انتهت إجازته وركب الطائرة عائداً إلى بلده...
انتهت إجازته وركب الطائرة عائداً إلى بلده وبجانبه امرأة مُسِنَّة من الفلاحات.
في الطائرة قاموا بتقديم وجبات الطعام ومع كل وجبة قطعة حلوى بيضاء.
المَرأة المُسِنَّة فتحت قطعة الحلوى وبدأت تأكلها بقطعة خُبز ظناً منها أنها قطعة جُبن بسبب اللون الأبيض.
وعندما اكتشفت أنها حلوى، شعرت بإحراج شديد، ونظرت إلى الرجل الذي بجانبها، فتظاهر بأنه لم ير ما حصل.
ثوانٍ قليلة، ثم قام بفتح قطعة الحلوى من صحنه، وقام بما قامت به المَرأةُ المُسِنَّة تماماً فضَحِكَتْ المَرأةُ..
فقال لها:
الله يهديكِ يا حَاجَّة.. لماذا لم تُخبريني أنها حَلوى وليست جُبن؟
فقالت المرأة:
وأنا كذلك يا ولدي كنت أظنُّها جُبن مثلك.
بالتأكيد كان يعرف أنها ليست جُبن، ويعرف أنها رحلة وتنتهي، ويعرف أنها مُجرَّد امرأة بسيطة.
قال سفيان الثوري -رحمه الله-:
"مَا رَأَيْتُ عِبَادَةً أجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ جَبْرِ الْخَوَاطِرِ".
إن إماطةَ الأذى عن مشاعر وقلوب النَّاس، لا يقلُّ درجةً عن إماطةِ الأذى عن طريقهم.
اجْبُرُوا الخَوَاطِر... ورَاعُوا المَشَاعِر... وانتَقُوا كَلِمَاتِكُمٍ... وتَلَطّفُوا بأفعَالِكُمْ... ولا تُؤْلِمُوا أحَدَاً.
(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنً۬ا).
غرباء.. وحتماً سنرحل ويبقى الأثر
https://www.facebook.com/mn.irbid.ani/posts/2382705685125104/