أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: القاعدة السادسة: البيوت العامرة بالقرآن يغمرها اللطف الإلهيُّ الإثنين 27 يوليو 2020, 12:06 am | |
| القاعدة السادسة: البيوت العامرة بالقرآن يغمرها اللطف الإلهيُّ أ. د. ناصـــر بن سليمـــان العمر غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
قال الله تعالى: "وَاذكُرنَ مَا يُتلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللَّهِ وَالحِكمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا" (الأحزاب).
الخطابُ في هذه الآية، موجَّهٌ إلى أمَّهات المؤمنين، زوجات النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، وتأمَّلوا كيف كان ختامها بقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا?
وهذا معنىً عظيم؛ يوصل الخير إليكم ويدفع الشر عنكم بطريق لا تحتسبونها!
وفي هذه الآية رسالة وتوجيهٌ من الخبير سبحانه لكلِّ مؤمنٍ، أن يجعل بيته عامرًا بتلاوة القرآنِ الكريم، فهو كلامُ الله سبحانه..
وقد عرفنا من السُّنَّة حال البيت إذا لم يكن عامرًا بتلاوة القرآن!
روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (الْبَيْتُ الَّذِي لَا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ، كَمَثَلِ الْبَيْتِ الْخَرِبِ الَّذِي لَا عَامِرَ لَهُ).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ)..
وفي روايةٍ عند أحمد، صحَّحها الأرناؤوط: (فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنْ الْبَيْتِ، إِنْ يَسْمَعْ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ).
إذن البيتُ العامرُ بتلاوة القرآن والذِّكر، تتحقَّق فيه أسباب السَّعادة، ويتحقَّق فيه الاستقرار، بإذن الله تعالى..
أمَّا البيتُ الغارقُ في الأغاني والملاهي، والبرامج المحرمة، والأفلام الماجنة، والغِيبة والنَّميمة؛ فحري بأن يكون مأوىً للشَّياطين، كالبيت الخرب فيه وحشة!
كما إذا دخلتَ إلى بيت خربٍ من البيوت القديمة، فماذا أنت واجدٌ فيه غيرُ الحشرات والحيَّات والعقارب وهوام الأرض!
فيا أخا الإسلام هل تريد أن يكون البيت مأوى للشياطين، أم تريده محلًا للطف الإلهيِّ والاستقرار والسكينة؟
إذن، فلنعمرها بذكر الله تعالى، وبتلاوة القرآن وتدبره وقراءة تفسيره، ولأجل هذا الغرض، حري ٌّ بالزوجين، أن يؤسِّسا حلقةً للعلم في بيتهما، تكون مائدةً للقرآن، ينهلان وينهل من معينها أبناؤهم، فهنا لا مكان للشيطان، بل يفرُّ كما في رواية الإمام أحمد، أو ينفر كما عند الإمام مسلم، وكلها معان متقاربة.
فإذا كان الشيطان يفرُّ وينفر، من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، فكيف بالذي يُعمر بالقرآن كلِّه؟! سيكون بلا شك أشدَّ فرارًا وهربًا.
جعل الله بيوتنا عامرةً بذكره، ومحلًا للطفه ومودَّته وحبِّه سبحانه، فإنه إذا أحبَّنا سرى الحبُّ بيننا، والاستقرارُ إلى قلوبنا، والتآلفُ إلى نفوسنا، والله أعلم.
المصدر: http: http://almoslim.net/tarbawi/285934
|
|