أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52683 العمر : 72
| موضوع: المقرئ الشيخ أبو الصفا المالكي الأحد 27 مارس 2011, 5:55 pm | |
| المقرئ الشيخ أبو الصفا المالكي
(1245- 1325 هـ)
هو الشيخ محمد أبو الصفا بن إبراهيم المالكي القارئ بالعشر الكبرى.
اسمه كنيته هكذا أبو الصفا وليس له ولد يقال له الصفا ومحمد يضاف تبركا ليصير اسما مركبا محمد أبو الصفا.
ولد بدمشق عام 1245 هـ
أصل أجداده من بلاد الطائف ثم انتقلوا إلى تونس ومنها إلى الشام واستقروا فيها من زمن مضى. اشتهر كثير منهم هناك بمنصب فتوى المالكية. وسألت حفيده الأستاذ الفاضل محمد نديم بن عبد الله بن أبي الصفا المالكي عما يقال عن كونهم منسوبين للسادة آل البيت فقال لي: لم أسمع بهذا من قبل.
جوانب من حياته:
عاش حياة زهد وتقوى وورع، لم يترك ثروة لأبنائه، ولم يمتلك بيتا طوال حياته، وكان كل ما يدخل له من مال يصرفه على طلبة العلم عنده وعلى أهل القرآن.
رزق من الأولاد الذكور أربعة، محمد ونديم وخليل وأخ رابع غير شقيق اسمه شاكر.
اثنان منهم كانا في صحيفة أبيهم، وماتا في حياته. أما عبدالله ومحمد فمنهم ذرية الشيخ أبي الصفا المالكي اليوم في الشام وخارجها.
بركة هذا الإمام العظيم ظهرت بوادرها في أبناء الأحفاد، فأحدهم أجيز من الفقير كاتب هذه الأسطر، وآخر بلغني أنه حفظ القرآن في 3 أشهر، فعل ذلك في إجازة الصيف قبيل التحاقه بالجامعة، خشية أن يشغل عن القرآن فعمل لنفسه برنامجا سار عليه بعناية وتوفيق من الله عز وجل، فتم له المراد، وأظهر الله فيه بركة الأجداد.
حياته العلمية:
حفظ القرآن الكريم وأتقنه وجوده وكان عمره 12 سنة. ثم حفظ الشاطبية والدرة والطيبة. ثم قرأ القرآن بمضمنها.
كان يقرأ حصته من القرآن الكريم في مشهد الحسين بالجامع الأموي بعد صلاة العصر من كل يوم خلال شهر رمضان.
ومازال الناس يتناقلون اشتهاره بحسن صوته.
أقرأ كثيرا من الطلاب والحفاظ فعم نفعه واشتهر بإتقانه وحسن مخارج حروفه.
وله طريقة خاصة في تلقين الطلاب وتعليمهم مخارج الحروف في التلاوة ليتقنوا قراءة القرآن الكريم.
وأخبرني حفيده أن الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت -وكان أبوه صديقا حميما للشيخ أبي الصفا- أخبره أن الشيخ كان يحب أن يكثر من عمل ختمة يهدي ثوابها لوالدته، وكان يجمع طلبته فيفتتح لها ختمة أول النهار، جاعلا كل اثنين من الطلبة في غرفة يقرأ واحد ويستمع الثاني، ثم العكس، يوما كاملا يطعمهم فيه ويعتني بهم، وبين الحين والآخر يمر على جميع الغرف ليتأكد من أن الجميع يقرأ ثم في آخر النهار يعطي كل واحد منهم مبلغا من المال يسد فيه حاجته.
وكان الشيخ يقول للمقربين، اطمئناني على مراجعة تلاميذي للقرآن أحب ما على قلبي في هذه الختمات.
شيوخه: الشيخ أحمد الحلواني الكبير
والشيخ حافظ باشا.
قرأ عليهما القرآن الكريم بالقراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة والكبرى من طريق الطيبة (هكذا في المصادر)
وعلق بعض المحققين على هذا بأن الأرجح أنه قرأ الصغرى على الشيخ الحلواني والكبرى على الشيخ حافظ باشا، لأن الحلواني مع أخذه للكبرى لم يعرف عنه أنه أجاز بها أحدا، وقد كان يزيد من اهتمامه بأصول التجويد فوق أي شيء آخر، وكأنه خشي من غلبة الخوض في تفاصيل التحريرات عن إتقان أصل القراءة بمخارجها وصفاتها، وتلحظ أثر ذلك ظاهرا عند قراء الشام مقارنة بمن سواهم.
تلاميذه:
للشيخ تلاميذ كثر كما يظهر من ترجمته، لكن لم يصلني أسماؤهم، ولعله بسبب تقدم وفاته، ووجود من هم في طبقته ممن عمر بعده طويلا.
ففي طريق الصغرى نجد أن الشيخ محمد سليم الحلواني عاش بعده 38 سنة .
وفي الكبرى الشيخ العلبي عاش بعده 29 سنة.
ولعلهما لم يقرئا أحدا بالكبرى لأن أسانيد الكبرى التي تصلنا بحافظ باشا (ت1307هـ) لم تشتهر إلا من طريق حسين بن موسى شرف الدين المصري الأزهري (ت1327ه).
والله أعلم.
مؤلفاته:
فتح المجيد في علم التجويد
قلت: وعندي نسخة منها تقع في 24 صفحة ألفها كما صرح في افتتاحيتها إجابة لطلب البعض لسد ما يحتاج إليه طالب علم التجويد مما لا يجده في "الرسالة الميدانية"
وقسمها إلى مقدمة، وباب المد ، باب النون الساكنة والتنوين، الميم الساكنة، حروف القلقلة، لام التعريف، أحكام الراء، صفات الأحرف، ونقل فيها 28 ييتا لشيخه أحمد الحلواني الرفاعي الكبير ، جمع فيها صفات كل حرف بتفاصيلها. أحكام الهمزة، الإشمام والروم، كلمات ينبغي مراعاتها لحفص، باب الأحرف الزوائد، الياءات، المفصول والموصول، وانتهى من تأليفها في شهر رمضان عام 1325 هـ أي قبل وفاته بشهرين.
وأخبرني حفيده الأستاذ محمد نديم بن عبد الله بن أبي الصفا المالكي أنها طبعت بعد وفاته رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته في جنات النعيم.
كما وعدني ابنه بتزويدنا بنسخة على الوورد لعلنا ننشرها على الشبكة.
أثناء حياته قال بعض العلماء فيه وفي رسالته:
الشيخ عبد الرزاق البيطار رحمه الله تعالى في تقريظه على رسالة التجويد قال: ..حضرة الفاضل القارئ، الأستاذ، والحافظ المتقن الملاذ، من اشتهر فضله في الديار الدمشقية، وشهد له الكل بأنه من ذوي المعرفة العلية، السيد محمد أبو الصفا أفندي المالكي الأفخم حفظه الله تعالى وأحسن إليه وأنعم، فجزاه الله على هذا الخير خير الجزاء وأناله مرغوبه في الدنيا والآخرة وأذهب عنه كل كدر وعناء، وإني لراج منه دعاءه بنوال المرام والهداية إلى سلوك سبل السعادة وحسن الختام.
وقال الشيخ محمد سليم الحلواني رحمه الله تعالى عن الرسالة : ..فقد تشرف إنساني بمطالعة هذه الرسالة التي أضحت لعلم التجويد هاله فألفيتها فريدة عقد ويتيمة دهر جمعت بدائع الغرر، وغرر البدائع.
لا عيب فيها سوى أنها كثيرة الأحكام ، متينة الإحكام، شاهدة لناسج بردها بالسبق، كيف لا وهو العمدة إذا عد النبلاء والسيد في مصاف القراء رجل العلم الراسخ وعلم الفضل الشامخ السيد محمد أبو الصفا أفندي المالكي، لا زال علمه عاما وبدر فضله تاما ما دار فلك وسبح ملك.
وقال الشيخ محمد قطب رحمه الله تعالى : ..فلله در دره ما أبهجه، ودر سبكه ما انتجه، حوى من الفوائد غررها، ومن الفرائد زهرها، ولم لا ومؤلفه النبراس الذي تستضيء به القراء وبحر الفضل الذي تغترف منه النبلاء، مولانا العالم الأوحد، والفاضل الأمجد، السيد محمد أبي الصفا أفندي المالكي الحنفي عامله الله بلطفه الخفي ، ومنحنا وإياه رضاه، ونجح لك منا قصده في دنياه وأخراه.
وقال الشيخ محمد المجذوب رحمه الله تعالى : ..رأيتها حاوية لنخب مسائل التجويد وفوائده السنية، كيف لا وجامع شتاتها القارئ الكامل، والمقرئ الفاضل سليل المجد والاحترام أبو الصفا أفندي المالكي متع الله الأنام بحياته ونفعنا بصالح دعواته
وقال الشيخ عبد القادر بدران رحمه الله تعالى : ..تأملتها نصا ومفهوما وإشارة وتلويحا (و) ألفيت صافي جريانها يلمع من صفا أبي الصفا، ودرر فرائد مسائلها مستخرجة من بحر صدره المتجلي بمحاسن الوفا، قد نشر طيب نشرها ما اقتناه عن مسك 70 عاما وأهداه لطلاب فن التجويد بعدما عانى فن الأداء ليالي وأياما.
واشتغل بإتقان حفظ الكتاب المجيد على قراءة حفص من سن الـ 12 وها هو في الـ 80 يهدي التيسير للطلاب وإتحاف البشر.
وقال: وحلاها بالتقى والصلاح والفضائل والإفضال، وجعل الكرم لها سجية وطبعا، والاشتغال بتعليم هذه الفن لوجه مولاه الكريم غريزة لها ووضعا، وما تلك الرسالة إلا شذرة من نفثات يراعه ونموذج لإتقانه لهذا الفن وطويل باعه، فالله المسؤول أن يجزل له الثواب الجزيل ويلبسه ثوب العافية ليتمتع الطلاب من النفع العظيم منه الجميل.
وفاته:
توفي في 23 من شهر ذي الحجة عام 1325 هـ. ودفن بين ولديه السابق ذكرهما.
===================
المراجع:
معجم المؤلفين لرضا كحالة ج5 ص 19 تراجم أعيان دمشق ص 113 لجميل الشطي تاريخ علماء دمشق ج 1 / ص 230 وعنه نقل البرماوي ج 2 ص 13 في إمتاع الفضلاء رسالة فتح المجيد في علم التجويد - المطبعة الأهلية في بيروت الأستاذ محمد نديم بن عبد الله بن أبي الصفا المالكي- إفادات مباشرة الأخ الفاضل صفا بن محمد نديم بن عبد الله بن أبي الصفا المالكي – إفادات مباشرة |
|