منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تطييب الخواطر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

تطييب الخواطر Empty
مُساهمةموضوع: تطييب الخواطر   تطييب الخواطر Emptyالجمعة 21 ديسمبر 2018, 3:57 pm

تطييب الخواطر Untit210
تطييب الخواطر
الشيـــخ: محمــد صــالح المنجد
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

مقدمة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فمما ينبغي مراعاته في حياتنا الاجتماعية؛ السعي لنشر الود, والتآلف, والمحبة, والإخاء, وسلامة القلوب بين المسلمين, ومن وسائل ذلك تطيب خواطر المنكسرين, والضعفاء, والمعوزين والمضطهدين, والمنكوبين؛ بالوسائل المتنوعة.

وفي هذا الكتيب بيان شيء من ذلك مما ورد في كتاب الله تعالى وصحيح السنة, وما أُثر عن سلف الأمة.

ونسأل الله أن يُفَرِّجَ هَمَّ المهمومين, ويُنَفِّسَ كرب المكروبين.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد, وعلى آله وأصحابه أجمعين.
محمد صالح المنجد.

تطييب الخواطر
إن مكارم الأخلاق, صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين  بها تنال الدرجات, وترفع المقامات, وتثمر التحاب والتآلف, وضدها يثمر التباغض والتحاسد والتدابر؛ ولذا فقد حثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على حُسن الخلق, والتمسك به, وجمع بينه وبين التقوى, فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: «التقوى, وحسن الخلق»(1). 

وتطييب النفوس المنكسرة, وجبر خواطر أهل الابتلاء من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين, فهو إذن أدب إسلامي رفيع, وخُلق عظيم, لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

وهو عبادة جليلة, بل إن بعض العلماء ذكروه في أبواب الاعتقاد, كما قال إسماعيل بن محمد الأصبهاني -رحمه الله-: "ومن مذهب أهل السنة مواساة الضعفاء.. والشفقة على خلق الله" (2).

فأهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق, ويريدون لهم الخير والهدى ولذا كانوا أوسع الناس رحمة, وأعظمهم شفقة, وأصدقهم نصحاً, قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأئمة السنة والجماعة, وأهل العلم والإيمان, فيهم العلم والعدل والرحمة, فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة... ويرحمون الخلق, فيريدون لهم الخير والهدى والعلم" (3).

عناية الإسلام بتطييب النفوس
اعتنى الإسلام بهذا الخُلق غاية الاعتناء, بل شرع لذلك أحكاماً عديدة, في مناسبات متعددة, فمن ذلك: استحباب التعزية لأهل الميت؛ لتسليتهم, ومواساتهم, وتصبيرهم, وتطيب خواطرهم على فقد ميتهم.

وشُرع للمطلقة غير المدخول بها نصف المهر, تطييباً لخاطرها, وجبراً لكسر نفسها, لقوله تعالى: (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ) [البقرة: 732].

وكذلك جاء الشرع بإقرار الدية في القتل الخطأ؛ لجبر نفوس أهل المجني عليه, وتطييباً لخواطرهم (4).

ولتأكيد أهمية هذا الخُلق وبيان فضله؛ فقد كان من أوائل التوجيهات الربانية للرسول -صلى الله عليه وسلم- في بداية رسالته مواساة من يحتاج إلى مواساة, وتطييب خاطره, قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) [الضحى: 9, 10], أي: "فكما كنت يتيماً يا محمد فآواك الله؛ فلا تقهر اليتيم ولا تذله, بل طيب خاطره, وأحسِن إليه, و وتلطف به, واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك"(5).

فنهى الله تعالى عن نهر السائل وتقريعه, وأوصى نبيه أن يتلطف به, ويطيب خاطره, حتى لا يذوق ذل النهر مع ما هو فيه من ذل السؤال, وهذا أدبٌ إسلامي رفيع.

وقد عاتب الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه أعرض عن الصحابي الأعمى عبد الله ابن أم مكتوم -رضي الله عنه-, وانصرف إلى دعوة عظماء قريش, رجاءَ أن يُسلم بإسلامهم غيرُهم, فقالَ له ابن أم مكتوم -رضي الله عنه-: «يا رسول الله علّمني مِمَّا علّمك الله», فكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قطعهُ لكلامه وأعرضَ عنه؛ فأنزل الله يعاتبه: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَن جَاءهُ الْأَعْمَى *وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى *أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى) [عبس: 4,1].

قال القرطبي -رحمه الله-:
"فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان"(6).

ولذا كان حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على نشر هذا الخلق بين أصحابه رضوان الله عليهم واضحاً وجلياً.

فمن ذلك:
- مواساة من فقد عزيزاً أو تحمل ديناً:
فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, فقال لي: «يا جابر: مالي أراك مُنكسراً؟» قلت: يا رسول الله استُشهد أبي قُتل يوم أحُدٍ, وترك عيالاً ودَيْناً، قال: «أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟», قلت: بلى يا رسول الله، قال: «ما كلَّم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب, وأحيا أباك فكلمه كفاحاً, فقال: يا عبدي تَمَنَّ عليَّ أعطك؟, قال: يا رب تُحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يُرجعون»(7).

- وكان عليه الصلاة والسلام يساعد من وقع تحت هم الدين فيوجهه للحل:
فقد دخل ذات يوم المسجد؛ فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة -رضي الله عنه-, فقال: «يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟», قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: «أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟» قلت: بلى يا رسول الله قال: «قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن, وأعوذ بك من العجز والكسل, وأعوذ بك من الجبن والبخل, وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال», قال: ففعلت ذلك, فأذهب الله عز وجل همي, وقضى عني دَيني(8).

- وكان عليه الصلاة والسلام يطيب نفوس المهمومين والمظلمين منهم:
فلما قال المنافق عبد الله بن أُبي لأصحابه: (لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) [المنافقون: 8] وسمعه زيد ابن أرقم -رضي الله عنه- فأخبر عمه؛ فأخبر عمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, فأرسل لابن أُبي؛ فحلف وجحد، قال زيد -رضي الله عنه-: فصدقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وكذَّبني... فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد... فينما أنا أسير... قد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فعرك أذني وضحك في وجهي؛ فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا(9).

أنواع المنكسرين, وكيف نطيب خواطرهم؟
واحتياج الناس اليوم إلى الكلمة الحانية, والمواساة الكريمة, والخدمة الطيبة, والسعي في قضاء حوائجهم, أمر ضروري ومهم, وبالذات في هذا العصر الذي كثر فيه الكلام, وقل فيه العمل, وظهر فيه الشح والأثرة, وتعانق فيه الفقر والجهل.

ومن الخطأ الجسيم أن يغفل أهل الصلاح والخير عن خواطر المستضعفين وأهل الابتلاء, ويهمشوا قضايا الناس واحتياجاتهم اليومية.

فليس من الفضول أن تُؤسس الجمعيات التي ترعى العجزة والأرامل والأيتام, وليس من العبث أن نسعى في حاجات الفقراء, والمستضعفين, والمرضى, والمنكوبين.

وأصحاب العقول المنكسرة اليوم أنواع:
فمنهم الفقراء والأرامل والأيتام, ففي صلتهم, تطييبٌ لخاطرهم وجبرٌ لمصابهم:
(كانت لأبي بَرْزَة جَفنة [أي: قصعة] من ثَريد غدوة, وجَفنة عشية, للأرامل واليتامى والمساكين)(10) (وكان صاحب المغرب المنصور يجمع الأيتام في العام, فيأمر للصبي بدينار وثوب ورغيف ورمانة)(11).. وهذا القاضي محمد بن علي المرْوَزيُّ: (عُرِفَ بالخياط؛ لأنه كان يخيط بالليل للأيتام والمساكين, وَيَعُدُّهَا صدقة)(12).

وهذا أحمد بن علي الرفاعي (كان يجمع الحطب, ويجئ به إلى بيوت الأرامل, ويملأ لهم بالجرَّة)(13).

وممن يحتاجون إلى تطيب خواطرهم  اليوم أهل المصائب والابتلاءات:
وذلك بتصبيرهم على مصيبتهم, والتخفيف من معاناتهم وأحزانهم, بالكلمة الطيبة, والفعل الحسن, فعندما صُلب عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- في مكة قيل لابن عمر -رضي الله عنهما-: إن أسماء في ناحية المسجد، فما كان منه عندما سمع ذلك إلا أن ذهب مسرعاً يواسيها, ويطيب نفسها على ابنها، فيقول لها: (إن هذه الجثث ليست بشيء, وإنما الأرواح عند الله: فاتقي الله واصبري)(14).

وسمع إبراهيم بن محمد بن طلحة, أن عروة بن الزبير قد قطعت رجله؛ فذهب إليه يواسيه, فقال له: (والله ما بك حاجة إلى المشي, ولا أرب في السعي, وقد تقدمك عضو من أعضائك, وابن من أبنائك إلى الجنة, والكل تبع للبعض إن شاء الله, وقد أبقى الله لنا منك ما كنا إليه فقراء, من علمك ورأيك, والله ولي ثوابك والضمين بحسابك)(15).

قال قتيبة بن سعيد -رحمه الله-:
(لما احترقت كتب ابن لهيعة, بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار)(16).

وممن تشتد الحاجة إلى مواساتهم أيضاً عوائل الأسرى:
وذلك بالتواصل معهم بالزيارة, وكفالتهم, وحسن رعايتهم, لإعفافهم عن السؤال, وحفظهم من الابتزاز؛ فكم تهون على الأسير مصيبته, حين تقر عينه بصيانة ذريته.

ومما تشد الحاجة إليه في زماننا, تطيب خواطر الخدم وجبر نفوسهم:
فبعض هؤلاء ترك الأهل والأوطان, متغرباً, يبحث عن لقمة العيش وأسباب الرزق, فيحتاجون منا الوقوف إلى جانبهم, ومواساتهم, وتطييب نفوسهم.

قال أحمد بن عبد الحميد الحارثي -رحمه الله-:
"ما رأيت أحسن خُلقاً من الحسن اللؤلؤي! كان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه"(17).

بل إن هذا الأدب الإسلامي مطلوب حتى مع الأعداء!!

يقول ابن القيم -رحمه الله-:
"جئت يوماً مبشراً لابن تميمة بموت أكبر أعدائه, وأشدهم عداوة وأذى له, فنهرني وتنكر لي واسترجع, ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم, وقال: إني لكم مكانه, ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه, فسروا به ودعوا له"(18).



تطييب الخواطر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52683
العمر : 72

تطييب الخواطر Empty
مُساهمةموضوع: رد: تطييب الخواطر   تطييب الخواطر Emptyالجمعة 21 ديسمبر 2018, 4:02 pm

أثر تطييب الخواطر
لخُلق تطييب الخواطر أثر كبير, وفعال على النفوس, فكم تُدخل الكلمة الحانية من السعادة على امرأة عجوزٍ, فتترجم تلك السعادة بدعواتٍ صادقة خالصة.

وقد تمسح على رأس طفل يتيم حزين؛ فيذكرك بهذا الموقف طوال عمره, ويدعو لك مدة حياته, وقد تقف إلى جنب أخيك فتصبره على فقد حبيب له؛ وعزيز لديه, فلا ينسى لك ذلك الموقف ما عاش؛ والنّفس البشرية مجبولةٌ على حبِّ من أحسن إليها.

فهجر هذا الأدب الإسلامي الرفيع يزيد من مصاب أهل الابتلاء, ويذهب الألفة والمحبة بين الناس, ويفوت على المسلم من الثواب والأجر الشيء الكثير.

الجانب المظلم: داء التشفي:
وعلى خلاف هذا الخلق الكريم, تجد بعض من قست قلوبهم يفرحون أو يضحكون لحدوث ضرر أو أذى لإخوانهم الذين لم يمسوهم بسوء ولا أذى, وهذا فعل ينافي تعاليم الإسلام, لحديث أنس -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(19).

فنرى في زماننا أناساً قست قلوبهم, وجعلوا من مآسي الناس ونكباتهم مجالاً للضحك والسخرية بهم.

ومن صور ذلك:
الفرح بإخفاق أولاد الجيران دراسياً, أو الفرح بتطاول الأبناء على السائق أو الخدم, أو الفرح لمصائب زملاء العمل, أو فرح المرأة لمكروه يصيب أقارب زوجها, أو مصائب ضرتها, أو طلاق صديقتها.

فليحذر هؤلاء؛ فإن هذه صفة المنافقين: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120], فقد كان المنافقون إذا أصاب المؤمنين خصبٌ, ونصرٌ, وتأييدٌ, وكثروا وعزّ أنصارهم,ساءهم ذلك, وإن أصاب المسلمين جَدْب أو أُديل عليهم الأعداء, لما لله في ذلك من الحكمة, فَرح المنافقون بذلك(20).

يا عائداً قد جــــاء يشمت بي
قد زدت في سقمي وأوجاعي
وسألت لمّــا غبتَ عن خبري
كـم ســـائل ليُجيبــه النـــاعي


ولرغبة بعض النفوس في التشفي ممن عاقبها أو ظلمها, فقد أمر سبحانه بالمعاقبة بالمثل في القصاص دون تعدٍ أو تجاوز, فقال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [البقرة: 194].

ذلك أن (النفوس في الغالب لا تقف على حدها إذا رُخص لها في المعاقبة لطلبها التشفي, فأمر تعالى بلزوم تقواه, التي هي الوقوف عند حدوده, وعدم تجاوزها)(21).

فالمحرم مزيد التشفي الذي يسببه التعدي في القصاص, وهو ما تقدم معناه آنفاً.

وسائل تطييب النفوس
مواساة المنكسرين وتطيب خواطرهم لا يقتصر على الكلام فقط, بل قد تكون المواساة وتطييب الخواطر بالمال, وقد تكون بالجاه, وقد تكون بالنصيحة والإرشاد, وقد تكون بالدعاء والاستغفار لهم, وقد تكون بقضاء حوائجهم, فعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة, فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة, وكلما قوي قويت(22).

فمن وسائل تطييب النفوس ما يلي:
1. المواساة عند فقد الأحبة:
فمما يجبر كسر النفوس المصابة عند فقد الأحبة: لطيف التعزية, فإن الكلمة الطيبة للمصاب يثبت بها بإذن الله ويغدو صبره عليها سهلاً يسيراً, فإن العبد ضعيف بنفسه, فإذا وجد هذا يعزيه, وهذا يسليه, سهلت عليه الأمور العظام.

وعندما توفيت ابنة المهدي جزع عليها جزعاً لم يسمع بمثله فجلس الناس يعزونه فجاءه ابنُ شيبة يوماً فقال له: أعطاك الله يا أمير المؤمنين على ما رزئت أجراً, وأعقبك صبراً, ولا أجهد الله بلاءك بنقمة, ولا نزع منك نعمة, ثواب الله خير لك منها, ورحمة الله خير لها منك, وأحق ما صبر عليه ما لا سبيل إلى رده(23).

فلم يروا تعزية أبلغ ولا أوجز من هذه التعزية, وكان مما سُرِّىَ على المهدي بها.

ومن لطيف التعزية ما قيل من بعض الأعراب عندما دخل على بعض ملوك بني العباس وقد توفي له ولد اسمه العباس فعزاه ثم قال:
خير من العباس أجرك بعده
والله خير منك للعباس(24)


2. الاعتذار للآخرين, وقبول أعذار المعتذرين:
فالحرص على الاعتذار عند الخطأ, من وسائل تطييب النفوس؛ لأن الإنسان يَرِدُ عليه الخطأ في تعامله مع الناس؛ وكفارة ذلك الذنب هو الاعتذار.

وكذلك هو الحال:
(لِمَنْ أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته؛ فإن التواضع يٌوجب عليك قبول معذرته, حقاً  كانت أو باطلاً, وتكل سريرته إلى الله...)(25).

3- تبادل الهدايا:
للهدية أثر واضح في تطييب النفوس, وتصفية القلوب من الأدغال والأحقاد, فعن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: (يا بني! تباذلوا بينكم؛ فإنه أودُّ لما بينكم)(26).

وروي عن أبي يوسف:
(أن الرشيد أهدى إليه مالاً كثيراً, فورد عليه وهو جالس مع أصحابه, فقال له أحدهم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «جلساؤكم شركاؤكم»(27), فقال له أبو يوسف: "إن هذا الكلام لم يرد في مثل هذا, وإنما ورد فيما خف من الهدايا, وفيما يؤكل ويشرب مما تطيب النفوس ببذله والسماحة به"(28).

4. الابتسامة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تَبسُّمكَ في وجه أخيك لك صدقة»(29) يعني: أن إظهارك البشاشة والبشر إذا لقيته تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة(30), فضلاً عن كونها تطيب النفوس, وتزيد المحبة.

قال ابن عيينة -رحمه الله-:
"البشاشة مصيدة المودة", فقد يصادفك شخص في الطريق وأنت مهمومٌ مغمومٌ حزينٌ؛ فيبتسم في وجهك, فتشعر أنه همك قد زال, وحزنك قد رحل.

وجاء في الأثر أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال:
«إذا التقى المسلمان فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه, ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر»(31), فالابتسامة إذن تنشر المحبة بين المسلمين, وتطيب خواطرهم, وتبعث الاطمئنان في نفوسهم وقلوبهم.

5. قضاء حوائج الناس:
فقد كان رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-: «لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة»(32).

قال حكيم بن حزام -رضي الله عنه-:
"ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها"(33).

وقال محمد بن عبد الواحد الزاهد:
"ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة، وفي قضاء حقوقهم رفعة؛ فاحمدوا الله على ذلك, وسارعوا إلى قضاء حوائجهم"(34).

ومشى بَقِي بن مخلد مع ضعيف في مظلمة إلى إشبيلية, ومشى مع آخر إلى إلبيرة, ومع امرأة ضعيفة إلى جَيَّان(35).

هذا مع كثر عبادته, وكثرة طلابه وانشغاله بالعلم والتأليف.

6. التزاور:
زيارة المريض حال مرضه, وزيارة الإخوان بين حين وآخر له أثر كبير في تطييب النفوس, وتنمية المودة والألفة.

7. فهم النفسيات:
النفس البشرية كالبحر, والنفوس تختلف باختلاف أصحابها, فما يصلح لهذه قد لا يصلح للأخرى, ولله در شبيب بن شيبة حينما قال: "لا تجالس أحداً بغير طريقه, فإنك إذا أردت لقاء الجاهل بالعلم, واللاهي بالفقه, والعِيِّ بالبيان آذيت جليسك"(36).

وهذا المنيعي حسان بن سعيد المخزومي عندما أراد أن يبني جامعاً أتته امرأة بثوب لتبيعه وتنفق ثمنه في بناء ذلك الجامع, وكان الثوب لا يساوي أكثر من نصف دينار, فطيب خاطرها, واشتراه منها بألف دينار, وخبأ الثوب كفنا له(37).

8. إخفاء الفضل والمنة عند جبر الخواطر:
كان القعقاع بن شَوْرٍ إذا قصده رجلٌ, وجالسه, جعل له نصيباً من ماله, وأعانه على عدوه, وشفع له في حاجته, وغدا إليه بعد المجالسة شاكراً(38).

فهذه بعض وسائل تطييب النفوس والخواطر, نسأل الله أن ينفعنا جميعاً.

ولنعلم أن المريض, والمهموم, والحزين, والطبيب, والموظف, والداعية, والغني, والفقير, والصغير, والكبير, الكل يحتاج إلى الكلمة الطيبة, والابتسامة المشرقة, والتعامل الحسن, فجميعنا يحتاج إلى هذه العبادة.

ولذلك ينبغي على الجميع إحياء هذه العبادة وتفعيلها مع الصغار والكبار, مع المرضى والأصحاء, مع الطلاب والمعلمين, مع العالم والجاهل, مع المصيب والمخطئ.

فقد يصبح الطفل من العلماء والعظماء النابهين النافعين, لأمته بكلمةٍ تشجيعية يسمعها من معلمه, أو أحد والديه.

وقد يصبح المريض الذي أعياه الألم, صحيحاً سليماً معافى بعبارة مشجعة, ودعوة طيبة, وابتسامة صادقة, من زائريه.

وقد يصبح المخطئ والمقصر, والمسرف على نفسه, صالحاً مصلحاً بموعظة حسنة, وذكرى نافعة, وتوجيه سديد.

ولابد من استثمار موقف الضعف عند العبد؛ لربطه بالله وحده.. فهو سلوة المنكوبين.. وملاذ المنكسرين.. وهو الذي يملك كشف الضرِّ.. (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) [النمل: 62].

وتذكيره بالثواب العظيم لأهل البلاء؛ كما جاء عن أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « ما يصيب المسلم من نَصَبٍ, ولا وَصَب, ولا هم, ولا حزن, ولا أذى, ولا غَمٍّ, حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»(39).

وكم من أُناس تبدَّلت أحوالهم, وتغيَّرت أمورهم, بسبب فتنة أو محنة ألمت بهم, وتصبيرهم وتثبيتهم حتم وواجب؛ حتى لا يكونوا ممن تعصف بهم الأزمات والفتن, وتموج بهم رياح الابتلاء والمحن.

نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن يُؤلف بين قلوبنا, ويُصلح ذات بيننا, ويجعلنا هُداةً مُهتدين, غير ضالين ولا مُضلين.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد, وعلى آله وأصحابه أجمعين.
محمد صالح المنجد.

الحواشي:
1)    رواه ابن ماجه (4246) وحسنه الألباني.
2)    الحجة في بيان المحجة (2/571).
3)    الرد على البكري (2/490).
4)    انظر: المغني (9/488).
5)    انظر: تفسير ابن كثير (8/427), تفسير السعدي (928).
6)    انظر: تفسير القرطبي (19/213).
7)    رواه الترمذي (3010) وحسنه الألباني.
8)    رواه أبو داود (1555), قال الشوكاني: لا مطعن في إسناد هذا الحديث تحفة الذاكرين (321).
9)    رواه الترمذي (3313) وصححه الألباني.
10)    سير أعلام النبلاء (3/42).
11)    سير أعلام النبلاء (21/315).
12)    سير أعلام النبلاء (14/565).
13)    سير أعلام النبلاء (21/79).
14)    سير أعلام النبلاء (2/294).
15)    سير أعلام النبلاء (2/294).
16)    سير أعلام النبلاء (4/434).
17)    سير أعلام النبلاء (9/544).
18)    مدارج السالكين (2/345).
19)    رواه البخاري (13), ومسلم (45).
20)    تفسير ابن كثير (2/109).
21)    تفسير ابن كثير (2/109).
22)    الفوائد (17) بتصرف.
23)    تاريخ الطبري (4/593).
24)    وفيات الأعيان (4/43).
25)    مدارج السالكين (2/337).
26)    رواه البخاري في الأدب المفرد (595) وصححه الألباني.
27)    قال ابن عبد البر: إسناده فيه لين: التمهيد (21/124).
28)    شرح ابن بطال (7/125).
29)    رواه الترمذي (1956) وصححه الألباني.
30)    فيض القدير (3/297).
31)    رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (114), وهناد في الزهد (1028).
32)    رواه النسائي (1414), وصححه الألباني.
33)    سير أعلام النبلاء (3/51).
34)    رواه الترمذي (1956) وصححه الألباني.
35)    سير أعلام النبلاء (13/295).
36)    آداب العشرة (47).
37)    انظر: سير أعلام النبلاء (18/266).
38)    الكامل للمبرد (1/143).
39)    رواه البخاري (5642).



تطييب الخواطر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تطييب الخواطر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جبر الخواطر
» علم النفس الشرعي وكشف الجرائم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة-
انتقل الى: