أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الأعراف الآيات من 066-070 الأحد 18 أغسطس 2019, 10:25 pm | |
| قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٦٦) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
في هذه الآية جاء قوله: (ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ)، وفي قصة نوح قال سبحانه: (قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ) ولم يأت فيها بالذين كفروا، لأن قوم نوح لم يكن فيهم من آمن وكتم إيمانه وأخفاه، بخلاف عاد قوم هود فإنه كان فيهم رجل اسمه مرثد بن سعد آمن وكتم وستر إيمانه، فيكون قوله تعالى في شأنهم: (ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ) قد جاء مناسباً للمقام، لأن فيهم مؤمناً لم يقل ما قالوا من رميهم لسيدنا هود بالسفاهة حيث قالوا ما حكاه الله عنهم بقوله: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ) (الأعراف: 66).
أما قوم نوح فقد قالوا: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) (الأعراف: 60).
فقال لهم نوح عليه السلام: (قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ) (الأعراف: 61).
ما الفرق بين الضلال والسفاهة؟
الضلال هو مجانبة حق، والسفاهة طيش وخفة وسخافة عقل، وأضافت عاد اتهاماً آخر لسيدنا هود: (وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ).
والظن رجحان الأمر بدون يقين، فهناك راجح، ومرجوح، أو أن الظن هنا هو التيقن.
على حد قوله سبحانه: (ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ) (البقرة: 46).
أي يتيقنون، وجاء بالرد من سيدنا هود: (قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ...).
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 19 أغسطس 2019, 12:26 am عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 066-070 الأحد 18 أغسطس 2019, 10:26 pm | |
| قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٧) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وفي هذا القول نفي للاتهام بالسفاهة، وإبلاغ لهم بأنه مبلّغ عن الله بمنهج تؤديه الآية التالية وهي قوله الحق: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 066-070 الأحد 18 أغسطس 2019, 10:27 pm | |
| أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (٦٨) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وسبق أن قال سبحانه على لسان نوح: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ) (الأعراف: 62).
فلماذا قال في قوم نوح: (أَنصَحُ لَكُمْ)، وقال هنا في عاد: (وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)؟
لقد قال الحق: (أَنصَحُ لَكُمْ) في قوم نوح لأن الفعل دائماً يدل على التجدد، بينما يدل الاسم على الثبوت.
ونظراً إلى أن نوحاً عليه السلام كان يُلِحُ على قومه ليلاً ونهاراً، وإعلاناً وسرًّا، لذلك جاء الحق بالفعل: (أَنصَحُ لَكُمْ) ليفيد التجدُّد، ولكن في حالة قوم هود جاء سبحانه بما يفيد الثبوت وهو قوله: (نَاصِحٌ أَمِينٌ)؛ لأن هوداً عليه السلام لم يُلِح ويُكرِّر على قومه في دعوتهم إلى الإِيمان كما كان يفعل نوح عليه السلام.
ويقول سبحانه على لسان سيدنا هود: (أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 066-070 الأحد 18 أغسطس 2019, 10:28 pm | |
| أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
جاء الحق هنا بالذكر للإِنذار فقال: (لِيُنذِرَكُمْ) فقط، وليس كما قال في قوم نوح: (وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) لأن الإِنذار لم يأت لمجرد الإِنذار، بل لنرتدع ونتقي، لِكي نُرحم، إذن فحين يأتي بأول الحلقة وأول الخيط وهو الإِنذار فنحن نستنتج الباقي وهو التقوى لنصل إلى الرحمة: (وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ).
وهذا كلام جديد؛ لأن قوم نوح هم أول قوم عُذّبوا حين لم يؤمنوا، وجاء سيدنا هود إلى عاد بعد ذلك، يبلّغهم وينذرهم ليأخذوا العبرة من نوح وقومه: (وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأعراف: 69).
ويذكرهم سيدنا هود أن الحق قد أعطى لهم أجساماً فارعة فيها بسطة وطول، ويقال: إن الطويل منهم كان يبلغ طوله مائة ذراع، والقصير منهم كان يبلغ طوله ستين ذراعاً، ويأمرهم سيدنا هود أن يذكروا آلاء الله، أي نعمه عليهم، وأول النعم أن أرسل إليهم رسولاً يأخذ بأيديهم إلى مناطق الخير.
فماذا كان ردهم؟ يقول الحق: (قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 066-070 الأحد 18 أغسطس 2019, 10:30 pm | |
| قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧٠) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
كان المنطق أن يعبدوا الله وحده لا أن يعبدوا الشركاء الذين لا ينفعونهم ولا يضرونهم، ولا يسمعونهم.
بل إن الواحد منهم كان يرى الهواء يهب على الصنم، فيميل الصنم ويقع على الأرض وتنكسر رقبته، فيذهب إلى الحداد ليعيد تركيب رأس جديد للصنم، فكيف يعبد مثل هذا الصنم؟ لكنهم قالوا لهود: نحن نقلد آباءنا ولا يمكن أن نترك ما كان يعبد آباؤنا لأننا على آثارهم نسير.
وإن كان إلهك ينذرنا بعذاب فأتنا به إن كنت من الصادقين.
وهكذا وضح أنه لا أمل في اقتناعهم بالدعوة إلى الإِيمان.
فماذا يقول الحق بعد ذلك؟
يجيء القول الفصل على لسان سيدنا هود: (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ...). |
|