أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: 99- اسم الله: "مؤتي الحكمة" الأحد 06 مايو 2018, 11:22 pm | |
|
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 29 أبريل 2021, 6:15 pm عدل 2 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: 99- اسم الله: "مؤتي الحكمة" الأحد 06 مايو 2018, 11:30 pm | |
| قال تعالى: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)" (سورة المسد).
فَطَريق الإرادة لأبي لهَبٍ بِيَدِ الله عز وجل، ومن أجْل أنْ تعْلم أنَّ كُلّ مخْلوقٍ أمر بِيَد الله سبحانه، فهؤلاء السُّفهاء قال تعالى: "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)" (سورة البقرة).
كأنَّ الله يُخاطِب الناس من أهل مكّة، واليهود ويقول أنتم سُفَهاء وسَوْف تقولون هذا الكلام قال تعالى: "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
حسناً، هؤلاء الذين سُمُّوا سُفهاء لو فكَّروا قليلاً ثمّ سكتوا فَلَو أنَّهم سكتوا أبْطلوا كلام الله، ولكنهم تكلموا وقالوا كما أخبرت به الآية، من أجل أن تعلَم أنّ الله بِيَدِه كُلُّ شيء وناصِيَة كلِّ شيءٍ وإذا أراد الله إنفاذ أمر أخذ من كلِّ ذي لُبٍّ لُبَّهُ والله عز وجل طليق الإرادة ولا شيءَ يقِفُ أمامه سُبحانه؛ فهذا السَّفيه الذي وُصِف بِأَنَّهُ سفيه ولأنَّهُ سفيه سَيَقول كذا وكذا ولو أنه فكَّر قليلاً وسكت لأَلْغى مصداقية القرآن الكريم ولكن حاشا وكلاّ، إذاً الحِكمة أنَّ كلَّ شيءٍ بِيَدِ الله يُؤتي الحكمة من يشاء أو يُؤتي الضلال من يشاء.
قال تعالى: "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)" (سورة محمد).
أعْمالُهم لا تُحَقِّق أهْدافَها ولا تصِل إلى غاياتِها؛ فَحَرَكة الإنسان الكافِر عَشْوائِيَّة حَرَكَتُهُ كبيرة ولكن عندما يأْتيه ملَكُ المَوت ليتوفاه ويخرجه من الدنيا بعد أن بدأت تنْتظم حياته ويعْلو شأْنُهُ وبعد ما أخذ يزْداد مالُهُ وقد تَمَكَّن بِعَمَلٍ مرموق، ومكانة وأصْحاب وأعْوان يقول له ملَكُ المَوت تَفَضَّل، فالحِكمة أنْ تأتي أعْمالك مُطابِقَةً لأهْدافِك لكن الإنسان أحْياناً يُنْجِزُ عمَلاً كبيراً دون أن يكون له غاية في مرضاة الله، بل تكون غايته سمعة شخصية، وعلواً في الأرض، لذا يقول ربنا عز وجل: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (23)" (سورة الفرقان).
يقول الله عز وجل في سورة البقرة: "فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)" (سورة البقرة).
أنا ذكرْتُ من قبْل أنَّ الله قد يُؤتي المال لِمَن يُحِبّ ولمن لا يُحِبّ فقد آتاه لِمَن لا يُحِبّ وهو قارون وقد آتاه لِمَن يُحِب وهو سيِّدُنا عثمان ابن عفَّان رضي الله عنه فهُو من أغْنى أغْنِياء الصحابة فقد جهَّز وحْدَهُ جيْش العُسْرة وهذا ابنُ عَوْفِ كذلك من أغْنى أغْنِياء الصحابة سَمِع مرَّةً من السيِّدة عائِشَة تقول: والله لَيَدْخُلَنَّ عبد الرحمن الجنَّةَ حَبْواً فقال هذا الصحابِيُّ الجليل والله لأَدْخُلَنَّها خَبَباً وماذا أفْعل إذا كنت أُعطي مئة في الصباح فَيُؤْتيني الله ألْفاً في المساء فالله أعطى المال لِمَن يُحِبّ ولمن لا يحب، وأعطى الملك لمن يحب، وهو سيِّدُنا سُليمان ولِمن لا يُحبّ وهو فِرْعون ولكِنَّ العِلم والحِكمة لا يُعْطيهِما إلا لِمَن يُحِب قال تعالى: "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)" (سورة يوسف).
فالإنسان إذا تلقى العِلْم الصحيح وتفقَّه بِكِتاب الله وقرأ سُنَّة رسول الله وسيرَتَهُ وقف على الحق وعرف مَوْقِعَهُ ولِماذا هو في الدنيا ومن أين أتى؟ وإلى أيْن سَيَذْهب؟ وما غاية وُجودِهِ وماهِيَتُهُ؟ فهذا أوتِيَ الحِكمة، فالمؤمن هدَفُهُ واضِح وهو مُطْمئِنّ لأنّه عرف حقيقة الحياة الدُّنيا وعرف حقيقة الكَون وحقيقة الإنسان وجَوْهَرَهُ.
قال تعالى: "فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ"، والآية الثانِيَة الشهيرة هي قوْله تعالى: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ".
يدْعو الإنسان ربَّهُ فَيَقول يا رب سدِّدْ قوْلي ووَفِّقْني وألْهِمْني الصواب والله أيها الإخوة ما من دُعاءٍ أرجو أن تدْعوا به جميعاً أحب إلي من هذا الدعاء: اللهم ألهمنا الصواب؛ قد يقِف الإنسانُ أياماً مواقِفَ نبِيلَة سليمة ويتكَلَّم الكلِمة الصحيحة ويتَحَرَّك الحركة المُناسِبَة ويغْضب في مَوْطن الغَضَب ويحلُم في موْطِن الحِلْم ويُعْطي في مَوْطن العَطاء ويُمْسِك عنْدما ينْبغي أنْ يُمْسِك فهذه المواقِف المُتَنَوِّعَة إذا كانت مُتناسِبَةً مع عِلَلِها وأسْبابِها يشْعر بِراحة؛ فماذا يُقابِل الحِكمة؟ الحُمق فالحِكمة يتْبَعُها راحة أما الحُمْق يتْبَعُهُ ندَم.
قال تعالى: "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ".
أَلَم تسْمعوا بِدُعاء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "اللهم اجْعل تدْميرهم في تدْبيرهم"، فبعض الناس يُفَكِّر ويُفَكِّر ويُفَكِّر ويحْسب ويجْمع ويطْرح ويقْسم ثمّ يرْتَكِب حماقَةً تُدَمِّرُهُ باختياره لأنه ركن إلى ذاته واطمأن إليها.
لذلك: "وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا".
فإذا دخل الإنسان المسْجد قد لا يجِد مقْعداً ولا يتوقع راحة ولا اسْتِضافة ولكنّ الذي يُعْطيهُ الله في هذا المسْجِد وفي أيِّ مسْجِدٍ آخر؟ الحِكمة تجِد أنَّك إذا دخَلْت المسْجِد تقول: اللهم افْتح لي أبْواب رحْمَتِك؛ تجد أنّك في بيْتِكَ حكيم وتعْقِد صفْقة مَعْقولة وبِالمُقابِل تجد من يعْقد صفْقة يخْسر بها وتهْوي به ويُدَمَّر فالإنسان لما يكون مع الله فالله معه والحقيقة أنت أحَدُ شخْصَين: "شخْصٌ يُلْهِمُه ربه سبحانه صلاحه وخيره وشخْصٌ يُوَسْوِسُ له شيْطان".
فالشيْطان يَدُلُّك على الشر وعلى المعْصِيَة ويُحَبِّب لك الدنيا ويُلْقي بينك وبين الآخرين البَغْضاء ويُزَيِّن لك الحرام، قد تجد أشْخاصاً كثيرين عندهم زوْجات من الدرجة الأولى ومع ذلك يطْمعون بِنساءٍ غير زوْجاتِهم لأنَّ الشيْطان يُزَيِّن أحدهم هذه المرْأة الأجْنَبِيَّة التي لا تحِلّ له ويُزَهِّدُه بِزوْجتِه فهذا حُمْق ويُدَمِّر نفْسَهَ فالشيء الطاهر والحلال والنقِيّ الذي لا شائِبَة فيه زاهِدٌ فيه ويلهث وراء الحرام الذي يُسَبِّب دمار أُسْرة وتَفْرِقة وعاراً كلُّ هذا دليل على عدم وُجود الحِكمة: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ".
تجد الإنسان يتسَرَّع بدون تحقق فإذا به يقعُ في شرِّ عملِه وقد يحْكم حُكْماً سريعاً على بعض أعماله فينْدم على ما فعل وقد يكون ردُّه أكثر مما ينْبغي فَيُفَجِّر المَوْضوع؛ أراد أنْ يُصْلِح فأفْسَد وأن يُرَمِّم فَدَمَّر.
فأيها الإخوة الكِرام
من علامة أنَّك حكيم أنَّكَ لا تنْدم والنَّدم يُرافِق عدم الحِكمة وعدم الحِكمة تعْني أنَّهُ مقْطوعٌ عن الحكيم ولا يوجد له اتِّصال بربه إذْ لو كان هناك اتِّصال لما كنت غير حكيمٍ فالله هو الحكيم وأيُّ عبْدِ اتَّصل به يشْتَقُّ من حِكْمَتِه، أحد الصحابة سُرق بعض مالِهِ فماذا قال؟ قال: اللهم إنْ كان الذي أخَذَهَ أخذه عن حاجَةٍ فَبارِك له فيه وسامِحْه وإن كان قد أخذه بطراً فاجْعَلْهُ آخر ذُنوبِهِ.
إني أعْرِف إنْساناً فَصَل مُوَظَّفاً عنده عن العمل وانْتَقَم منه انْتِقاماً شديداً بل أدَّى به الأمر إلى قتْلِهِ من أجل قضِيَّة تافِهَة؛ غَضَبٌ شديد حَمَلَهُ على ارْتِكاب جريمة قتل وهذه الجريمة أَوْدَت به إلى السِّجْن ثلاثين عاماً أما لو كان حكيماً لَقال: قَدَّر الله وما شاء فَعَل والله هو المُعَوِّض يرى كلّ ذلك من حِكْمة أرادَها الله فَلَعَلَّهُ أكل مالاً حراماً من قبل فالله تعالى عاقَبَهُ وانْتهى الأمر به إلى السجن ثلاثين عاماً، فالشيطان هو الذي يدْفعه إلى الحركات العَشْوائِيّة.
قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً (83)" (سورة مريم).
حركة عشْوائِيَّة وطائِشَة ومُؤْذِيَة وهدَفُها الإيقاع بين الناس، ذكرْتُ مرّةً قِصّة فريدة مذهلة كانت امرْأةٌ تعْمل بِالقضاء وكانت مُلَّمة بالقوانين وكان لها بيتٌ تملكه شركة مع أخيها وكان معها وثيقة بِمِلْكِيَّة نِصف هذا البيت والنصف الآخر لأخيها فَتَوَهَّمت أنه بِإمْكانِها أنْ تأخذ منه البيْت بِطَريقَة ذكِيَّةٍ جداً وبِأُسْلوبٍ يحْتاج إلى خِبْرة والقِصة طويلة جداً واسْتطاعَت بمكرها أنْ تجْعَلَهُ في الطريق هو وأولاده وزوْجَتُهُ، وأن تملك البيت وحدها، عِنْدها أُصيبَتْ بِمَرضٍ خبيثٍ في أمْعائِها وانْتهى بها الأمر إلى الموت العاجل فَكان أخوها وأولاده هم الوارثين وعادوا إلى البيت واسْتَحَقَّت لعْنة الله والملائِكة والناسِ أجْمعين.
من الذي دفعها إلى هذا العمل؟ الشيْطان أخْرَجَت أخاها الذي أعْطاها ثمن نِصف البيت تماماً ولكن ما خطر في باله أنْ يأخذ منها إيصالاً وابن هذا الأخ الكريم هو أحد إخْوانِنا؛ آلاف القِصص من هذا النوع.
فالإنسان وهو بعيدٌ عن الله تعالى أحْمَق ويرْتَكِب حماقةً لا توصف وعملاً طائِشاً فإذا به يتدَمَّر فالخُلاصة إذا كنت مع الله فأنت في ظِل الله ورِعايَتِهِ وحِمايَتِه وتَرْبِيَتِه؛ تجد شخْصاً حياتُهُ مُتواضِعة ولكنّه حكيم وشخْصاً آخر حياته مترفة ولكنه مُدَمَّر ألا ترى أشْخاصاً جمعوا أمْوالاً طائِلة ثم كُشِف أمْرهم فإذا هم بالسِّجن فالقضِيَّة هي قضِيَّة توْفيق من الله عز وجل: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ".
إنْسان خرج من بيْتِه يقول فيما روي: ((عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَزلَّ أَوْ أُضِلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ)) [رواه النسائي].
تحدُثُ معك أمور تقول بعدها ما انْتَبَهْت لكن الله ألْهَمني وصَحَوتُ من غفلتي، الفِكرة الدقيقة التي أريد أن أنبه إليها: أنْ تقِف في الوَقْت المُناسِب وأنْ تُراجِع الأمر وأنْ تتريَّث وأن لا تحْكم عشوائياً فَكُنْ مع الحكيم تغْد حكيماً وكُن مع العليم تغْد عليماً وكُن مع الرحيم تغْد رحيماً فَكُلّ إنسان يرْتَكِب حماقة يكون وقتها غافلاً، يعْني أنَّهُ وقْتَ ارْتِكابِه لها كان مقْطوعاً عن الله عز وجل: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ".
قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ(81)" (سورة آل عمران)، الحكمة تُؤْتى تفضُّلاً من الله الحكيم.
العلماء قالوا: "الكِتاب هو القرآن والحِكمة هي سُنَّة النبي عليه الصلاة والسلام".
قال تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ".
أيها الإخوة اُطْلُب من الله عز وجل كُلّ يومٍ أنْ يُلْهِمَك الحِكمة وألا تقع في شرِّ عملِك وأنْ تفْعل الشيء الصواب والحَسَن والحِكمة ضالَّةُ المؤمن والحقيقة أنَّ الإنسان إذا افْتَقَر إلى الله ألْهَمَهُ الحِكمة فإذا اعْتَدَّ بِرَأْيِهِ تخَلى عنه فوقع في الشرّ بينما أنْ تسْتَلْهِم الله فيؤتيك الحكمة وبين أنْ تنْقَطِع عن الله فينفرد بك الشيطان ويُوَسْوِس لك.
بِرَبِّكم هؤلاء المُجْرمون يوم قتَلوا ضحيتهم أَما فكَّروا في المصير؟ أربعة ذهبوا إلى صائغ في بعض الأبنِيَة في دِمشق وقَيَّدوه وأخذوا منه ثلاثة عشر كيلوا ذهباً وبعد أسبوع أُعْدِموا في قرْيَتِهم جميعاً هل معْقول أنْ يَخْسر الإنسان نفْسه من أجل كمِّيَة من الذهب تبقى لديه سبْعة أيام؟ لذلك المُجْرم غَبِيّ طبعاً صعْبٌ أنْ ترْتَكِب جريمة لكن هناك أخْطاء تُدَمِّر سعادَتَك.
أعْرِف شخْصاً اشْترى هذا الصحْن وأنا أقول دائِماً كُلَّما كثرت الصحون على السطوح قلَّت الصحون على المائِدة وكلما قلَّ ماء الحياء قلَّ ماء السماء وكلما رخُص لحْم النِّساء غلا لحْم الضأْن؛ كان يُصلي الفجْر والعِشاء مع أهْله بعْدها أصْبح يسْهر إلى الخامسة صباحاً وبذلك صار صغيراً أمام أهْله؛ أين الحِكمة؟.
وأعْرف رجُلاً هِوايَتُهُ أنْ يمْشي في الطُّرق المُزْدَحِمة ويُمَتِّع عَيْنه بالحَسْناوات فَأُصيب بِمَرض ارْتِخاء الجُفون فلا يسْتَطيع أنْ يرى إنساناً إلا إذا أمْسك جفْنه بِيَدِه أين الحِكمة؟ هل تُصَدِّقون من هو الحكيم؟ الذي يُطيع أمْر الله عزّ وجل.
أَطِعْ أمْرنا نرْفع لك حُجْبَنــا فإنا منَحْنا الرضى من أحَب ولُذْ بِحِمانا واحْتمي بِجنابِنـا لِنَحْميك مما فيه أشْرار خلْقِنا وعن ذِكْرنا لا يشْغُلَنَّك شاغِلٌ وأخْلِص لنا تلْقى المَسَرَّة والهنا
اسْمع قِصص الناس ترى العَجَب؛ أزْواج مُتَباغِضون وأعْمال مُنْحَرِفة وخُصومات ففي البيوت مُشْكِلاتٍ لا يعْلَمُها إلا الله ونُفور وعَصَبِيَّة لأنه مقْطوع عن الحكيم فَكلامُهُ قاسٍ ورُدود فِعْلِه عنيفَةٌ جداً فلا هناك حبٌ ولا وِئام ولا تسامُح ولا سُرور تجد بيتاً يحْوي كلّ شيء إلا الحُب فهو بِذلك خاوٍ من كل شيء.
فالإنسان بالحكمة يسْعد ومن دون الحِكمة يشْقى سمِعْتُ أنّ أحد العلماء ألَّف حَوْل هذه الآية كِتاباً من دَفَّتِه إلى دَفَّتِه: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ".
والله هناك زوْجاتٌ بِالحِكمة أصْبِحن أودَّ وأرحم زوْجات وهناك زوْجات بِالحُمق أصْبِحن أسْوأ زوْجاتٍ كلّ هذا من الزوج؛ فهذا كلّ يوم يُقسو على زوْجته ويُغلظ لها القول، وليل نهار وراء عُيوبِها حتى يحطَّ من شأنها ويُحَطِّمها وحتى تُجابههُ وتردَّ عليه ردّاً عنيفاً وحتى يُدمِّر الوُدّ الذي بيْنه وبينها.
أما المؤمن فيحْمد الله على كلّ شيء لن تجد إنساناً له كمال مُطلق أما الحكمة فإنها تجْعل النَّقص كمالاً والحُمق يجْعل الكمال نُقْصاً فانتبه اتِّصالُك بالله يُعْطيك الحكمة وذِكْرك الله عز وجل يُعْطيك الحكمة وتِلاوة القرآن تعطيك الحكمة والبطولة أن تسْعد في الدنيا والآخرة والسعادة أن تكون مع الحكيم وأنت تحْتاج إلى الحكمة كلّ ساعة بل كلّ دقيقة وبلا حِكمة يشْقى الإنسان ويَردى.
أيها الإخوة الكِرام بِهذا نكون قد أنْهَيْنا الحديث حول هذا الاسم من الأسماء الحسنى المئة والله المُوَفِّق. والحمد لله رب العالمين. رابط المصدر: http://nabulsi.com/blue/ar/sss_cat.php?pg=2&id=55&sid=600&ssid=601&sssid=603
|
|