عبارة: (فعلتُ ما عليَّ، والباقي على الله)؟
السؤال
ما حكم هذه العبارة: (فعلتُ ما عليَّ، والباقي على الله)؟
 
أجاب عنها:
د.عبدالكريم الخضير

الجواب
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،
كأنه يقول: (بذلتُ السَّبَبَ، والنتيجةُ بيد الله)، وهذا صحيح، فعلى المسلم أن يبذل الأسباب التي أُمر بها وأمَّا النتائج فليست إليه، بل هي إلى الله -جلَّ وعلا-، فرجل الحسبة حينما يأمر وينهى عليه أن ينهى عن المنكر ويغيِّر المنكر حسب استطاعته وقدرته: بيده إن استطاع، وإلا فبلسانه، وإلا فبقلبه، عليه أن يبذل هذا السَّبب، وكون المنكَر عليه يقلع عمَّا يرتكبه مما يُنكَر عليه هذا بيد الله -جلَّ وعلا-، وكذلك الداعية يدعو إلى الله -جل وعلا-، ويحرص على هداية الخلق، لكن كونهم يستجيبون هذا بيد الله -جل وعلا-، والله -جل وعلا- قال لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) (القصص: 56)، فعلى المُكلّف أن يبذل السَّبب بما أُمر به، وكون السَّبب تترتب عليه آثاره أو لا تترتب هذا بيد الله -جل وعلا-، وهو معنى قولهم: (فعلتُ ما علي، والباقي على الله)، على أن ما قاله السائل: (فعلتُ ما علي) لا يعني أنه استقل بذلك من غير معونة الله -جل وعلا-، فالله -جل وعلا- هو الذي يَسَّر له هذا السَّبب الذي بذله، وهو الذي وفَّقه لبذله، فالأمر كله لله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر:
http://www.almoslim.net/elmy/291999