أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الدخان الآيات من 32-35 الخميس 03 فبراير 2022, 12:19 am | |
| وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٢) تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) الكلام هنا عن بني إسرائيل، وهم يتمسكون بهذه الآية ويبنون عليها أنهم شعب الله المختار، فيقولون: إن الله الذي خلقكم وبعث إليكم رسولاً هو الذي اختارنا على العالمين. وهذا ادعاء باطل لأن معنى (عَلَى ٱلْعَالَمِينَ) (الدخان: 32) أي: العالمين في زمانهم والمعاصرين لهم من قوم فرعون وغيرهم، وهؤلاء كانوا في الغالب وثنيين، ففضَّل الله بني إسرائيل عليهم لأنهم يؤمنون بالله وكانوا في هذا الوقت خيرة خَلْق الله جميعاً. لكنهم أرادوا أنْ يسحبوا هذا الحكم على الناس جميعاً، وعلى العالمين في كل زمان ومكان، وهذا لا يجوز، بدليل أنهم لما خالفوا منهج الله قطَّعهم في الأرض أمماً، وبعثرهم في كل مكان عقاباً لهم. حتى أنك تجد في كل بلد من البلاد حارة باسمهم تسمى: (حارة اليهود)، تراهم مجتمعين ومنغلقين على أنفسهم لا ينسجمون ولا يذوبون في المجتمع من حولهم. حتى أن القرآن عبَّر عن هذا المعنى بقوله تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً) (الأعراف: 168) فكل جماعة منهم في مكان تمثل أمة بذاتها؛ لأنهم لا يذوبون في غيرهم من الأمم. والذي ينفي ادعاءهم هذا قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ) (الأعراف: 167) وهذا هو الذي يحدث بالفعل، فمن حين لآخر يُسلِّط الله عليهم مَنْ يسومهم سوء العذاب. ثم يقول تعالى: (وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ...).
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الدخان الآيات من 32-35 الخميس 03 فبراير 2022, 12:19 am | |
| وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (٣٣) تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وقوله: (وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ) (الدخان: 33) الآيات هي: المعجزات التي صاحبتْ دعوة سيدنا موسى، وبهذه الآيات نجَّاهم الله من الغرق، ونجَّاهم من قوم فرعون.
والعجيب أنهم بمجرد أنْ نجَّاهم الله من الغرق ومن فرعون، وبمجرد خروجهم سالمين رأوا قوماً يعبدون أصناماً لهم، فقالوا لموسى عليه السلام: (ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) (الأعراف: 138) فأشركوا بالله، وما تزال أقدامهم مُبتلة من عبور البحر.
وفي فترة التيه أكرمهم الله، وأنزل عليهم المنَّ والسَّلْوى، وهما من أرْقى ما يكون الطعام، وألذّ ما يُؤكل ينزل عليهم دون تعب ودون مجهود، لكنهم لماديتهم اعترضوا على المنِّ والسَّلْوى.
وقالوا لموسى: (لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ..) (البقرة: 61) يريدون الشيء المادي الذي يباشرونه بأنفسهم ويعلمون مصدره، بل بلغتْ بهم المادية إلى أنْ قال لنبي الله موسى: (أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً) (النساء: 153).
البعض قال: إن موسى عليه السلام هو الذي فتح لهم هذا الباب حينما قال: (رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ) (الأعراف: 143).
وكلمة (بَلاَءٌ) (الدخان: 33) يعني: امتحان واختبار لنعلم ردود أفعالهم، بعد أنْ رأوا الآيات أو بعد أنْ رأوا النعم، وقلنا: الابتلاء والامتحان لا يُذم ولا يُمدح لذاته، إنما حسب النتائج المترتبة عليه. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الدخان الآيات من 32-35 الخميس 03 فبراير 2022, 12:20 am | |
| إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (٣٤) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥) تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
الإشارة في (إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ) (الدخان: 34) قد يُراد بها بني إسرائيل، لأنك لو نظرتَ إلى التوراة أو التلمود لا تجد فيه شيئاً عن اليوم الآخر، مع أنه عنصر أساسي من عناصر الإيمان، لكنهم قوم لا يؤمنون بهذا اليوم.
والمسألة عندهم كما حكى القرآن قولهم: (لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ) (آل عمران: 24) يعني: ثم تنطفئ عنَّا وتنتهي المسألة.
وقالوا في آية أخرى: (نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ) (المائدة: 18).
أو يُراد بهؤلاء منكرو البعث عموماً، سواء بنو إسرائيل أو غيرهم، وقولهم (إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ) (الدخان: 35) يريدون بالموتة الأولى العدم الذي سبق الخَلْق، فيعتبرون العدم موتة، ثم خلق الله آدم ومنه جاء سائر الخلق.
كما قال تعالى: (وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ) (البقرة: 28) يعني: لن نموت إلا هذه الموتة، وليس هناك موتة أخرى بعدها بعث ولا حساب (وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ) (الدخان: 35) يعني: مبعوثين أحياء بعد الموت. |
|