أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: العدوان الثلاثي على مصر 1956م(الجزء الأول) السبت 28 مايو 2011, 6:22 pm | |
| فسارعت بريطانيا، التي وجدت فرصتها أخيراً لبسط نفوذها على الممر المائي الحيوي، إلى تلقف الأسهم مقابل أربعة ملايين جنيه إسترليني. وقد شجع رئيس الوزراء البريطاني "بنيامين دزرائيلي ـ Benjamin Disraeli" بحماس إتمام الصفقة، وشرح موقفه للشعب البريطاني بقوله: "لم يكن دافعي لتحبيذ شراء هذه الأسهم هو الاستثمار المالي، فقد أوصيت دائماً البلاد بشرائها بوصفها صفقة سياسية، وهي صفقة مقدر لها في اعتقادي أن تعزز موقف الإمبراطورية". لكن وضع الخديوي "إسماعيل" المالي لم يتحسن بل ازداد سوءً. فديونه ومعظمها للقوى الأوربية، كانت ضخمة. وفي العام التالي أصبح "إسماعيل" مفلساً تماماً ووجد نفسه مضطراً لمنح بريطانيا وفرنسا حق المراقبة الثنائية علي اقتصاد بلاده مقابل ما تم تقديمه من مساعدات. خلال 1880، سُدت السبل أمام الخديوي "توفيق"، الذي خلف "إسماعيل" والذي خلت خزانته من أي موارد مالية، مما اضطره لبيع حقه في نسبة الـ 15% من صافي الأرباح لمجموعة فرنسية مقابل 22 مليون فرنك فرنسي. وقد استثيرت المشاعر الوطنية داخل مصر من جراء تسليم الخديوي لحقوق مصر في أرباح القناة والتفريط في السيادة الاقتصادية، وكانت شركة القناة قد أصبحت بالفعل مصدراً لازدراء المصريين، الذين أسموها بحق "دولة داخل الدولة"، بسبب سيطرة الأجانب على نشاطها وأساليبها التعسفية في العمل في استقلال كامل عن الحكومة المصرية. وبلغ الاستياء ذروته في عام 1881م عندما قاد "أحمد عرابي"، الضابط بالجيش المصري، تمرداً ضد الخديوي، وهو ما أدى إلى وقوع حدث مفاجئ تماماً، وهو السيطرة البريطانية على مصر. 2. أحداث 1882 واحتلال مصرفي يونيه 1882 حدثت اضطرابات في مدينة الإسكندرية راح ضحيتها عدد من الأوروبيين، وأخذت الدول الكبرى تتشاور في الأمر إلا أن بريطانيا بادرت بالتدخل، وفي يوليه 1882 ظهر الأسطول البريطاني أمام الإسكندرية، ودارت عدة معارك في رمل الإسكندرية وكفر الدوار حيث تم هزيمة الأسطول البريطاني، كما ظهرت قوة عسكرية بريطانية أخرى في بورسعيد لتحتل القناة، واستطاعت أن تهزم جيش "عرابي". وفي 14 سبتمبر 1882 سقطت القاهرة، وسرعان ما انعقدت السيطرة الكاملة لرجال الإدارة البريطانيين على المؤسسات السياسية والاقتصادية بالبلاد، ليتم انتزاع مصر تماماً من الإمبراطورية العثمانية الآفلة. وتعهد البريطانيون بالانسحاب بمجرد استقرار الأوضاع في البلاد، وتنظيم الوسائل الملائمة للحفاظ على سلطة الخديوي، على حد تعبير لورد "جرانفيل ـ Granville " وزير الخارجية البريطانية. ولكن وبعد مرور ما يقارب ثلاث أرباع القرن، ومع بداية عقد الخمسينيات، كان البريطانيون لا يزالون يحكمون مصر. 3. معاهدة القسطنطينية 1888 (أُنظر ملحق اتفاقية القسطنطينية 29 أكتوبر عام 1888 بشأن ضمان حرية استعمال قناة السويس البحرية)في 1888 أفلحت الضغوط الفرنسية في حمل كل من ألمانيا والنمسا والمجر وأسبانيا وإيطاليا وهولندا وروسيا والإمبراطورية العثمانية[1] وبريطانيا، وهذا فضلاً عن فرنسا، على توقيع معاهدة القسطنطينية في 29 أكتوبر 1888 والتي تقضي مادتها الأولى بضمان حرية الملاحة في قناة السويس واستمرارها في أوقات الحرب والسلم، وكفالتها لكل سفينة حربية أو تجارية أياً كان العلم الذي ترفعه، واتفاق الأطراف السامية المتعاقدة بعدم التدخل بأي شكل من الأشكال لعرقلة الملاحة في القناة. واتفقت أطراف المعاهدة بموجب المواد 7،5،4 على "الامتناع عن القيام بممارسة حقوق الحرب، أو الدخول في مواجهات عسكرية، أو أي عمل آخر من شأنه تعطيل الملاحة في القناة أو المساس بسلامة موانيها وعدم قيام المتحاربين في أوقات الحرب باستخدام القناة وموانيها في إقلاع أو هبوط القوات، وشحن أو تفريغ الذخائر والمواد الحربية والتزام الأطراف السامية المتعاقدة بعدم السماح لأي سفن حربية بالبقاء في القناة". وخولت المادتان 10،9 مصر "باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ بنود هذه المعاهدة وتأمين الدفاع عن مصر، واستقرار النظام العام فيها". ومع ذلك جاءت المادة 11 لتقرر بأن هذه الإجراءات يجب "ألا تخل بحرية الملاحة في القناة". وقضت المعاهدة كذلك بأن "تعتبر مبدأ المساواة ركناً أساسياً من أركان هذه المعاهدة" وبأن "الالتزامات الواردة فيها لا تقيد بأجل الامتياز الممنوح للشركة العالمية لقناة السويس البحرية. وأخيراً فقد نصت المعاهدة على أنه، باستثناء الالتزامات الواردة صراحة في أحكام هذه المعاهدة، لا يجب المساس على أي نحو كان بحقوق مصر السيادية وحصانتها. 4. أحداث ما بعد الحرب العالمية الأولىأعلنت إنجلترا حمايتها على مصر في 18 ديسمبر 1914 وقطعت صلة مصر بتركيا بإعلان من جانب واحد وجعلت مصر وموانيها إقليماً محارباً في جانب الحلفاء ضد تركيا بالقوة دون سند قانوني. وبانهيار الإمبراطورية العثمانية أصبحت بريطانيا تضع يدها على معظم ممتلكاتها وباشرت إنجلترا الحقوق التي مُنحت لمصر في معاهدة القسطنطينية لسنة 1888. وزاول الأسطول البريطاني نشاطه داخل القناة وأصبحت طريق مواصلات للحلفاء أكثر منه طريقاً للملاحة العالمية. وجعلت بريطانيا من دلتا النيل معسكراً بريطانياً، كما أصبحت مسئوله عن سلامة القناة. ورغم اعتراض مصر على ذلك إلا أن الحكومة المصرية وقعت على معاهدة مع بريطانيا تنص على أن تتولى الأخيرة حماية القناة لمدة عشرون عاماً. وكانت سياسة بريطانيا في هذه الفترة تعتمد على إغراق العرب بالوعود الكثيرة بالاستقلال، ولكنها لم تفي بوعودها، إلا أنها وعدت أيضاً اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين وصدقت وعدها وذلك بما سمى بوعد "بلفور" في 2 نوفمبر 1917م. كما شهدت الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية حركة توطين ما يقرب من نصف مليون يهودي في فلسطين حيث نجحوا في إقامة دولتهم في ظل حماية الانتداب البريطاني. 5. الوضع أثناء وبعد الحرب العالمية الثانيةحينما نشبت الحرب العالمية الثانية 1939ـ 1945م اتجهت مشاعر المصريين إلى جانب أعداء بريطانيا أي إلى جانب الألمان، لأن الشعب المصري ظل ينظر إلى بريطانيا على أنها قوة محتلة سواء كان الاحتلال صريحاً أو مقيداً. ولما توغل "روميل ـ Erwin Johannes Eugen Rommel" في يناير 1942م في الأراضي المصرية، حتى وصل إلى العلمين (على مسافة 80 كم من الإسكندرية) كان الاعتقاد السائد في مصر، أن الجيوش الألمانية والإيطالية ستحررهم من قيود البريطانيين، لذا كان التعاطف مع الألمان ضد الإنجليز. وعلى مدار فترة الحرب العالمية الثانية نجد أن إنجلترا قد حولت قناة السويس إلى أداة حربية بريطانية. وقدمت شركة قناة السويس خدمات كبيرة وفعالة للحلفاء، فكان كل منشأتها، ومكاتبها وأجهزتها وورشها في بور فؤاد، تعمل ليل نهار طوال سنوات الحرب الستة لحساب بريطانيا وباقي دول الحلفاء. ولم يغفل المحور أهمية القناة وخطورتها، وأن بريطانيا وحلفائها لم يحترموا حرية الملاحة والمرور في القناة، لذا وجه المحور عدة هجمات جوية، وأصيبت القناة بالألغام سواء كانت من جانب الطائرات أو الغواصات الألمانية. كما تعرضت أيضاً مدن القناة "بورسعيد والإسماعيلية والسويس" للغارات، وقد ترتب على ذلك تدهور حركة الملاحة في القناة، واضطرت إنجلترا إلى استعمال طريق رأس الرجاء الصالح. في 29 نوفمبر 1947م اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الرقم 181 التوصية بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود. وفي الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم 14 مايو 1948م كان بن جوريون ـ David Ben - Gurion يقف أمام أعضاء المجلس القومي اليهودي في تل أبيب ليعلن قيام الدولة اليهودية في فلسطين دون أن يعين حدود تلك الدولة. (أُنظر ملحق الشخصيات الرئيسية) في 15 مايو 1948م نشبت حرب فلسطين، والغريب في هذه الحرب أن إسرائيل لم تهتم بالقطاع الأوسط الذي تقع فيه جبهة الجيش الأردني (الفيلق العربي) بقيادة "جلوب ـSir John Bagot Glubb" الإنجليزي الذي توقف بعد أن استولى على القدس القديمة لأسباب غير معروفة وأخذ الإسرائيليون يوجهون ضرباتهم الرئيسية إلى القوات المصرية في الجنوب. وانتهت محنة حرب فلسطين باستيلاء إسرائيل على 77% من أرض فلسطين. ومع عودة الضباط المصريين إلى مصر كانت قلوبهم مليئة بالمرارة ضد الاحتلال الإنجليزي ونظام حكم الملك "فاروق" الذي يعزى إليه عدم إعداد الجيش المصري بالقدر اللازم الذي يسمح بالوقوف في وجه إسرائيل. تطورت الأحداث وزاد قلق الجيش والشعب المصري من التواجد البريطاني، وقد بلغت ذروة هذه الاضطرابات في 26 يناير 1952م، وهو اليوم الذي نشبت فيه عدة حرائق في القاهرة. وفي 23 يوليه 1952م قامت الثورة في مصر، وتم الاستيلاء على الحكم، وكان قادة الثورة من ضباط الجيش المصري الذين شاركوا في حرب عام 1948م. |
|