منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

الحــواس فـي القـــرآن الكـــريــم أحكـام صـلاة المـريض وطهـارته إلــــــــى كــــــــــل زوجـيــــــــــن مـــن أقـــــوال شيـــــخ الإســــلام لا عـلـيـك مـا فـاتـك مـن الـدنـيا رؤية الخاطب مخطوبته قبل العقد أحْلامٌ مِنْ أبِي باراك أوباما كُــــتُـبٌ غَــــــيُّـرَتْ الـعَـالَــــــمْ مــصـــــر التي فـي خــاطـــــري الزعيـم الثــائر أحـمـــد عـــرابي مـحـاسـن العقيـــدة الإسـلامـيـــة الرَّحَّـالة: أبي الحسن المسعـودي رضـــي الله عـنـهـــم أجـمـعـــين الأسئلة والأجــوبــة في العقيــدة النـهـضــة اليـابـانـيــة الـحـديثــة الحجاج بـن يــوســف الـثـقـفــي قـصــة حـيـاة ألـبرت أيـنـشـتــاين الأمثـــال الإسـلام بيـن الـعـلـم والـمــدنـيــة

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الحلقة رقم (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 51866
العمر : 72

الحلقة رقم (1) Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة رقم (1)   الحلقة رقم (1) Emptyالثلاثاء 31 مايو 2011, 5:42 am

الرئيس أنور السادات كما تراه جيهان السادات ح1
مقدم الحلقة: أحمد منصـور

ضيف الحلقة: جيهان السادات، أرملة الرئيس السابق أنور السادات

تاريخ الحلقة: 08/01/2001

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة مع شاهد جديد على العصر. شاهدتنا على العصر في هذه الحلقة والحلقات القادمة السيدة جيهان السادات.

تُعتبر السيدة جيهان صفوت رؤوف وشهرتها جيهان السادات أكثر النساء اللائي ظهرن خلال القرن العشرين إثارة للجدل في المنطقة العربيَّة، حيث لازالت هناك كثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام تُثار حول طبيعة الدور الذي لعبته في الحياة السياسيَّة في مصر، ليس خلال فترة رئاسة السادات لمصر بعد وفاة جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م فحسب، وإنما منذ زواجها بأنور السادات في عام 1949م وحتى اغتياله في السادس من أكتوبر عام 1981م.

وُلدت جيهان صفوت رؤوف في حيِّ الروضة بمدينة القاهرة عام 1933م لأم بريطانية مسيحيَّة هي السيدة (جيلاديس تشارلز كوتريل) وأب مصري مسلم هو السيد صفوت رؤوف.

التقت مع السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948م، وكانت في الخامسة عشرة من عمرها، حيث وقعت في غرامه وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه ثلاث بنات، وبالفعل تزوجته جيهان في التاسع والعشرين من مايو عام 1949م بعد طلاقه لزوجته الأولى.

ولدت له جيهان أربعة أولاد، هم: لُبنى وجمال ونهى وجيهان الصغيرة التي التقيتها مع بناتها أثناء أحد أيام التصوير.

شاركت جيهان السادات زوجها الرئيس الراحل معظم الأيام والأحداث الهامة التي شهدتها مصر، بدءاً بليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952م حينما اندلعت الثورة، وكانت معه في السينما مروراً بالصراعات التي قامت داخل مجلس قيادة الثورة والمناصب المختلفة التي تولاها السادات أثناء رئاسة عبد الناصر لمصر، رافقت السادات في زيارته المثيرة للجدل التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حينما كان رئيساً لمجلس الشعب المصري عام 1966م.

عايشت الصراع الذي قام بين عبد الناصر والمشير عامر خلال فترة الستينيات، حيث كان بيت السادات هو الملجأ لكل منهما، حتى بعد وقوع الهزيمة عام 1967م.

ورغم أن عبد الناصر بعد انتحار المشير في سبتمبر عام 1967م منع أعضاء مجلس قيادة الثورة من المشاركة في جنازته إلا أن جيهان شاركت في الجنازة، وذهبت إلى مسقط رأس المشير.

بدأت نشاطها العام بداية الستينيَّات إلا أن دورها بدأ يتبلور بعد تعيين السادات نائباً لرئيس الجمهوريَّة في التاسع عشر من ديسمبر عام 1969م، ثم اختياره رئيساً بعد وفاة عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م، وكانت بداية حكم السادات لمصر هي بداية أيضاً لدور سياسي جديد مثير للجدل فرضته جيهان السادات على الحياة السياسيَّة المصريَّة هو دور زوجة الرئيس التي أخذت لقباً جديداً أيضاً في تاريخ مصر السياسي الحديث هو لقب (سيدة مصر الأولى) التي تَدَّعي جيهان أنها لا تعرف حتى الآن مَنْ الذي أطلق عليها هذا اللقب، وبذلك أصبحت هناك مؤسسة توصف بأنها مؤسسة موازية لمؤسسة الرئاسة هي مؤسسة زوجة الرئيس.

شهدت مع السادات كل الأحداث الهامة، وشاركت في صناعة كثير منها، وتبنت بعض المشروعات على رأسها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة، وعدَّلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصيَّة الذي لازال يُعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان.

رافقت السادات في معظم رحلاته وأسفاره التي قام بها خارج مصر، وكما كانت معه ليلة الثورة كانت معه يوم اغتياله في المنصة في السادس من أكتوبر عام 1981م.

أخذتني حيث كان يجلس السادات، وحيث كان ينام، وحيث كان يمشي، وشاهدت لوحاتها الزيتيَّة التي رسمتها على مرِّ السنين، والتي تزين بها جدران منزلها الذي تعيش فيه منذ عُيِّن السادات نائباً لرئيس الجمهوريَّة عام 1969م، ولأنها لم تكن مجرد زوجة لرجل حكم مصر أحد عشر عاماً في فترة خطيرة وهامة من تاريخ مصر الحديث، وإنما كانت تشارك بشكل أو بآخر في صناعة القرار فإن شهادتها تمثل أهميَّة خاصة، لأنها -أيضاً- شهادة على عصر السادات.

أود في البداية أن أعود بكِ إلى حيِّ الروضة حيث وُلدتِ ونشأتِ ومؤثرات النشأة الأولى في حياتك.

جيهان السادات:

طبعاً النشأة لها تأثير مؤكد على الإنسان، أنا نشأت في الروضة في جو هادئ بين أم وأب، حقيقي أمي إنجليزيَّة مش مصرية، لكن جمع بين أبويا وأمي حب شديد جداً اللي خلاه اتجوزها وجابها مصر، فكان البيت كله شعور بالحب والحنان والإحساس بأولادهم ويعني كان اللي أذكره وأنا طفلة أبويا كان يقعد معانا كتير ووالدتي ويدونا من وقتهم كثير مش يعني .. دي مهمة جداً، ودايماً أنا بأصر حتى في كلامي على الأطفال إن لازم يستمعوا .. الأب والأم يستمعوا لأولادهم ويشوفوا مشاكلهم ويختلطوا بيهم، ده بتحمي الأطفال.

فأنا الحقيقة طلعت في جو هادي جميل، أب وأم بيحبوا بعضهم، وبيتفانوا في تربيَّة أولادهم، فالحقيقة كانت بيئة يعني أقدر أقول بيئة جميلة إنها تطلعنا يعني هاديين وكويسين.

أحمد منصور:

والدتك هي السيدة جيلاديس تشارلز كوتريل.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

بريطانية.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

والدك هو السيد أو الدكتور صفوت رؤوف.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

كان في وزارة الصحة، تَعرَّف عليها في بريطانيا، وتزوجها..

جيهان السادات [مقاطعة]:

نعم، وهو بيدرس في (شيفلد) أيوه.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

نعم، وجاء بها إلى مصر.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

أم إنجليزية.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

وأب مصري، وحياة في مصر، أيضاً أما يدخل هذا في إطار شيء من التجاذب بين الأب والأم حول الأولاد ونشأتهم وتربيتهم مع اختلاف العادات والتقاليد والدين أيضاً؟

جيهان السادات:

ده صحيح، هأقول لحضرتك حاجة، يعني كان تأثير والدي أكبر بكثير من تأثير أمي، شخصيته كانت أقوى بكثير من شخصيَّة أمي، فكان الأثر الأكبر والأوقع من والدي، يعني أولاً: أمي وهي كانت إنجليزيَّة مسيحيَّة، ولكنها كانت تصوم معانا رمضان، وأنا أذكر إن أنا صمت رمضان أول مرة يمكن وأنا عندي 8 سنوات صُمت كذا يوم، يعني كان البيت ديِّن، وكنت بأصلي وأنا طفلة، يعني مش وأنا كبيرة.

يعني كنا صحيح فيه جارتي كان لها تأثير عليَّ في هذا من ناحية الصلاة والصوم والحاجات دي، لكن أيضاً البيت كانت والدتي تشارك معانا علشان ما تخليش فيه فروق نحس بها، لكن طبعاً كان العادات يعني العادات الأجنبيَّة غير العادات المصريَّة، يعني أذكر مثلاً أو يمكن ما أوعاش على إن مثلاً وأنا طفلة كنت لما أقع كانت عمَّاتي يجروا عليَّ وهي أمي تبقى قاعدة تقول لهم: سبوها، سبوها تقع هي حتقوم لوحدها، يعني فيه فرق في العواطف حتى والأحاسيس بين طبعاً الأم المصرية والأم الأجنبيَّة، لكن هي ربَّت فينا الحقيقة..

أولاً كانت متمسكة جداً ببلدها، لأنها من شيفلد، وشيفلد معروفة بالفضة، فكانت دايماً تقول: شوفي الفضة دي مصنوعة في بلدي، شوفي دي جات من شيفلد، يعني كان لها حب وتمسك ببلدها، ما نسيتهاش، غرست فينا بالطبيعي كده إن إحنا نحب بلدنا، ونتمسك بمصريتنا، ونتمسك بالوطن بتاعنا...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن هي لم تكن تتردد على بريطانيا؟

جيهان السادات:

لا، خالص.. خالص، ما راحتش إلا متأخر جداً، لأن قامت الحرب كمان بعد كده...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هناك ما يشير إلى أن أصولها تعود إلى مالطا وليس إلى بريطانيا؟

جيهان السادات:

نهائي، نهائي.. ده كلام، أنا استغربت جداً، ولو كان أصولها من مالطا يعني ده لا أنكره..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما الذي يعيب هذا أيضاً؟ نعم.

جيهان السادات [مستأنفة]:

بالظبط.. لا أنكر هي إنجليزيَّة صميمة من شيفلد.

أحمد منصور:

بقيت والدتك على دينها.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وكما ذكرت أنت في كتابك كانت تحتفظ بصليب في...

جيهان السادات [مقاطعاً]:

في حجرة نومها.. نعم.. نعم.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

حجرة نومها، أنت كطفلة الآن يعني تتنازعين ما بين أم تختلف عن المجتمع كله في هويتها، في دينها، في عبادتها، وما بين مجتمع، حتى في لغتها، وما بين مجتمع آخر، ألم يحدث هذا أو يؤثر عليك أي تأثير سلبي أو تناقضي في بداية حياتك كطفلة؟

جيهان السادات:

نهائي، نهائي هأقول لحضرتك أنا مرة بنت، وأنا صغيرة جداً، بنت سألتني في المدرسة، وأنا كنت في مدرسة إرساليَّة فكان أغلبها مسيحيين والمدرسين مسيحيين كلهم، والناظرة كانت إنجليزية وكانت صديقة لوالدتي، فمرة بنت سألتني قالت لي: إزاي أنت مسلمة ومامتك مسيحيَّة؟ فأنا يعني استغربت، لأني كنت طفلة ما أوعاش أيه يعني الفروق دي، فرحت البيت وسألت مامتي، قلت لها، قالت لي: فعلاً أنا مسيحيَّة وأبوكِ مسلم، وأنت مسلمة.

لكن عايزة أقول لك حاجة: إن ربنا بتاع الأديان كلها وأنت تطلعي مسلمة لأن والدك مسلم، لكن تحترمي الأديان الأخرى، وده عندكم في القرآن مذكور، فيعني طلعتنا الحقيقة أولاً ما فرضتش علينا، وما راحتش كنيسة عمرها وهي متزوجة لأبويا نهائي، يعني كانت ساعات أشوفها بتصلي في أوضتها، لكن كانت دايماً...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

مجرد رؤيتك دي ما كانتش بتعمل عندك خلل؟

جيهان السادات:

لا، نهائي.

أحمد منصور:

ولا رد فعل عكسي؟

جيهان السادات:

ولا.. أبداً، أنا معتقدة إلى يومنا هذا إن ربنا للكل، وإن ما حدش اختار دينه، أنا ما اختارتش إن أنا أطلع مسلمة، أنا طلعت لأن والدي مسلم، وهي ما اختارتش تطلع مسيحية لأن اتولدت لقت والدها مسيحي...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لا. أنا هنا بأسأل عن الانعكاسات، وليس عن هذه الأشياء، لأن دائماً الإنسان إذا وجد في بيئة فيها أي شيء متناقض بيكون لها تأثير عليه وعلى شخصيته.

جيهان السادات:

ده صحيح، ده صحيح لو إن الشيء متناقض، لكن الشيء ما كانش في بيتنا متناقض، لأن كنا عارفين إن إحنا مسلمين، عارفين إن أبونا موجود معانا، وبنصلي وبنصوم، وعماتي تأثيرهم كان كبير جداً علينا، لأنه كانوا قريبين لنا ومختلطين معانا خالص، فكانت تأثير والدتي لوحدها، ما كانش فيه.. يعني أنا ليَّ خالة ما شوفتهاش إلا وأنا مِجَوِّزة وأنور السادات رئيس جمهورية، يعني...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هذه التي ذهبت والدتك إلى بريطانيا..

جيهان السادات [مستأنفة]:

شيفلد.. أيوه، عشان تشوف أهلها، لكن يعني ما ليش مفيش تأثير بريطاني عليَّ نهائي.. نهائي ولا تأثير دين آخر عليّ نهائي وأنا صغيرة، لأن والدتي الحقيقة كانت بتلعب الدور ده، هي عارفة إنها اِجَوِّزت مسلم، وعارفة إن الولاد دول مسلمين، فعمرها ما إلا كانت دايماً بتحثنا على يعني نصلي، ماعمرهاش كانت.. يعني كانت تفكرني...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تعلمت العربية في البداية؟ كانت تتكلم باللغة العربية؟

جيهان السادات:

كانت بتتكلم بالعربي، وحاولت إن إحنا تكلمنا بالعربي وإحنا أطفال، لأن قالت برضو مصريين وطالعين في مصر، وإحنا لغتنا العربية أقوى بكثير جداً من لغتنا الإنجليزيَّة، خصوصاً وإحنا أطفال، بس العربي بتاعها طبعاً كان عربي بتاع أجنبيَّة مكسر، حتى كنا ساعات نقعد نضحك على بعض التعبيرات اللي تقولها يعني.

أحمد منصور:

ذكرتِ أن عمة صديقتك رجاء لعبت أيضاً دور مؤثر عليك من خلال أنها كانت سيدة محجبة؟

جيهان السادات:

نعم، نعم، متدينة ومحجبة.

أحمد منصور:

ومتدينة، وأنتِ في نفس الوقت ذكرتِ إنه كان هناك فروق ما بين ما تجديه هناك وبين ما تجديه في بيتك.

جيهان السادات:

هو مش من الفروق الكبيرة، لكن عمة صاحبتي وصديقتي رجاء زين الدين كانت زميلة ليَّ في ابتدائي، وكنت أحبها، وكانت جارتي ساكنة جنبي، فأما كنت أروح أزورها ونذاكر سوا عمتها كانت محجبة ومتدينة جداً، فهي اللي خدتنا كأطفال، هي اللي قعدت تعلمنا الوضوء والصلاة، وهي اللي كانت بتدينا دروس دينَّية، وهي اللي خلتني يعني الحقيقة، وأنا يعني مثلاً عندي 13 سنة و12 سنة ماكنتش ألبس غير كُم طويل وكانت أمي كانت تندهش، يعني ساعات تقول لي: ليه؟ في سني مستغربة، فأقول لها: لأ، أنا عايزة كده، يعني ما أتحجبتش صحيح لكن كنت دائماً ألبس بلوزات بكم طويل وجونلات عشان يبقى.. وده كان غريب شوية يمكن في وقتي، وفي سني لكن كان ده تأثير..

أحمد منصور:

يعني كان الشائع غير ذلك؟

جيهان السادات:

آه طبعاً.. طبعاً كان الشائع كله من غير كمام وبنص كُم وكده يعني أنا خدتها كده حشمة بطريقة في سن مراهقة، يعني في سن اللي هو البنات بقى بتقعد تورِّي أيديها وما أعرفشي أيه، وتعمل فتحات كبيرة في صدرها وكده كان العكس عندي، وده يرجع فضله لأبلة نعمة عمة رجاء زميلتي.

أحمد منصور:

أنا أيضاً لاحظت شيء في كتابك "سيدة من مصر" الذي يعتبر بمثابة مذكرات بالنسبة لك، وأشكرك على النسخة التي أهديتها لي قبل عام.

جيهان السادات:

أيوه.. لا.. العفو، العفو.

أحمد منصور:

لاحظت إنك تعمدتِ تتكلمي كثيراً في البداية عن الإخوان المسلمين، وعن أنك كنت تجمعي تبرعات وتعطيها للإخوان المسلمين، وعن دور الإخوان المسلمين وتأثيرهم في المنطقة.

جيهان السادات:

ده صحيح.. صحيح.

أحمد منصور:

هل أنتِ تعمدتِ إنك تبرزي هذا الجانب أيضاً لتغطي على جوانب أخرى، أم أن هذه مؤثرات حقيقية؟

جيهان السادات:

لا.. لا.. دي مؤثرات حقيقة، أنا نشأت في حي الروضة، والروضة كان.. يعني أنا كنت أشوف وأنا عندي 13 سنة، أشوف الشباب اللي زييِّ.. قَدِّي وأكبر مني شوية اللي هو يعني أيه.. البنت تتطلع إنها تبص لهم في هذا السن ألاقيهم بيصلوا، بيروحوا الجامع، متدينين، جيراننا، أنا بأتكلم على جيراني اللي حوليَّ في الروضة، فكنت الحقيقة مُقَدِّرة هذا، مقدرة وأنا من ناحيتي تأثير أبلة نعمة علىَّ إن هو الدين والتمسك بالمثل والمبادئ، فكنت فرحانة جداً إن فيه شباب صغير قَدِّي وأكبر مني حاجة بسيطة متدين وبيصلي وأسأل يقولوا لي: دُوُل في الإخوان المسلمين، دُوُل شباب الإخوان المسلمين.

فالحقيقة كانت دي عندي لها تأثير كبير لدرجة إن أنا كنت أجمع مصروفي وهو قليل جداً يعني في هذا الوقت، مصروف أختي، ومصروف إخواتي، وبنت عمتي وولاد عمتي، وعماتي أروح أقول لهم: ادوني فلوس علشان حأتبرع بها.

فيدوني ويدوني حاجات يعني بسيطة لكن كنت أبقى سعيدة جداً وأنا آخذها وأروح، وبيننا وبين بيت الشيخ حسن الهضيبي بيت واحد، في وسطنا يعني، فكنت أروح له بسهولة وأرن الجرس، وجرأة يعني مني وأَرن الجرس، وفي الظرف اللي معايا مبلغ بسيط يعني ماهوش كثير، وأقول له: ده مني للإخوان المسلمين، يعني لأنه بيساعدوهم في حاجات وبيعملوا حاجات في الجوامع، وتعليم، وزي مستوصفات لعلاج الناس الفقراء، فكنت مبسوطة جداً بالنشاط بتاعهم، ومبسوطة بالتدين والتمسك بالأخلاق.

أحمد منصور:

يعني ألم تتعمدي أن تتحدثي عن ذلك في كتابك.

جيهان السادات:

لا، لا، حأقول لحضرتك.

أحمد منصور:

لأنكِ حينما أصبحتي.

جيهان السادات:

زوجة.

أحمد منصور:

زوجة الرئيس الرئيس وسيدة مصر الأولى انتقدتي كثيراً بالنسبة لبعض الأشياء التي سنأتي عليها لاحقاً، بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية وأشياء يعني يقال إنها تخالف أو ضد التوجه الإسلامي العام في البلد فتعمدتي الآن أن تتحدثي عن تدينك وأنتِ صغيرة وكذا؟

جيهان السادات:

لا، لا، لا، لا، هأقول لحضرتك لم أفعل شيء لا ضد الإسلام ولا خارج الشريعة، وقانون الأحوال الشخصية.

أحمد منصور:

لا، سنأتي له، أنا بأقصد في تعمدك الآن في كتابك،في مذكراتك والإشارة إلى أن طفولتك كان طفولة متدينة وأن كان وعيك بالإخوان وتروحي تعطي تبرعات للإخوان؟

جيهان السادات:

لا.. لا، دي حقيقة، دي حقائق حصلت في حياتي، فلا أنكرها ولا أبالغ فيها نهائي.

أحمد منصور:

أيضاً يعني بالنسبة للإخوان هنا قامت حرب 48 وأنتِ اتكلمتي عن هذا الأمر، وعيِّك كان .. أنت ولدتِ في العام 1933، يعني في 1948م كان عمرك حوالي 15 سنة تقريباً.

جيهان السادات:

بالظبط.

أحمد منصور:

وأنتِ في الخامسة عشر من عمرك وبنت ولستِ شاب، كيف كان وعيك السياسي في تلك المرحلة؟ كيف كان وعيك عن الحرب؟ كيف كان وعيك عن إن بلدك مصر محتلة من بريطانيا التي هي بلد والدتك في نفس الوقت؟

جيهان السادات:

أهي دي بقى التناقض اللي كان في داخلي فعلاً، يعني أنا أذكر حأنط نطة ثانية 1956م لما كانت بورسعيد بتضِّرِب، والدتي إنجليزية وأنا كنت حامل على الآخر وولدت فعلاً من الرهبة قبل ميعاد الولادة بشهرين وشوية، شهرين وأسبوع، وطبعاً ده دليل الانفعال وده اللي قالوه الدكاترة أيامها، يعني.

لكن كان التناقض في أيه؟ إن أنا كنت أقول لمامتي نفسها، ساعات أقول لها: ليه بتعملوا فينا كده؟ ليه بتضربونا؟ فهي تبص لي الحقيقة وتقول لي: يا بنتي مش أنا، مش أنا يعني دي سياسات لا أنا لي دخل فيها ولا أنتِ ولا .. فيعني كان فيه نوع من الأيه، يعني أكره الإنجليزية وفي نفس الوقت أحب والدتي وأحترمها جداً، وده كان نفس الشيء بالنسبة لأنور السادات فيما بعد، يعني كان يحب والدتي ويقدر الإنسان، لكن يكره الاحتلال، وأنا نفسي كنت أكره الاحتلال وكنت دائماً برضه في أي نشاط، يعني مثلاً أيام جواد حسني في قناة السويس وكان له دور، وعلى فكرة جواد حسني والدته إنجليزية برضه.

أحمد منصور:

سآتي إلى موقف حديث بينك وبين الرئيس عبد الناصر بعد ذلك.

جيهان السادات:

أيوه، أيوه، فيعني بالعكس كان عندي وطنية يمكن تستغرب حضرتك والله ما بأقولها مبالغة كانت تزيد عن الابنة اللي أبوها وأمها مصريين، ما أعرفش ليه، لأن كان فيَّ نوع من الـ .. يعني حب لبلدي وحب للوطن غريب .. ومازال فيَّ لغاية الآن، وهو ده سبب زواجي من أنور السادات.

أحمد منصور:

سآتي للسبب، ولكن مصادر ثقافتك أيه في 1948 وأنتِ في هذا العمر، وفي هذا السن وانتقلتِ من مدرسة الإرسالية الابتدائية إلى المدرسة..

جيهان السادات:

الأورمان الثانوية.

أحمد منصور:

الثانوية؟ نعم.

جيهان السادات:

حب بلدي، مش عايزة حد يحتلها، مش عايزة .. كان أيامها الإخوان بيتمسكوا أيام الملك ويتعذبوا، وأنا فاكرة كان فيه واحد اسمه مالك على ما أذكر اتمسك وكان..، كان له قصة كده في الجرايد، هرب، أو كانوا بيدوروا عليه وعلى بال ما مسكوه أنا كنت بأتعذب عشانه، وأنا لا أعرفه ولا شيء، لكن عارفة إن دُوُل بيقوموا بدور وطني، فكان يعني نوع من التأييد وحب للي بيعملوه لأن عارفة دُوُل بيخدموا بلدي، وضد الاستعمار، وضد الاحتلال، فَدَه كله كان شيء في نفسي شديد جداً يعني.

وحأقول لحضرتك تستغرب يعني أكثر من إخواتي اللي هم في نفس البيئة ونفس البيت، وأكثر .. يعني والدي اتحبس ليلة، وكان في مظاهرات في أسيوط، كان والده اللي هو جدي حكيم باشا هناك، دكتور، في أسيوط وابنه اللي هو والدي اتمسك في مظاهرات وحبسوهم ليلة علشان ضد الإنجليز، فيعني فيه وطنية في البيت برضه، وفيه حب، وزيِّ ما كانت أمي تحكي لي عن الوطنية اللي عندهم في بلدهم، وإزاي كانوا أيام الحرب بيضحوا وبيساعدوا الجيش بتاعهم بتغرس فيَّ أيضاً الوطنية لبلدي.

أحمد منصور:

كان فيه قوى سياسية أخرى موجودة على الساحة في ذلك الوقت غير الإخوان، ألم تسمعي عنها؟ ألم تحتكِ بها؟ ألم..

جيهان السادات:

زي أيه؟

أحمد منصور:

يعني كان فيه حزب الوفد في ذلك الوقت، كان فيه أحزاب أخرى مختلفة موجودة على الساحة.

جيهان السادات:

آه .. مصر الفتاة و .. لأ يعني الحقيقة يعني إعجابي كان بالإخوان بس قدر بقى يعني سنِّي ومعلوماتي.

أحمد منصور:

كان عندك مصادر ثقافتك لم تحدثيني عنها، هل كنت تقرأي الكتب؟ تطالعي الصحف؟

جيهان السادات:

نعم، نعم، نعم.

أحمد منصور:

أيه طبيعة القراءات في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

أيامها.، أولاً أنا أحب أقرأ كثير جداً، فكنت الصحف دائماً متابعة للأحداث اللي بتجري حولي، ثانياً فيه مكتبة هنا في الجيزة يعني رحت لها برضو وأنا عندي يمكن 9 سنين، وبرضو خدت مصروفي ورحت عشان أشتري مجموعة كتب، وعايزة أثقف نفسي قراءة ومعلومات يعني بجانب الدراسة، فأنا أذكر قوي الراجل بص لي كده وضحك ولما شاف الفلوس اللي معايا يعني بأديها له وواخدة كذا كتاب، فطبعاً كان الفلوس اللي معايا مصروفي يمكن ما يجبش كتابين ولا كتاب، فضحك الراجل وكان لطيف جداً وشجعني، وقال لي: بُصّي المصروف بتاعك ده أنا حأخد منه اشتراك حتبقي مشتركة هنا في المكتبة عندي وتيجي تقرأي وترجعي الكتاب، وتأخدي غيره وترجعي، وبالطريقة دي حتقرأي أكبر عدد ومش حتدفعي فلوس كثير، فهو ساعدني الحقيقة بطريقة فأبتديت بقى أقرأ مثلاً...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تفتكري الكتب الأولى اللي قرأتي فيها؟

جيهان السادات:

أول كتاب أفتكره كويس جداً زيِّ النهارده للمنفلوطي كان كتاب مترجم عن (سيرانو دي براجراك) الرجل..

أحمد منصور:

العبرات.

جيهان السادات:

الراجل .. هي قصة فرنسية عن رجل، هي قصة رومانسية، أحَبَّ واحدة وهو كان مناخيره وحشة وشكله وحش قوي فكان بيتدارى ويسمعها كلام حلو وهي حبِّته من غير ما تشوفه.. يعني لما شافته بعد كده يعني ما همهاش بقى مناخيره ولا حاجة، يكفي اللي سمعته منه واقتنعت به، يعني فيه حاجات، وقريت بقى عن مثلاً (مدام كوري) اللي عملت (الريديوم) وإزاي كافحت؟ وإزاي عاشت سنين أغلب عمرها في المعمل علشان تخترع شيء يفيد البشرية، يعني الحاجات دي كانت، وقصص عن طبعاً السيدة خديجة وزوجات النبي والسيدة عائشة، يعني قريت حاجات كثير.

أحمد منصور:

يعني لم يكن هناك توجيه لك وإنما كانت معظم قراءاتك من اختياراتك أنت؟

جيهان السادات:

من اختياري أنا شخصياً في هذا السن، وطبعاً كتب مبسطة، مش هأقول لحضرتك...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كان لكِ صديقات بقيت صداقتك معهن منذ تلك الفترة.

جيهان السادات:

آه طبعاً مثلاً عُلا بركات، وهي زوجة الأستاذ إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام هي كانت معايا من أول يوم دخلنا في الروضة في الحضانة وقعدنا جنب بعض، وبعدين أنا اتجوزت بَدْرِي وهي كَمِّلت وخدت حقوق وهي لها برنامج إذاعي، وأنا اتجوزت بَدْرِي لكن رجعت تاني كَمِّلت..

أحمد منصور:

صديقاتك ما كانش لهم تأثير أيضاً عليكِ؟ ما كانش فيه في هذه العلاقة، في تلك المرحلة أحياناً تكون علاقات الصداقة لها تأثير بيبقى في نفس الإنسان أو في خياله.

جيهان السادات:

يعني أنا مش عايزة أشكر في نفسي يعني، مش عايزة أقول إن تأثير كتب، تأثير والدي، تأثير الجو المحيط بيَّ أكثر كان من الصداقات.

أحمد منصور:

في صيف العام 1948م ذهبتِ إلى السويس لزيارة ابنة عمتك التي كان زوجها حسن عزت الذي كان ضابطاً.

جيهان السادات:

نعم .. طيار.

أحمد منصور:

ضابط طيار، وكان على علاقة بـ..

جيهان السادات:

بأنور السادات.

أحمد منصور:

بالرئيس أنور السادات، أو السيد أنور السادات، أو الضابط أنور السادات في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

نعم .. بالظبط .. بالظبط.

أحمد منصور:

والتقيتِ للمرة الأولى مع الرئيس السادات.

جيهان السادات:

أنور السادات، أيوه.

أحمد منصور:

كيف كان لقاؤك الأول مع السادات؟ وما هي المعلومات التي كانت لديك قبل لقائك به؟

جيهان السادات:

آه .. بالظبط، هو التأثير اللي كان فعلاً عليَّ كان حسن عزت بيقول لي .. بيحكي لي عن أنور السادات، وكان فيه محاكمة أيامها بتاعة أمين عثمان، فكان بيحكي لي إزاي إن هم اتسجنوا سوا وهربوا من السجن، وإزاي رجع، وإزاي كذا. مرة اتسجن وإزاي الإنجليز شالوا الرتب بتاعته ورجعوا تاني رجعوه، يعني عارف حضرتك حاجة..

قعد يحكي لي عن إنسان طبعاً أنا كنت لسه ما كملتش، يعني أنور السادات حضر عيد ميلادي الـ 15، فيعني ما كنتش عايزة أقول إن أنا عندي من النضج الكافي، يعني كنت لسه شابة صغيرة خالص، لكن كان حب البلد وحب الوطنية حببني في أنور السادات، مش حب إن أنا حأتجوزه ولا فكرت ولا خطرت على بالي أبداً، لكن حب إنسان من عائلة فقيرة ممكن كان يعيش ظابط حياة كريمة ومتزوج وله بنات، فكان يقدر يعيش زيه زي بقية الظباط زملاؤه وما يقحمش نفسه في السياسة، لكن هو يعني دخل في السياسة وضحى بمنصبه، وضحى بحياته، وضحى بكل شيء واتعذب، واشتغل سواق وشَيَّال علشان خاطر بلده.

أحمد منصور:

كل المعلومات دي عرفتيها في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

عرفتها من حسن عزت، ما كنتش عندي فكرة عن أنور السادات.

أحمد منصور:

فرسمت صورة البطل في ذهنك.

جيهان السادات:

بالظبط، فاترسمت صورة إنسان مكافح بيحب مصر وبيضحي من أجلها جداً عشان يشوف كل العذاب اللي شافه، فحبيت هذا البطل، حبيته جداً.

أحمد منصور:

قبل أن تريه؟ قبل أن تتوقعي أن يكون على علاقة مع زوج ابن عمتك أو أي شيء؟

جيهان السادات:

خالص، نهائي، نهائي.

أحمد منصور:

كيف كان اللقاء الأول معه؟

جيهان السادات:

اللقاء الأول أولاً أنا أعلم أنه متزوج فإذا به يخرج من السجن، أولاً أنا نزلت أجيب الجورنال علشان أشوف.

أحمد منصور:

كنتِ تعرفي إنه متزوج، يعني عرفتِ التفصيلات دي كلها من حسن؟

جيهان السادات:

آه، متجوز وعنده بنتين يعني أو مش عارفة حاجة..

أحمد منصور:

3 بنات.

جيهان السادات:

3 بنات، فيعني أنا ما .. الناحية دي ما كانتش بتخش تفكيري أبداً.

أحمد منصور:

لأنك بتنظري له نظرة عادية.

جيهان السادات:

نظرة مختلفة، مختلفة، فلما جه، نزلت جبت الجورنال وفرحتي إنه طلع براءة، يعني كنت عمَّالة أعيَّط من كنز الفرحة، إلى هذه الدرجة.

أحمد منصور:

دي طبعاً قضية...

جيهان السادات [مقاطعاً]:

أمين عثمان.

أحمد منصور:

اتهامه في مقتل أمين عثمان في 6 يناير 1946م، وبقيت القضية معلقة حتى العام 1948 حيث حكم فيها في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

بالظبط .. بالظبط. المفاجأة بقى هو حسن عزت نزل علشان يروح يحضر الحكم بالنسبة إنه صديق، ما تصورتش ولا خطر على بالي إن يكون أنور السادات جاي معاه، لأن -يعني- الشيء الطبيعي إنه بيروح بيته وأسرته، فلما جه معاه وشُفْتُه في السحور أول لقاء، طبعاً كان هو أنو السادات طبيعته لم تتغير من يوم ما شُفْتُه في هذا اليوم إلى يوم ما مات وبعِد، يعني خلاص حياته كلها من النوع اللي ما يتكلمش كثير، يعني عنده صمت واستماع أكثر طول حياته، حتى في قعداتنا معانا يعني أنا أتكلم، هو تبص تلاقيه يستمع أكثر، يعني مش من النوع اللي .. فيومها يعني كان السحور وتسحر معانا.

أحمد منصور:

يعني معنى ذلك إن ما في داخله ليس من السهل على مَنْ يجلس معه وأن يتعرف عليه؟

جيهان السادات:

أيوه .. أيوه، هو مش سهل إنك يعني هادي الطبع، ومن النوع اللي ما يتكلمش كثير وما يسألش كثير، يعني .. من النوع اللي يستمع أكثر ويستوعب أكثر.

أحمد منصور:

ويفكر فيما يقال، ولا يبدي رأياً في نفس اللحظة.

جيهان السادات:

بالظبط .. لا، لا، لا.. لا، مش سريع، يمكن أنا سريعة ساعات، ممكن أندم على اللي قلته مثلاً بعد شوية أقول يا ريتني ما قلت، هو ما عندوش دي خالص، هو عنده تأني غريب في حياته كلها من وهو ظابط صغير إلى زي ما بأقول لحضرتك إلى أن رحل.

أحمد منصور:

الشعور الأول في اللحظة الأولى التي رأيتِهِ فيها؟

جيهان السادات:

فرحانة به، فرحانة، يعني بطل زي ما بأقول لحضرتك، يعني بطل ضحى ولما تعرف حضرتك مثلاً أنا لما بعد كده عرفته وقعدت معاه وتكلمت معاه وحضر عيد ميلادي، وغنى لي غنوة قال دي هديته لأن لا يملك شيء خالص.

أحمد منصور:

فاكرة الغنوة؟

جيهان السادات:

آه .. طبعاً.

أحمد منصور:

لفريد الأطرش طبعاً كانت؟

جيهان السادات:

آه .. طبعاً .. يا ريتني طير، فهو كان صوته كمان حلو، حتى صوته بهرني، كل حاجة بهرتني، وبقيت يومها قضينا يوم في كازينو اسمه (التعاون) في الإسماعيلية، فقعدت أتكلم معاه وأسأله أسئلة وأقول له كنت بتعمل أيه في السجن يعني؟ أنا مش قادرة أتصور واحدة عندها 15 سنة بتتصور إنسان يقعد في زنزانة سنتين ونص إزاي؟ كان بيقضي وقته إزاي بيقرأ أيه؟ بيعمل أيه؟ يعني إزاي استحمل يعني حاجة زي كده؟! فيقعد يحكي لي الكتب اللي قرأها والحاجات دي.

وبعدين يعني حأقول لحضرتك سألت أبيه حسن اللي هو صديقه: إزاي ما راحش لمراته وولاده؟ فقال لي: لأ، ده هو سايبها من وهو في السجن، يعني قال لها ما تزورهوش وهو منفصل عنها إلى أن إجراء الطلاق يعمله بعد ما يطلع من السجن عشان ما كانش يملك وهو في السجن يعني.

أحمد منصور:

كان عمره ثلاثون عاماً في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

تقريباً آه.

أحمد منصور:

وأنت كان عمرك 15 عاماً.

جيهان السادات:

15، إحنا بيننا 15 سنة.

أحمد منصور:

بعد هذا اللقاء بدأت صلتك تتوطد.

جيهان السادات:

نعم بأنور السادات.

أحمد منصور:

بأنور السادات.

جيهان السادات:

ده صحيح.

حمد منصور:

بعد لقاء الإسماعيلية الذي يُعتبر كان بداية البذرة الأولى لما بينكم، وحدثت لقاءات كثيرة لا سيما ما حدث في الإسكندرية.

جيهان السادات:

نعم، نعم.

أحمد منصور:

في ذلك الوقت كان معتاد إن بنت عمرها 15 سنة ممكن تمشي مع واحد؟

جيهان السادات:

لأ. لأ.. صعبة كنت جداً، بس هأقول لحضرتك: أنا كنت حاسة .. أنا عندي يعني شيء من الجرأة دي في طبيعة شخصيتي.

أحمد منصور:

هل كانت هذه الجرأة مع أي أحد قبل السادات؟

جيهان السادات:

نهائي، أول حب وأول رجل في حياتي وآخر رجل.

أحمد منصور:

ووجدتِ في نفسك الجرأة أيضاً إنك إنتِ تنفتحي معاه بالطريقة التي وصفتيها في كتابكِ مثلاً؟

جيهان السادات:

يعني كنت حاسة إن في الأسئلة آه، كنت بأسأله أسئلة يعني زي ما قلت لحضرتك...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

حتى في إنك تتمشى معاه على الشط.

جيهان السادات:

أيوه، أيوه دي بقى كانت يعني يمكن شيء جريء شوية بالنسبة لهذه الأوضاع في هذا الوقت، يعني النهاردة البنات كلها بتخرج مع الولاد وشيء عادي، لكن في وقتي برضو كان جرأة شوية، لكن الحب اللي كان بيني وبينه واللي بيربطني وثقتي فيه، وثقتي في نفسي قبله ما كانش مخفوني، يعني طيب وفيها أيه لما أخرج أنا وهو على شاطيء وبنت عمتي لسه نايمة، وقاعدين لسه بقى، وأنا بأقوم بدري وهو بيصحى بدري، فقمنا تمشينا على البتاع، والمهم إن إحنا اتظبتنا يعني واحدة قريبتي...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

بدون ترتيب يعني؟

جيهان السادات [مستأنفة]:

ظبطتنا وأنا ساعتها يعني كنت زي المثل ما بيقول عايزة الأرض تنشق وتبلعني، وشوفتها من بعيد، وشي طبعاً أنا حسيت بالفوران، وسلمت عليَّ، ما بقيتش عارفة أقول لها أيه، لكن بعد كده لمَّا حضروا الخطوبة بقى، قالت لي بقى: هو بقى اللي شفناك معاه، فيعني اتظبط فعلاً .. أيوه.

أحمد منصور:

متى بدأتِ تشعري بالحب تجاه أنور السادات؟ متى بدأ الكلام بينكما فيما يتعلَّق بالزواج، وكيف كان تفكيرك حينما عرض عليك هذا الأمر؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك: هو بعد ما طلع، هو قعد بقى عند حسن عزت، ولأ .. هو حسن عزت راح جابه من لوكاندة في حلوان، أَمَّا خرج من السجن راح على حلوان، وبعدين جابه عنده فقعده معاه، بعديها أنا كنت بأتكلم معاه كل يوم وبأقعد معاه، وبعدين ابتديت أحبه وأحسن إن أنا بأحبه، وبعدين هو للحقيقة نفس الحكاية، وكان بيقاوم لأن هو كان معتبر إنه يعني مش عاوز يتجوز تاني، ويعني على الأقل يبقى فيه فترة، يعني كان.. وكان مستصغرني عليه، بمنتهى الأمانة يعني كان مستصغر إن الفرق بيننا كبير وكده، فأنا كنت بأذلل له كل حاجة يعني، مفيش حاجة كنت .. يعني فقير، يقول لي: أنا فقير، ما حلتيش حاجة.

أقول له: عمر الفلوس كانت بتشكل حاجة عندي. طيب أنا ما .. لسه ما اشتغلتش، ما عنديش وظيفة. هتيجي الوظيفة في يوم من الأيام، مش يعني...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

طبعاً السادات في ذلك الوقت كان قبل ذلك كان ضابطاً في الجيش، وبعدين لمَّا وُرِّط في هذه القضيَّة فُصل من الجيش.

جيهان السادات:

نعم، أيوه مفصول.

أحمد منصور:

ولمَّا طلع من القضيَّة في سنة 1948م أيضاً كان بدون عمل.

جيهان السادات:

بالظبط .. ما أنا بأقول لحضرتك، أنا قبلته وحبيته لا وظيفة ولا فلوس ولا .. ولا أي شيء ينم عن المستقبل...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

طيب أيه اللي عجبك فيه؟ إيه اللي عجبك فيه؟

جيهان السادات:

شخصيته، وهأقول لحضرتك هو أسمر قوي، يعني ماهواش السمار العادي، يعني شوية زيادة، لكن كل ده كان في نظري أجمل حاجة في الدنيا، ومازال لغاية يومنا هذا بأشوفه مش هأقولك جميل، لأن أنا يعني مش بأتهيأ حاجات، لكن بأشوفه وجيه، بأشوفه شكل بيمثل المصري الصميم، بأشوف الوطنية فيه، بأشوف حب مصر فيه، بأشوف الإخلاص والتفاني، بأشوف فيه مُثل أنا عايزاها، مش عايزة رجل غني وعنده عربية...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

طيب هل كنتِ تفكري في الزواج أصلاً في ذلك السن؟

جيهان السادات:

يعني كان بيتقدم لي كثير.

أحمد منصور:

وإنتِ في السن ده؟

جيهان السادات:

آه، آه، تقدم لي كثير جداً، وكان يعني مش عايزة أقول: خُطاَّبي بييحبوا، يروحوا لوالدي، ويتقدموا لي وكده، وكان في وقتي أيامها يعني مش حاجة جديدة قوي إن بنت تتجوز 16 سنة، يعني ما كانتش حاجة.. وخصوصاً إن أنا هأقول لحضرتك أنا يعني دخلت مش ثانوي عام، دخلت ثانوي فني كمان، علشان أُجيد..

أحمد منصور:

أعمال البيت.

جيهان السادات:

الحياكة والطبخ، وأعمال البيت، بالظبط.

أحمد منصور:

كيف تمت الخطبة والزواج؟

جيهان السادات:

اتقدم لوالدي، وطبعاً كانت قصة برضو يعني اختلف مع والدتي لأنه برضو سألته، هي مدرسة قعدت تسأله في أول مقابلة لهم يعني أيه رأيك في كذا وكذا؟ وبعدين جات لتشرشل فقال لها: حرامي!

فهي ذهلت في الحقيقة، وطبعاً الجو اكَّهرب، وخرج هو، وأنا كلمته في التليفون بعدها، وقلت له يا أنور تقولP لوالدتي كده؟ ليه ما كنتش دبلوماسي معاها وتقول لها حاجة ألطف من كده يعني؟

فقال لي: جيهان، أنا ما أعرفش .. ما أعرفش أجامل يعني، أنا بأقول اللي بأحس به، وربما كان يعني ردِّي قاسي شوية عليها، لكن هو بطل لها هي ، لكن حرامي بالنسبة ليَّ، ومازال حرامي بالنسبة لي.

أحمد منصور:

أنتِ شجعت أنور السادات إن هو يتقدم لخطبتك، وسعيت لتذليل كل الصعاب، كان بدون عمل، لا يملك مال.

جيهان السادات:

أيوه.. أيوه، لدرجة ..

أحمد منصور:

كانت أسرتك تنظر إلى الوجاهة وإلى المال وإلى غير هذه الأمور، وأنتم سعيتم أيضاً لتلفيق بعض القصص والروايات في البداية لكنه...

جيهان السادات [مقاطعة]:

بس هو رفض، حسن عزت قال له: قل لوالدها إنه غني وعنده أراضي. هو رفض، وأنا اللي وقفت قلت له: إذا رفضت مش هيقبلوك، لأن فيه متقدم لي ما هو أفضل منك بكثير، فليه ياخدوك؟ كأب وأم يعني عايزين الأفضل لبنتهم، فأنا اللي هأجوزك، وأنا عارفة إنك فقير، وعارفة إنك لا تملك شيء، فمش أبويا اللي هيجوزك، أنا.. فمالكش دعوة بهم، وأنا عارفة أيه الطريقة اللي بيفكروا بها، فأرجوك إنك.. فرسينا في النهاية، هو طبعاً قعد يقول: أنا ما أحبش أغش، وما أحبش.. فقلت له: طيب، في حل وسط، إذا طُلب منك، إذا سئلت: هل أنت غني؟ أبقى قول: أنا لا أملك شيء، زي ما أنت فعلاً لا تملك، لكن إن لم تُسأل فما.. يعني ما تبتديش إنت، وأنا عارفة إن أبويا إنسان زي ما كان دايماً يقول أنا بأشتري راجل ما بأشتريش فلوس.

أحمد منصور:

هناك أشياء كثيرة تؤكد عل أنك اشترطتِ عليه أيضاً أن يتم طلاق زوجته الأولى قبل أن يتقدم للزواج منك؟

جيهان السادات:

لا، لا، لا، لا .. الكلام ده يعني إذا كان حصل...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ألم يتم طلاقه قبل أن يتزوجك؟

جيهان السادات:

ده صحيح، لكن مش أنا اللي قلت .. يمكن هو مش عاوز يجمع بين زوجتين، ولأن هو من السجن...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني أنتِ ما كانش عندك مانع أن تكوني زوجة ثانية له؟

جيهان السادات:

لا. لا أقبلها طبعاً.

أحمد منصور:

طيب.

جيهان السادات:

أكون صريحة معاك، لا، أنا ده أنا بتاعة قانون الأحوال الشخصية اللي ما بيجمعش. مش ممكن يعني، بس هأقول لحضرتك حاجة، يعني أنا كواحدة في السن ده لمَّا لقيته طلع من السجن على حلوان على حسن عزت، قاعد معاه، وقالوا ساب زوجته، انفصل عنها وهو في السجن إلى أن يطلع يطلقها.

أحمد منصور:

لكن ما كانش طلقها لسه؟

جيهان السادات:

طلقها بعد ما طلع من السجن، وإحنا مخطوبين أفتكر، فلكن مش أنا اللي قلت له لا..، ودي كنت حاجات حساسة ما.. حقيقة ما كلمتهوش، وبعدين أنا كنت شارياه على أي شكل وعلى أي وضع.

أحمد منصور:

للدرجة دي يعني؟!

جيهان السادات:

آه .. للدرجة دي كنت بأحبه وما زلت، يعني بأحبه بدرجة إن أي شيء لو جالي وقال لي: أنا أخلي زوجتي الأولانيَّة وهأخليها علشان خاطر الولاد ما كنتش هأقول له: لأ. أبداً، فأنا لم...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما أنت هنا حضرتك قبلتي إنك تكوني زوجة ثانية؟

جيهان السادات [مستأنفة]:

يعني الحب كان، زي ما بيقولوا: الحب أعمى، يعني كنت هأقبله على كل وضع، لكن هو اللي رفض هذا، وهو اللي لم يقبل هذا.

أحمد منصور:

حياتكم في البداية كانت صعبة؟

جيهان السادات:

جداً، آه طبعاً.

أحمد منصور:

أيه شكل الصعوبة اللي واجهتوها باختصار؟

جيهان السادات:

أمَّا دخل، أمَّا رجع الجيش، طبعاً ماهيته كانت 34 جنيه، كنا ساكنين في شقة بـ12 جنيه في الروضة برضوا اللي أنا بأحبها ومش عايزة أخرج منها، شقة في عمارة حلوة وعمارة جديدة، وكان عندنا مراسلة من الجيش دايماً كان ساعتها الظابط بيبقى معاه مراسلة يخدم.

أحمد منصور:

ده طبعاً بعدما رجع في 10 يناير 1950م.

جيهان السادات:

نعم بعد ما رجع الجيش، الحقيقة طبعاً المرتب كنا بندي جزء علشان أولاده، والجزء الثاني كان بالكاد بيقضي إن إحنا ناكل يعني، لو أقول لحضرتك كنت بأبقى مثلاً ماشيه، أولاً أنا اللي بدلته أنا اللي بأغسلها، وأنا اللي بأكويها، وأنا اللي بألمع له الزراير، وأنا اللي بأعمل كله، الأكل في البيت أنا اللي أطبخه، ما كنتش أعرف طبخ، كنت أجيب كتاب وأقعد أبص فيه، وطبعاً هو قاسي من هذا يعني.

لكن برضه زي ما بأقول لحضرتك، لأنه بيحبني، ولأن معدته الحمد لله كانت في صفي، مش أكول، هو إنسان مش أكول خالص، والأكل لا يشكل عنده أي شيء، فده اللي نجح جوازنا كمان بعد كده يعني العشرة والحب اللي.. وكنت يعني نفسي أسعده بأي طريقة، ونفسي أخفف عنه اللي شافه في الماضي.

أحمد منصور:

في 10 يناير 1950م كان السادات على علاقة مع يوسف رشاد الذي كان طبيباً للملك ومسؤولاً عن الحرس الحديدي في نفس الوقت، ولعب يوسف رشاد دوراً في إعادة السادات إلى الجيش مرة أخرى. وفي العام 51 التحق السادات مرة أخرى أيضاً...

جيهان السادات [مقاطعة]:

نعم.. نعم.. بالجيش..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

بالضباط الأحرار.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وقامت الثورة في 23 يوليو، وكان له دور فيها، في الحلقة القادمة أبدأ معك من عودة الرئيس السادات أو أنور السادات، أو الضابط أنور السادات إلى الجيش مرة أخرى في العاشر من يناير 1950م.

جيهان السادات:

إن شاء الله.

أحمد منصور:

أشكرك شكراً جزيلاً.

جيهان السادات:

شكراً.

أحمد منصور:

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات، في الختام أنقل لكم تحيَّات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الحلقة رقم (1) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الحلقة رقم (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة رقم (8)
» الحلقة رقم (7)
» الحلقة رقم (6)
» الحلقة رقم (5)
» الحلقة رقم (4)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: أنور السادات كما تـراه جيهان السادات-
انتقل الى: