أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل الأحد 27 مارس - 19:14 | |
| القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل
بقلم: محمد حسين إبراهيم الرنتاوي
اسمه وولادته:
هو الشيخ مصطفى إسماعيل –رحمه الله تعالى– من مشاهير القراّء، لقب بـ " سلطان التلاوة "، و" قارئ الملوك "، و " صاحب الصوت الذهبي ".
ولد في قرية " ميت غزال " بمحافظة الغربية، عام 1905م.
حياته العلمية:
بدأ في حفظ القرآن الكريم ولمّا يزل صغيراً، بكُتّاب القرية، وأكرمه الله عز وجل بحفظ القرآن وعمره ست سنوات، ثم انتقل بعده إلى المعهد الديني بطنطا، فدرس فيه العلوم الشرعية والعربية وغيرها من العلوم النافعة، ثم بعدما تخرج من المعهد المذكور، التحق بمعهد الأحمدي بطنطا، وفيه أتم الشيخ دراسته لعلوم القراءات والفقه والتفسير، ثم هيأ الشيخ نفسه لتلاوة القرآن الكريم، وتفرغ لذلك.
لمع اسمه في منتصف الأربعينات عندما قرأ القرآن لأول مرة في حفلة مذاعة لرابطة القراّء بالمسجد الحسيني، شجعه الشيخ محمد رفعت –رحمه الله تعالى– وقدّمه للإذاعة، فتفرغ لقراءة القرآن.
طاف الشيخ بالعديد من دول العالم، قارئاً للقرآن، ليفتح الله بصوته قلوباً غُلفاً، وآذاناً صُماًّ، فقرأ القرآن الكريم في باريس، وكوالالمبور، وكراتشي، ودول آسيا، والدول العربية والإفريقية، حيث تكثر بها الجاليات الإسلامية.
شرّفه الله عز وجل بقراءة القرآن في المسجد الأقصى –عجّل الله فرجه القريب– لأول مرة عام 1960م، وفي المرة الثانية عام 1977م، عندما رافق الرئيس السادات في زيارته للقدس.
قام الشيخ ببناء المركز الديني بقريته التي ولد فيها وهي " ميت غزال ".
وحصل على وسام من مصر عام 1965م، وعلى وسام كوماندوز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا.
* فنيّات الصوت وجمالياته لدى الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله تعالى:
1- طول نَفَسِه، حيث أكرمه الله عز وجل بنفس عجيب مرّنه بإدامة تلاوة القرآن الكريم وطوّعه بتمارين صوتية خفيفة، ومن أجل هذا وذاك ألان الله الصوت للشيخ مصطفى إسماعيل كما ألان الحديد لداود عليه السلام.
2- حبّه للوقفات الكثيرة، وذلك حسب أصول القراءة، وما يقتضيه المعنى.
* حكاية عجيبة في حسن خاتمة الشيخ مصطفى إسماعيل:
وهي أنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم– في النوم، ومعه أصحابه رضوان الله عليهم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: هذا هو الشيخ مصطفى إسماعيل الذي أخبرتكم عنه.
ثم التفت النبي –صلى الله عليه وسلم– إلى الشيخ وقال له: اجلس ورتل لنا القرآن بصوتك الندي وحبّره تحبيراً.
ثم ذهب الشيخ وقصّ هذه الرؤيا على شيخ الأزهر آنذاك، فأثنى عليه خيراً، وبشّره بحسن الخاتمة، وشجعه على الاستمرار في ترتيل القرآن وتعليمه للناس.
قلت (محمد حسين الرنتاوي):
وهذه المنامات وغيرها التي أكرم الله بها أهل القرآن وغيرهم من عباده الصالحين لا يتعلق بها أحكام وشرائع، ولكنه يستأنس بها في مجال الوعظ والرقائق.
ومن رأى النبي –صلى الله عليه وسلم– في المنام فقد رآه حقاً، فنسأل الله عز وجل حسن الختام ورؤية النبي –صلى الله عليه وسلم– في المنام. وأنصح المستزيد بالرجوع إلى كتاب " المنامات " لابن أبي الدنيا.
وكتاب أستاذنا الشيخ محمد شومان الرملي حفظه الله تعالى وهو " رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام أحكام وفوائد وحكايات ".
قلت أيضاً:
وهذه القصة للشيخ مصطفى إسماعيل تذكرني بما ورد عن التابعي الجليل شعيب بن حرب المدائني (ت سنة 197 هـ) حيث قال: رأيت النبي –صلى الله عليه وسلم– في المنام، ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فجئت فقال: أوسعوا له فإنه حافظ لكتاب الله عز وجل ".
انظر كتابي " مع أشراف الأمة حملة القرآن العظيم، فوائد ولطائف وعبر ومواقف " نقلاً عن كتاب " صفة الصفوة ": 3/4.
شيوخه:
ومن شيوخه الذين تلقى عنهم القراءات والتجويد، الشيخ محمد أبو حشيش رحمه الله تعالى.
وفاته:
وبعد رحلة طالت ثلاثة وسبعين عاماً، توفي الشيخ في شهر ديسمبر، عام 1978، رحمه الله رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
* مصادر الترجمة.
أشهر من قرأ القرآن في العصر الحديث، تأليف : أحمد البلك.
موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، تحرير: مصطفى نجيب.
قناة النيل الثقافية، سنة 2002م. نقلاً عن برنامج وثائقي بعنوان " وجوه مصرية ". وكان وجه الحلقة الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله تعالى.
خبر البُشَر بمن أتمّ حفظ القرآن ولماّ يبلغ العشر. إعداد: محمد حسين إبراهيم الرنتاوي . مخطوط (قيد الطبع). |
|