وجبة العشاء التاريخية
الشيخ: هلال الهاجري (خطيب)

عناصر الخطبة
1/ أعجب قصة وجبة عشاء على مر التاريخ وتفاصيلها وأحداثها
2/ فضل إدخال السرور على المسلمين وإيصال الخير لهم
3 /بعض صور الظلم الواقعة على المسلمين


اقتباس
وجبةُ عشاءٍ ولكنَّها ليستْ وجبةَ عشاءٍ عاديَّةً، بل قد تكونُ هي الأغلى في العالمِ، وقد تكونُ هي الأشهرُ في التَّاريخِ، والعجيبُ أنَّها لم تُشبعْ جميعَ الحاضرينَ، ولكنَّها بَقيتَ خالدةً على مرِّ السِّنينَ، فقد سجَّلَها الوحيُّ في كلامِ سيِّدِ المُرسلينَ؛ فَعَنْ…

الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي وَفَقَّ العَاملينَ لطَاعتِه، فوجدوا سَعيهم مَشكوراً، وحَقَّقَ آمالَ الآملينَ برحمتِه، فمنَحَهم عَطاءً مَوفوراً، وبَسطَ بِساطَ كَرمِه على التَّائبينَ، فأصبحَ ذنبُهم مغفوراً.

أحمدُه جَلَّ وعَلا فهو الوَاحدُ الذي من قَصدَ غَيرَه ضَلَّ، العَزيزُ الذي من اعتزَّ بغيرِه ذَلَّ، العَظيمُ الذي تَفردَ بصفاتِ الكمالِ والجَلالِ -سبحانَه وتَعالى وجَلَّ-، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، وأَشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وصحبِه الطيبينَ الطَّاهرينَ، ومن تبَعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.

أما بَعدُ:
وجبةُ عشاءٍ ولكنَّها ليستْ وجبةَ عشاءٍ عاديَّةً، بل قد تكونُ هي الأغلى في العالمِ، وقد تكونُ هي الأشهرُ في التَّاريخِ، والعجيبُ أنَّها لم تُشبعْ جميعَ الحاضرينَ، ولكنَّها بَقيتَ خالدةً على مرِّ السِّنينَ، فقد سجَّلَها الوحيُّ في كلامِ سيِّدِ المُرسلينَ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ؟ (أَيِ: الْمَشَقَّةُ مِنَ الْجُوعِ) فأَرسَلَ إِلى بَعضِ نِسائِهِ يبحثُ عن أيِّ شيءٍ يُكرمُ بهِ هذا الضَّيفَ الجائعَ، فَقَالت: والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا عِندِي إِلاَّ مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلى أُخْرَى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، حتَّى قُلْنَ كُلُّهنَّ مِثل ذَلِكَ: لا وَالذِي بعثَكَ بِالحَقِّ مَا عِندِي إِلاَّ مَاءٌ.

سُبحانَ اللهِ! جميعُ بيوتِ رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- ليسَ فيها إلا الماءُ، بل كَانَ يَمرُّ الهِلالُ ثُمَّ الِهلالُ ثُمَّ الِهلالُ لا يُوقدُ في بَيتِه نَارٌ، وإنَّما طعامُهم الأسودانِ الماءُ والتَّمرُ.

وقد انتقلَ إلى الرَّفيقِ الأَعلى ودِرعُه مَرهونةٌ عِندَ يَهوديِّ في نَفقةِ عِيالِه، وذلكَ لأنَّه كانَ يرضى بهذا ولا يُريدُ شيئاً من حُطامِ ومتاعِ الدُّنيا الزائلِ، بل كانَ دعاؤه: “اللَّهمَّ اِجعلْ رِزقَ آلِ محمَّدٍ قوتًا“ أي: ما يكفي ويسدُّ الرَّمقَ.

يَنَامُ كِسْرَىْ عَلَىَ الْدِّيْبَاجِ مُمْتَلِئَاً
كِبْرَاً وَطُوِّقَ بِالْقَيْنَاتِ وَالْخَدَمِ
لَا هَمَّ يَحْمِلُهُ لَا دِيَنَ يَحْكُمُهُ
عَلَىَ كُؤُوْسِ الْخَنَا فِيْ لَيْلِ مُنْسَجِمِ
بَيْتٌ مَنْ الْطِّيْنِ بِالْقُرْآَنِ تَعْمُرُهُ
تَبَّاً لِقَصْرٍ مُنِيْفٍ بَاتَ فِيْ نَغَمٍ
طَعَامُكَ الْتَّمْرُ وَالْخُبْزُ الْشَّعِيْرِ وَمَا
عَيْنَاكَ تَعْدُو إِلَىَ الْلَّذَّاتِ وَالنِّعَمِ
تَبِيْتُ وَالْجُوْعُ يَلْقَى فِيْكَ بُغْيَتَهُ
إِنَّ بَاتَ غَيْرُكَ عَبْدَ الْشَّحْمِ وَالْتُخَمِ


وهكذا كانَ أصحابُه -رضيَ اللهُ عنهم أجمعينَ- فهذا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وهو أَكثَرُهم مَالاً، يُؤتَى بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَكُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ، إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ، بَدَتْ رِجْلاَهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلاَهُ بَدَا رَأْسُهُ، وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ.

دعونا نرجعُ إلى وجبةِ العشاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا؟“ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ: “أَنَا” فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: “أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-” فهو ضيفٌ ولكن ليسَ كبقيةِ الأضيافِ؛ لأنَّه ضيفُ رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-، وهو مع ذلكَ مجهودٌ من الجوعِ، فيحتاجُ إلى إكرامٍ خاصٍّ وتقديرٍ، وطعامٍ جَيِّدٍ وكَثيرٍ، فَقَالَتْ: “مَا عِنْدَنَا إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِي” لا تَقولُها تذمُّراً وسَخطاً، بل هو حياءٌ من ضيفِ رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- فهل هذا عَشاءُ أهلِ الإكرامِ؟ وهل يكفي الجائعَ قليلُ الطَّعامُ؟

فَقَالَ: “هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً” فما كانَ لهذه الزَّوجةِ الصَّالحةِ إلا أن أطاعتْ زوجَها، “فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا”، ولكم أن تتخيلوا هذه الأمَّ وقد ضَمَّتْ صِبيانَها تحدِّثُهم وتَقصُّ عليهم القَصصَ حتى ناموا، فتنظرُ إليهم نائمينَ على ألمِ الجوعِ، فيكادُ قلبُها الحنونُ أن يخرجَ من بينِ الضُّلوعِ، ثُمَّ هَيَّأَتْ طعامَها وأَتتْ به إلى زوجِها والضَّيفِ.

“ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا؛ فَأَطْفَأَتْهُ” ثُمَّ جاءتْ وجلستْ مع زوجِها والضَّيفِ، ولا يُقالُ أنَّ في هذا دليلٌ على عدمِ وجوبِ الحجابِ وجوازِ الاختلاطِ.

فهذه القِصَّةُ كانتْ في السَّنةِ الرَّابعةِ بدليلِ نزولِ آيةِ سورةِ الحشرِ: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ) (الحشر: 9) في آخرِ القِصَّةِ.

وأما نزولُ آيةِ الحجابِ والنَّهيُّ عن الاختلاطِ بالنِّساءِ كانَ في السَّنةِ الخامسةِ كما في آيةِ الأحزابِ، وعجباً ممن يُثيرُ الشَّبهاتُ، ويُشيعُ الشَّهواتِ.

إنْ عُدَّتِ الفِتنُ العِظامُ فإنَّما
فتنُ النِّساءِ أَشدُّهنَّ وأَخطرُ
أَخشى على الأَخلاقِ شَرْخاً بَالغاً
إنَّ المبادئَ كَسْرُها لا يُجْبَرُ
قد يَهدِمُ السَّدَّ المُشَيَّدَ فَأرةٌ
ولَقد يُحَطِّمُ أُمَّةً مُتَهَوِّرُ


دعونا نرجعُ إلى وجبةِ العشاءِ، السِّراجُ قد أُطفئ، والظَّلامُ يملأُ المكانَ، والضَّيفُ الجائعُ يأكلُ براحةٍ واطمئنانٍ، بعيداً عن الإحراجِ ونظرِ الأعيانِ، والعجبُ أنَّهما (جَعَلا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلانِ)، فكأنَّ الأيدي تمتدُّ وتمضغُ الأسنانُ، ويُؤنسونَ وَحشتَه بحديثٍ ذي أشجانٍ، (فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ) جائِعَينِ والضَّيفُ شَبعانٌ.

وهُنا انتهَتْ على الأرضِ أحداثُ وجبةِ العشاءِ، ولكنْ هناكَ شيءٌ ما كانَ يحدثُ في السَّماءِ.

يَقولُ: فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلم يُخبرهُ بأنَّه أعطى الضَّيفَ قوتَ عيالِه، وأنَّه هو وزوجتُه وصبيانُه باتوا طَاوينَ من الجوعِ، ولم يخبرْه بخُدعةِ إطفاءِ السِّراجِ لأجلِ رفعِ الحَرجِ عن الضَّيفِ، ولا ما فعلوهُ من المظاهرةِ بالأَكلِ لأجلِ أن يَأكلَ بكلِّ أريحيةِ ويشبعَ، ولم يكنْ عندَهم من وسائلِ التَّصويرِ والتَّوثيقِ، ما يُصوِّروا اللَّقطاتِ ويَنشروها على مواقعِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ.

بل كانَ عملُهم لا سُمعةَ فيه ولا رياءَ، قد أخفاهُ سَوادُ اللَّيلةِ الظَّلماءِ، وهكذا عندما يكونُ العملُ خالصاً للهِ، ولا ينتظرُ العاملُ فيه مَدحاً ولا ثناءً، كما وصفَهم اللهُ -تعالى-: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا) (الإنسان: 9).

ولكن الحقيقةُ أنَّ اللَّيلةَ قَد شُهِدتْ، والمواقفُ قد رُصِدتْ، واللَّقطاتُ قد صُوِّرتْ، والأجورُ قد كُتبتْ، والرَّحمةُ قد نَزلتْ، والأخبارُ قد وصلتْ.

ولذلكَ لما رآهُ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-، قالَ لهُ: “لَقَدْ ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ مِنْ فَعَالِكُمَا“.

يا الله!
أيُّ وجبةٍ هذه؟
وأيُّ ليلةٍ هذه؟
وأيُّ عملٍ هذا؟


ضَحكَ اللهُ -تعالى- لهذه العائلةِ.

فكيفَ بهم إذا قَدموا إلى اللهِ -تعالى- يومَ القيامةِ، وإذا في صحيفتِهم أنَّهم قد أضحكوا ربَّهم -عزَّ وجلَّ-، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر: 9).

إنَّ الكريمَ ليُخفي عَنكَ عُسرتَه
حتى يُخالَ غنيًّا وهو مجهودُ


باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ.

أقولُ قَولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كل ِّذَنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغَفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأصلِّي وأسلِّمُ على المبعوثِ رحمةً للعالمينَ، نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.

أما بعدُ:
أتعجبونَ من ضَحكِ اللهِ -تعالى- من هذا العملِ البسيطِ؟

اسمعوا إلى هذا الحديثِ، قَالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسَلَّمَ-: “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ (يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَة) شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَتَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضًا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ“.

فالمسلمُ عندَ اللهِ عظيمٌ، وإكرامُه فيه الخيرُ العَميمُ.

ولكن انظرْ إلى حالِ المُسلمينَ اليومَ في أقطارِ الأرضِ، مسلمونَ تتوجَّهُ إليهم أصابعُ الجريمةِ والاتِّهامِ، أو مظلومونَ تحتَ حُكمِ البَطشِ والإجرامِ، أو فُقراءُ لا يجدونَ ما يكفي من ماءٍ وطعامٍ، أو مُستضعفونَ يسألونَ: أينَ عزِّةُ الإسلامِ؟

فيا ويلَ مَنْ ظلمَهم في دينِهم وأعراضِهم وأموالِهم، فاللهُ -تعالى- هو خصمُه، ولا يغرَّنَّكم من اللهِ حلمَه، فقد قالَ سُبحانَه: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) (إبراهيم: 42-43).

لكن لعلَّنا نحاسبُ أنفسَنا لنرى هل نصرنا اللهَ في تطبيقِ الإسلامِ الصَّحيحِ؟

هل عبدناهُ حقَّ عبادتِه؟

فَسُنَّةُ اللهِ -تعالى- التي لا تتغيرُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد: 7) عندَها حَتماً سَوفَ نُنصرُ، يَقولُ أبو العَيناءِ: كانَ لي خُصومٌ ظَلمةٌ، فشكوتُهم إلى أحمدِ بنِ أَبي دَاودَ، وقُلتُ: قَد تَضَافروا عليَّ وصاروا يدًا واحدةً، فقالَ: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (الفتح: 10) فقلتُ له: إنَّ لهم مَكرًا، فَقالَ: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (فاطر: 43) قُلتُ: هم من فِئةٍ كَثيرةٍ، فقَالَ: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ) (البقرة: 249).

اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، اللهم رُدَّنا إلى دينِنا رَدًّا جَميلاً، اللهم وفِّقنا لطاعتِك، والعملِ بشريعتِك، اللهمَّ مَنْ أرادَ المسلمينَ وبلادَ المسلمينَ بسوءٍ فاجعل عملَه في بَوارٍ، واجعل عاقبتَه في خَسارٍ.

اللَّهُمَّ فَرِّجْ عن المسلمينَ المستضعفينَ فَوقَ كلِّ أرضٍ وتحتَ كلِّ سماءٍ.

اللَّهُمَّ أصلحْ مَنْ وَلّيتَه أمرَ المسلمينَ، وخُذْ بنواصيهم للبرِّ والتَّقوى، وارزقهم من العملِ ما تَرضَى.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.

اللهم آمين.

المصدر:
https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/356505