منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الحِجْر الآيات من 06-10

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الحِجْر الآيات من 06-10   سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Emptyالسبت 21 ديسمبر 2019, 12:30 am

وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهم هنا يسخرون من الرسول ومن القرآن؛ ذلك أنهم لو كانوا يؤمنون بالقرآن وبالرسول؛ لَمَا وصفوه -صلى الله عليه وسلم- بالجنون.

والذين قالوا ذلك هم أربعة من كبار الكفار: عبد الله بن أبي أمية، والنضر بن الحارث، ونوفل بن خويلد، والوليد بن المغيرة.

وقيل عن ابن عباس: إنهم الوليد بن المغيرة المخزومي؛ وحبيب بن عمرو الثقفي.

وقيل عن مجاهد: إنهم عتبة بن ربيعة، وكنانة بن عبد ياليل.

والظاهر من قولهم هو التناقض الواضح؛ فَهُمْ -شاءوا أم أبَوْا- يعترفون بالقرآن بأنه "ذِكْر"، والذِّكْر في اللغة له عدة مَعَانٍ، منها الشرف، وقد أُطلِق على القرآن، كما قال الحق سبحانه: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (الزخرف: 44).

وسبق لهم أن تلمَّسُوا في هذا القرآن هناتٍ؛ فلم يجدوا، فكيف يَصِفون مَنْ نُزِّل عليه هذا القرآن بالجنون؛ وهم الذين شهدوا له من قَبْل بالصدق والأمانة.

وقد شاء الحق سبحانه أن يُنصِف رسوله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4).

وهم في اتهامهم للرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يلتفتوا إلى أنهم قد خاطبوه بقولهم: (يٰا أيها) ، وهو خطاب يتطابق مع نفس الخطاب الذي يخاطبه به الله؛ وهكذا أجرى الحق سبحانه على ألسنتهم توقيراً واحتراماً للرسول -صلى الله عليه وسلم- دون أنْ يشعروا، وذلك من مشيئته سبحانه حين يُنطِق أهلَ العناد بالحق دون أن يشعروا.

فقد قال الحق سبحانه عن المنافقين أنهم قالوا: (لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ) (المنافقون: 7).

أي: لا تنفقوا على مَنْ عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى يجوعوا، فينفضوا من حوله.

هم يقولون عنه "رسول الله"، فهل آمنوا بذلك؟

أم أن هذا من غلبة الحق؟

ويتابع سبحانه ما جاء على ألسنتهم: (لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ...).




سورة الحِجْر الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 06-10   سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Emptyالسبت 21 ديسمبر 2019, 12:31 am

لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونعلم أن في اللغة ألفاظاً تدل على الحَثِّ وعلى رغبة المُتكلِّم في أن يُوجِد السامع ما بعدها، ومن هذه الألفاظ "لولا" و"لوما”.

و"لولا" تجيء للتمنِّي ورغبة ما يكون بعدها، وإن كان ما بعدها نفياً فهو رغبة منك ألا يكون، مثل قولك "لو جاء زيد لأكرمته" لكن لمجيء لم يحدث، وكذلك الإكرام.

وقد قال الكفار هنا ما أورده الحق سبحانه على ألسنتهم: (لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ..) (الحجر: 7).

وسبق لهم أنْ قالوا: (لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان: 7).

وكأنهم يطلبون نزول ملَك مع الرسول ليُؤنسه ولِيُصدّقوا أنه رسول من عند الله، فهل كان تصديقهم المُعلَّق على هذا الشرط؛ تصديقاً للرسول، أم تصديقاً للملَك؟

وسبق أن تناول القرآنُ هذا الأمر في قول الحق سبحانه: (وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً) (الإسراء: 94).

وكأنهم علَّقوا الإيمان بالرسول على شَرْط أنه ليس ملكاً؛ بل من صنف البشر، وجاء الردّ عليهم: (لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً) (الإسراء: 95).

إذن: فلو نزل رسول من السماء ملَكاً؛ لَمَا استطاع أن يمشي في الأرض مطمئناً؛ فضلاً عن أنه لا يمكن أن يكون أُسْوة وقدوة للبشر؛ لأنه من جنس آخر غير البشر.

ولو نزل عليهم ملك كما زعموا، وقال لهم: افعل ولا تفعل، واستقيموا واستغفروا، وسبِّحوه بُكْرة وأصيلا، لَردُّوا عليه قائلين أنت ملَكَ ينطبق عليك قول الحق: (لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم: 6).

وأنت لا تصلح أُسْوة لنا.

ثم كيف يتكلمون مع ملَك وهو من طبيعة مختلفة، ولن يستطيع البشر أن يرتفعوا إلى مُسْتواه ليأخذوا منه، وهو لن يستطيع أن ينزلَ إلى مستوى البشرية ليأخذوا منه؛ ولذلك شاء الحق سبحانه أن يرسل الرسول من جنس البشر.

 وهكذا أبطل الحق سبحانه حُجّتهم في عدم الإيمان بالرسول؛ لأنه لم يأْتِ من جنس الملائكة؛ وأبطل حُجّتهم في طلبهم أن ينزل مع الرسول ملائكة؛ لِيُؤيّدوه في صِدْق بلاغه عن الله.

ولذلك يقول الحق سبحانه من بعد ذلك: (مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ...).



سورة الحِجْر الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 06-10   سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Emptyالسبت 21 ديسمبر 2019, 12:31 am

مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهكذا يُعلِّمنا الحق سبحانه أنه لا يُنزّل الملائكة إلا بمشيئة حكمته سبحانه، ولو نزل الملَك -كما طلبوا- لمساعدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في البلاغ عن الله، فالملَك إما أن يكون على هيئة البشر؛ فلن يستطيعوا تمييز المَلَك من البشر، وإما أن يكون على هيئة الملك، فلا يستطيع البشر أنْ يروْه؛ وإلاَّ هلكوا.

ذلك أن البشر لا تستطيع تحمُّل التواصل مع القوة التي أودعها الله في الملائكة.

والحق سبحانه هو القائل: (وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ) (الأنعام: 8).

ولو جعله الحق سبحانه في هيئة البشر وتواصلوا معه لالتبس عليهم الأمر، ولَظنّوا أن الملَك بشرٌ مثلهم.

وفي هذا يقول الحق سبحانه: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ) (الأنعام: 9).

لم يُنزِل الحق سبحانه الملائكة؛ لأنه لم يَشَأْ أن يُهِلكهم ورسولُ الله فيهم، فالحق سبحانه قد قال: (وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال: 33).

وقد آمن معظمهم ودخلوا في دين الله من بعد ذلك واستغفروا لذنوبهم، وكان الله غفوراً رحيماً؛ لأن الإسلام يجُبُّ ما قبله.

وحين ننظر إلى صَدْر الآية نجد أنه سبحانه قال: (مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ..) (الحجر: 8).

فلو نزلت الملائكة لكان عذاباً لهم، فالحق سبحانه إذا أعطى قوماً آية طلبوها، فإما أن يؤمنوا، وإما أن يهلكهم، ولذلك يقول الحق سبحانه: (وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ) (الإسراء: 59).

فالحق سبحانه لم يُجبهم إلى الآيات والمعجزات التي طلبوها؛ لأن السابقين لهم، كذَّبوا بها قبل ذلك، وهم يريدون أن يُكذّبوا أيضاً، فحتى لو نزلت الآية فسيكذبونها، وحين يكذبون في آية مقترحة من عندهم، فلابد أن نهلكهم.

أما لو كذبوا في آية مُنزّلة من عند الله فإن الله يمهلهم.

 إذن: فلو نزلنا الملائكة كما يريدون فسننزلهم بالحق، والحق هو أن نهلكهم إذا كذَّبوا.

ويُذيّل الحق سبحانه الآية بقوله: (وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ) (الحجر: 8).

أي: ما كان أجَلُ المشركين قد حانَ ليُنزل الله لهم الملائكة لإهلاكهم، كما سبق وأهلك الأمم السابقة التي طلبتْ الآيات، فنزلت لهم كما طلبوها، ولَمّا لم يُصدِّقوا ويؤمنوا أهلكهم الله.

ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ...).



سورة الحِجْر الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 06-10   سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Emptyالسبت 21 ديسمبر 2019, 12:33 am

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والقرآن قد جاء بعد كُتب متعددة، وكان كل كتاب منها يحمل منهج الله؛ إلا أن أيَّ كتاب منها لم يَكُنْ معجزة؛ بل كانت المُعْجزة تنزل مع أيِّ رسول سبق سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعادة ما تكون المعجزة من صِنْف ما نبغ فيه القوم الذين نزل فيهم.

وما دام المنهج مفصولاً عن المعجزة؛ فقد طلب الحق سبحانه من الحاملين لكتب المنهج تلك أنْ يحافظوا عليها، وكان هذا تكليفاً من الحق سبحانه لهم.

والتكليف -كما نعلم- عُرْضةَ أنْ يُطَاع، وعُرْضة أنْ يُعصَى، ولم يلتزم أحد من الأقوام السابقة بحفظ الكُتب المنزّلة إليهم.

ونجد الحق -سبحانه وتعالى- يقول: (إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ) (المائدة: 44).

أي: أن الحق -سبحانه وتعالى- قد كلّفهم وطلب منهم أنْ يحفظوا كتبهم التي تحمل منهجه؛ وهذا التكليف عُرْضة أنْ يُطاع، وعُرْضة أنْ يُعصى؛ وهم قد عَصَوا أمر الحق سبحانه وتكليفه بالحفظ؛ ذلك أنهم حرّفوا وبدّلوا وحذفوا من تلك الكتب الكثير.

وقال الحق سبحانه عنهم: (وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة: 146).

بل وأضافوا من عندهم كلاماً وقالوا: هو من عند الله؛ لذلك قال فيهم الحق سبحانه: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة: 79).

وهكذا ارتكبوا ذنوب الكذب وعدم الأمانة، ولم يحفظوا الكتب الحاملة لمنهج الله كما أنزلها الله على أنبيائه ورُسله السابقين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ولذلك لم يَشَأ الحق سبحانه أن يترك مهمة حفظ القرآن كتكليف منه للبشر؛ لأن التكليف عُرْضة أنْ يُطاع وعُرْضة أنْ يُعصى، فضلاً عن أن القرآن يتميز عن الكتب السابقة في أنه يحمل المنهج، وهو المعجزة الدالة على صِدْق بلاغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفس الوقت.

ولذلك قال الحق سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9).

والذِّكْر إذا أُطلِق انصرف المعنى إلى القرآن؛ وهو الكتاب الذي يحمل المنهج؛ وسبحانه قد شاء حِفْظه؛ لأنه المعجزة الدائمة الدَّالة على صِدْق بلاغ رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وكان الصحابة يكتبون القرآن فَوْرَ أن ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ووجدنا في عصرنا من هم غير مؤمنين بالقرآن؛ ولكنهم يتفنّنون في وسائل حِفْظه؛ فهناك مَنْ طبع المصحف في صفحة واحدة؛ وسخَّر لذلك مواهب أُناسٍ غير مؤمنين بالقرآن.

 وحدث مثل ذلك حين تَمّ تسجيل المصحف بوسائل التسجيل المعاصرة.

وفي ألمانيا -على سبيل المثال- توجد مكتبة يتم حِفْظ كل ما يتعلق بكل آية من القرآن في مكان مُعيّن مُحدّد.

وفي بلادنا المسلمة نجد مَنْ ينقطع لحفظ القرآن منذ الطفولة، ويُنهِي حِفْظه وعمره سبع سنوات؛ وإنْ سألته عن معنى كلمة يقرؤها فقد لا يعرف هذا المعنى.

 ومن أسرار عظمة القرآن أن البعض مِمَّنْ يحفظونه لا يملكون أية ثقافة، ولو وقف الواحد من هؤلاء عند كلمة؛ فهو لا يستطيع أن يستكملها بكلمةٍ ذات معنى مُقَارب لها؛ إلى أنْ يردّه حافظٌ آخر للقرآن.

 ولكي نعرف دِقّة حِفْظ الحق سبحانه لكتابه الكريم؛ نجد أن البعض قد حاول أن يُدخِل على القرآن ما ليس فيه، وحاول تحريفه من مدخل، يروْنَ أنه قريب من قلب كل مسلم، وهو توقير الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ وجاءوا إلى قول الحق سبحانه: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح: 29).

وأدخلوا في هذه الآية كلمة ليست فيها، وطبعوا مصحفاً غيَّروا فيه تلك الآية بكتابتها "محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" وأرادوا بذلك أن يسرقوا عواطف المسلمين، ولكن العلماء عندما أمسكوا بهذا المصحف أمروا بإعدامه وقالوا: "إن به شيئاً زائداً"، فردَّ مَنْ طبع المصحف "ولكنها زيادة تحبونها وتُوقّرونها"، فردَّ العلماء: "إن القرآن توقيفيّ؛ نقرؤه ونطبعه كما نزل”.

وقامت ضَجَّة؛ وحسمها العلماء بأن أيّ زيادة -حتى ولو كانت في توقير رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومحبته- لا تجوز في القرآن، لأن علينا أن نحفظ القرآن كما لقَّنه جبريل لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.

 ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ...).



سورة الحِجْر الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الحِجْر الآيات من 06-10   سورة الحِجْر الآيات من 06-10 Emptyالسبت 21 ديسمبر 2019, 12:33 am

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهنا يُسلِّى الحق سبحانه رسوله الكريم، ويوضح له أن ما حدث له من إنكار ليس بِدعاً، بل حدث مثله مع غيره من الرسل سواء من إنكار أو تجاهل أو سخرية.

وإذا كنت أنت سيد الرسل وخاتم الأنبياء؛ فلابُدَّ أن تكون مشقتك على قََدْر مهمتك، ولابُدَّ أن يكون تعبُك على قَدْر جسامة الرسالة الخاتمة.

و (شِيَعِ) (الحجر: 10).

تعني الجماعة الذين اجتمعوا على مذهب واحد؛ سواء كان ضلالاً أم حقاً.

والمثَل على مَنِ اجتمعوا على باطل هو قوله الحق: (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً...) (الأنعام: 65).

والمثَل على مَنْ اجتمعوا على الحق قوله سبحانه: (وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ) (الصافات: 83).

وهكذا تكون كلمة (شِيع) تعني الجماعة التي اجتمعت على الحق أو الباطل.

وقول الحق سبحانه: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ) (الحجر: 10).

يعني أنك لن تكون أقلّ من الرُّسل السابقين عليك، بل قد تكون رحلتك في الرسالة شاقّة بما يناسب مهمتك، ويناسب إمامتك للرسل وختامك للأنبياء.

ويُكمِل سبحانه ما حدث للرسل السابقين على رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيقول: (وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ...).



سورة الحِجْر الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الحِجْر الآيات من 06-10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الحِجْر-
انتقل الى: