أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: 75 مسألة عقدية لنخبة من العلماء الخميس 21 يناير 2021, 7:21 am | |
| مسائل عقدية.. 75 مسألة عقدية لنخبة من العلماء منصور مزيد السبيعي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
أمَّا بعد: فهذه بعض المسائل العقدية لنخبة من علمائنا الأفاضل حفظهم الله، وأسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها من ذخر العمل. 1- قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: الفرق بين الاستواء والعلو: أن العلو مـن صـفات الذات والاسـتواء مـن صـفات الأفعال، فعلو الله على خلقه وصف لازم لذاته، والاستواء فعل من أفعاله سبحانه يفعله بمشيئته وقدرته إذا شاء. أن العلو من الصفات الثابتة بالعقـل والنقـل والاسـتواء ثابـت بالنقـل لا بالعقل. 2- قال عبد الله أبا بطين رحمه الله: وولي الأمر إنما يدعى له، لا يمدح، لا سيما بما ليس فيه. وهؤلاء الذين يُمدحون في الخطب هم الذين أماتوا الدين، فمادحهم مخطئ، وليس في الولاة اليوم من يستحق المدح، لا يثنى عليه، وإنما يُدعى لهم بالتوفيق، والهداية. (رسائل وفتاوى أبابطين 171) 3- قال ابن تيمية رحمه الله: اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان، وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئاً من هذه الأحكام الظاهرة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. (مجموع الفتاوى (11/ 407)) 4- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق، كما قال أئمة أهل الحديث: قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد فسد، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلي العابث: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه). مجموع الفتاوى (7/187) 5- قال الشيخ عبدالله الدميجي حفظه الله: ورد النهي الصريح في تعليق الدعاء بالمشيئة لما ورد في حديث أبي هريرة المخرج في الصحيحين أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: "لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له" ولمسلم"وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه". وفي روايةٍ لأنس عند البخاري: "إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء، ولا يقل أحدكم: إن شئت فأعطني، فإن الله لا مستكره له". لكن ثبت في البخاري أيضاً أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال للأعرابي الذي زاره في مرضه: "لا بأس عليك طهور إن شاء الله"، قال الحافظ في الفتح:"وقوله: إن شاء الله، يدل على أن قوله: "دعاء لا خبر"، بينما قال الشيخ ابن عثيمين في:"لا يظهر أنه ليس من باب الدعاء، وإنما هو من باب الخبر والرجاء ليس دعاء" وعليه فهذه الصيغة "تقبل الله" تحتمل أن تكون للرجاء أيضاً. فالذي يظهر-والله تعالى أعلم-أنه لا ينبغي تعليق مثل هذه الصيغة بالمشيئة، ولا نخطئ من علقها لأن له وجهاً قوياً خاصة إذا حمل على معنى الرجاء. 6- قال الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله: تحقيق التوحيد؛ هو تخلصه من شوائب: الشرك، والبدع، والمعاصي. فإن وقع في الشرك فإنه ينافي أصل التوحيد، أما البدع وسائر المعاصي تنافي كمال التوحيد. 7- قال الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله: التوكل يجمع: ١- فعل السبب. ٢- وتفويض الأمر إلى الله. ٣-وصدق اللجوء إلى الله في أن يحصل المقصود. (شرح الواسطية (١/٢٤٣)) 8- قال الشيخ صالح ال شيخ حفظه الله: أصحاب وحدة الوجود هم الذين قالوا: المعبود والعابد شيء واحد؛ لأن الله قضى ألا يُعبد إلا هو {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}، قالوا: يعني قدر ألا يعبد إلا إياه، فمن عبد غير الله فقد عبد الله؛ لأن الله قدر كونا ألا يُعبد إلا هو، وهذا باطل عظيم البطلان من وجهين: الوجه الأول: أن (قَضَى) هنا بمعنى أمر ووصى؛ لأنه عز وجل هو الذي أثبت في القرآن أنهم عبدوا غير الله كما قال: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ}، فهو الذي بين أنهم عبدوا غيره. الوجه الثاني: أن (قَضَى) هنا لا تكون بمعنى قدّر، وإنما بمعنى أمر؛ لمجئ أن بعدها، فأن التفسيرية تكون بعد كلمة فيها معنى القول دون حروف القول، وكلمة قدّر ليس فيها معنى القول، وليس فيها حروف القول، بخلاف كلمة أمر فإنها في معنى القول، فيكون (قَضَى) بمعنى أمر واضحة، وكل منهما مترتب على الأخرى، قضى ألا تعبدوا، أي: أمر أن لا تعبدوا، فمن أجل التفسير بـ (أمر) صارت (أن) تفسيرية. (شرح كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية رحمه الله-ص ٣١٩) 9- قال الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله: الميزان ذَكَرَهُ الله-عز وجل-في كتابه وجاء في السنة وصفه وذِكْرُهُ، فالإيمان به واجب. والميزان حقيقةً وليس هو العدل كما تقوله المعتزلة؛ لأنَّ المعتزلة أنكروا حقيقة الميزان-كما سيأتي-، وقالوا:الميزان هو العدل مطلقاً، الله يحاسبهم بالعدل. والله-عز وجل- بَيَّنْ أنَّ الميزان يوزن فيه العمل ولو كان مثقال ذرة. قال-عز وجل-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}. وقال -عز وجل-: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ}. وقال -عز وجل-: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}. والميزان هنا أفرده قال (وَالْمِيزَانِ) وهو قولٌ لكثيرٍ من العلماء بأنه يوم القيامة ليس ثَمَّ إلا ميزان واحد، وأنَّ الجمع هنا في بعض الآيات في قوله {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} أنَّ هذا على تعدد الموزونات وليس على تعدد الموازين. والصحيح أنَّ الموازين متعددة لأنَّ الله -عز وجل- جَمَعَهَا فقال {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ} وهذا ظاهِرٌ في إرادة الموازين حقيقة وليست الموزونات؛ لأنَّ الموزونات لا يقال عنها إنها