منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية Empty
مُساهمةموضوع: ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية   ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية Emptyالأربعاء 12 أكتوبر 2022, 4:35 pm

ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية Untit981

ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية
أ- في جانب التربية العـقدية والإيمانية:
لا يخفى على أحد أهمية تربية الإيمان في نفوس الأولاد، والأثر البالغ لهذا الإيمان وللعقيدة الصحيحة عليهم بعد ذلك.

ونقرب هذا الجانب بذكر خمس قواعد:
القاعدة الحادية عشرة:
علّمه حب الله تعالى من خلال ذكر نعم الله عليه ومن خلال تأمله في عظيم مخلوقاته، وعلّمه حب النبي صلى الله عليه وسلم بذكر سيرته وأخلاقه، وعلّمه حب الأنبياء عليهم السلام بسرد قصصهم، وعلّمه حب الصحابة رضي الله عنهم برواية أخبارهم ومواقفهم.

أيها المربي الفاضل:
حتى نعلم أبنائنا حب أمرٍ ما، علينا أن نكثر من ذكره بصفاته وأفعاله الحسنة بينهم، فاستغل كل حدثٍ لتربية ابنك على حب الله من خلاله، وأهمية شكره سبحانه وذكره وعبادته.

واستفد من أسلوب التربية بالقصة لغرس حب الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وصحابته، وحب أنبياء الله.

فمثلاً:
لو نظرت وإياه إلى الشمس فبين له فوائدها وعظيم خلقها، وأن الله هو الذي سخرها لنا، وهو الذي حبسها لنبيه يوشع عليه السلام، واذكر له قصته، وإذا جلست على الطعام فاذكر له أن الله هو الذي رزقنا إياه، وهو الذي بارك فيه وكثرّه  لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يوم الخندق، كما في قصة بُرمة جابر رضي الله عنه، وإذا رأى النار فاقرأ عليه قوله تعالى: {أَفَـرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُـورُونَ  أَأَنتـُمْ أَنشَأْتُمْ شَـجَـرَتَـهَا أَمْ نَحْنُ الْـمـُنشِـؤُونَ}، ثم بيِّن له أن الله جعلها عقابًا لمن عصاه وخالف أمره، وجعلها بردًا وسلامًا على إبراهيم لما أطاعه، وقص عليه القصة، .. وهكذا.

القاعدة الثانية عشرة: عوّده مراقبة الله: فتربي الطفل منذ صغره على:
 إن الله يراك، إن الله يعلم ما تقول وما تفعل، إن الله يجازيك على عملك، لن تخفى عن نظر الله، وخير ما تستعمل في هذا أسلوب التلقين، وأسلوب إيقاظ الحس إلى مراقبة الله، ثم أسلوب القصص، ثم إذا كبر أسلوب الموعظة وأسلوب الترغيب والترهيب.

وقد ذكر الله تعالى من تربية لقمان لابنه أنه قال له: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.

فهذه تربية على إيقاظ الحس إلى مراقبة الله، وفي تراجم السلف: قال سهل التستري رحمه الله: كان خالي محمد بن سوار يقول لي وأنا ابن ثلاث سنين، قل: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهد علي، ويأمرني أن أكرر ذلك.

- وقصة بائعة اللبن في عهد عمر رضي الله عنه معروفة، ومؤثرة جدًا على الصغار، لما قالت: إن كان عمر لا يرانا، فرب عمر يرانا.

- ومن هذا أن تسعى إلى أن يُعظم الله تعالى، ويعظم اليمين بالله، قال إبراهيم النخعي رحمه الله: كانوا يضربوننا على العهد وعلى اليمين، أي إذا لم نوفِ بها.

القاعدة الثالثة عشرة: حفّظه كتاب الله منذ الصـغر، وحفّظه أحاديث النبي  صلى الله عليه وسلم:
ولهذا الحفظ المبكر لكتاب الله ولسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أهمية بالغة في توجيه الولد وتنشئته التنشئة الصحيحة، وليكن في صدره ما يحفظه بطاعة الله تعالى.

وتبدأ عملية تحفيظ الطفل القرآن الكريم من سن مبكرة، يقول الدكتور محمد راتب النابلسي-الحاصل على الدكتوراه في تربية الأولاد في الإسلام-: "إن الأم الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقاً بالقرآن، كما أثبتت التجارب الشخصية للأمهات أن الأم الحامل التي تستمع كثيراً إلى آيات القرآن الكريم، أو تتلوه بصوت مسموع يكون طفلها أكثر إقبالاً على سماع القرآن وتلاوته وتعلُّمه فيما بعد، بل إنه يميِّزه من بين الأصوات، وينجذب نحوه كلما سمعه وهو لا يزال رضيعًا.

- ففي مرحلة ما بين العام الثالث والخامس: ينبغي أن نعلِّم الطفل الأدب مع كتاب الله، فلا يقطع أوراقه، ولا يضعه على الأرض، ولا يضع فوقه شيئاً، ولا يدخل به دورة المياه، ولا يَخُط فيه بقلم، وأن يستمع إليه بانتباه وإنصات حين يُتلى..

ومن معالم هذه المرحلة الولع بالاستماع إلى القصص، لذا يمكننا أن ننتقي للطفل من قصص القرآن ما يناسب فهمه وإدراكه، مثل: قصة أصحاب الفيل، وقصة أبي لهب وامرأته.

- ومنذ العام السادس حتى العاشر: يمكن إلحاقه بحلقة قرآنية في أحد المساجد، يتم اختيارها بعناية.

- ومنذ العام الحادي عشر حتى الثالث عشر:
تتسع دائرة الطفل الاجتماعية ويزداد حِرصاً على تكوين علاقات اجتماعية، كما يزداد ارتباطاً بأصحابه وزمــلائه، ويمكن استغلال ذلك في إلحاقه- وأصحابه إن أمكن- بحلقة تعليم أحكام التجويد، مع تشجيعه و مكافأته بشتى الطرق المادية والمعنوية.. وتستمر أثناء ذلك كله عملية تحفيظه كتاب الله بالتلقين، ثم باستماع الشريط، ثم بالقراءة على الشيخ، ثم بالقراءة من المصحف.

القاعدة الرابعة عشرة: حبب إليه العبادة:
روى الشيخان عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ أَرْسَلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: "مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِراً فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، ‏وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِماً فَلْيَصُمْ"، ‏قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، ‏فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ، ‏حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ، قال ابن حجر رحمه الله: (في الحديث حجة على مشروعيّة تمرين الصبيان على الصيام).   

وروى مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لَقِىَ رَكْباً بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ: «‏مَنِ الْقَوْمُ؟‏»، ‏قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، ‏فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: «‏رَسُولُ اللَّهِ‏»، ‏فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا فَقَالَتْ أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: «‏نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ»‏.

- وروى ابن خزيمة في صحيحه والترمذي وأبو داود بإسناد صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعي إلى طعام، فأكل منه ثم قال: قوموا فلنصلِ بكم، قال أنس: فقمت إلى حصيرٍ لنا قد اسوّد من طول ما لبُس، فنصحته بالماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصففت عليه أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين ثم انصرف.

ففي هذه الأحاديث تربية الصغير على عبادات الصلاة والصوم والحج؛ فينظر ويشاهد، ويطبق ويشارك، حتى يألف العبادة ويتعود عليها، ويأتـينا إن شاء الله بيان لكيفية هذه التربية عند حديثنا على أسلوب التربية بالعادة.

= ومن أخطاء الأباء والأمهات في هذا الجانب:
عدم تعليم الابن أحكام الوضوء، والاستنجاء، وأحكام الصلاة، والمساجد، واتباع الجنازة.. وعدم تعليم المراهقين والمراهقات أحكام البلوغ وأحكام الحيض، وما يتعلق بهما من مسائل، جهلاً أو خجلاً.
 
القاعدة الخامسة عشرة: عوّده على الأذكار الشرعية والأدعية المشروعة

الوقاية خير من العلاج، وأعظم وسائل الوقاية اللجوء إلى الله والتعوذ به من كل شر، فيحرص الأب كما تحرص الأم على قراءة الأذكار الشرعية على الأبناء؛ فيُعوذنهم كل صباح ومساء، وعند كل مناسبة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"، ويقول: "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق"، رواه البخاري.

- ثم يبدأ الوالدان بتعليمهم الأدعية والأذكار بأسلوب التلقين، فيختاران أصح الأذكار وأقصرها لتعليمهم إياها، إذا خرجت من البيت تقول: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا نزل المطر بماذا تدعو؟ وقل الحمد لله لأنك عطست، وهكذا، ومع المداومة يعتادها الابن شيئًا فشيئًا، فهذه أم سليم رضي الله عنها تلقن ابنها أنسًا الشهادتين قبل أن يبلغ السنتين من عمره.

- ومن الجميل هنا:
أن ولدًا تعوّد من أبيه أن ينفخ في يديه ويقرأ فيهما المعوّذتين، ثم يمسحه بهما قبل أن ينام، ومرة نسي الأب، وأراد أن يسترخي للنوم، فنبهه الابن قائلاً: بابا، وجمع كفيه وجعل ينفخ فيهما.

- ومن الجميل أيضًا:
أن أمًا علمت أبناءها أن يذكرون الله في كل حال، وأن لكل شيء ذكرًا، ولما نزلوا في مكانٍ معشبٍ جميل للنزهة، نزل ابنها الصغير مع أخوته سريعًا ليلعبوا، ثم تفاجأت به يعـود بسـرعة، ويـقـول: ماما، ما هو دعاء هذا المكان الجميل؟، فعلمته دعاء من نزل منزلاً: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.

= أيها الأب المبارك:
 لا تغفل عن أسلوب التلقين، فلو رأيت كيف يحفظ بعض أبنائنا الإعلانات التجارية لكثرة ما تكرر، لعلمت أن باب التعليم بالتلقين بابٌ له بالغ الأثر في هذا الجانب.

ب- جانب التربية العقلية والعملية:
وهي تربية معلومات الولد وتربية جسمه ورفع همته إلى ما ينفعه في الدنيا والآخرة، وتحته ثلاث قواعد:
القاعدة السادسة عشرة: لا تستخدم أسلوب أنا أعلمك، بل أسلوب أنا أتعلم معك:
فالصغير يحب أن تعلمه كمشارك، وإذا شبّ يحب أن تعلمه كصديق، ثم إذا عقل أحب أن يتعلم منك كأستاذ. فاستغل أساليب التربية باللعب؛ لتربيه على أمور تعليمية جادة، ويأتينا بيان هذا الأسلوب إن شاء الله.

وهكذا إذا كبر بدأت تعلمه بأسلوب الحوارات واللقاءات العائلية، وهكذا إذا كبر بدأت تعلمه بأسلوب حب القراءة، ثم بأسلوب حضور الدروس، فتشاركه وتشجعه، وأجلّ ذلك أن تجاريه في تعلمه كأنك تتعلم معه.

= ومن أخطاءنا التربوية في هذا الجانب:
أن الواحد منا يلعب مع ابنه، ثم يعلمه بالقوة: افعل كذا، وكذا، ويريده أن يتعلم بسرعة على نحو ما يتعلم هو، وهكذا إذا أعطاه كتابًا يقرأه أو وجهه لدرسٍ يحضره.

القاعدة السابعة عشرة: استخـدم أسلوب ما رأيك في هـذا؟
وهو من أنفع الأساليب لتصحيح المفاهيم وتقويمها عند المتربي، ولا يأخذ منك جهدًا كبيرًا إلا التنبه على مواضعه واستغلالها.

ولنضرب على هذا مثالاً:
ذهب الابن مع أبيه إلى السوق، قال له الأب: ما رأيك نشتري من هذه البقالة أم تلك؟ قال: من تلك يا أبي؟ فقال الأب: لمـاذا؟

فأجاب الابن: لأن فيها ألعابًا وحلويات كثيرة، فيأتي دور الأب في غرس معايير جديدة للفـهم.

يقول الأب: لكنها تبيع المجلات الفاسدة والدخان، ما رأيك لو ذهبنا إلى بقالة أخرى، فيها ما تريد لكنها لا تبيع الدخان المحرم! فيفهم الابن أن معيار انتقاء الشراء من البقالات هو خلوها من المنكرات.

وهذا أسلوب نبوي كريم، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس: "ما رأيك في هذا؟"، فقال رجل من أشراف الناس: هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، قال: فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم مر على رجل فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما رأيك في هذا؟"، فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " هذا خير من ملء الأرض مثل هذا"، متفق عليه.

القاعدة الثامنة عشرة: علّمه العمل الجـاد:
ومن ذلك: أن لا يكن همّك أن يلعب طفلك باللعبة، بل أن يعرف كيف رُكبت؟ وكيف تعمل؟ واشرح له ذلك ببساطة.

ومنه أيضًا:
أن توكّل إليه عملاً معينًا يعود دخله عليه، كتلخيص محاضرة، أو فهرسة أسئلة سلسلة من الأشرطة لفتاوى أحد العلماء، أو يعمل عملاً في البيت، وتعطيه عليه أجرًا؛ فتربيه على كسب الأجر الحلال.

ومنه:
أن تسعى في تطوير مواهب ابنك: كالخط، أو الخطابة، أو حب البحث والاطلاع، أو الحفظ، أو كحب الفتاة للأعمال المنزلية.

ومنه:
أن تسأله كثيرًا ماذا استـفدت من هذا القول أو الفعل أو التفكير.. وتقوم له فتوجه وتمدح.

= وبمثل هذه الأعمال الجادة والتي تأخذ منه حيزًا كبيرًا من أوقات فراغه تنجو من هيمنة الغزو الثقافي والإعلامي على تفكير ابنك وعقيدته وأخلاقه.

= ومن أخطائنا التربوية في هذا الجانب:
أن كثيرًا منا لا يتقبلون أبناءهم بما وهبهم الله من مواهب وقدرات، بل لا بد عليه أن يحفظ أو يتفوق مثل فلان، والحق أن كلاً ميسرٌ لما خلق له، والمطلوب منك أن تطوّر قدراته، لا أن تخترعها له.

ج- جانب التربية الخـُلقية والعلاقات الاجتماعية:
وهي تربية التعامل مع الناس، وطريقة كسبهم عند هذا التعامل والتأثير عليهم.

وتحته ثلاث قواعد:
القاعدة التاسعة عشرة: ربه على الأخلاق الحسنة والآداب الرفيعة:
فيسعى الأب لتربية ابنه على الأخلاق الرفيعة شيئًا فشيئًا بحسب ما يلائم كل مرحلة، ويحرص على أن يكبر هذا الخلق في نفس المتربي كلما كبرت معرفته واتسعت مداركه.

يقول الله تعالى في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

فنجد أن الله تعالى في هذه الآيات أكد على أهمية تعليم الأطفال قبل أن يبلغوا أدب الاستئذان، قال الماوردي رحمه الله: فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادىء الآداب؛ ليأنس بها، وينشأ عليها؛ فيسهل عليه قبولها لاستئناسه على مبادئها في الصغر؛ لأن نشأة الصغير على شيء تجعله متطبعًا به.

عوّد بنيك على الآداب في الصغر ***  كيـما تقر بهم عيناك في الكـبر
فإنـما مثل الآداب تجمعـهــا  ***   في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر


- ولنذكر مثالاً يبين المقصود:
فأخلاق الشجاعة تتطلب التربية المبكرة عليها: فصارعه أحيانًا وعلمه أن يقول: أنا شجاع وأستمد قوتي من خالقي، أنا شجاع وأدافع عن الإسلام والمظلومين، وقص عليه أخبار وقصص الشجعان وكيف نصروا الحق، ثم علمه أن من الشجاعة في الحق أن يدعو أصحابه للقيام إلى الصلاة، وكن قدوة له في أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، واقرأ عليه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.

- وفي باب الكرم:
علّمه أن يوصل صدقتك بنفسه للفقير، ثم أعطه عشرين ريال بشرط أن يتصدق بعشرة منها على فقير يختاره هو، ثم ضع له حصالة وأعطه مبلغًا يجمعه للعيد على أن يتصدق في آخر ليلة من رمضان بعُشره مثلاً، وعلّمه كيف يستقبل الضيوف ويكرمهم، وكيف يسأل عن أحوال الناس ويهتم بقضاياهم، وتدرج معه بحسب سنه.

- وفي مجال الآداب:
علمه أدب الطعام، فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك، فكلما جلس للطعام قل له: كل بيمينك، خذ بيمينك، حتى تترسخ في نفسه.

وإليك هذا المثال:
روى الحافظ ابن عساكر أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه كان يلعب مع بعض أترابه من الصبيان، فمر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ففر الصبية خوفًا من الفاروق وبقي ابن الزبير ولم يفر، فأقبل عليه عمر وقال له: مالك لم تفر مع أصحابك يا غلام؟، فرد عليه عبد الله ببساطة وبراءة: يا أمير المؤمنين! لست مذنبًا فأخافك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك فيها!.. فانظر، شجاعة في أدب، أو أدب في شجاعة، رحمهم الله كيف كانوا يربون.

= ومن أخطائنا في جانب التربية:
أن نكرر على أبنائنا أمثال الخور والجبن والمذلة؛ فيتربوا على ذلك، وهذا من أعظم الظلم لهم، فتجد بعضهم يكثر من قوله: كن مردم، تخنفس تسلم تعقرب تقتل، كن ذرة تأكل سكر.. والله المستعان!.
 
القاعدة العشرون: عوّده حسن المنطق:
كألفاظ النداء: يا عم، لو سمحت، وأدب الاستئذان: استأذنك، من فضلك، وكلمات الشكر، وعبارات الرد على الهاتف، وأدب استقبال الضـيوف، والابتسامة..

- فمثلاً:
أرسلته في حاجة، وبعد أن رجع تقول له: ماذا قلت لهم؟ وبماذا أجابوك؟ وكيف رددت عليهم؟ ثم تصحح له أخطاءه، وتمدح حسناته.

= ومن أخطائنا في هذا الجانب:
أن نتهاون في الألفاظ البذيئة أول ما تظهر مما يشكل عادة عند الابن يصعب عليه بعد ذلك تجاوزها.

القاعدة الحادية والعشرون: ربِ ابنك على برك منذ الصغر:
يقول ابن خلدون في مقدمته: التعليم في الصغر أشد رسوخًا، وهو أصلٌ لما بعده.


لذا احرص أن تعلم ابنك البر من صغره ليبرك بعد في كبره، علمه أن يُسلّم ويقبل يدك، ولا يأكل حتى تبدأ أنت أو تأذن له، ويشكرك على ما تأتي به، ولا يزعجونك أثناء راحتك، واجعل أمهم تساعدك على تربيتهم على طاعتك، وتبين لهم عظيم حقك.

يقول أحد التربويين:
لفت نظري طفل يقول لأبيه: "جزاك الله خيرًا ممكن آخذ منديل"، يقول: وبعد السؤال تبين أن الأب اعتاد أن لا يعطي أبناءه شيئاً مما يحتاجونه إلا بعد إن يقول كل واحد منهم بين يدي طلب الحاجة جزاك الله خيراً.. الله يحفظك.. ممكن تعطيني مصروفي للمدرسة، فاستقاموا على هذا.



ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
ثانـيًا: القـواعد في الجوانب التربوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أولاً: القـواعد التربوية العـامة
» ثالثـًا: القواعد في جانب الأساليب التربوية
» وللهداية النبوية إعجازها الباهر في الجوانب الأمنية الوقائية
» (( الأمراض التربوية في اللسان
» الاحتياجات التربوية لضعاف البصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الأربعون قاعدة تربوية-
انتقل الى: