أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الحلقة رقم (10) الثلاثاء 31 مايو 2011, 4:52 am | |
| الرئيس أنور السادات كما تراه جيهان السادات ح10 مقدم الحلقة أحمد منصـور
ضيف الحلقة - جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري السابق أنور السادات
تاريخ الحلقة 12/03/2001
أحمد منصور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات، مرحباً بيك يا فندم.
جيهان السادات:
أهلاً.. أهلاً.
أحمد منصور:
في الحلقة الماضية توقفت عند مرافقتك للرئيس السادات في رحلاته إلى الولايات المتحدة باستثناء رحلة ( كامب ديفيد) على اعتبار أنك كنت في باريس والتقيت به في المغرب بعد العودة، وأنا في الاستماع إلى شهادتك أحاول دائماً الابتعاد عن التصرفات الشخصية، ولكن اسمحي لي في بعض الجزئيات التي يعني كانت تصرفات عامة، تمثلت في إحدى الزيارات، أو في أكثر من زيارة، وهي أنك راقصت الرئيس كارتر، والرئيس كارتر أيضاً قبلك القبلة التي يقبلها الغربيين للناس في لقاءاتهم، ولكنها أيضاً أثارت استياء كبيراً في مصر، ولازال الناس إلى اليوم يتحدثون عنها باعتبارها أمراً غير مألوف، وأنت زوجة لرئيس دولة مسلمة، وتحرصين دائماً على أن تتكلمي عن المبادئ الإسلامية.
جيهان السادات:
نعم، والله هو اللي حصل أولاً: البروتوكول المصري اتصل بالبروتوكول الأميركي وقال لهم: إحنا ماعندناش رقص، لأن هم عادة بعد العشا بيحصل فيه حفلة رقص بالنسبة للرؤساء، فقال لهم: إحنا ماعندناش دي وما تعملوهاش يعني، فعرفوا، عارفين إن دي عندنا مش مقبولة، فلما رحت وبعدين هو.. خد إيدي وقام فأنا قمت ولكن عارف اللي هي إيه في حرج، مش قادرة أكسفه وفي نفس الوقت يعني مش عارفة يعني.. ، وبعدين ما بأعرفش أرقص أساساً يعني، فهو..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
كان فيه.. راقصت أحداً قبله أم أول راجل كان ممكن ياخد إيدك ويرقص معاك؟
جيهان السادات:
لأ أول.. أول واحد، فلسه بأعمل كده فبص لي وقال لي: أنا آسف، إحنا قالوا لنا بس أنا نسيت، ورجعنا وقعدنا.
أحمد منصور:
يعني مارقصتيش معاه؟
جيهان السادات:
لا.. لا.. لا.
أحمد منصور:
لكن فيه صور طلعت إنك بترقصي معاه.
جيهان السادات:
لا.. لا، دي شوف حضرتك بالضبط بين.. زي المسافة بيني وبينك، يعني خد إيدي.. قمت، هو قال لي اتفضلي فقمت.. ولسه بيعمل كده طبعاً هي دي..
أحمد منصور:
الصور طلعت بقى.
جيهان السادات:
بس كده بالضبط، لكن ما خدتش يمكن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
الرئيس السادات كان رد فعله إيه؟
جيهان السادات:
لا ولا حاجة، عارف إن ده إحراج.. وشاف قدامه يعني، وده إحراج..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
هو شعر بالاحراج هو الآخر؟
جيهان السادات:
أيوه، دي قامت المغنية.. اللي اسمها إيه (بيلي..).
أحمد منصور:
السمراء هذه؟
جيهان السادات:
السمراء.. آه، فقالت له برضو قوم، فقال لها: أنا ما بأعرفش أرقص، فقالت له: هاعلمك، فقال لها: لأ أنا مش قادر.. يعني ما أعرفش، والحقيقة كان خجول جداً وقام وقف برضو لكن.. يعني.. قال لها: أنا ما أعرفش خالص.
أحمد منصور:
وقبلة الرئيس كارتر؟
جيهان السادات:
وقبلة الرئيس كارتر، أنا عايزة أقول لحضرتك هل يقصد بها شيء وحش؟!
أحمد منصور:
مش قضية يقصد أو لا يقصد.
جيهان السادات:
هم الطريقة سلامهم على فكرة، طريقة سلام الأميركان، الراجل يقبل الست.
أحمد منصور:
طيب في البرتوكول، لماذا لم ينبهوهم أيضاً إلى هذا الأمر؟
جيهان السادات:
ما أعرفش.. نبهوهم، هم برضو..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
يعني إحنا هنا لا نبحث عن مبررات..
جيهان السادات [مستأنفة]:
لأ قالوا لهم..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ولكن إحنا بنشوف تصرفات..
جيهان السادات [مستأنفة]:
قالوا لهم، لأ، أنا هأقول لحضرتك يعنى..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لأنها تصرفات أخذت وأساءت إلى كل المصريين ولازالت مثل هذه التصرفات بتسيئ إلى الناس.
جيهان السادات:
لأ مش إساءة، لأ إساءة.. حضرتك أما تاخدها من منظار ضيق تقول إساءة، لكن لما تاخدها من منظار صداقة..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
حتى لو من منظار واسع (يسؤ).
جيهان السادات [مستأنفة]:
والراجل.. دي علامة على الصداقة أو الترحيب يعني.
أحمد منصور:
فيه مبادئ يا فندم هنا، وفيه ضوابط..
جيهان السادات [مقاطعة]:
دى معلش دى المقصود بيها..
أحمد منصور [مستأنفاً]:
وفيه أصول بتربط الناس.
جيهان السادات:
صحيح.
أحمد منصور:
ما بيقدروش، يعني الغربيين لهم عاداتهم، إحنا لنا عاداتنا أيضاً..
جيهان السادات [مقاطعاً]:
معلش.. يعني هل..
أحمد منصور [مستأنفاً]:
إذا.. إذا إحنا تجاوزنا حاجات كتير..
جيهان السادات [مقاطعاً]:
يعني تحب مثلاً كنت آخده قلم مثلاً أقول له يعني..، أو أديى له knock out مثلاً أو أعمل إيه يعنى؟! ده رئيس دولة بيبوسني، خلاص انتهى وبينبهوه، ونبهوه بعد كده، وصدقني في مرة منهم بعد ما باسني قال لي:آه متأسف دول قالوا لي برضو! فقعدنا نضحك أنا وأنور، يعني.. تقول إيه؟! يعني الحقيقة هو الراجل بيعبر عن نوع من التقدير والصداقة والمحبة، وده جوزي جنبي يعني.. مش قصده شيء، وأنا عارفه إنه مش قصده شيء وبعدين عايزة أقول لحضرتك يعني مش مسألة قبلة، ده لو نظرة مقصودة بشيء أنا مش عبيطة أفهمها، واقدر أوقف اللي قدامي، لكن لما تبقى شيء.. رئيس دولة بيوري مشاعر طيبة يعني ما تقابلش بقى برفض وضيق بقى أفق وبتاع والواحد يعملها خناقة وزعلة، ونحرجه ونكسفه، لأ، يعنى تقابل بهدوء كده، وتقال له بعد كده، وزي ما قلت لحضرتك كررها برضو على أساس إنه مش.. وبعدين قال: آه دول قالوا لي أنا آسف، دول قالوا لي.
أحمد منصور:
يعني أنا بأترك للناس أن تقيم وجهة نظرك في المسألة.
جيهان السادات:
نعم
أحمد منصور:
بدأ الرئيس السادات يظهر بشكل متتابع في الإعلام الأميركي، وأصبح مغرم بالظهور مع كثير من.. لا سيما ( باربارا) باربارا لك وله ظهرتم كثيراً في برامجها.
جيهان السادات:
نعم.. نعم.
أحمد منصور:
وأيضاً في محطات أخرى، وأصبح هذا الأمر بيشكل عنده نوع من ( الأنا) العالية كثيراً، والغرب يبدو أيضاً انتبه إلى هذا الأمر، وأصبح بيثيره عند الرئيس بشكل دائم.
جيهان السادات:
طب، أنا عايز أسأل حضرتك: هل هو اللي بيطلب منهم يجوا ويعملوا معاه أحاديث أو هم اللي بيطلبوا مرة واتنين وتبقى مواعيده مش.. مشغولة.
أحمد منصور:
لأ، أنا بأجرب إحنا اللي بنلح.
جيهان السادات:
آه طيب.. طيب.
أحمد منصور:
يعني إحنا كإعلاميين إحنا اللي بنلح.
جيهان السادات:
طيب يبقى إذاً.. إذاً هو ما بيجريش بقى على الصحافة ولا التليفزيون، هم اللي بيجروا وراه، ده اللي كان بيحصل.
أحمد منصور:
لكن هذا أيضاً، تتابع هذا الأمر وظهوره بشكل دائم..
جيهان السادات [مقاطعاً]:
طيب ما هو كان بيرفض.
أحمد منصور:
بيؤدي إلى أن الشخصية أحياناً ممكن تنفصل عن واقعها، وتصبح يعني شخصية..
جيهان السادات:
لا.. لا.. لا .. هو كان إنسان أقول لحضرتك ما كانش عنده الأنا دي، كان إنسان بسيط بسيط.. فلاح –فعلاً- بدرجة رئيس جمهورية، بسيط في كل أفعاله وكل معاملاته.
أحمد منصور:
بدأت حكومة الدكتور مصطفي خليل.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
وكان دورها الرئيسي هو السعي للتوقيع النهائي على اتفاقية كامب ديفيد بعد الخطوط العريضة اللي تم الاتفاق عليها في سبتمبر 78.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
بدأت مصر تعزل عن العالم العربي.
جيهان السادات:
صحيح.
أحمد منصور:
وبدأ الرئيس يغيب عن متابعة الوضع الداخلي لأنه كان مشغول بالقضية الأساسية، بدأت عدوات كثيرة داخلية للرئيس، بدأ يضغط على المسيحيين، بدأ يضغط.. الإسلاميين أصبحوا معارضين، النقابات، الصلح أصبح منفرد، وحدث شيء في عهد الرئيس السادات أيضاً يعتبر شيء كبير للغاية، وهو أنه أنزلت كل الأعلام العربية من سماء القاهرة وارتفع العلم الإسرائيلي.
جيهان السادات:
نعم، هو نزلها أم هم اللي انسحبوا؟! هو نزل الأعلام..
أحمد منصور:
أنزلت الأعلام بسبب تصرفات الرئيس.
جيهان السادات:
أيوه أنزلت.
أحمد منصور:
يعني الرئيس الآن تصرفاته أدت إلى عزلته عربياً، وإن هؤلاء انسحبوا وارتفع العلم الإسرائيلي.
جيهان السادات:
أيوه بس الرئيس دعاهم في (ميناهاوس) إنهم يجوا ويشاركوا، هم اللي رفضوا.. هم اللي رفضوا من هو اللي رفضهم، هم اللي رفضوا وهم اللي ابتعدوا، مش هو اللي رفضهم.
أحمد منصور:
احتجاجاً على ما فعله الرئيس.
جيهان السادات:
ثم إني عايزة أقول لحضرتك هو ماكانش فيه ضغط على المسيحيين ولا المسلمين لما حصل حتى مسألة الدرب الأحمر والمشادة العنيفة اللي كانت بين المسيحيين والمسلمين، راح زار شيخ الأزهر، وراح زار الأنبا شنودة.
أحمد منصور:
هو في محاولة منه أن يظهر إلى أن هناك تجاوز في المسألة.
جيهان السادات:
إنه عايز يجمع بين الاتنين.
أحمد منصور:
لكن ما حدث في الدرب الأحمر أيضاً كشف عن يعني بعض.. الأشياء والصراعات اللي كانت موجودة.
جيهان السادات:
اللي بين المسلمين والأقباط.
أحمد منصور:
التقى في يونيو 81 بمناحم بيجن، وبدأت الأجواء في الفترة من 79 بعد ما تم توقيع الاتفاقية في 26 مارس 79، بدأت الفترة من 79:81 تدخل مصر في شيء من عدم الارتياح، ماكانش فيه صفاء، كان فيه مشاكل كثيرة كانت بتواجهها البلد، ظهرت طبقة من.. من الأثرياء الجدد في مصر، أثرياء الانفتاح، حتى إن المستشار ممتاز نصار وقف في مجلس الشعب يقول: إن مصر فيها -سنة 80- يقول: إن مصر فيها 17 ألف مليونير، وده كان رقم سنة 80 بيعتبر رقم خرافي.
جيهان السادات:
17 ألف ؟!
أحمد منصور:
ولم يرد أحد ينفي هذا الأمر في ذلك الوقت 17 ألف مليونير.
جيهان السادات:
وعدهم إزاي؟!
أحمد منصور:
وظهرت.. ظهرت بعض الشخصيات زي: رشاد عثمان، وعصمت السادات، وتوفيق عبد الحي، إثراء فاحش وسريع.. كل دول تم لهم محاكمات بعد ذلك، واتجهت مصر من إنها كانت دولة.. لحد سنة 70 بتصدر 40% من إنتاجها من السكر إلى دولة مستوردة، 45% من حاجات مصر الغذائية كانت بتستورد من الخارج، ودخلت البلد في دوامة اقتصادية، الآن الناس بتجني ثمارها.
جيهان السادات:
أولاً: الغنى الفاحش اللي حضرتك بتقوله، وإذا كان واحد زي نصار ممتاز يقول 17 ألف هو يقول اللي يقوله، ماكانوش بهذا العدد نهائي.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
هم تضاعفوا.
جيهان السادات [مستأنفاً]:
ولا.. ولا إلى يومنا هذا هم بالعدد ده.
أحمد منصور:
لأ زادوا يا فندم.
جيهان السادات:
لا لا عن17 ألف ؟!
أحمد منصور:
17 ألف ده رقم بسيط !!
جيهان السادات:
مش ممكن يا فندم !
أحمد منصور:
أصل مليونير يعني مليون جنيه دي حاجة بسيطة دلوقتي.
جيهان السادات:
ثانياً: هأقول لحضرتك، ما هو المبالغة دي سهلة والكلام سهل، واحد زي.. أنا هأتكلم بس ولا على عبد الحى ولا على رشاد..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
فيه إحصائية نشرت قالت إن هم يزيدوا عن الـ30 ألف.
جيهان السادات:
نعم؟
أحمد منصور:
بعض الإحصائيات أشارت إن هم يزيدوا عن الـ 30 ألف الآن.
جيهان السادات:
دلوقتي ؟!!
أحمد منصور:
آه، نعم.
جيهان السادات:
غريبة جداً، يعني مش عارفة، مش مليونيرات بقى، يعني..
أحمد منصور:
ما هو بقية الناس، يعني إحنا عندنا 44% من سكان الريف، و33 % من سكان المدن -حسب الإحصاءات الأخيرة– بيعيشوا تحت خط الفقر، خط الفقر اللي واضعه البنك الدولي والأمم المتحدة، اللي هو له..
جيهان السادات:
آه له ميزان معين.
أحمد منصور:
حد بسيط جداً، ميزان معين على الدخل السنوي للفرد، فالآن نسبة عالية جداً من المصريين يعيشون في حالة فقر بائسة..
جيهان السادات [مقاطعاً]:
هأقول لحضرتك هم مش قالوا.. أنا مش بأدافع عن ..
أحمد منصور [مستأنفاً]:
وهناك طبقة شريحة بسيطة جداً، طبعاً بتنشر أشياء مخيفة عن البذخ اللي هم بيعيشوه.
جيهان السادات:
ده صحيح.
أحمد منصور:
حتى إن فرح أحدهم تكلف 7.5 مليون جنيه تقريباً مؤخراً.
جيهان السادات:
يا خبر أسود !!
أحمد منصور:
ونشر هذا الكلام، ومشهر بوثائق ومعلومات، يعني ناقص الناس تقول أسماء الناس دول إيه، لكن ..
جيهان السادات:
يمكن برضو فيه كلام مبالغ فيه، إنما أنا عايزة أقول حاجة مش دفاعاً عن عصمت السادات يعني، قالوا عصمت السادات عنده ملايين وعنده وعنده وعنده وعنده، طب ما هي انتهت لإيه يا فندم؟! انتهت إنه ما عندوش هذا المبلغ أبداً، ولا عنده هذه الأشياء أبداً أبداً، والمحاكمة.. رسيت على إيه في النهاية ؟! رسيت على إيه في النهاية ؟! وهو نفسه.. وقف قال.. قال: يا ناس تعالوا خدوا اللي عندي وادوني نص اللي بتقولوا عليه، فيعني الحقيقة فيه.. مبالغات شديدة جداً سواء على المليونيرات.. فيه فيه ناس مليونيرات، وفيه ناس كسبت، وفيه الانفتاح أدي فرص لناس عملت ثروات ما فيش شك، لكن مش بالشكل المبالغ فيه ده برضو.
أحمد منصور:
في هذه الفترة ظهرت مجموعة من السياسيين الجدد أطلق عليهم رجال جيهان السادات في السلطة !
جيهان السادات:
رجال إيه؟
أحمد منصور:
رجال جيهان!
جيهان السادات:
بتوع إيه دول؟
أحمد منصور:
رجالتك في السلطة.
جيهان السادات:
في السلطة؟! زي مين دول؟!
أحمد منصور:
منصور حسن وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت.
جيهان السادات:
ده راجل فاضل.
أحمد منصور:
صوفي أبو طالب، الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب.
جيهان السادات:
أيضاً رجل فاضل.
أحمد منصور:
طبيعة علاقتك بيهم إيه؟ وكيف قدمتيهم للرئيس السادات؟
جيهان السادات:
أنا ما قدمتش منصور حسن وماكنتش أعرفه خالص، اللي أعرفه كنت الدكتور صوفي أبو طالب بحكم وجودي في الجامعة، بأدرس في الجامعة وهو كان رئيس الجامعة، كان عميد وبعدين بقى رئيس، يعني مجرد إنه شخصية بارزة ومازالت أكن له كل الاحترام والتقدير، ونفسي تعمل معاه برنامج وتشوف حقيقة عقلية هذا الشخص المثقف المتعلم؟ حبيت قوي إن أنور السادات يشوف هذه الشخصية، وشافه وقابله وهو رئيس جامعة.
أحمد منصور:
وعينه رئيس مجلس شعب.
جيهان السادات:
أنا ماليش دعوة هو قعد معاه، ومش شافه مرة عشان يعينه.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ما هو بيظل يحفظ لك هذا الفضل.
جيهان السادات [مستأنفاً]:
مش شافه..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
هل فيه وزراء آخرين قدمتيهم للرئيس السادات؟
جيهان السادات:
ياريت لي فضل في ناس بهذه المقدرة وهذه.. وهذه.. الإمكانيات من العلم والخلق زي الدكتور صوفي أبو طالب، أو زي الدكتور.. زي منصور حسن.
أحمد منصور:
من قدمت أيضاً للرئيس السادات غير صوفي أبو طالب؟
جيهان السادات:
فقط، يمكن أبداً.. هو بقى قدم صبحي عبد الحكيم، هو عرف الريس بصبحي عبد الحكيم اللي بعد كده جه.. رئيس مجلس شورى.
أحمد منصور:
نعم، علاقتك إيه بمنصور حسن كانت؟
جيهان السادات:
علاقة طيبة إلى يومنا هذا، رجل فاضل، على خلق، أنور السادات كان يحبه جداً، وإنسان متفتح، ويعني تحس.. تحس بمستقبل معاه.
أحمد منصور:
منصور حسن كان رجل أعمال ولازال رجل أعمال معروف ومشهور في مصر.
جيهان السادات:
نعم.. نعم.
أحمد منصور:
ويقال إنه من أنظف الناس اللي تولوا مسؤوليات في الدولة.
جيهان السادات:
ده صحيح، ده صحيح.
أحمد منصور:
لكن هناك تقارير بتشير إلى أن الرئيس كان قربه، إلى درجة أنه أصدر قراراً ولم يعلنه بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية، وأنت كنت تدعمي هذا الخط.
أحمد منصور:
لأ، هذا خطأ أيضاً، لم يحدث.. لم يحدث، وفيه قرار حصل إن إدى له.. إدى لمنصور حسن بعض الصلاحيات.
أحمد منصور:
زي؟
جيهان السادات:
مش قادرة أفتكر، يعنى إدى له حاجات يكون مسؤول عنها.
أحمد منصور:
وسحبت بعد ذلك..
جيهان السادات:
وقربوا له علشان خاطر هو كان بيعده، بيعد منصور حسن لكي يكون رئيس وزراء في المستقبل، بس قبل ما يبقى رئيس وزراء عاوزه ياخد خبرة أكتر، يعني يبقى وزير، وبعدين يبقى مش عارفة إيه، يعني.. زي ما تقول يتعلم شوية أكتر لأنه كان خامة طيبة متعلمة شريفة نظيفة، كل المقومات الكويسة فيه.
أحمد منصور:
لكن لما كانش بيعده فعلاً أو ما كانش أصدر قرار..
جيهان السادات [مقاطعاً]:
كان بيعده.
أحمد منصور [مستأنفاً]:
إنه يكون نائب رئيس جمهورية ؟
جيهان السادات:
لا لا لا.. لأ بيعده لكي يكون رئيساً للوزراء.
أحمد منصور:
كان علاقتك إيه بالسيد حسني مبارك في ذلك الوقت؟
جيهان السادات:
برضو علاقة طيبة.. علاقة طيبة معاه.
أحمد منصور:
كنت بتتابعي أيضاً مواعيد الرئيس ومقابلات الرئيس من خلال فوزي عبد الحافظ؟
جيهان السادات:
لا لا لا.
أحمد منصور:
كان دورك بدأ يزداد شوية في تلك الفترة؟
جيهان السادات:
دوري الاجتماعي؟
أحمد منصور:
لأ السياسي.
جيهان السادات:
فين؟
أحمد منصور:
بعد 79 : 81.
جيهان السادات:
فين السياسي؟
أحمد منصور:
متابعة الأحداث، الكلام مع الرئيس، التأثير في قرارات معينة.
جيهان السادات:
لا لا لا.. كل ده تأليف الناس، هم الناس جم في بيتنا وشافوني وأنا قاعدة معاه وبأثر عليه، كل ده تكهنات بالضبط بتتقال، لكن أنور السادات قادر على القرارات وقادر على اتخاذ القرار، وما هوش محتاج مساعدة جيهان السادات أبداً.
أحمد منصور:
أحداث الزاوية الحمراء اللي أشرت لها كانت وقعت في شهر يونيو في سنة 81، وبدأت الأجواء قبل حادث المنصة تأخذ بعداً درامتيكياً متسارعاً حتى وصلت إلى أحداث المنصة، فيه كلام كتير بيقال عن حياة الرئيس السادات في ذلك الوقت، وكيف أنها كانت مليئة بالاضطراب وعدم الاستقرار، ضغوط داخلية، صراعات داخلية، اعتراض من القوى الوطنية في البلد على خطوة التسوية، الرئيس السادات في نفس الوقت كان بيواجه ضغوط كثيرة في أسلوب.. الإسرائيليين في التفاوض.
جيهان السادات:
صحيح.
أحمد منصور:
وغيرها من الأشياء.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
ومعزول عربياً، كل الأوراق اللي بيلعب بيها مع الولايات المتحدة، أيضاً الأميركان في نفس الوقت أو صديقه كارتر كان بيواجه حملة انتخابية سقط فيها بعد كده، بعد ما قدم له الرئيس تنازلات، وأصبحت مصر رهينة للسياسة الأميركية، ده برضو كله من.. الشخصيات ومن الناس ومن المصادر ومن المعلومات اللي أنا بأتابعها طول الفترة اللي فاتت والناس كلها عاشت الأحداث دي..
جيهان السادات [مقاطعة]:
لا عمر أنور السادات.
أحمد منصور [مستأنفاً]:
وإحنا برضو عشناها وكنا صغار لكن كنا نتابع.
جيهان السادات:
معلش هأقول لحضرتك عمره ما كان رهينة للسياسة الأميركية أبداً أبداً أبداً.
أحمد منصور:
يعني الأجواء اللي سبقت 6 أكتوبر 81.
جيهان السادات:
نعم.. نعم.
أحمد منصور:
تقدري توصفيها لي حضرتك؟
جيهان السادات:
فعلاً أجواء زي ما حضرتك أشرت لبعضها فعلاً كان فيه ضغوط بلا شك، نفسه كان ياخد سيناء يعني.. بشكل نفسه يعيش لغاية ما ياخد سيناء وتكلم معايا في هذا، قال لي يعني آخد سيناء وخلاص مش عايز حاجة من الدنيا، يعني أرضي تبقى مش محتلة وتبقى محررة ومش عايز حاجة خالص بعد كده وسأترك – حتى قال – سأترك بعد المدة التانية وأقعد يعني أستريح بقى، فالحقيقة كان فيه ضغوط عليه كده جامدة جداً يعني، وكان هو.. ودي سبب الاعتقالات بتاعة سبتمبر.
أحمد منصور:
أنا لو جيت لاعتقالات سبتمبر قبليها.. قبل اعتقالات سبتمبر هو توجه للولايات المتحدة في أغسطس على ما أعتقد 81.
جيهان السادات:
أيوه.
أحمد منصور:
وأنت كنت معه، وكان الدكتور بطرس غالي أيضاً، وكان رؤساء تحرير الصحف.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
هل صحيح عرض عليهم أنه سيقوم بعملية اعتقال وأخبرهم أن من يريد أن يتخلص من أحد في مؤسسته يبلغه؟
جيهان السادات:
لا لا.
أحمد منصور:
وإن رؤساء تحرير الصحف شاركوه في عملية اتحاذ القرار هذه ؟
جيهان السادات:
لا يا فندم لا، ده كلام فارغ بدرجة شديدة جداً، يعني مش عايزة أقول يعني..
أحمد منصور:
لكن هو اجتمع بهم في القناطر الخيرية قبل عملية الاعتقال وأطلعهم على الأسماء بحضور وزير الداخلية النبوي إسماعيل.
جيهان السادات:
لأ، هذا خطأ أيضاً، فيه رؤساء تحرير..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أنت أشرت في مذاكراتك إلى جزء من هذا.
جيهان السادات:
لسه بأقول.. لا لا لا، رؤساء التحرير موجودين لغاية النهاردة.
أحمد منصور:
صحيح.
جيهان السادات:
ما قال لهمش كلمة من دي، دي دي زي شغل عيال صغيرة يقول لهم: من عايز حد يعتقل !! لا يافندم.
أحمد منصور:
لأ، غير من حد يعتقل، الآن بعد ما تم ترتيب الأسماء عرض عليهم الأسماء.
جيهان السادات:
ترتيب الأسماء هأقول لحضرتك بالضبط جه النبوي إسماعيل وزير الداخلية، وهو عايش لغاية النهاردة واسأله ارجع له، كنا في القناطر ساعتها، وجه وجاب اللستة، وقال فيها.. بص فيها أنور وكده، وطبعاً ده وزير داخلية وبيثق فيه، وجايب له الناس اللي هي بتعمل تعطيل، وفيه كان فعلاً فيه جو كده..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ده القوى السياسية في البلد كلها!
جيهان السادات:
آه، ده صحيح، أنا معاك.
أحمد منصور:
كل الاتجاهات.
جيهان السادات:
اجتمعوا اليمين على الشمال.
أحمد منصور:
مسيحيين، مسلمين، شيوعيين، ناصريين، مستقلين.
جيهان السادات:
الشيوعيين.. بالضبط بالضبط.
أحمد منصور:
كل من تفوه بكلمة ضد السادات.
جيهان السادات:
الجماعات الإسلامية أقصى اليمين مع اليسار أقصى الشمال، واجتمعوا مع بعض على إنهم غير موافقين على السلام، بس دول أقلية جنب الـ 60 مليون أو حاجة وستين مليون.
أحمد منصور:
أقلية إزاي ؟!!
جيهان السادات:
أيوه لما ..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
هم الستين مليون دايماً فيهم نخبة، دول النخبة بتاعة الستين مليون.
جيهان السادات:
لأ مش النخبة، طب وفيه نخبة تانية موافقة و..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
دي نخبة الحكومة والمستفيدين والمستنفعين.
جيهان السادات:
لا لا لا.. لا لا.. ماكانش طلع له كذا مليون وهو راجع بس من زيارة إسرائيل.
أحمد منصور:
يا فندم قلنا دول محشودين، أنا صحيح ماكنتش محشود، أنا بالصدفة كنت موجود.
جيهان السادات:
لا ما فيش حد يا فندم، لا والله إن كنت حشدوك يبقى محشودين.
أحمد منصور:
أنا بالصدفة!
جيهان السادات:
إنما.. لأ أنت بالصدفة، كله كان طالع بقى يشوف الرجل اللي عمل سلام ده لأول مرة في التاريخ، صدقني مش دفاعاً عن أنور السادات.
جه وجاب له اللستة، وبص فيها، وطبعاً هو أعلم بالناس اللي بتثير الاضطرابات كوزير للداخلية، وعلى الأساس ده وافق، وأعلن في التليفزيون بعدها إنهم ممسكوين لمدة معينة بسيطة وهى بضعة أشهر، خمسة إلى ست أشهر إلى أن يأخذ سيناء وسيفرج عنهم، وكانوا بيعاملوا معاملة حسنة، وبيجي لهم أهاليهم يزوروهم، يجي لهم أكل ساعات من البيت، وما فيش بقى يعني.. أكنهم في لوكاندة.
أحمد منصور:
لأ لوكاندة مين ؟! السجن سجن يا فندم!!
جيهان السادات:
آه والله، طبعاً السجن السجن.
أحمد منصور:
مين اللي أشار.. مين اللي أشار على الرئيس بعملية الاعتقالات هذه؟
جيهان السادات:
وزير داخليته مفروض يعني هو اللي بيوري له عشان الأمن يستتب.
أحمد منصور:
لكن دي كانت بتتضمن أسماء وشخصيات من المؤكد إن الرئيس السادات نفسه كان عايز الناس دول يتحطوا في السجن عشان يؤدبهم.
جيهان السادات:
لا، لا لا ، والله هأقول لك حاجة في أنور السادات وليست دفاعاً عنه وأسأل عنه، أنور السادات كل من أساء له قبل الثورة وهو مسجون، وأساء له لما جت الثورة يا إما شغله، يا إما خدمه، يا إما عمل له حاجة كأنه بيكافئة، يعني أنور السادات ما بيشيلش يعنى.. حقد ولا كراهية لحد أبداً أبداً أبداً صدقني.
أحمد منصور:
لو قلت لك إدينى -قبل ما أدخل على عملية الاعتقال وما بعدها- لو قلت لك إدينى يوم في حياة السادات من أول ما يستيقظ إلى أن ينام.. كيوم اعتيادي.
جيهان السادات:
يوم اعتيادي هو كان يقوم بدري، مش بدري قوي زي، يعني أنا مثلاً أقوم خمسة، هؤلاء يقوم سبعة.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
الشائع إنه كان بيصحى 9 : 9.30، وأنت كمان قلت كده في كتابك.
جيهان السادات:
8، يعني مش.. مش بدري قوي، لأ.. مش لدرجة 9.30 لأ 9.30 دي متأخر، يعني 8 عادة صحيانه، وأنا اللي كنت أخش أصحيه يعني أفتح الشبابيك لأن أنا بأقوم بدري وأتسحب وأطلع أنزل المكتب، أشتغل عندي حاجات أعملها، أخلصها بتاع، وبعدين أرجع تاني أفتح بقى الستاير، وبعدين أجيب له كوباية شاى صغيرة، بياخدها بعسل حتى مش بسكر، وبعدين نقرأ الجرايد سوا، وخبر يلفت نظري أقول له عليه،مش عارفه إيه، يعني حاجات زي كده، وبعدين يقوم يخش الحمام يحلق دقنه وياخد حمامه، وبعدين يطلع يصلي، ويلبس وينزل لمقابلاته هنا في الصالون، إذا كان هنا، إذا كنا في القناطر، في أي حتة، بعدين بعد المقابلات ما بتنتهي هو ماكانش يتغدى الظهر، ماكانش يعني له.. ماكانش له في الأكل خالص، مش غاوي أكل زيي، يعني أنا أحب الأكل.. أحب أصناف حلوة، لكن هو الأكل لا يشكل شيء عنده في حياته، فيأكل حاجة لا تذكر الظهر، حبة سلطة، يعني حاجة لا تذكر، وبعدين أكلته الرئيسية الساعة 6، ويريح شوية، يقوم من الراحة نمشي ساعة، وبعد المشي يشوف.. يتعشى بدري الساعة 6.30 .. 7، كده يعنى في الحدود دي، وبعدين يسهر بقى على التقارير بقى والحاجات اللي عنده.
أحمد منصور:
أمام السينما.
جيهان السادات:
السينما يخشها ممكن يومياً الحقيقة كان يشوفها.
أحمد منصور:
وفي كل استراحة كان فيه سينما.
جيهان السادات:
ده ضروري، وحتى هنا عندنا كان فيه سينما، قبل السينما بقى هو بينزل متأخر، لأنه كان بيسهر ما بينامش بدري، قبل ما بينزل بيشوف بقى كل التقارير إيه اللي.. ويؤشر عليها لأن فيه حاجات لازم تروح لرئيس الوزارة سريعة، لازم حاجات لوزير الخارجية، فيه النائب.. رئيس الوزراء، يعني كلها تأشيرات ويقراها ويؤشر عليها بأيده.
أحمد منصور:
كنت بتساعديه في القراءة.
جيهان السادات:
لا لا.
أحمد منصور:
يعني إحنا حابين نعرف طبيعة الدور السياسي فعلاً اللي أنت لعبتيه؟
جيهان السادات:
دوري السياسي إني زوجة هيأت لزوجها الجو المناسب الهادئ الجميل في البيت اللي يخليه ينتج لأقصى حدود.
أحمد منصور:
في 3 سبتمبر 1981م تأزم الوضع، بدأ الرئيس السادات متوتر وعصبي أدخل المئات من السياسيين من كل الاتجاهات إلى المعتقل تحت مسمى جديد هو التحفظ عليهم في مكان آمن، وروى كثير من هؤلاء طبعاً كيف كان المكان الآمن، إنه كان سجن طره وغيره من السجون الأخرى.
جيهان السادات[مقاطعة]:
طره، كان اتهد بقى.
أحمد منصور [مستأنفاً]:
خمسة سبتمبر ألقى خطاب في مجلس الشعب بدا فيه متوتر للغاية وفاقد السيطرة الرئيس.
جيهان السادات:
مش لدرجة فاقد السيطرة، أنا زوجته وأنا عارفاه، هو كان متوتر نعم، وكان عصبي في الآخر شوية أيوه.. أيوه كان عصبي ليه؟ لأن هو اللي.. اللي أمر بهد سجن طره علشان مش عاوز مساجين.
أحمد منصور:
هد طوبتين يعني مش.. مش السجن يعني، السجن ولازال موجود إلى اليوم.
جيهان السادات:
دا أنا كنت معاه.. لا أنا كنت معاه هدوا كتير أكتر من طوبتين.
أحمد منصور:
يعنى جدار.. جدارين.
جيهان السادات:
أربعة.. خمسة! فيعني الحقيقة هي رمز، رمز إن هو اتسجن وقاسى مش عاوز حد يخش في نفس هذه المأساة.
أحمد منصور:
دا فترة الرئيس السادات بني فيها سجون قد اللي كانت في مصر قبل كده!!
جيهان السادات:
لا لا لا، لا يافندم لا حرام، لا حرام أنا مش عايزة..
أحمد منصور:
وبالمعونة الأميركية!!
جيهان السادات:
لا لا لا حرام، لا حرام، ده برضو افتراء، هو الضغط اللي كان عليه إن هو حط ناس في سجن، وهو ضد هذا، يعنى إنسان بيتمزق ما بين مش عاوز يسجنهم لأنه عارف إن هو..و طبعاً زي ما قلت لحضرتك قبل كده إن مش السجن زي ما هو قاسي أيامه اللي كان بيخرج ما أعرفش قد إيه بره السجن، وطابور ويحطوا لهم جردل في الزنزانة، الكلام ده غير مقبول، والسجون بقت مريحة، لكن برضو المبدأ نفسه، قلة الحرية هو عارفها كويس قوي، فكان ضد ده، لكن كان واقع تحت ضغط، عاوز ياخد سيناء، وعارف إن اليهود بيتلككوا، وعارف إن السياسيين كلهم مارحمهوش وانتظروا شوية لما ياخد سيناء وبعد كده يقولوا اللي عايزينه، لكن كل ده كان بيشكل ضغط عصبي عليه، أنا زوجته كنت حاساه طبعاً بلا شك كنت حاساه وشايفاه وعارفاه لكن هو كان يقول: إن بس مجرد إني استلم سيناء وكله هيطلع بره، وكله هيبقى سعيد ومبسوط.
أحمد منصور:
الأجواء قبل 6 أكتوبر كانت أجواء متوترة جداً.
جيهان السادات:
نعم.
أحمد منصور:
ما كانش خايف من العرض العسكري اللي اتعود إنه يعمله سنوياً بعد الحرب؟
جيهان السادات:
لا لا اليوم الوحيد، لا.. حأقول لحضرتك كمان فيه حاجة، هو ما كانش خايف أبداً، أنا.. أنا اللي كنت خايفة عليه بدرجة، وكنت حاسه ما أعرفش كان شيء .. كده، ما أعرفش، يعنى كان عندي إحساس إنه هينضرب قريب، يعني كان عندي..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
أحكي لي الأجواء اللي سبقت 6 أكتوبر بالضبط نفسياً و..
جيهان السادات:
حأقول لحضرتك، يعني كذا مرة يطلع.. لو ترجع حضرتك حتى للجرايد للتليفزيون هتلاقيه في الأسبوع الأخراني كان سافر المنصورة، وراح ما أعرفش فين، دا فيه كان سواق لوري..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لم يكن يستقر في مكان.
جيهان السادات:
لأ، كان بيجامل، دا كان فيه سواق فرح بنته وبعت له وقال له: أنا عايزك حضر، السواق ده خباه عنده وهو هارب، فحتى أنا يومها قلت له.. قلت له: ابعت له هدية، ابعت له فلوس، ابعت له حاجة.. إرضيه يعني، لكن مش ضروري تروح قال لي: استحالة، لازم أروح له، الراجل ده آواني بالظبط قال لي باللفظ كده آواني لما كنت هارب، وخدني في بيته، يعني بت في بيته كل يوم، فلازم أروح له، ولازم ألبي دعوته وفي عربية مكشوفة يعني عربية مفتوحة، ما كانش بيهمه، كان عنده شجاعة وقلة خوف غريب الشكل أنا في كل مرة في الأسبوع الأخير كان بيخرج فيها، كنت بأتصور إنه مش راجع، كل مرة، في يوم قاعدين أنا وهو قبل الحادثة بكام يوم وكان الـ Television قاعدين بنتعشى سوا والـ Television مولع قدامنا، فكان فيه بالظبط القنبلة اللي فرقعت في المجلس الشعبي.. أو البرلمان الإيراني، وبقى ناس طايرة، والكراسي بتتكسر وحاجة منظر بشع جداً، فالحقيقة قلت: يا ساتر إيه ده؟! إيه ده؟! يعني حاجة الواحد يعني يتخض منها، فهو بص كده قال: لا الحمد لله إحنا عندنا شعبنا ما عندوش القسوة دي، إحنا شعبنا شعب هادي و.. وطيب ما عندوش الشراسة اللي في الإيرانيين، يمكن ما فاتش أسبوع، وكنت بأشوف نفس منظر بيتكرر قدامي في المنصة، نفس المنظر قدامي.
أحمد منصور:
6أكتوبر الصبح إيه اللي حصل؟
جيهان السادات:
6 أكتوبر الصبح أنا لأول مرة أنوي إن أنا ما أروحش أحضر، ما أعرفش إيه كان عندي شغل عايزة حاجات أعدها للجامعة، وبصيت لقيت نفسي بأكلم الضابط في المكتب لأن بيحضروا عربيتي وبيبقوا جاهزين عشان أنا خارجة، فقلت له: أنا مش جايه، فالضابط استنكر جداً، ولأول مرة هو عادة بأقول له كده بيقول لي: حاضر يا فندم، وانتهى الموضوع، فقال لى: يا فندم إزاي سيادتك ما تحضريش 6 أكتوبر؟! قلت له: ده عرض عسكري ويعني أنا ماليش..، قال لي لأ إزاي؟! دا أول عرض بيجيبوا جرحى الحرب، ودول أولادك، انكسفت من نفسي لما قال لي الكلمة دي، وفعلاً أول عرض بييجوا على الكراسي العجل، ودول كلهم بأعتبرهم -ولادي- فعلاً، فقلت له: لا.. طيب لك حق أنا جايه، عارف حضرتك بين دي، بين إن أنا ما قررتش إن أنا أروح وقررت إن أنا أروح يعني خلتني ما استعدتش للنزول، ما عملتش شعري، ما وضبتش نفسي، ما لبستش زي ما كنت بأعمل بدري وأبقى جاهزة، فالنتيجة إن هو نزل من غير ما أشوفه، رحت أنا على العرض، وهو كان قايل لي قبلها، يعني قبلها بيوم وكده، أنا عاوز شريف يحضر، قلت له: شريف ده عيل صغير، قال لي: أنا عايزه يشوف العرض العسكري.
أحمد منصور [مقاطعاً]:
ده حفيده.. اللي هو أول حفيد ليه.
جيهان السادات [مستأنفة]:
حفيدنا، أول حفيد لينا، فعايزه يحضر، وعايزه يشوف العرض، وعايزه يحس.. لا يا جيهان غرس الحاجات دي في الطفولة مهمة جداً، فقلت له: حاضر، أنا جايه بقى بسرعة بألبس بقى، هو مشي بقى طبعاً سبق لأن هو بيروح على القيادة أولاً فأنا على بال مالبست ويلا يا شريف، كان فيه بنتين ثانيين أحفادي.. جيهان وليلى، عياط.. إشمعنى شريف اشمعنى شريف؟ فخدتهم وخدت الداده وقلت: يحضروا يعني يشوفوا، وإذا اتضايقوا تاخد العربية هي، وتاخدهم وتمشي، وكان يعنى قاعدين بعيد مش.. مش معانا يعني.. إلا ساعة ما أنور كان جاي من العرض فجم يجروا على الشباك يشوفوا بيبقى قبليها بوق بيعمل ومش عارفه ومزيكة وكده على العربية بتاعته وهي داخله، فجه جري شريف وليلى وجيهان قدامي في الشباك، فهو نزل والدكتورة زينب السبكي ورايا في الكرسي اللي ورايا، فهو نزل وبص كده فلقى الولاد التلاتة موجودين وإحنا وقفنا طبعاً كلنا، فضحك ضحكة جميلة بشكل لدرجة إن زينب السبكي نفسها علقت عليها وقالت لي: إيه الضحكة بقى دي يعني يا فندم معناها إيه؟ قلت لها: والله هي أكتر للصغيرين اللي فرح بيهم إن أنا جبتهم يعني.
أحمد منصور:
إنتو كنتو طبعاً فوق في الـ..
جيهان السادات:
في الشرفة، وبعدين جريوا هم بره بقى، وإحنا قعدنا نتفرج على العرض العسكري إلى أن حدث ما حدث.
أحمد منصور:
ماذا حدث؟
جيهان السادات:
أنا ما كنتش لأول مرة كنت ما أعرفش، مش هأقول متوترة بس ما كنتش حاسة براحة، ما كانش فيه راحة نفسية لدرجة إن أنا حرم الرئيس مبارك – وهو في هذا الوقت كان النائب – وهي جنبي على يميني على طول عمّاله أقول لها: العرض مش حلو ليه؟ العرض فيه فجوات ، يعني فيه مثلاً كان الأول تظبط عليه بالثانية، السنة دي ما كانش بالثانية، كان فيه تأخير شوية، موتوسيكل يُقف مش عارفة، قلتها لها كذا مرة، وبعدين تنبهت إن أنا ليه بأقول لها هذا الكلام وهي دخلها إيه؟ يعني فاتكسفت حتى من نفسي يعني إن أنا بأعلق تعليق يعني لا دخل لها فيه وما لوش معنى يعني، طب وليه بأقوله، إلى أن جاء عرض الطيران، وطبعًا هي حرم ظابط طيار، النائب كان طيار، فقلت لها أهي دي بقى اللي حلوة، وجُم بالألوان الطيارات بالألوان وكده، فقلت لها: أهو بقى دي بقى جميلة ومنظمة فعلاً ومش عارفه إيه وضحكنا، وبعدين وإحنا بنبص كده بصينا لقينا العربية اللي وقفت و..الضرب ابتدى، فأنا لسه بأقف أشوف إيه لقيته هو.. أنا شفته قُدامي واقف، وبيدور بالجنب كده زي إيه للحراسة بتاعته يعني تشتبك معاهم، ده اللي أنا حسيته وفهمته، إن يعني مش حاجة هزار لأ، دا بينبه، فأنا..وكانت البرنيطة قدامه وكان هو واقف كده مش بيحيي، فيه بعض الناس قالت واقف يحيي، لا، ما كانش بيحيي.
أحمد منصور:
كتير قالوا إن هو كان فاكر إن دي وحدة جاية تحييه فكان..
جيهان السادات:
لا، لا يافندم لا لا دا تنبه لها، هو حسها.
أحمد منصور:
ما كانش لا بس حزام..قصدي.. السترة..
جيهان السادات:
رفض..رفض يومها الصبح أنا عرضتها عليه، عرضت عليه إنه يلبس فقال لي: بلاش كلام فارغ..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
السترة الواقية..نعم.
جيهان السادات [مستأنفاً]:
أنت بتآمني – بالضبط – بالكلام ده؟ طب وإذا جت الرصاصة في راسي هتلبسيني إيه؟ وضحك، فسكت، فلما..وأنا ببص كده وشوفته واقف..وشوفته..
أحمد منصور [مقاطعًا]:
بس بيقولوا الرصاصة الأولى اللي جت في مقتل بالنسبة للرئيس أطلقت من..العربية.
جيهان السادات:
ده صحيح، قيل هذا فعلاً اللي هو Sniper اللي كان في العربية.
أحمد منصور:
بالضبط، اللي هو كان بيعتبر كان فائز بالرماية الأولى في مصر هو.
جيهان السادات:
أيوه بالضبط.
أحمد منصور:
يعني أنتِ في اللحظة ديِ شوفتيه إزاي وهو بيقف والضرب كان بدأ بالفعل؟
جيهان السادات:
لا ماهو الضرب ما ابتداش في ثانية، هي كلها ثواني حضرتك، أنا..أنا ساعة ما..أولاً هم ضربوا الأول قنابل قبل ما يضرب – حضرتك – ليه؟ عشان تعمل دخان وتعمل حاجات زي كده، فالضرب الدخان ده.. كُلّها ثواني كان ابتدى الضرب يبتدي، وابتدا الإسلامبولي واتنين معاه جايين.. ماسكين.
أحمد منصور:
بالرشاشات.
جيهان السادات:
بالرشاشات بالضبط يضربوا، فيه أنا معايا ظابط حراسة، في ثواني برضو كان شاددني من دراعي وقعني في الأرض..
أحمد منصور:
أنتِ حسيتِ بأيه في اللحظة دي؟
جيهان السادات:
أفندم؟
حسيتِ بإيه باللحظة..شوفتِ الرئيس بيقع؟
جيهان السادات:
لأ.
أحمد منصور:
ما شوفتيهوش، شوفتيه واقف بس.
جيهان السادات:
لا لا، شوفته واقف بس.
أحمد منصور:
وشدك ظابط الحراسة.
جيهان السادات:
وشدني ضابط الحراسة، حتى أنا استغربت قُلت له: إيه بتعمل إيه كده؟ فقال لي دا دوري..أنا شُغلي يا فندم، ويعني بعنف كده، وبعدين اتنقلنا من جنب..، الشرفة كان فيه رصاص داخل فيها، فانتقلنا من الشرفة لبين الشرفتين حائط كده، فقعدنا، وكان فيه حتى ستات بتصرخ فأنا قُلت لهم بلاش صريخ، يعني أولاً فيه العيال اللي كانوا معايا دول جم جري مسكوا فيه، ثانيًا: هنعمل إيه؟ الصريخ هيعمل إيه يعني؟ أنا من الناس اللي ما أحبش..ما أحبش الانزعاج في وقت الشدة حتى مهما كان، فبعد ما خلص الضرب، وكل ده برضو خد حاجة لا تُذكر، جريت جري على الشباك تاني، ودي مسافة زي من هنا والحيطة كده، جريت جري فبأبص لقيت بقى كراسي وبتاع، تصور إن هو كان اتشال فعلاً !!
أحمد منصور:
في ثواني دي؟!
جيهان السادات:
آه والله العظيم، يعني هي لأ، قل دقائق بقى عشان نكون يعني مضبوط كلامنا، في دقائق لا تذكر كان اتشال بسرعة غريبة، ولا صورة طلعت له يا فندم، ولا صورة طلعت له، وأنا حتى وقفت كان في الشرفة من تحت السفير الأميركاني، والسفير البريطاني وأنا عارفاهم الاتنين، فندهت عليه، ما سمعنيش طبعًا، فيه بقى دوشة وإزعاج.
أحمد منصور:
الناس فاقدة..
جيهان السادات:
بالضبط.
أحمد منصور:
السيطرة على أي شيء.
جيهان السادات:
هو ما سمعنيش، فأنا قُلت بدل كده، أنزل جري أشوف إيه لأنه ما تصورتش إنه اتشال، وما.. يعني مش عارفة إيه اللي حصل.
أحمد منصور:
تصورت إنه أصيب؟
جيهان السادات:
ما خطرش يعني شوف..طبعًا أكيد، أكيد يعني فيه إصابة، وأنا نازلة جري عليه فيه سلم بقى عشان أوصله، فنازله جري لقيت ضابط من بتوعنا هنا، بتوع الحرس الجمهوري لابس بدلة بيضا -واسمه الفولى هو حتى- فبص لي كده قال لي: والله يا فندم ما تخافي، والله دا أنا بنفسي وديناه الطيارة وما فيش.. ده جرح بسيط، فببص بيقول لي جرح بسيط ولقيت بدلته كلها دم، كلها دم، وهو لابس أبيض فبصيت له وسكت، فالضابط اللي معايا خدنا بسرعة على العربية بتاعتي، وكانت الدكتورة زينب قالت لي مش هاسيبك، مش هاسيبك وركبت معايا، فركبنا وبعدين الظابط خدنا على كوبري القبة.
أحمد منصور:
دكتورة زينب السبكي كانت أمين عام المرأة في الحزب؟
جيهان السادات:
أظن حاجة زي كده، فركبت معايا -وهي صديقة قبل كل شيء- فركبت معايا ورحنا بالعربية على قصر القبة فيه طيارة هيلوكوبتر هناك، خدتنا..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لا، .. المنطقة الآن هناك كان الجو شكله إيه عند المنصة؟
جيهان السادات:
بشع، بشع، كراسي فوق بعض، وناس.. شفت بعيني بقى الصاغ فوزي وهو طبعاً أكثر من صاغ لأن هو متعين..
أحمد منصور:
فوزي عبد الحافظ.
جيهان السادات:
فوزي عبد الحافظ.
أحمد منصور:
اللي هو سكرتير الرئيس.
جيهان السادات:
سكرتير أنور السادات، شفته شايلينه على..
أحمد منصور:
نقالة.
جيهان السادات:
نقالة، بالظبط وبيودوه للإسعاف.
أحمد منصور:
دراعه هو..
جيهان السادات:
أيوه شفتها بعيني دي، فالحقيقة طبعاً.. وهو قاعد ورا الريس مباشرة يعني الكرسي اللي وراه، فدي خلتني حسيت إن فيه شيء، يعني مش عبيطة لدرجة اللي وراه يطلع بالشكل ده.
أحمد منصور:
ما شوفتيش حد تاني من المسؤولين؟
جيهان السادات:
نهائي.
أحمد منصور:
النائب حسني مبارك، أبو غزالة أي حد؟
جيهان السادات:
لا لا، لا لا نهائي نهائي.. نهائي ركبت العربية ورحت على..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
يعني كل دول كانوا مشيوا وأنت كنت قعدت، يبدو قعدت فترة طويلة.. شوية..
جيهان السادات:
لا لا لا هم، لا مش فترة طويلة بالعكس أنا نزلت على طول بسرعة برضو.
أحمد منصور:
دقايق.
جيهان السادات:
بس هم من حتت وإحنا من حتت ففيه كان هرج ومرج، يعني تحس كل واحد.. ولذلك الظابط خدني قال لي: أنا هأروح على القبة، هناخد الطيارة على البيت، فقلت له طب ما نطلع بالعربية قال لي: أنا ما أعرفش السكك شكلها إيه، سيبني سيادتك أتصرف، بالظبط كده.
أحمد منصور:
يعني برضو كان الضابط متوتر.
جيهان السادات:
لا، كان فاهم شغله كويس جداً، فاهم شغله كويس قوي، فقال لي: سبيني.
أحمد منصور:
تسمحي لي.. تسمحي لي في الحلقة القادمة أبداً معك من التفصيلات التي أعقبت ما وقع في المنطقة أشكرك شكراً جزيلاً.
جيهان السادات:
شكراً.
أحمد منصور:
كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة والأخيرة، إن شاء الله، من هذه الشهادة نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|