أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الذريات الآيات من 01-09 الأربعاء 01 فبراير 2023, 9:19 am | |
| خواطر فضيلة الشيخ: محمد متولي الشعراوي (رحمه الله) (نال شرف التنسيق لهذه السورة الكريمة: أحمد محمد لبن) https: http://ar.assabile.com/read-quran/surat-adh-dhariyat-51 سورة الذاريات بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا [١]فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا [٢]فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا [٣]فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا [٤] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) الواو هنا واو القسم، فهذه أقسام يقسم بها الحق سبحانه، ونحن لا نقسم إلا بالله لأنه لا توجد عند المؤمن عظمة فوق عظمة الله، أما الحق سبحانه فيقسم بما يشاء من مخلوقاته لأنه سبحانه أعلم بأوجه العظمة فيها ومواطن الحكمة في كل قسم منها. فمثلاً يقسم سبحانه فيقول { وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } [الضحى: 1-2] فلماذا أقسم سبحانه بالضحى والليل إذا سجى بالذات، ولم يقسم بشيء آخر؟ جاء هذا القسَم رداً على كُفار مكة عندما فتر الوحي عن رسول الله فرحوا وقالو: إن رب محمد قد قلاه. فالقسم هنا له مغزى ومناسبة، فالضحى محلُّ الحركة والعمل، والليل محل الراحة والسكون، وكل منهما لا يستغني عن الآخر. فهنا إشارة إلى الحكمة من فتور الوحي، كأنه يقول لهم: تأملوا في الزمن الذي يشملكم، وكيف أنه ليل للراحة ونهار للعمل، وكلٌّ منهما يكمل الآخر. كذلك مسألة الوحي لما نزل على رسول الله بداية الأمر كان شاقاً عليه مُرهقاً له (صلى الله عليه وسلم)، وقد وصف رسول الله هذه المشقة فقال عن المَلك ""ضمَّني حتى بلغ منِّي الجهد" ولما عاد إلى بيته قال: "زمِّلوني زمِّلوني" "دثروني دثروني". فكان فتور الوحي عن رسول الله فرصة يستريح فيها من العناء، ويشتاق فيها لمباشرة الملَك من جديد، فشبَّه نزول الوحي أولاً بالنهار وفتوره بالليل. هنا الحق سبحانه يقسم بالذاريات، وهي الرياح، والرياح قوة وطاقة ضرورية للحياة في هذا الكون {ذَرْواً} [الذاريات: 1] أي: تذرو الأشياء وتحركها، والذاريات هي التي تحمل بخار الماء إلى مواطن تكوّن السحاب. فقال بعدها {فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً} [الذاريات: 2] وهي السُّحب تحمل الماء وتتجمع حتى تصير ثقيلة، كما قال سبحانه: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ ..} [النور: 43]. والوقر: الحِمْل الثقيل، يقول سبحانه: { وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ } [الرعد: 12] ثم إن هذه السُّحب بعد أنْ تتكوَّن لا تقف في مكانها إنما تحركها الرياح. {فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً} [الذاريات: 3] أي: السُّحب تجري جرياً خفيفاً، وتسبح في الفضاء في خفَّة ونعومة. وقوله: {فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} [الذاريات: 4] أي: التي تقسِّم هذه السحب، وتسُوقها إلى مواطن سقوطها، كما قال سبحانه: { فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ ..} [النور: 43] ثم يأتي جواب هذه الأقسام الأربعة: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ ...}.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 01 فبراير 2023, 9:21 am عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الذريات الآيات من 01-09 الأربعاء 01 فبراير 2023, 9:20 am | |
| إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ [٥]وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ [٦] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) أي: ما تُوعدون من البعث والحساب {لَصَادِقٌ ..} [الذاريات: 5] حق وواقع {وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٌ} [الذاريات: 6] الدين يعني يوم الدين، يوم الجزاء على الأعمال {لَوَٰقِعٌ} [الذاريات: 6] جَارٍ وحادث لا شكّ فيه. لكن ما مناسبة القسَم بهذه الأشياء على صدق يوم الدين؟ قالوا: حين تنظر إلى الكون الذي نعيش فيه تجد أن الخالق سبحانه خلق فيه كل شيء وكل المقومات هذه كما هي في كون الله منذ خلقها الله، وهي باقية إلى يوم القيامة، بحيث لا يُعاد في الخَلْق إلا الإنسان. خذ مثلاً الماء أو الهواء اللذين أقسم الله بهما تجد الماء هو هو منذ خلق اللهُ هذا الكون، لا يزيد ولا ينقص، لأنه يدور في دائرة تعود به إلى الماء الطبيعي الذي خلقه الله. فأنت مثلاً تشرب في رحلة الحياة عدة أطنان من الماء مثلاً، هل تبقى فيك؟ أبداً إنما تخرج منك على هيئة بول وعرق وخلافه وتعود مرة أخرى إلى مصدرها، وهكذا حتى القدر القليل الذي يتبقى في جسم الإنسان تمتصه الأرض بعد موته ويعود إلى المياة الجوفية. إذن: هنا إشارة إلى أنك تُولد وتموت وتعود ونأتي بك مرة أخرى، فخذ من الكون المادي حولك دليلاً على إمكانية إعادتك مرة أخرى، خذ المادي المشاهد دليلاً على صدق الغيب الذي أخبرك الله به، إذن: لا تستبعد أن الشيء الذي يفنى يعود مرة أخرى. ثم يقول سبحانه: {وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ...}.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الذريات الآيات من 01-09 الأربعاء 01 فبراير 2023, 9:21 am | |
| وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ [٧]إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ [٨]يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ [٩] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) هذا قَسَم آخر يقسم الحق سبحانه بالسماء {ذَاتِ ٱلْحُبُكِ} [الذاريات: 7] من مادة (حَبَكَ) نقول مثلاً: هذا الشيء محبوك يعني: صُنع بدقة لا زيادةَ فيه ولا نقصان، وهكذا السماء نراها ملساء مستوية ليس فيها شقوق ولا فطور، لأنها خُلقتْ بدقة وإحكام، وقالوا: {ذَاتِ ٱلْحُبُكِ} [الذاريات: 7] أي: الطرق التي تسلكها الكواكب في سَيْرها. وجواب هذا القسم {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} [الذاريات: 8] والكلام عن كفار مكة المعاندين لرسول الله الذين اختلفت أقوالهم فيه كأنَّ الحق سبحانه يعطيهم إشارة إلى أن القول يجب أنْ يكون واحداً قصداً لا التواءَ فيه، كما في خَلْق السماء خَلْقاً محكماً لا اختلافَ فيه. كما قال: { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ * وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } [الرحمن: 7-9] فالسماء استوت واستقامت لأنها خُلقت بميزان الحق، فإن أردتم أنْ تستقيم أموركم فأقيموها على وفق هذا الميزان، وإلا اختلفتم واختلفتْ أقوالكم. ومعنى {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: 9] أي: يُصرف عنه أي عن رسول الله وعن الإيمان به {مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: 9] صرفته الشياطين عن الإيمان، فمن مهمة الشيطان أنْ يصرف أهل الحق عن الحق، وأنْ يُزِّين لهم الباطل: { وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [الأنعام: 121].
|
|