تُوضَعْ، قال: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} والموزونات لا توصف بأنها تُوضَعْ ولا تُوصَفْ بأنها قسط أيضاً. فإذاً {الْقِسْطَ} يعني العادلة التي لا تظلم في الوزن هذه متعددة على ظاهر الآية. وجاء في السنة أنَّ الميزان له كِفتان: كفة توضع فيها السيئات وكفة توضع فيها الحسنات، فمن ثقلت كفة حسناته أفْلَحْ وأَنْجَحْ ودَخَلَ الجنة، ومن ثقلت كفة سيئاته فهو مُعَرَّضٌ لوعيد الله -عز وجل-. قال بعض العلماء من السنة في عقائدهم: إنَّ الميزان له كفتان وله لسان. وكون الميزان له لسان كما ذكره ابن قدامة في اللمعة وذكره غيره، هذا لا أحفظ فيه دليلاً واضحاً-أو ما اطَّلَعْتُ فيه على دليل واضح-؛ لكن أخذوه من أنَّ ظاهر الوزن في الرُّجْحَان يتبين باللسان، فأَعْمَلُوا ظاهر اللفظ وجعلوا ذلك مثبتاً لوجود اللسان، فينبغي أن تكون محل بحث. 10- الذي يوزن في الميزان ثلاثة أشياء: 1- يوزن الإنسان نفسه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما ضَحِكُوا من دقة ساقي عبد الله بن مسعود قال «أَتَضْحَكُونَ من دِقَّةِ ساقَيْهِ! و الذي نفسي بيدِه لَهُمَا أَثْقَلُ في الميزانِ من جَبَلِ أُحُدٍ». 2- ويوزن أيضاً العمل، فالعمل الصالح يُوضَع في كفة، والعمل السيئ يوضع في كفة. 3- ويوزن أيضاً صحائف العمل، الصحائف التي تُكْتَبُ فيها الأعمال توزن. وهذا من عِظَمِ عدل الله-عز وجل-و عِظَمِ إرادته أن يقطع عن العبد العذر، وأن يكون حجة العبد عليه من نفسه وعمله وصحائف عمله. (شرح الطحاوية 1/541) 11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأصل نزاع هذه الفرق في الإيمان؛ من الخوارج، والمرجئة، والمعتزلة، والجهمية، وغيرهم: أنهم جعلوا الإيمان شيئا واحدًا، إذا زال بعضه زال جميعه، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعًا. (الإيمان الأوسط ص383) 12- قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: الزنديق في عُرف هؤلاء الفقهاء هو المنافق الذي كان على عهد النبي ﷺ وهو أن يُظهر الإسلام، ويُبطن غيره. (الإيمان الأوسط ص303) 13- قال الشيخ صالح العصيمي حفظه الله: الهجرة: ترك ما يكرهه الله ويأباه إلى ما يحبه ويرضاه. وهي ثلاثة أنواع: 1- ترك المعاصي والسيئات. (هجرة عمل السوء). 2- مفارقة البلد والتحول عنه إلى غيره.(هجرة بلد السوء). 3- مجانبة من يُؤمَر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق. (هجرة عامل السوء). (شرح الأصول الثلاثة) 14- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه: قال ابن عثيمين رحمه الله: فهذه عبارة لا ينبغي أن تقال، لأن كلمة (على مكروه) تُنبئ عن كراهتك لهذا الشيئ، وأن هذا فيه نوعٌ من الجزع، ولكن قل كما قال النبي ﷺ: (الحمد لله على كل حال). لكن إذا أتاك ما يسرك فقل: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات). وما يسوءك فقل: (الحمد لله على كل حال). (شرح رياض الصالحين 6/695) 15- قال ابن عثيمين رحمه الله: مبنى الإسلام على توحيد الله عز وجل قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ). ولا بد في التوحيد من الجمع بين النفي والإثبات؛ لأن النفي وحده تعطيل، والإثبات وحده لا يمنع المشاركة فلا توحيد إلا بنفي وإثبات. فتنفي الألوهية عما سوى الله عز وجل وتثبت لله وحده. 16- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: العبادة تطلق على شيئين: الأول: التعبد: بمعنى التذلل الله-عز وجل-بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ محبة وتعظيماً. الثاني: المتعبد به: فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، مثال ذلك: الصلاة؛ ففعلها عبادة، وهو التعبد، ونفس الصلاة عبادة. (القول المفيد ١- ١٤) 17- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: توحيد الأسماء والصفات هو الذي كثر فيه الخوض بين أهل القبلة، فانقسموا في النصوص الواردة فيه إلى أربعة أقسام: الأول: من أجروها على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. وهؤلاء هم السلف وهذا هو الصواب المقطوع به لدلالة الكتاب، والسنة، والعقل، والإجماع السابق عليه دلالة قطعية أو ظنية. الثاني: من أجروها على ظاهرها، لكن جعلوها من جنس صفات المخلوقين. وهؤلاء هم الممثلة، ومذهبهم باطل بالكتاب، والسنة والعقل، وإنكار السلف. الثالث: من أجروها على خلاف ظاهرها، وعينوا لها معاني بعقولهم، وحرفوا من أجلها النصوص. وهؤلاء هم أهل التعطيل فمنهم من عطل تعطيلا كبيرا كالجهمية والمعتزلة ونحوهم، ومنهم من عطل دون ذلك كالأشاعرة. الرابع: من قالوا: الله أعلم بما أراد بها، فوضوا علم معانيها إلى الله وحده. وهؤلاء هم أهل التجهيل المفوضة، وهولاء هم شر الطوائف. وهذه الأقسام سوى الأول باطلة. (شرح الواسطية) 18- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الواجب في نصوص الكتاب والسنة إبقاء دلالتها على ظاهرها من غير تغيير، لأن الله أنزل القرآن بلسان عربي مبين، والنبي صلى الله عليه وسلم، يتكلم باللسان العربي، فوجب إبقاء دلالة كلام الله، وكلام رسوله على ما هي عليه في ذلك اللسان، ولأن تغييرها عن ظاهرها قول على الله بلا علم، وهو حرام لقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). (شرح الواسطية) 19- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أسماءالله غير محصورة بعدد معين، لقوله صلى اللع عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أوأنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك".وما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن حصره ولا الإحاطة به. والجمع بين هذا وبين قوله في الحديث الصحيح: "إن الله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة". أن معنى هذا الحديث: أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة. وليس المراد حصرأسمائه تعالى بهذا العدد، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة. فلا ينافي أن يكون عندك دراهم أخرى أعددتها لغير الصدقة. (شرح الواسطية) 20- الشرك في توحيد الربوبية: هو صرف شيء من أفعال الله لغيره. وهو على نوعين: الأول: شرك تعطيل: وهو تعطيل خصائص الربوبية وانكار ان يكون الله رب العالمين كشرك فرعون وكشرك أهل وحدة الوجود الذين يقولون أن الخالق عين المخلوق ولم يفرقوا بين الرب والعبد. الثاني: شرك تمثيل: وهو تسوية المخلوق بالخالق في شيء من خصائص الربوبية أو نسبتها إلى غيره عز وجل كشرك عباد القبور الذين يزعمون أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت فتقضي الحاجات وتفرج الكروبات وتنصر من دعاها وتحفظ من لأذ بحماها أو أنهم يخلقون النطف في الأرحام بلا أب. 21- تحقيقه التوحيد تخليصه من أمور: أولاً: أن لا يأتي العبد بما يخرم أصل التوحيد وقاعدته،وهو الشرك. ثانياً: أن لا يأتي العبد بما يفوت كمال التوحيد، وهي البدع. ثالثاً: أن لا يأتي المرء بما يخدش التوحيد وينقصه، وهي المعاصي. 22- العبادات توقيفية فلا يشرع شيء منها إلا بدليل من الكتاب والسنة، وما لم يشرع يعتبر بدعة مردودة، والعبودية الصحيحة ترتكز على ثلاثة أمور هي: الحب والخوف والرجاء. بفعل العبادة محبة لها ولمن أوجبها مع رجاء قبولها والخوف من ردها، فمن عبدالله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده وحد بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن مُوحد. 23- قال الشيخ خالد الهويسين حفظه الله: الاستواء معلوم حقيقة لكن الكيفية لا نعلمها لأمرين: 1- لم تذكر الطريقة. 2- لم نرى الرب سبحانه. فصار أمراً غيبياً وجب الايمان به. 24- من قال بأن الاستواء يعني الاستيلاء فهم أرادوا تنزيه الرب سبحانه فوقعوا في تعطيل صفة من صفاته جل شأنه، وسبب ذلك التخليلات التي لديهم قال شيخ الاسلام رحمه الله: "ومنشئ الضلالات من التخيلات". وهو من أجمل ما قاله رحمه الله في هذا الشأن. (الاقتصاد في الاعتقاد) 25- قال الشيخ خالد الهويسين حفظه الله: صفات الله نوعان: ذاتية، وفعلية: ١- الذاتية: لاتنفك عن الله. ٢- الفعلية: التي يفعلها متى شاء. الكلام من الصفات الذاتية والفعلية، أن الله تكلم , ويتكلم متى شاء وسيتكلم. (الاقتصاد في الاعتقاد) 26- التوسل: هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه: وله معنيان شرعيان: الأول: معنى عام: وهو التقرب إلى الله جل وعلا بفعل أوامره واجتناب نواهيه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). الثاني: معنى خاص وهو الدعاء. عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقـال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسـقنا، قـال: فيسقون" رواه البخاري. 27- زيارة القبور على ثلاثة أقسام: ١- زيارة مشروعة: وهي التي يقصد نها تذكر الآخرة والسلام على الميت والدعاء له. قال صلى الله عليه وسلم "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الموت" رواه مسلم وعند الترمذي (تذكر الآخرة). ٢- زيارة بدعية: وهي التي يقصد بها التقرب إلى الله عند القبر واعتقاد أن الصـلاة أو الدعاء عنده لها مزية. ٣-زيارةٌ شركية: وهي التي يقصد بها التقرب لصاحب القبر بصرف شيءٍ مـن أنـواع العبادة. 28- الذبح لا يخلو من حالين: ١- ذبح التقرب: فإن كان الله فهو عبادة وإن كان لغيره أو بغيره فهو شرك. والشرك فيه على قسمين: - شرك أكبر: وله صورتان: أ- شرك عبادة: وهو الذبح لغير الله تقربا كالذبح للأصنام والقبـور والسـحرة والجن وهو شرك في الالوهية. ب- شرك استعانة: وهو الذبح بغير اسم الله كقوله: باسم المسيح، أو باسم الجـني الفلاني.وهو شرك في الربوبية. - شرك أصغر: وهو أن يكون الذبح الله ً تقربا بطريقة غير شرعية كالذبح عند عتبة البيـت الجديـد بقصد حلول البركة أو بقصد طرد الجن ونحو ذلك وذلك لأن كل من أثبت ًسببا لم يجعله الشارع سبباً لا شرعاً ولا قدراً فقـد وقـع في الشرك. ٢- ذبح الإكرام وإرادة اللحم: وهو من باب المباحات وإن نوى به التقرب فإنه يؤجر على الذبح، وهو على قسمين: أ- ما قصد به التقرب المحض: مثل الهدي والأضحية والعقيقة والإيفـاء بالنـذر ونحوها وهذا قد يكون واجباً وقد يكون مسنونا. ب- ما قصد به الأكل وإكرام الضيف ونحو ذلك وهذا يؤجر عليه إذا نـوى بـه التقرب وإلا فلا. 29- الاستعاذة: هي طلب اللجوء والعصمة من الأمر المخوف، والاستعاذة بالله هي الالتجاء والاعتصام بالله من شر خلقه. والاستعانة: طلب العون والمؤازرة في الأمر. والاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة. وهي أنواع: الأول: إن كانت بالله فهي توحيد. الثاني: وإن كانت بالمخلوق الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله أو الاستعاذة بـالأموات والغائبين فهي شرك أكبر. الثالث: وإن كانت بما جعله الله سبباً للعوذ والعون والغوث كالاستعاذة بالحي فيما يقدر عليه وكالاستعاذة بالبيوت من حر الشمس والمطر فهي جائزة. 30- التوكل: هو الاعتماد على الله وتفويض الأمر إليه، وأنواعه: أولاً: التوكل على الله في جلب المنافع ودفع المضار فهذا من أعظم العبـادات وأفضـل الطاعات. ثانياً: التوكل على الأموات والغائبين في جلب نفع أو دفع ضر فهذا توكلٌ شركي. ثالثاً: التوكل على الحي الحاضر فيما هو جائز شرعا و يقدر عليه فهذا جائز والمراد به التوكيل في ٍ أمر دنيوي مع اعتماد القلب بكليته على الله وتعلقه به لا بالوكيل. 31- شروط الرقية الشرعية: ١- أن تكون بكلام الله، أو بأسماء الله وصفاته. ٢- أن تكون باللسان العربي، وما يعرف معناه. ٣-أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها؛ بل بتقدير الله تعالى. 32- المتطير لا يخلو من أحوال: الأول: أن يعتقد المتطير أن ما تطير به هو الذي يجلب الخير أو يدفع الشر بذاتـه فهـذا شرك أكبر لأنه اعتقد في المخلوق ً نفعا وضراً من دون الله وهذا شرك. الثاني: أن يعتقد أن الله تعالى هو الذي يجلب الخير ويدفع الشر وأن هذه الأشياء الـتي تطير بها إنما هي أسباب وعلامات للخير والشر فهذا شرك أصغر إذا استرسل معه وصده عن حاجته أو مضى إليها بسببه. الثالث: أن يقع في قلبه شيءٌ من التطير فيصده ويدافعه ويستعين بالله ويتوكـل عليـه ويمضي لمقصده فلا شيء عليه. 33- التحريف: لغة: التغيير، اصطلاحاً: تغيير النص لفظا، أو معنى، وهو على ثلاثة أقسام: ١- تحريف لفظي يتغير معه المعنى: كتحريف بعضهم قوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا). إلى نصب الجلالة ليكون التكليم من موسى. ٢- تحريف لفظي لا يتغير معه المعنى: كفتح الدال من قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ)، الغالب لا يقع إلا من جاهل إذ ليس فيه غرض مقصود لفعله غالبا. ٣-تحريف معنوي: وهو صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل، كتحريف معنى اليدين المضافتين إلى الله إلى القوة والنعمة ونحو ذلك وهذا القسم يسميه القائلون به تأويلاً ويسمون أنفسهم بأهل التأويل، لأجل أن يصبغوا هذا الكلام صبغة القبول، لأن التأويل لا تنفر منه النفوس ولا تكرهه. 34- قال ابن عثيمين رحمه الله: قول بعض السلف في آيات الصفات وأحاديثها: "أمروها كما جاءت بلا كيف" لا دلالة فيه على نفي العلم بالمعنى بل يدل على أنهم يثبتون لها معنى وذلك من وجهين: الأول: أنهم قالوا: "أمروها كما جاءت" ومعلوم أنها ألفاظ جاءت لمعاني ولم تأت عبثاً، فإذا أمررناها كما جاءت، لزم من ذلك أن تثبت لها معاني. الثاني: قولهم "بلاكيف" لأن نفي الكيفية يدل على وجود أصل المعنى لان نفي الكيفية عن شيء لايوجد لغو وعبث. (شرح الواسطية) 35- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: مقولة: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"، قال عنها شيخ الإسلام رحمه االله: "هذه قالها بعض الأغبياء". وهي من أكذب ما يكون نطقاً ومدلولاً، كيف تكون أعلم وأحكم وتلك أسلم لا يوجد سلامة بدون علم وحكمة أبد، فالذي لا يدري عن الطريق، لا يسلم، لأنه ليس معه علم، لو كان معه علم وحكمة، لسلم، فلا سلامة إلا بعلم وحكمة. إذا قلت: إن طريقة السلف أسلم، لزم أن تقول: هي أعلم وأحكم وإلا لكنت متناقصاً. إذاً، فالعبارة الصحيحة: "طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم". (شرح الواسطية) 36- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الإلحاد يكون في: ١- الآيات الشرعية: وهي ما جاءت به الرسل من الأحكام، والأخبار ويكون الإلحاد فيها إما بتكذيبها أو تحريفها أو مخالفتها: فتكذيبها: بأن يقال: ليست من عند الله، فيكذب بها أصلاً، أو يكذب بما جاء فيها من الخبر مع تصديقهبالأصل، فيقال مثلاً: قصة أصحاب الكهف ليست صحيحة، وقصة أصحاب الفيل ليست صحيحة والله لم يرسل عليهم طيراً أبابيل. وأما التحريف، فهو تغيير لفظها، أو صرف معناها عما أراد الله بها ورسوله، مثل أن يقال: استوى على العرش، أي: استولى، أو: يترل إلى السماء الدنيا، أي: يترل أمره. وأما مخالفتها: فبترك الأوامر أو فعل النواهي. ٢- الآيات الكونية: وهي ما خلقه الله ويخلقه في السموات والأرض. والإلحاد فيها بنسبتها إلى غير الله استقلالاً أو مشاركة أو إعانة، فيقال: هذا من الولي الفلاني، أو: من النبي الفلاني، أو: شارك فيه النبي الفلاني أو الولي الفلاني، أو: أعان الله فيه. (شرح الواسطية) |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: 75 مسألة عقدية لنخبة من العلماء الخميس 21 يناير 2021, 7:23 am | |
| 37- طرق إثبات الصفات: صفات الله سبحانة توقفية:أي موقوف اثباتها على ورود النص بها ولإثباتها طرق: الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها. ولهذا كانت الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم. الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين.. وما أشبه ذلك. الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا). قاعدة: النفي في صفات الله عز وجل لا يرد إلا على سبيل العموم أو على سبيل الخصوص لسبب، لأن صفات السلب لا تتضمن الكمال إلا إذا كانت متضمنة لإثبات ضدها، وإلا لم تكن مدحاً. 38- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: السمع المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: أحدهما: بمعنى المجيب: مثل قوله تعالى عن إبراهيم: (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ). الثاني: بمعنى السامع للصوت،ينقسم إلى أقسام: أ- سمع يراد به بيان عموم إدراك سمع الله عز وجل، وأنه ما من صوت إلا ويسمعه الله، وهو من الصفات الذاتية. ب- سمع يراد به النصر والتأييد، وهو من الصفات الفعلية كما في قوله تعالى لموسى وهارون: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى). ج- سُمع يراد به التهديد والوعيد وهو من الصفات الفعلية. قوله تعالى: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ). تهديدهم ووعيدهم، حيث كانوا يسرون ما لا يرضى من القول. 39- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: العزة تنقسم إلي ثلاثة أقسام: ١- عزة القدر: فالله تعالى ذو قدر عزيز، يعني: لا نظير له. ٢- عزة القهر: هي عزة الغلبة، أي: أنه سبحانه غالب كل شيء، قاهر كل شيء، ومنه قوله تعالي: (فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)، أي: غلبني في الخطاب. فالله سبحانه عزيز لا غالب له بل هو غالب كل شيء. ٣-عزة الامتناع: وهي أن الله تعالى يمتنع أن يناله سوء أو نقص وكلها تدل على كمال قهره وسلطانه، وعلى كمال صفاته وأنه لا مثيل لها، وعلى تمام تترهه عن النقص والعيب. (شرح الواسطية) 40- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: العجب: هو استغراب الشيء، ويكون لسببين: الأول: خفاء الأسباب على المستغرب للشيء المتعجب منه؛ بحيث يأتيه بغتة بدون توقع، وهذا مستحيل على الله تعالى؛ لأن الله بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. والثاني: أن يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره وعما ينبغي أن يكون عليه بدون قصور من المتعجب؛ بحيث يعمل عملاً مستغرباً لا ينبغي أن يقع من مثله وهذا ثابت لله لانه ليس عن نقص من المتعجب ولكنه عجب بالنظر إلى حال المتعجب منه. (شرح الواسطية) 41- قال الشيخ فهد الغفيلي حفظه الله: الفرق بين التمثيل والتكيف من وجهين: الأول: التمثيل هو تعين الصفة بذكر مماثل لها، والتكييف هو تعين الصفة بدون ذكر مماثل لها. الثاني: التكييف لا يكون إلا في الصفة والهيئة، والتمثيل يكون في الذوات وفي العدد، كما في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) أي مثلهن في العدد. أما التكييف أعم من التمثيل لأن الممثل لم يمثل حتى كيف، فكل مكيف ممثل ولا عكس. (شرح الطحاوية) 42- قال الشيخ فهد الغفيلي حفظه الله: الشرع كاف للمسلم في الاستدلال. ولم تعرف كثرة الاستشهاد بالعقل المجرد حتى دخل علم الكلام. فاضطر أهل السنة للإيضاح دليل العقل لطمأنة المسلم والرد على المخالفين له والقصد بذلك: 1- إيضاح أن العقل الصريح موافق للنقل الصحيح. 2- الرد على أهل الكلام الذين يزعمون أن بين العقل والنقل مخالفة. 3- طمأنة المسلم أن ما يستدل به من الشرع صحيح. تعزيزه للأدلة الشرعية، ولهذا يستدلون بدليل الفطرة أحياناً. 43- هل ثمة فرق بين الكوثر والحوض: قيل: إن الكوثر و الحوض بمعنى واحد. وقيل: إن الكوثر هو الخير الكثير الشامل لكل ما أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ويدخل فيه الحوض. وقيل: إن الكوثر نهر في الجنة. وأما الحوض فهو نهر في العرصات. وهذا قول أكثر العلماء كابن عباس وعائشة وابن جرير وابن تيمية وغيرهم..وهو الموافق للأحاديث مثل حديث ثابت قال: قرأ أنس بن مالك (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكوثرُ نَهَرٌ في الجنَّةِ يجري على وجهِ الأرضِ حافَتاه قِبابُ الدُّرِّ". قال صلى الله عليه وسلم: "فضرَبْتُ بيدي فإذا طِينُه مِسْكٌ أَذْفَرُ وإذا حَصباؤُه اللُّؤلؤُ". 44- اختلف العلماء في ضابط الشرك الأصغر على قولين: القول الأول: أن الشرك الأصغر كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك ودلت النصوص على أنه ليس من الأكبر، مثل: "من حلفَ بغيرِ اللَّهِ فقد أشرَكَ"، فالشرك هنا اصغر لأنه دلت النصوص على أن مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة. القول الثاني: أن الشرك الأصغر: ما كان وسيلة للأكبر، وإن لم يطلق الشرع عليه اسم الشرك، مثل: أن يعتمد الإنسان شيء كاعتماده على االله، لكنه لم يتخذه إلهاً فهذا شرك أصغر، لأن هذا الاعتماد الذي يكون كاعتماده على الله يؤدي به في النهاية إلى الشرك الأكبر، وهذا التعريف أوسع من الأول، لأن الأول يمنع أن تطلق على شيء أنه شرك إلا إذا كان لديك دليل، والثاني يجعل كل ما كان وسيلة للشرك فهو شرك. (القول المفيد ٢٠٦/١ج) 45- حديث: (سبعة يظلهم الله في ظله) هل الله له ظل، وما المراد بالظل؟: قيل: 1- المراد "ظل العرش" كما جاء في عدة روايات لهذا الحديث. وكما في حديث: (من نظر معسراً أظله الله تحت ظل عرشه) رواه الترمذي، وقال بهذا الطحاوي وابن حجر وابن رجب والقرطبي وحافظ الحكمي. 2- "الظل" رحمته واختاره ابن عبد البر في أحد قوليه والبيهقي والبغوي. 3- ظل يخلقه الله تعالى؛ لأنه يوم القيامة لا يوجد شيء يظل الخلائق.. واختاره ابن عثيمين. ورد الشيخ ابن عثيمين رواية "ظل عرشه" لأن العرش أكبر من السموات. والراجح "ظل عرشه" لصحة الروايات فيه، وأما تأويله بالرحمة فإخراج للنص عن ظاهره، وأما قول من قال بأنه ظل يخلقه الله يوم القيامة فلا دليل عليه. قال الذهبي: وقد بلغ في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر. (العلو:84) 46- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لا شك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "التقوى ها هنا" ويشير إلى قلبه يعني: أنه إذا اتقى القلبُ اتقت الجوارح. وهذا ليس بدليل أو ليس بحجة على من يفعل المعاصي ويقول: إن التقوى ها هنا؛ لأننا نقول له: لو اتقى ما ها هنا؛ لاتقت الجوارح، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". وقال في اللقاء الشهري 5: ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ: (ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ) [لتبرير تقصيره]، ﻧﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﻘﻮﻯ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎً ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﻘﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ. 47- الاحتجاج بالقدر على فعل الذنوب باطل ولا يصح: والشريعة جاءت بالأمر والنهي، والذي يحتج بالقدر على فعل الذنوب أعرض عن الأمر والنهي وأصبح فعله هو الذي يرى أنه القدر المكتوب عليه، ولا شك أن هذا قول فاسد، وأنه طي لبساط الشريعة كلها؛ لأنها جاءت بأمر ونهي وبيان للوعيد على من ترك الأمر وفعل النهي، وفي بيان الثواب لمن فعل الأمر وابتعد عن النهي وهكذا. والذي يحتج بالقدر على فعل معاصيه هذا منتقص لهذه الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب، وأما محاجة آدم لموسى وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فحَجَّ آدَمُ موسى"، فإنما هو احتجاج بالقدر على المصائب وليس على المعائب، فإن الذنب الذي فعله آدم عليه السلام ثم تاب منه وتركه أصبح في حقه مصيبة، ولامه موسى بعد أن تاب من الذنب. 48- الفرق بين دلالة المطابقة والالتزام: المطابقة: هي دلالة الاسم على معنى واحد فقط من المعاني. وأما دلالة الالتزام: فهي دلالة الاسم على أمر خارج اللفظ، لكن يلزم من هذا اللفظ معنى آخر، مثل اسم الله سبحانه وتعالى القدير، فهو يدل على القدرة ويلزم من إثبات القدرة إثبات العلم، ويلزم من إثبات القدرة كذلك إثبات الحياة؛ لأنه لا يتصور أن قديراً ليس بحي، ولا يتصور أن قديراً ليس عنده علم، فهذه من اللوازم، وهذه هي دلالة الالتزام. 49- مجموعة من الدلائل التي يمكن أن نعرف بها الشرك الأصغر ومن ذلك: الأمر الأول: التصريح بأن العمل شرك أصغر، مثل تصريح النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (أخوفَ ما أخافُ عليْكم الشِّرْكَ الأصغرَ: الرِّياءُ)، فهذا تصريح بأنه شرك أصغر، ويشبه هذا إرادة الإنسان بعمله الدنيا. الأمر الثاني: عدم ترتب حد الردة عليه، فقد كان يحصل الشرك الأصغر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرتب النبي صلى الله عليه وسلم عليه حد الردة، ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرُّقَى والتَّمائمَ، والتِّوَلةَ شِركٌ)، والتمائم لبسها بعض الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وأنكر عليهم ذلك، وأمر بأن تقطع الأوتار التي تعلق في رقاب الإبل، ولم يرتب أحكام الردة والكفر المخرج من الملة على أفعال هؤلاء وتصرفاتهم، فهذا يدل على أن هذا المشرك ليس شركاً مخرجاً عن الملة، بل هو شرك أصغر. الأمر الثالث: أن يأتي لفظ الشرك: منكراً، كقوله صلى الله عليه وسلم: (الرُّقَى والتَّمائمَ، والتِّوَلةَ شِركٌ)، فلم يقل صلى الله عليه وسلم: إن الرقى هي الشرك. لأن الشرك عندما يكون معرفاً بـ (أل) فإنه يدل على أنه الشرك المعهود، وهو الأكبر، كقوله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة)، فهنا عرف الشرك بـ (أل)، فهذا يدل دلالةً صريحةً على أن الشرك المعني هنا هو الشرك الأكبر، بينما قال صلى الله عليه وسلم في الشرك الأصغر: (الرُّقَى والتَّمائمَ، والتِّوَلةَ شِركٌ)، فجاءت كلمة (شرك) نكرة (أل)، وهذا يدل على أن ذلك شرك أصغر. الأمر الرابع: فهم الصحابة للنصوص معتبر، فإذا فهم الصحابة من نص من النصوص الشرك فيه ليس مخرجاً من الملة؛ فهذا يدل على أنه شرك أصغر، وسيأتي بيانه-إن شاء الله-معنا في باب الطيرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الطيرة شرك)، قال بعض الصحابة: وما منا إلا ويقع في شيء من ذلك، ولكن يغلبه الإنسان بالتوكل. 50- الفرق بين الشرك والكفر: الشرك: هو عبادة يصرفها الإنسان لغير الله مع الله. والكفر: جحود لما أوجب الله سبحانه وتعالى عليه. 51- قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله: من قال القرآن مخلوق كفر، قال الإمام أحمد وأهل السنة قالوا: من قال القرآن مخلوق كافر، هذا قول المعتزلة هذا على العموم، أما فلان ابن فلان إذا قال القرآن مخلوق لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة لكن على العموم من قال القرآن مخلوق كافر، من أنكر علم الله وأن الله يعلم كل شيء كفر، لكن فلان ابن فلان قال القرآن مخلوق ما ندري حاله نقوله المقالة كفرية والشخص لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة، إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة تكفير على العموم، والشخص لا يكفر إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع. 52- قاعدة: أن أعمال القلب متلازمة مع أعمال الظاهر، فيستحيل وجود عمل القلب بدون عمل ظاهر، وبقدر قلة عمل القلب يقل عمل الظاهر، وبقدر قوة عمل القلب يزداد عمل الظاهر، وإذا انعدم عمل القلب لحظة انعدم عمل الظاهر، فانعدام عمل الظاهر دليل على انعدام عمل الباطن أيضاً. فلو أن إنساناً لم يعمل شيئاً من الظاهر أبداً، فهذا دليل على عدم وجود أعمال القلب في قلبه، إذ لو وجد في قلبه لدفعه إلى عمل الظاهر. وحالة الجهنميين التي هي أقل حالة أو آخر أهل النار خروجاً من الموحدين، جاء في أوصفاهم أنهم يقولون: لا إله إلا الله، وأن في قلبهم مثقال ذرة من إيمان، وأنهم من أهل الصلاة، ولهذا يعرفون بمواطن السجود الذي هو سجود الصلاة. ولهذا ساقه البخاري في كتاب الأذان فيما يتعلق بفضل السجود، فهذا مما يدل على أن البخاري رحمه الله فهم من السجود الوارد في حديث الجهنميين هو سجود الصلاة، وليس كما يقول بعض المؤولة: بأن المقصود به الوجه، وهذا تأويل يشبه تأويلات الجهمية. 53- قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: الفرق بين جانب التّوحيد، وحمى التّوحيد الجانب بعض الشيء، وأمّا الحمى فهو ما حول الشّيء. 54- قال الشيخ عبدالعزيز الراحجي حفظه الله: الجهم اشتهر بأربع عقائد خبيثة: العقيدة الأولى: عقيدة نفي الصفات، وورثها عنه المعتزلة. العقيدة الثانية: عقيدة الجبر وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا الله، وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على سبيل المجاز، وورثها عنه الجبرية. العقيدة الثالثة: عقيدة الإرجاء، عقيدة الإرجاء، وأن الإيمان هو معرفة الرب بالقلب، والكفر هو جهل الرب بالقلب وورثها عنه المرجئة. العقيدة الرابعة: القول بفناء الجنة والنار. واختلف العلماء في ذلك على قولين وذلك لأن النصوص جاءت بالنسبة للميزان مرة بالإفراد ومرة بالجمع مثل قوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ)، وكذلك في قوله: (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ)، وأفرد في مثل قوله، صلى الله عليه وسلم: "ثقيلتان في الميزان". فقال بعض العلماء: إن الميزان واحد، وإنه جمع باعتبار الموزون أو باعتبار الأمم فهذا الميزان توزن به أعمال أمة محمد، وأعمال أمة موسى، وأعمال أمة عيسى، وهكذا فجمع الميزانباعتبار تعدد الأمم، والذين قالوا: إنه متعدد بذاته قالوا: لأن هذا هو الأصل في التعدد ومن الجائز أن الله تعالى يجعل لكل أمة ميزاناً، أو يجعل للفرائض ميزاناً، وللنوافل ميزاناً. والذي يظهر والله أعلم أن المراد أن الميزان واحد، لكنه متعدد باعتبار الموزون. 55- ردود الأشاعرة العقلية على المعتزلة ليست في الغالب ردوداً صحيحة، بل فيها لوازم باطلة بناءً على مذهبهم، ولهذا فإن في القرآن والسنة غنية وكفاية عن استخدام ردود هؤلاء وإن كان قد يوجد في بعض كلامهم ما هو صحيح. وشيخ الإسلام في بعض الأحيان قد يستخدم هذا الأسلوب للرد على أهل الكلام بكلامهم نفسه لكن شيخ الإسلام ممن يميز المسائل ويفحصها جيداً وهو يختلف عن غيره فلا يصلح هذا لكل أحد. 56- الحوض لغة: الجمع. يقال:حاض الماء يحوضه إذا جمعه، ويطلق على مجتمع الماء. وشرعاً: حوض الماء النازل من الكوثر في عرصات القيامة للنبي، صلى الله عليه وسلم، ودل عليه السنة المتواترة، وأجمع عليه أهل السنة. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "إني فرطكم على الحوض". متفق عليه. وأجمع السلف أهل السنة على ثبوته، وقد أنكر المعتزلة ثبوت الحوض ونرد عليهم بأمرين: 1- الأحاديث المتواترة عن الرسول، صلى الله عليه وسلم. 2- إجماع أهل السنة على ذلك. 57- قال السفاريني رحمه الله: لو كانت العقول مستقلة بمعرفة الحق وأحكامه، لكانت الحجة قائمة على الناس قبل بعث الرسل وإنزال الكتب، واللازم باطل بالنص: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) فكذا الملزوم، فإن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح؛ فالأول خلق الله تعالى والثاني أمره، ولا يتخالفان؛ لأن مصدرهما واحد وهو الحق سبحانه: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ). 58- هل يجوز الحلف بالقرآن لأنه كلام الله تعالى؟: نعم يجوز لأنه صفة من صفات الله،ولكن الحلف بالقرآن وقد تكون فيه خطورة كبيرة إن حنث، لأنه جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من حلف بالقرآن وخالف وحنث عليه بكل حرف كفارة"،هذا شيء عظيم جداً،على أية حال،الحلف بالله أبو بصفة من صفاته،هو الذي دلت عليه الأدلة وهو الواجب،لأن الحلف بغير الله من الشرك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت"، وقال "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبكم، من حلف فليحلف بالله"، ومن حلف بصفة من صفات الله،فقد حلف جلا وعلا،والقرآن من صفاته،والحلف بالمصحف كالحلف بالقرآن،الذي يحلف بالمصحف يحلف بما فيه لا بالورق،فالحلف بالمصحف كالحلف بالقرآن. الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله 59- أهل السنة والجماعة يتبرءون من الطريقتين: الطريقة الأولى: التي هي تحريف اللفظ بتعطيل معناه الحقيقي المراد إلى معنى غير مراد. والطريقة الثانية: وهي طريقة أهل التفويض، فهم لا يفوضون المعنى كما يقول المفوضة بل يقولون: نحن نقول: بَلْ يَدَاهُ، أي: يداه الحقيقيتان مَبْسُوطَتَان، وهما غير القوة والنعمة. فعقيدة أهل السنة والجماعة بريئة من التحريف ومن التعطيل. 60- الفرق بين الحلول والاتحاد يتلخص فيما يلي: 1- أن الحلول إثبات لوجودين، بخلاف الاتحاد فهو إثبات لوجود واحد. 2- أن الحلول يقبل الانفصال، أما الاتحاد فلا يقبل الانفصال. 61- أقسام التوحيد من حيث معناها ومن حيث مضمونها هي أقسام واردة في القرآن وفي السنة النبوية الصحيحة، أما من حيث الترتيب العلمي فهي أقسام ثلاثة أو قسمين، وصحيح أنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا باب واسع عند العلماء ويسمى باب الاصطلاح، والعلماء يقولون: لا مشاحة في الاصطلاح، فإذا كان معنى الاصطلاح صحيحاً فإن الاصطلاح يكون صحيحاً، وإذا كان الاصطلاح معناه فاسد، فإن الاصطلاح فاسد. بينما لم ينكر أهل العلم على مصطلحات النحاة، ولا على مصطلحات الأصوليين، ولا على مصطلحات الفقهاء، ولا على مصطلحات الحديث: حديث صحيح، وحديث ضعيف، وحديث شاذ، وحديث منكر، هذه كلها لم تكن موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ومع هذا أصبحت جزءاً من العلوم المعيارية الأساسية فهذه المصطلحات صحيحة، لأن معانيها صحيحة، فإنه لا إنكار فيها، لكن الإنكار على المصطلحات التي تكون معانيها غير صحيحة. قول: ورب الكعبة، ورب العرش جائز: وأما (ورب القرآن) فلا يجوز، لأن القرآن كلام الله عز وجل، والرب معناه الخالق سبحانه وتعالى، فلا يصح أن يكون القسم بهذه الصيغة. 62- أسماء الله ليست أعلاماً محضة، بل هي أعلام دالة على الصفات: فالرحمن دال على الرحمة، والعليم دال على العلم، أما الصفة فقد لا يشتق له اسم منها، فلا يلزم اشتقاق الاسم لله من الصفة، لكن الاسم يدل على الصفة. فأسماء الله ليست أعلاماً محضة كما يقول أهل التعطيل، بل هي أسماء دالة على صفات، أما الصفة فلا يلزم أن يشتق منها الاسم، فلا يقال: من أسماء الله المتكلم. 63- قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله: الطواف حول القبور لم يشرعه الله، لكن إذا طاف حول القبر تقرباً إلى الله قائلاً: أنا أتقرب إلى الله بذلك، ويظن أنه يتقرب إلى الله، فإنا نقول: هذا بدعة. فإن كان يتقرب للمقبور نفسه صار فعله شركاً، وصرفاً للعبادة لغير الله. 64- قال الشيخ عبدالعزيز الراحجي حفظه الله: قال العلماء: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري من الخوراج، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. وبعض الصوفية له كلام شنيع، يقول: إذا كان يوم القيامة فسوف ينصب خيمته على النار، ويمنع أصحابه وأصدقاءه من دخول الجنة، وهذا كلام-والعياذ بالله-كفري، نسأل الله السلامة والعافية. 65- قال تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ): ويترتب على البرهنة والتوقيفية ما يلي: 1- تحديد مصادر العقيدة بالكتاب والسنة. 2- الالتزام بألفاظ الكتاب والسنة المعّبر بها عن الحقائق العقدية. 3- استعمال تلك الألفاظ فيما سيقت لأجله. 4- عدم تحميل تلك الألفاظ ما لا تحتمل من المعاني. 5- السكوت عما سكت عنه الكتاب والسنة وذلك بتفويض علمه إلى الله تعالى. 6- أن نقدم دلالة الكتاب والسنة على ما سواهما من عقل أو حس أو ذوق أو غير ذلك من وسائل المعرفة. 66- انقسم الناس في معية الله تعالى لخلقه ثلاثة أقسام: القسم الأول يقولون: إن معية الله تعالى لخلقه مقتضاها العلم والإحاطة في المعية العامة ومع النصر والتأييد في المعية الخاصة مع ثبوت علوه بذاته واستوائه على عرشه وهؤلاء هم السلف ومذهبهم هو الحق. القسم الثاني يقولون: إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع نفى علوه واستوائه على عرشه وهؤلاء هم الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم ومذهبهم باطل منكر أجمع السلف على بطلانه وإنكاره. القسم الثالث يقولون: إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع ثبوت علوه فوق عرشه. 67- قال الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله: كثيراً من المتأخرين -ولا سيما المتكلمين ومن تأثر بهم- إذا قرروا مسألة الاعتقاد وأصول الدين فإنهم يبتدئون بذكر توحيد الربوبية، لأنهم يعتبرون أن القول في الصفات يكون فرعاً عن هذا التقرير، وهذا الاعتبار من حيث الأصل لا إشكال فيه، لكن الغلط الذي وقع فيه المتكلمون هو من جهة أنهم لم يحققوا توحيد الربوبية إثباتاً إلا بنوع من الأدلة التي تستلزم تعطيل الصفات -كما هو مذهب المعتزلة- أو ما هو منه أو عليه: فإن نفي الصفات عند المعتزلة، أو نفي بعض الصفات -كما هو مذهب الأشاعرة والماتريدية- جاء نتيجة لتقرير مسألة الربوبية بأدلة تستلزم إما تعطيل الصفات، كما هو مذهب المعتزلة، أو تعطيل بعضها وهي الصفات الفعلية كما هو عندالأشاعرة والماتريدية. مع أن مسألة توحيد الربوبية تعتبر أصلاً مقرراً في الأدلة الشرعية التي هي أدلة فطرية، وأدلة عقلية، وهناك مقاصد من الشريعة تدل على توحيد الربوبية الذي لم يكن محل خلاف بين المسلمين، ولا بين جمهور الأمم؛ فإن جمهور بني آدم يقرون بأصل الربوبية. (شرح الطحاوية) 68- قال ابن القيم رحمه الله: إن العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر إلى حين ورود الشرع كما دل عليه قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)، وقوله: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا..)، وقوله: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)، وقوله: (ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ). فهذا يدل على أنهم ظالمون قبل إرسال الرسل وأنه لا يهلكهم بهذا الظلم قبل إقامة الحجة عليهم. (مدارج السالكين 3/ 453 - 454) 69- العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح؛ فالأول خلق الله تعالى والثاني أمره، ولا يتخالفان؛ لأن مصدرهما واحد وهو الحق سبحانه: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ). 70- قال شيخنا عبدالكريم الخضير حفظه الله: من أهل العلم من يقسم البدع إلى بدع واجبة وبدع مستحبة وبدع مباحة, وكيف يكون ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول "وكل بدعة ضلالة"؟! ومنهم من يقول هناك بدع محمودة ومستحسنة وبدع مذمومة، ويستدل بقول عمر في صلاة التراويح (نعمت البدعة هذه), وإذا نظرنا إلى صلاة التراويح التي جمع عمر رضي الله عنه الناس عليها وأردنا أن نطبق التعريف اللغوي عليها نجد أنها عملت على مثال سابق فليست ببدعة لغوية لأن البدعة اللغوية ما عملت على غير مثال سابق. وإذا أردنا أن نطبق التعريف الشرعي عليها نجد أنها قد سبق لها شرعية من فعله عليه الصلاة والسلام, النبي عليه الصلاة والسلام حيث صلى بأصحابه ليلتين أو ثلاث جماعةً في ليالي رمضان ثم تركها لا رغبةً عنها ولا نسخاً لها ولا رفعاً لحكمها وإنما خشية أن تفرض, فليست ببدعةٍ شرعية. الشاطبي يقول هي بدعةٌ مجازاً, وشيخ الإسلام في الاقتضاء يقول إنها بدعة لغوية, وتبعه على هذا كثير من أهل العلم. لكن الصواب أن هذا من باب المشاكلة والمجانسة في التعبير, وهذا أسلوب مطروق في لغة العرب وفي النصوص أيضاً كما في قوله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا). (شرح بلوغ المرام) 71- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أهل السنة والجماعة هم الذين تمسكوا بالسنة، واجتمعوا عليها، ولم يلتفتوا إلى سواها، لا في الأمور العلمية العقدية، ولا في الأمور العملية الحكمية، ولهذا سموا أهل السنة، لأنهم متمسكون بها، وسموا أهل الجماعة، لأنهم مجتمعون عليها.
72- قال الشيخ عبدالعزيز الراحجي حفظه الله: حياة الأنبياء حياة حقيقية برزخية؛ لكنها لا تشبه حياة الدنيا والروح لها تعلقات بالبدن تختلف فتعلق الروح بالبدن في الحياة الدنيا غير تعلقها به بالبرزخ، وغير تعلقها به في النوم، وغير تعلقها به في يوم القيامة، فالنائم روحه لها تعلق به. فالروح قد تذهب إلى مكان بعيد ولكنها قريبة، فإذا ضربت رجلك جاءت الروح بسرعة، وكما سيأتي في قصة موسى -عليه الصلاة والسلام- رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ليلة أسري به قائما يصلي، ورآه في السماء السادسة فالروح سريعة فهي حياة برزخية حقيقية، لكنها ليست كحياة الدنيا، والرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء ميتون، ولا يقال: إنهم أحياء، قال تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)، وهذه الحياة البرزخية لا تنافي أنهم ميتون، ولذلك من دعا الأموات فهو كافر، ولو كان الميت حي الحياة البرزخية أنت منهي أن تدعو الميت، ولو كان له حياة برزخية، ولا إشكال في هذا. (شرح الطحاوية) 73- قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: كل من يدّعي معرفة المستقبل، سواءٌ بِكِهانة أو بتنجيم، أو بخط في الرمل، فكلهم يتعاملون مع الشياطين ويتقربون إليهم، ولهذا يقول الله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ). (إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد).
كتبه منصور مزيد السبيعي قناة مآرب الدعوية على التيليغرام https://telegram.me/onedawaa المصدر: http://saaid.net/bahoth/292.htm |
|