القاعدة الخامسة والخمسون: مَنْ لَمْ يَشْكَرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكَرِ اللهَ 5510
القاعدة الخامسة والخمسون: مَنْ لَمْ يَشْكَرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكَرِ اللهَ
أ.د. ناصر بن سليمان العمر
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
 
في الحديثِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرو -رضي الله عنهما- قال: قالَ: رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لَا تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا، وَهِيَ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ)، ما أعظمَ هذا الحديثَ!

فَشُكْرُ الناسِ منْ شكرِ اللهِ عز وجل، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يشكرُ اللهَ منْ لا يشكرُ الناسَ)، وفي روايةٍ: (مَنْ لمْ يشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يشْكُرِ الله).

إنَّ كثيرًا منْ مشكلاتِ البيوتِ تقعُ بسببِ عدمِ الإقرارِ بالإحسانِ، ونكرانه!

فمعَ إحسانِ كثيرٍ منَ الأزواجِ فهيَ لا تشكرُه ولا تُشعِره بفضلِه، وإذا كانَ على الزوجِ ألا يَمُنَّ فيما يُعطيهِ زوجتَه كمَا مرَ معنا عندَ قولِه تعالى: (وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (المدثر: 6)، ففي المقابلِ على المرأةِ أنْ تشكرَ زوجَها، وأنْ تُبادِرَ بشكرِهِ فلا تَضْطّرَهُ إلى أنْ يتحدثَ عما فعلَ، وكذلكَ على الرجلِ أنْ يشكرَ زوجتَه إذا أحسنتْ، فلا الرجلُ يستغنِي عنِ المرأةِ، ولا المرأةُ تستغني عنِ الرجلِ: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (البقرة: 187).

منَ الأزواجِ مَنْ لا يُمكنُ أنْ تُقدِّمَ زوجتَه الطعامَ ويَنتهِي منْهُ، إِلَّا أَقْدَمَ على شكرِها والثناءِ عليها، وهيَ تبادِلُهُ نفسَ الشعورِ بشكرِهِ والثناءِ عليهِ لبذلِه ونفقتِه، فالرجلُ يُبادِرُ بشكرِها، وهيَ تُبادِرُ بشكرِهِ، ولكنْ الواجب أن يقوم كل منهما بواجبه، بل يصنع المعروف وإن لم يكن واجبًا عليه ثم عليه ألا ينتظرُ الثناءَ منَ الآخَرِ، بل ليكن شعاره: (لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) (الإنسان: 9)، وهذا فيما نبذله ونصنعه ليكتب لنا الأجر موفورًا.

وأما فيما نأخذه فليكنْ شعارَنا الشكرُ بيننا وبينَ الآخرينَ منْ أهلٍ وولدٍ، ثمَّ لمنْ أحسنَ إلينا أيَّ إحسانٍ كان؛ فإن مَن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل، والعاقبة: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، ونعوذ بالله من الأخرى: (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم: 7).

المصدر:
http://www.almoslim.net/tarbawi/291935