منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة هود الآيات من 071-075

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 071-075   سورة هود الآيات من 071-075 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 8:33 pm

وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (٧١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

فعندما كانت أمرأته قائمة على خدمة الضيوف، وسمعت كلام الملائكة اطمأنت على أنه لا عذاب على قومهم، وتحققت فراستها فضحكت فأزادها الله سروراً، وبشَّرتها الملائكة بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب.

فبعد دفع العذاب، وبيان أمر العذاب لقوم آخرين مجرمين، تأتي البشارة بتحقيق ما كان إبراهيم -عليه السلام- وزوجه يصبوان إليه، وإن كان أوانها قد فات؛ لأن زوجة إبراهيم -عليه السلام- كانت قد بلغت التسعين من عمرها، وبلغ هو المائة والعشرين عاماً.

وفي هذا امتنان على إبراهيم -عليه السلام- بمجيء ابن الابن أيضاً، وكذلك يمتن الله سبحانه على عباده حين يقول: (وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً...) (النحل: 72).

ولذلك قال الحق سبحانه: (... فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) (هود: 71).

فالإنسان يحب أن يكون له ابن، ويحب أكثر أن يرى ابن ابنه، لأن هذا يمثل امتداداً له.

وهكذا توالت البشارات، فقد أعلنت الملائكة أنها جاءت لتعذب قوم لوط، هؤلاء الذين اختلف معهم إبراهيم -عليه السلام-؛ لما جاءوا به من الفواحش، وكذلك لأن إبراهيم -عليه السلام- وامرأته قد علما أنهما لم يأتيا بأي أمر يغضب الله تعالى والثالثة من البشارات هي الغلام، وكان ذلك حُلْماً قديماً عند امرأة إبراهيم  لأنها عاقر، واستقبلت امرأة إبراهيم البشارة الأولى بالضحك، واستقبلت البشارة بالابن بالدهشة.

وهذا ما يقول فيه الحق سبحانه: (قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوز...).



سورة هود الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 071-075   سورة هود الآيات من 071-075 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 8:34 pm

قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والشيء العجيب هو الذي يخالف نواميس الكون المعتادة، ولكن هناك فرقاً بين النواميس وخالق النواميس، الذي هو قادر على أن يخرق النواميس.

وها هو سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يقول في موضع آخر: (أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ..) (الحجر: 54).

ولم يأت هنا بقول امرأة إبراهيم -عليه السلام- التي قالت: (يَٰوَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً..) (هود: 72).

وتسمية الزوج بعلاً فيها دقة شديدة؛ لأن البعل هو الذي يقوم بأمر المبعول ولا يحوجه لأحد.

كذلك الزوج يقوم بأمر زوجته فيما لا يستطيع أبوها ولا أخوها أن يقوما به، وهو الإحساس بالأنوثة والإخصاب، وهو أهم ما تطلبه المرأة.

وأيضاً سُمِّي النخل بالبعل، لأنه لا يطلب من زارعة أن يسقيه، وإنما يكتفي النخل بما يمتصه من الأرض، وما ينزل له من مطر السماء.

وكذلك سُمِّي نوع من الفول "بالفول البعلي"، وهو الذي لا يحتاج إلى إرواء.

إذن: فالبعل هو الزوج الذي يقوم على أمر زوجته فلا يُحوجها إلى غيره في أي شيء من الأشياء.

وهنا تتعجب زوجة إبراهيم -عليه السلام- من أمر الإنجاب؛ لأن هذا شيء عجيب يقع على غير انتظار؛ ولذلك يرد الملائكة عليها.

ويقول الحق سبحانه عن ذلك: (قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ...).



سورة هود الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 071-075   سورة هود الآيات من 071-075 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 8:35 pm

قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والعجب -إذن- إنما يكون من قانون بشري، وإنما القادر الأعلى سبحانه له طلاقة القدرة في أن يخرق الناموس.. ومن خرق النواميس جاءت المعجزات لتثبت صدق البلاغ عن الله تعالى، فالمعجزات أمر خارق للعادة الكونية.

والقصة التي حدثت لإبراهيم -عليه السلام- وامرأته تكررت في قصة زكريا ، والحق سبحانه هو الذي أعطى مريم عليها السلام بشارة التذكير لزكريا  حين سألها: (أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا...) (آل عمران: 37).

فقالت مريم: (.. هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 37).

إذن: فالحساب يكون بين الخلق وبعضهم، لا بين الخالق -سبحانه- وخَلْقه.

ولذلك يأتي قول الحق عز وجل: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ...) (آل عمران: 38).

وما دام زكريا  قد تذكَّر بقول مريم: (.. إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 37).

فمن حقه أن يدعو: (قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً...) (آل عمران: 38).

فأوحى له الله سبحانه وتعالى: (يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً) (مريم: 7).

أي: أن الحق سبحانه لم يرزقه الابن فقط، بل وسماه له أيضاً باسمٍ لم يسبقه إليه أحد.

وتسمية الله تعالى غير تسمية البشر، فإن كان بعض البشر قد سموا من بعد ذلك بعض أبنائهم باسم "يحيى" فقد فعلوا ذلك من باب الفأل الحسن في أن يعيش الابن.

لكن الحق سبحانه حين يسمي اسماً، فقد سماه "يحيى" ليحيا بالفعل، ويبلغ سن الرشد، ثم لا يأتي الموت؛ لذلك قُتِل يحيى وصار شهيداً، والشهيد حيٌّ عند ربه لا يأتي إليه موتٌ أبداً.

وهذا عكس تسمية البشر؛ لأن الإنسان قد يسمي ابنه "سعيد" ويعيش الابن حياته في منتهى الشقاء.

والشاعر يقول عن الإنسان الذي سمى ابنه "يحيى":
وَسَمَّيْتُهُ يَحْيَى لِيَحْيَا فَلَمْ يَكُنْ لِرَدِّ قَضَاءِ الله فيهِ سَبِيلُ

وحين نرجع إلى أن مريم عليها السلام هي التي نبهت إلى قضية الرزق من الله، نجد أن زكريا  قد دعا، وذكر أنه كبير السن وأن زوجه عاقر.

ولا بد أن زكريا  يعرف أن الحق سبحانه وتعالى يعلم كل شيء أزلاً، ولذلك شاء الله سبحانه أن يطمئن زكريا -عليه السلام- بأنه سيرزقه الولد ويسميه، ويأتي قول الحق سبحانه وتعالى: (كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ...) (مريم: 9).

وما دام الحق سبحانه وتعالى هو الذي قرَّر، فلا رادَّ لما أراده، ولذلك يقول سبحانه: (.. هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) (مريم: 9).

وهكذا توالت الأحداث بعد أن نبهت مريم زكريا -عليه السلام- إلى قضية خَرْق النواميس التي تعرضت هي لها بعد ذلك، حينما تمثَّل لها المَلك بشراً، وبشَّرها بغلام اسمه المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- وتساءلت مريم عن كيفية حدوث ذلك -وهي التي لم يمسسها بشر- فيذكِّرها الملك بأنها هي التي أجرى الله سبحانه وتعالى على لسانها قوله الحق في أثناء كلامها مع زكريا -عليه السلام-: (.. إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 37).

وكان لا بد من طمأنتها؛ لأن إنجابها للمسيح عيسى  دون أب هي مسألة عرض، ويجب أن تُقبل عليها وهي آمنة، غير مرتابٍ فيها ولا متهمة.

والآية التي نحن بصددها هنا تتعرض لامرأة إبراهيم -عليه السلام- حين جاءتها البشارة بالطفل، وكيف أوضحت لها الملائكة أنه لا عجب مما قدَّره الله تعالى وأراده، خلافاً للناموس الغالب في خلقه؛ لأن رحمة الله تبارك وتعالى بكل خير فيها قد وسعت أهل بيت النبوة، ومن تلك الرحمة والبركات هبة الأبناء في غير الأوان المعتاد.

ولهذا قال الحق سبحانه هنا: (رَحْمَةُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ..) (هود: 73).

وينهي الحق سبحانه الآية بقوله تعالى: (.. إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) (هود: 73).

أي: أنه سبحانه يستحق الحمد لذاته، وكل ما يصدر عنه يستوجب الحمد له من عباده، فلا حد لخيره وإحسانه، والله تعالى مُطْلَقُ صفات المجد.

وكلمة "حميد" -في اللغة- من "فَعِيل" وتَرِدُ على معنيين: إما أن تكون بمعنى فاعل مثل قولنا: "الله رحيم" بمعنى أنه راحم خلقه.

وإما أن تكون بمعنى مفعول؛ كقولنا: "قتيل" بمعنى "مقتول”.

وكلمة "حميد" هنا تأتي بالمعنيين معاً: "حامدٌ" و"محمودٌ"، مثل قول الحق سبحانه عن نفسه أنه "الشكور"؛ لأنه سبحانه يشكر من يشكره على نعمه بطاعته.

والله سبحانه "حميدٌ"؛ لأنه حامدٌ لمن يطيعه طاعة نابعة من الإيمان، والله سبحانه "محمودٌ" ممن أنعم عليهم نعمه السابغة.

والله سبحانه هو المجيد الذي يعطي قبل أن يُسأل.

ولذلك نجد عارفاً بالله تعالى قد جاءه سائل، فأخرج كيساً ووضعه في يده، ثم رجع إلى أهله يبكي، فقالت له امرأته: وما يبكيك وقد أديت له حق سؤاله؟ قال: أنا أبكي لأني تركته ليسأل، وكان المفروض ألا أجعله يقف موقف السائل.

والحق سبحانه وتعالى أعطانا، حتى قبل أن نعرف كيف نسأل، ومثال ذلك: هو عطاء الحق سبحانه وتعالى للجنين في بطن أمه، والجنين لم يتعلم الكلام والسؤال.

والحق سبحانه وتعالى في كل لقطة من لقطات القرآن يعطي فكرة اجتماعية مأخوذة من الدين، فها هو ذا سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يقدم العجل الحنيذ للضيوف، ليعلمنا أنه إذا جاء لك ضيف، وعرضت عليه الطعام، ولم يأكل، فلا ترفع الطعام من أمامه، بل عليك أن تسأله أن يأكل، فإن رد بعزيمة، وقال: لقد أكلت قبل أن أحضر إليك، فَلَكَ أن ترفع الطعام من أمامه بعد أن أكدت عليه في تناول الطعام.

ويروي بعض العارفين أن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- حينما قال: ألا تأكلون؟ قالت الملائكة: لا نأكل إلا إذا دفعنا ثمن الطعام.

فقال إبراهيم -عليه السلام-، بما آتاه الله من حكمة النبوة ووحي الإلهام: ثمنه أن تُسمُّوا الله أوله، وتحمدوه آخره.

وأنت إذا أقبلت على طعام وقلت في أوله: "بسم الله الرحمن الرحيم" وإذا انتهيت منه وقلت: "الحمد لله"؛ تكون قد أديت حق الطعام مصداقاً لقول الحق سبحانه: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ) (التكاثر: 8).

وهكذا بيَّن لنا الحق سبحانه أن إبراهيم -عليه السلام- وزوجه قد أطمأنا على أن الملائكة قد جاءت لهما بالبشرى، وأنها لا تريد بإبراهيم -عليه السلام- أو بقومه سوءاً، بل هي مكلفة بتعذيب قوم لوط.

وهنا يقول الحق سبحانه: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ  ٱلرَّوْعُ...).



سورة هود الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 071-075   سورة هود الآيات من 071-075 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 8:36 pm

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبراهيم الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والجدل هو أن تأخذ حُجَّة من مقابل؛ وتعطيه حُجَّة؛ لتصل إلى حق.

والجدل يختلف عن المراء فالمراء يعني أنك تعرف الحقيقة وتجادل بالباطل لأنك لا تريد أن تصل إلى الحق.

وقد نهانا الحق سبحانه عن المراء، وأمرنا بأن نجادل بشرط أن يكون الجدال بالتي هي أحسن.

وهنا يبيِّن لنا الحق سبحانه أن إبراهيم -عليه السلام- بعد أن ذهب عنه الروع وجاءته البشرى بأن الله تعالى سيرزقه بغلام، وعلم إبراهيم -عليه السلام- من الملائكة أنهم ذاهبون لتعذيب قوم لوط: (قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ...) (الذاريات: 32-34).

ومجادلة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- في عقاب قوم لوط، لم تكن ردّاً لأمر الله، ولكن طلباً للإمهال لعلهم يؤمنون؛ ذلك أن قلب إبراهيم -عليه السلام-؛ قلب رحيم.

ولذلك يأتي الحق سبحانه بالعلة في المجادلة في قوله تعالى: (إِنَّ إبراهيم لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ...).



سورة هود الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة هود الآيات من 071-075 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 071-075   سورة هود الآيات من 071-075 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 8:37 pm

إِنَّ إبراهيم لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (٧٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

إذن: فالعلة في الجدال أنه حليم لا يُعجِّل بالعقوبة، وأوَّاه؛ أي: يتأوه من القلب، والتأوه رقة في القلب، وإن كان التأوه من الأعلى فهذا يعني الخوف من ألا يكون قد أدى حق الله تعالى، وإن كان التأوه للأقل فهو رحمة ورأفة.

ولذلك فقد طلب إبراهيم -عليه السلام- من الله تعالى تأجيل العذاب لقوم لوط لعلهم يؤمنون، وتأوُّههُ هنا لله تعالى، وعلى هؤلاء الجهلة بما ينتظرهم من عذاب أليم.

وقال الحق سبحانه في صفات إبراهيم -عليه السلام- أنه "منيب" أي: يرجع إلى الحكم وإلى الحق في قضاياه.

ألم يَقُلْ الحق سبحانه في موضع آخر من كتابه العزيز: (وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ  لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ...) (التوبة: 114).

وبعد أن بحث إبراهيم -عليه السلام- عن الحق، وأناب إليه، يبين لنا الله سبحانه وتعالى مظهرية الإنابة في قوله تعالى: (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ...) (التوبة: 114).

وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها والتي أوضحت تأوه إبراهيم -عليه السلام- لله عز وجل وتأوهه رحمة بهؤلاء الذين لم يؤمنوا، وهم قوم لوط، وأيضاً كانت حجة إبراهيم  في الجدال ما قاله الحق سبحانه في سورة العنكبوت: (وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤاْ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً...) (العنكبوت: 31-32).

وكان سؤال إبراهيم -عليه السلام- للملائكة: كيف تُهلكون أهل هذه القرية وفيهم من هو يؤمن بالله وعلى رأسهم نبي من الله هو لوط ، وردت عليه الملائكة: (.. نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ) (العنكبوت: 32).

وكأن إبراهيم خليل الرحمن يعلم أن وجود مؤمنين مع الكافرين في قرية واحدة، يبيح له الجدال عن أهل القرية جميعاً.
 
ويتلقى إبراهيم -عليه السلام- الرد هنا في سورة هود في الآية التالية: (يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ...).



سورة هود الآيات من 071-075 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 071-075
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة هود الآيات من 001-005
» سورة هود الآيات من 081-085
» سورة طه الآيات من 016-020
» سورة هود الآيات من 006-010
» سورة هود الآيات من 086-090

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: هـود-
انتقل الى: