أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: المبعث من السنة العاشرة إلى الثالثة عشرة الخميس 21 أبريل 2022, 11:59 pm | |
| المبعث من السنة العاشرة إلى الثالثة عشرة صبره -صلى الله عليه وسلم- على الأذى: * واشتد الأذى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة أبي طالب، وصبر النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأذى في ذات الله واحتسب، وأخذ يدعو إلى الله تعالى... الكبير والصغير، والحُر والعبد، والرجال والنساء، فاستجاب له من كل قبيلة مَنْ أراد اللهُ تعالى هدايته وفوزه في الدنيا والآخرة.
* قال ابن إسحاق: فلمَّا مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأذى ما لم تطمع فيه في حياته.
* وفي الصحيحين أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي، وسَلا جزور قريب منه -وسلا الجزور هو اللفافة التي يكون فيها الجنين في بطن الناقة، وهو المشيمة في الإنسان- فأخذه عقبة بن أبي مُعيط، فألقاه على ظهره -صلى الله عليه وسلم-، فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة ابنته، فألقته عن ظهره، فقال حينئذ: "اللهم عليك بالملأ من قريش" وفي أفراد البخاري أن عقبة بن أبي معيط أخذ يومًا بمنكبه -صلى الله عليه وسلم- ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر فدفعه عنه فقال: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله؟!
خروجه -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف: لَمَّا اشتد الأذى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن فقد جناحيه؛ أبا طالب وخديجة -رضي الله عنها-، خرج إلى الطائف، فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدمَوا عقبيه، فقرر -صلى الله عليه وسلم- العودة إلى مكة، فرجع إليها بعد أن أمضى في الطائف شهرًا.
قال -صلى الله عليه وسلم-: "انطلقت -أي من الطائف- وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب -ميقات أهل نجد- فرفعتُ رأسي، فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرتُ، فإذا فيها جبريل -عليه السلام-، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك مَلَكَ الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني مَلَكُ الجبال، فسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا مَلَكُ الجبال، قد بعثني إليك ربُّك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين -جبلان بمكة- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم مَنْ يعبد الله وحده لا يُشرك به شيئًا" [متفق عليه]. إسلام الجن: * لَمَّا بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- الخمسين سنة وثلاثة أشهر قدمت عليه جن نصيبين، فاستمعوا القرآن وأسلموا، ورجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا، يهدي إلى الرشد فآمنا به، فأنزل الله تعالى قوله: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) [الجن: 1]، [متفق عليه].
* الإسراء والمعراج: وفي السَّنَة الحادية عشرة من المبعث، أُسْرِيَ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجسده وروحه من المسجد الحرام -بين زمزم والمقام- إلى بيت المقدس، راكبًا البراق في صحبة جبريل -عليه السلام-، فنزل هناك، وأمَّ بالأنبياء ببيت المقدس فصلَّى بهم، ثم عرج به تلك الليلة من هناك إلى السماء الدنيا، ثم للتي تليها، ثم الثالثة حتى وصل إلى السابعة، ورأى الأنبياء في السموات على منازلهم، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى، ورأى عندها جبريل على الصورة التي خلقه الله عليها، وفرض اللهُ عليه الصلوات تلك الليلة، ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر.
عرضه -صلى الله عليه وسلم- نفسه على القبائل: • وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل، ويدعوهم إلى الله عزَّ وجلَّ في منازلهم وأسواقهم بعكاظ ومجن وذي المجاز، وخرج مرة إلى سوق ذي المجاز، وقال لهم: "يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا". وفي رواية: كان يقف على القبيلة ويقول: "يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، آمركم أن تعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئًا، وأن تُصدقوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به" فإذا فرغ قال لهم عمه أبو لهب: لا تسمعوا له، ولا تتبعوه، إن هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى. [رواه أحمد].
* وعرض -صلى الله عليه وسلم- نفسه على الناس بالموقف مرة، وقال: "هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشًا منعوني أن أبلغ كلام ربي عزَّ وجلَّ" [رواه أحمد وأبو داود].
إسلام الأنصار: • كان الأنصار من الأوس والخزرج يسمعون من اليهود أن نبيًّا يُبعث في هذا الزمان، وكانوا يحجون كغيرهم من العرب دون اليهود، فلمَّا رأوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المواسم يدعو الناس إلى الله، وتأملوا أحواله قال بعضهم لبعض: تعلمون والله يا قوم أن هذا الذي توعدكم به اليهود، فلا يسبقنكم إليه.
بيعة العقبة الأولى: • فلقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند العقبة ستة نفر من الأنصار كلهم من الخزرج، فدعاهم إلى الإسلام، فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة، فدعوا إلى الإسلام، فنشأ الإسلام فيها، حتى لم تبق دارٌ إلا دخلها. فلما كان العام المقبل، جاء من الأنصار اثنا عشر رجلًا؛ عشرة من الخزرج ورجلان من الأوس، فلقوه -عليه السلام- عند العقبة، فبايعوه على الإسلام وبعث معهم مصعب بن عمير يعلمهم الإسلام.
بيعة العقبة الثانية: • فلما كان في العام الثالث، وافى الموسم من الأنصار ثلاثة وسبعون رجلًا وامرأتان، منهم أحد عشر رجلًا من الأوس، فبايعوه -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام وعلى الحرب، فلما تمت هذه البيعة أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالًا. * * *
|
|