منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة الأنبياء الآيات من 001-005

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الأنبياء الآيات من 001-005   سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Emptyالسبت 18 أبريل 2020, 4:59 am




سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Untit312

تفسير السورة خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
(نـال شــرف تنسيــق هـــذه الســورة الكريمــة: أحمد محمد لبن)
http://ar.assabile.com/read-quran/surat-al-anbiya-21

سورة الأنبياء

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)


والاقتراب: إما أن يكون زمناً أو مكاناً، فإذا كانت المسألة في مسافات قلنا: اقترب للناس حسابهم يعني مكانه.


وإذا كانت للزمن قلنا: اقترب زمنه.


فالاقتراب: دُنُو الحدث من ظرفية زماناً أو مكاناً.


والحق سبحانه حينما يُعبِّر بالماضي (ٱقْتَرَبَ..) (الأنبياء: 1) يدل على أن ذلك أمر لازم وسيحدث ولابُدَّ، والبشر حينما يتحدثون عن أمر مقبل يقولون: يقترب لا اقتربَ؛ لأن اقتربَ هكذا بالجزم والحكم بأنه حدثَ فعلاً لا يقولها إلا الله الذي يملك الأحداث ويقدر عليها، أما الإنسان فلا يملك الأحداث، ولا يستطيع الحكم على شيء لا يملكه بعد أن يتلفظ بهذا اللفظ.


ومثال ذلك في قوله تعالى: (أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ..) (النحل: 1) فلا يُقال لك: لا تستعجل شيئاً إلا إذا كان لم يحدث بَعْد: فكيف -إذن- جمع بين الماضي: (أَتَىٰ..) (النحل: 1) والمستقبل(فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ..) (النحل: 1)؟


قالوا: أنت ممنوع أن تحكم بمُضيٍّ على أمر مستقبل؛ لأنك لا تملك نفسك، ولا تملك ظروف المستقبل، كما في قوله تعالى: (وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ..) (الكهف: 23-24).


لابُدَّ أن تُردف هذا القول بالمشيئة؛ لأن قولك "سأفعل ذلك غداً" قضيةٌ لها عناصر: الفاعل أنت والمفعول به والزمن غداً، والسبب الذي يدعوك للفعل والقدرة التي تُعينك أن تفعل.


وهذه كلها عناصر لا تملك أنت شيئاً منها، وربما جاء غَدٌ فتغيَّر عنصر من هذه العناصر، وحال بينك وبين ما تريد، فينبغي أن تُبرِّيء نفسك من احتمال الكذب فتقول: إن شاء الله وتردُّ الأمر إلى القادر عليه الذي يملك كل هذه العناصر، وكأن ربك يُعلِّمك ألا تكون كاذباً.


لذلك نجد أن اللغة قد راعتْ قدرة المتكلم، ووضعتْ له الزمن المناسب، فإنْ علمتَ حدوث الفعل قُلْ بالماضي: حضر فلان، انتهت القضية، فإنْ علمتَ أنه توجه للحضور واستعدَّ له قُلْ: سيحضر فلان أي قريباً، أو سوف يحضر أي: بعد ذلك.


هذا الذي يناسب قدرة البشر.


أما الحق سبحانه فيملك زمام الأشياء وتوجيهها، وكلّ شيء مرهون بأمره التكويني، فإنْ قال للأمر المستقبل: أتى أو اقترب فصدِّق؛ لأنه لا شيء يُخرِج الأمر عن مراده تعالى، وهو وحده الذي يملك الانفعال لكلمة كُنْ، فإنْ قالها فَقد انتهتْ المسألة.


لذلك يقول سبحانه: (ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ..) (الأنبياء: 1) بصيغة الماضي ولم يقل: يقترب أو سيقترب؛ لأن المتكلم هو الله.


وقد ورد الماضي (اقترب) أيضاً في قوله تعالى: (ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ) (القمر: 1).


وفي قوله تعالى: (وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب) (العلق: 19) فاقترب غير قَرُب، قرُب: يعني دنا، أما اقترب أي: دنا جداً حتى صار قريباً منك.


والحساب: كلمة تُطلَق إطلاقات عِدّة، فالحساب أنْ تحسب الشيء بالأعداد جمعاً، أو طرحاً، أو ضَرْباً، وتدير حصيلة لك أو عليك، فإنْ كانت لك فأنت دائن، وإنْ كانت عليك فأنت مدين.


أو تربط المسبِّبات بأسبابها.


وهناك أمور تأتي بغير حساب، كما قال تعالى: (إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 37) فهذه مسألة لا تستطيع ضبطها، والله لا يُسأل: أعطاني زيادة أم نقصاناً.


أما الحساب في (ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ..) (الأنبياء: 1) فيقتضي مُحَاسِباً هو الله عز وجل، ومُحاسَباً هم الناس، ومُحَاسَباً عليه وهي الأعمال والأحداث التي أحدثوها في دنياهم، وهذه قسمان: قسم قبل أنْ يُكلَّفوا، وقسم بعد أن كُلِّفوا.


ما كان قبل التكليف وسِنِّ البلوغ لا يحاسبنا الله عليه، إنما تركنا نمرح ونرتع في نعمه سبحانه دون أن نسأل عن شيء، أما بعد البلوغ فقد كلَّفنا بأشياء تعود علينا بالخير، وألزمنا المنهج الذي يضمن سعادتنا "بافعل" و "لا تفعل" وهذا يقتضي أن نحاسب، فعلنا، أم لم نفعل.


إذن: المسألة حساب، ليست جُزَافاً، جماعة في الجنة وجماعة في النار، وقوله سبحانه في الحديث القدسي: "هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي" بِناءً على علمه تعالى بما يُؤدُّونه وقت الحساب، ففي علم الله ما فعلوا وما تركوا.


ولا تنْسَ أن المحاسب في هذا الموقف هو الله، فإنْ كان الحساب في الخير عاملك بالفضل والزيادة كما يشاء سبحانه؛ لذلك يضاعف الحسنات، وإنْ كان الحساب في الشر كان على قَدْره دون زيادة، كما قال تعالى: (جَزَآءً وِفَاقاً) (النبأ: 26).


وما دام المحاسب هو الله سبحانه وتعالى، وهو لا ينتفع بما يقضيه على الخَلْق، فمن رحمته بِنَا ونعمته علينا أنْ حذَّرنا من أسباب الهلاك، ولم يأخذنا على غَفْلة، ولم يفاجئنا بالحساب على غِرّة، إنما أبان لنا التكاليف، وأوضح الحلال والحرام، وأخبرنا بيوم الحساب لنستعدَّ له، فلا نسير في الحياة على هوانا.


فقال سبحانه: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة: 7-8).


فمن رحمته تعالى بعباده أنْ وعدهم هذا الوعد، وعرفهم هذا الميزان وهم في سَعَة الدنيا، وإمكان تدارك الأخطاء، واستئناف التوبة والعمل الصالح، من رحمته بنا أنْ يعِظَنا هذه الموعظة ويكررها على أسماعنا ليلَ نهارَ.


إذن: ما أخذنا ربنا على غِرَّة، ولم تُفاجئْنا القيامة بأهوالها، فمن الآن اعلم (ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ..) (الأنبياء: 1) وما دام الأمر كذلك فعلى الإنسان أن يُقَدِّر قَدْر الاقتراب، ومتى سينتقل إلى يوم الحساب، ولا تظن أن عُمرك هو عمر الدنيا منذ خلقها الله، إنما عمرك ودنياك على قَدْر مُكْثك فيها، وهو مُكْث مظنون غير مُتيقَّن، فمن الخَلْق من عمَّر دهراً، ومنهم مَنْ مات في بطن أمِّهِ.


إذن: لا تُؤجِّل لأنك لا تدري، أيمهلك الأجل حتى تتوب؟


أم يُعاجلك فتُؤخذ بذنبك؟


والحق سبحانه يقول: (ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ..) (الأنبياء: 1) مع أن الساعة ما زالت بعيدة، وبيننا وبين القيامة مَا لا يعلمه إلا الله.


فكيف ذلك؟


قالوا: لأن الحساب إنما يكون على الأعمال، والأعمال لها وقت هو الدنيا، فَمنْ مات فقد انقطع عمله، واقترب وقت حسابه؛ لأن المدة التي يقضيها في القبر لا يشعر بها، فكأنها ساعة من نهار.


فإنْ قُلْت: من الناس مَنْ يعيش مائة عام، ومائة وخمسين عاماً.


نقول: هذا شيء ظنيّ لا نضمنه، والإنسان عُرضة للموت في أيِّ لحظة لسبب أو دون سبب.


ونلحظ في قوله تعالى: (ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ..) (الأنبياء: 1) فقال (للنَّاسِ) مع أن الحساب لهم وعليهم، فهل معنى (للناس) أي: لمصلحتهم؟


لا يبدو ذلك؛ لأنه قال بعدها: (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ) (الأنبياء: 1).


إذن: الحساب ليس في مصلحتهم إنما الحساب عليهم، إذن: كيف يكون ف مثل هذا السياق (ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ..) (الأنبياء: 1) ما دام الأمر على الكفار؟


كان المفروض أن يقول: اقترب على الناس حسابهم.


نقول: هذا إذا أخذتَ اللام للحساب، إنما اللام هنا للاقتراب، لا للحساب، أي: اقترب من الناس، إنما الحساب لهم أو عليهم، هذه مسألة أخرى.


وقوله: (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ) (الأنبياء: 1) الغفلة معناها: زحزحة الشيء عن بالٍ الواجب أَلاَّ يزحزح عنه، فكان الواجب أنْ يتذكره ولا يغفل عنه، والغفلة غير النسيان؛ لأن الغفلة أن تهمل مسألة كان يجب ألاَّ تهمل، وألاَّ تغيب عن بالك، أما النسيان فخارج عن إرادتك.


وغفلتهم هنا عن أصل وقمة الدين، وهو الإيمان بالألوهية، فإن آمنتَ بالألوهية فالغفلة عن الأحكام التي جاء بها الدين، وهذه هي المعاصي، والكلام هنا عن الكافرين بدليل قوله بعدها: (مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ..) (الأنبياء: 2) والغفلة عن الربِّ الأعلى مثلها الغفلةَ عن حكم الرب الأعلى، وفَرْق بين غَفْلة وغَفْلة.


وقد حدَّثَ النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته عن هذه الغفلة، كما روى سيدنا حذيفة بن اليمان قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر.


حدثنا (أن الأمانة نزلت في جِذَرْ قلوب الرجال) والأمانة هي الإيمان الحق بالله، أي: حَلَّ الإيمان، واستقر في القلب، ونطقنا بالشهادة (ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن، وعلموا من السُّنة) ثم حدَّثنا عن رَفْع الأمانة فقال: (ينام الرجل النومة، فتُقبض الأمانة من قلبه) أي: يغفل الغفلة (فيظل أثرها مثل أثر الوكت) الوكت: مثل سيجارة مثلاً تقع على الجلد فلسعته، فيتغير لونه (ثم ينام النومة) أي: مرة أخرى (فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر المجل) والمجل: جمرة النار (فنفط فتراه منتبراً عالياً، وليس به شيء) أي: انتفخ (فيصبح الناس) أي: بعد رفع الأمانة (يتبايعون فلا يكاد يوجد أحد منهم يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً) لندرة الأمانة بين الناس.


ثم يقول الراوي: (وقد مر عليَّ زمان ما كنت أبالي أيكُم بايعت، فلئن كان مسلماً ليردنَّه عليَّ دينه) يعني: إنْ غشَّني في شيء أو حدث خطأ ما في البيع (ولئن كان يهودياً أو نصرانياً ليردنَّه عليَّ ساعيه) أي: الناس المكلفون بمراقبة الأسواق، وهم أهل الحِسْبة، فإنْ رأَوْا غِشّاً منعوه، وردوا إلى صاحب الحق حقه (وأما الآن فأنا لا أكاد أبايع منكم إلا فلاناً وفلاناً) فإنْ كان هذا في أيامهم فما بال أيامنا؟


وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة".


أي: رَغْم كثرتها لا تجد فيها جملاً يحمل رَحْلك ويحملك.


وفي رواية أخرى: "تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عُوداً عوداً" أي: كنسج الحصير، عُوداً بعد عود، حتى تتم الحصيرة، ثم يكون الرَّان على القلب.


فغفْلة هؤلاء غَفْلة عن القمة، وعن الألوهية، لا عن التكاليف؛ لأنهم ليسوا مؤمنين بالمكلّف سبحانه وقوله تعالى: (مُّعْرِضُونَ) (الأنبياء: 1) تدل على الافتعال أي: أنهم مفتعلون هذا الإعراض؟


ثم يقول الحق سبحانه: (مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ...).



سورة الأنبياء الآيات من 001-005 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأنبياء الآيات من 001-005   سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Emptyالسبت 18 أبريل 2020, 5:25 am

مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: ذكر من القرآن (مُّحْدَثٍ..) (الأنبياء: 2) يعني: يسمعونه جديداً لأول مرة (إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (الأنبياء: 2) لا يعطونه اهتماماً، ولا يُلْقون له بالاً، وهم يتعمدون هذا، ويُوصِي بعضهم بعضاً به ويُحرّضون عليه، كما جاء في قول الحق سبحانه وتعالى حكاية عنهم: (وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت: 26).

إنهم يخافون إنْ سمعوا القرآن أنْ يتأثروا به فيؤمنوا؛ لذلك لا تسمعوه، بل شَوِّشوا عليه حتى لا يسمعه أحد في هدوء واطمئنان فيؤمن به.

وهذا يعني أن هذا العمل في مصلحتهم؛ لأنهم لا يستطيعون رَدَّ حُجَج القرآن ولا الثبات أمام إعجازيته ولا بلاغته ولا تأثيره على النفوس، فهُمْ لا يملكون إلاَّ أنْ يصرفوا الناس عن سماعه، والتشويش عليه، حتى لا يتمكّن من الأسماع، وينفذ إلى القلوب، فيخالطها الإيمان.

واللعب: أن تشغل نفسك بعمل لا قَصْدَ فيه لغاية، كما يأخذ الطفل الصغير كراسة أخيه، ويعبث فيها بالقلم دون نظام ودون هدف.

وهناك أيضاً اللهو: وهو عمل مقصود لغاية، لكن هذه الغاية تضعها أنت لنفسك، أو يضعها غيرك ممَّنْ يريد أنْ يُفسِدك بها، إذن: هو عمل مقصود وله غاية، ليس مجرد (شخبطة) كمَنْ ينشغل مثلاً برسم بعض الصور للتسلية، أو ينشغل بحلِّ الكلمات المتقاطعة، فهي أعمال لا فائدة منها.

أما العمل النافع الذي ينبغي أن ينشغل الإنسان به فهو الذي يضعه لك مَنْ هو أعلى منك، وأنْ يكون حكيماً مُحباً لك، وهذه المواصفات لا تجدها إلا في الإله، لذلك كل ما يُلهِيك عَمَّا يضعه لك إلهك فهو لَهْو؛ لأنه شَغَلك عما هو أهَمّ.

لذلك يقول تعالى: (إِنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ..) (محمد: 36).

فاللعب في مرحلة الطفولة، بل نأتي نحن باللُّعب ونقول للطفل: العب، إنما اللهو أن تنشغلَ بعمل مقصود وله غاية، لكنها تلهيك عن غاية أسمى هي التي وضعها لك الحكيم القادر الأعلى منك المحبّ لك.

إذن: منتهي اللهو واللعب أن يلعبوا عند سماع القرآن، فلم يستمعوا له، حتى على أنه لهو له غاية، إنما على أنه لَعِبٌ لا غاية له ولا فائدةَ منه؛ لأن غايته ضارّة.

واللعب وإنْ كان مُباحاً في فترة ما قبل البلوغ، إنما القلوب يجب أن تُربَّى على أنْ تلتفت إلى الله عز وجل الخالق الرازق في هذه الفترة المبكرة من حياة الإنسان، وهذه مهمة الأب، فإنْ أتى لولده بطعام أو شراب يقول أمام الولد الصغير: ربنا رزقنا به.

وهكذا في كل أمور الحياة يسند الأمر إلى الله وينبه الولد الصغير: قل: بسم الله قل: الحمد لله.

وهكذا تُربِّى في الولد مواجيده على اليقين بالله القوي، وإنْ كان الولد لا يراه فإنه يرى آثاره ونِعَمه.

ويرى أباه الذي يتعهده، ويأتي له بكل شيء لا يتصيّد المجد لنفسه، إنما ينسب كل شيء إلى الله.

فأبوه -وهو المثل الأعلى له- يزحزح هذه المسائل عنه وينسبها لله، فيتربى وجدانُ الولد على الإيمان.

فإذا لم يُرَبَّ الولد هذه التربية تسلل إلى نفسه اللَّهْو واللَّعِب.

وسبق أن قلنا: إن كُلَّ فعل من الأفعال لابُدَّ أنْ ينشأ عن مَوْجدة من المواجيد، ولا ينشأ الفعل دون مَوجدة إلا فعل المجنون، والقلوب هي التي تُوجِّه الجوارح، ولو لم تكُنْ القلوب لاهية ما لعبت الجوارح.

لذلك سيدنا عمر -رضي الله عنه- حينما دخل على رجل يعبث بذقنه هو يصلي -كما يفعل الكثيرون- قال: لو خشعَ قلبُ هذا لخشعتْ جوارحه.

فحركة الجوارح دليل على انشغال القلب؟

لذلك يقول تعالى بعدها: (لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى...).



سورة الأنبياء الآيات من 001-005 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأنبياء الآيات من 001-005   سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Emptyالسبت 18 أبريل 2020, 5:26 am

لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ويا ليت كلاً منهم يفعل هذا الفعل في نفسه، إنما يتآمرون جميعاً على الحق ليفسدوه باللعب واللهو (وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى..) (الأنبياء: 3) أي: يتناجَوْن في الإثم، ويُسِرُّونه يعني: يجعلونه سِراً.

والنَّجْوى أو التناجي: خَفْضِ الصوت، كما جاء في قوله تعالى: (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ..) (المجادلة: 7).

فلا تظنوا أنكم مستورون عن الله، أو تُخْفون عنه شيئاً.

وتلاحظ في ارتقاءات العدد في هذه الآية أنها لم تذكر اثنين، فبدأت من العدد ثلاثة؛ لأنه عادةً لا تكون النجوى بين الاثنين، إنما تكون بين الثلاثة، حيث يتناجى اثنان حتى لا يسمع الثالث.

كما أنها لم تذكر الأعداد بالترتيب، فلم تَقُلْ مثلاً: ولا أربعة إلا هو خامسهم؛ ذلك لأن الآية لا تقصد الترتيب العددي، إنما تعطيك مجرد أمثلة ونماذج من الأعداد.

وكذلك في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ..) (المجادلة: 8).

وما داموا يُخْفون كلاماً ويُسِرُّونه، فلابُدَّ أنه مخالف للفطرة السليمة، ولو كان حقّاً لَقالُوه علانية، فالنجْوى دليلُ اتهامهم في العقل، وفي القلب، وفي كل شيء.

أما قوله تعالى في شأن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً..) (المجادلة: 12).

وهل كان الصحابة يُحدِّثون الرسول سرَّاً؟

لا بل هنا إشارة أخرى أوضحها قوله تعالى: (لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً..) (النور: 63).

فالمراد ألاّ نرفع أصواتنا في حضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يحدث مِنّا حين يُكلِّم بعضنا بعضاً، بل نُكلِّمه كلام المهيب، ونلتزم معه الأدب والخشوع.

وقوله تعالى: (وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ..) (الأنبياء: 3) هل (الذين) هنا هي الفاعل لأسرُّوا؟

القاعدة النحوية: إذا تقدم الفعل على الفاعل لزم صورة الإفراد نقول: أكل القوم.

لا نقول: أكلوا القوم، وهنا (وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى..) (الأنبياء: 3) لو أن (الذين ظلموا) هي الفاعل لقال: وأَسَرَّ الذين ظلموا، إنما جاء الفاعل (واو الجماعة) ثم الاسم الموصول (الذين) بعدها فليست هي الفاعل، وليست هذه من لغات العرب الصحيحة.

فكأن سائلاً سأل: ومَن الذي أسَرَّ؟

فأجاب: (الّذِينَ ظَلَمُوا) وكلمة (ظَلَمُوا) عامة في الظلم، فقد ظلموا أنفسهم أولاً؛ لأن ظلمهم عائد عليهم بالعذاب، وظُلْم نفسه ناشىء من أنه ظلم الحق الأعلى: (إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان: 13).

ثم ظلم الناس في أمور أخرى وفي حقوق لهم، لكن جاءتْ (ظلموا) عامة؛ لأن الظلم الواحد سيشمل كل أنواع الظلم، وما دام قد وصل به الأمر إلى أنْ ظَلَم الله فلا غرابةَ أنْ يظلم ما دونه تعالى فما النجوى التي أسرَّهَا القوم؟

ومَنْ أخبر رسول الله بها؟

النجوى قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ..) (المجادلة: 8).

فكيف عرف محمد هذه المقولة، وقد قالوها في أنفسهم وأسرُّوها؟

ألم يكُن على هؤلاء أن يتنبَّهوا: كيف عرف محمد مقولتهم؟

وأن الذي أخبره بما يدور هو ربُّه الإله الأعلى، الذي لا تَخْفى عليه خافية، كان عليهم أن يلتفتوا إلى رب محمد، الله الإله الحق الذي يعلم خَبْءَ كل شيء فيرتدعوا عَمَّا هم فيه، وبدل أنْ يشغلوا عقولهم بمسائل الشرك ينتهوا بها إلى الإيمان.

ومما جاء في تناجيهم: (هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ..) (الأنبياء: 3) إذن: أنكروا أن يكون رسولاً لأنه بشر، والرسول لابُدَّ أن يكون ملكاً (أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ) (الأنبياء: 3) فسمُّوا القرآن سحْراً، لأنهم يروْنَ السحر يُفرِّق بين الابن وأبيه، والأخ وأخيه (وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ) (الأنبياء: 3) أن القرآن يفعل مثل هذا.

ثم يقول الحق سبحانه: (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ...).



سورة الأنبياء الآيات من 001-005 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأنبياء الآيات من 001-005   سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Emptyالسبت 18 أبريل 2020, 5:27 am

قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [٤]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

كأن سائلاً قال: من أين لك يا محمد بكل هذا وقد أسرّه القوم؟

(قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ) (الأنبياء: 4) فلا تَخْفى عليه خافية: (وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ) (الأنبياء: 4) السميع لما يُقال ويُسر العليم بما يُفعل، فالأحداث أقوال وأفعال.

ومما قالوه أيضاً: (بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ...).



سورة الأنبياء الآيات من 001-005 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأنبياء الآيات من 001-005   سورة الأنبياء الآيات من 001-005 Emptyالسبت 18 أبريل 2020, 5:28 am

بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(بَلْ) تعني أنهم تمادَوْا، ولم يكتفو بما قالوا، بل قالوا أيضاً (أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ..) (الأنبياء: 5) وأضغاث: جمع ضِغْث، وهو الحزمة من الحشيش مختلفة الأشكال، كما جاء في قصة أيوب عليه السلام: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ..) (ص: 44) أي حزمة من أعواد الحشيش.

ووردْت أيضاً في رُؤْيا عزيز مصر: (قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) (يوسف: 44).

وقوله (بَلِ ٱفْتَرَاهُ..) (الأنبياء: 5) أي تمادَوْا فقالوا: تعمد كذبه واختلافه (بَلْ هُوَ شَاعِرٌ..) (الأنبياء: 5) إذن: أقوالهم واتهاماتهم لرسول الله متضاربة في ماهية ما هو؟

وهذا دليل تخبطهم، فمرة ينكرون أنه من البشر، ومرة يقولون: ساحر، ومرة يقولون: مفتر، والآن يقولون: شاعر!!

وقد سبق أنْ فنَّدنا كل هذه الاتهامات وقلنا: إنها تحمل في طياتها دليل كذبهم وافترائهم على رسول الله.

ثم يقولون: (فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ) (الأنبياء: 5) كأن آية القرآن ما أقنعتْهم، فلم يكتفُوا بها، ويطلبون آية أخرى مثل التي جاء بها السابقون، والقرآن يردّ عليهم في هذه المسألة: لو أنهم سيؤمنون إذا جاءتهم الآية التي اقترحوها لأنزلناهم عليهم، إنما السوابق تؤكد أنهم لنْ يؤمنوا مهما جاءتهم من الآيات، وهذا من أسباب العذاب.

وقد أوضح الحق سبحانه أنه لن يُعذِّبهم ما دام فيهم رسول الله؛ لذلك لم يُجِبْهم إلى ما طلبوا من الآيات؛ لأن الله تعالى لا يُخلف وعْدَه، فإنْ جاءتهم الآية فلم يؤمنوا بها لابُدَّ أنْ يُنزِل بهم العذاب؛ لذلك يقول تعالى بعدها: (مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ...).



سورة الأنبياء الآيات من 001-005 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الأنبياء الآيات من 001-005
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الأنبياء الآيات من 081-085
» سورة الأنبياء الآيات من 086-090
» سورة الأنبياء الآيات من 006-010
» سورة الأنبياء الآيات من 091-095
» سورة الأنبياء الآيات من 011-015

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: الأنبياء-
انتقل الى: