منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 قوادح عقدية في بُردة البوصيري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

قوادح عقدية في بُردة البوصيري Empty
مُساهمةموضوع: قوادح عقدية في بُردة البوصيري   قوادح عقدية في بُردة البوصيري Emptyالإثنين 19 نوفمبر 2018, 5:45 pm

قوادح عقدية في بُردة البوصيري
للشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين


قوادح عقدية في بُردة البوصيري Untit185

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:
فإن ميمية البوصيري -المعروفة بالبردة- من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، ولذا تنافس أكثر من مائة شاعر في معارضتها، فضلاً عن المُشطِّرين والمُخمِّسين والمُسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شُروحها المكتوبة خمسين شرحاً، فيها ما هو مُحَلَّى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن.

يقول الدكتور زكي مبارك:
(وأما أثرها في الدرس، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب، وإنما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة؛ لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ) (1).

وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة: "البردة" من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير -رضي الله عنه- في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد اشتهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة -إن صح ذلك- (2) فقد ادَّعى البوصيري -في منامه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة!!

وقد سَمَّى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ "الكواكب الدرية في مدح خير البرية" (1).

كما أن لهذه البردة اسماً آخر هو البرأة؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته، وقد سميت كذلك بقصيدة الشدائد؛ وذلك لأنها -في زعمهم- تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير.

وقد زعم بعض شُرَّاحِهَا أن لكل بيت من أبياتها فائدة؛ فبعضها أمان من الفقر، وبعضها أمان من الطاعون (2).

يقول محمد سيد كيلاني -أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة-:
(ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضع مثلها لقراءة القرآن، منها:  التوضؤ، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها، إلى غير ذلك.

ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفية الذين أرادوا احتكار قراءتها للناس، وقد ظهرت منهم فئة عُرِفَتْ بقراء البردة، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح، نظير أجر معين) (3).

   وأما عن مناسبة تأليفها فكما قال ناظمها:
(كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتها، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت ودعوت، وتوسَّلت ونمت، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة؛ فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: أيّها؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أوّلها، وقال: والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يتمايل وأعجبته، وألقى على مَنْ أنشدها بُردة، فأعطيته إيَّاها، وذكر الفقير ذلك، وشاع المنام) (1).

ففي هذه الحادثة تلبَّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله -تعالى- بشرك وابتداع وغلو واعتداء -كما سيأتي موضَّحاً إن شاء الله-.

ثم ادَّعى أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- دون أن يُبَيِّنَ نعته؛ فإن مَنْ رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حسب صفاته المعلومة فقد رآه؛ فإن الشيطان لا يتمثَّل به -كما ثبت في الحديث-.

ثم ادَّعى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على وجهه وألقى عليه بُردة، فعوفي من هذا الفالج، فتحقَّقت العافية بعد المنام دون نيل البردة! ثم التقى البوصيري -في عالم اليقظة- بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تمايل إعجاباً بالقصيدة، وهذا يُذَكِّرُنَا بحديث مكذوب بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال: (ليس بكريم مَنْ لم يتواجد عند ذكر المحبوب).

قال شيخ الإسلام:
(إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسُنَّتِهِ وأحواله) (2).

وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامِّ، فربما كان لاضطراره وعِظَمِ فاقته وشدَّة إلحاحه السبب في استجابة دعائه.

يقول شيخ الإسلام:
(ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الدَّاعين الأدعية المُحَرَّمَةِ أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً، ولو استجيب له على يد المتوسل به، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه، فكم من عبد دعا دعاء غير مباح، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة) (1).

وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو:
محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر، ولد سنة 608هـ، واشتغل بالتصوُّف، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً، كما لم يكن عابداً صالحاً؛ حيث كان ممقوتاً عند أهل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح، كما أنه كثير السؤال للناس، ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواءً كانوا على الحق أم على الباطل.

ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها!

توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع (1).

وسنورد جملة من المآخذ على تلك "البردة" التي قد تعلّق بها كثير من الناس مع ما فيها من الشرك والابتداع.

والله حسبنا ونعم الوكيل.

1-  يقول البوصيري:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من   لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم

ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال -سبحانه-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ]الذاريات: 56 عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع: (لولاك لما خلقت الأفلاك) (2).

2-  قال البوصيري:
فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق     ولم يدانوه في علـــم ولا كــــرم
وكلهم من رسول الله ملتمس     غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم


أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبياء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالسابق استفاد من اللاحق! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقـــة الصوفية كالحلاج القائـل: إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أن يوجد العالم، ومنه استمد كل علم وعرفان؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه.. وكذا مقالة ابن عربي الطائي أن كل نبي مــن لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين (1).

3-  ثم قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم    واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم

يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله- منتقداً هذا البيت:

(ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة، والشرك بحر لا ساحل له، ولا ينحصر في قول النصارى؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح -غالباً-: إنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته: دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة) (2).

   لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغُلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله) (3)، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم؛ فإن قوله -عليه الصلاة والسلام-: (إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله) تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذب، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه النصارى من الغلو في عيسى -عليه السلام-، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (كما أطرت) هي كاف التعليل، أي كما بالغت النصارى (1).

ويقول ابن الجوزي -في شرحه لهذا الحديث-:
(لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادَّعى في نبينا ما ادَّعته النصارى في عيسى -عليه السلام- وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لَمَّا استأذن في السُّجود له فامتنع ونهاه؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر) (2).

4-  وقال أيضاً:
لو ناسبت قدره آياته عظماً       أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم

يقول بعض شُرَّاحِ هذه القصيدة:
(لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله -تعالى-  وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره) (3).

يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي مُنكراً هذا البيت:
ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول: إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره (ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟) (1).

5 – وقال أيضاً:
لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه   طوبى لمنتشق وملتثم

فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان، وأن الجنة والدرجات العلا لِمَنْ استنشق هذا التراب أو قبَّله، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله -تعالى-.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:
(واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد) (2).

6 – ثم قال:
أقسمتُ بالقمر المنشق إن له       من قلبه نسبة مبرورة القسم

ومن المعلوم أن الحلف بغير الله -تعالى- من الشرك الأصغر؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) (3).

وقال ابن عبد البر- رحمه الله-: 
لا يجوز الحلف بغير الله -عز وجل- في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه… إلى أن قال:  أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد) (4).

7-  قال البوصيري:
ولا التمست غنى الدارين من يده       إلا استلمت الندى من خير مستلم

فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله -عز وجل- قال: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) ]النحل: 53[، وقال -سبحانه-: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) ]العنكبوت: 17[، وقال -تعالى-: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) ]يونس: 31[، (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) ]سبأ: 22[.

وأمر اللهُ نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله -تعالى-: (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ) ]الأنعام.


  قال البوصيري:
فإن لي ذمة منه بتسميتي   محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم.

وهذا تخرُّص وكذب؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمّون بمحمد!

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله- تعقيباً على هذا البيت:
(قوله: فإن لي ذمة… إلى آخــره كـذب علـى الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فليس بينه وبين اسمه محمــد ذمة إلا بالطاعة، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك) (1).

فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السُّنَّة (1).

9-  وقال البوصيري:
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي   فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم

والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ]الزمر: 13[.

ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله -تعالى-: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ]يونس: 18



قوادح عقدية في بُردة البوصيري 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
قوادح عقدية في بُردة البوصيري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة في بردة البوصيري وشعره
» أخطاء عقدية يجب الحذر منها
» 75 مسألة عقدية لنخبة من العلماء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضــــائل الـشهـــور والأيـــام :: شهـــــر ميــــــلاد الـمـصـطـفـى-
انتقل الى: