالحة روح كل عمل وبها ترسو الموازين كالجبال، أو تخف كالهباء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: إنما الأعمال بالنيات.
- قد رأيتُ في تجاربي أنّ الفرق بين تديّن الشكل وتديّن الموضوع؛ هو قسوة القلب أو رِقّته.
- البعض يخشى من ابتلاع قطرة ماء فتفسد عليه صيامه، ولا يخشى ابتلاع حقوق الناس فتفسد عليه آخرته.
- على قدر عظمة النعمة تكون بشاعة الجحود، وتكون صرامة العقاب.
- بعضنا قد يحيا متخلفا عن عصره ألف سنة، يخاصم فرقا بادت، ويناقش قضايا نسيت لا يحب الناس أن يسمعوا عنها جدا ولا هزلا، والإسلام لا يخدم بهذا.
- الحكم الاستبدادي تهديم للدين وتخريب للدنيا، فهو بلاء يصيب الإيمان والعمران جميعًا، وهو دخان مشئوم الظل تختنق الأرواح والأجسام في نطاقه حيث امتد؛ فلا سوق الفضائل والآداب تنشط، ولا سوق الزراعة والصناعة تروج.
- كل دعوة تحبب الفقر إلى الناس أو ترضيهم بالدون من المعيشة أو تقنعهم بالهوان في الحياة أو تصبرهم على قبول البخس والفقر والرضا بالدنية فهي دعوة فاجرة يراد بها التمكين للظلم الاجتماعي وإرهاق الجماهير الكادحة في خدمة فرد أو أفراد وهي قبل ذلك كذب على الإسلام.
- أكره أصحاب الغلظة والشراسة، لو كان أحدهم تاجرا واحتجت إلى سلعة عنده ما ذهبت إلى دكانه، ولو كان موظفا ولي عنده مصلحة ما ذهبت إلى ديوانه، لكن البلية العظمى أن يكون إمام صلاة أو خطيب جمعة أو مشتغلاً بالدعوة، إنه يكون فتنة متحركة متجددة يصعب فيها العزاء.
- التدين المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ.
- إذا أردت أن تغير وضعًا خاطئًا فعليك بتجهيز البديل أولًا قبل أن تبادر بتغيير هذا الوضع.

مؤلفاته:
للشيخ الغزالي أكثر من 50 كتاباً في مواضيع مختلفة، ولقد ترجم الكثير من هذه المؤلفات القيمة إلى العديد من اللغات كالإنجليزية والتركية والفارسية والأوردية والإندونيسية وغيرها.

وهذه قائمة بمؤلفاته التي طبعت أكثر من مرة في مصر وخارجها:
1- الإسلام والأوضاع الاقتصادية
كانت الطبعة الأولى من الكتاب عام 1947، وهو أول ما صدر للشيخ الغزالي من كتب.
2- الإسلام والمناهج الاشتراكية.
3- الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين.
4- الإسلام والاستبداد السياسي.
وأصل الكتاب محاضرات ألقاها الغزالي في معتقل الطور عام 1951م.
ونشر بعضها فيما بعد في بعض المجلات لم تجمع في كتاب إلا بعد بضع عشرة سنة.
5- من هنا نعلم.
وفي هذا الكتاب يرد الشيخ الغزالي على كتاب "من هنا نبدأ" للأستاذ خالد محمد خالد.
6- تأملات في الدين والحياة.
7- عقيدة المسلم.
8- خلق المسلم.
9- التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام: دحض شبهات ورد مفتريات.
قام أحد المسؤولين المسيحيين بالطعن في الإسلام فتصدى له الغزالي في ذلك الوقت العصيب، فكان هذا الكتاب. وقد تعهد الشيخ بعدم ذكر اسم الطاعن حتى يموت في مهده.
10- فقه السيرة:
كتب الشيخ هذا الكتاب وهو دامع العين جياش المشاعر، وقد كتب معظمه في الروضة الشريفة في المسجد النبوي، وبعضه في مكة أمام الحرم.
11- في موكب الدعوة.
12- ظلام من الغرب.
والكتاب رد على "المستشرقين المصريين" الذين ولدوا في بلادنا لكن عقولهم تربت في الغرب، فهم أعداء للعروبة والإسلام وسفراء للغرب.
13- جدد حياتك.
هذا الكتاب هو محاولة إنارة الطريق لمن يحب أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، وهو مقارنة بين تعاليم الإسلام وبين أصدق وأنظف ما وصلت إليه حضارة الغرب في أدب النفس والسلوك، وهو محاولة لرد كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للعلامة "ديل كارينجي" إلى أصوله الإسلامية.
14- ليس من الإسلام.
15- الثقافة الإسلامية كتب مشاركة مع الأستاذ عبد الرحمن حبنكة الميداني.
16- من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث.
17- كيف نفهم الإسلام.
18- الاستعمار أحقاد وأطماع.
19- نظرات في القرآن.
20- مع الله: دراسات في الدعوة والدعاة.
21- معركة المصحف في العالم الإسلامي.
22- كفاح دين.
23-الإسلام والطاقات المعطلة.
24- حقوق الإنسان: بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة.
25- خطب الشيخ محمد الغزالي.
26- نظرة على واقعنا الإسلامي في مطلع القرن الخامس عشر الهجري.
27- هذا ديننا.
28- الخديعة: حقيقة القومية وأسطورة البعث العربي.
29- الجانب العاطفي من الإسلام.
30- عالمية الرسالة بين النظرية والتطبيق.
31- دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين
32- ركائز الإيمان بين العقل والقلب.
33- حصاد الغرور.
34- الإسلام في وجه الزحف الأحمر.
35- قذائف الحق.
36- أزمة الشورى في المجتمعات العربية والإسلامية.
37- فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء.
38- دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين.
39- مشكلات في طريق الحياة الإسلامية.
40- هموم داعية.
41- مائة سؤال عن الإسلام.
42- علل وأدوية.
43- مستقبل الإسلام خارج أرضه. كيف نفكر فيه؟
44- قصة حياة: مقتطفات من مذكرات الشيخ.
45- سر تأخر العرب والمسلمين.
46- الطريق من هنا.
47- جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج.
48- الحق المر.
49- الغزو الثقافي يمتد في فراغنا.
50- المحاور الخمسة للقرآن الكريم.
51- السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.
52- قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة.
53- تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل.
54- كيف نتعامل مع القرآن الكريم.
55- صيحة تحذير من دعاة التنصير.
56- نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم.
57- من كنوز السُّنَّة.

وفاته:
توفي الشيخ الغزالي مساء يوم السبت 19 من شوال لعام 1416ﻫ، الموافق 9 من مارس عام 1996م، حيث وافاه الأجل وهو يؤدي واجبه في الدعوة إلى الله تعالى، وذلك أثناء مشاركته في مؤتمر حول: «الإسلام وتحديات العصر» بمدينة الرياض، وفي اليوم الرابع من ذلك المؤتمر ألمَّت به وعكة نُقِلَ على إثرها إلى المستشفى ففاضت روحه الطاهرة في الرياض، ونقل جثمانه إلى المدينة المنورة ليًدفن في البقيع بناء على وصيته، قريباً من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اللهم اغفر للشيخ الغزالي وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى، وتقبله في عبادك المخلصين، واجزه خير ما تجزي به الأئمة الصادقين.



شهر شوال 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

شهر شوال Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر شوال   شهر شوال Emptyالثلاثاء 21 مارس 2023, 8:40 pm

• وفاة الشاعر الكبير عمر بهاء الدين الأميري 22 شوال 1412هـ
    شهر شوال 2217
اسم الكاتب: اسلام ويب
شاعر إسلامي، وكاتب قدير، ورائد من رواد الجيل الإسلامي المعاصر، ورمز للثقافة العربية الإسلامية الأصيلة، وخبير في شؤون الثقافة والحضارة الإنسانية.

شاعر يمتاز بعذوبة اللفظ وغزارة المعاني وجمال العبارة، امتاز شعره بالجرأة والصراحة، واهتم بقضايا أمّته ومشكلاتها، وكان يرى أن الإسلام وحده طريق الخلاص بعد سقوط كل الشعارات والأيديولوجيات والوجوه المستعارة.

كان الأميري كثير الأسفار، محاضراً في الجامعات، مشاركاً في الندوات والمؤتمرات، وكتب في كثير من المجلات والجرائد العربية، وكان له العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والمقابلات والحوارات ودرس في عدد من الجامعات، وناقش العديد من الرسائل الجامعية في الدراسات العليا وخاصة في موضوع الحضارة الإسلامية عندما كان أستاذا لكرسي الدراسات الإسلامية والتيارات المعاصرة في دار الحديث الحسنية بالرباط في المغرب.

اسمه و نشأته:
هو عمر صدقي بن محمد بهاء الدين بن عمر صدقي بن هاشم آغا، وقد غيَّر اسمه بعد وفاة والده إلى عمر بهاء الدين الأميري ليحمل اسم أبيه وجده، كما عرف أحياناً باسم عمر بهاء الأميري.

ولد في حلب الشهباء بسوريا عام 2 مايو عام 1916م، الموافق 29 حمادى الآخرة 1334 هـ.

والده هو محمد بهاء الدين الأميري، نائب حلب في "مجلس المبعوثان العثماني"، وأمه هي "سامية الجندلية" ابنة "حسن رضا" رئيس محكمة الاستئناف في حلب.

درس في المدرسة الفاروقية بحلب حتى الصف العاشر، ثم انتقل إلى مدرسة التجهيز الأولى حيث حصل على الشهادة الثانوية (البكالوريا) في الآداب والعلوم ثم في الفلسفة.

توجه بعد البكالوريا إلى باريس حيث حصل من جامعة السوربون على شهادتين في الآداب وفقه اللغة، وعاد بسبب وفاة والده دون أن يتمكن من إكمال دراسته في باريس بسبب الحرب العالمية الثانية، فأكمل دراسته في الحقوق في (معهد الحقوق العربي بدمشق) ونال شهادته النهائية بتفوق عام 1359هـ (1940م).

حياته العملية:
- عمل في التعليم فتولى إدارة المعهد العربي الإسلامي بدمشق.
- مارس المحاماة في حلب، وشارك في مؤتمرات اتحاد المحامين العرب.
- عمل في السلك الدبلوماسي فمثل سورية وزيراً وسفيراً في باكستان والسعودية، ثم سفيراً في وزارة الخارجية السورية.
- شارك في الدفاع عن مدينة القدس مع جيش الإنقاذ خلال حرب فلسطين عام 1369هـ الموافق 1948م.
- من مؤسسي جمعية دار الأرقم الإسلامية في حلب.
- كان عضواً في المجمع العلمي العراقي، وعضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن.
- دعي في عام 1386هـ أستاذاً لكرسي الإسلام والتيارات المعاصرة في دار الحديث الحسنية بالرباط (الدراسات العليا للدبلوم والدكتوراه بجامعة القرويين) واستمر في هذا العمل مدة خمسة عشر عاماً.
كما درس الحضارة الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، وعلم الاجتماع الإسلامي بجامعة قطر.
- دعي أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعات: الرياض، والإمام محمد بن مسعود، والملك فيصل، والملك عبد العزيز في السعودية، وجامعات: الأزهر، والجزائر، والكويت، وصنعاء، والجامعة الأردنية في عمان، وجامعات الإمارات العربية، وعدد من الجامعات الإسلامية في باكستان، وتركيا، وإندونيسيا.
- كان يتكلم بالإضافة إلى العربية اللغات: التركية والأردية والفرنسية.

نماذج من شعره:
من قصيدة (مع الله)
مع الله في سبحات الفكر مع الله في لمحات البصر
مع الله في مطمئن الكرى مع الله عند امتداد السهر
مع الله و القلب في نشوة مع الله و النفس تشكو الضجر
مع الله في أمسي المنقضي مع الله في غدي المنتظر
مع الله في عنفوان الصبا مع الله في الضعف عند الكبر
مع الله قبل حياتي وفيها وما بعدها عند سكني الحفر
مع الله في الجد من أمرنا مع الله في جلسات السمر
مع الله في حب أهل التقى مع الله في كره من قد فجر

ويقول فيها:
مع الله فى لآلآت النجوم وحبك الغيوم وضوء القمر
مع الله عند هزيم الرعود ولمع البروق ودفق المطر
مع الله فى الفلك المستطير وفى الشمس تجرى الى مستقر
مع الله في الأرض في سهلها وأودائها والرواسي الكبر
مع الله سامع صوت الدبيب من النمل أين وأيان مر
مع الله والنحل يحسو الرحيق ويحمى جناه بوخز الإبر
مع الله فى وحى قرآنه مع الله فى آيه والسور
مع الله فى قصص الأولين وفى قصص الأولين العبر

ويقول في خماسية "دعاء":
أدعوكَ يا ربّ، من روحيْ ووجدانـي
أدعوكَ مـن    قلبِ آلاميْ وأشجانـي
أدعوكَ مـن غور إسلاميْ وإيمـاني
أدعـوكَ يـا ذا المَــــــــــنِّ والـشّـانِ
مُستعِجلاً كشفَ ضرٍّ مسَّ "إخوانـي

مؤلفاته:
ترك الأميري عددا كبيراً من الدواوين الشعرية ، نذكر منها:
1 ـ مع الله ـ ـ ط 1 ـ مطبعة الأصيل ـ حلب 1379 هـ 1959م
2 ـ ألوان طيف ـ المكتب الإسلامي ـ بيروت 1966م ( 482 ص ).
3 ـ الهزيمة والفجر ـ ط 1ـ دار البيان ـ الكويت 1388هـ 1968م ـ 32 ص.
4 ـ ملحمة الجهاد ـ ط 1 دار البيان ـ الكويت ـ 1388هـ 1986م ـ 76ص.
5 ـ الأقصى وفتح والقمة في ذكرى الإسراء والمعراج ـ الدار البيضاء 1390هـ/1970م.
6 ـ أشواق وإشراق ـ دار القرآن الكريم ـ بيروت 1939هـ 1973م ـ 63 ص.
7 ـ ألوان من وحي المهرجان ـ وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية ـ المغرب ـ 1957م ـ 16 ص.
8 ـ ملحمة النصر ـ دار القرآن الكريم ـ بيروت 1394هـ ـ 75ص.
9 ـ أمي ـ دار الفتح ـ بيروت 1398هـ 1978م ـ 318 ص.
10 ـ أب ـ دار القرآن الكريم بيروت، 1394 هــ
11 ـ صفحات ونفحات ـ مؤسسة الزمن للعلاقات والنشر والترجمة ـ عمان 1405هـ ـ 1985م ـ 127 ص.
12 ـ أذان القرآن ـ مؤسسة الأمة للعلاقات والنشر والترجمة ـ عمان 1405هـ ـ 1985م. 190 ص.
13 ـ لقاءان في طنجة ـ تاريخ وفكر وشعر ـ الدار البيضاء 1986م.
14 ـ نجاوى محمدية ـ دار القبلة ـ جدة 1407هـ ـ 1987م ـ 241ص.
15 ـ حجارة من سجيل ـ شعر وفكر وسياسة ـ إلى أبطال الانتفاضة الجهادية في فلسطين ـ ط 1 دار الثقافة ـ الدوحة ـ قطر ـ ط 1 ـ 1409هـ ـ 1989م ـ 160 ص.
16 ـ الزحف المقدس - ط 1 دار الضياء ـ عمان 1409هـ/1989 م 166 ص.
17 ـ قلب ورب ــ دار القلم ـ دمشق ـ الدار الشامية ـ بيروت 1410هـ/1990م.
18 ـ إشراق ـ ـ ط 1 دار القلم ـ الكويت ـ رمضان 1410هـ ـ 1990م ـ 284 ص.
19 ـ رياحين الجنة ـ شعر في الطفولة والأطفال ـ رابطة الأدب الإسلامي ـ ط 2 ـ 1418هـ ـ 1997م.
20 ـ من وحي فلسطين ـ "شعر وفكر" صدرت طبعته الأولى عن دار الفتح في بيروت عام 1391هـ 1971م.

وصدرت له الكتب التالية:
- الإسلام في المعترك الحضاري، نشر ببيروت ، دار الفتح للطباعة والنشر، 1968.
- المجتمع الإسلامي والتيارات المعاصرة صدرت طبعته الأولى عن دار الفتح في بيروت عام 1388هـ 1968م.
- أم الكتاب ، صدرت طبعته الأولى دار القرآن الكريم عام 1392هـ ( 120 ص ) .
- عروبة وإسلام، صدر عن دار القرآن الكريم بيروت عام 1393هـ.
- وسطية الإسلام وأمته في ضوء الفقه الحضاري، صدرت طبعته الأولى عن دار الثقافة في قطر عام 1406هـ ، 1986م
- الإسلام وأزمة الحضارة الإنسانية المعاصرة في ضوء الفقه الحضاري ، صدرت طبعته الأولى عن مؤسسة الشرق في قطر عام 1983م .

جدير بالذكر أنه صدر عن الشاعر دراسة بعنوان "عمر بهاء الدين الأميري شاعر الأبوة الحانية والبنوة البارة والفن الأصيل" تأليف الدكتور محمد علي الهاشمي، صدرت عن دار البشائر الإسلامية في بيروت عام 1406هـ، 1986م.

كما صدر للباحث خالد سعود الحليبي رسالته للدكتوراة بعنوان "عمر الأميري شاعر الإنسانية المؤمنة" طبعت عام 2006م، 1427هـ

وفاته:
وهنت صحته في الفترة الأخيرة من حياته وهو بالمغرب، وأدخل مصحة "الرياض" في رباط الفتح في المغرب، ثم نقل بمكرمة ملكية للملك فهد إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض حيث وافته المنية يوم 22 شوال 1412هـ، الموافق 25 أبريل 1992م، ونُقِل إلى المدينة المنورة حيث دفن في البقيع، عن عمر ناهز 76 عاماً.

 رحمه الله وغفر له وأكرم نزله.



شهر شوال 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
شهر شوال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العبادة في شهر شوال
» صوم الست من شوال
» أفراح شوال
» روزه‌ی شش روز از شوال
» أحكام مختصرة في شهر شوال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضـــــائل الـشـهــــور والأيـــــام :: حدث في مثل هذا الشهر-
انتقل الى: